أخبار عربية ودوليةعاجل

العالم على صفيح ساخن ..استراتيجية الأمن القومي الأمريكية: العقد المقبل “حاسم” في المنافسة مع الصين

4 خطوات أمام البنتاغون لإصلاح قاعدة الدفاع الصناعية..إيران تدرب الروس على "الكاميكازي" و"ذو الفقار" .. https://24.ae/article/725899/%D8%AD%D9%84%D9%81-%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88-%D9%8A%D8%A8%D8%AF%D8%A3-%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A%D8%A9#:~:text=%D8%AD%D9%84%D9%81%20%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88%20%D9%8A%D8%A8%D8%AF%D8%A3%20%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA%20%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A%D8%A9

العالم على صفيح ساخن ..استراتيجية الأمن القومي الأمريكية: العقد المقبل “حاسم” في المنافسة مع الصين

العالم على صفيح ساخن ..استراتيجية الأمن القومي الأمريكية: العقد المقبل "حاسم" في المنافسة مع الصين
العالم على صفيح ساخن ..استراتيجية الأمن القومي الأمريكية: العقد المقبل “حاسم” في المنافسة مع الصين

كتب : وكالات الانباء

وصل العالم إلى “مفترق طرق” إذ تسعى الصين إلى إعادة صياغة قواعد النظام العالمي، وسيكون العقد المقبل “حاسماً” للمنافسة بين بكين وواشنطن. هذا ما قاله الرئيس الأمريكي جو بايدن في استراتيجية الأمن القومي الجديدة التي أصدرها البيت الأبيض الأربعاء الماضي.

وترسم الإستراتيجية التي صيغت في 48 صفحة وتأخرت بسبب الحرب الأوكرانية، الخطوط العريضة لأولويات الأمن القومي لدى بايدن، وتصف الصين بـ “المنافس الوحيد الذي لديه نيه إعادة تشكيل النظام العالمي، ويملك القدرات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتقنية التي تمكنه بشكلٍ مُتزايد من إنجاز ذلك”.

وجاء في التقرير، الذي تناولته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية و”ردايو فري آسيا”، أنه “في هذه المنافسة مع جمهورية الصين الشعبية، من الواضح أن السنوات العشر المقبلة ستكون عقداً حاسماً. نقف الآن عند مفترق طرق ستضعنا فيه القرارات التي سنتخذها وأولوياتنا اليوم على مسار يُحدِّد موقفنا التنافسي في المستقبل البعيد”.

وصدرت هذه الوثيقة قبل أيام من المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني الذي بدأ الأحد والذي سيؤيد التمديد للرئيس شي جين بينغ لفترة رئاسية ثالثة ويعزز برنامج السياسات الهادف إلى التمهيد لـ “الإحياء العظيم للأمة الصينية” بحلول عام 2049.

وأفضت السياسة الخارجية الحازمة بشكلٍ مُتزايد لبكين تحت قيادة شي في وقت سابق من العام الجاري إلى الإعلان عن علاقة “بلا حدود” مع روسيا قبل غزو الأخيرة لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، وكذلك أفضت إلى تعهدات بإعادة صياغة القواعد العالمية للُحكم.

تطابق المصالح بين روسيا والصين
وتشير وثيقة بايدن للأمن القومي إلى أنه في حين أن مصالح روسيا والصين “تتطابق على نحو مُتزايد”، فالتحديات التي يمثلها البلدان للولايات المتحدة واضحة وصريحة، مع التركيز أكثر على بكين على المدى البعيد إذ تُبادر إلى “ترسيخ الحكم المُستبد بسياسة خارجية رجعية”.

وجاء في الوثيقة: “سنُعلي من أولوية الحفاظ على ميزة تنافسية دائمة نرتقي بها على الصين، مع الحرص على تقييد روسيا التي ما برحت تمثل خطراً جسيماً”، والتأكيد على أن بكين لديها طموحات واضحة لأن “تصبح القوة العظمى الأولى عالميّاً”.

وورد في الوثيقة أيضاً أنه: “في الوقت نفسه، تُعدُّ جمهورية الصين الشعبية محورية أيضاً للاقتصاد العالمي، ولها أثر كبير على التحديات المُشتركة، خاصةً فيما يتعلق بالتغير المناخي والصحة العامة العالميّة. ومن الممكن أن تتعايش الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية سلميّاً، وتتشاطرا التقدم البشري وتُسهما فيه معاً”.

