بالعبريةعاجل

من السرية للعلنية تركيا وإسرائيل قبل التطبيع.. علاقات سرية وتعاون واستثمار وعودة الثقة لا تحجب الشك المتبادل

إسرائيل للرئيس الفلسطيني: التاريخ لن يغفر لك أبدا ...بعد تصريحاته عن الهولوكوست...ألمانيا تغلق أبوابها في وجه محمود عباس .. الجهاد وحماس... حليفان لا يترددان في تبادل الغدر ... هل شنت إسرائيل هجوماً على سوريا أثناء "الفجر الصادق"؟

من السرية للعلنية تركيا وإسرائيل قبل التطبيع.. علاقات سرية وتعاون واستثمار وعودة الثقة لا تحجب الشك المتبادل

من السرية للعلنية تركيا وإسرائيل قبل التطبيع.. علاقات سرية وتعاون واستثمار وعودة الثقة لا تحجب الشك المتبادل
من السرية للعلنية تركيا وإسرائيل قبل التطبيع.. علاقات سرية وتعاون واستثمار وعودة الثقة لا تحجب الشك المتبادل

كتب : وكالات الانباء

“علاقات سرية وطيدة وتعاون واستثمارات مطردة”.. هكذا كانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل قبل الإعلان رسميا عن تطبيعها اليوم.

وكانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل، وبدأت علاقات رسمية معها عام 1949؛ حيث رفرف العلم فوق مبنى سفارتها في تل أبيب.

تركيا وسوريا.. خطوط تقارب على مسار العودةتطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا وعودة السفراء

تطبيع العلاقات

وأعلنت إسرائيل وتركيا، الأربعاء، عودة كاملة للعلاقات بينهما، وعودة سفراء البلدين، إثر اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقال حساب رئاسة الوزراء على تويتر، إن “إسرائيل وتركيا تعيدان السفيرين”، في إشارة إلى التطبيع الكامل بينهما.

وتعليقا على الاتفاق على عودة السفراء، قال لابيد، إن استئناف العلاقات مع تركيا تعزيز مهم للاستقرار الإقليمي، وبشرى اقتصادية هامة جدا بالنسبة لمواطنينا.

فيما قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان: “إن إسرائيل وتركيا تعيدان السفيرين والقنصلين العامين”.

من جانبه، قال الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتسوج في بيان: “أشيد بتجديد العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تركيا، وهو تطور مهم قدناه خلال العام الماضي، وسيشجع علاقات اقتصادية أكبر وسياحة متبادلة، وصداقة بين الشعبين الإسرائيلي والتركي”.

وأردف: “علاقات حسن الجوار وروح الشراكة في الشرق الأوسط، أمران مهمان لنا جميعًا، يمكن لأعضاء جميع الأديان؛ المسلمون واليهود والمسيحيون العيش معًا في سلام، ويجب عليهم ذلك”.

من جهته قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن كلا من تركيا وإسرائيل ستعيد تعيين سفير لدى الأخرى في خطوة مهمة في جهود البلدين لتطبيع العلاقات.

وأضاف جاويش أوغلو: “تعيين السفيرين إحدى خطوات تطبيع العلاقات. جاءت هذه الخطوة الإيجابية من إسرائيل نتيجة لهذه الجهود، وقررنا كتركيا أيضا تعيين سفير لدى إسرائيل في تل أبيب، وبدأنا عملية تحديد من سنعينه”.

علاقات وطيدة وتعاون مطرد

ورغم الفتور الذي كان يبدو على السطح في بعض الأحيان في العلاقات التركية الإسرائيلية خلال عهد الرئيس رجب طيب أردوغان، إلا أنه لم تحدث قطيعة فعلية بين الطرفين.

وتوطدت العلاقات السياسية والدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل وجرى تبادل متواصل للزيارات بين المسؤولين الكبار في البلدين.

ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي العلاقات مع تركيا في بداية العام 2006 بأنها “كاملة ومثالية”.

وفي العام 2007 قام الرئيس الإسرائيلي، آنذاك، شيمون بيريز بزيارة إلى تركيا، عقد فيها مباحثات مع الرئيس آنذاك عبد الله غول في نوفمبر/ تشرين الثاني.

ودعي الرئيس الإسرائيلي لإلقاء خطاب في مجلس الأمة التركي، وكانت هذه المرّة الأولى التي يدعى فيها رئيس إسرائيلي لإلقاء خطاب أمام برلمان لبلد أكثرية سكانه من المسلمين.

