بدعم امريكى خطة تلاعب نتانياهو بشطب الدولة الفلسطينية وعرض خطة طريق بري يربط الخليج العربى بموانئ إسرائيل
كتب : وراء الاحداث
ليس جديداً أن يدعو رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إلى شطب الدولة الفلسطينية، فهو وحكومته اليمينية المتطرفة، لا يعترفان بوجود شعب فلسطيني في الأساس، فكيف بقيام دولة فلسطينية؟
كان لنتانياهو موقف مماثل عام 2016 في خطاب ألقاه في مستوطنة هار حوما، التي أُقيمت على جبل أبوغنيم في القدس المحتلة، أكد فيه أنه “لن تقوم دولة فلسطينية تحت إشرافه”، وتعهد بتعزيز بناء المستوطنات، لأنها “وسيلة لمنع بيت لحم من الوصول إلى القدس”، كما أن وزير المالية الحالي، المسؤول عن إدارة الضفة الغربية بتسليئيل سموتريتش ادعى في أبريل (نيسان) الماضي، أنه “لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني”.
إن هذا النكران للشعب الفلسطيني، ولحقه في قيام دولته المستقلة على أرضه، هو جزء من أيديولوجيا الحكومة الإسرائيلية الحالية، المغرقة في تطرفها وعنصريتها، والرافضة لأي حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومن بينها قرلري مجلس، رقم 1515 للعام 2003 الذي يدعو إلى “إقامة دولتين جنباً إلى جنب، في حدود آمنة ومعترف بها”، والقرار رقم 1850 للعام 2008 الذي يؤكد أيضاً، قيام دولتين ضمن حدود آمنة ومعترف بها، ويشير إلى أهمية “مبادرة السلام العربية للعام 2002”.
وفي 2012 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح فلسطين صفة دولة غير عضو مراقب في الأمم المتحدة، وسمح هذا القرار برفع علم فلسطين في مقر الأمم المتحدة. ولأن إسرائيل لا تلتزم بالشرعية الدولية جراء دعم الدول الغربية لها، فقد بقيت القرارات الدولية حبراً على ورق، بل تجاهلتها، ومضت قُدماً في تنفيذ سياساتها، القائمة على مزيد من الاستيطان، باعتباره السبيل الوحيد، لتقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية؛ وذلك من خلال مصادرة الأرض، وطرد السكان والتهويد.
اللافت أن دعوة نتانياهو الجديدة إلى شطب الدولة الفلسطينية، تزامنت مع قرارات جديدة لحكومته، بتوسيع الاستيطان وتسهيله، وآخرها قرار بناء 5623 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، استكمالاً لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية التي أقرتها الحكومة سابقاً، وتحويل المستوطنات العشوائية إلى مستوطنات دائمة.
إن دعوة نتنياهو إلى “قطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين إلى دولة مستقلة لهم”، لا تتحقق إلا بتسريع وتيرة الاستيطان، ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية، والتطهير العرقي، واستيراد آلاف المستوطنين الجدد إليها، بهدف خلق واقع ديموغرافي جديد من خلال تغيير التركيبة السكانية التاريخية للضفة الغربية.
وإذا كان نتانياهو يعمل لمنع قيام دولة فلسطينية، لكنه من جهة أخرى يؤكد دعمه للسلطة الفلسطينية، لأنه “لا مصلحة لإسرائيل في انهيارها”، على أن تواصل عملها، لأنها “تحقق مصلحة إسرائيلية”، وهو مستعد أيضاً “لدعمها مالياً”. أي أنه يريد سلطة فلسطينية تكون في خدمة إسرائيل، ووكيلاً أمنياً لها، وتعمل بالنيابة عنها ضد الشعب الفلسطيني.
نتانياهو يكشف حقيقة نوايا حكومته الرافضة للشرعية الدولية والقانون الدولي، والتي لا تؤمن بالسلام، وتقوض كل الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي عادل. وهذا الموقف يفرض على المجتمع الدولي، الالتزام بقراراته، وتجاوز مواقف الشجب والإدانة بمواقف جدية، تحمي فرص حل الدولتين.
تل أبيب – عرضت إسرائيل على الولايات المتحدة خطة لإنشاء طريق بري يربط دول الخليج العربية بموانئها.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فقد “قدمت وزارة الخارجية الإسرائيلية الخطة إلى المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين”.
