شئون عسكريةعاجل

انتصار العاشر من رمضان أحد أعظم وأمجدأيام مصر في تاريخها الحديث صنعته العسكرية المصرية

حرب العاشر من رمضان استطاعت القوات المسلحة عبور القناة وتدمير خط بارليف بعقول وأياد مصرية أنهت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر

انتصار العاشر من رمضان أحد أعظم وأمجد أيام مصر في تاريخها الحديث  صنعته العسكرية المصرية

انتصار العاشر من رمضان أحد أعظم وأمجد أيام مصر في تاريخها الحديث والذي صنعته العسكرية المصرية
انتصار العاشر من رمضان أحد أعظم وأمجد أيام مصر في تاريخها الحديث والذي صنعته العسكرية المصرية

كتبت : منا احمد

تحتفل مصر اليوم بذكرى حرب العاشر من رمضان 1393 هجرية، 6 أكتوبر 1973 ميلادية، وهى الحرب التى انتصر فيها الجيش المصرى على العدو الإسرائيلى، واستطاع عبور قناة السويس، بحيث استطاع تحطيم أسطورة الجيش الاسرائيلى الذى لا يقهر.
يعد شهر رمضان شهر العبادات الذي أنزل فيه القرآن معجزة العرب والمسلمين التي تتحدى الفصحاء إلى يومنا هذا، بجانب إنه شهر الفتوحات والبطولات والانتصارات قديمًا وحديثًا، وشهر المواقف الحاسمة التي بها تقدم المسلمون وانتشر الإسلام وتشكل التاريخ، وعلى الدرب سار المصريون في حرب العاشر من رمضان، مسجلين صفحة جديدة في سجل البطولات والفتوحات الكبيرة في التاريخ الإسلامي والمصري الذي قدر الله لها أن تكون في رمضان.
فمن غزوة بدر ومعركة القادسية إلى حطين وعين جالوت والعاشر من رمضان، جاءت أيام لا ينسى التاريخ انتصاراتها في هذا الشهر الكريم، ففي العاشر من رمضان عام ١٣٩٣ هجرية / السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣، حدث الانتصار العظيم الذي يعتبره المؤرخون المعاصرون أول انتصار عسكري للمسلمين والعرب في العصر الحديث على اليهود (إسرائيل)، الذي شفى الله به صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم، حيث خاضت مصر معركة عظيمة حققت فيها انتصارًا مبهرًا ماحيًا كبوة يونيو ١٩٦٧، متوجًا ما قام به الجيش من مقاومة بدأت بحرب الاستنزاف “في معركة رأس العش” التي استمرت ١٠٤١ يومًا، والتي قام خلالها أبطال القوات المسلحة بأربعة آلاف و٤٠٠ عملية، فأرست تلك الحرب الأعمدة الرئيسية التي قام عليها الانتصار العظيم في العاشر من رمضان.

 

قبل 48 عام هجريًا تمكنت القوات المصرية في تحطيم “خط بارليف” الذي كان جبلًا من الرمال والأتربة، يمتد بطول قناة السويس في نحو (١٦٠) كيلومترًا من بورسعيد شمالًا وحتى السويس جنوبًا، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، هذا الجبل الترابي الذي طالما افتخرت به القيادة الإسرائيلية لمناعته وشدته، كان أكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور والانتصار.

خاض الجيش المصري البطل تلك المعركة، وهو يعلم أنها معركة مصير، لأن هزيمته تعني سيادة إسرائيل على المنطقة كلها.

وعلى مدار سنوات الصراع مع إسرائيل حققت القوات البحرية بطولات وانتصارات أسهمت في إعادة الثقة والروح للمقاتل والشعب المصري ومن أبرز وأهم هذه البطولات إغراق المدمرة إيلات عقب حرب يونيو ١٩٦٧ الأمر الذي أعاد الثقة في تحقيق النصر ورفع الروح المعنوية للجيش والشعب ولم يقتصر الأمر على إغراق المدمرة إيلات فقد قامت القوات البحرية بتنفيذ قائمة طويلة من العمليات حتى داخل المياه الإسرائيلية وفي عمق موانئها.

وقام الجيش المصرى فى العاشر من رمضان الساعة الثانية ظهرا، بعبور خط القناة، لتبدأ موجات من الجيش المصرى تعبر تدريجيا، وذلك فى منظومة عمل تم إعدادها بشكل متقن للغاية، فاجأت الجميع حينها، حيث أنه فى تمام الساعة الثانية ظهرا 1973 نفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية، واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
وبدأت المدفعية المصرية، بعد عبور الطائرات بخمس دقائق بقصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، وفي الساعة الثانية وتلت تقريبا توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها، بعدها عبر القناة 2000 ضابط و30 ألف جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية حتى تحقق النصر العظيم بزلزال كلمة الله اكبر التى  أنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم ـ العاشر من رمضان السادس من اكتوبر 1973 ذكراه خالدة في وجداننا جميعاً، ليس فقط لأنّه يوم العزة والكرامة، بل لأنّه جسّد قدرة المصريين على قهر المستحيل بدقة التخطيط، وبجسارة التنفيذ، ليصبح ذلك اليوم نموذجاً ملهماً ومنهج عمل للعبور إلى المستقبل.

لم يختلف الجندي المصري في حرب العاشر من رمضان عنه فى الحرب على الارهاب الاسود بسيناء حتى يتم القضاء عليه واقتلاعه من جذوره  فالإنسان يقاد ويتغير من داخله لا من خارجه بالايمان الذى يشعل شعلة الوطنية التى تنمو فتمتلك الفؤاد ولا يقود المسلمين شيء مثل إيمانهم بنصر الله، ولا يحركهم مثل الجهاد في سبيله، فكانت “الله أكبر” صيحة النصر، والتسابق على الشهادة الهدف، والاقتضاء بسيرة الأبطال العظام والقدوة وهو ما خاطب قلبه ونفسه، وأوقدت جذوته، وحركت وبعثت عزيمته، وهنا لم يقف أمامه شيء، فصنع معجزة العبورفى العاشر من رمضان، وتخطى المستحيل فى حربه على الارهاب فى سيناء، لأنه وقائده باسم الله تحرك، وعلى الله توكل، ومن الله استمد العون فنصره.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!