شئون عسكريةعاجل

حـــرب أكتــوبـــر 1973 أسطــــورة الحـــــرب والســــــلام

المشير أحمد إسماعيل في حالة رفض إسرائيل السلام كنا سنضرب علي الحديد و هو ساخن بضربة جديدة

حـــرب أكتــوبـــر 1973 أسطــــورة الحـــــرب والســــــلام

حـــرب أكتــوبـــر 1973 أسطــــورة الحـــــرب والســــــلام
حـــرب أكتــوبـــر 1973 أسطــــورة الحـــــرب والســــــلام

كتبت : منا أحمد

تعتبر حرب أكتوبر 1973 من الحروب التي سيظل يتحدث عنها التاريخ لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان ، لقد فرضت المعجزة المصرية نفسها حينذاك على كل وسائل الإعلام الدولية عامة والأمريكية خاصة رغم انحياز واشنطن الواضح لإسرائيل ، لكن الإنحياز لم يتحمل هول صدمة المفاجأة وسطرها التاريخ بحروف من نور نقرأها ويقرأها جيل بعد جيل.

قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى خطاب النصر أن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر 73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام اكبر مانع مائى قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة بعد أن أفقدت العدو توازنه فى ست ساعات .

وتابع الرئيس السادات انه سوف يجيء يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء،

واكد الرئيس السادات فى خطابه ان الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وبإسم هذا الشعب وبإسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة ثقتنا في قياداتها التي خططت وثقتنا في شبابها وجنودها الذين نفذوا بالنار والدم”ثقتنا في إيمان القوات المسلحة بقدرتها علي استيعاب السلاح أن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن إنه قد أصبح درع وسيف.

المحاضر السرية لمفاوضات الكيلو 101

ونواصل سرد صفحات خالدة لحرب اكتوبر 1973 اسطورة الحرب والسلام  بعرض

المحاضر السرية لمفاوضات الكيلو 101، التي عقدت بين الجانبين المصري والإسرائيلي بإشراف الأمم المتحدة للوصول إلى تحديد خطوط وقف إطلاق النار في أعقاب حرب أكتوبر 1973 تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 في هذا الصدد.

محاضر المفاوضات

المحاضر السرية لاجتماعات الكيلو 101

سرى للغاية محضر الجلسة الأولى للوفد العسكرى المصرى مع الجانب الإسرائيلى يوم 28 أكتوبر 1973 أولا : الحاضرون من الجانب المصرى لواء محمد عبد الغنى الجمسى عقيد أ ح أحمد فؤاد هويدى وزير مفوض عمر سرى مستشار فوزى الابراشى

من الجانب الإسرائيلى

جنرال أ. ياريف : مساعد رئيس أركان حرب عقيد د .سيون : من ضباط الأركان العامة عقيد أ . ليفران : من ضباط الأركان العامة

من الجانب الأمريكى

مقدم أ .ونجرل نقيب جوزيف فالون

ثانيا : الوقت والمكان تم الاجتماع فى الفترة من 280145 حتى 280400 وذلك فى المنطقة كم 101 طريق السويس / القاهرة

ثالثاً : نص ما دار فى الجلسة

بدأت الجلسة بكلمة من الجنرال ياريف جاء فيها

إننا فى غاية التأثر بفرصة اللقاء معكم وقد كنا خلال ثلاثة أسابيع فى حرب ضاربة حارب كل منا فيها بشرف ونحاول الآن الحفاظ على وقف إطلاق النار ونولى بالاهتمام قرار مجلس الأمن 338 وخاصة الفقرة الثالثة منه ولدينا اهتمام بالدخول فى أسرع وقت ممكن فى مفاوضات تؤدى إلى سلام دائم وعادل فى المنطقة من المهم وجود وقف إطلاق نار سليم والإبقاء عليه نرى أنه من المهم الإفراج عن أسرى الحرب بأسرع ما يمكن ونحن لم نتسلم حتى الآن كشفا بأسمائهم رغم طلبنا ذلك عن طريق الصليب الأحمر كرر مؤكدا النقاط التى يراها هامة كموضوع للبحث والوصول إلى قرار وهى : الإبقاء على وقف إطلاق النار * تبادل أسرى الحرب والبحث عن القتلى وترتيب تسليم حثثهم * رفع الحصار البحرى عن باب المندب وحرية الملاحة فى خليج السويس * عمل ترتيبات بين القادة المحليين بإجراء اتصالات بينهم للمحافظة على وقف إطلاق النار وتبادل تسليم الجثث * تحديد خطوط وقف إطلاق النار كما هى الآن علما بأننا نرى أن هذه الخطوطط مؤقتة وسيتم * الارتداد منها تدريجيا إلى خطوط الحدود النهائية التى ستقرر فى المفاوضات * ترتيب الفصل بين القوات لتجنب المصادمات العسكرية وتهيءة المناخ اللازم للعودة إلى الحياة السليمة المدنية * بحث ترتيبات تثبيت الموقف * طرح اقتراحا بأن يسحب كلا الجانبين قواته الإسرائيليين إلى الضفة الشرقية والمصريون إلى الضفة الغربية من القناة كل على مسافة 10 كم من القناة وبذلك تتوفر منطقة عازلة تحتلها قوات الطوارئ الدولية وهذا هو اقتراحنا للفصل بين القوات حتى يتم تحديد الحدود النهائية وهو اقتراح للبحث * طلب تفصيلات عن قول الإمداد معتذرا عن تأخير إتمام عملية الإمداد بنقص الترتيبات والمعلومات أشار مرة أخرى إلى الحاجة إلى استخدام كل إمكانيات أجهزة الأمم المتحدة فى الإبقاء على وقف إطلاق النار والتحرك نحو مفاوضات عملية تؤدى إلى سلام دائم طبقا للفقرة الثالثة من القرار 338 حتى يمكن إقامة علاقات عادية بين بلدينا وبين شعوب المنطقة

رد اللواء محمد عبد الغنى الجمسى بكلمة الجانب المصرى وجاء فيها نبادلكم نفس الروح الطيبة التى أبديتموها وأتمنى أن تنتهى المناقشات بيننا إلى إيقاف إطلاق النار بطريقة فعالة والوصول إلى النتائج التى يرجوها الطرفان والغرض من هذه الجلسة هو مناقشة الجوانب العسكرية لتطبيق قرارى مجلس الأمن 338 – 339 تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة أحب أن أكد سريان وقف إطلاق النار نهائيا بين الجنبين اعتبارا من الساعة 271300

وقد علق الجنرال ياريف على ذلك بأنه مفهوم ويتفق معه فى هذه النقطة أكد أن أول خطوة يجب أن تكون تنفيذ القرار 339 فيما ينص العودة إلى خطوط وقف إطلاق النار وقت سريانه طبقا للقرار 338 فى الساعة 1852 ليلة 22 أكتوبر 73 ومن المفهوم أننا سنمد قواتنا على الضفة الشرقية للقناة بالمؤن والمياه والمطالبات الطبية وكذلك تموين مدينة السويس باحتياجاتها اللازمة ان الرد على كلام جنرال ياريف يجب أن يسبقه أن نتفق على الخطوط الرئيسية لتطبيق قرارى مجلس الأمن 338 – 339 كما نفهم أن القتال دار بيننا حتى سعت 1852 يوم 22/10/1973 حيث توقف القتال وخلال يومى 23 – 24 تغيرت بعض المناطق نتيجة للقتال فى الوقت الذى كان قرار مجلس الأمن قد حدد وقف إطلاق النار وعلى الخطوط التى يجب أن تعود إليها القوات الإسرائيلية وهى ما كانت عليه يوم 22/10/1973 وذلك سيحل الكثير من المشاكل المعلقة التى أثارها الجنرال ياريف أما باقى النقاط الأخرى التى أثرها الجنرال فاننا لا نمانع إطلاقا فى بحثها مثل الأسرى والقتلى وباب المندب وخلافه وعلى هذا الاساس نشعر أن الخطوط الأولى هى أن نتفق على أسلوب تنفيذ قرار مجلس الأمن 339 وبالتالى نصل إلى باقى النقاط الأخرى وإذا وافق الجنرال نبحث توقيتات تنفيذ انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خطوط 22/10

رد الجنرال ياريف

بأنه تفهم ما ذكره اللواء الجمسى ويعتقد أن النقطة الرئيسية من وجهة النظر المصرية هى مسألة خطوط وقف إطلاق الناروهو ليس لديه الصلاحية لبحث هذا الموضوع وبالتالى لن يدخل فى مناقشة حولها وإن كان ما حدث بعد ليلة 22/10كان نتيجة لبادرات من وحدات الجيش الثالث الذى سبب تطورات الموقف بمهاجمة الدبابات ليلة 23/10 واقترح الانتقال إلى بحث موضوع التموين مشيرا إلى أنه مفوض لبحث ترتيبات قول تموين اليوم فقط وليس لديه صلاحيات لمناقشة ترتيبات دائمة للتموين وإن كان من الممكن تقديم المقترحات بشأنها حتى يتم الرد فى اقرب فرصة تبودلت مناقشات بشأن الإمداد وأبرز الجانب المصرى ضرورة عمل ترتيبات لها صفة الاستمرار بالنسبة للإمداد يوميا بينما كرر الجانب الإسرائيلى أنه غير مفوض لبحث ذلك ووعد برفع الأمر إلى رئاسته والإفادة وفى نفس الوقت تم الوصزل إلى الترتيبات التالية بالنسبة لقول الإمداد اليومى فى مناقشات تدخل فيها مستوضحا جانب الأمم المتحدة

يتحرك القول إلى نقطة المراقبة الإسرائيلية بواسطة سائقين مصريين (سيتم الحذف)

يتولى سائقين من الأمم المتحدة قيادة السيارات إلى نقطة كم 138.5 من القناة يتم عبور 10 أفراد مصريين غير مسلحين من الضفة الشرقية إلى هذه النقطة حيث يقومون بتفريغ اللوارى ثم تحميل الإمداد فى وسائلهم لعبورها إلى الجانب الشرقى يتم التفتيش من الجانب الإسرائيلى على العبوات فى منطقة التفريغ بواسطة 10 أفراد غير مسلحين يتواجد مندوب من الأمم المتحدة على جانبى القناة فى المنطقة التى يتم فيها التفريغ وإعادة الشحن حتى انتهاء المهمة وقد أهتم الجانب المصرى بتأكيد مراعاة عدم احتكاك الأفراد المصريين والإسرائيليين فى أثناء تنفيذ هذه العملية كما اهتم ممثل الأمم المتحدة بتأكيد عدم وجود أسلحة فى هذه النقطة على جانبى القناة ومع الأفراد

أعاد كلا الجانبين طرح النقاط الرئيسية كما يلى

أكد الجانب المصرى على حتمية العودة إلى خطوط 22/10 وأن ذلك يحل كل المشاكل المعلقة والتى يهتم بها الجانب الإسرائيلى ( الأسرى – المؤن – باب المندب – خليج السويس)

 وقد رد الجانب الإسرائيلى

بأن هذا الموضوع شائك وصعب وأنه سيرفع الأمر للسلطات حيث أنه ليس مفوضا

وقد علق الجانب المصرى

بأنه يلاحظ أن الجنرال ياريف غير مفوض لبحث حدود 22/10 ولا ترتيب إمداد مستمر وأن ذلك يعنى أن الموضوعات الرئيسية للبحث لن يتم تقدمم بشأنها حيث أن الوفد المصرى له صلاحيات كاملة لمناقشتها

اعاد الجانب الإسرائيلى

تأكيد أهمية موضوع الأسرى ووعد الجانب المصرى بالنظر فيه رابطا ذلك بحل الموضوع الرئيسى الخاص بخطوط 22/10 وعلق الجانب الإسرائيلى مطالبا بعدم الربط فيما يخص الحصول على كشوف بأسماء الأسرى على الأقل بموضوع خطوط وقف إطلاق النار وأنهم قد قدموا كشفا بأسرانا إلى الصليب الأحمر من تلقاء أنفسهم ثم عاد الجانب الإسرائيلى وطرح اقتراحه بالانسحاب لكلا الطرفين 10 كم شرق وغرب القناة وأن ذلك إجراء موقت وسيجعل وقف إطلاق النار ليس مشك

ورد الجانب المصرى

بأنه سيرفع هذا الاقتراح وإن كان يستطيع الآن الرد بأن ذلك غير مقبول وأننا يجب أن نلتزم بقرار مجلس الأمن وبالعودة إلى خطوط 22/10/73 طلب الجانب المصرى إخلاء جرحى القوات بالضفة الشرقية إلى القاهرة برا أوو جوا ولم يعارض الجانب الإسرائيلى فى ذلك رابطا تنفيذه بإعادة جرحى إسرائيل الأسرى فى المستشفيات المصرية وطلب أن يتم فى أسرع وقت ممكن زيارة ممثلى الصليب الأحمر لهؤلاء الجرحى فى مستشفياتنا وقد أشار الجانب المصرى إلى وجود التفرقة بين الجرحى المصريين فى الضفة الشرقية وبين الجرحى الإسرائيليين الذين هم أسرى فى مصر أنهى الجانب الإسرائيلى الجلسة بالاشارة إلى أن هناك خلاف فى الرأى ولكن الوضوح بين الجانبين هام على الأقل ورد الجانب المصرى بتمنى تحقيق تقدم حقيقى نحو تطبيق قرارات مجلس الأمن ووعد الجانب الإسرائيلى بالاتصال فى أسرع وقت ممكن لتحديد لقاء تالى يتم فيه الرد على أسئلة ومقترحات الجانب المصرى

وتم الإتفاق على الصيغة التالية كإعلان عن الإجتماع بوسائل الإعلام

the u.n suggested a metting between the Egyptian and Israeli military representatives . both sides accepted , and the meeting took place under u.n auspices

محضر الجلسة الثانية للوفد العسكرى المصرى مع الجانب الإسرائيلى يوم 29 أكتوبر 1973 أولا : الحاضرون من الجانب المصرى لواء محمد عبد الغنى الجمسى عقيد أ ح أحمد فؤاد هويدى وزير مفوض عمر سرى مستشار فوزى الابراشى

من الجانب الإسرائيلى

جنرال أ. ياريف : مساعد رئيس أركان حرب عقيد د .سيون : من ضباط الأركان العامة عقيد أ . ليفران : من ضباط الأركان العامة

من الجانب الأمريكى مقدم أ .ونجرل نقيب جوزيف فالون

ثانيا : الوقت والمكان تم الاجتماع فى الفترة من 280145 حتى 280400 وذلك فى المنطقة كم 101 طريق السويس / القاهرة

ثالثاً : نص ما دار فى الجلسة

بدأ الجنرال

ياريف بالحديث معربا عن سعادته بتوفر فرصة هذا اللقاء الثانى وتساءل مباشرة عما إذا كان حلدينا رد علىمشروعهم السابق طرحه فى الجلسة الماضية بانسحاب قوات الدولتين 10 كم شرق وغرب القناة وذكر أن ذلك يحل مشاكل كثيرة حالية ويسهل العودة إلى الحالة العادية للموقف

ورد اللواء الجمسى

بأن هذا الاقتراح موضوع اعتبار وننظر إليه على أنه فكرة لفض الاشتباك بين القوات ونرى أن الاسلوب العملى لذلك من وجهة نظرنا هو سحب القوات الإسرائيلية إلى أوضاع 22/10 حيث أن ارتداد القوات المصرية هو حتى من وجهة النظر الإسرائيلية مؤقت تعود بعده إلى خطوطها فى سيناء

قرر الجانب المصرى تفادى مزيد من الحديث فى هذا الموضوع وأن يتم مناقشته معالجنرال ياريف شخصيا فى وقت لاحق من الجلسة حيث كان هناك عدد آخر من كبار ضباط الجيش الإسرائيلى من خارج الوفد

علق الجنرال

ياريف بأنه يقدر أنه إذا لم تكن هذه المقترحات يمكن بحثها على مستوانا فإن تعليمات حكومته أن يتم ذلك على مستوى سياسى وأضاف أن المباحثات السياسية تكون أفضل وهم فى ظروف عسكرية مناسبة وفى هذا المجال فإن مقتحهم لفض الاشتباك قائم ويطلبون لقاءا على المستوى السياسى الذى نراه لبحثها

قرر الجانب

المصرى تفادى مزيد من الحديث فى هذا الموضوع وأن يتم مناقشته مع الجنرال ياريف شخصيا فى وقت لاحق من الجلسة حيث كان هناك عدد آخر من كبار ضباط الجيش الإسرائيلى من خارج الوفد

انتقل الحديث إلى موضوع الأسرى – الجرحى من الأسرى ومن القوات فى رأس كوبرى الجيش الثالث ، جرحى مدينة السويس

علق اللواء الجمسى بالآتى

سيتم خلال أيام تقديم كشوف بأسماء الأسرى للصليب الأحمر ت – لا نوافق على تبادل كامل للأسرى إلا ضمن ترتيبات العودة إلى خطوط 22 /10 واستمرار إمداد الجيش الثالث سيعرض الجانب المصرى على السلطات المختصة زيارة الأسرى والجرحى بواسطة الصليب الأحمر تبادل الأسرى الجرحى إلى جانب إخلاء جرحى الجيش الثالث من الحالات الخطيرة وسيتم افخطار برد السلطات المصرية اليوم 29/10

وأبرز الجنرال ياريف

أن الجانب الإسرائيلى قد وافق على نقل مواد طبية إلى مدينة السويس وأنهم قدموا كشفا بأسماء الأسرى المصريين وهم كما ذكر أكثر من 6000 فرد كما سمحوا للصليب الأحمر بزيارة الأسرى والجرحى أنهم حتى الآن لم يحصلوا على كشف أسماء الأسرى ولم يسمح للصليب الأحمر بزيارة الجرحى – أنه لذلك قررت الحكومة الإسرائيلية عدم الموافقة على إخلاء جرحى مدينة السويس , الجيش الثالث أنه يرجو أن نوافق وبأسرع ما يمكن على : تقديم كشوف أسرى الحرب زيارة الصليب الأحمر للجرحى من الأسرى سرعة تبادل جرحى الحرب من الأسرى بالإضافةإلى اخلاء حالات الجرحى الخطيرة من الجيش الثالث ورجا أن يشمل هذا التبادل الأسير دان أفيدان شمعون عمل جدول زمنى لتبادل كامل للأسرى

انتقل الحديث إلى إمداد الجيش الثالث 

وأفاد الجانب المصرى أهمية استمرار إمداد الجيش الثالث ورد الجانب الإسرائيلى بأن ذلك مرتبط باللقاء السياسى لحل مشكلة فض الاشتباك ثم مع المناقشة

وكرر الجنرال ياريف أنهم وفوا بما التزموا به وأنهم لم يحدث من جانبهم أى تعويق للعملية وبمناقشة الموقف تبين أن عملية التفريغ والعبور تتم بامكانيات ضعيفة لا تمكن من إنجاز نقل الإمدادات وبذلك

تقرر نقل القول إلى منطقة 3 كم من المعبر تحريك عربات القول فى مجموعات طبقا لمعدل السحب إلى نقطة التفريغ أن يعمل 5 مركبة برمائية فى عملية النقل إلى الجانب الشرقى بدلا من مركبة واحدة كان قد اتفق عليها فى الجلسة السابقة وأن يعبر لعملية التفريغ وتحميل المركبة البرمائية 50 فردا من قواتنا بدلا من 10 كان قد اتفق عليها فى الجلسة السابقة وقد صدرت التعليمات بذلك أثناء الاجتماع من الجانب الإسرائيلى إلى قواته فى منطقة كم فى منطقة كم 138.5