تايوان
غير أن وثيقة الإستراتيجية أيضاً تُشدد على دعم الحكومة الأمريكية لفكرة “صين واحدة” ورفضها لأي دعم لاستقلال تايوان.
وجاء فيها: “لدينا مصلحة راسخة في الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان، وهو أمر بالغ الأهمية للأمن الإقليمي والعالمي”، إذ تتعهد الولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان و “نُعارض أي تغيرات من طرف واحد للوضع الراهن من جانب أي من الطرفين، ولا ندعم استقلال تايوان”.

وفي فعالية لإطلاق الإستراتيجية في جامعة جورج تاون الأربعاء الماضي، قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي لبايدن إن الإستراتيجية ليست بياناً أيديولوجيّاً لعالِمٍ حر في مواجهة المدّ الصاعد للسلطوية والاستبداد.

وأضاف أن الولايات المتحدة تبني “أكبر تحالفٍ ممكن من الأمم لتعزيز مصالحنا الجمعية” دفاعاً عن النظام القائم على قواعد محددة، سواء كانت جميع الأطراف المُشاركة في ذلك التحالف ديموقراطية أم لا، وسواء كانت توافق على السياسات الأمريكية أم لا.

واختتم سوليفان حديثه قائلاً: “حتى لو لم يتفق شركاؤنا وحلفاؤنا معنا على كل شيء، فإن مصالحهم تتماشى مع مصالحنا، وكذلك العديد من البلدان التي لا تتبنى المؤسسات الديمقراطية، لكنها تعتمد رغم ذلك على النظام الدولي القائم على قواعد محددة وتساعد على تعزيزه واستدامته، ولا تريد أن تراه يتلاشى من الوجود”.

كتب الجنرال الأمريكي المتقاعد جون فيراري، مقالاً تحليلياً في صحيفة “ذي هيل”، يشرح فيه كيف يُمكن للبنتاغون أن يعيد ترتيب استراتيجيته بشأن قاعدة الدفاع الصناعية، التي باتت أضعف بكثير مما كانت عليه في السابق.

وقال فيراري، وهو مدير سابق مختص بتحليل برامج الجيش الأمريكي وتقييمها، إنه “في كل مرة تخوض فيها الولايات المتحدة حرب ما، تكافح لإيجاد طرق لتسريع عملية مطولة تستغرق 3 سنوات لإنتاج سلسلة من الذخائر الجديدة. لكن بدلاً من التدافع عند بدء القتال، يجب على البنتاغون أن يعمل الآن ويتخذ الإجراءات الـ4 التالية لضمان استمرار قاعدة الدفاع الصناعية الخاصة به”.

1- عقود التسليم لأجل غير مسمى
يلفت فيراري إلى أن آلية عقود التسليم لأجل غير مسمى والكميات غير المحددة (IDIQ) مع قطاع الذخائر بين البنتاغون وموردي الذخيرة الغامضة، وتُقصر من عملية التعاقد في أوقات الحاجة”.

ويرى أنه “بدلاً من توقيع عقود IDIQ، يجب على البنتاغون شراء الذخائر من خلال الالتزام بعمليات شراء جماعية لمدة 5 سنوات، ما يمكّن الصناعة من الشراء المسبق للذخائر مع التدفق المستمر للدخل، وكذلك سيكون القطاع الخاص على استعداد للاستثمار في السعة المحددة”.

2- منشآت إنتاج الذخيرة
وأوضح فراري أن الخطوة الثانية التي على البنتاغون اتخاذها هي “إصلاح آلية تشغيله لمنشآت إنتاج الذخيرة”.
وأضاف “تمتلك وزارة الدفاع العديد من تلك المنشآت لكنها تتعاقد مع شركات خاصة. وعلى الرغم من السماح للقطاع الخاص بتشغيلها، فإن البنتاغون يتعامل مع المنشآت كقاعدة عسكرية، ويخضعها للقواعد واللوائح التي تفرضها الحكومة والتي تدخل بعد ذلك في تكلفة الذخائر”.

وأشار الجنرال السابق إلى أن “هذه التكاليف الثابتة تؤدي إلى ارتفاع أسعار الذخائر، يجب على الحكومة ببساطة دفع هذه التكاليف العامة من جيبها”.