وسعى أردوغان منذ توليه الحكم لتعميق العلاقات مع إسرائيل، لينتقل بها إلى مرحلة العلاقة “الاستراتيجية”.

وفي مارس/آذار 2022، استقبلت أنقرة نفسها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، في زيارة “علنية نادرة” وصفها أردوغان بأنها “فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا وإسرائيل”.

العلاقات التجارية والاستثمارات

وبالإضافة للتنسيق السياسي والتعاون بين البلدين، كانت العلاقات التجارية والاستثمارات رأس الحربة في العلاقات بين البلدين.

وأكدت البيانات الرسمية الصادرة عن معهد الإحصاء التركي وجمعية المصدرين الأتراك والبنك المركزي أن العلاقات الاقتصادية وحجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل يزداد قوة، ويدعمه تصاعد حجم الاستثمارات المباشرة المتبادلة بين البلدين.

ووصلت صادرات تركيا إلى إسرائيل أعلى مستوى لها على أساس شهري في أبريل/نيسان 2022، ببلوغها 711 مليون و200 ألف دولار.

جاء ذلك بحسب بيانات صادرة عن مجلس المصدرين الأتراك، نقلها الموقع الإخباري الرسمي “تي آر تي خبر”.

ووفق البيانات فإن الصادرات إلى إسرائيل خلال أبريل، ارتفعت بنسبة 33.6% مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، رغم التوترات السياسية بين البلدين.

واحتلت إسرائيل خلال أبريل/نيسان، المرتبة التاسعة بين الدول الأكثر استيرادا للمنتجات التركية.

وأسفرت الخطوات الفعالة التي اتخذتها تركيا لتحسين علاقاتها مع إسرائيل إلى تسريع التجارة بين البلدين، وأصبحت إسرائيل واحدة من الأسواق التي حطمت فيها تركيا رقما قياسيا في التصدير.

وحققت تركيا أعلى نسبة صادرات إلى إسرائيل خلال الربع الأول من العام الجاري، بقيمة 1.8 مليار دولار.

ووصل إجمالي صادرات تركيا في أبريل/نيسان الماضي إلى 23.4 مليار دولار.

وكانت صادرات تركيا إلى إسرائيل وصلت إلى مليار و851 مليون دولار، في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021، بزيادة قدرها 35% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأصبحت إسرائيل الدولة الثامنة لصادرات تركيا في هذه الفترة، حسبما أورد مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في تقرير له.

وفي عام 2020 صدّرت تركيا 4.7 مليار دولار إلى إسرائيل. وبهذا الرقم احتلت الأخيرة المرتبة التاسعة بين الدول التي تصدر لها تركيا أكثر من غيرها.

غاز المتوسط.. أهمية استراتيجية وقاطرة للتعاون

وكانت تركيا قد عادت مؤخرا إلى إنعاش علاقاتها مع إسرائيل بشكل علني بعيد عن السرية، في ظل الحديث عن “غاز المتوسط”.

وتحسين العلاقات الاقتصادية يأتي على رأس أولويات تركيا التي تضررت بشدة من أزمة عملة صاحبها تضخم بنسبة قاربت 70%، وفاقمها الأزمات والصراعات العالمية.

وبينما كانت تمضي إسرائيل قدمًا مع دول أخرى في مشروع خط غاز في الجزء الشرقي من البحر المتوسط، واستبعدت تركيا من هذا المشروع ثار استياء حكومة أنقرة.

ووفق مراقبين فإن تطبيع اتركيا علاقاتها مع إسرائيل يرجع إلى أملها في المشاركة في حصة بغاز المتوسط.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن لديه “آمالا قوية جدا” في التعاون مع إسرائيل في مجال الطاقة، وأفصح أنه سيبحث الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وكشفت زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إلى إسرائيل، مؤخرا، النقاب عن مشروعات وخطط في مجال الطاقة.

وبيّن التقارب الواضح علنيًا اليوم، عن إحياء تركيا لمشروع لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا؛ حيث تسعى أنقرة لتقليل اعتمادها على روسيا.

وأعرب الرئيس رجب طيب أردوغان عن استعداده “للتعاون (مع إسرائيل) في مشاريع الطاقة وأمن الطاقة” مع احتمال شحن الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا حيث يثير الصراع في أوكرانيا مخاوف بشأن الإمداد.

