الرئيس السيسي يطرح تصور مصر لخروج السودان من مأزقه الحالي .. مصر ستبذل كل ما في وسعها لوقف نزيف الدم السوداني الغالي
كتب: وراء الاحداث
طرح الرئيس عبد الفتاح السيسي، تصور مصر لخروج السودان من مأزقه الراهن، على الوفود المشاركة في قمة دول جنوب السودان، والتى تستضيفها مصر بقصر الاتحادية.
وترتكز رؤية مصر على العناصر التالية:
أولا – مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، في مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فورى ومستدام، لإطلاق النار.
ثانيا – مطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل كافة المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات، للمناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفي الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.
ثالثا – إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، وممثلي المرأة والشباب يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبى طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.
رابعا – تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر ستبذل كل ما في وسعها لوقف نزيف الدم السوداني الغالي، والمحافظة على مكتسبات شعب السودان العظيم، والمساعدة في تحقيق تطلعات شعبه التي عبرت عنها الملايين من أبنائه، خلال ثورته المجيدة، في العيش في وطنه بأمن وحرية وسلام وعدالة.. كما ستعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية.
وأضاف السيسي – خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لقمة دول جوار السودان بقصر الاتحادية – أن خطورة الأزمة التي يواجهها السودان تتطلب الوقف الفوري للاقتتال.
وأوضح أن أزمة السودان تتطلب تضافر الجهود كافة لإيجاد حل شامل، مطالبا المجتمع الدولي بالوفاء بالتعهدات لحل الأزمة السودانية.
وأشار السيسي الى تداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد عن 3 أشهر في السودان والذي نتج عنه إزهاق أرواح المئات من المدنيين، ونزوح الملايين من السكان إلى مناطق أكثر أمانا داخل السودان، أو اللجوء إلى دول الجوار فضلا عن الخسائر المادية الجسيمة التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير العديد من المرافق الحيوية في البلاد.
وقال الرئيس إنه بالإضافة إلى ذلك فإن الموسم الزراعي في السودان يواجه عقبات ما يترتب عليه نقص حاد في الأغذية، كما أدى الصراع وتداعياته السلبية إلى تدهور المؤسسات الصحية ونقص في الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية وهو الأمر الذي كانت له تداعيات كارثية على مجمل الوضع الإنساني.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مؤتمر قمة دول جوار السودان تنعقد في لحظة تاريخية فارقة من عمر السودان الشقيق الذي يمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وعلى دول جوار السودان بشكل خاص.
وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته اليوم الخميس، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “قمة دول جوار السودان” بقصر الاتحادية في القاهرة، أن دول جوار السودان تعد الأشد تأثرا بالأزمة والأكثر فهما ودراية بتعقيداتها.
وتابع : “يتعين على دولنا توحيد رؤيتها ومواقفها تجاه الأزمة واتخاذ قرارات متناسقة وموحدة تسهم في حلها بالتشاور مع أطروحات المؤسسات الإقليمية الفاعلة وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، حفاظا على مصالح ومقدرات شعوب دول الجوار”.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مصر تطالب الأطراف المتحاربة في السودان بوقف التصعيد واطلاق النار ، مشيرا إلى أن مصر استقبلت مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين الذين انضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سوداني يعيشون فوق الأراضي المصرية منذ سنين عدة..
وأوضح الرئيس السيسي، في بداية الجلسة الافتتاحية لقمة “دول جوار السودان” بقصر الاتحادية، انه يجب التوصل لحل سياسي شامل يستجيب لمطالب الشعب السوداني.
وتابع السيسي أن الحكومة المصرية، قدمت مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشية، ومستلزمات طبية للأشقاء السودانيين المتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية.
وأكد أن مصر ستبذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف، كما ستعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية.
ووجه الرئيس السيسي حديثه في ختام كلمته إلى الشعب السوداني قائلا: “إن مشاهد الخراب والدمار والقتل التي نطالعها، تدمي قلوب كل المصريين.. نشعر بمعاناة أشقائنا في السودان، ونتألم لآلامهم.. وندعو الله العلي القدير أن يزيل هذه المحنة في أسرع وقت “.
وأكد ضرورة إعلاء كافة الأشقاء في السودان للمصلحة العليا، والعمل على الحفاظ على سيادة ووحدة السودان، بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالح ضيقة، لا تخدم استقرار أو أمن السودان، بل والمنطقة وأشدد مرة أخرى على أن مصر لن تدخر جهدا، للمساعدة في استعادة الأمن والاستقرار والسلام في ربوع هذا البلد الشقيق، بالتعاون مع كل الأطراف الجارة والصديقة.
وكرر الرئيس السيسي في ختام كلمته للقادة المشاركين، على تلبية الدعوة لحضور هذه القمة معربا عن أمله أن تنجح المهمة النبيلة للدول المشاركة في مساعدة جار عزيز ودعم شعب شقيق، في تجاوز محنته الحالية في أسرع وقت.
وأكد الرئيس أن مصر تسعى لتوحيد الرؤى ومواقف الدول المجاورة بخصوص الأزمة السودانية ، واتخاذ قرارات موحدة.