 قال الجنرال ياريف إنه شخصيا وليس رأى حكومته يرى أن حل موضوع الأسرى الجرحى وتبادلهم سيساهم فى تسهيل موافقة السلطات الإسرائيلية على الاستمرار فى إمداد الجيش الثالث

فى حديث شخصى مع الجنرال ياريف تبادلت الآراء التالية

أعرف عن اهتمام القيادة السياسية الإسرائيلية العليا باستمرار هذه الاتصالات وبوصولها إلى نتائج ايجابية عرضت عليه فكرة فك الاشتباك من وجهة نظرنا وهى إخلاء منطقة السويس والمحور الجنوبى من القوات الإسرائيلية والارتداد إلىمنطقة نتفق عليها حول الدفرسوار وأن ذلك يحل مشكلة إمداد الجيش الثاللث ويبقى لهم موقفا عسكريا مناسبا بالوجود غرب القناة وقد أبدى تفهمه لوجهة نظرنا ووعد بنقلا إلى أعلى مستوى سياسى توضح له بصراحة تامة أن موضوع تبادل الأسرىغير الجرحىلن يتم إلا بحل مشكلة إمداد الجيش الثالث والارتداد إلى المنطقة التى سنتفق عليها مع اخلاء منطقة السويس ومؤخرة الجيش الثالث كرر أنه يلزم موقف عسكرى مناسب للبدء فى العمل السياسى أعرب عن اهتمام القيادة السياسية الإسرائيلية فى لقاء مستوى سياسيى وقد ذكر أنهم يقبلون المستوى الذى نقترحه والمكان وأن هدف مثل هذا اللقاء هو البث فى فك الاشتباك بمقترحاتهم أو بمقترحات مضادة منا اقترح اتصالا لاسلكيا مباشرا لسرعة تبادل المعلومات وتحديد المواعيد ومتابعة نتائج اللقاءات ترك تحديد موعد ومكان الجلسة التالية لنا

إمضاء عقيد أ ح : أحمد فؤاد هويدى

إمضاء لواء محمد عبد الغنى الجمسى نائب رئيس أركان الحرب ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة

سرى للغاية محضر الجلسة الثالثة للوفد العسكرى المصرى مع الجانب الإسرائيلى يوم 30 أكتوبر 1973 أولا : الحاضرون من الجانب المصرى لواء محمد عبد الغنى الجمسى : مساعد وزير الحربية للشئون السياسية عقيد أ ح أحمد فؤاد هويدى مستشار فوزى الابراشى : ممثلا لوزارة الخارجية

من الجانب الإسرائيلى

جنرال أ. ياريف : مساعد رئيس أركان حرب عقيد د .سيون : من ضباط الأركان العامة عقيد أ . ليفران : من ضباط الأركان العامة

من الجانب الأمريكى مقدم أ ونجرل نقيب جوزيف فالون

ثانيا : الوقت والمكان تم الاجتماع بناء على طلب الجانب المصرى فى الفترة من سعت 1200 30 حتى سعت 1450 30 وذلك فى منطقة كم 101 طريق السويس / مصر

ثالثاً : نص ما دار فى الجلسة

بدأت الجلسة بكلمة من اللواء الجمسى

أعلن فيها الصفة السياسية والعسكرية للوفد وبتعينه مساعدا لوزير الحربية للشئون العسكرية والسياسية وصلاحية الوفد لمناقشة الموضوعات السياسية والعسكرية من المهم وجود وقف إطلاق نار سليم والإبقاء عليه نرى أنه من المهم الإفراج عن أسرى الحرب بأسرع ما يمكن ونحن لم نتسلم حتى الآن كشفا بأسمائهم رغم طلبنا ذلك عن طريق الصليب الأحمر

رد الجنرال ياريف بتفهمه لذلك وطلب تحديد موقفنا من الموضوعات التى نوقشت فى الجلسة السابقةة وأساسا موضوع الأسرى

رد الجانب المصرى بما يلى أ – قبلنا تبادل الأسرى الجرحى إلى جانب إخلاء الحالات الخطيرة من مدينة السويس والجيش الثالث ب- سلمنا الصليب الأحمر كشفا بأسماء الجرحى والأسرىى وسمحنا بزيارتهم ج – نطلب أسماء الجرحىى من الأسرى المصريين د – سنطلب من الصليب الأحمر التوجه إلى كل من الجيش الثالث شرق القناة ومدينة السويس لحصر حالات الاصابة الخطيرة هـ سيتم التبادل عن طريق الصليب الأحمر و – أحضرنا الملازم دان أفيدان كبادرة من جانبنا وهو موجود فى آخر مصرية على طريق السويس ز – سيتم تسليم الجثث الموجودة طرفنا وعددها 6 إلى الجانب الإسرائيلى عن طريق الصليب الأحمر وباقى الجثث غير محصورة ومتناثرة فى المواقع ونحن على استعداد لبحث أسلوب التصرف بشأنها

أبدى الجانب الإسرائيلى امتنانه بالنسبة لذلك وخاصة إحضار الملازم دان أفيدان وتساءل عن موقف كشوف أسماء الأسرى وأبدى اهتماما شديدا بانهاء هذا الموضوع فى أقرب فرصة

وقد رد الجانب المصرى بأن كشفا جديددا سيتم تسليمه اليوم لا يتضمن كل الأسرى وجارى حصر وإعداد باقى الكشوف وستسلم تباعا وستسمح بزيارة من الصليب الأحمر بالنسبة لمن تضمنتهم الكشوف المسلمة

 آثار الجانب المصرى ما يلى أ – أن القوات الإسرائيلية قد قامت فجأة أمس بقطع المياه عن مدينة السويس ب – أن مدينة السويس تحتاج إلى إمداد بأطباء ومواد طبية ومواد غذائية وأضاف الجانب المصرى أنه يعتبر قطع المياه مسألة خطيرة لتأثيرها على المدنيين من سكان المدينة كما يعتبر إمداد مدينة السويس مسألة هامة أيضا بالنسبة للسكان المدنيين بها

رد الجنرال ياريف بالآتى أ – طلب تفصيلا ت عما حدث بالضبط فى موضوع قطع المياه وذكر أن معلوماته فى هذا الشأن أنه قد نسفت الترعة الحلوة منذ 21 أكتوبر ويحتمل أن المياه تكون قد نضبت الآن ووعد ببحث هذا الموضوع فورا والإفادة ب- طلب تحديد حاجة السويس من الأطباء والمواد الطبية والغذائية للنظر فى الموافقة عليها ج – أضاف بأنه وردهم منا عن طريق الصليب الأحمر وجود قوات أو أفراد فى داخل دشم فى منطقة العجرود وبتفتيش المنطقة لم يجدوا أحد ويطلب تفصيلات تمكن من التوجه إلى مكان محدد للبحث فيه د – وردا على استفسار من الجانب المصرى حول معتقلات للمدنيين فى المنطقة غرب القناة نفى ذلك تماما وقال إنه على استعداد لتقصى حقيقة أى حدث نود أن نستفس عنه

انتقل اللواء الجمسى بالحديث إلى مناقشة المسائل السياسية وقال أ – نعتبر أنفسنا فى مرحلة افتتحاية من المفروض أن يليها مرحلة أخرى من المباحثات على مستويات أعلى للوصول إلى تسوية نهائية للموقف طبقا لقرار مجلس الأمن 242 ب- نعتبر أن هذه المرحلة تتضمن ثلاث نقاط أساسية 1- وقف إطلاق النار وذلك سارى حتى الآن 2- اتخاذ قوات الأمم المتحدة أماكنها بين قوات الطرفين 3- انسحاب القوات الاسرائيلية إلى المواقع التى كانت عليها يوم 22 أكتوبر طبقا لقرار مجلس الأمن واقرار هذه النقاط فى هذه المرحلة هو الى سيمهد للمباحثات المقبلة على المستوى الأعلى

رد الجنرال ياريف أنه بالنسبة لهذا الموضوع سيحاول إعادة توضيح موقفه بما لا يدع مجالات للشك أ – أن حكومته تؤمن بضرورة إجراء فض اشتباك حقيقى بين القوات ب – أنهم حازمون جدا فيما يخص رأيهم فى أسلوب فض الاشتباك والذى سبق أن أوضحه بالانسحاب المتبادل للقوات 10 كم أو مسافة يتم الاتفاق عليها شرق وغرب القناة مع وجود منطقة فاصلة تشغلها قوات الأمم المتحدة ويمكن مناقشة أشكالها إذا كنتم تشكون فى نوايا عدوانية لنا ج – أنه من المستحيل فى حالة عدم موافقتنا على ذلك الانتقال من الموقف الحالى إلى خطوط 22 أكتوبر 1973 ستأخذ مناقشات طويلة وممثلى الأمم المتحدة عاجزون حتى عن تحديد الخطوط الحالية د – أنه متفهم تماما لصعوبات الموقف الحالى من الناحيتين العسكرية والسياسية ولماذا إذن لا نتخلص من هذه الصعوبات باتخاذ خطوة أساسية تخلق موقفا جديدا مشيرا إلى الانسحاب المتبادل وحكومته أعلنت من قبل عام 1971 أن ذلك لن يعنى خطوطا نهائية ولكنها مرحلة تنسحب منها قواتهم إلى الحدود التى سيتم التفاوض بشأنها هـ – لذلك فهو غير مفوض ببحث موضوع خطوط 22 أكتوبر 1973 و – وعلق يبدو أننا وصلنا إلى طريق مسدود

رد اللواء الجمسى بأنه فهم وجهة النظر الإسرائيلية ولماذا فعلا لا تتخذ خطوة كبيرة وذلك بالانتقال بالقوات الإسرائيلية من الموقف الحالى إلى خط شرق القناة يبعد مسافة لا تقل عن 30 كم من القناة بينه وبين قواتنا منطقة فاصلة تشغلها قوات الأمم المتحدة مع احتفاظ قواتنا بمواقعها الحالية فى الضفة الشرقية مع إمكان البحث فى حجم وتسليح القوات المصرية التى ستبقى فى الخطوط الحالية فى الضفة الشرقية

رد الجنرال ياريف أنه اقتراح جاد وأنه ليست لديه صلاحية مناقشته ولكنه سيرفعه بنفس الجدية إلى رئاسته وسيخطرنا بالرد على ذلك وأن ذلك سيأخذ بعض الوقت للرد ولكنه لن يتأخر عن الأحد أو الاثنين القادم 4 – 5 /11 وارجو ألا يفهم من ذلك أننى موافق أو ليس لدينا اعتراض على هذا الاقتراح

 أثار الجنرال ياريف بعد ذلك موضوع جثث القتلى الإسرائيليين واقترح ارسال أى عدد نحدده من أفراد الصليب الأحمر للبحث عن الجثث فى المواقع والدبابات واخلائها وأنه اذا وافقنا على ذلك فيمكن تحديد المناطق وأسلوب التنفيذ وكذلك يمكن عمل نفس الترتيبات بالنسبة لجثث شهدائنا فى المناطق التى يسيطرون عليها وقد رد الجانب المصرى بأنه لا اعتراض من حيث المبدأ ويمكن بعد موافقة السلطات بحث التفاصيل

نوقشت بعد ذلك الموضوعات المعلقة حتى الآن ورتبت كما يلى أ – موضوع الاقتراح المصرى بارتداد القوات الإسرائيلية إلى مسافة لا تقل عن 30 كم شرق القناة وموضوع استمرار إمداد الجيش الثالث وقد وعد الجانب الإسرائيلى بالرد عليها قبل يوم الإثنين المقبل ب- موضوع قطع المياه وطالب مدينة السويس من الأطباء والمواد الموينية والطبية وقد التزم الجانب المصرى بإرسال تفاصيل عن مشكلة قطع المياه وتحديد مطالب المدينة برقيا اليوم 30 / 10 / 1973 ووعد الجانب الإسرائيلى بالرد على ذلك فى أسرع وقت ممكن ,لاق.

طلب الجانب المصرى عدم نشر أو إذاعة خبر تسليم الأسير الملازم دان أفيدان حتى يبدأ تبادل الأسرى الجرحى ووعد الجانب الإسرائيلى بمراعاة ذلك ترك تحديد موعد ومكان الاجتماع القادم للجانب الإسرائيلى

 ومرة أخرى أضاف اللواء الجمسى تعليقا على المحضر عرض فيه عددا من ملاحظاته ثم ألحقها بمجموعة من التوصيات وصل فيها إلى القول بأنه قد تنشأ الحاجة إلى تشكيل ضغط عسكرى على العدو مع احتمال استئناف القتال وكان نص التعليق على النحو التالى

أوضح اجتماع اليوم موقف الطرفين من أهم موضوعات المرحلة الحالية وهو أوضاع القوات لبدء المفاوضات أ – الموقف الإسرائيلى يلرفض الانتقال من الموقف العسكرى الحالى إلا إلى موقف عسكرى أنسب يلغى المميزات العسكرية المصرية ب- الموقف المصرى يرفض الارتداد من شرق القناة ويحتفظ بالمكاسب العسكرية لصالح الحل السياسى

اقتراحات بخصوص الانسحاب الإسرائيلى إلى خط شرق القناة مع بحث حجم الوجود العسكرى المصرى داخل الحدود الحالية لرؤوس الكبارى يبدو أفضل مخرج من الموقف للطرفين ونرى أنه سيحدث انقسام فى الرأى حوله داخل القيادات العليا الإسرائيلية رفض هذا الاقتراح من الجانب الإسرائيلى يكشف عن عدم جدية إسرائيل فى المباحثات الحالية بالنسبة لموضوع الانسحاب وأن قبولها للمباحثات هو بغرض حل المشاكل التى تمثل ضغطا داخليا عليها وخاصة موضوع الأسرى والجرحى والموتى كان الجانب الإسرائيلى موضوعيا ومجاوبا فى الموضوعات الفرعية

التوصيـــــات علقا أكبر ثقل ممكن للضغط سياسيا لقبول إسرائيل لاقتراحنا بالنسبة لفض الاشتباك والخطوط التى تكون عليها القوات فى نهاية المرحلة الحالية استغلال موضوع الأسرى والجرحى والموتى فى ربطه بموضوع الخطوط التى يجب الوصول إليها وليس بالموضوعات الفرعية قد تنشا الحاجة إلى تشكيل ضغط عسكرى على العدو ونرى أن يكون ذلك فى صورة مقاومة شعبية من سكان المناطق التى يسيطرون عليها فى الضفة الغربية للقناة ويحتاج ذلك إلى إعداد وتخطيط من الآن بجانب استعداد القوات المسلحة لاستئناف القتال

إمضــــاء

لواء / محمد عبد الغنى الجمسى

 سرى للغاية محضر الجلسة الرابعة هيئة عمليات القوات المسلحة نوفمبر 1973 أولا : الحاضرون من الجانب المصرى لواء محمد عبد الغنى الجمسى : مساعد وزير الحربية للشئون السياسية عقيد أ ح أحمد فؤاد هويدى مستشار فوزى الابراشى : ممثلا لوزارة الخارجية

من الجانب الإسرائيلى جنرال يسرائيل تال نائب رئيس الأركان ومدير العمليات عقيد د .سيون عقيد أ  ليفران

من الجانب الامريكى مقدم أ .ونجرل نقيب جوزيف فالون

ثانيا : الوقت والمكان تم الاجتماع بناء على طلب الجانب الإسرائيلى فى الفترة من سعت 1200 01 حتى سعت 1500 01 وذلك فىى منطقة كم 101 طريق السويس /القاهرة

ثالثاً : نص ما دار فى الجلسة

بدأ الجنرال تال بتقديم نفسه وأضاف أنه يرغب فى متابعة ما بدأه الجنرال ياريف من مناقشة وأنه يرغب فى بحث الموضوعات التالية أ – تبادل الأسرى الجرحى ب- الحصول عل كشوف بأسماء الأسرى ج – تبادل جثث الموتى د – إمداد المدنيين فى السويس بالمواد التموينية والطبية هـ – قول إمداد الجيش الثالث و – فض الاشتباك ز – شكوانا من معاملة المدنيين

اتفق بعد مناقشة أثار فيها الجانب الإسرائيلى أهمية موضوع الأسرى والجرحى بالنسبة لهم والضغوط التى يتعرضون لها من جانب الأسرى والرأى العام على ما يلى

يتم مبادلتهم تحت إشراف الصليب الأحمر * تتم المبادلة بالنسبة للأسرى الجرحى جوا

 ب- بالنسبة لتبادل الأسرى أخطر الجانب المصرى بأنه تم اليوم تسليم كشف بعدد من الأسرى الاسرائيليين إلى الصليب الحمر عددهم 6796 * علق الجانب الإسرائيلى بانهم قد سلموا سعت 1000 اليوم 1 / 11 كشوفا بأسماء 48 أسيرا مصريا إلى الصليب الأحمر ويرجون بإلحاح استلام كشفا بالأسماء الكاملة لأسرهم * وعدنا بالنظر فى الموضوع دون ذكر الرقم الحقيقى لعدد الأسرى أو توقيت تسليم الكشوف *

ج – بالنسبة لجثث الموتى تم الاتفاق على بحث ذلك فى مؤتمر باكر بين ممثلى الجانبيين والصليب الأحمر

انتقل الحديث إلى موضوع مدينة السويس وإمداد سكانها بالمياه والمواد التموينية والطبية وعرض الجانب المصرى مطالب الإمداد اليومية 7 لورى يوميا إلى جانب مشكلة إصلاح الترعة الحلوة كحل مستديم وتشغيل خط الأنابيب عبر الزيتية للإمداد العاجل بالمياه

 وكان موقف الجانب الإسرائلى كما يلى أ – لا يمكن إنكار حق المدنيين فى هذه الامدادات ب – كيف يمكن التأكد من عدم انتقال هذه الإمدادات إلى الجيش الثالث ج – يمكن إرسال قول إمداد غدا 2 / 11 بصفة مؤقتة حتى يتم الرد علينا بالنسبةلتوقيتات دائمة للمدنيين د – وقد رفضنا الترتيبات المؤقتة وطلبنا أن يكون إمداد المدنيين مستمرا حيث أنه حق للمدنيين ولا يمكن قبول التساهل فيه وقد وعد الجانب الإسرائيلى بالرد فى الإجتماع القادم.