وقالت الصحيفة “تدفع إسرائيل والولايات المتحدة بهدوء خطة سرية طموحة لإنشاء جسر بري يربط الإمارات العربية المتحدة، عبر المملكة العربية السعودية والأردن، بالموانئ الإسرائيلية”.
وأشارت إلى أن ذلك جاء “رغم كل الصعاب، وفي وقت لم تكن فيه العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في ذروتها”.
وأوضحت أن “الطريق مخصص لتصدير البضائع من الشرق إلى أوروبا عبر إسرائيل، ولاحقا للتنقل السياحي أيضا”. وأضافت الصحيفة “سيمكن الجسر البري الشاحنات من نقل البضائع مع تقليل التكاليف والوقت بشكل كبير مقارنة بالوضع الحالي”.
وتابعت أنه “وفقا لدراسة أجرتها الخارجية الإسرائيلية والحكومة الأميركية يُقدر تقليل الوقت من 2 ـ 3 أيام إلى عدة أسابيع، وتوفير ما يصل إلى 20 في المئة في تكاليف الشحن”، التي تختلف بحسب البلد والشحنة وكمياتها ونوعها.
تجلس المسنة التي ينادونها بـ”الحاجة” قرب بيتها في مخيم جنين، تقول إنها ولدت في قرية زرعين المهجرة، قبل نكبة 1948 بعامين، غير أنها لا تذكر عنها ولا عن التهجير شيئاً، ولكنها تدرك أنّ مسقط رأسها زرعين وأنها هجرت مع عائلتها.
أسماء عائلات مخيم جنين شمالي الضفة الغربية مألوفة لمن يعيش ويقطن في الداخل الفلسطيني، هي امتداد للعائلات نفسها التي هجرت في نكبة 1948. مهجرو حيفا، قيساريا، زرعين، اجزم وعين حوض، هم سكان مخيم جنين اليوم الذين هجر آباؤهم وأجدادهم إبان النكبة.
ويقطن في مخيم جنين نحو 15 ألف نسمة، بحسب محافظة جنين.
واليوم بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، لا صوت يعلو في مخيم جنين على صوت الدمار وبقايا الأسلحة التي تفجرت يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين. البيوت محروقة والشوارع مدمرة، فلا ماء ولا كهرباء في بعض أحياء المخيم، ورغم كل هذا البؤس فالنفوس أبية صامدة، رممت ما يمكن ترميمه بحلول مؤقتة، ونظفت البيوت وعادت إليها.
في المشهد العام، نساء يكنسن الزجاج من الأزقة والطرقات بجانب منازلهن، فيما تزين صور الشهداء جدران مخيم جنين.
منزل عائلة أبو سرية تحول إلى مقر لجنود الاحتلال، وفقاً لما أكدت جمالات أبو سرية، لـ “العربي الجديد”، قائلة: “حرمونا من بيتنا، بات علينا أنّ نستأذنهم لكي ندخل إلى المرحاض، وهددونا بهجوم كلبهم علينا إذا افتعلنا المشاكل، كما قاموا بالتحقيق معنا، وسألونا ما إذا كانت لدينا أسلحة”.
وأضافت “في الطابق الأول من البيت، كان هناك جنود، وفي الطابق الثاني كان الكثير من القناصين، كانوا يعاملون المعتقلين معاملة سيئة، واستشهد في ساحة البيت مصطفى القاسم، كما قاموا بوضع الأصفاد بيد أبنائي، ووضعوا قسماً منهم في الحمام وفي الغرفة، وحفروا جدران الحائط ليستطيعوا القنص وإطلاق الرصاص منه”.
أما محمد عوض، وهو جندي مهجر من قرية المنسي، فيستذكر لـ”العربي الجديد” مشاهد الرعب إثر قصف الاحتلال: “كنت نائماً، أيقظني ابني قائلاً إنه قصف للصواريخ وهناك أنباء عن كون المخيم مهدداً بالاجتياح، خرجنا نتفقد الوضع، فوجدنا جرافة الجيش هدمت قسماً من البيت، والصواريخ نزلت في حارتنا، أصيب ابن أخي وهو يتلقى العلاج في مستشفى ابن سينا، كما أصيب صديقه وبترت قدماه وهو في مستشفى بنابلس”.