3- التعاقد من أجل الاحتكار

ثالثاً، يشرح فيراري أن على “البنتاجون إيقاف التعاقد من أجل الاحتكار، إذ أنه على مدى العقود العديدة الماضية، دفع البنتاغون المصنّعين إلى التوقف عن العمل من خلال منح عقود كبيرة ومُصنِّع واحد على أساس الاعتقاد الخاطئ بأن هذه طريقة فعالة. إلا أن معظم الذين لم يتم منحهم عقوداً يخرجون عن العمل، مما يترك سلسلة التوريد عرضة للخطر ويسمح بزيادة التكاليف”.

وتابع “في منتصف 2010، استخدم الجيش الأمريكي بنجاح استراتيجية الاستحواذ ذات العيار المتوسط لحماية القاعدة الصناعية الأمريكية وتقويتها من خلال الحفاظ على منتجين قادرين. في حين أن هذه قد لا تكون أكثر طرق التعاقد فعالية من حيث التكلفة على المدى القصير، إلا أنها توفر بوليصة تأمين لزيادة تكاليف الإنتاج والتحكم بسرعة على المدى الطويل”.

4- متطلبات واقعية للمخزون
أخيراً، يشير فيراري إلى أن “أهم خطوة يمكن أن تتخذها الحكومة الأمريكية هي وضع متطلبات واقعية للمخزون، إذ أنه من أجل توفير المال والظهور بأنه على استعداد للقتال، حدد الجيش مستوياته المطلوبة لما يمكن أن يكون حرباً قصيرة جداً. هذا يتجاهل حقيقة أن الحروب غالباً ما تستمر لفترة أطول من المتوقع، ويمكن أن تجتذب خصوماً آخرين قد يفتحون جبهات ثانية”.

وأضاف “كما أنه يتجاهل احتياجات حلفائنا الذين سيطلبون الذخيرة، إن مطلب المخزون الواقعي سيمكننا من خوض حربين وتوفير ما يحتاجه حلفاؤنا. كما سيسمح للكونغرس بتخصيص تمويل أفضل لضمان مرونة القاعدة الصناعية واستجابتها”.

مضاعفة الإنفاق
ويرى فيراري أن على واشنطن أن “تضاعف الإنفاق على الذخائر على الأقل خلال السنوات الـ5 – 10 القادمة، ويجب أن تفعل ذلك من خلال الالتزام بمشتريات جماعية على مدار 5 سنوات، والتي ستؤمن التمويل المستدام الذي تحتاجه الصناعة للاستثمار في تنمية القوى العاملة والإنتاج الصناعي”.

واختتم فيراري بالقول: “لا تستطيع ترسانتنا الديمقراطية أن تنتج ما هو مطلوب إذا قمعنا إشارة الطلب وقطعنا التمويل. لحسن الحظ، الحلول ليست صعبة، ويمكن لوزارة الدفاع إصلاح ذلك أثناء تقديم موازنة2024.

طائرة إيرانية مسيرة (أرشيف)

على صعيد اخر سعت إيران منذ اللحظة الأولى للحرب الروسية في أوكرانيا إلى إيجاد موطئ قدم يتيح لها بيع أسلحتها، خاصة الطائرات المسيرة التي تمتلك طهران منها أعداداً كبيرة، بتكنولوجيا متواضعة لكنها تبقى مطلوبة من قبل روسيا، التي تفتقر إلى قدرات مماثلة وللوقت اللازم لتطويرها في ظل احتدام الصراع في أوكرانيا.

وبعد التقارير العديدة عن مد إيران لروسيا بطائرات مسيرة من طرازات مختلفة، أقدمت طهران على إرسال مدربين مختصين إلى الأراضي الأوكرانية المحتلة لتمكين الروس من استخدام طائرات الكاميكازي الشهيرة، وفقاً لما ذكرته صحيفة “جيروزالم بوست” اليوم الأحد.

تتالت الأنباء القادمة من أوكرانيا والتي تفيد بأن روسيا تستقدم مدربين إيرانيين إلى المناطق المحتلة مؤخراً، خيرسون ودونيتسك، لاكتساب مهارات وخبرات إضافية في استعمال الطائرات المسيرة، لدورها البارز في تغيير موازين القوى، وقلة تكاليفها، المادية، ودقة تصويبها.