بالنسبة لإمداد الجيش الثالث أ – سيتم الرد بالنسبة لإمداد الجيش الثالث بصفة مستديمة فى الموعد الذى حدده الجنرال ياريف ( 4 – 5 / 11 /1973 ) حيث أن ذلك مرتبط بموضوع فض الإشتباك وطريقة تنفيذه ب- تم إقرار زيادة إمكانيات العبور باستخدام فتحتين أو توسيع الفتحة الحالية لتسمح بعمل 10 مركبات 100 فرد بدلا من خمسة مركبات 50 فرد

أثار الجانب الإسرائيلى مشكلة تسرب فردى لبعض الأفراد من قواتنا من الجانب الشرقى للقناه وطلب السيطرة على مثل هذه الأعمال لمنع الاحتكاكات

ورد الجانب المصرى باثارة التصرفات المماثلة من جانب العدو

وعلق الجنرال تال بان الأمر يحتمل أن يكون سببه هو وجود قوات لنا أو لهم لم تكشف بواسطة أىمن الجانبين واعتبر أن بحث فض الاشتباك هو الحل الجذرى لهذه المشكلة مع تأكيد الجانب الإسرائيلى بعدمم إجراء قواته لتحركات لكسب أرض واستعدادهم لبحث أى حالة محددة

قرر الجانب الإسرائيلى أنه كان هناك فعلا احتجاز لبعض المدنيين فى معسكرات بمنطقة فايد وكبريت … الخ ولما لفت الجانب المصرى نظرهم لذلك تم الإفراج عنهم فورا والعودة لمنازلهم ومزارعهم وأبدى استعداده لبحث أى ملاحظات لنا فى هذا الشأن

تمت مناقشة اقتراح الجانب المصرى لفض الاشتباك بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط شرق القناة فى حديث خاص بين اللواء الجمسى والجنرال تال ويفهم من الحديث أن المشروع تم بحثه جديا بواسطة العسكريين المختصين وتم عرضه على السلطات السياسية بما فى ذلك رئيسة الوزراء وسيتخذ قرار سياسى فى الموضوع فور عودتها من أمريكا

– تم الاتفاق على الاجتماعات التالية أ – اجتماع باكر 2/11/1973 بين ممثلى الجانبين والصليب الأحمر سعت 1200 فى نفس المكان لبحث البرنامج الزمنى لتبادل الأسرى الجرحى وإخلاء جرحى مدينة السويس وجرحى الجيش الثالث وتم تلقين منوبنا افى هذا الاجتماع بألا يرتبط بتوقيتات التنفيذ ( يضع المخطط فقط ) إلا بعد الرجوع لنا حتى تكون قد اتضحت نية العدو بالنسبة لإمداد مدينة السويس بكل احتياجاتها حيث أنه من المقترح ربط الموضوعين ببعضهما ب – اجتماع يوم 3/11/1973 بين الجانبين سعت 1200 فى نفس المكان لبحث موقف الإمداد المستمر لمدينة السويس والضباط الأربعة الأسرى وأى نقاط أخرى

إمضــــاء

لواء / محمد عبد الغنى الجمسى نائب رئيس أركان الحرب ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة

برقية الملك الحسن الثاني إلى محمود رياض الأمين العام لجامعة الدول العربية، حول تأييده زيارة أنور السادات لإسرائيل ، الرباط، العدد الصادر في 14 ديسمبر 1977

السلام عليكم ورحمة الله، وبعد. فلقد تلقينا خطابكم الذي أعربتم لنا فيه عن ما يساوركم من بالغ القلق لما طرأ على الصف العربي من تفرقة وما يهدد الأمة العربية ان لم يتدارك الوضع في الحال من تفتيت خطير. ونظرا لما تعهدونه فينا من مشاعر، وطبقا لما أعلناه في هذا الشأن من مواقف، فقد طلبتم ألا ندخر اي جهد في سبيل رأب صدع الأمة العربية، ولم شتاتها، لان الظروف الخطيرة التي تجتازها لا تسمح بالتخالف والتفرقة، بل تتطلب منا جميعا مزيدا من التضحية، ومصارعة النزوات، وإعادة التضامن العربي، اذ في هذا وحده نستطيع ان نواجه معركة المصير التي نخوضها

وانه ليسعدنا ان نلاحظ، وفي نفس الوقت ان نحيطكم علما بأن شعوركم قد واكب نفس الشعور والإحساس الذي خامرنا، حتى اننا كنا، قبل وصول خطابكم الكريم، قررنا القيام بمبادرة في هذا الشأن بإيفاد مبعوثين من قبلنا الى مختلف اخوتنا رؤساء الدول العربية الشقيقة، سواء منهم المشاركون في مؤتمر طرابلس ام بقية الأخوة

والغرض من هذه المبادرة هو ان ننقل الى رؤساء الدول العربية وجهة نظرنا في الوضع الذي نجتازه، ونعرب لهم عن مخاوفنا التي تجد مبررها في الأحداث الجارية، ولنثير انتباههم بصفة خاصة الى الاخطار التي تترتب على المواقف المرتجلة التي لا تنتج بدون شك غير العرقلة والإحباط، الى امد بعيد، للفرصة المتاحة اليوم للامة العربية لاستعادة حريتها وكرامتها وكامل سيادتها.

ان املنا ان نرى من جديد الانسجام والوفاق اللذين ميزا الأمة العربية، وكانا مصدر قوتنا، يحلان محل التطاحن والتصريحات الصاخبة، تلك التصريحات التي تنطلق في الغالب من نظريات خاطئة تتميز دائما بالعنف، وتفضي حتما الى الفرقة والشتات، ويظل املنا عظيما في ان نرى أهدافنا تتحقق، لاننا نؤمن بأن آمالنا قائمة على أسس موضوعية وسليمة لا يتجاهلها الا المخربون الذين فقدوا الرؤية الصالحة. ذلك ان العرب كانوا ولا يزالون مجمعين على ضرورة البحث عن تسوية مشكل الشرق الأوسط عن طريق التفاوض.

وقد حدد جميع القادة العرب شروط هذه التسوية، واجمعوا عليها خاصة في مؤتمر القمة الذي انعقد بالرباط 1974 وهى تنحصر في ان السلم العادل والدائم يمر حتما بتحرير جميع الأراضي المحتلة منذ سنة 1967 وفي إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفي ان هذا السلم لا يمكن ابرامه خارج مفاوضات تشارك فيها جميع الدول والقوات العربية المعينة. وبالرغم من ان هذه الشروط تتجاور مقررات مجلس الأمن 242 و338 فإنها مع ذلك أصبحت تؤخذ بعين الاعتبار من لدن جميع دول العالم، وينظر اليها الضمير العالمي كحد أدنى لضمان السلم والاستقرار في المنطقة

ونرى في هذا الصدد ان من واجبنا ان نصارحكم القول بأننا باركنا بادرة اخينا الرئيس محمد أنور السادات، رغم انها إجراء انفرادي لانه ظل في هذه المبادرة وفيا للشروط السابقة الذكر، وخاصة منها التزامة الصريح بعدم ابرام أي صلح انفرادي

ان الفرصة التي تتاح اليوم للامة العربية لفرصة فريدة قد تتوج الكفاح الذي لم تفتأ تخوضه لتحررها، وان التاريخ سيحكم، ولا شك، حكمه الصارم على المواقف الطائشة التي تعرقل هذه الفرصة

وتقبلوا، سعادة الأمين العام، فائق اعتبارنا وتقديرنا

نص مشروع إعلان المبادئ الذي قدمه الوفد المصري إلى اللجنة السياسية المصرية الإسرائيلية عن جريدة الأهرام، العدد الصادر في 20 يناير 1978

إن حكومتي جمهورية مصر العربية وإسرائيل مصممتان على مواصلة بذل جهودهما لتحقيق تسوية سلميه شاملة في المنطقة، وفي إطار تلك التسوية، فإنهما تعبران عن استعدادهما للتفاوض لعقد اتفاقيات سلام على أساس التطبيق الكامل لقراري مجلس الأمن رقمي 242، 338 بجميع أجزائهما، وقد اتفق الطرفان على أن إقامة ذلك السلام العادل والدائم تستلزم تحقيق ما يلي :

بيان رسمي مصري حول استدعاء محمد إبراهيم كامل إلى القاهرة وقطع المفاوضات التي باشرتها اللجنة السياسية المصرية الإسرائيلية

بيان رسمي مصري حول استدعاء محمد إبراهيم كامل إلى القاهرة وقطع المفاوضات التي باشرتها اللجنة السياسية المصرية الإسرائيلية، في 18 يناير 1978، منشور من “الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 14، ص 39 – 40″، عن جريدة الأهرام، العدد الصادر في 19 يناير 1978

أصدر الرئيس محمد أنور السادات تعليماته الآن إلى السيد محمد إبراهيم كامل وزير الخارجية والذي يرأس وفد مصر في اجتماعات اللجنة السياسية في القدس أن يعود على الفور إلى القاهرة بعدما تبين من متابعة المواقف الإسرائيلية ومن تصريحات السيد مناحم بيگن رئيس وزراء إسرائيل والسيد موشيه ديان وزير الخارجية الإسرائيلية أنها كلها تعمد إلى تمييع الموقف وطرح حلول جزئية لا يمكن أن تؤدي إلى إقرار سلام دائم وعادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط

وقد اتخذ الرئيس السادات هذا القرار الحاسم حتى لا تستمر المفاوضات تدور في حلقة مفرغة أو تعمد إلى طرق الجوانب الفرعية والانتقال من جانب لم يكتمل بحثه بعد إلى جانب غير مطروح رغبة في أن تكتنف المفاوضات مسائل غامضة ومبهمة لن تخدم أهدافها

لقد كان موقف مصر واضحا وصريحا منذ بدأت مبادرة السلام ولم يتغير الموقف المصري على الإطلاق تفاديا لأية مزايدة وكان الأمل أن يقابل الطرف الآخر هذا الوضوح بوضوح مماثل

إن المواقف الصريحة والمستقيمة هي وحدها الكفيلة بالوصول إلى حل يحقق آمال الملايين على نطاق العالم في سلام لا يهتز، وأي أسلوب غير هذا أسلوب لم يعد يقبل بعد مبادرة السلام الشجاعة. لقد أعلنت مصر موقفها المبدئي منذ اللحظة الأولى وهو موقف اتخذته طوال نضالها خلال السنوات الثماني الأخيرة وهو قائم على ضرورة انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية التي احتلت بعد 5 يونيو من عام 1967 بما في ذلك القدس وتقرير الحقوق المشروعة بما فيها حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني الذي شرده العدوان طوال قرابة نصف قرن. وإذا كان ضمير العالم قد استقر على صحة هذه المبادئ أساسا للحل لاتفاقها مع العدل ومبادئ القانون الدولي والمواثيق الدولية فإنه لم يعد مقبولا أن تكون المساومة والمزايدة والالتجاء إلى إضاعة الوقت والطاقة هي الطريق إلى إقرارها. وإذا كان يهود العالم قد شردوا وشتتوا فليس هناك معنى لأن يشردوا الفلسطينيين ليعيشوا تحت الاحتلال ثمنا لآلام اليهود، وإذا كانت إسرائيل تتصور أن مستعمرة هنا ومستعمرة هناك أو أن مطارا هنا ومطارا هناك أقوى في تحقيق أمنها من اقتناع جيرانها بالتعايش معها في سلام، فإنها بهذا تفضل سلاما مفروضا بقوة السلاح على سلام نابع من الاقتناع بفائدة السلام. وضيق مساحة إسرائيل وقرب أرضها من الأرض العربية ليس ظاهرة تنفرد بها ولا يمكن أن يكون مبررا لأن تفرض أسلوب التوتر على المنطقة بحجة الدفاع عن نفسها أو حماية وجودها من الدمار، فإن دول أوروبا تتجاور بل وتتداخل لكن ذلك لم يمنع الدول المتجاورة والمتداخلة من العيش في سلام بعيدا عن حساسيات الحرب وخوف التدمير وكثير من دول العالم وأوروبا مرت بمراحل كراهية ومرارة أكثر مما أسفرت عنه معارك العرب وإسرائيل. إن مصر وهي تتخذ هذا القرار تعتبره جزءا من موقفها الواضع والصريح في مواجهة هذا الوضع، وهي تترك تقدير الأمر للضمير العالمي مبرئة ذمتها من احتمالات فشل لم تتسبب فيه وخذلان لآمال الملايين لم تكن هي سببه بأية صورة وعلى أي وجه، ومصر على كل حال قد مرت بمحن عديدة وتجاوزتها عبر تاريخها الطويل ولم تقبل أسلوب الخداع والمناورة والمزايدة لأن ذلك لم يكن هدفها من مبادرة رئيسها وزعيمها الشجاع وإنما كان هدف المبادرة صيانة الدم من أن يراق والسلام من أن يظل مطلبا مستحيل المنال

إن السلام الذي تطلبه مصر هو قبل كل شيء وبعد كل شيء سلام للمنطقة وللدنيا كلها. ولعلها بما فعلت قد قدمت كل ما تستطيع وستظل مصر مع ذلك على عهدها السلام العادل الشامل الشريف مطلبها وأمن المنطقة غايتها وصولا إلى ما يحقق أمن الإنسان في هذا العصر الذي نعيش فيه

هذا وقد دعا السيد الرئيس محمد أنور السادات مجلس الشعب إلى جلسة طارئة تنعقد في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح السبت الثاني عشر من شهر صفر عام 1398 الموافق 21 من شهر يناير عام 1978 ليعرض على ممثلي الأمة كل حقائق الموقف

مبادرة السادات

مبادرة السادات، هي مبادرة لاحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط أعلنها الرئيس المصري أنور السادات في 19 نوفمبر 1977، وأعلن في خطاب أقاه أمام مجلس الشعب المصري عن نوايا زيارة إسرائيل لإلقاء خطاب أما الكنيست، وكان هذا الإعلان هو نقطة البدء في مبادرة السلام

من ذاكرة البرلمان.. شاهد ماذا قال السادات عن العرب داخل مجلس الشعب ؟! | برلمانى

خطاب مجلس الشعب

في خطاب أمام مجلس الشعب المصري أعلن الرئيس أنور السادات في 9 نوفمبر 1977، مبادرة مصرية لاحلال السلام في المنطقة وحددها بخطوات ثلاث:

1- أن مصر تعتبر نفسها ملتزمة بمسئولية واحدة لا بديل لها وهي تحرير جميع الأرض المحتلة في عام 1967

2-إن مصر مع هذا الالتزام الأكبر والاول، تقبل النداء الذي وجهه أخيراً يوثانت السكرتير العام للأمم المتحدة وتقرر الامتناع عن إطلاق النار لفترة لا تستطيع ان تجعلها تزيد على ثلاثين يوماً، تنتهي يوم 6 أبريل

3- إن مصر تضيف إلى كل الجهود من أجل السلام، مبادرة مصرية جديدة تعتبر العمل بمقتضاها مقياساً جديداً للرغبة في تنفيذ قرار مجلس الأمن وتحرير جميع الأراضي المحتلة في عام 1967. وقد أضاف السادات” إن الموقف كله يتلخص في حقيقتين اثنتين

الأولى: إن وقف النار أو وقف إطلاق النار ليس هذه هي القضية ولكن القضية هي تحرير الأراضي العربية كلها، ورد الحق العربي لشعب فلسطين

الثانية: إننا مع فرصة نعطيها للمجتمع الدولي تقديراً واحتراماً علينا أن نثبت أن الأمر في النهاية منوطاً بقوتنا وحدنا، وبقدر معرفتنا بالعدو ونحن نعرفه أكثر من غيرنا فإننا معتقدون بأن العدو لن يرتدع بغير القوة ولن يتراجع إلا تحت ضغطها

وقال السادات إن هذه المواقف دارت حولها مناقشات واسعة مع القيادات السياسيسة والعسكرية، وفي مجلس الوزراء وفي مجلس الدفاع الوطني وفي اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ثم كانت نتيجة هذه المناقشات الخطوات الثلاث التي حددها للعمل في المرحلة المقبلة وهي:

 الالتزام بتحرير الأرض المحتلة

الامتناع عن إطلاق النار فترة 30 يوم

مبادرة مصرية جديدة يتحقق خلالها انسحاب جزئي للقوات الاسرائيلية عن الشاطئ الشرقي للقيادة

قام بكتابة خطاب السادات ثلاثة أشخاص: أحمد بهاء الدين، موسى صبري، وبطرس بطرس غالي

زيارة إسرائيل:

وفى 19 نوفمبر 1977 بدأ الرئيس رحلته التى تضمنت زيارة القدس وأداء صلاة عيد الاضحى في المسجد الأقصى وأمام الكنيست – في اجتماع خاص – ألقى الرئيس خطابه الذى ضمنه المبادئ الخمسة للتسوية السلمية للنزاع، وهي ما يلى :

1- إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأرض العربية بعد يونيه 1967

2 -الاعتراف بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطينى وحقه في تقرير المصير بما فيه حقه في إقامة دولته الخاصة

3 – حق كل دول المنطقة في العيش في سلام داخل حدودهم الآمنة التى تؤمنها ضمانات تتم عن طريق إجراءات يتفق عليها، وتنص عل المن المناسب للحدود الدولية، بالإضافة إلى الضمانات الدولية المناسبة

4 -التزام جميع الدول في المنطقة إدارة علاقاتهم فيما بينهم بما يتمشى مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وخاصة المبادئ التى تتعلق بعدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات فيما بينهم بالطرق السلمية

5 – إنهاء حالة الحرب في المنطقة

ولقد عاش جميع المواطنين في مصر وفى البلاد العربية بل وفى دول العالم أجمع ـ هذه الأيام مع أجهزة وأدوات الاتصال والإعلام المحلية والإقليمية والعالمية ـ التى نقلت هذا الموقف العظيم الذى أخذ بأنفاس جميع البشر، فتابعوه وعايشوه وتأثروا به. وعلى الرغم من رد الفعل العالمى المؤيد والمناصر على نطاق واسع ومتزايد يوما بعد يوم، إلا أن التحرك المصرى استمر مندفعا بالشرح وبالنقاش، وبهدف الإيضاح أعلنت وزارة الخارجية المصرية مرارا التأكيد على النقاط التالية :

أن مصر لازالت تتمسك بموقفها المبدئى الثابت من قضية النزاع العربى الإسرائيلى وأهم عناصره هى إعطاء الأولوية لحل المشكلة الفلسطينية فلا سلام بدون تسويتها، ورفض أية تسويات جزئية وعدم قبول أية اتفاقات منفردة تأسيسا على أن التسوية لن تتم إلا في إطار جماعى يضم الأطراف العربية المعنية، وأن السياسة المصرية الرسمية لم تتراجع عن التزاماتها القومية التى أقرها الرؤساء العرب في مؤتمرات القمة العربية وهى الإصرار على الانسحاب الكامل من كل الراضى المحتلة منذ يونيه 1967 وإحقاق المشروعة للشعب الفلسطينى بما فيها حقه في إقامة دولته الفلسطينية

أن الهدف النهائى للتحرك المصرى من أجل التسوية السلمية لن يتغير وأن التغيير الجديد هو في أسلوب التحرك بالتوجه المباشر للخصم خلال اتصال مباشر وواضح، ولذلك فإن الهدف من الزيارة لم يكن التوصل إلى نتائج فورية محدودة، وإنما كان الهدف هو إحداث صدمة عنيفة للرأى العام في إسرائيل وفى العالم ليقف على حقيقة نوايا العرب السلمية

أن الرئيس السادات قد تعتمد في اتصالاته المباشرة على تحديد الخطوط والقضايا الرئيسية وتجنب التفاصيل والجزيئات، وأن السياسة المصرية قد أقرت مبدأ الاتصالات المباشرة بعد كسر حدة عدم الثقة وبعد أن أدرك الجانب الإسرائيلى أن التسوية السلمية في صالحه وفى صالح المنطقة

أن هذا التحرك الإيجابى المصرى في حاجة لمعونة جميع دول العالم والقوى الكبرى لمساندة خطوات السلام، وأن الاهتمام الأساسى الذى يلى الزيارة هو الإعداد الجيد لمؤتمر جنيف حتى ينجح وليس فقط بحث ومناقشة توقيت عقد مؤتمر جنيف

وعاد الرئيس السادات من رحلته وسط أصداء عالمية متفائلة، وخرج الشعب المصرى بالإجماع تأييدا للرئيس المصرى رجل السلام في المنطقة، والقى الرئيس يوم 26 نوفمبر 1977 بيانا عن رحلته أمام مجلس الشعب، وأعلن عن دعوته إلى عقد مؤتمر القاهرة في شهر ديسمبر 1977 يحضره ممثلون عن أطراف النزاع العربى الإسرائيلى والرئيسان المشاركان لمؤتمر جنيف والسكرتير العام للأمم المتحدة، وذلك للإعداد لمؤتمر جنيف، وأكد الرئيس في وضوح أن مؤتمر القاهرة ليس بديلا عن مؤتمر جنيف وإنما هو مؤتمر تحضيرى له. وقامت وزارة الخارجية بإرسال الدعوات إلى جميع الدول الأطراف في مؤتمر القاهرة والأمم المتحدة ومنظمة التحرير الفلسطينية مع إيضاح أن مؤتمر القاهرة هو مؤتمر تحضيرى للإعداد لاستئناف مؤتمر جنيف وتهيئة المناخ الملائم للتوصل إلى تسوية شاملة للنزاع العربى الإسرائيلى، وأنه ليس مؤتمرا ثنائيا، وأن أعمال المؤتمر سوف تتصف بالمرونة وعدم التعقيد بجدول أعمال محدد أو إجراءات معنية لعقده أو لسير أعماله وقد رحب بالمؤتمر وقبل المشاركة في أعماله الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ووافقت المملكة الأردنية بشرط حضور كافة الأطراف المدعوة للمؤتمر، وأبدى لبنان استعداده للحضور في المرحلة النهائية للاتفاق مع تعذر حضوره حاليا في هذه المرحلة، ورفض الاتحاد السوفيتى الحضور، ولم ترد سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية رسميا على الدعوة

مؤتمر جنيڤ 1977

وبالفعل بدأ مؤتمر القاهرة التحضيرى لمؤتمر جنيف أعماله في 14 ديسمبر 1977 بحضور ممثلى كل من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة وفرضت الطبيعة التحضيرية للمؤتمر أن يكون التمثيل في هذه المرحلة على مستوى الخبراء كما شكلت لجان فنية معاونة للوفود الرسمية شاركت في العمال اليومية للمؤتمر وتم خلال الجلسات الأولى للمؤتمر تبادل وجهات النظر بين الجانبين المصرى والإسرائيلى كما كانت هناك اتصالات مستمرة بين المؤتمر وبين القيادات السياسية للأطراف المعنية ثم دخلت أعمال المؤتمر مرحلة جديدة حين أعلن موعد زيارة رئيس وزراء إسرائيل إلى مصر للالتقاء بالرئيس السادات وبدأ التمهيد والإعداد لهذا المؤتمر وفى ذلك حضر عزرا فيتسمان وزير الدفاع الإسرائيلى في زيارة قصيرة للقاهرة ألتقى خلالها بالرئيس السادات والفريق الجمسى كما أجرى مشاورات مع الوفد الإسرائيلى في مؤتمر القاهرة.

زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي

وقد بدأت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى يوم 25 ديسمبر في مدينة الإسماعيلية حيث ألتقى بالرئيس السادات وشارك في اللقاء وفدان على مستوى عال من الجانبين ضم وزراء الخارجية والدفاع وبعض كبار المسئولين والمستشارين كما شارك فيه أيضا رؤساء الوفدين المصرى والإسرائيلى في مؤتمر القاهرة التحضيرى وعقد الجانبان ثلاثة اجتماعات عمل تمت خلالها مناقشة التصور الشامل للسلام الذى تقدم به الجانب الإسرائيلى.

وكانت أهم القرارات التى توصل إليها الجانبان هى رفع مستوى التمثيل في مؤتمر القاهرة ليكون على مستوى الوزراء على أن ينعقد في مرحلة لاحقة وكذلك الاتفاق على تشكيل مجموعتى عمل سياسية وعسكرية يرأس كل منها الوزراء المختصون في الدولتين بالتناوب وتعقد اللجنة العسكرية اجتماعاتها في القاهرة والسياسية في القدس اعتبارا من الأسبوع الأول من يناير بالنسبة للعسكرية والأسبوع الثانى بالنسبة للسياسية بهدف تخطى الخلافات التى ظهرت في وجهات النظر بالنسبة للضفة الغربية والمسألة الفلسطينية على وجه الخصوص، ولإعداد مشروع بيان باتفاق المبادئ وهو المشروع الذى تعذر التوصل إليه في اجتماعات الإسماعيلية لاختلاف وجهات النظر حول الوطن الفلسطينى، ولبحث تفاصيل المسائل العسكرية والانسحاب والضمانات وكذلك طبيعة السلام ومكوناته

أحاديث الرئيس السادات للصحفيين المصريين والاجانب عن مبادرة السلام

حديث للرئيس السادات عن حرب اكتوبر للاعلام خلال شهر يونيو 1977 دا احنا في حرب اكتوبر طلعنا الي وضع بنقول فيه للعالم نحن نملك ان نصيغ حياتنا كما نشاء واتفرج علينا العالم . . وبنصيغها علي اروع ما يمكن ان تكون الصياغة حتي بيقولوا لنا التراب اللي نشأنا عليه لسه . . التلفزيون والاذاعة ما بيقولوش هذا الكلام لما ادي مثل اترجم ترجمة بسيطة . . في اثناء معركة اكتوبر طلبت ان تبقي الاغاني جماعية . . ليه . . علشان تطلع بقي بالاعمال الضخمة زي احنا بنفكر دلوقتي في سنة 2000 كلها اعمال الضخامة لازم برضه في الفن نتنقل بهذة الضخامة.

حديث الرئيس محمد أنور السادات إلى محطة التليفزيون الأمريكي فى 31 /7 /1977 عن السلام

سؤال : سيدى الرئيس لقد نقل عن مناحم بيجين قوله : إن إسرائيل تتمنى الخير للشعب المصرى وقد أذيع أن الفريق أول محمد عبد الغنى الجمسى وزير الحربية المصرى قد بعث برسالة ودية إلى مناحم بيجين حول التفاصيل المتعلقة باتفاقية الهدنة الحالية ألا يحتمل أن تكون هذه بداية لنوع جديد من المودة بين مصر وإسرائيل ؟ الرئيس : حسناً – إن هذا شئ مألوف تماماً فأنت تعلم أنه منذ وقف إطلاق النار فى عام ١٩٧٣ قام الجمسى بنفسه بالتفاوض مع بارليف في الكيلو (١٠١) وقد اجتمع مع بارليف وما ذكرته يدخل في الروتين المعتاد لأنه من موقفنا فى سيناء، ومن خلال الأمم المتحدة فإن هناك دائماً اتصالات تجرى مع الأمم المتحدة ومع إسرائيل بواسطة الأمم المتحدة وهذا مألوف تماماً ولا أرى أنه قد جد أى شئ جديد فى هذا الصدد على الإطلاق منذ إجراء محادثات الكيلو ١٠١

تصريحات الرئيس محمد أنور السادات للصحفيين المصريين عن رحلة السلام

في اعقاب الحديث مع وفد الأغلبية الديمقراطية الأمريكي التف الصحفيون المصريون حول الرئيس السادات الذي صرح للصحفيين المصريين بقوله : انني اعتبر هذه مهمه مقدسة وهي ان نعمل علي كسر هذه الحلقة المفرغة التي ندور فيها والتي يمكن ان ندور فيها لأجيال مقبلة ومن هنا قدسية المهمة ليست لي وللأجيال الحالية وانما للاجيال القادمة ، اذا كنت استطيع كسر هذه الحلقة ولا اقدم علي هذا فسوف اشعر انني سأحاسب ، واقول هنا انها مقدسة سأحاسب من ربي ، لماذا لانه كان من الممكن ان افعل شيئا ولم اقدم عليه.

كلمة الرئيس محمد انور السادات أمام الكنيست الاسرائيلي عن السلام فى 21 /11/ 1977

أيها السادة الحق أقول لكم، إن السلام لن يكون اسماً على مسمّى، ما لم يكن قائماً على العدالة، وليس على احتلال أرض الغير. ولا يَسُـوغ أن تطلبوا لأنفسكم ما تنكرونه على غيركم. وبكل صراحة، وبالروح التي حدت بي على القُدوم إليكم اليوم، فإني أقول لكم، إن عليكم أن تتخلّوا، نهائياً، عن أحلام الغزو، وأن تتخلّوا، أيضاً، عن الاعتقاد بأن القوة هي خير وسيلة للتعامل مع العرب. إن عليكم أن تستوعبوا جيداً دروس المواجهة بيننا وبينكم، فلن يجديكم التوسع شيئاً.

رسالة الرئيس محمد أنور السادات لوزير التعليم ردا على برقيته هو ورجال الجامعة تأييدا لمبادرة السلام

ان انتصارنا المجيد في اكتوبر العظيم قد هز مشاعر العالم وغير المفاهيم نحونا واعز جانبنا ، ومن هذا المنطلق ومن موقف القوة اتخذنا القرار النابع من ارداتنا المنفردة الحرة بهذه المبادرة متخطين كل الصعاب والعقبات دفعا لعجلة السلام الي الامام في اقصر طريق وذلك بالحوار الدبلوماسي وبعنصر المواجهة المباشرة لاسرائىل حكومة وشعبا في بلدها حتي تواجه نفسها بلحظات الحق والحقيقة ، وأنه لا سلام مع اغتصاب الارض واستمرار الاحتلال وتوضيح الرؤية عن جوهر المشكل

تمهيد شاق للاعداد لاتفاقيات كامب ديفيد:

اتفاقية كامب ديڤد هي اتفاقية تم التوقيع عليها في 17 سبتمبر 1978 بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل الراحل مناحم بيجن بعد 12 يوما من المفاوضات في المنتجع الرئاسي كامب ديڤد في ولاية ميريلاند القريب من عاصمة الولايات المتحدة واشنطن.

 كانت المفاوضات والتوقيع على الاتفاقية السلام تحت إشراف الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر

ولان السلام انشودة الامن والاستقرار للشعوب حصل الزعيمان مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1978 م بعد الاتفاقية .

أدت حرب أكتوبر وعدم التطبيق الكامل لبنود القرار رقم 338 والنتائج الغير مثمرة لسياسة المحادثات المكوكية التي إنتهجتها الخارجية الأمريكية والتي كانت عبارة عن إستعمال جهة ثالثة وهي الولايات المتحدة كوسيط بين جهتين غير راغبتين بالحديث المباشر والتي كانت مثمثلة بالعرب و إسرائيل ، أدت هذه العوامل إلى تعثر وتوقف شبه كامل في محادثات السلام ومهدت الطريق إلى نشوء قناعة لدى الإدارة الأمريكية المتمثلة في الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر بإن الحوار الثنائي عن طريق وسيط سوف لن يغير من الواقع السياسي لمنطقة الشرق الأوسط

في إسرائيل طرأت تغييرات سياسية داخلية متمثلة بفوز حزب الليكود في الإنتخابات الإسرائيلية عام 1977 وحزب الليكود كان يمثل تيارا أقرب إلى الوسط من منافسه الرئيسي حزب العمل الإسرائيلي الذي هيمن على السياسة الإسرائيلية منذ المراحل الأولى لنشوء دولة إسرائيل وكان الليكود لايعارض فكرة إنسحاب إسرائيل من سيناء ولكنه كان رافضا لفكرة الإنسحاب من الضفة الغربية

تزامنت هذه الأحداث مع صدور تقرير معهد بروكنگس التي تعتبر من أقدم مراكز الأبحاث السياسية و الإقتصادية في الولايات المتحدة ونص التقرير على ضرورة اتباع “منهج حوار متعدد الأطراف” للخروج من مستنقع التوقف الكامل في حوار السلام في الشرق الأوسط

يعتقد معظم المحللين السياسيين إن مناحم بيجن إنتهز جميع هذه العوامل وبدأ يقتنع إن إجراء مفاوضات مع دولة عربية كبرى واحدة أفضل من المفاوضات مع مجموعة من الدول وإن أي إتفاق سينجم عنه ستكون في مصلحة إسرائيل إما عن طريق السلام مع أكبر قوة عسكرية عربية أو عن طريق عزل مصر عن بقية العالم العربي. إستنادا إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك في حواره مع الإعلامي عماد أديب في عام 2005 إن الراحل محمد أنور السادات إتخذ قرار زيارة إسرائيل بعد تفكير طويل حيث قام السادات بزيارة رومانيا وإيران والسعودية قبل الزيارة و صرح في خطاب له أمام مجلس الشعب انه “مستعد أن يذهب اليهم في اسرائيل”، وإلقاء خطاب أمام الكنيست والتباحث مع المسؤولين الإسرائيليين لايجاد تسوية عادلة وشاملة لأزمة الشرق الأوسط.

 وقام ايضا بزيارة سوريا قبيل زيارة إسرائيل وعاد في نهاية اليوم بعد ان حدثت مشادة كبيرة بينه والسوريين لأنهم كانوا معترضين علي الزيارة.‏

 وإستنادا إلى إبراهيم نافع فإن الرئيس الروماني شاوشيسكو قد قال “بأن مناحم بيجن بلا شك  صهيوني وصهيوني جدا‏، ولكنه رجل سلام‏، لأنه يعرف ماهي الحرب‏.‏ ولكنه أيضا‏ يريد أن يترك اسمه علامة في تاريخ الشعب اليهودي‏

وفي 11 نوفمبر 1977 أعلن مناحم بيجن رئيس وزراء إسرائيل ترحيبه بمبادرة السادات ووجه إليه عن طريق السفارة الأمريكية دعوة رسمية لزيارة فلسطين المحتلة

وفي الفترة بين 19-21 نوفمبر من العام نفسه، قام السادات بزيارة القدس المحتلة حيث ألقى أمام الكنيست خطابه الشهيرعرض فيه وجهة نظره في الصراع العربي الإسرائيلي وضمنه بعض اقتراحات لتسوية هذا النزاع. كما أجرى مباحثات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية وعدد من رؤساء الكتل البرلمانية في الكنيست.

وفي هذه الزيارة تبدى موقف السادات من خلال الأسس التالي

استيعاد فكرة الحرب كوسيلة لحل الصراع العربي الإسرائيلي والتعبير عن رغبة الشعب المصري في السلام وصدق نيته في تحقيقه، واعترافه بوجود إسرائيل وقبولها في المنطقة في ظل سلام عادل ودائم

ابداء الاستعداد لتقديم كافة الضمانات المطلوبة لتحقيق أمن إسرائيل، على أن تكون هذه الضمانات متبادلة

تأكيد ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي العربية المحتلة بعد يونيو 1967 بما في ذلك القدس العربية والاعتراف بالشعب الفلسطيني وحقوقه في العودة واقامة دولته

أما المواقف الإسرائيلي فقد تم التعبير عنه في الكلمات التي ألقاها رئيس الوزراء وكافة المسؤولين الإسرائيليين خلال الزيارة، ويمكن إجمال عناصره بما يلي :

التحدث عن ماهية السلام الذي تريده إسرائيل وكيفية ضمانه، وعن حدود العلاقات الطبيعية أو مظاهرها من اعتراف دبلوماسي وتبادل اقتصادي وحدود مفتوحة.

بأن يتم تحقيق هذا السلام بواسطة معاهدة تنتج عن مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة مع أطراف الصراع الأخرى، أي سوريا والأردن ومن أسمتهم إسرائيل ممثلين حقيقيين للشعب الفلسطيني

المؤتمر التحضيري في القاهرة

تم الاتفاق، نتيجة لزيارة القدس، على عقد مؤتمر تحضري لتسوية المسائل الاجرائية ووضع أسس الحل المرتقب. وفي 26 نوفمبر 1977 وجهت مصر الدعوات إلى كل من إسرائيل والأردن وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية ولبنان بالاضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة لحضور هذا المؤتمر التحضيري في القاهرة في 14 ديسمبر 1977. ولكن من شاركوا في المؤتمر فعلا كانوا مصر واسرائيل والولايات المتحدة والأمم المتحدة. فقد رفضت الدول العربية والاتحاد السوفيتي الدعوة من أساسها

أبرزت المصادر المصرية والإسرائيلية رؤية كل من البلدين للمؤتمر كالتالي

ذكرت المصادر الإسرائيلية أن وفدها إلى القاهرة لا يملك الصلاحيات لعرض اقتراحات حل وسط من أي نوع على مصر في هذه المرحلة وأن مهمته فنية أساسا، وهي مقارنة مواقف الانطلاق المصرية والإسرائيلية واقتراح نسق اجرائي لمواصلة المفاوضات بين الدولتين بشأن المسائل المختلف عليها. فالمستوى السياسية المسؤول هو وحدة صاحب الصلاحية في الوصول إلى اتفاقات على أساس حلول وسطى. ولم تستبعد المصادر الإسرائيلية فكرة التسوية المنفردة بأنها تشكل أحد الأهداف المطروحة أمام الوفد الإسرائيلي اذا تمكن من اقناع مصر بذلك.

أما الوفد المصري فقد حدد رؤية حكومته لموضوعات البحث في النقاط الخمس الآتية

1 –  انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية التي احتلت بعد حزيران 1967

2 -اعتبار القضية الفلسطينية جوهر النزاع في الشرق الأوسط وترتيب السلام الدائم على حل هذه القضية باعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيينة بما فيه حقه في اقامة دولته

3 -أن يكون الحل الشامل هو الاطار العام للمباحثات

4 -ايجاد تصور مشترك يكفل الأمان لكل الأطراف

5 -العمل على سير خطوات المؤتمر بالمرونة التي تتيح انضمام أي أطراف في أية مرحلة من مراحل المؤتمر ، وبالقدر الذي يسمح برفع مستوى التمثيل فيه اذا ما اقتضت الظروف ذلك

وقد ظهر من سير المحادثات التي تمت على مستوى المفوضين أن ثمة خلافا أساسيا بين الطرفين حول جدول الأعمال الذي ترك مفتوحا أصلا. فمصر اقترحت أن يتضمن الانسحاب والقضية الفلسطينية وطبيعة السلام ومكوناته. وأما إسرائيل فطالبت بأن يتركز البحث حول طبيعة السلام من خلال نصوص مقترحة لاتفاقية سلام بين إسرائيل ومصر.

