أخبار عربية ودوليةعاجل

مفردات جديدة في خطاب البغدادي الأخير

دعوة "أهل السنة" للانضمام إلى الصفوف والذهاب بسهولة على أوجه القصور الدينية للناس

مفردات جديدة في خطاب البغدادي الأخير

دعوة "أهل السنة" للانضمام إلى الصفوف والذهاب بسهولة على أوجه القصور الدينية للناس.
دعوة “أهل السنة” للانضمام إلى الصفوف والذهاب بسهولة على أوجه القصور الدينية للناس.

كتب : وراء الاحداث

في تحول عن أيديولوجية تنظيم داعش الإرهابي المعتادة التي لم تقبل التوبة من السجناء أو أي شخص يشتبه في أنه يعمل ضد الجماعة، دعا زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في خطاب له أمس الإثنين إلى التغيير في الموقف و”قبول توبة” أولئك الذين أخطأوا.

وكما أعلن عن تغييرات في أساليب تجنيد الجماعة، داعياً إلى “التعامل مع جميع عباد الله بالعلم والحقيقة والإحسان والإنصاف”، على حد تعبيره، وفقاً لشبكة “رووداو” الإعلامية.

بعد خطابه المتشدد في أبريل الماضي، رجع البغدادي للظهور مجدداً في تسجيل صوتي نُشر على قنوات “برقية داعش”، متخذاً لهجة أكثر تساهلاً في ما يبدو أنه محاولة لتوسيع المجمع الذي من خلاله المقاتلون للجماعة يتم تجنيدهم.

وبعنوان “قل لهم: العمل”، تعهد زعيم داعش بأن جماعته ستثابر، وقال “مهما طال الوقت، ورغم تعقد الأمور وبغض النظر عن الأسباب، لا يوجد عذر للفشل أو السلبية، أو للالتباس أو الشكوك”.

وقد أُعلن هزيمة تنظيم داعش في نهاية عام 2017 في العراق، وفي مارس 2019 في سوريا، بيد أن الجماعة ظلت نشطة وعادت إلى أساليب الضرب والجري والاحتماء في مواقع نائية في جميع أنحاء البلدين.

وادعى البغدادي أن الجماعة المسلحة تنشط في أماكن أخرى في الشرق الأوسط غير العراق وسوريا، وفي شمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وتتنافس مع أعدائها بطريقة “واثقة وصلبة”.

وكما تحدث عن “غارات” يقول إنها الأولى في تاريخ الجهاد، في تفاصيل جديدة عن طبيعة العمليات الأخيرة التي قام بها التنظيم.

وذكر أنه في عملية استمرت 4 أيام تحت عنوان “انتقام أهل الشام”، قام التنظيم بـ 92 عملية في 80 موقعاً مختلفاً، ولم يحدد تاريخ بدء العملية، كما أشار إلى أن 61 عملية “مداهمة استنزاف” وقعت في 11 دولة على مدى 3 أيام.

وعلى الرغم من التحدي والتأكيد على استمرار القتال، تحدث البغدادي عن سلسلة من المواضيع أو الأسئلة التي تدل على تحول كبير في طريقة سلوك التنظيم.

واعترف بأن الجماعة تفتقر إلى الحجم، قائلاً “نحن نقاتل مع أعدائنا ونهزمهم بخطاياهم، وإلا ليس لدينا القدرة على مطابقتها لأن عددنا لا يملك الكثير منهم، كما أننا لسنا أقوياء مثلهم”.

واختلف خطابه الذي صدر أمس عن اللهجة المظفرة في آخر ظهور مرئي، حيث شوهد وهو يشيد بقوة وتماسك الجهاديين، ويبدو أن هذه التنازلات تهدف إلى جذب مجموعة جديدة من المجندين وإحلال السلام مع الطائفة العربية السنية، التي تسيطر الجماعة على أراضيها.

وكان أحد المواضيع التي تحدث عنها زعيم تنظيم داعش، هو دعوة “أهل السنة” للانضمام إلى الصفوف والذهاب بسهولة على أوجه القصور الدينية للناس.

ولوحظ استخدامه للهجة المغفرة التي لم يسبق لها مثيل، تمثلت في دعوته لتسليم الجماعة الوحشي للأشخاص المشتبه في ارتكابهم تجاوزات دينية، ومن غير الواضح ما إذا كان البغدادي يشير أيضاً إلى المسلمين الشيعة، لأن ذكر السنة قد يشير حصراً إلى العرب السنة.

ومن جهته، أشار خبير في الإرهاب العراقي إلى تحول الجماعة في موقفها بعد نشر الفيديو الخطابي لزعيمها.

وقال “أعلن البغدادي عن بدء مرحلة جديدة بعد إعلان الهزيمة، وهي مرحلة ذات 4 مهام: التوفيق مع البيئة التي هزموا فيها، والتجنيد بعد التأكد من توبة المجندين، واستمرار الغارات الموحدة، وعمليات اقتحام السجون”.

ويأتي خطاب البغدادي في وقت تواصل فيه الحكومة العراقية تطهير البلاد من بقايا فلول التنظيم، حيث أعلنت أمس عن بدء المرحلة الخامسة من عملية “إرادة النصر”، مركزة هذه المرة على الأنبار والحدود العراقية السعودية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!