شئون عسكريةعاجل

حرب أكتوبر 1973 أسطورة الحرب والسلام فى عيـدها الخمسين

حرب أكتوبر 1973 أسطورة الحرب والسلام فى عيـدها الخمسين

حرب أكتوبر 1973 أسطورة الحرب والسلام فى عيـدها الخمسين
حرب أكتوبر 1973 أسطورة الحرب والسلام فى عيـدها الخمسين 

كتبت : منا احمد

يالهى كأنه يقراء المستقبل البعيد ببصيرة نافذة وعيون ثاقبة انها صفحات خالدة بحروف من من نور بسجل العسكرية المصرية لنصر حرب اكتوبر المجيدة 1973 .. واليوم فى الذكرى الخمسين العيد الذهبى لنصر اكتوبر 1973 نعيد قراءة هذة الصفحات الناصعة ليس للفخر والتباهى وانما لنتعلم وندرس … هكذا قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام فى خطابه الشهير يوم 16 اكتوبر1973 أمام مجلس الشعب .. لست أظنكم تتوقعون مني أن أقف أمامكم لكي نتفاخر معا ونتباهي بما حققناه في أحد عشر يوما من أهم وأخطر بل وأعظم وأمجد أيام تاريخنا، وربما جاء يوم نجلس فيه معا لا لكي نتفاخر ونتباهى ولكن لكي نتذكر وندرس ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلا بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه ومرارة الهزيمة وآلامها وحلاوة النصر وآماله، نعم سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء، ذلك كله سوف يجيء وقته واليوم كما ذكر نتذكر وندرس ونتعلم.

تحل فى يوم السادس من اكتوبر 2023 ذكرى انتصار اكتوبر فى عيدها الخمسين وهو العيد الذهبى لاانتصار الإرادة المصرية في حرب أكتوبر 1973 هو العنصر الأساسي الذي فتح الطريق إلى سلام بين العرب واسرائيل .

فقبل هذا الانتصار كان هناك طرف رابح وطرف خاسر .. ولم يكن ممكناً لمثل هذه اللة المختلة في توازن القوى أن تقيم سلاماً متوازناً ، لذلك .. كان خيار السلاح حتمياً أمام مصر .. لضبط هذه المعادلة وإعادة العدو المغتر بالقوة إلى أرض الواقع الذي يقول بأن السلام يستند إلى العدل والمنطق واحترام حقوق كل الأطراف .. وليس إلى القوة الغاشمة واحتلال أراضي الغير و إنكار حقوقه ..

خلال فترة تجاوزت قليلاً عقدين من الزمان من عمر الثورة المصرية وتاريخ مصر المعاصر ، وعلى وجه التحديد مابين عامي 1952- 1973 .. تعرضت مصر لثلاث تجارب عسكرية فريدة في شكل حروب صعبة تنوعت أبعادها واختلفت نتائجها وتداعياتها ، وذلك في أعوام 1956 ، 1967 ، 1973 ، لقد دفعت هذه التجارب المعقدة بمصر داخل دروب الصدام المسلح ودهاليز الصراع الدولي ولكنها تمكنت بفدائية عالية وعزيمة لاتكل من اجتياز هذه التجارب الصعبة التي خاضتها في سبيل الحرية والاستقلال والأمن والسلام .. ومن أجل وحدة أمتها العربية وسلامتها

أن الرئيس محمد أنور السادات استطاع أن يُعيد بناء الجيش المصرى وذلك من خلال الثقة والتسليح ولم تكن تلك التحديات المادية هى التى يواجهها الرئيس السادات فقط، وكان السادات مؤمنا بخطة الخداع الإستراتيجى لإيهام العدو أن مصر لن تحارب حتى اقنع العالم بأنه لن يتخذ قرارا للحرب وهذا يؤكد أن الزعيم الراحل بطل الحرب والسلام.

كما ان معاهدة السلام التى استردتها مصر أرضها كامله وهذه المعاهدة جعلت الرئيس السادات واحدا من أبرز الشخصيات العالمية فحصل على جائزة نوبل للسلام، ولهذا فهو يستحق عن جدارة لقب بطل الحرب والسلام لما بذله وقدمه من دور عظيم خلال هذه الحقبة التاريخية من عمر الوطن والتى ستظل محفورة بحروف من نور فى صفحات التاريخ الحديث .