أدى هذا الخلاف بين الطرفين إلى تجميد أعمال المؤتمر بعد أن أعلن عن اتفاق لعقد لقاء في مصر بين السادات وبيجن. وفي هذا الاطار قام وزير الدفاع الإسرائيلي عزرا وايزمان بزيارة خاطفة لمصر يوم 20/12/1977 أجرى خلالها محادثات مع السادات ووزير دفاعه

مشروع مناحم بيجن

بطرس غالي نائب وزير الخارجية حينها مصطفى خليل في مفاوضات الاسكندرية مع إسرائيل في 26 سبتمبر 1979

مفاوضات الاسكندرية في 26 سبتمبر 1979 بين الوفد المصري والإسرائيلي

في 25 ديسمبر 1977 التقى السادات بيگن في مدينة الاسماعيلية. وفي هذا اللقاء تم رسميا طرح مشروع بيجن للتسوية، وهو المشروع الذي أعلنه بيجن فيما بعد رسميا أما الكنيست يوم 28 ديسمبر 1977. ويشكل هذا المشروع في الواقع أهم ما جاء في اتفاقيتي كامب ديفيد وينقسم إلى جزئين: الأول يتعلق بمستقبل الضفة الغربية وقطاع غزة ويشمل الثاني قواعد التسوية مع مصر

ويقترح المشروع في جزئه الأول “تشكيل حكم ذاتي ادارية لسكان يهودا والسامرة وقطاع غزة: يشترك فيه العرب على الأسس التالية :

1 -الغاء الحكم العسكرية في يهودا والسامرة وقطاع غزة

 2 -اقامة حكم ذاتي اداري فيها للسكان العرب بواسطة المقيمين ومن أجلهم

3 – انتخاب سكان تلك المناطق مجلسا اداريا من 11 عضوا يعمل بموجب المبادئ المحددة في هذه الوثقة

ثم يحدد هذا الجزء من المشروع القواعد المنظمة لعمليات الانتخاب والترشيح بالاضافة إلى اختصاصات المجلس الاداري التي لا تتعدى في مجملها الاختصاصات التقليدية للمجالس البلدية، بينما يعهد بشؤون الأمن والنظام العام إلى السلطات الإسرائيلية . كما تنص المقترحات على منح سكان الضفة الغربية وغزة حق الاختيار بين الجنسيتين الإسرائيلية والأردنية وما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات سياسية ومدنية، ولا سيما حق الإسرائيلين في امتلاك اراضي في تلك المناطق مقابل منح الحق نفسه للعرب الذين يختارون الجنسية الإسرائيلية بالنسبة إلى إسرائيل. وأخيرا تنص مقترحات بيجن على تمسك إسرائيل بسيادتها على يهودا والسامرة وغزة وتطالب “إدراكا منها لوجود مطالب أخرى” – على حد تعبيرها – بابقاء مسألة السيادة في تلك المناطق مفتوحة

وبالنسبة إلى القدس تنص وثيقة بيجن على أنه “فيما يتعلق بادارة الأماكن المقدسة للديانات الثلاث في القدس يعد ويقدم اقتراح خاص يضمن حرية وصول أبناء جميع الديانات إلى الأماكن المقدسة الخاصة بهم

أما الجزء الثاني من مشروع بيجن فقد تناول أسس التسوية مع مضر وتضمن ما يلي :

1-أن تجرد مناطق معينة من سيناء من السلاح ولا يجتاز الجيش المصري الممرات ويستمر في سريان اتفاق خفض القوات في المنطقة الحصورة بين الممرات وقناة السويس

2-أن تبقى المستعمرات الإسرائيلية في أماكنها ووضعها الدائم وتكون مرتبطة بالادارة والقضاء الإسرائيليين وتقوم بالدفاع عنها قوات إسرائيلية

3 -أن تحدد فترة انتقالية لعدد من السنين يرابط خلالها الجيش الإسرائيلي وسط سيناء مع ابقاء مطارات وأجهزة انذار إسرائيلية إلى حين انتهاء هذه الفترة الانتقالية والانسحاب إلى الحدود الدولية

4 – ضمان حرية الملاحة في مضائق تيران واعتراف الدولتين في اعلان خاص بأن هذه المضائق هي ممر مائي يجب أن يكون مفتوحا للملاحة لأي سفينة وتحت أي علم، سواء بواسطة قوة تابعة للأمم المتحدة لا يمكن سحبها إلا بموافقة الدولتين وبناء على قرار بالاجماع لمجلس الأمن، أو بواسطة دوريات عسكرية مصرية إسرائيلية مشتركة.

 استغرقت مباحثات الاسماعيلية ثلاث جلسات وانتهت يوم 26 ديسمبر 1977 بمؤتمر صحفي أعلن فيه الطرفان آراءهما فيما دار من نقاش. ولكن لم يصدر بيان مشترك عن المباحثات واعتبر ذلك مؤشرا إلى وجود خلافات كبيرة في الرأي.

وقد اكتفى الطرفان باعلان اتفاقهما على عدة قرارات اجرائية منها رفع مستوى التمثيل في مؤتمر القاهرة إلى المستوى الوزاري وتشكيل لجنتين في اطار المؤتمر ترفعان قراراتهما إليه: لجنة عسكرية يترأسها دفاع الطرفين بالتناوب، وتعقد اجتماعاتها في القاهرة ولجنة سياسية يرتأسها وزيرا الخارجية بالتناوب وتعقد اجتماعتها في القدس

وبناء على ذلك عقد مؤتمر القاهرة جلسة ختامية مساء اليوم نفسه أعلن فيها رفع مستوى التمثيل وتأجيل أعمال المؤتمر إلى أجل غير مسمى انتظارا لنتائج أعمال اللجنتين السياسية والعسكرية

اتخذ المسؤولون الأمريكيون بعد لقاء الاسماعيلية موقفا يمكن اعتباره امتدادا لموقفهم منذ مبادرة السادات إلى زيارة فلسطين المحتلة، وهو الحرص على تحديد الدور الأمريكي باعتبارة وساطة لا مشاركة وتشجيع الأطراف المعنية على الوصول إلى تفاهم بينهم مع الاحتفاظ بالمساندة التنفيذية التقليدية القوية لإسرائيلي

فقد أعرب المسؤولون الأمريكيون عن رضاهم عن نتائج لقاء الاسماعيلية، ولا سيما استمرار المباحثات، كما أشاروا إلى أ، خطة بيجن للسلام نقطة بداية. وفي الوقت نفسه بدأ موقف الولايات المتحدة من منظمة التحرير الفلسطيينة يزداد تصلبا ونقلت الصحف تصريحا لبرجنسكي مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي قال فيه: “وداعا لمنظمة التحرير” كما نقلت نقدا شديدا للمنظمة على لسان الرئيس الأمريكي

وقد أدت هذه التصريحات الأمريكية إلى رد فعل عنيف لدى الدول العربية، حتى ان الرئيس السادات أعرب عن دهشته وخيبة أمله تجاهها. وعلى أثر ذلك أعرب كارتر عن استعداده للقيام بزيارة سريعة لمصر ضمن جولته في المنطقة. وتقرر بالفعل أن يلتقي السادات في أسوان صباح 4 يناير 1977 وهو في طريق عودته من السعودية إلى فرنسا. وبعد لقا ء استغرق ساعتين أدلى الرئيسان بيانيين موجزين. وقد ضمن كارتر بيانه المبادئ الأساسية التي يؤمن بأنها السبيل إلى التوصل للسلام العادئل الدائم، وهي:

1- يجب أن يقوم السلام الحقيقي على أساس علاقات طبيعية عادية بين الأطراف التي سيتحقق فيما بعد، فالسلام يعني أكثر من مجرد أنهاء حالة الحرب .

2 -يجب أن يكون هناك حل للمشكلة الفلسطينية بكل جوانها كما يجب الاعتراف بالحقوق المشروع للشعب الفلسطينية وتمكين الفلسطينيين من المشاركة في تقرير مصيرهم

ودعا كارتر الأطراف إلى ابداء مزيد من المرونة لضمان نجاح المباحثات وايجاد حل وسط بين الآراء المتعارضة. وقد لوحظ على تصريحات كارتر هذه أنها لم تتضمن ذكر الانسحاب الإسرائيلي الشامل ولا هو عدل عن معارته لفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما أنها تجاهل الاشارة إلى ماهية الفلسطينين المقصود تمكينهم من المشاركة في تقرير مصريهم. وقد هذه المواقف السلبية للولايات المتحدة في تصريحات مماثلة ومتتالية نقلت عن المسؤولين الأمريكيين في الأيام التالية لزيارة كارتر لأسوان

ومن جهة أخرى واجهت اللجنتان السياسية والعسكرية اللتان تم انشاؤهما في الاسماعيلية صعوبات جمة أدت في النهاية إلى وقف أعمالهما رغم المساعي الأمريكية المكثفة لتنشيطهما. ولكن تقرر بقاء ألفرد أثرتون مساعد وزير الخارجية الأمريكية في المنطقة ليقوم برحلات مكوكية بني القاهر والقدس لحث الطرفين على استنئاف المفاوضات. كما وجهت واشنطن الدعوة إلى السادات لزيارتها والتشاور مع الرئيس كارتر. وقد تمت الزيارة فعلا وأدت إلى حمل السادات على استئناف المفاوضات والعمل على تجنب التغيرات الدبلوماسية المفاجئة (مثلما حدث عندما استدعى وفده من القدس) والعودة إلى الدبلوماسية الهادئة والتخلي عما أسمى دبلوماسية التلفزيون (أي دبلوماسية التصريحات العلنية المثيرة)، ومع التشديد على أن الولايات المتحدة ستتسمر في تحديد دورها في عملية صنع السلام وتظل ممتنعة عن ممارسة ضغوط قوية على إسرائيل. بل أكد البيان المشترك الصادر عن زيارة السادات لواشنطن استمرار التزام الولايات المتحدة التاريخي بأمن اسرائيل

استمر ألفرد أثرتون في رحلاته المكوكية بين القاهرة والقدس. وحملت الأنباء أسئلة وجهها الطرفان واجاباتهما عليها. وقد تعلق معظمها بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. وبدا واضحا أن الرئيس السادات، تمسكه بحل ثنائي مع إسرائيل يركز بالدرجة الأولى على وضع سيناء الذى طرحه أمام الكنيست الإسرائيلي وأعلنه مندوبوه في المفاوضات التالية

تتابعت أثناء ذلك لقاءات الرئيس السادات وعدد من المسؤولين الإسرائيليين في فيينا وسالزبورج، كما اجتمع بعدد من زعماء الاحزاب الاوروبية المشاركة في الدولية الاشتراكية. وفي نهاية لقاءات سالزبورج عقد لقاء مفاجئ بين السادات وعزرا وايزمان تم فيه الاتفاق على تجديد اللقاء المصري الإسرائيلي

مؤتمر ليدز في بريطانيا

تم هذا اللقاء في قلعة ليدز البريطانية في يوم 18 يوليو 1978 وأحيط سير المناقشات بتكتم شديد. ولكن سرعان ما بدا واضحا أن هذا اللقاء لم يحدث ما كان مرجوا منه. فقد تمسك الجانب الإسرائيلي بمواقفه المعلنة المتصلبة ولم تلفح محاولات الوفد المصري في زحزحته. وكثفت الولايات المتحدة الأمريكية جهودها لدفع عجلة التسوية إلى الأمام. وبعد فشل الجهود المبذولة على مستوى وزراء الدول والمبعوثين المتجولين لجأت واشنطن إلى طرح فكرة الدعوة إلى قمة ثلاثية تضم كارتر وبيجن والسادات وتعقد في 5/9/1978 كمحاولة أخيرة للتوصل إلى حل للأزمة، فكان مؤتمر كامب ديفيد

مؤتمر كامب ديڤيد

 استمرت القمة الثلاثية في منتجع كامب ديفيد ثلاثة عشر يوما (5-18 سبتمبر 1978) وشهدت مفاوضات وصفت بأنها شاقة ومتعبة وكادت تفشل أكثر من مرة. وقد شارك في هذه المفاوضات بالاضافة إلى الرؤساء الثلاثة كارتر والسادات وبيجن وزراء خارجيتهم وكبار مستشاريهم السياسيين والعسكريين والقانونيين. ولكن القرارات الحاسة اتخذت من قبل الرؤساء وحدهم. وهذا يصدق بالدرجة الأولى على القرار المصري الذي حسمه الرئيس السادات بنفسه لبعد نظره المستقبلى، بدليل استقالة وزير خارجيته عقب اعلانه عن مقررات القمة احتجاجا عليها، وكان ثالث وزير خارجية مصري يستقبل منتذ اعلان السادات عزمه على زيارة القدس فى ذالك الوقت.\

مقاطعة مصر واستقالة وزراء... الحدث الأكثر جدلا في الشرق الأوسط - 26.03.2019, سبوتنيك عربي

نصوص اتفاقيات كامب ديڤيد للسلام لمصر والدول العربية مستقبلا

في 18 سبتمبر 1978 أعلن الرؤساء الثلاثة اتفاقهم على وثيقتين أساسيتين معلنتين (اتفاقتين) سميت الأولى “اطار عمل للسلام في الشرق الأوسط” وجاءت الثانية تحت عنوان “اطار عمل لقعد معاهدة سلام بين مصر واسرائيل”.وقد وقع الوثيقتين كل من السادات وبيجن كطرفين وكارتر كشاهد. من الناحية القانونية والسياسية في وثيقتين قانونيتين. وقد أعلن مع الوثيقتين الاساسيتين عن مجموعة من الرسائل المتبادلة بين كارتر والسادات من جهة ، وكارتر وبيجن من جهة أخرى

الاتفاقيات النهائية

الاتفاقية الأولى: اطار عمل للسلام في الشرق الأوسط

تبدأ الاتفاقية بمقدمة مطولة أكد فيها الفريقان بصورة خاصة: “أن البحث عن السلام في الشرق الأوسط يجب أن يسترشد بالآتي :

ان القاعدة المتفق عليها للتسوية السلمية لنزاع بين اسرائيل وجيرانها هو قرار مجلس الأمن رقم 242 بكل أجزائه .

ان شعوب الشرق الأوسط تتشوق إلى السلام حتى يصبح ممكنا تحويل موارد الاقليم البشرية والطبيعية الشاسعة لمتابعة أهداف السلام وتصبح هذه المنطقة نموذجا للتعايش والتعاون بين الأمم

وان مواد ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأخرى المقبولة للقانون الدولي والشرعية الآن توفر مستويات مقبولة لسير العلاقات بين جميع الدول. وان تحقيق علاقة سلام وفقا لروح المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة واجراء مفاوضات في المستقبل بين إسرائيل وأي دولة مجاورة مستعدة للتفاوض بشأن السلام والأمن معها أمران ضروريان لتنفيذ جميع القيود والمبادئ في قراري مجلس الأمن رقم 242 و338 (لقد مهدت معاهدة السلام بين السادات وبيجن الى ابرام معاهدات اتفاق سلام اوسلو وابرام سلام مع الامارات والبحرين والمغرب بعد 23 عام على اتفاقية كامب ديفيد)

ان السلام يتطلب احترام السيادة والوحدة الاقليمية والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة وحقها في العيش في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها غير متعرضة لتهديدات أو أعمال عنف.

وان السلام يتعزز بعلاقة السلام والتعاون بين الدول التي تتمتع بعلاقات طبيعية. وبالاضافة إلى ذلك فانه في ظل معاهدات السلام يمكن للأطراف على أساس التبادل الموافقة على ترتيبات أمن خاصة، مثل مناطق منزوعة السلام ومناطق ذات تسليح محدود ومحطات انذار مبكر ووجود قوات دولية وقوات اتصال واجراءات يتفق عليها للمراقبة

ان الاطراف تضع هذه العوامل في الاعتبار مصممة على التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ومستديمة لصراع الشرق الأوسط عن طريق عقد معاهدات سلام تقوم على قراري مجلس الأمن رقم 242 و338 بكل فقراتهما. وهدفهم من ذلك هو تحقيق السلام وعلاقات حسن الجوار، وهم يدركون أن السلام لكي يعمر يجب أن يشمل جميع هؤلاء الذين تاثروا بالصراع أعمق تاثر.

لذا فانهم يتفقون على أن هذا الاطار في رأيهم مناسب ليشكل اساسا للسلام، لا بين مصر وإسرائيل فحسب بل بين إسرائيل وكل من جيرانها الأخرين مستقبلا ممن يبدون استعدادا للتفاوض على السلام معها على هذا الأساس

ح- اتفاقية “اطار عمل للسلام في الشرق الأوسط”: ينبغي أن تشترك مصر وإسرائيل والأردن وممثلوا الشعب الفلسطيني في المفاوضات الخاصة بحل المشكلة الفلسطينية بكل جوانبها. ولتحقيق هذا الغرض فإن المفاوضات المتعلقة بالضفة الغربية وغزة ولتحقيق هذا الغرض فان المفاوضات ينبغي أن تتم على ثلاث مراحل: في المرحلة الأولى “”تتفق مصر وإسرائيل على أنه من أجل ضمان نقل منظم وسلمي للسلطة يجب أن تكون هناك ترتيبات انتقالية بالنسبة إلى الضفة الغربية وغزة لفترة لا تتجاوز الخمس سنوات. ولتوفير حكم ذاتي كامل لسكان الضفة الغربية وغزة ستنسحب الحكومة الإسرائيلية العسكرية وإدارتها المدنية منهما فورا بعد أن يتم انتخاب سكان هذا المنطقة سلطة حكم ذاتي تحل محل الحكومة العسكرية الحالية. ولمناقشة تفاصيل الترتيبات الانتقالية ستدعي حكومة الأردن للانضمام إلى المباحثات على أساس هذا الاطار. ويجب أن تعطي هذه الترتيبات الجيدة الاعتبار اللازم لكل من مبدأ الحكم الذاتي لسكان هذه الأراضي واهتمامات الأمن الشرعية لكل من الأطراف التي يشملها النزاع

وفي المرحلة الثانية تتفق مصر وإسرائيل والأردن على وسائل اقامة سلطة الحكم الذاتي المنتخبة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد يضم وفدا مصر والأردن ممثلي الضفة الغربية وقطاع غزة أو فلسطينيين آخرين طبقا لما يتفق عليه.

وستتفاوض الأطراف بشأن اتفاقية تحديد مسؤوليات سلطة الحكم الذاتي التي ستمارس في الضفة الغربية وغزة. وسيتم انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية ويكون هناك اعادة توزيع للقوات الإسرائيلية التي ستبقى في مواقع أمن معينة. وستتضمن الاتفاقية أيضا لتأكيد الأمن الداخلي والخارجي والنظام العام. كذلك سيتم تشكيل قوة شرطة محلية قوية قد تضم مواطنين أردنيين بالاضفة إلى ذلك ستشترك القوات الإسرائيلية والأردنية في دوريات وفي تقديم الأفراد لتشكيل مراكز مراقبة لضمان أمن الحدود.

أما الفترة الانتقالية ذات السنوات الخمس وهي المرحلة الثالثة فتبدأ عندما تقوم سلطة الحكم الذاتي (مجلس اداري) في الضفة الغربية وغزة في أسرع وقت ممكن، على ألا يتأخر قيامها عن العام الثالث لبداية الفترة الانتقالية. وستجرى المفاوضات لتحديد الوضع النهائي للضفة الغربية وغزة وعلاقاتهما مع جيرانهما وابرام معاهدة سلام بين إسرائيل والأردن بحلول نهاية الفترة الانتقالية. وستدور هذه المفاوضات بين مصر وإسرائيل والأردن والممثلين المنتمين إلى سكان الضفة الغربية وغزة

من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من أراضي شبه جزيرة سيناء. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذي عقد بعد الحرب في سبتمبر 1978 على إثر مبادرة الرئيس السادات في نوفمبر 1977 وزيارته للقدس. وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975

بموجب الوثيقة الخاصة بالضفة والقطاع اتفق ايضا على انعقاد لجنتين منفصلتين احداهما تتكون من ممثلي الأطراف الأربعة التي ستتفاوض على الوضع النهائي للضفة الغربية وغزة وعلاقاتهما مع جيرانهما والثانية من ممثلي إسرائيل والأردن ويشترك فيها ممثلو السكان في الضفة الغربية وغزة للتفاوض بشأن معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن. وستضع هذه اللجنة في تقدريها الاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن الضفة الغربية وغزة. وستتركز المفاوضات على أساس جميع نصوص ومبادئ قرار مجلس الأمن رقم 242

وستقرر هذه المفاوضات فيما تقرر موضع الحدود وطبيعة ترتيبات الأمن. ويجب أن يعترف الحل الناتج عن المفاوضات بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني ومطالبه العادلة. وبهذا الأسلوب سيشترك الفلسطينيون في تقرير مستقبلهم من خلال :

1- أن يتم الاتفاق في المفاوضات بين مصر وإسرائيل والأردن وممثلي السكان في الضفة الغربية وغزة على الوضع النهائي للضفة الغربية وغزة والمسائل البارزة الأخرى بحلول نهاية الفترة الإنتقالية.