وقال أردوغان إن تركيا لديها الخبرة والقدرة على تنفيذ مثل هذه المشاريع، في حين أظهرت التطورات الأخيرة في المنطقة مرة أخرى أهمية أمن الطاقة.

ويعود هذا التعاون إلى العام 2016، حينما اتفق البلدان على البدء في دراسة جدوى إنشاء خط أنابيب تحت البحر لضخ الغاز الإسرائيلي إلى المستهلكين الأتراك وإلى أوروبا، لكن لم يتم إحراز أي تقدم وسط التوتر بين الجانبين.

وتعتمد أنقرة بشكل كبير على روسيا في وارداتها من الطاقة، حيث لبت مصادر روسية 45% من طلبها على الغاز العام الماضي، وهي حريصة على تنويع الإمدادات، مع التركيز عن كثب على موارد إسرائيل النامية.

وتستورد تركيا الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب “إيست ميد” من روسيا وأذربيجان وإيران. كما أنها تشتري الغاز الطبيعي المسال من الموردين بما في ذلك قطر ونيجيريا والجزائر والولايات المتحدة.

وترى تركيا أن مشروع الغاز مع إسرائيل أكثر جدوى من خط أنابيب “إيست ميد” على الرغم من التحديات.

خلال زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ لتركيا في مارس 2022، كان من أهم القضايا المطروحة على الأجندة موضوع مشروع خط الأنابيب الذي يهدف إلى نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عن طريق تركيا، وهو المشروع الذي يحظى بأهمية إثر تعثُّر مشروع “إيست ميد” لنقل غاز شرق المتوسط إلى أوروبا، وفي ظل الأزمة الأوكرانية التي دفعت الغرب إلى البحث عن بدائل للغاز الروسي إلى أوروبا.

ومن أهم ملفات التعاون-الخلاف العالقة بين تركيا وإسرائيل، مخطط مشروع نقل إسرائيل وتصدير غازها المكتشف على سواحلها إلى أوروبا عبر تركيا.

ففي عام 2016 وقّعت إسرائيل مع قبرص واليونان اتفاقاً من أجل نقل غاز إسرائيل وقبرص عبر اليونان إلى أوروبا فيما عرف بمشروع “إيست ميد”، لكن وبشكل مفاجئ أعلنت واشنطن في يناير/كانون الثاني 2022 سحب دعمها لهذا المشروع الذي تعمل على تنفيذه شركات أمريكية.

وعليه فإن التقرير يرى أن مدّ أنبوب للغاز من إسرائيل إلى ميناء جيهان في مرسين جنوب تركيا لنقله بعد ذلك إلى أوروبا هو الاقتراح الأسهل والأقل كلفة، إذ إن كلفته تقدر بنحو 2.5 مليار دولار فقط.

لكن مشكلة المشروع أن هذا الخط يجب أن يمر بالمياه الإقليمية لقبرص، ومع استمرار الخلاف السياسي بين تركيا وقبرص، فإنه من غير المتوقع أن يحظى هذا المشروع بموافقة قبرص.

لكن تركيا طرحت من خلال عدد من الرسائل السياسية السرية إلى إسرائيل وواشنطن عام 2020 فكرة فصل الخلافات السياسية بين قبرص وتركيا عن مشاريع التعاون في الطاقة بين دول المنطقة، وذلك من خلال إسناد مشاريع الطاقة إلى شركات دولية عالمية لا تتبع لقبرص أو تركيا، في محاولة من أنقرة لتسهيل تنفيذ هذا المشروع.

وحينها بدأت بالفعل مفاوضات سرية بين تركيا وإسرائيل من أجل بحث إمكانية تنفيذ هذا المشروع، لكن المشاكل السياسية بين البلدين حالَت دون تذليل خلاف الرأي حول تقاسم مالية هذا المشروع، حيث رفض الجانب الإسرائيلي بيع الغاز إلى تركيا بأسعار تفضيلية في إطار هذا المشروع، كما رفض الحصة التي طلبتها تركيا من بيع هذا الغاز إلى أوروبا، وبقي المشروع معلقاً منذ ذلك الوقت دون تفاهمات.

وبالإضافة إلى سدّ حاجات تركيا من الغاز، فإن خط الغاز الإسرائيلي إلى تركيا سيُعيد أنقرة لاعباً مهماً في شرق المتوسط، وسيساعد أنقرة على تقوية أوراقها في مواجهة التحالف اليوناني-القبرصي في المنطقة.

الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإسرائيلي إسحق هرتزوغ (أرشيف)

فى السياق ذاته ورغم عودة الثقة والتقارب بين إسرائيل وتركيا من جديد، إلا أن هناك ما يمكن أن يجرها إلى الوراء من جديد، خاصةً بسبب التطورات الداخلية في البلدين، وفق القناة الـ12 الإسرائيلية التي قالت إنه على عكس الماضي، فإن “دفء العلاقات” جاء نتيجة مبادرة تركية هذه المرة ورغم الشكوك الإسرائيلية.

وأضافت القناة على موقعها الإلكتروني، اليوم، أن إعلان عودة السفراء والقناصل إلى تركيا وإسرائيل كان “ختماً نهائياً” لتجديد العلاقات بين إسرائيل وتركيا.

وتابعت القناة “في الواقع، في 2016، وُقعت بالفعل اتفاقية تطبيع بين الدولتين اللتين حاولتا التخلص من تداعيات حادثة سفينة “مرمرة”، ولكنها انهارت في 2018، وعلى عكس التحركات السابقة، كانت تركيا هذه المرة المبادرة ببدء التطبيع وأظهرت دافعاً كبيراً للترويج له، وبالنسبة للإسرائيليين، خففت ذكرى العقد المتوتر بين أنقرة وتل أبيب وسلسلة التصريحات العدائية في الماضي من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي أثارت الشكوك في تل أبيب، وجعلت التقدم نحو أنقرة حذراً”.

لماذا وافقت إسرائيل؟
تقول القناة إن تحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد الإشارات الإيجابية الأولى التي أرسلتها أنقرة في نهاية 2020 يعد استغلالاً ذكياً للفرص، حتى قبل ذلك، خاصةً بعد اعتقال الزوجين الإسرائيليين موردي وناتالي أوكنين في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، حيث تمكن الرئيس إسحق هرتسوغ ونظيره التركي من بناء علاقة بينهما، مكنت البلدين من الحوار حتى في أوقات الأزمات”.

وأضافت أن الزيارات المتبادلة بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزير الخارجية آنذاك يائير لابيد، ساعدت في تجديد العلاقات الثنائية، لافتة إلى أن التعاون بين الأجهزة الأمنية التركية والإسرائيلية ضد محاولات إيران اغتيال السياح الإسرائيليين في تركيا في الربيع الماضي أتاح تعميق العلاقة الأمنية بين أنقرة وتل أبيب.

وترى القناة أن تجديد هذه العلاقات وتعزيزها خلق وضعاً عادت فيه إسرائيل إلى الثقة في تركيا بما يكفي للموافقة على طلب أنقرة تعزيز العلاقات الرسمية بين البلدين.

وحل الخلاف الذي منع الشركات الإسرائيلية من السفر إلى أنقرة بسبب الخلافات منذ 2009 على الترتيبات الأمنية، وفي ضوء كل التحديات الإقليمية التي تواجهها إسرائيل، كان مفهوماً أن من الضروري تحسين العلاقات بين القوتين الإقليميتين المهمتين، وفق القناة الإسرائيلية.

ماذا ينتظر أردوغان من إسرائيل؟
ذكرت القناة أن وفداً تركياً يزور حالياً واشنطن لمناقشة  صفقة شراء طائرات من طراز F-16، لافتة إلى أن الإدارة الأمريكية تدعم الصفقة، لكن هناك معارضة واسعة في الكونغرس بسبب التقارب بين تركيا وروسيا في السنوات الماضية، فضلاً عن سلوك تركيا في شرق البحر المتوسط، لافتة إلى أن تركيا تتوقع أن يتوقف اللوبي الموالي لإسرائيل عن التعاون مع اللوبي اليوناني في هذا السياق.

وأشارت القناة إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد عن تجديد العلاقات الدبلوماسية  الرصيد المهم للاستقرار الإقليمي، والمهم اقتصادياً لمواطني إسرائيل.

