مؤتمر ميونخ الأمني يحشد الدعم لأوكرانيا..وروسيا تتقدم في باخموت وماكرون: “نحن جاهزون لنزاع طويل الأمد” في أوكرانيا و”الوقت ليس للحوار” مع روسيا

كتب : وكالات الانباء 

يركز المجتمعون في مؤتمر ميونخ الأمني على تحشيد الدعم العسكري لصالح أوكرانيا، في وقت تخوض فيه روسيا معارك ضارية في باخموت، معلنة اليوم السيطرة على مناطق جديدة في المدينة الواقعة في شرقي البلاد، بالإضافة إلى تعزيز جسور التعاون بين موسكو ومينسك لتقوية التحالف بين البلدين أمام الدعم الغربي الهائل لكييف.

“لا وقت للحوار”

واليوم الجمعة، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس الحلفاء الغربيين إلى الانضمام إلى ألمانيا في إمداد أوكرانيا بالدبابات القتالية. وقال شولتس في مؤتمر ميونخ للأمن، إن هذا شرط أساسي للتمكن من مواصلة المساعدة في التسلح. وحث شولتس الحلفاء قائلاً: “هذا يعني أن كل من يمكنه تزويد (أوكرانيا) بدبابات القتال هذه فليفعل هذا بصورة فعلية”. وعرض شولتس على الشركاء دور القيادة الألمانية لهذا المشروع.

وتسلم ألمانيا 14 دبابة من طراز “ليوبارد 2″، وفي عملية بطيئة بشكل غير متوقع، لا تزال تبحث عن شركاء لتجهيز كتيبة أوكرانية بـ 31 ديابة ليوبارد. وتعد بولندا هي المورد الرئيسي لكتيبة أخرى للدبابات من طراز “ليوبارد 2 إيه فور” الأقدم من “ليوبارد 2” الحديثة.

وفي تجاوب سريع مع مناشدة شولتس، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مشاركته في ميونيخ بتكثيف الدعم العسكري الذي تطالب به أوكرانيا بشدة حتى تتمكن من صد الغزو الروسي، معتبراً أن  الوقت الآن “ليس للحوار”. 

بعد نحو عام من بدء الحرب وعشرات الآلاف من الضحايا على الجانبين، لا تلوح في الأفق بوادر تهدئة على جبهات القتال المحتدم خصوصاً في باخموت، وتبدو فرص التوصل لحل دبلوماسي شبه منعدمة.
وقال ماكرون، “يجب بالتأكيد أن نكثف دعمنا وجهودنا لدعم صمود الأوكرانيين شعباً وجيشاً وتمكينهم من شن هجوم مضاد سيتيح وحده مفاوضات ذات صدقية بشروط تختارها أوكرانيا وسلطاتها وشعبها”.
واعتبر الرئيس الفرنسي، أن “الوقت اليوم ليس للحوار”، بعدما حاول لفترة طويلة الحفاظ على قنوات تواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما عرضه أحياناً لانتقادات شديدة من دول أوروبية، ومن أوكرانيا نفسها.

“معركة داوود ضد جالوت”

ويسعى الرئيس الأوكراني بدوره، لتكثيف الدعم الغربي لبلاده من خلال محادثات ولقاءات مستمرة مع مسؤولين غربيين، وقال اليوم الجمعة، مشبهاً الحرب في أوكرانيا بمعركة داوود ضد جالوت من أجل الحرية، إن روسيا تنشر الدمار وتخطط “لخنق” مولدوفا جارة أوكرانيا بينما يتباطأ قادة الغرب في اتخاذ القرارات الرئيسية. 
وقال زيلينسكي، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر عن بعد، إن من “الواضح” أن نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صار يتجه صوب الدول الأخرى السابقة بالاتحاد السوفييتي. 

وقال زيلينسكي، “لم يهزم داوود جالوت بقوة الحوار، ولكن بقوة الأفعال”، مشيراً إلى قصة النبي داوود وجالوت من الإنجيل.
وأضاف ،”لطالما كان التأخير وما يزال خطأ… لا بد أن يخسر جالوت” ليكون العالم آمناً.

بوتين يلتقي لوكاشينكو

وفي ظل الدعم الغربي القوي لكييف، تسعى روسيا لتعزيز مكانتها بين حلفائها في المنطقة، خاصة في بيلاروسيا المجاورة. والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، في موسكو اليوم لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في القضايا الاقتصادية والأمنية.