2 -أن يعرضوا اتفاقهم على ممثلي سكان الضفة الغربية وغزة للتصويت عليه

3 -اتاحة الفرصة للممثلين المنتخبين عن السكن في الضفة الغربية وغزة لتحديد الكيفية التي سيحكمون بها أنفسهم تمشيا مع نصوص الاتفاق

4 -المشاركة كما ذكر أعلاه في عمل اللجنة التي تتفاوض بشأن معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن

وتمضي الوثيقة الخاصة بالضفة اوقطاع لتضيف المزيد. فهي تنص على أنه يتم اتخاذ كل الاجراءات والتدابير الضرورية لضمان أمن إسرائيل وجيرانها خلال الفترة الانتقالية وما بعدها. وللمساعدة على توفير مثل هذا الأمن ستقوم سلطة الحكم الذاتي بتشكيل قوة قادرة من الشرطة المحلية تجند من سكان الضفة والقطاع. وستكون قوة الشرطة على اتصال مستمر بالضباط الإسرائيليين والأردنيين والمصريين المعينين لبحث الأمور المتعلقة بالأمن الداخلي

أما عن السكان العرب الذين طردوا من الضفة الغربية وغزة في عام 1967 فقد قرر زعماء كامب ديفيد أن يشكل ممثلو مصر وإسرائيل والأردن وسلطة الحكم الذاتي خلال الفترة الانتقالية لجنة تعقد جلساتها باستمرار وتقرر بالاتفاق بعودة العرب مع اتخاذ الاجراءات الضرورية لمنع الاضطراب. ويجوز ايضا لهذه اللجنة أن تعالج الأمور الأخرى ذات الاهتمام المشترك وستعمل مصر وإسرائيل معا ومع الأطراف الأخرى المهتمة لوضع اجراءات متفق عليها للتنفيذ العاجل والعادل والدائم لحل مشكلة اللاجئين.

الاتفاقية الثانية: إطار لابرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل

الوثيقة الخاصة بالسلام بين مصر وإسرائيل فقد نصت على التفاوض بين الطرفين لتحقيق انسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء على مرحلتين: المرحلة الأولى انسحاب يتم في فترة تراوح بين ثلاثة وتسعة شهور بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية التي يجب أن توقع في غضون ثلاثة أشهر. وأما المرحلة الثانية فيتم فيها الانسحاب الإسرائيلي النهائي من سيناء خلال فترة تتراوح بين عامين أو ثلاثة أعوام من تارخي توقيع معاهدة السلام. وتقضي الوثيقة فيما تقضي باقامة علاقات طبيعية بين مصر وإسرائيل عند اتمام الانسحاب في المرحلة الأولى. وتحدد الوثيقة مرابطة قوات الجانبين بعد توقيع معاهدة السلام المرتقبة. وقد كانت مبادئ هذه الوثيقة الاسس التي انبنت عليها معاهدة السلام التي وقعها الجانبان في واشنطن بتاريخ 26 مارس 1979 .

ولم تنسى امريكا في كامب ديفيد أن تلبى المطالب الإسرائيلية بأن تكون المبادئ التي أرسوها في اتفاقهم أساسا للتفاوض المرتجى بين إسرائيل والأطراف العربية الأخرى فألحقوا بوثائق المؤتمر عددا من البنود منها أن” على الموقعين أن يقيموا فيما بينهم علاقات طبيعية كتلك القائمة بين الدول التي تعيش في سلام.وعند هذا الحد ينبغي أن يتعهدوا بالالتزام بنصوص ميثاق الأمم المتحدة . ويجب أن تشتمل الخطوات التي تتخذ في هذا الشأن على :

1 -اعتراف كامل

2- الغاء المقاطعة الاقتصادية

3 – ضمان تمتع المواطنين في ظل السلطة القضائية بحماية الاجراءات القانونية في اللجوء إلى القضاء. كذلك يجب على الموقعين استكشاف امكانيات التطور الاقتصادية في اطار اتفاقيات السلام النهائي بهدف المساهمة في صنع جو السلام والتعاون والصداقة التي تتعتبر هدفا مشتركا لهم. كما يجب اقامة لجان للدعاوى القضائية للحسم المتبادل لجميع المطالب القضائية المالية

أما تنفيذ اتفاق كامب ديفيد فقد جعل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية أولا فاتفق الطرفان المتعاقدان على أن تدعى الولايات المتحدة للاشتراك في المحادثات بشأن موضوعات متعلقة بشكليات تنفيذ الاتفاقيات واعداد جدول زمني لتنفيذ تعهدات الأطراف. وأما مجلس الأمن الدولي فسيطلب إليه المصادقة على معاهدات السلام وضمان عدم انتهاك نصوصها. كما سيطلب إلى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التوقيع على معاهدات السلام وضمان احترام نصوصها. وسيطلب إليهم كذلك مطابقة سياستهم وتصفاتهم مع التعهدات التي يحتويها هذا الاطار

الرسائل الملحقة بالاتفاقيتين

أما الرسائل المتبادلة بين أرباب كامب ديفيد فقد كانت حول عدد من الموضوعات:

1 – الرسالة الأولى: حررها الرئيس السادات إلى الرئيس كارترسجل فيها موقفه ” من الوضع القانوني لمدينة القدس العربية من حيث ضرورة اعتبارها جزءا لا يتجزأ من الضفة الغربية ووجوب احترام وعادة الحقوق العربية الشرعية والتاريخية إلى المدينة واعتبارها تحت السيادة العربية، على أن تتوافر لجميع الشعوب حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة لكل دين من الأديان الثلاثة تحت ادارة واشراف ممثلي هذا الدين.

كما دعا إلى عدم تقسيم المدينة مع موافقته على اقامة مجلس بلدي مشترك يتكون من عدد متساو من كل من العرب والإسرائيليين

2 – الرسالة الثانية: موجهة من بيجن إلى كارتر، وقد رفض فيها بيجن موقف السادات السابق “مؤكدا أن القدس تعد، وفق القوانين الإسرائيلية الصادرة في 28 يونيو 1967 “مدينة واحدة غير قابلة لللتقسيم، وأنها عاصمة دولة إسرائيل”

3 – سجل الرئيس كارتر موقف بلاده من هذا الموضوع في الرسالة الثالثة التي وجهها إلى السادات وأرسل نسخة منها إلى بيجن . وفيها أعلن أن موقف الولايات المتحدة بشأن القدس “يظل الموقف الذي أعلنه السفير جولدبيرج أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 يوليو 1967 وأكده من بعده السفير بوست أمام مجلس الأمن في أول تموز 1969. وهذا الموقف الذي عبر عنه كارتر بطريقة ملتوية .

4 – كذلك تم تبادل رسالتين حول الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد وجه السادات الرسالة الأولى إلى كارتر وأكد فيها أنه ” من أجل ضمان تنفيذ البنود المتعلقة بالضفة الغربية وغزة، ومن أجل حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ستكون مصر على استعداد للاضطلاع بالدور العربي الذي تحدده هذه البنود، وذلك بعد المشاورات مع الأردن وممثلي الشعب الفلسطيني”.

وأما الرسالة الثانية فكانت من بيجن إلى كارتر وفيها سجل الأول بطريقتة الملتوية أن كارتر أبلغه أنه سيفسر ويفهم عبارات الفلسطينيين، أو الشعب الفلسطيني، الواردة في كل فقرة من وثيقة اطار التسوية المتفق عليها بأنها تعني “عربا فلسطينيين”. ولكن بيجن لا يشير إلى أنه يوافق على هذا التفسير الأمريكي. غير أنه لا ينسى أن يؤكد “أن الحكومة الإسرائيلية تفهم وستفهم تعبير الضفة الغربية في أي فقرة يرد فيها من وثيقة إطار التسوية على أنه يعني يهودا والسامرة

 5 – وتبادل كارتر والسادات وكارتر وبيجن رسائل أخرى حول موضوع المستعمرات الإسرائيلية في سيناء. فقد طالب السادات بشدة بازالة هذه المستعمرات كشرط مسبق لبدء مفاوضات السلام التي تستهدف الوصول إلى معاهدة نهائية مع إسرائيل في حين أجاب بيجن أنه غير مخول بالبت في هذا الموضوع مالم يعرضه على الكنيست الإسرائيلية. وقد أخذ كارتر علما بهذا الموقف الإسرائيلي ونقله بدوره إلى السادات.

وجدير بالذكر أن الكنيست وافقت على إخلاء جميع القرى الإسرائيلية في سيناء و”إعادة توطين ساكنيها” فاتحة الطريق بذلك للحكومتين المصرية والإسرائيلية للمضي في خطوات التسوية الثنائية التي تبلورت في معاهدة 29 مارس 1979

معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية

في 26 مارس 1979 وعقب محادثات كامب ديفيد وقع الجانبان على ما سمي معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وكانت المحاور الرئيسية للإتفاقية هي إنهاء حالة الحرب وإقامة علاقات ودية بين مصر  وإسرائيل وإنسحاب إسرائيل من سيناء بالكامل التي احتلتها عام 1967 بعد حرب الأيام الستة وتضمنت الإتفاقية ايضا ضمان عبور السفن الإسرائيلية قناة السويس و إعتبار مضيق تيران وخليج العقبة ممرات مائية دولية. تضمنت الإتفاقية أيضا البدأ بمفاوضات لإنشاء منطقة حكم ذاتي للفلسطينيين في الضفة و قطاع غزة والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242

يرى البعض إنه ولحد هذا اليوم لم ينجح السفراء الإسرائيليين في القاهرة ومنذ عام 1979 في إختراق الحاجز النفسي والإجتماعي والسياسي والثقافي الهائل بين مصر وإسرائيل ولاتزال العديد من القضايا عالقة بين الدولتين ومنها

 مسألة محاكمة مجرمي الحرب من الجيش الإسرائيلي المتهمين بقضية قتل أسرى من الجيش المصري في حرب أكتوبر والتي جددت مصر مطالبتها بالنظر في القضية عام 2003

إمتناع إسرائيل التوقيع على معاهدة منع الانتشار النووي

التصديق والاستفتاء على المعاهدة

26/3/1979 تم توقيع اتفاقية الصلح بين مصر وإسرائيل في واشنطن

4/4/1979 وافق مجلس الوزراء بالإجماع في جلسة واحدة على الاتفاق .

5/4/1979 أحيلت الاتفاقية الى لجان العلاقات الخارجية والشئون العربية والأمن القومي والتعبئة القومية بمجلس الشعب لإعداد تقريرعنها

فى 7/4/1979 اجتمعت اللجنة ودرست واطلعت على 31 وثيقة تتضمن مئات الأوراق والمستندات والخرائط ، وفيها ما ينص على نزع سلاح ثلثى سيناء.

8/4/1979 أصدرت اللجنة تقريرها بالموافقة على الاتفاق .

9/4/1979 إنعقد مجلس الشعب برئاسة سيد مرعي لمناقشة الاتفاقية وتقرير اللجنة وقرر إعطاء 10 دقائق فقط لكل متحدث من الأعضاء.

10/4/1979 أغلق باب المناقشة بعد إعطاء الكلمة لـ 30 عضواً فقط. وتصدى لها نواب الوفد والتجمع والتحالف العربي الإشتراكي مثل طلعت رسلان والشيخ صلاح أبو إسماعيل والدكتور حلمي مراد وخالد محيي الدين وكمال أحمد، ومحمود زينهم، وممتاز نصار، وأبو العز الحريري، والمستشار محمود القاضي، اعتراضًا على التصالح مع إسرائيل.

 :10/4/1979 وفي نفس الجلسة أخذ التصويت على الاتفاقية وكانت نتيجته

329 عضو موافق – 15عضو معترض – واحد امتنع – 13 تغيبوا

11/4/1979 أصدر الرئيس السادات قرارا بحل مجلس الشعب ، وبإجراء استفتاء على الاتفاقية ة

19/4/1979 تم استفتاء الشعبى على المعاهدة

20/4/1979 أعلنت وزارة الداخلية ان نتيجة الاستفتاء كانت كما يلي

وافق الشعب على معاهدة السلام بنسبة 90.2 % ووافق على حل مجلس الشعب بنسبة 99.5%

منذ تلك اللحظة، أصبحت مصر واسرائيل  ملتزمتان رسميا بالمعاهدة.

لقد نجحت وانتصرت مصر نجاحاً كبيراً وعلت كلمتها .. لأنها كلمة الحق .. و لأنها أعدت لاسترداده كل ما تملك من وسائل و أدوات .. لكي تزيل آثار الهزيمة وتتجاوزها .. ولتحقق أروع الإنجازات العسكرية في أكتوبر 1973 . في هذا الحرب المجيدة قضت مصر على أسطورة إسرائيل التي لا تقهر .. وقوضت نظرية الأمن التوسعية التي اعتنقتها .. وبترت ذراعها الطويلة التي ظلت تتباهى بها سنوات ما بعد الهزيمة .. ونسفت قلاعها المنيعة واخترقت حدودها الآمنة .. لكي تفتح الطريق نحو السلام الحقيقي .. الذي سعت إليه مصر .. وهي في قمة انتصاراتها حين وقف رئيسها الراحل أنور السادات تحت قبة مجلس الشعب يوم 16 أكتوبر 1973 يدعو إلى وقف إطلاق النار وعقد مؤتمر السلام لبحث التسوية السلمية الشاملة

الآن بعد أن تغيرت الظروف العالمية ، وتبدلت طبيعة الموازين السائدة ، و أصبح حل الصراعات والسعي من أجل السلام هو الهدف المشترك للبشرية المعاصرة ، والتعبير الأصيل عن إنسانية البشر ، لم تعد تكفي النوايا الطيبة وحدها لإقامة السلام .. بل يحتاج الأمر إلى إرادة سياسية صلبة تتمسك بالهدف وتتمتع بالإصرار .. فقد أصبح جوهر الصراع – أياً كان مستواه – هو صراع الإرادات المبنى على اعتبارات موضوعية والمحكوم بإطار من العقلانية.

هنا برزت الرؤية المصرية الجديدة التي أخذت شكل استشراقة عميقة للمستقبل وبلورت رؤية جديدة لاستراتيجية متطورة تميزت بصفتين هامتين هما الشمول والمرونة.. سواء فى تحديد الأهداف الوسيطة أو فى اختيار أدوات الحركة وكانت حرب أكتوبر 1973 هى الأداة الأولى للحركة.. فهى أول الجهود العملية المنظمة والقائمة على الأسلوب العلمى فى إدارة الصراع.. ودفعه على الدائرة الممكنة للتسوية السلمية التى تمنع تفاقم الوضع المستقبلى وتؤدى إلى التعايش.. بل والتعاون المستقبلى بين دول الجوار.

لقد دخل الصراع العربى الإسرائيلي بما فرضه حرب أكتوبر المجيدة.. من مفاهيم ناجمة عن اقتدار مصرى واضح.. دائرة الحركة السياسية الإيجابية على المستوى الدولى بسرعة عالية اختلفت تماماً عن الأساليب الجامدة التى سبق أن ظلت تدفع بالقضايا العربية المصيرية فى كهوف النسيان- وساعد على الاختراق السياسى حرص الولايات المتحدة على امن إسرائيل واقتناعها بأن أحلام إسرائيل قد بددتها الحقائق العربية الجديدة.. وأن أوهامها قد عصف بها الإعصار المصرى وهو يقتحم قناة السويس.. فتحركت بنشاط كبير لفتح حوار فورى مع مصر من خلال رحلات هنرى كيسنجر وزير خارجيتها فى ذلك الوقت.. والتى بدأت أولاها بعد عشرة أيام فقط من وقف القتال رغم أن العلاقات المصرية الأمريكية كانت مقطوعة.

وأمكن خلالها التوصل إلى إقرار التحرك نحو الحل الشامل من خلال استراتيجية “الخطوة الخطوة” والى بدأت بخطوة اتفاق النقاط الست فى نوفمبر 73 ثم اتفاق فض الاشتباك الأول فى يناير 1974 ، أعقبه اتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل فى يونيه 1974 ، وأخيراً اتفاق فض الاشتباك الثانى مع مصر فى سبتمبر 1975.. وصولا إلى مبادرة السلام المصرية عام 1977 بزيارة الرئيس السادات للقدس والتى مثلت بداية مرحلة جديدة مختلفة تماماً فى مسيرة السلام بالانتقال إلى التسوية الشاملة وأدت المبادرة على توقيع إطار السلام فى كامب ديفيد ثم معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى واشنطن فى مارس  1979 .

ولعل من الغريب أن تكون العقبة الرئيسية التى اعترضت سبيل المفاوض المصرى، خلال إدارته لعملية السلام هى المواقف التى اتخذتها معظم الحكومات العربية تجاه الحل السياسى للصراع العربى الإسرائيلى …ورغم ذلك فقد إستمر الإلتزام القومى العربى هو أبرز معالم السياسة المصرية التى استمرت استراتيجيتها الشاملة هى الركيزة الأساسية لسلوكها السياسى

لقد برز السلوك العقلانى فى النظام الدولى المعاصر القائم على استبعاد الصراع المطلق فى العلاقات الدولية منذ عام 1972 ،حينما وقع ريتشارد نيكسون رئيس الولايات المتحدة ليونيد بريجنيف رئيس الاتحاد السوفيتى أول اتفاق يدور حول هذا المعنى …من منطلق أنه بجانب المصالح وقيم مشتركة ، يمكن أن تقود العالم إلى إستبدال الصراع الدامى بالتسويات السياسية ..كانت هذه الحالة تتطلب حسن اختيار نقاط الالتقاء الاطراف الأخرى لقد تأكدت أصالة الممارسات المصرية على الصعيد القومى العربى طوال فترة العزلة التى فرضت عليها عربيا بعد توقيع ( معاهدة السلام) وتمسكت بها فى كل الظروف إلى أن بدأت الأحداث و الأيام ..تفرض هذه الأصالة لسياسة مصر القومية على الساحة العربية ..وفى مجال الصراع العربى الإسرائيلى .إذا كانت هذه السياسة هى الأكثر حكمة والأبعد نظرا وإستشرافا للمستقبل العالمى ، والأكثر ارتباطا بالواقعية السياسية وإلتزاما بالمنطق الموضوعى فى معالجتها لقضايا الحرب والسلام وبعقلانية كاملة ، دون أن تتخلى عن أى هدف من أهدافها الوطنية أو القومية أو تنازل عن أى جزء منها

إذا كانت مصر قد سبقت وحسمت خيار السلام وتمسكت به منذ حرب أكتوبر 1973.. وأرسلت قواعده وداعائمه حينما وقعت على إطار كامب ديفيد وعقدت معاهدة السلام مع إسرائيل فى عام 1979 فقدجاءت أزمة الخليج 1990بتداعياتها . لتحسم الخيار العربى فى هذا المحال . فقد قطعت حرب الخليج بحتمية خيار السلام ، وأصبح من الضرورى تصفية كل بؤر الصراع وعناصره إثارة الصدام فى المنطقة ، حتى يتحقق الأمن ويشيع الاستقرار وترس قواعد السلام فى أرجاء الوطن العربى ومنطقة الالشرق الأوسط .إنه نفس الخيار الذى إختارته وتبنته الولايات المتحدة الأمريكية ، واتخذه العالم كله مدخلا لنظامه الجديد ..وهكذا بدأ التعامل مع قضية الصراع العربى الإسرائيلى ، فور توقف القتال فى منطقة الخليج فى محاولات جادة لاقتحام مشاكل الصراع المعقدة والعمل على تصفيتها سعيا وراء الإستقرار الحقيقى والسلام الدائم

لقد جاءت هذا التوجه العالمى ليؤكد مصداقية السياسة المصرية الحكيمة ،وأصالة الفلسفة القومية التى تسير عليها مصر ..والتى حفزتها للمشاركة الجادة فى إجاء ودفع عملية السلام فى الشرق الأوسط ، استكمالا للرسالة القومية التى بدأتها منذ عام 1973 ؛ فرغم ما حققته من سلام على المستوى الذاتى ، إلا أنها كانت تدرك دائما مهمة رعاية السلام قد فرضت عليها ..وأن سلامها لم يكن إلا خطوة حقيقية هامة على الطريق الصحيح ..لابد أن تتبعها خطوات أخرى لآستكمال السلام الشامل فى المنطقة – لذلك فهى لم تدخر جهدا من أجل إحياء عملية السلام ودعوة (مؤتمر السلام ) للانعقاد مرة أخرى ، بعد توقف دام ثمانية عشر عاما

وانعقد مؤتمر السلام فعلا بالجهود الدولية العربية المشتركة فى أكتوبر 1991 فى العاصمة الاسبانية مدريد ..بعد جهاد مرير ضد عوامل الإعاقة ومحاولات التخريب التى فرضتها الاحزاب المتطرفة نجحت الحكومة الإسرائيلية التى كان يرأسها اسحق رابين 

لقد عادت مسيرة السلام فى الشرق الاوسط إلى الحياة مرة أخرى ..فأمكن التوصل إلى اتفاق أوسلو بين إسرائيل والفلسطنيين كخطوة أولية ..ثم جاءت معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل ..وصولا الى معاهدة الاتفاق الابراهيمى مع الامارات والبحرين والمغرب .