ولنعود الى حرب أكتوبرالتى كانت بمثابة الملحمة التى قضت على اسطورة الجيش الذى لا يقهر وترجمة صريحة لمدى استبسال القوات المسلحة فى الحفاظ على مقدرات الوطن والحفاظ على ترابه الغالى ولو كلفهم الأمر دفع أرواحهم .

حرب أكتوبر المجيدة 1973 هي حرب دارت بين مصر وسوريا من جهة ودولة إسرائيل من جهة أخرى من 6-25 أكتوبر 1973. حيث قامت القوات المصرية والسورية في يوم (عيد الغفران اليهودي) بإختراق خط عسكري أساسي في شبه جزيرة سيناء هو خط بارليف. وكادت الحرب أن تؤدي إلى مواجهة بين القوتين النوييتين العظمتين الولايات المتحدة والاتحاد السوڤيتي, وقدمت الولايات المتحدة الامريكية المساعدات جسر جوى لاسرائيل أثناء الحرب .

وسُميت كذلك حرب رمضان لأن وقائعها بدأت في العاشر من شهر رمضان سنة 1393هـ، وأطلق عليها الإسرائيليون اسم «حرب الغفران» لأنها بدأت يوم عيد الغفران عند اليهود. وقد انتقلت المبادأة في هذه الحرب من الجانب الإسرائيلي إلى الجانب العربي أول مرة، منذ الحرب الأولى بتنسيق وتعاون وثيق بين القوات المسلحة المصرية  وسوريا وإسهام قوات من الدول العربية الشقيقة، وفيها قوات مغربية وكويتية وسعودية وعراقية وأردنية، مؤكدة المنطقة العربية المعركة المصيرية مع العدو الصهيونى

أسباب الحرب

نتيجة لحرب 1967 (الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة)، لحقت بالقوات المسلحة المصرية والقوات الأردنية وقسم هام من القوات المسلحة السورية خسائر جسيمة، مقابل خسائر ضئيلة في القوات المسلحة الإسرائيلية، وأدى ذلك إلى اختلال الميزان العسكري الاستراتيجي العربي الإسرائيلي، فقد وصلت القوات الإسرائيلية إلى مناطق طبيعية يسهل الدفاع عنها، واحتلت مساحات واسعة من الأرض العربية، (قناة السويس وصحراء سيناء ووادي الأردن ومرتفعات الجولان السورية)، وقد منحت هذه المساحات الواسعة إسرائيل حرية المناورة على خطوطها الداخلية.

 وللاسف صار في وسع الطيران الإسرائيلي العمل بحرية أكبر، مكّنه من كشف أهدافه في العمق العربي على جميع الاتجاهات ومهاجمتها، كذلك غنمت إسرائيل أعتدة حربية كثيرة طورتها وأدخلتها في تسليح قواتها، ونهبت حقول النفط المصرية في سيناء  لتستخدمه بما تحتاجه من النفط.

وقد أتاح هذا الوضع الجديد لإسرائيل إقامة دفاع استراتيجي عميق بإنشاء خط بارليف المحصن على امتداد قناة السويس، وخط آلون المحصن على جبهة الجولان، وضمن لها حرية الملاحة في مضائق تيران والبحر الأحمر

وقد عمدت الدولة الصهيونية بعد حرب يونيو 1967 وصدور قرار مجلس الأمن رقم 242 بتاريخ 22 نوفمبر 1967 القاضي بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها وتجميد الوضع الراهن، إلى التهرب من تطبيق ذلك القرار بالتسويف والمماطلة أطول مدة ممكنة، بهدف تهويد أكبر مساحة من الأرض العربية، وإقامة أكبر عدد من المستوطنات فيها لهضمها واستثمار ثرواتها.

 واستندت إسرائيل في تهربها من تنفيذ القرار 242 بتلاعبها اللفظي في النص المكتوب باللغة الإنجليزية، ومؤداه أن القرار ينص على «الانسحاب من أراضٍ احتُلت» في حين كان النص الفرنسي (وكذلك الروسي والصيني والإسباني) صريحاً وواضحاً بوجوب الانسحاب «من الأراضي التي احتُلت» وهو ما يتفق مع ميثاق ومبادئ الأمم المتحدة،