ووفقاً لتقارير وكالة الأنباء الروسية، شدد لوكاشينكو على التعاون التكنولوجي بين الدولتين المتجاورتين المتحالفتين معاً، والمعزولتين دولياً، وزعم لوكاشينكو أن هذا التعاون يفشل أثر العقوبات المفروضة على روسيا بعد هجومها على أوكرانيا.
وقال لوكاشينكو في الاجتماع الذي عقد في مقر إقامة بوتين في نوفو-أوجاريوفو، إن دول الغرب لم تتمكن من سرقة إمكانات روسيا وبيلاروسيا في تكنولوجيا الحاسب الآلي، فبيلاروسيا تنتج بالفعل حوالي 1000 مكون للطائرات الروسية المدنية “إم إس 21” ، “وسوخوي سوبرجيت”.

وقال لوكاشينكو، إن بلاده قادرة أيضاً، ببعض المساعدة الروسية، على إنتاج طائرات هجوم بري. تستخدم هذه الطائرات لدعم وحدات المشاة ويمكنها مهاجمة أهداف العدو على الأرض. وقال بوتين، إن لوكاشينكو حافظ على الإرث الصناعي للاتحاد السوفيتي في بيلاروسيا، ويمكن بناء تعاون جديد على هذا الأساس.  ويجعل لوكاشينكو من بلاده منطقة زحف إضافية للقوات الروسية التي تشن اعتداءات على أوكرانيا.

باخموت تتهاوى

وفي الوقت الذي يشتد فيه القتال في باخموت بشرقي أوكرانيا، أكد قائد مجموعة فاغنر الروسية الجمعة، أن قواته سيطرت على بلدة باراسكوفييفكا الأوكرانية الواقعة شمال المدينة التي تشهد أطول معركة في منطقة دونباس منذ عام. 
وقال يفغيني بريغوجين وفق ما نقل مكتبه الإعلامي، “رغم الحؤول دون وصول الذخيرة، ورغم الخسائر الفادحة والمعارك الدامية، سيطر رجالنا على بلدة باراسكوفييفكا بشكل كامل”. 

ومنذ أكثر من 6 أشهر، تحاول مجموعة فاغنر والجيش الروسي السيطرة على باخموت وهي مدينة ذات أهمية استراتيجية محدودة لكنها اكتسبت أهمية رمزية كبيرة بسبب طول مدة المعارك حولها.

ويبدو أن إشارة بريغوجين الجمعة إلى عدم وصول الذخيرة هي انتقاد علني لوزارة الدفاع الروسية التي يتهمها بممارسة “بيروقراطية عسكرية رهيبة” كاشفاً علناً خلافاته مع المسؤولين العسكريين الروس. والإثنين، أعلنت مجموعة فاغنر أنها سيطرت على بلدة كراسنا هورا الصغيرة الواقعة قرب باراسكوفييفكا.

ماكرون في مؤتمر ميونيخ للأمن: “نحن جاهزون لنزاع طويل الأمد” في أوكرانيا و”الوقت ليس للحوار” مع روسيا

من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة في ميونيخ أن الدول الغربية جاهزة “لنزاع طويل الأمد” في أوكرانيا، التي تواجه هجوما عسكريا روسيا يشارف على عامه الأول، مضيفا أن “الوقت ليس للحوار” مع موسكو. من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لا بديل عن انتصار أوكرانيا”، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يحاول كسب الوقت في عدوانه”.

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن “إننا جاهزون لنزاع طويل الأمد” في اوكرانيا، مؤكدا إن “الوقت ليس للحوار” مع روسيا.

وقال ماكرون: “نحن جاهزون لنزاع طويل الأمد. أقول ذلك ولا أتمنى هذا الأمر. وإذا كنا لا نتمنى ذلك، فعلينا أن نكون جميعا صادقين في قدرتنا على الاستمرار في هذا الجهد”.

كما وجه نداء إلى الأوروبيين بهدف “معاودة الاستثمار في شكل كبير” في مجال الدفاع لمواجهة “التحديات” التي تخوضها القارة. وقال: “النداء الأول هو نداء لمعاودة الاستثمار في شكل كبير في مجالنا الدفاعي إذا كنا، نحن الأوروبيين، نريد السلام”.

ويشارك الرئيس الفرنسي مع المستشار الألماني أولاف شولتس ونائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس إلى جانب العديد من كبار المسؤولين في مؤتمر ميونيخ للأمن، وهو تجمع عالمي سنوي كبير يركز على الدفاع والدبلوماسية.