وتابعت “تعتبر تركيا اليوم بالفعل أحد أهم شركاء إسرائيل التجاريين، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري ما يقارب 8 مليارات دولار، لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل هناك تقدم أيضاً في مسألة تصدير الغاز من إسرائيل إلى تركيا؟ على أي حال، هناك حاجة إلى تحديث اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، الموقعة في 1996، والتي تشكل أساس العلاقات التجارية الممتازة بين البلدين، لتتوافق مع بعض الاحتياجات الاقتصادية الحالية”.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟
ترى القناة أنه رغم أن إعلان عودة السفراء خطوة مهمة في العلاقات بين البلدين، إلا أن من الواضح أن التدهور العسكري بين إسرائيل وفلسطين، أو نشوب أزمة في القدس، يمكن أن يكون مدمراً للتطبيع بين الطرفين، لافتة إلى التغييرات التي قد تطرأ على البلدين، بسبب الاعتبارات الداخلية خاصةً بعد الانتخابات الإسرائيلية في نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، وبعد الانتخابات في تركيا في يونيو(حزيران) 2023، حيث يمكن أن تؤثر بطريقة ما على العلاقات بالسلب.

وتشير القناة إلى أن الأتراك يعلقون آمالهم على تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، عبر تل أبيب، لافتة إلى أن أزمة العلاقات بين واشنطن وأنقرة، عميقة.

الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي  

على صعيد أخريـجري المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الخميس، مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، على خلفية أزمة تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن خلال تواجده في مؤتمر صحفي برفقة المستشار الإلماني في برلين.

وأوضح المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني، في بيان له، أن شولتس اتفق على إجراء محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، لمناقشة تداعيات أزمة تصريحات الرئيس الفلسطيني، مشيرًا إلى أن المستشار الألماني عبر عن أسفه لأنه لم يتمكن من التدخل خلال مؤتمر الثلاثاء والرد على تصريح عباس بشكل مباشر.

اتهم عباس خلال زيارة لبرلين، إسرائيل بارتكاب 50 محرقة ردًا على سؤال حول الذكرى الخمسين المقبلة للهجوم على الفريق الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ.

من جانبه علق رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد على تصريحات أبو مازن، بحسب وسائل إعلام عبري، قائلا: اتهام الرئيس محمود عباس أبو مازن الذي يتواجد الآن في ألمانيا، لإسرائيل بارتكاب 50 محرقة، ليس عارا أخلاقيا فحسب، بل كذب وافتراء رهيب، التاريخ لن يغفر له أبدا.

وفي تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز، عن استيائه من تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرًا إلى أنها تقلل من أهمية المحرقة، موضحًا في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر اليوم الأربعاء: بالنسبة لنا نحن الألمان على وجه الخصوص، فإن أي إضفاء نسبي على خصوصية المحرقة أمر غير مقبول.

وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس (أرشيف)

من جهته قال وزير الأمن الإسرائيلي بيني جانتس، إن لقاءاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس “ضرورية من أجل التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية”.

وأوضح جانتس، حسب  موقع “i24” الإخباري، أنه طالب عباس بسحب كلامه أمام المستشار الألماني  في أعقاب اتهام إسرائيل بارتكاب “50 محرقة”، قائلاً: “كلام عباس كاذب. طالبته بسحبها وكان من الجيد أن يفعل”

وأضاف جانتس “أسمع انتقادات للقاءاتي ومحادثات المؤسسة الأمنية مع قيادة السلطة الفلسطينية، سأستمر في فعل كل ما هو ضروري للحفاظ على الاستقرار الأمني ، وضمان حرية عمل دولة إسرائيل، وقبل كل شيء حماية الحياة البشرية” مطالباً خصومه بتجنب “لعب السياسة بأمن إسرائيل”.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أرشيف)

فى حين ذكر السفير الإسرائيلي لدى برلين رون بروسور، إن “تصريحات أبو مازن أثارت غضباً واسعاً في ألمانيا ولا أظن أنه سيُدعى إلى هنا مرة أخرى في أي وقت”، وفق ما نقلت صحيفة “جيروزالم بوست” اليوم الخميس.

وقال بروسور، إن تصريحات عباس لقيت رداً موحداً من جميع الأحزاب السياسية في ألمانيا.

وأشار السفير الإسرائيلي إلى أن تصريحات عباس تسببت في صدمة في ألمانيا، خاصةً بعد رفض الاعتذار عن الهجوم على الفريق الأولمبي الإسرائيلي بميونخ في 1972، واتهامه إسرائيل بالفصل العنصري “ما يؤكد إنكار الرئيس الفلسطيني للهولوكوست” حسب تعبيره.

يُذكر أن عباس قال في مؤتمر صحافي مع بالمستشار الألماني، إن “إسرائيل ارتكبت منذ 1947 حتى اليوم 50 مجزرة في 50 موقعاً فلسطينياً” وأردف “50 مجزرة، 50 هولوكوست”.

