عيدك يامصر 6 اكتوبر1973 عبور القوات المصرية قناة السويس واقتحام خط بارليف المنيع ورفعنا علم مصر والقضاء على اسطورة الجيش الذى لايقهر فى 6 ساعات
حرب اكتوبر 73 تتوارثها الاجيال ... حرب اكتوبر حرب من أجل السلام ... مهدت لعقد اتفاقية كامب ديفيد للسلام فى سبتمبر1978
عيدك يامصر 6 اكتوبر1973 عبور القوات المصرية قناة السويس واقتحام خط بارليف المنيع ورفعنا علم مصر والقضاء على اسطورة الجيش الذى لايقهر فى 6 ساعات
كتبت : منا احمد
قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات فى مجلس الشعب ليعلن امام الشعب المصرى والعالم تفاصيل نصر 6 اكتوبر العظيم 1973 من هنا، وباسم هذا الشعب، وباسم هذه الأُمّة نؤكد ثقتنا المُطلقة في قوّاتنا المُسلّحة ثقتنا في قيادتها التي خططت، وثقتنا في ضُبّاطها وجنودها الّذين نفذوا بالنار، والدم، ثقتنا في إيمان هذه القوّات المُسلّحة، وثقتنا في عِلمها، ثقتنا في سلاح هذه القوّات المُسلّحة، وثقتنا في قدرتها على استيعاب هذا السلاح … أن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن، ويأمن بعد خوف، أنه قد أصبح له درع وسيف .
كنت أعرف جوهر قوّاتنا المسلّحة، ولم يكن حديثي عنها رجمًا بالغيب، ولا تكهّّنًا لقد خرجت من صفوف هذه القوّات المسلّحة، وعشت بنفسي تقاليدها، وتشرّفت بالخدمة في صفوفها، وتحت ألويتها.
إن سجل القوات المسلحة المصريةكان باهرًا، ولكن أعدائنا؛ الاستعمار القديم، والجديد، والصهيونية العالمية، ركّزت ضد هذا السجل تركيزًا مخيفًا، لأنها أرادت أن تشكك الأُمّة في درعها، وفي سيفها.
أن القوّات المُسلّحة المصريّة قامت بمعجزة على أي مقياس عسكري، لقد أعطت نفسها بالكامل لواجبها، استوعبت العصر كلّه؛ تدريبًا، وسلاحًا، بل وعِلمًا، واقتدارًا، وحين أصدرت لها الأمر أن ترد على استفزاز العدو، وأن تكبح جماح غروره، فأنها أثبتت نفسها … إن هذه القوّات أخذت في يدها، بعد صدور الأمر لها، زمام المبادرة، وحققت مفاجأة العدو، وأفقدته توازنه بحركتها السريعة، ولست أتجاوز إذا قُلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقّف طويلًا؛ بالفحص، والدرس، أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة 73 حين تمكّنت القوّات المُسلّحة المصريّة من اقتحام مانع قناة السويس الصعب، واجتياح خط بار ليڤ المنيع، وإقامة رؤوس جسور لها على الضفة الشرقيّة من القناة، بعد أن أفقدت العدو توازنه، كما قُلت، في ست ساعات.
ساعة الصفر لانطلاق حرب اكتوبر 1973:-
في مثل هذا اليوم من 47 عام السادس من اكتوبر 1973 نجحت قواتنا المسلحة من عبور قناة السويس واختراق خط بارليف في 81 مكان مختلف وتم إزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب عن طريق استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال، وتم الاستيلاء على أغلب نقاطه الحصينة بخسائر محدودة ومن ال 441 عسكري إسرائيلي قتل 126 وأسر 161
وقامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ ضربة جوية بأكثر من مائتي طائرة مقاتلة عبرت القناة في الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض، واستهدفت محطات التشويش والرادار وبطاريات الدفاع الجوى وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومخازن الذخيرة، وحققت الضربة نجاحا بلغت نسبته 95% في الوقت الذي نجح فيه سلاح المهندسين بفتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع وتوغلت القوات المصرية شرق قناة السويس.
حرب اكتوبر المجيدة بطولات وحكايات تتوارثها الاجيال :-
اعتمدت خطة الحرب علي خداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، حيث دمرت القوات السورية في نفس التوقيت التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، فكانت المفاجأة صاعقة وحقق الجيشان الأهداف الإستراتيجية المرجوة وتوغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان، ودارت بها اشهر معارك الدبابات التي كبدت العدو خسائر فادحة.
جاءت حرب اكتوبر في أعقاب حرب الاستنزاف واقتراح أمريكا تسوية سلمية عرفت بمبادرة روجرز في ثلاث خطط، وأعلنت مصر موافقتها على الثانية لكسب الوقت لتجهيز الجيش واستكمال حائط الصواريخ، وفى 28 سبتمبر 1980 توفى الرئيس عبدالناصر وتولي السادات خلفا له.
وفى فبراير 1971 قدم السادات لمبعوث الأمم المتحدة جونار يارينج -حسب خطة روجرز الثانية- شروطه للوصول إلى تسوية سلمية، وأهمها انسحاب إسرائيل إلى حدود 4 يونيو 1967 ورفضت إسرائيل الشروط وتجمدت المفاوضات، وفى 1973 اخذ الرئيسان السادات وحافظ الأسد على قرار الحرب، وكانت المفاجأة صاعقة للإسرائيليين.