وعقد مؤتمر العام الماضي قبل أيام فقط من اندلاع الحرب. وبينما احتشدت القوات الروسية على حدود أوكرانيا، حث القادة الغربيون في ميونيخ الرئيس فلاديمير بوتين على عدم مهاجمتها، وحذروا من عواقب وخيمة إذا فعل ذلك.

وهذا العام، سيواجه القادة العواقب الوخيمة لقرار بوتين تجاهل مناشداتهم وإطلاق العنان للحرب التي أودت بحياة الآلاف وأجبرت الملايين على الفرار، والتي تعد كذلك الأكثر تدميرا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديميرزيلينسكي في مداخلة عبر الفيديو أمام المؤتمر: “نحتاج إلى السرعة. سرعة في إبرام اتفاقاتنا، سرعة في الإمدادات لتعزيز معركتنا، سرعة في القرارات للحد من القدرة الروسية. لا بديل عن السرعة لأنه عليها تعتمد الحياة”. وأضاف “لا بديل عن انتصار أوكرانيا. لا بديل عن أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي. لا بديل عن أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي”.

ورأى زيلينسكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يحاول كسب الوقت في عدوانه”، و”المراهنة على تعب الأطراف”. وقال: “من الواضح أن أوكرانيا لن تكون محطته الأخيرة. سيواصل (هجومه) في اتجاه دول أخرى في الكتلة السوفياتية السابقة”.

على صعيد اخر تعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI في نيويورك لهجوم الكتروني غامض، وسط تحذيرات من هجمات القرصنة الالكترونية المتزايدة بعد زيادة التوترات الغربية مع روسيا والصين وفقا لشبكة سي ان ان.

قال عدد من المسؤولون أن مكتب نيويورك يعمل على احتواء ما وصفه بالحادث السيبراني الضار الذي طال أجزاء من شبكة الكمبيوتر خلال الأيام الماضية.

وقالت الوكالة في بيان عبر البريد الإلكتروني لرويترز “مكتب التحقيقات الفدرالى على علم بالحادث ويعمل للحصول على معلومات إضافية”، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقالت شبكة سي إن إن ، التي أبلغت عن الحادث لأول مرة نقلاً عن أشخاص أطلعوا على الأمر ، إن مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي يعتقدون أن الأمر يتعلق بأجهزة كمبيوتر في مكتبها في نيويورك تم استخدامها للتحقيق في الاستغلال الجنسي للأطفال.

ومن جانبه، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه على علم بالحادث، ويعمل للحصول على معلومات إضافية كما شدد في بيان على أن الحادث منفرد وقد تم احتواؤه، مضيفاً أن التحقيقات مستمرة لمعرفة التفاصيل.

هذه ليست المرة الاولي التي يتعرض فيها الـ FBI لهجوم ، يذكر أن المكتب نفسه شهد في نوفمبر الماضي ، حادثة قرصنة أيضا، حيث استخدم طرف ما عنوان بريد إلكتروني يستخدمه مكتب التحقيقات للتواصل مع سلطات إنفاذ القانون الحكومية والمحلية في الولايات المتحدة، من أجل إرسال رسائل إلكترونية مزيفة إلى آلاف المنظمات، تفيد بوجود تهديد إلكتروني مزعوم.

وقال السلطات حينها ان الحادث كان بسبب ثغرة برمجية، دون أن يعلن حتى الآن عن المشتبه به

قُتل عشرات المدنيين في ريف حمص الشرقي (وسط سوريا) الجمعة في هجوم لتنظيم ” داعش الارهابى”، حسب ما أعلن التلفزيون الرسمي والمصرد السوري لحقوق الإنسان.

وفيما تحدث المرصد عن سقوط “36 مواطنا من أبناء منطقة السخنة أثناء جمعهم الكمأة في منطقة الضبيات بريف السخنة الجنوبي في بادية حمص”، قال التلفزيون السوري إن 53 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم.

وقال التلفزيون: “53 شخصا كانوا يجمعون الكمأة قتلوا في هجوم لإرهابيي ’ تنظيم داعش الارهابى‘  جنوب شرق مدينة السخنة بشرق محافظة حمص”. 

وكثف التنظيم الإرهابي في الأشهر الأخيرة هجماته الدامية على الرغم من خسارته معاقله في سوريا والضربات التي تعرض لها من التحالف الدولي ضد الجهاديين بقيادة الولايات المتحدة. وقد خطف 19 شخصا على الأقل في نيسان/أبريل 2019 معظمهم مدنيون في محافظة بوسط سوريا فيما كانوا يجمعون الكمأة.