يوم الأربعاء الماضي، أعلن مركز المقاومة الوطني الأوكراني، أن مدربين إيرانيين قدموا إلى أراض ضمت مؤخراً، وباتوا يشرفون على إطلاق القوات الروسية لطائرات الكاميكازي المسيرة من داخل تلك الأراضي.

وزعم مركز المقاومة الأوكراني السري، أن “الروس أخذوا مدربين إيرانيين إلى إقليم خيرسون وشبه جزيرة القرم مؤقتاً لإطلاق طائرات شاهد-136، وكاميكازي”. 

وأكد المركز، أن الخبراء الإيرانيين يعلمون الجنود الروس على كيفية تحديد الأهداف الأوكرانية وإصابتها بدقة، بما فيها تلك المدنية، مشيراً إلى رصد قصف لمناطق سكنية بطائرات كاميكازي الإيرانية، في ميكولايف، وأوديسا. 

وعملت روسيا على تهيئة الظروف الملائمة لاستقدام الخبراء الإيرانيين، وحرصت على محاولة عدم إحراج حلفائها في طهران، عبر اتباع نهج سري، يضمن عدم كشف التعاون بين الطرفين. وأقامت روسيا مراكز إيواء خاصة بأولئك المدربين في زالزني، وهلاديفتسي، التابعتين لمنطقة خيرسون. وفي دزهانكوي في شبه جزيرة القرم.

وحولت روسيا خيرسون بعد ضمها في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي لمركز إمداد لوجيستي وساحة تدريب، وكذلك فعلت أيضاً في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها منذ 2014.

نفي إيراني
ورغم الأدلة الكثيرة، تنفي إيران في تنفيذ مهمة كهذه، ويقول مركز المقاومة الوطني الأوكراني،  “رغم ذلك النفي الإيراني المطلق، لا نزال نرصد الأدلة على وجود تلك الطائرات، ونموت بنيرانها أيضاً، وبات وجودها اليوم أكبر من أي وقت مضى، وهي هنا من أجل مهاجمتنا”، مضيفاً، “كما ترون تساعد إيران المعتدي (روسيا) ليس فقط بالأسلحة والطائرات، بل أيضاً بالمدربين، متممة معروفها مع روسيا على أكمل وجه”.

خلال عطلة نهاية الأسبوع، أخبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان نظيره البرتغالي، أن إيران لم تبع طائرات مسيرة أو أي أسلحة أخرى لأي من طرفي النزاع في أوكرانيا.

وقال عبد اللهيان، “نعتقد أن تسليح أي من الجانبين سيطيل الحرب، ولا نظن أن ذلك الخيار هو الطريق الصحيح”.

وبعد تبني الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة رواية الطرف الأوكراني، أصبح الموقف الإيراني أكثر تشنجاً، وبات من الضروري إيجاد مخرج يجنب طهران عقوبات غربية جديدة. 

اتهامات أوروبية وأمريكية
وقال مسؤولون أوروبيون وأمريكيون، إن إيران تبيع طائرات مسيرة انتحارية لروسيا التي أصبحت تعتمد بقوة على ذلك السلاح.

وبحسب ما ذكرته وزارة الدفاع الأوكرانية يوم الجمعة الماضي، فإن موسكو تنوي شراء آلاف الطائرات الإيرانية المسيرة، لتعزيز حضورها في أجواء أوكرانيا.

من المتوقع أن يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بيع إيران لطائرات مسيرة إلى روسيا غداً الإثنين. وسيبحث الأوروبيون إمكانية فرض عقوبات على إيران، رداً على تلك الخطوة.

وأبلغت أوكرانيا عن سلسلة من الهجمات الروسية باستخدام طائرات إيرانية مسيرة من طراز شاهد-136 في الأسابيع الأخيرة.

وهاجمت 3 طائرات مسيرة إيرانية بلدة ماكاريف الصغيرة غربي العاصمة الأوكرانية كييف، يوم الخميس الماضي. وقال مسؤولون، إن منشآت البنية التحتية الحيوية في ماكاريف تعرضت للقصف من قبل طائرات إيرانية. 

وكانت الولايات المتحدة فرضت في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي، عقوبات على شركة إيرانية اتهمتها بتنسيق رحلات جوية عسكرية لنقل طائرات إيرانية مسيرة إلى روسيا، و3 شركات أخرى قالت، إنها متورطة في إنتاج طائرات إيرانية مسيرة.