مسلحون من سرايا القدس الذراع العسكرية للجهاد في غزة (أرشيف)

 من ناحية اخرى كشف أداء قيادات حماس دخول الحركة في سيناريوهات مماثلة لما فعلته خلال أكثر من مواجهة شهدها القطاع، وجنوحها إلى أصولها الإخوانية على حساب القضية الفلسطينية وغدرها بـ”المقاومة”، في أداء يحقق لإسرائيل كل أهدافها، الأمر الذي أكدته تصريحات رئيس وزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي شدد على أن الهجوم على الجهاد “حقق كل أهدافه”.

رغم التحالف الوثيق والتنسيق بينهما، فاجأت حماس المتابعين قبل الجهاد، بموقفها “المحايد” في الجولة الأخيرة من التصعيد الذي شهده قطاع غزة، بين حركة الجهاد وإسرائيل.

ورغم عبارات الدعم “المعنوي” والتأييد فاجأت حماس، التي تسيطر على القطاع، حليفها وشريكها الأبرز في غزة، وفي غرفة العمليات المشتركة، بحياد عسكري وسياسي مثير أثناء المواجهات العنيفة بين سرايا القدس، الذراع العسكري للجهاد، وإسرائيل، إذ اكتفت بالدعم المعنوي للسرايا، أبقت ترسانتها الصاروخية الأكبر والأكثر قوة خارج معادلة القتال، بعد أن أوضح الجيش الإسرائيلي منذ البداية أنه يركز على أهداف للجهاد ويرى محللون أن ذلك ما منع الصراع من التصاعد إلى مواجهة أكبر وأكثر خطورة، وأقرب إلى ما حدث خلال حرب الأيام11 في مايو(آيار) 2021.

حوافز
وحسب تقرير لـ”CNN” تعتقد الحكومة الإسرائيلية أيضاً أن الحوافز الاقتصادية التي أقرتها والمتمثلة في زيادة عدد التصاريح لسكان غزة للعبور إلى إسرائيل للعمل، نجحت في تشجيع حماس على غض الطرف عن الصراع، والتمسك بالتهدئة.  


ومن جهتها أكدت التصريحات من تل أبيب القائلة إن “حماس لا تزال عدواً وليست شريكاً، ولكن هناك تعاون ممكن معها” شكوك، أذرع الجهاد في غزة، في استعداد حليفها للتخلى عنها كما في النزاع الأخير فيما سقط قادتها أمام اختبار أمني كبير مع الجيش الإسرائيلي.

ورغم الحديث العلني لقادة حركتي الجهاد وحماس عن علاقة قوية بينهما والتنسيق الميداني والسياسي، إلا أن الحركة التي تعتبر أنها تقود “خط المقاومة”، تشعر بـ”غدر” الحركة التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك على خلفية تخليها عن الجهاد في القتال الأخير الذي عرفت باسم “الفجر الصادق” إعلامياً.

ومن جهتها قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ”i24news إن “حركة الجهاد أبلغت حماس بعد القتال الأخير، أنها خارج غرفة العمليات المشتركة”، لأنها مجرد “مزهرية” لا قيمة لها في وقت تفرض فيه حماس رأيها على المجموعات العسكرية الأخرى داخلها، وهي مجموعات صغيرة، وتحدد مصير أي جولة كما تريد.

وقدم الجهاز الأمني لسرايا القدس الذراع العسكري للجهاد تعميمات داخلية مسربة من حماس، لقيادته السياسية عن طريقة تعامل حماس مع الجولة الأخيرة من الصراع، وعملها على تشويه الجهاد وصورتها، وأخرى عن أسباب رفض حماس المشاركة في القتال، لإظهار تواضع حجم الجهاد، في القطاع، من جهة، وفشل القيادي زياد النخالة في قيادة الجولة دون دعم حماس.

مواجهة الأذرع
من جهته نشر موقع “Israel Hayom”  في 12 مايو(أيار) حديثاً مع إيلي كارمون، الخبير الأمني ​​الإسرائيلي، والباحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب ICT الإسرائيلي، إن تخلي حماس عن الوقوف إلى جانب الجهاد سيشق اصطفاف الفصائل وتماسكها، ويفتح الباب واسعاً أمام كثير من الارتباكات والمصادمات وربما المواجهة المسلحة بين الأذرع المسلحة المختلفة في القطاع.