ذلك هو جوهر المعالجة التى تدور أساسا حول فكرة السلام ..كأبرز ما أفرزته حرب أكتوبرالمجيدة ..وكيف عالجتها مصر من أكتوبر حتى الآن …فى ظل حجم هائل من المتغيرات الإقليمية والدولية والضغوط المتعددة المصادر والأتجاهات …ولكن ظلت مصر صامدة لاتتغير محافظة على عهدها ومتمسكة بالإلتزامات لأنها تؤمن بأن ذلك هو قدرها وفى نفس الوقت مصيرتها ومستقبلها

 قصف المفاعل النووي العراقي

أقلعت الطائرات الحربية الإسرائيلية متوجهة إلى العراق في عام 1981 بهدف ضرب المفاعل النووي العراقي. وصرح بيغن عندها “انا لن نسمح بأي حال من الاحوال ان نمكّن اعداءنا من تطوير اسلحة الدمار الشامل لاستخدامها ضد الشعب الاسرائيلي

وفي عام 2014، قال وزير الدفاع المصري آنذاك المشير عبد الفتاح السيسي، وكان مرشحاً لرئاسة الجمهورية، إن “الجانب الاسرائيلي تفهّم أن القوات المصرية الموجودة على الحدود المشتركة، لم تكُن هناك إلا لتؤمن الموقف وتحمي سيناء كي لا تتحوّل إلى قاعدة لشن هجمات ضد مصر وجيرانها، والسلام أصبح مستقراً، وهذه الحالة تجاوزت القلق من وجود قوات مصرية في مناطق معينة

بحسب مراقبين عسكريين، فإن “التعديل على اتفاقية السلام بين البلدين، بما يتيح نشر مزيد من القوات العسكرية، يبقى ضرورياً ومهماً في إطار مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، والحؤول دون تحوّلها إلى مرتع للإرهابيين.

ويقول اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في القاهرة، “مع التقدم الذي أحرزته القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء في إطار حربها ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة، كان من الضروري تعديل بعض بنود اتفاقية السلام لأنه ليس من المعقول أن تظل المنطقة ’ج‘ في سيناء منزوعة السلاح، ومن مصلحة إسرائيل ضمان أمنها على حدودها الجنوبية وتطهير شبه جزيرة سيناء من الإرهاب، فالخطر الإرهابي لا يستهدف مصر فقط

وتابع، على مدار العقود الأربعة الماضية، لم يحدث أي اختراقات أو تجاوزات كبرى بشأن اتفاقية السلام من أي من الطرفين، وعليه يبقى من المنطقي مع طلب القاهرة تعديل أحد البنود بما يسمح بتعزيز الأمن والاستقرار ومواجهة الأنشطة الإرهابية والمتطرفة كافة، أن تقبل تل أبيب به”، موضحاً أن “تعديل أي من بنود الاتفاقية يبقى شرعياً وقانونياً لأي طرف لمواجهة ما يستجد من تطورات وتحديات أمنية

من جانبه، يرى اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق في الجيش المصري أن “إتاحة انتشار مزيد من قوات حرس الحدود في المنطقة ’ج‘ من شأنه أن يزيد من إحكام القبضة على أعمال التأمين ومواجهة المخاطر الأمنية على طول الحدود الشرقية، بخاصة القطاع الشمالي منها، الذي لطالما كان منفذاً استراتيجياً لدخول المتطرفين والإرهابيين إلى الأراضي المصرية”، مضيفاً أن “انتشار سلاح حرس الحدود في تلك المنطقة يعني أن القاهرة باتت أكثر قدرة وكفاءة في تأمينها، لما يمتلكه هذا السلاح من خبرات تمكّنه من حماية الحدود المصرية

وعما إذا كان تعديل أحد بنود الاتفاقية قد يفتح الباب لمزيد من التعديلات على المعاهدة، قال سالم، “سيبقى التعديل وإعادة النظر في بنود الاتفاقية قائماً إذا ما كنا في حاجة إليه، وبما يخدم مصالح الطرفين”، موضحاً، “منذ توقيع الاتفاقية في سبعينيات القرن الماضي، يطرح دائماً من خلال اللقاءات الدورية التي يعقدها الجانبان أي ملاحظات أمنية ومطالب لتحقيقها بما يضمن الأمن والاستقرار على الشريط الحدودي

من جانبها، وبحسب ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن “تل أبيب، وافقت بالفعل في أكثر من مناسبة على أن يزيد الجانب المصري قواته في المنطقة ومضاعفتها، ولم يكُن لديها مانع من تعديل أحد بنود الاتفاقية

 

رسالة السادات لاسرائيل والعالم عن السلام 

قال الرئيس السادات فى خطابه الشهير عن حرب اكتوبر 1973 بعث برسالة لاسرائيل والعالم عندما نتحدث عن السلام فلابد لنا أن نتذكر ولا ننسي كما لابد لغيرنا ألا يتناسي حقيقية الأسباب التي من أجلها كانت حربنا وقد تأذنون لي أن أضع بعض هذه الأسباب محددة قاطعة أمام حضراتكم

 “أولاً : إننا حاربنا من أجل السلام ٠٠ حاربنا من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام ، وهو السلام القائم علي العدل ، إن عدونا يتحدث أحيانا عن السلام ولكن شتان ما بين سلام العدوان وسلام العدل ، إن دافيد بن جوريون هو الذي صاغ لإسرائيل نظرية فرض السلام والسلام لا يفرض والحديث عن فرض السلام معناه التهديد بشن الحرب أو شنها فعلاً والخطأ الكبير الذي وقع في عدونا إنه تصور أن قوة الإرهاب تستطيع ضمان الأمن ولقد أثبت عملياً اليوم وفي ميدان القتال عقم هذه النظرية السلام لا يفرض وسلام الأمر الواقع لا يقوم ولا يدوم ، السلام بالعدل وحده ، والسلام ليس بالإرهاب مهما أمعن في الطغيان ومهما زين له غرور القوة أو حماقة القوة ذلك الغرور وتلك الحماقة اللتين تمادي فيها عدونا ليس فقط خلال السنوات الست الأخيرة بل خلال السنوات الخمس والعشرين  أي منذ قامت الدولة الصهيونية باغتصاب فلسطين والتى يواصل نتنياهووحكومتة المتطرفة اتباعها بعد سرقة مدينة القدس العربية بل يمتد الى احياء وقرى يريد تهجيرها اهلها وبناء مسطوطنات اسرائيلة جديدة لمدينة جديدة فهل هذا سلام ؟ انها مطامع هشة لتأجيج الصراع الفلسطينى الاسرائيلى والذى يدفع ثمنه الشعبين الفلسطينى والاسرائيلى والجيش الاسرائيلى وعناصر الفصائل الفلسطينية.

واكد الرئيس السادات لأننا بالفعل نريد أن نساهم في سلام العالم إن العالم يدخل في عصر من الوفاق بين القوتين الأعظم ونحن لا نعارض سياسة الوفاق ، كان لنا تحفظ واحد عليها ومازال تحفظناً قائماً ، إذا كنا نريد أن يدخل العالم بعد استحالة الحرب العالمية إلي عصر من السلام فإن السلام ليس معني مجرداً أو مطلقاً السلام له معني واحد هو أن تشعر كل شعوب الأرض إنه سلام لها وليس سلاماً مفروضاً عليها واني لأقول أمام حضراتكم وعلي مسمع من العالم : نحن نريد أن تنجح وأن تتدعم سياسة الوفاق ونحن علي استعداد للمساهمة في إنجاحها وتدعيمها إن أي نسيان لهذه الحقيقة البديهية ليس تجاهلاً فحسب وإنما هو إهانة لا نرتضيها لأنفسنا ولا للعالم الذي يعرف أهمية وقيمة المنطقة التي نعيش فيها وعليه أن يعرف الآن أن هذه المنطقة قادرة علي أن تمنح وأن تمنع .. ان السلام تحية الاسلام إذ قال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ…)، وعندما يُقال: دار السّلام؛ فالمقصود بها الجنّة، والسّلامُ بغداد، كما أنّ السّلام نوع من الشجر …بمعنى الامن والاستقرار للشعوب برا وبحرا وجوا بعيدا عن حدوث اعتداء أو عنف مادي أو معنوي على مستوى العالم وإنما يتم حل النزاعات بغير الحروب والصراعات العسكرية التى تخرب وتدمر وتخلف ضحايا من الجرحى واصحاب العاهات والشهداء وامهات ثكلا وزوجات مترملات وابناء ايتام وفراق احباب عن طريق الحوار وتحكيم قيم الحق والعدل والامن .. السلام أنشودة الحب لكل زمان فى الماضى والحاضر والمستقبل … هل وصلت الرسالة ؟

وعلق العديد من قادة العالم على الحرب ، وتبارى الأدباء فى تسجيل مراحل الحرب المختلفة ونتائجها وكواليسها ، فيما يلي أبرز ما نشر وكتب وقيل تخليدا وتعليقا على نصر أكتوبر:

أولا : على الصعيد الإعلامى والأدبى

وسائل الإعلام

“العرب والإسرائيليون يتقاتلون على جبهتين والمصريون يعبرون قناة السويس، ومعارك جية مكثفة”.. الولايات المتحدة تطالب بوقف القتال، ومناشدات كسينجر لمنع المعارك بلا جدوى . “

صحيفة نيويورك تايمز

الأمريكية 7 أكتوبر 1973

” إن المصريين والسوريين يبدون كفاءة عالية وتنظيماً وشجاعة، لقد حقق العرب نصراً نفيساً ستكون له آثاره النفسية .. إن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصراً ضخماً لا مثيل له تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب ” .

صحيفة واشنطن بوست

الأمريكية 7/10/1973

“إن المصريين حققوا نصرا نفسيا على إسرائيل، استعادة مصر السيطرة على قناة السويس …انتصار لمصر لا مثيل له .

صحيفة واشنطن بوست

الأمريكية 8أكتوبر1973

” الحرب كانت الأكثر ضراوة التى تم شنها منذ حرب 1948، وكان واضحا أنهم، أى الإسرائيليون، خسروا المبادرة فى هذه الحرب، وتراجع الجيش الإسرائيلى بسبب النطاق الواسع للأسلحة المتطورة التى تم استخدامها فى الحرب من قبل التحالف العربى .

وكالة رويترز الأمريكية

11 أكتوبر 1973

“حرب أكتوبر كانت الوحيدة بين  أربع حروب بين العرب وإسرائيل التى تفوق فيها المصريون على الإسرائيليين، كان عبور قناة السويس جريئا وعبقريا بإذابة السواتر الرملية الدفاعية العملاقة بخراطيم المياه عالية الضغط ، وإقامة الجسور العائمة. وعبور الكوماندوز القناة في زوارق مطاطية مكشوفة .

مجلة نيويوركر الأمريكية

11 اكتوبر 1973

“إن احتفاظ المصريين بالضفة الشرقية للقناة يعد نصرًا ضخمًا لا مثيل له، تحطمت معه أوهام الإسرائيليين بأن العرب لا يصلحون للحرب”

واشنطن بوست الأمريكية

12 اكتوبر 1973

“إن كل يوم يمر يحطم الأساطير التى بنيت منذ انتصار إسرائيل عام 1967 و كانت هناك أسطورة أولا تقول إن العرب ليسوا محاربين و أن الاسرائيلى سوبرمان ، لكن الحرب أثبتت عكس ذلك”

مجلة نيوزويك الامريكية

14 اكتوبر 1973

دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات و مدافع و عربات اسرائيلية كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة و غسيلا مصريا على خط بارليف” ….. “لقد وضح تمامًا أن الإسرائيليين فقدوا المبادرة في هذه الحرب، وقد اعترف بذلك قادتهم ومنهم الجنرال شلومو جونين قائد الجبهة الجنوبية في سيناء”

مراسل رويترز- تل أبيب

9  اكتوبر 1973

“إن القوات المصرية والسورية قد أمسكت بالقيادة الإسرائيلية وهي عارية، الأمر الذي لم تستطع إزاءه القيادة الإسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد ثلاثة أيام. لقد كان الرأي العام الإسرائيلي قائمًا على الاعتقاد بأن أجهزة مخابراته هي الأكفأ، وأن جيشه هو الأقوى والآن يريد الرأي العام في إسرائيل أن يعرف ما الذي حدث بالضبط ولماذا. والسؤال الذي يتردد على كل لسان في تل أبيب الآن هو لماذا لم تعرف القيادة الإسرائيلية بخطط مصر وسوريا مسبقًا” .

مراسل وكالة يونايتد برس- تل أبيب

10 اكتوبر 1973

“لقد واجه الإسرائيليون خصمًا يتفوق عليهم في كل شيء ومستعدًا لحرب استنزاف طويلة، كذلك واجهت إسرائيل في نفس الوقت خصمًا أفضل تدريبًا وأمهر قيادة” .

مراسل وكالة الأسوشيتد برس تل ابيب

10اكتوبر 1973

” لقد غيرت حرب أكتوبر – عندما اقتحم الجيش المصري قناة السويس ، واجتاح خط بارليف – غيرت مجري التاريخ بالنسبة لمصر وبالنسبة للشرق الأوسط بأسره “.

صحيفة الديلي تلجراف البريطانية

7/10/1973

” كانت الصورة التي قدمتها الصحافة العالمية للمقاتل العربي عقب حرب 67 هي صورة مليئة بالسلبيات وتعطي الانطباع باستحالة المواجهة العسكرية الناجحة من جانب العرب لقوة إسرائيل العسكرية وعلى ذلك يمكن أن نفهم مدي التغيير الذي حدث عقب أن أثبت المقاتل العربي وجوده وقدراته وكيف نقلت الصحافة العالمية هذا التغيير علي الرأي العام العالمي “

صحيفة التايمز البريطانية

أكتوبر 1973

” إن الاسبوع الماضي كان أسبوع تأديب وتعذيب لإسرائيل ، ومن الواضح أن الجيوش العربية تقاتل بقوة وشجاعة وعزم ، كما أن الإسرائيليين تملكهم الحزن والاكتئاب عندما وجدوا أن الحرب كلفتهم خسائر باهظة وأن المصريين والسوريين ليس كما قيل لهم غير قادرين علي القتال ” .

صحيفة الفينانشيال تايمز

البريطانية 11/10/1973

” واضح ان العرب يقاتلون ببسالة ليس لها مثيل .. ومن المؤكد أن عنف قتالهم له دور كبير في انتصاراتهم .. وفي نفس الوقت ينتاب الإسرائيليين إحساس عام بالاكتئاب لدي اكتشافهم الأليم الذي كلفهم كثيراً أن المصريين والسوريين ليسوا في الحقيقة جنوداً لا حول لهم ولا قوة وتشير الدلائل الي أن الإسرائيليين كانوا يتقهقرون علي طول الخط أمام القوات المصرية والسورية المتقدمة ” .

صحيفة التايمز البريطانية

11/10/1973

“إن الشعور السائد في إسرائيل اليوم يتميز بالحزن والاكتئاب ، كما أن عدد اسري الحرب العائدين من مصر ، كان أكثر مما كان متوقعا ، الأمر الذي يعني وقوع الكثير من القتلى” .

صحيفة جويش كرونيكل البريطانية

14 اكتوبر 1973

“لقد اتضح أن القوات الإسرائيلية ليست مكونة – كما كانوا يحسبون – من رجال لا يقهرون ، إن الثقة الإسرائيلية بعد عام 1967 قد بلغت حد الغطرسة الكريهة التي لا تميل الي الحلول الوسط وأن هذه الغطرسة قد تبخرت في حرب أكتوبر، وأن ذلك يتضح من التصريحات التي أدلي بها المسئولون الإسرائيليون بما فيهم موشي ديان نفسه “

صحيفة ديلي صن البريطانية

12/10/1973

“كانت (الفردان) شرق قناة السويس من أول المواقع التي استولت عليها القوات المصرية .. وعندها حقق المصريون أعظم انتصاراتهم واستعادوا أراضيهم منذ اليوم الأول .. وكست وجوهم أمارات الزهو والانتصار علي خط بارليف الذي انهار أمهامهم، وهكذا ذهب خط بارليف الإسرائيلي علي غير رجعة ” .

صحيفة التايمز البريطانية

31/10 /1973

“لقد محت هذه الحرب شعور الهوان عند العرب وجرحت كبرياء إسرائيل “

صحيفة ديلي ميل البريطانية

12/10/1973

” إن البحرية المصرية تفوقت على البحرية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر، وخاصة في مجال الصواريخ.»

مجلة الدفاع الفرنسية

9/ 11/1970

“إن مصر وخلفها سبعة ألاف عام من الحضارة تشتبك في حرب طويلة المدى مع إسرائيل التي تحارب اليوم لكي تعيش غدا، ثم لا تفكر أبدا فيما قد تصبح عليه حالتها في المستقبل البعيد نسبيا “

صحيفة الفيجارو الفرنسية

20/10/1970

“إن حرب أكتوبر قد أطاحت بنظرية الحدود الآمنة كما يفهمها حكام تل أبيب، فقد أثبتت أن امن إسرائيل لايمكن أن يكفل بالدبابات والصواريخ ، وإنما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية”.

(صحيفة لومانتيه الفرنسية)

18/10/1970

“لقد كان مبالغة فى الوهم فعلا من الجانب الاسرائيلى ان يصدق أن الدول العربية ستبقى مستسلمة الى الأبد حيال احتلال اراضيها و مهما تكن نتيجة المعارك فإن العرب أحرزا انتصارا و قضوا على الصورة السائدة عنهم “

( صحيفة لوموند الفرنسية)

26/10/1970

” إن حرب أكتوبر قد أطاحت بنظرية الحدود الآمنة كما يفهمها حكام تل أبيب ، فقد أثبتت أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يكفل بالدبابات والصواريخ ، وإنما بتسوية سلمية عادلة توافق عليها الدول العربية “

صحيفة لومانتيه الفرنسية

17/10/1973

“لقد أعلن الجنرال إسحاق رابيين بأن لدي بلاده خططا عسكرية لمواجهة جميع الاحتمالات بما في ذلك احتلال القطب الشمالي، ولكن يبدو أن احتمال الهجوم المصري الكاسح ظهيرة السادس من أكتوبر لم يكن واردا في احتمالات الإسرائيليين ولهذا دفعوا ثمنا غاليا” ..