ويضيف “أما بيت شقيقي فقد ضرب بقذيفة، تحطم وأصبح غير صالح للسكن وهو آيل للسقوط في أي لحظة، وانتقل للسكن في بيت ابن عمي بقرية كوز”، مشيراً إلى أنّ الصواريخ والقذائف لم تتوقف حينها، وطلب جيش الاحتلال إخلاء البيوت، وكانت هناك إصابات، وقسم كبير من السكان جرى إخراجهم من منازلهم.
الحاجة آمنة مشارقة، مهجرة من قيساريا، تقول لـ”العربي الجديد”: “في البداية هدموا الشوارع والطرقات ثم دخلوا البيوت، وأخرجونا بالقوة، ذهبت إلى بيت ابنتي في رومانة، لم يكن هناك مجال للتراجع، هددونا بالكلاب لتخويفنا. عدت إلى بيتي في اليوم الرابع”.
جمال محمود أنيس لحلوح، مهجر من قرية زرعين قبل النكبة، احترق بيته بالكامل ولم يعد صالحاً للسكن، يوضح “كان المفروض أن يكون يوم أمس عرس ابني محمود، وألغينا كل شيء، لقد هدموا البيت واحترق بالكامل”.
وتابع “احترق المنزل بالكامل. الآن أنا وزوجتي عند دار عمي في جنين، وأبنائي ينامون عند أصدقائهم، سنعود إلى البيت بعد الترميم طبعاً هذا مؤكد”.
مشاهد الشوارع المدمرة لا تخطئها العين، وشارع السكة في المخيم مدمر بالكامل دون إسفلت ودمرت المياه والكهرباء فيه، بالإضافة إلى بعض المنازل التي أصبحت مهجورة وغير صالحة للسكن.
من جهتها، تقول ليلى محمد يوسف حمد، وهي مهجرة من مدينة حيفا: “أمس نظفنا البيت، لكن لا يوجد عندنا مياه ولا كهرباء، يوم العدوان أجبرنا الجنود على الخروج في غضون ساعتين، ومشينا على الزجاج، خرجت حافية القدمين أنا وابنتي….”.
يذكر أنّ العدوان الإسرائيلي على جنين، شمالي الضفة الغربية، لم يدم سوى 48 ساعة تقريباً، حيث بدأت قوات الاحتلال بالانسحاب من مواقعها في مخيم جنين مساء الثلاثاء، بعد عملية اجتياح شارك فيها أكثر من 3 آلاف جندي و200 آلية عسكرية وعشرات الطائرات، وقد اعترف جيش الاحتلال بمقتل أحد جنوده، مقابل استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة 100 آخرين بجراح.
تكثف إسرائيل إجراءات تنفيذ إستراتيجية التحول إلى مصدر رئيسي جديد لإمدادات الطاقة للدول الغربية، في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي حثيثا للحد من الاعتماد على الغاز الروسي، حيث من المتوقع أن تلعب مصر ودول عربية دورا مهما في الخطة الحالية.
القاهرة – اعتبر خبراء مصريون أن مساعي إسرائيل لتوسيع حصتها في مجال الطاقة العالمية مع دول الاتحاد الأوروبي يمكن أن تكلل بالنجاح مع تنامي التعاون بين لاعبين رئيسيين في المنطقة، مثل مصر وإسرائيل وتركيا.
ويمثل ذلك دافعًا قويًا لنمو صادرات الكهرباء، بصورة تتماشى مع رغبة دول أوروبية عدة تريد توثيق تعاونها مع دول مختلفة في المنطقة بغرض تنويع الممولين لمصادر الطاقة.
وأعلنت وزارة الطاقة في إسرائيل أخيرا أنها تعتزم إقامة خط تحت سطح البحر المتوسط لربط شبكتها الكهربائية بأوروبا، ويصل طول الخط المقترح إلى نحو 150 كيلومترا داخل إسرائيل.
كما تدرس إقامة خط آخر لربط شبكة كهرباء إسرائيل مع نظيرتها المصرية عبر شمال سيناء، ومد خط ثالث للربط الكهربائي مع الأردن.
والربط الكهربائي هو كابلات تيار مستمر عالية الجهد تحمل فائض الكهرباء من منطقة إلى أخرى، وتسمح للدول بتقاسم الطاقة وتبادلها، وتُمد الكابلات تحت سطح البحر أو تحت الأرض أو على سطحها.