أخبار عربية ودوليةعاجل

إثيوبيا تسعى لترويض مصر قبل بدء الملء الرابع لسد النهضة

رغم حظر 120 دولة على استخدامها أمريكا تزود أوكرانيا بقنابل عنقودية

إثيوبيا تسعى لترويض مصر قبل بدء الملء الرابع لسد النهضة

إثيوبيا تسعى لترويض مصر قبل بدء الملء الرابع لسد النهضة
إثيوبيا تسعى لترويض مصر قبل بدء الملء الرابع لسد النهضة

كتب : وكالات الانباء

يبدو آبي أحمد يظهر تغيرا إيجابيا في الخطاب الموجه إلى القاهرة والخرطوم.

تعكس رسائل التطمين التي ساقها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، لأول مرة منذ بدء أزمة سد النهضة، تجاه القاهرة تغييرا في مقاربة أديس أبابا لمعالجة الأزمة. وبدا آبي أحمد أكثر انفتاحا على الحوار مع القاهرة والخرطوم بانتظار إذا ما كان التصريحات تطابق التحركات على الأرض.

القاهرة/ أديس أبابا – في الوقت الذي تستعد فيه إثيوبيا للملء الرابع لخزان سد النهضة، حاولت ترويض مصر بتبني خطاب يطمئنها بأن الملء الأكبر والأخطر لن يمثل ضررا لها، والحديث عن توظيف حرب السودان سياسيا غير صحيح.

وكشفت مصادر مصرية لـ”العرب” أن الخطاب الناعم الذي تبناه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أخيرا يعبر عن تغير في اللهجة ولا يشير إلى تحول في المضمون، فالرجل حساباته النهائية لم تتبدل، لكنّ هناك ضغوطا تعرّض لها من بعض القوى الدولية للتوقف عن استفزاز القاهرة، وإيجاد قواسم مشتركة للتفاهم معها.

وألمحت المصادر ذاتها إلى أن تطوير التعاون بين مصر والهند لعب دورا في تغير الخطاب الإثيوبي، حيث تسهم نيودلهي بدور فعال في النواحي اللوجستية لمشروع سد النهضة، وتريد أن تحافظ على علاقات قوية مع القاهرة وأديس أبابا، ما جعلها تتدخل أخيرا لنزع فتيل التوتر بينهما وتنمية فكرة التعاون بدلا من الصدام.

وذكرت مصادر أخرى لـ”العرب” أن الأجواء السياسية في إثيوبيا وطموح آبي أحمد الإقليمي والاستقرار النسبي الذي تحقق له في السلطة بعد تهدئة أزمة تيغراي منحته قدرة على عدم الحاجة إلى التصعيد اللفظي أو تبني خطاب زاعق يدغدغ مشاعر الإثيوبيين ويستنفرهم لدعمه.

وأضافت أن الشكوك التي أثيرت حول استثمار أديس أبابا للصراع الضاري في السودان أسهمت أيضا في تبني لهجة مرنة لدحض الاتهامات التي لاحقت القيادة الإثيوبية للاستفادة من انخراط الطرف السوداني في الحرب والتغول في قضايا المياه وإضعاف الموقف المصري، أو القيام بشن حرب على منطقة الفشقة التي أعاد الجيش السوداني السيطرة عليها قبل عامين.

وقال رئيس وزراء إثيوبيا أمام برلمان بلاده الخميس إن “المصريين والسودانيين إخواننا، ونأخذ في الاعتبار التخوفات التي يثيرونها بشأن سد النهضة”، مؤكدا استعداد بلاده للتشاور والوصول إلى حلول وبدء مشروعات مشتركة، والعمل على مرور مياه كافية إليهما وبصورة لا تضرنا ونعمل على الإيفاء باحتياجاتهم وتنميتنا.

وتطرق آبي أحمد إلى ما كان يثار من خلافات بشأن سد النهضة قائلا “السؤال الهام هو كيف يمكننا أن نقوم بمشاريع جديدة مشتركة معاً بدلاً من الجدال، كيف يمكننا أن نقوم ببدء أعمال جديدة ونحن جاهزون للتشاور مع إخواننا ونصل إلى حلول”.