( مجلة دير شبيجل الألمانية)

11 اكتوبر 1973

” إن الكفاح الذي يخوضه العرب ضد إسرائيل كفاح عادل .. إن العرب يقاتلون دفاعاً عن حقوقهم ، وإذا حارب المرء دفاعاً عن أرضه ضد معتد فإنه يخوض حرباً تحريرية ، أما الحرب من أجل الاستمرار في احتلال ارض الغير فإنها عدوان سافر”

صحيفة تسايتونج الألمانية

الديمقراطية 19/10/1973

” لقد فر الجنود الإسرائيليون من خط بارليف وهم يلتقطون أنفاسهم وقد علت القذارة أبدانهم وشحبت وجوهم ، فرت فلولهم من الجحيم الذي فتحه عليهم الهجوم المصري الكاسح ” .

صحيفة أنا بيللا الايطالية

30/10/1973

“لقد سادت البلاد قبل حرب أكتوبر مشاعر خاطئة هي شعور صقورنا بالتفوق العسكري الساحق لدرجة أن هذا الاعتقاد قادهم الي طمأنينة عسكرية علي طريقة سنقطعهم إرباً إذا تجرأوا علي رفع إصبع في وجهنا ” .

صحيفة علهمشمار الاسرائيلية

29/10/1973

” لقد اوجدت حرب اكتوبر مفهوماً يبدو إننا لم نعرفه من قبل (منهكى الحرب) ونعني به أولئك الذين عانوا من الصدمات النفسية والمنتشرين الآن في المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من أجل تخليصهم من الآثار التي خلفتها الحرب الضارية .. لقد عرف الجنود الاسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاذ الذخيرة .” .

صحيفة هاآرتس الاسرائيلية

2/11/1973

“إننا – حتي يوم وقف إطلاق النار علي جبهة سيناء – لم نكن قد استطعنا إلحاق الضرر بالجيش المصري وأنه من المؤكد أنه حتي بدون التوصل الي وقف القتال لم نكن سننجح في وقف أو تدمير الجيش المصري وبهذا يمكن القول أننا خلال حربنا الرابعة مع العرب لم نحقق شيئاً .”

صحيفة هاآرتس الاسرائيلية

8/11/1973

” إن جولدا مائير اعترفت- في حديث لها بعد حرب أكتوبر- بأنها فكرت في الانتحار”

صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية

6/11/1973

“لقد عرف الجنود الإسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة في حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة”

صحيفة هاآرتس الإسرائيلية

3/11/1973

“إن صفارة الإنذار التي دوت في الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973 كانت تمثل في معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطني اسرائيل بالنزول الي المخابئ حيث كانت بمثابة الصيحة التي تتردد عندما يتم دفن الميت وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الاسرائيلية الأولي وعندما انتهت الحرب بدا العد من جديد وبدأ تاريخ جديد فبعد ربع قرن من قيام دولة اسرائيل باتت أعمدة ودعائم اسرائيل القديمة حطاماً ملقي علي جانب الطريق ” .

صحيفة معاريف الاسرائيلية

20/9/1998

“إن هذه الحرب تمثل جرحاً غائرا في لحم اسرائيل القومي “

مجلة بماحنيه الاسرائيلية

20/9/1998

“إن حرب يوم الغفران بمثابة نقطة انكسار للمجتمع الاسرائيلي في مجالات عديدة.”

مجلة بما حنيه الاسرائيلية

24/9/1998

” .. إن حرب أكتوبر قد قوضت الثقة بالنفس لدي نخبة الأمن الاسرائيلية .. وتسببت بقدر معين في هدم افتراضات أمنية قامت عليها الاستراتيجية الاسرائيلية لفترة طويلة ومن ثم تغيرت بعض العناصر الرئيسية في نظرية الأمن القومي التي تبلورت في العقد الأول من قيام الدولة علي أيدي ” .

ديفيد بن جوريون – مجلة بماحنيه الاسرائيلية

24/9/1998

ب : الأعمال الأدبية

صدرت كتابات عديدة في أنحاء كثيرة من العالم في أعقاب حرب أكتوبر 1973 منها :

ورد فى كتاب بعنوان ” البندقية وغصن الزيتون ” للصحفي البريطاني ” دافيد هيرست ” ما يلى  :

” إن حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال فلأول مرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض أمر واقع بقوة السلاح ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية، بل أنها أصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية أي أمة.

 فى كتاب ” الأيام المؤلمة في اسرائيل ” للكاتب الفرنسي ” جان كلود جيبوه ” يقول :

في الساعة العاشرة والدقيقة السادسة من صباح اليوم الاول من ديسمبر أسلم ديفيد بن جوريون الروح في مستشفي تيد هاشومير بالقرب من تل ابيب ولم يقل ديفيد بن جوريون شيئا قبل ان يموت غير انه رأي كل شئ لقد كان في وسع القدر ان يعفي هذا المريض الذي اصيب بنزيف في المخ يوم 18 نوفمبر 1973 من تلك الأسابيع الثمانية الأخيرة من عمره ولكن كان القدر قاسيا ذلك ان صحوة الرئيس لمجلس الوزراء الاسرائيلي في ايامه الاخيرة هي التي جعلته يشهد انهيار عالم بأكمله وهذا العالم كان عالمه لقد رأي وهو في قلب مستعمرته بالنقب اسرائيل وهي تنسحق في ايام قلائل نتيجة لزلزال اكثر وحشية مما هو حرب رابعة ثم راح يتابع سقوط اسرائيل الحاد وهي تهوي هذه المرة من علوها الشامخ الذي اطمأنت اليه .

جاء فى كتاب ” زلزال اكتوبر حرب يوم عيد الغفران ” لـ ” زئيف شيف ” معلق عسكري اسرائيلي ما يلى  :-

هذه هى اول حرب للجيش الاسرائيلي التي يعالج فيها الاطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون الي علاج نفسي هناك من نسوا اسماءهم وهؤلاء كان يجب تحويلهم الي المستشفيات لقد أذهل اسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية لقد اثبتت هذه الحرب ان علي اسرائيل ان تعيد تقدير المحارب العربي فقد دفعت اسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا لقد هزت حرب اكتوبر اسرائيل من القاعدة الي القمة وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت علي السطح اسئلة هل نعيش علي دمارنا الي الابد هل هناك احتمال للصمود في حروب اخري .

ورد فى كتاب ” اسرائيل انتهاء الخرافة ” لـ ” أمنون كابيليوك ” معلق عسكري اسرائيلي ما يلى  :-

تقول الحكومة البريطانية كلما كان الصعود عاليا كان السقوط قاسيا .. وفي السادس من اكتوبر سقطت اسرائيل من اعلي برج السكينة والاطمئنان الذي كانت قد شيدته لنفسها وكانت الصدمة علي مستوي الأوهام التي سبقتها قوية ومثيرة وكأن الاسرائيليين قد افاقوا من حلم طويل جميل لكي يروا قائمة طويلة من الأمور المسلم بها والمبادئ والأوهام والحقائق غير المتنازع عليها التي آمنوا بها لسنوات عديدة وقد اهتزت بل وتحطمت في بعض الأحيان امام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية الاسرائيليين.

فى كتابه ” الي أين تمضي اسرائيل ” يقول ” ناحوم جولدمان ” رئيس الوكالة اليهودية الأسبق :

ان من اهم نتائج حرب اكتوبر 1973 انها وضعت حدا لأسطورة اسرائيل في مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب اسرائيل ثمنا باهظا حوالي خمسة مليارات دولار وأحدثت تغيرا جذريا في الوضع الاقتصادي في الدولة الاسرائيلية التي انتقلت من حالة الازدهار التي كانت تعيشها قبل عام رغم ان هذه الحالة لم تكن ترتكز علي اسس صلبة كما ظهر الي ازمة بالغة العمق كانت اكثر حدة وخطورة من كل الأزمات السابقة غير ان النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت علي الصعيد النفسي .. لقد انتهت ثقة الاسرائيليين في تفوقهم الدائم كما اعتري جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل وهذا اخطر شي يمكن ان تواجهه الشعوب وبصفه خاصة اسرائيل.

فى كتاب ” التقصير ” الذي الفه سبعه من كبار الصحفيين الاسرائيليين وهم  : يشعياهو بن فورات ، يهونتان غيفن ، أوري دان ، ايتان هيفر ، حيزي كرمل ، ايلي لندوا ، ايلي تايور جاء ما يلى :

” لقد قاتل المصريون بصورة انتحارية خرجوا نحونا من مسافة أمتار قليلة وسددوا مدافعهم الخفيفة المضادة للدبابات علي دباباتنا ولم يخشوا شيئا كانوا يتدحرجون بعد كل قذيفة بين العجلات فعلا ويستترون تحت شجيرة علي جانب الطريق ويعمرون مدافعهم بطلقات جديدة وعلي الرغم من اصابة عدد كبير من جنود الكوماندز المصريين الا ان زملائهم لم يهربوا بل استمروا في خوض معركة تعطيلية معركة انتحارية ضد الدبابات كما لو انهم صمموا علي دفع حياتهم ثمنا لمنع الدبابات من المرور واضطر جنود المدرعات الي خوض معركة معهم وهم يطلقون النار من رشاشاتهم من فوق الدبابات وحقيقة لم يحدث لنا من قبل في أي الحروب التي نشبت مع المصريين مواجهة جنود علي هذا النسق من البسالة والصمود”.

فى كتاب”حياتى” لــ جولدا مائير رئيس الوزراء السابق فى زمن الحرب ، جاء ما يلى :

ليس أشق علي نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973 (حرب يوم كيبور). هكذا بدأت مائير حديثها في كتابها “حياتي” والذي ترجم إلي “اعترافات جولدا مائير”. ثم استأنفت كلامها” ولن أكتب عن الحرب- من الناحية العسكرية- فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي وسيظل معي باقيًا علي الدوام….. ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلق إنذارات في الوقت المناسب، بل إننا كنا نحارب في جبهتين في وقت واحد ونقاتل اعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين”. …. كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة، أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال.. كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق.. لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها. فقد كان الاحتمال في أكتوبر ضئيلً.

فى كتاب البحث عن الذات للرئيس السابق أنور السادات :

في الساعة الثانية تماما، وصل الخبر بأن طائراتنا قد عبرت قناة السويس وكانت 222 طائرة نفاثة سرعتها تفوق سرعة الصوت .. انتهت من ضربتها الأولى في ثلث ساعة بالضبط.. خسائرنا فيها تكاد لا تذكر.. ونجحت ضربة الطيران نجاحاً كاملا ومذهلاً حسب التخطيط الذي وضعناه لها.. مذهلاً لنا في المقام الأول.. فقد حققت ضربة الطيران نتائج فاقت 90% بخسائر أقل من 2% .. وكان مذهلاً لإسرائيل والعلم كله شرقه وغربه …لقد أستعاد سلاح الطيران المصري بهذه الضربة الأولى كل ما فقدناه في حرب 1956 و1967 ومهد الطريق أمام قواتنا المسلحة بعد ذلك لتحقيق ذلك النصر الذي أعاد لقواتنا المسلحة ولشعبنا ولأمتنا العربية الثقة الكاملة في نفسها ، ًوثقة العالم بنا ..

فى كتابة “الأيام المؤلفة فى إسرائيل” للكاتب جان كلود جيبوه   :

هل كان يتصور أنور السادات وهو يطلق فى الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه أطلق قوة عاتية رهيبة من شأنها أن تغير هذا العالم؟.. أن كل شئ من أوربا إلى أمريكا ومن أسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران ، إلا أن هذا الانقلاب المروع فيما يتعلق بإسرائيل قد اتخذ شكل الزلزال المدمر ذلك أن الحرب التي عصفت بها كانت قاسية عليها فى ميادين القتال ثم كانت اشد من ذلك دمارا على الناس هناك فقد شهدوا مصرع حلم كبير تهاوي ورأوا بعد ذلك صورة معينة من إسرائيل وهي تزول إلى الأبد .

ثانيا: على الصعيد الرسمى

لقد حاربنا ونحارب من اجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام .. وهو السلام القائم على العدل .. فالسلام لا يفرض .. وسلام الأمر الواقع لا يدوم ولا يقوم .. إننا لم نحار لكي نعتدي على ارض غيرنا بل لنحرر أرضنا المحتلة ولا يجاد السبل لاستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، لسنا مغامري حرب .. وإنما نحن طلاب سلام .

(الرئيس أنور السادات فى خطابه يوم 16 أكتوبر 1973)

دخل العالم نتيجة لحرب أكتوبر فى مرحلة اقتصادية جديدة و لن تعود أحوال العالم الى سابق عهدها قبل هذه الحرب.

بيرميسمير
رئيس وزراء فرنسا 7 يناير 1974

هذه حرب صعبة معارك المدرعات فيها قاسية و معارك الجو فيها مريرة إنها حرب ثقيله بايامها و ثقيلة بدمائها.

موشى ديان بعد 48 ساعة من الحرب

إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وان ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون واظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها، وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الاسرائيلين .”

موشى ديان
25/12/1973

فاجأتنا حرب أكتوبر على نحو لم نكن نتوقعه ، و لم تحذرنا أية حكومة أجنبية بوجود أى خطط محددة لأى هجوم عربى .

هنرى كيسنجر
وزير خارجية الولايات المتحدة 28 / 12 / 1973

لا أحد يدرك فى هذا البلد عدد المرات التى وصلتنا فيها خلال عام 1973 معلومات من نفس المصدر تفيد بأن الحرب ستنشب فى يوم أ, فى آخر دون أن تنشب بالفعل و لن أقول إن هذا كان قدرا .

جولدا مائير
رئيسة وزراء اسرائيل السابقة

لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر 1973 و كان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبوريون كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا ، كانوايعلنون الحقائق تمام حتى بدا العالم الخارجى يثق فى أقوالهم و بياناتهم

حاييم هرتزوج
الرئيس الاسرائيلى السابق

إن 6 أكتوبر ثورة وليست معركة وحسب.. فالمعركة صراع قد ينتهي بالنصر أو بغيره.. ولكن الثورة وثبة روحية تمتد فى المكان و الزمان حتى تحقق الحضارة.. إنها رمز لثورة الانسان على نفسه وتجاوزه لواقعه، وتحديده لمخاوفه ومواجهة لاشد قوى الشر عنفا و تسلطا.. إن روح أكتوبر لا تنطفىء فقد فتحت لنا طريقا بلا نهاية.. ليس العبور سوى أول قفزة فى تيار تحدياته .

( نجيب محفوظ)

” منذ السادس من أكتوبر تغير إيقاع الحياة و نبضها من حولنا بعد ان عبرت قواتنا المسلحة الى سيناء فقد عبرت الى آفاق المستقبل و خلفت وراءها كل ظلام اليأس و التمزق و الهزيمة و راحت ترسم خريطة جديدة للتاريخ العربى الحديث”.

 ( يوسف السباعى)

عبرنا الهزيمة بعبورنا الى سيناء و مهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم الوثبة فيها المعنى أن مصر هى دائما مصر تحسبها الدنيا فد نامت و لكن روحها لا تنام و اذا هجعت قليلا فان لها هبة و لها زمجرة ثم قيام سوف تذكر مصر فى تاريخها هذه اللحظة بالشكر و الفخر”

( توفيق الحكيم)  

” لقد تركت حرب أكتوبر 1973 أثارا عميقة ليس على الشرق الأوسط فحسب… حيث بددت عددا من الأساطير والأوهام. إن حرب أكتوبر تركت أثارها ليس على الإستراتيجية العربية والإستراتيجية الإسرائيلية والنظريات والتكنيكات العسكرية فحسب، وإنما تركتها أيضا على عوامل أخرى مثل الروح المعنوية واستخدام أسلحة معينة في ميدان القتال وعلى سباق التسلح في الشرق الأوسط وعلى صعيد استخدام الأجهزة الالكترونية .”

الخبير العسكرى ادجار اوبلانس
اكتوبر 1975

” لقد غيرت حرب أكتوبر الخريطة السياسية للشرق الأوسط وحطمت حالة الركود ودعمت من مركز الدول العربية وأظهرت أيضا الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الرجال تحت القيادة التي تتسم بالعزم والتصميم .”

بريجادير جنرال
كنيث هنت – بريطانيا

أن القوات الجوية المصرية قد ظهرت على مستوى عال بصورة لم تكن متوقعة على الإطلاق .. حيث أظهر الطيارون المصريون أنهم لا يفتقرون إلى الجسارة والإقدام ،كما أظهرت الأطقم الأرضية العربية قدرتها العلية على تشغيل وإدارة أسراب طيران حديثة مثل (( الميج21)) تحت ظروف القتال الصعبة .

دور ميدلتون
الخبير العسكري

لم أكن أعتقد أننا سنتكبد هذه الخسائر في الطائرات.

بدور أينرك
طيار إسرائيلي سكاى هوك

لقد أذهلنا المستوى الممتاز للطيارين المصرين .. وكفاءتهم القتالية العالية.

أورى يوسف أوار
ملازم أول طيار إسرائيلي

أن الطيران الإسرائيلي لا يتمكن من تحقيق النجاح الذي كانت عامة الشعب الإسرائيلى تتوقعه له قبل الحرب . لقد وضح من خلال سير العمليات أن التأكيدات الرسمية التي تتحدث عن قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على القيام بعمل سريع ضد العرب في حالة تجدد القتال كانت مزاعم غير دقيقة…إن القوات المصرية تدخل سيناء من كل مكان ، و فى كل اتجاه ، و بكل الوسائل ، بطائرات الهليكوبتر و بالقوارب ، و سيرا على الأقدام .. إن هذه القوات تقاتل بشراسة و هى مسلحة بأحدث الأسلحة .

الجنرال كالمان
قائد اسرائيلى فى سيناء

كان الجندى المصرى يتقدم فى موجات تلو موجات و كنا نطلق عليه النار و هو يتقدم و نحيل ما حوله الى جحيم و يظل يتقدم و كان لون القناة قانيا بلون الدم و رغم ذلك ظل يتقدم

الجنرال شموائيل جونين
قائد جيش اسرائيل فى جبهة سيناء


إن الدروس المستفادة من حرب بأكتوبر تتعلق بالرجال و قدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها ، فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية و مهارة القادة و الضباط الذين تدربوا و قاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر رغم أنها تمت تحت بصره و تكملة لهذا أظهر الجنود روحا معنوية عالية فى عداد المستحيل.

الجنرال فارا هوكلى
مدير تطوير القتال
فى الجيش البريطانى

لقد أسفرت الجولة الرابعة عن كارثة كاملة بالنسبة لإسرائيل فنتائج المعارك و الإنعكاسات التى بدأت تظهر عنها فى إسرائيل تؤكد أهمية الإنتصارات التى انهت الشعور بالتفوق الإسرائيلى و جيشها الذى لا يقهر و أكدت كفاءة المقاتل العربى و تصميمه و فاعلية السلاح الذى فى يده.

جورج ليزلى
رئيس المنظمة اليهودية فى ستراسبورج
يوم 29 أكتوبر 1973

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!