وأكد العدوإلاسرائيل نواياه التوسعية بإعلانه ضم مناطق عربية معينة إلى الأراضي التي كانت تحتلها قبل عام 1967، ومنها القدس والجولان وقسم من الضفة الغربية وقطاع غزة. ورفضت وساطة الدول الأربع الكبرى، ممثلة بمشروع گونار يارنگ لتنفيذ قرار مجلس الأمن 242،كما عرقلت تنفيذ مشروع روجرز الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية في 19/6/1970، وتنكرت لجميع الجهود التي بذلتها الدول الإفريقية (لجنة الحكماء) عام 1971، واستمرت بالمراوغة والتهرب من التزاماتها

ونتيجة لهذا التعنت الإسرائيلي أخذت مصرالعدة لاسترجاع أراضيها المحتلة بالقوة، فعوضت خسائرها وركزت جهودها على إعادة القدرة القتالية لقواتها وزيادة تسليحها، ودخلت في صراع مسلح مكشوف ومحدود لإنهاك القوات الإسرائيلية وإجبارها على التخلي عن المناطق المحتلة في معارك محلية وقصف جوي ومدفعي على طول الجبهتين الشمالية والجنوبية فيما سمي «حرب الاستنزاف»، وقد دخلت مصر هذه الحرب يوم 8/3/1969 وبرزت قوة فاعلة أدهشت المراقبين وأنعشت آمال المصريين والامة العربية، وأصبح الجو مهيأً لجولة تحرير جديدة هي حرب أكتوبر1973

30 صورة من انتصار أكتوبر المجيد وتحطيم أسطورة "الجيش الذى لا ...

الأحداث التي أدت للحرب

كانت الحرب جزءاً من الصراع العربي الإسرائيلي، هذا الصراع الذي تضمن العديد من الحروب منذ عام 1948م. في حرب 1967، احتلت اسرائيل شبه جزيرة سيناء المصرية في الجنوب، ووصلت إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.

 أمضت اسرائيل السنوات الست التي تلت حرب يونيو في تحصين مراكزها في سيناء والجولان وأنفقت مبالغ ضخمة بملايين الدولارات لدعم سلسلة من التحصينات على مواقعها في قناة السويس، فيما عرف بخط بارليف.

بعد وفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970م، تولى الحكم الرئيس العظيم أنور السادات منما أدى لرفض إسرائيل لمبادرة روجرز في 1970م والامتناع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 أدى إلى لجوء أنور السادات للحرب لاسترداد الأرض التي خسرتها مصر والعرب في حرب 1967

كانت الخطة ترمي الاعتماد علي جهاز المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزةالامن والاستخبارات الاسرائيلية الامريكية و مفاجاةاسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية .

 هدفت مصر وسورية إلى استرداد الأرض التي احتلتها اسرائيل بالقوة الغاشمة والاحتلال، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي هاجمت القوات المصرية العظيمة تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء بينماهاجمت القوات السورية تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان.

الإعداد للحرب

بدأت القوات المسلحة في تنفيذ مخطط تجهيز مسرح العمليات أعقاب حرب يونيو 1967 ووصول القوات المصرية للشاطئ الشرقي لقناة السويس. وركزت القوات المسلحة المصرية جهودها وطاقتها وقامت بأعمال ضخمة شملت الأراضي المصرية جميعها حيث تم أقامت تحصينات لوقاية الأفراد والأسلحة والمعدات والذخائروحفر خنادق ومرابض النيران للمدفعية الرئيسية والتبادلية المؤقتة والهيكلية وتجهيزمراكز القيادة والسيطرة الرئيسية التبادلية علي جميع المستويات وأقامة وتعلية السواتر الترابية غرب القناة وإنشاء هضبات حاكمة علي الساتر الترابي لاحتلالها للدبابات والأسلحة المضادة للدبابات كما تم إنشاء نقط قوية في الاتجاهات ذات الأهمية الخاصة و إنشاء شبكة الصواريخ المضادة للطائرات.

وأيضا تفادياً لما حدث في هزيمة يونيو 1967 تم إنشاء ملاجئ ودشم خرسانية مسلحة للطائرات والمعدات الفنية بالقواعد الجوية والمطارات وإنشاء 20 قاعدة ومطار جديد وتشكيل وحدات هندسية في كل مطار لصيانة وسرعة إصلاح الممرات بمجرد قصفها. وتم تزويد المشاة بمعدات خاصة وأسلحة دعم تتناسب مع مشكلة عبور قناة السويس بعد ان أصبحت الشدة الميدانية (البل) التي كان معمولاً بها في القوات المسلحة لا تتناسب مع الظروف الجديدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!