فى الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر الذي يوافق عيد الغفران اليهودي، هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء. وقد نجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، كما قامت القوات المصرية بمنع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في سيناء المصرية ، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر،
دور الجنــــــــدى المصرى المقاتل العظيم فى حرب اكتوبر 73 :–
فقد كان للجندى المصرى المقاتل العظيم دور كبير فى حرب اكتوبر 73حشدت مصر خيرة زهرة شبابها الغالى والنفيس من ابناء القوات المسلحة البواسل في القوات البرية والجوية والبحرية. وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية من 5 فرق مشاة و3 فرق مشاة آلية وفرقتين مدرعتين إضافة إلى لواءان مدرعان مستقلان و4 ألوية مشاة مستقلة و3 ألوية مظليين .
وكانت خطة الهجوم المصرية تعتمد على دفع 5 فرق مشاة لاقتحام خط بارليف في 5 نقاط مختلفة واحتلال رؤس كبارى بعمق من 10-12 كم وهي المسافة المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوي في حين تبقى فرقتان مدرعتان وفرقتان ميكانيكيتان غرب القناة كاحتياطي تعبوي فيما تبقى باقى القوات في القاهرة بتصرف القيادة العامة كاحتياطي استراتيجي.
خطـــة الدفاعـات الاسرائيلية :-
على الجانب الاخر توجد الدفاعات الإسرائيلية (خط بارليف) أنفق الإسرائيليون 300 مليون دولار لإنشاء سلسلة من الحصون والطرق والمنشآت الخلفية أطلق عليها اسم خط بارليف ولقد امتدت هذه الدفاعات أكثر من 160 كم على طول الشاطئ الشرقي للقناة من بور فؤاد شمالا إلى رأس مسلة على خليج السويس، وبعمق 30-35 كم شرقاً. وغطت هذه الدفاعات مسطحا قدره حوالي 5,000 كم² واحتوت على نظام من الملاجئ المحصنة والموانع القوية وحقول الألغام المضادة للأفراد والدبابات. وتكونت المنطقة المحصنة من عدة خطوط مزودة بمناطق إدارية وتجمعات قوات مدرعة ومواقع مدفعية، وصواريخ هوك مضادة للطائرات، ومدفعية مضادة للطائرات، وخطوط أنابيب مياه، وشبكة طرق طولها 750 كم. وتمركزت مناطق تجمع المدرعات على مسافات من 5 – 30 كم شرق القناة. كما جهز 240 موقع للمدفعية بعيدة ومتوسطة المدى.
وطبقاً لما قاله موشيه دايان كانت القناة في حد ذاتها، واحدة من أحسن الخنادق المضادة للدبابات المتاحة وفوق الجوانب المقواة للقناة، أنشأ الإسرائيليون ساتراً ترابياً ضخماً امتد على طول مواجهة الضفة الشرقية للقناة بدءاً من جنوب القنطرة. وكان ارتفاع هذا الساتر يراوح بين 10 م، 25 م، واستخدم كوسيلة لإخفاء التحركات الإسرائيلية، وصُمّم ليمنع العبور بالمركبات البرمائية بفضل ميله الحاد.
الضـــربــــــة الجـــــــوية المصرية فى حرب اكتوبر 73 نحجت بنسبة 95% : –
الضربة الجوية في تمام الساعة الثانية ظهرا من يوم 6 أكتوبر 1973 نفذت القوات الجوية المصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس. وتشكلت القوة من 200 طائرة عبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض للغاية. وقد استهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. وكان مقررا أن تقوم الطائرات المصرية بضربة ثانية بعد تنفيذ الضربة الأولى إلا أن القيادة المصرية قررت إلغاء الضربة الثانية بعد النجاح الذي حققته الضربة الأولى. وإجمالي ما خسرته الطائرات المصرية في الضربة هو 5 طائرات .
وعقب نجاح الضربة الجوية فى تحقيق اهدافها حدث زلزال لحظة العبور العظيم الخالدة عبر القناة 8,000 من الجنود المصريين البواسل ثم توالت موجات العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60,000 جندي كما يقول الخبراء العسكريين شهود العيان منما حضرو حرب اكتوبر المجيد
في ذات الوقت الذي كان فيه سلاح المهندسين المصري يفتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياة شديدة الدفع. في إسرائيل دوت صافرات الإنذار في الساعة الثانية لتعلن حالة الطوارئ واستأنف الراديو الإسرائيلي الإرسال رغم العيد. وبدأ عملية تعبئة قوات الاحتياط لدفعها للجبهة. انجزت القوات المصرية في صباح يوم الأحد 7 أكتوبر عبورها لقناة السويس وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعي للابد تحت اقدام الجندى المصرى المقاتل العظيم خير اجناد الارض
في نهاية الحرب فانتعش الجيش الإسرائيلي بعد قامت الولايات المتحدة الامريكية بفتح مخازنها العسكرية لتزويد الجيش الاسرائيلى ومساعدتة لدرجة وصول الطائرة بالطيار مسرح العمليات فى ذلك الوقت فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ولكنه فشل فشلا ذرعيا في تحقيق اي مكاسب استراتيجية سواء بالسيطرة علي مدينة السويس اوالحاق اى خسائر بالجيش الثالثكل مافعله حصار 15 يوما حتى كسر الجيش الثالث هذا الحصار … فقد عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة
في 19 أكتوبر طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونجرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل .
ووقفت البلدان العربية صفا واحدا وقرر وزراء النفط العرب استخدام سلاح النفط لدعم الجبهة العربية، وأعلنوا الحظرعلى الصادرات النفطية لأمريكا والدول الداعمة لإسرائيل مما خلق أزمة طاقة في الولايات المتحدة الأمريكية .
ووافق الطرفان فقد انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
نتـــــائــــــح حــــرب اكـــوبر1973 : –
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977م وزيارته للقدس. وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.