وأوضح ضياءالدين القوصي المستشار السابق لوزير الري المصري أن حديث آبي أحمد تطرق لعدة نقاط لأول مرة منذ أزمة السد عن التعاون بعد أن كانت إثيوبيا ترى أن النيل الأزرق حق رئيسي لها بمفردها دون الاعتراف بأحقية مصر والسودان.

وأكد في تصريح لـ”العرب” أن هذا الحديث جاء كنتاج لمباحثات غير معلنة جرت على مستوى قيادات تنفيذية وفنية في البلدين وبعد أن لوحت القاهرة باللجوء إلى جهات دولية لإصدار أحكام بشأن التصرف في مياه الأنهار الدولية العابرة للحدود.

وأشار إلى أن إثيوبيا تدرك أنها لن تتمكن من الاستفادة الكاملة من 27 مليار متر مكعب لإتمام الملء الرابع للسد بعد أن تمكنت من ملء 13 مليارا فقط في مراحل الملء الثلاث الماضية، وبالتالي هدفت إلى إظهار نفسها كطرف يراعي مصالح جيرانه.

ويذكر أن ضخامة كميات المياه في الملء الحالي يمكن أن تؤثر سلبًا على حصة مصر والسودان، خاصة أن إجمالي إيراد النيل الأزرق سنويًا يصل إلى 50 مليار متر مكعب، أي أنها قد تستحوذ على أكثر من نصف الكمية المتاحة.

ولفت القوصي في حديثه لـ”العرب” إلى أن القاهرة ستتعامل مع تصريحات آبي أحمد بالمزيد من الهدوء ولديها من المعلومات ما يجعلها متيقنة من أن السد سيكون في حاجة إلى ملء خامس وسادس وعاشر أيضا، ورفضت مصر أن تنجرف لفكرة ضرب السد عندما حصلت على ما يشبه الضوء الأخضر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ولم توظف أزمة تيغراي سياسيا.

وحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الرابع من يونيو الماضي إثيوبيا على قبول حل وسط بشأن أزمة سد النهضة، في إشارة فهمت على أنها رسالة من القاهرة إلى أديس أبابا بأن هناك فرصا مجدية لإيجاد قواسم مشتركة بينهما.

والتقى السيسي وآبي أحمد على هامش قمة “ميثاق التمويل العالمي الجديد” في الثاني والعشرين من يونيو الماضي في باريس، وبدا اللقاء عابرا، لكنه أوحى بعدم وجود قطيعة بينهما، وحمل رسالة بإمكانية البحث عن صيغة منتجة للطرفين.

وتمسكت القاهرة والخرطوم بضرورة الوصول إلى اتفاق ملزم مع إثيوبيا بشأن ملء السد وتشغيله لضمان استمرار تدفق حصّتيهما المائية التاريخية، بينما أصرت أديس أبابا على رفض هذا الطرح، مؤكدة أن مشروعها لا يستهدف الإضرار بأيّ دولة.

واستمر الموقف متراوحا بين صعود وهبوط إلى أن تجمدت المفاوضات في العاميين الماضيين، وتحولت أزمة سد النهضة إلى أزمة موسمية بين الدول الثلاث ويتردد صداها كلما حدث تطور من جانب أيّ منهم أو شرعت إثيوبيا في ملء خزان السد.

وتجمدت غالبية المواقف الإقليمية والدولية، وبدأت كل دولة تعتمد على علاقاتها الثنائية بالقوى الحليفة لها أو القريبة منها لأجل دعم رؤيتها الفنية والسياسية.

وأكدت الخبيرة في الشؤون الأفريقية أميرة عبدالحليم أن المعلومات المتداولة تشي بوجود مشكلات في عملية الملء الرابع للسد، ولن تكون إثيوبيا في حاجة إلى كميات كبيرة من المياه، وخطاب آبي أحمد موجه إلى الداخل الإثيوبي للتأكيد على أن الدولة منفتحة على جيرانها وأن الحكومة ليست لديها رغبة لإثارة مشكلات بالداخل والخارج.