وبحسب البيت الأبيض، فإن إيران زودت روسيا هذا الصيف بمئات من الطائرات المسيرة، وبدأ استخدامها على نطاق واسع في الجبهة، لا سيما في سلسلة الضربات التي شنتها روسيا، الإثنين 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وفق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

صواريخ باليستية
على صعيد آخر، تبحث إيران إمكانية بيع روسيا صواريخ باليستية بعيدة المدى، من نوع أرض-أرض، بالإضافة إلى إمدادها بطائرات كاميكازي، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” اليوم الأحد.

وبحسب التقرير، فإن روسيا تسعى لشراء صواريخ إيرانية من طراز “فاتح -110″، إضافة لعدد من صواريخ “ذو الفقار” قصيرة المدى. وتؤكد المعلومات الاستخباراتية أن إيران بدأت فعلياً بتحضير تلك الشحنة، استعداداً لنقلها إلى روسيا بعد صفقة وقعت بين البلدين في 18 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وفي حال إتمام العملية، ستكون هذه المرة الأولى التي تبيع فيها إيران صواريخ لروسيا بشكل علني منذ بدء الحرب في فبراير (شباط) الماضي.

وتأتي الأنباء عن سعي روسيا لاستقدام الصواريخ الإيرانية، في ظل تقارير عن تراجع مخزون روسيا من الصواريخ الباليستية. ويوم الجمعة الماضي، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، إن روسيا تستنفد ترسانتها الصاروخية عالية الدقة، زاعماً أن ما تبقى في رصيد موسكو من تلك الصواريخ هو 124 صاروخاً فقط، من طراز إسكندر أرض-أرض.

أسباب أخرى
ومن الأسباب التي تدفع روسيا إلى امتلاك الطائرات الإيرانية المسيرة، “تقليل الاعتماد على الصواريخ العابرة للقارات والتي تراوح كلفتها بين 1.5 مليون ومليوني دولار أمريكي”، بحسب ما ذكره الباحث الفرنسي المشارك في مركز “سيريس” في باريس بيار غراسيه لوكالة الأنباء الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي.

وعن السؤال لماذا تعمد روسيا، أحد أكبر منتجي الأسلحة في العالم، إلى طلب هذه المسيرات من إيران؟ قال الكولونيل الروسي إيغور إيشتشوك كما نقلت عنه وكالة “تاس” الرسمية إن “وزارة الدفاع حددت شروطاً تكتيكية وتقنية تلائم المسيرات. وغالبية الجهات المصنعة (الروسية) ويا للأسف، غير قادرة على احترامها”.

وأكد وزير الدفاع الأوكراني ريزنيكوف، يوم الجمعة، أنه يعتقد أن روسيا تمتلك حالياً حوالي 300 طائرة هجومية إيرانية الصنع، وأضاف: “هم يحاولون شراء بضعة آلاف أخرى من هذه الطائرات، سنرى ما إذا كان ذلك سيحدث أم لا، ولكن علينا الاستعداد”.

وتابع: “نحن نطور أنظمة لمواجهتها حيث نقوم بتفكيك الطائرات ومعرفة الأنظمة الإلكترونية الموجودة بداخلها، وبالتالي نجهز إجراءات مختلفة ضدها”.

وأشارت بعض التقارير الصادرة من أوكرانيا إلى أن روسيا قد تلجأ لاستخدام ذخائر “S-300” المضادة للطائرات في هجمات برية.

ومن شأن إتمام الصفقة بين إيران وموسكو، أن يتيح لروسيا تعزيز حضورها في أوكرانيا، وتجديد مخزونها من الصواريخ الاستراتيجية التي يعتمد عليها الجيش الروسي في هجماته المتعددة. 

مقاتلة أمريكية (أرشيف)

بدأت قوات 14  دولة في حلف شمال الأطلسي “ناتو” تدريبات سنوية اليوم الإثنين، لمحاكاة الدفاع عن الأراضي التي يغطيها الحلف بالأسلحة النووية.

وذكر الحلف أن تدريبات “ستيد فاست نون” تشمل 60 طائرة بينها مقاتلات وطائرات مراقبة وإعادة التزود بالوقود وقاذفة قنابل بي52- طويلة المدى من الولايات المتحدة ستحلق من نورث داكوتا.

وقال ناتو إن الرحلات التدريبية ستقام فوق بلجيكا التي تستضيف التدريبات وفوق بحر الشمال وبريطانيا. وشدد على أنه لن يستخدم الذخيرة الحية.  