وذكرت صحيفة “الوطن” السورية من جهتها أن أيام العدوان الإسرائيلي الثلاثة على قطاع غزة، كشفت تخلي حركة حماس عن خيار الرد على العدو الإسرائيلي، فاكتفت بالبيانات المنددة والسعي للتوصل إلى تهدئة بأي ثمن، دون إطلاق صاروخ واحد، ما عرض الجهاد لضربة موجعة بعد استهداف كبار قيادييها وربما كامل قيادييها من الصف الأول.

وحسب الصحيفة كشف أداء قيادات حماس دخول الحركة في سيناريوهات مماثلة لما فعلته خلال أكثر من مواجهة شهدها القطاع، وجنوحها إلى أصولها الإخوانية على حساب القضية الفلسطينية وغدرها بـ”المقاومة”، في أداء يحقق لإسرائيل كل أهدافها، الأمر الذي أكدته تصريحات رئيس وزراء الإسرائيلي يائير لابيد الذي شدد على أن الهجوم على الجهاد “حقق كل أهدافه”.

تصاعد النيران في غزة بعد هجوم إسرائيلي في التصعيد الأخير (أرشيف)

على صعيد الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا :كشف رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أنه خلال عملية الفجر الصادق في قطاع غزة، عمل سلاح الجو الإسرائيلي في “دولة ثالثة” على حد تعبيره.

وأوضح كوخافي، ظهر اليوم، أنه بالتزامن مع 55 ساعة من العمليات والاعتقالات في الضفة الغربية، نفذ هجوم في بلد ثالث، وتابع “إذا لم تكن هناك عملية، فهناك دفاع، هذه مهمة معقدة للغاية لا يجب أن نأخذها أمراً مسلماً به”.

وفسرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية حديث كوخافي، قائلة إنه يتضح أن الجيش الإسرائيلي عمل أثناء العملية في غزة والضفة الغربية في ساحة ثالثة، لافتة إلى أن الهجوم ربما كان في سوريا، وهذا أمر غير معتاد على غرار العمليات السابقة للجيش الإسرائيلي في غزة.

هجمات نُسبت إلى إسرائيل
وأشارت الصحيفة إلى ما نشرته وكالة رويترز في الأسبوع الماضي، التي تحدثت عن سلسلة من الهجمات المنسوبة إلى إسرائيل، يوم الأحد الماضي، وأن بعض الأهداف الإيرانية تعرض للقصف بالقرب من ميناء طرطوس السوري.

ووفق التقرير، استُهدفت مواقع في جنوب دمشق يُديرها حزب الله اللبناني، وأسفر الهجوم عن مقتل 3 جنود، وإصابة 3 آخرين، فضلاً عن إلحاق الضرر بالممتلكات.

وحسب التقرير، نفذ هجومان متزامنان في منطقة طرطوس، وقال ضابط سابق في الجيش السوري تحدث إلى رويترز، إن الهدف الإيراني الذي استهدف كان في قرية أبو عفصة، في سوريا بالقرب من ميناء طرطوس، مشيراً إلى أن منظومة الدفاع الجوي ومحطة رادار تعرضت لهجوم في تلك المنطقة.

عناصر إيرانية في قاعدة سورية
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الهجمات الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع عسكرية للجيش السوري تضم عناصر من إيران، وكان من بين الأهداف قاعدة لسلاح الجو السوري،

ومستودعات لحزب الله.

ونشرت قناة العربي الإخبارية، أن تل أبيب هاجمت ضابطاً إيرانياً وضابطاً سورياً أشرفا على نقل صواريخ لحزب الله، ونقلت “أحرونوت” عن وسائل إعلام دولية أخرى، أن الهجوم على طرطوس كان غير مألوف مقارنة مع مئات الهجمات الأخرى المنسوبة لإسرائيل في السنوات الماضية بسوريا.

التصعيد في غزة
وشن الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين عملية عسكرية في قطاع غزة، حيث قصف طيرانه  أهداف لحركة الجهاد، فضلاً عن اغتيال قادة بارزين في الحركة من سرايا القدس، الجناح العسكري للجهاد، الأمر الذي تبعه رد من الحركة التي أطلقت عشرات الصواريخ على إسرائيل لينتهي التصعيد بعد جهود مصرية، وقتال 3 أيام سقط خلاله عشرات الضحايا. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!