واعتبرت عبدالحليم في تصريح لـ”العرب” أن الأزمة في السودان سوف تجلب تغيرات في المنطقة تعيد رسم التوازنات في الإقليم، مع سيناريوهات عديدة قاتمة للأزمة، وأرادت أديس أبابا إعادة تموضعها ضمن التغيرات المنتظرة مع تصدير خطاب يبين رغبتها في التعاون وحل الأزمات ما يجعلها رقمًا مهمًا في أيّ تحولات مستقبلا.

وتأثرت القاهرة بالصراع في الخرطوم، وبدت كمن خسر الرافعة الأخرى التي تسند موقفها في الضغط المعنوي على أديس أبابا، ما دفعها لتجنب حدوث قطيعة مع إثيوبيا والبحث عن قوى للوساطة على قاعدة المنافع المتبادلة، الأمر الذي يفسر التغير الظاهر في خطاب آبي أحمد، والخيط الذي مده لمصر.

ومن المتوقع أن تلتقطه القاهرة وتتفاعل معه بالطريقة التي تراها مفيدة لمصالحها، لأن هذا الخيط يحوي ملامح إيجابية حتى ولو لم يحدث تحول في الموقف الإثيوبي.

الذخائر العنقودية (أرشيف)

على صعيد اخر رغم حظر أكثر من 120 دولة اتفاقية استخدام الأسلحة العنقودية، أكدت الولايات المتحدة أمس الجمعة، أنها ستزود أوكرانيا بذخائر عنقودية كجزء من حزمة مساعدات عسكرية جديدة، في خطة أثارت جدلاً كبيراً بين مؤيد ومعارض.

وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية لأول مرة الأسبوع الماضي، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس بقوة الموافقة على نقل الأسلحة المثيرة للجدل إلى أوكرانيا، التي تكافح قواتها لتحقيق مكاسب كبيرة في هجوم مضاد استمر أسابيع.

ما هي الذخائر العنقودية؟

الذخائر العنقودية تسمى أيضاً بالقنابل العنقودية، وهي عبارة عن عبوات تحمل عشرات إلى مئات من القنيبلات الصغيرة، والمعروفة أيضاً باسم الذخائر الصغيرة. ويمكن إسقاط العبوات من الطائرات أو إطلاقها من الصواريخ، أو إطلاقها من المدفعية أو المدافع البحرية أو قاذفات الصواريخ.

وتنفتح العبوات على ارتفاع محدد اعتماداً على منطقة الهدف المقصود، وتنتشر القنابل الصغيرة بالداخل فوق تلك المنطقة. ويتم دمجها بواسطة جهاز توقيت لتنفجر بالقرب من الأرض أو على الأرض، مما يؤدي إلى نشر الشظايا المصممة لقتل القوات أو تدمير المركبات المدرعة مثل الدبابات.

ما النوع المُرسل إلى أوكرانيا؟

ووفق “سي إن إن”، تمتلك الولايات المتحدة مخزوناً من الذخائر العنقودية المعروفة باسم “الذخائر العنقودية ثنائية الغرض”، أو الذخائر التقليدية المحسنة ثنائية الغرض، والتي لم تعد تستخدمها بعد التخلص التدريجي منها في عام 2016.

وحسب مقال على موقع “eArmor” التابع للجيش الأمريكي، فإن صواريخ “DPICM” التي ستمنحها واشنطن إلى كييف يتم إطلاقها من مدافع هاوتزر عيار 155 مليمتر، مع كل عبوة تحمل 88 قنبلة صغيرة. ويبلغ مدى كل قنبلة صغيرة قاتلة حوالي 10 أمتار مربعة، لذلك يمكن أن تغطي العلبة الواحدة مساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع، اعتماداً على الارتفاع الذي يتم فيه إطلاق هذه القنابل الصغيرة.