وذكر بيان صحافي أن ستيد فاست نون “نشاط تدريبي روتيني ومتكرر ولا صلة لها بأي أحداث عالمية حالية”.

فى السياق ذاته قال مسؤولو أمريكيون إن روسيا و”ناتو” سيواصلان التدريبات النووية واسعة النطاق في الأسابيع المقبلة رغم القلق من تلميحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن احتمال اللجوء إلى ترسانته النووية في أوكرانيا.

وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، للصحافيين في 13 أكتوبر (تشرين الأول)، إن تدريبات الناتو، التي يطلق عليها “ستيدفاست نون” أو “الظهيرة الثابتة”، تشمل قاذفات B-52 الأمريكية ذات القدرة النووية وطائرات مقاتلة، دون ذخيرة حية.

والمناورة التي تضم 14 دولة من ناتو مقررة منذ فترة طويلة. وقال الأمين العام لحلف ناتو ينس ستولتنبرغ إن تأخير التدريبات أو إلغاءها سيبعث رسالة خاطئة عن عزيمة الحلف أمام العدوان الروسي.

وقال ستولتنبرغ: “إذا ألغينا الآن فجأة تدريباً روتينياً مخططاً له منذ فترة طويلة بسبب الحرب في أوكرانيا، فإن ذلك من شأنه أن يرسل إشارة خاطئة. وأفضل طريقة لمنع التصعيد الالتزام بسلوك ناتو الحازم المتوقع وقوتنا العسكرية”.

اختبارات روتينية
وأجلت الولايات المتحدة الاختبارات الروتينية لصاروخها Minuteman III هذا العام مرتين، الأولى لتجنب تأجيج التوتر مع روسيا في الأزمة الأوكرانية، والثانية لمنع أي سوء تقدير من جانب الصين حيث انخرط الجيش الصيني في استعراض للقوة بالقرب تايوان، قبل اختبار الصاروخ في النهاية في 16 أغسطس (اب).

وتوقع المسؤولون الأمريكيون أن تمضي روسيا قريباً في تدريبات نووية واسعة النطاق، الثانية منذ فبراير (شباط) 2022 التي أشرف عليها بوتين لاختبار الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز البحرية والبرية والجوية وأسلحة أخرى.

وأضاف كيربي “نتوقع أن تجري روسيا مناوراتها النووية الاستراتيجية السنوية GROM في وقت مبكر من هذا الشهر”.

وقال مسؤولون غربيون إن التدريبات الروسية كانت متوقعة ولا يبدو أنها مرتبطة بتهديد بوتين بالأسلحة النووية في مواجهة انتكاساته في أوكرانيا.

وفي خطاب في 21 سبتمبر (أيلول)، قال بوتين إن “روسيا ستستخدم كل الوسائل المتاحة تحت تصرفها لمواجهة أي تهديد ضد وحدة أراضيها”. وأضاف أنه “جاد في كلامه ولا مناورة فيه”.

وقال ستولتنبرغ: “سنراقب” التدريبات الروسية المقبلة “كما نفعل دائماً”. “وبالطبع، سنظل يقظين، ليس أقله في ضوء التهديدات النووية المستترة والخطاب الخطير الذي رأيناه من الجانب الروسي”.

وأعرب بعض خبراء السياسة النووية عن قلقهم من رفع التدريبات النووية لروسيا وناتو المخاوف، حيث يسعى كل جانب لتحديد الخيارات التي يمكن اختبارها.

أحداث عادية
وفي إحدى المقابلات، وصف هانز كريستنسن، من اتحاد العلماء الأمريكيين، ما يجري بأحداث  عادية” لكننا لا نعرف، بالطبع، إذا كان ما سينفذ من تدريبات عادياً أيضاً”.

الروس، من جانبهم، قد يصورون تدريبات ناتو تطوراً سلبياً ويستخدمونها ذريعة للتصعيد  في المنطقة. وأضاف كريستنسن “إنه يشكّل خطراً بكل تأكيد”.

وأكد المسؤولون الغربيون أن مناورات ناتو ستجرى على بعد أكثر من 600 ميل من روسيا ولا تتضمن سيناريو أوكرانيا. وقال كيربي: “هذه التدريبات غير مرتبطة بأي أحداث أو بما تفعله روسيا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!