وأوضح المقال أن القنابل الصغيرة الموجودة في الذخائر الصغيرة والمتوسطة الحجم، تشكل شحنة عند ضرب دبابة أو عربة مصفحة، وتخلق نفاثة معدنية تخترق الدروع المعدنية، مشيراً إلى أن الأمر قد يتطلب 10 قنيبلات صغيرة أو أكثر لتدمير مركبة مدرعة، كما أن قنبلة واحدة فقط كافية لتعطيل أسلحة المركبة المدرعة أو جعلها ثابتة.

متى استخدمت وأين؟

ووفقاً لتحالف الذخائر العنقودية، تم استخدام الأسلحة العنقودية منذ زمن بعيد في الحرب العالمية الثانية، وفي أكثر من 30 صراعاً منذ ذلك الحين.

ويقول التحالف إن آخر مرة استخدمت فيها الولايات المتحدة هذه الأسلحة في العراق من 2003 إلى 2006. وبدأت القوات الأمريكية في التخلص منها تدريجياً في عام 2016 بسبب الخطر الذي تشكله على المدنيين، حسب بيان صدر عام 2017 عن القيادة المركزية الأمريكية.

وفي الآونة الأخيرة، استخدم كل من الأوكرانيين والروس القنابل العنقودية منذ بداية الحرب في فبراير(شباط) 2022، كما بدأت القوات الأوكرانية في استخدام الذخائر العنقودية التي قدمتها تركيا في ساحة المعركة.

ولكن المسؤولين الأوكرانيين يضغطون على الولايات المتحدة لتقديم ذخائرها العنقودية منذ العام الماضي، بحجة أنهم سيوفرون المزيد من الذخيرة لأنظمة المدفعية والصواريخ التي يوفرها الغرب، للمساعدة في تضييق التفوق العددي لروسيا في المدفعية.

لماذا تعتبر مثيرة للجدل؟

ذكرت الشبكة، أنه عندما تسقط القنابل الصغيرة على مساحة واسعة، فإنها يمكن أن تعرض غير المقاتلين للخطر. وبالإضافة إلى ذلك، يفشل ما بين 10% إلى 40% من الذخائر، وفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، كما يمكن بعد ذلك تفجير الذخائر غير المنفجرة بواسطة نشاط مدني بعد سنوات أو حتى عقود.

ويقول تحالف الذخائر العنقودية، وهو مجموعة ناشطة تحاول منع الأسلحة في كل مكان إن: “الذخائر العنقودية الصغيرة التي يحتمل أن تكون قاتلة، لا تزال كامنة في لاوس وفيتنام بعد 50 عاماً من استخدامها”.

وقالت وكالة “هيومن رايتس ووتش” في بيان أمس الجمعة إن: “كلاً من أوكرانيا وروسيا قتلا مدنيين باستخدام ذخائر عنقودية في الحرب حتى الآن”.

وبدوره، قال نائب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جيل كاربونير في مؤتمر حول الذخيرة في سويسرا العام الماضي: “تظل الذخائر العنقودية واحدة من أكثر الأسلحة غدراً في العالم. فهي تقتل وتشوه بشكل عشوائي وتتسبب في معاناة إنسانية واسعة النطاق”، وأضاف “يجب إدانة أي استخدام للذخائر العنقودية، في أي مكان، ومن قبل أي شخص”.

حظر استخدامها

وفي سياق متصل، حظرت الكثير من دول العالم استخدام هذه الأسلحة من خلال اتفاقية الذخائر العنقودية(CCM)، التي تحظر أيضاً تخزينها وإنتاجها ونقلها. وعلى الرغم من أن 123 دولة قد انضمت إلى تلك الاتفاقية، إلا أن الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا و71 دولة أخرى لم تنضم إليها.

وبموجب القانون الدولي، فإن استخدام الذخائر لمهاجمة قوات أو مركبات العدو لا يعد مخالفاً للقوانين، لكن ضرب المدنيين بالأسلحة قد يرقى إلى جريمة حرب، بحسب هيومن رايتس ووتش.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!