أخبار مصرعاجل

المفتي: الشماتة في الموتى والمصابين خلق مذموم على خلاف سنة رسول الله

المفتي: أطلقنا مبادرة تدريب 1000 مأذون على التحقيق في أسباب الطلاق

المفتي: الشماتة في الموتى والمصابين خلق مذموم على خلاف سنة رسول الله

المفتي: الشماتة في الموتى والمصابين خلق مذموم على خلاف سنة رسول الله
المفتي: الشماتة في الموتى والمصابين خلق مذموم على خلاف سنة رسول الله

كتبت : سلوى صالح

قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: “إن الشماتة وتمني العذاب لمن مات، ليس من خلق الأسوياء، بل هو خلق مذموم على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصًا على نجاة جميع الناس من النار”.

وأضاف مفتي الجمهورية – في تصريحات الليلة تعليقًا على قيام البعض بإظهار الشماتة على بعض المشاهير من الإعلاميين والفنانين والسياسيين – أن الموت مصيبة كما قال الله عز وجل (فأصابتكم مصيبة الموت) [المائدة: 106] وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ لا الفرح والسرور; فالشماتة والفرح بما ينزل بالغير من المصائب والابتلاءات التي تقع للغير ومنها الحوادث والموت; من الأخلاق الذميمة والصفات القبيحة التي ينبغي للمسلم ألا يتصف بها; كما أنها تتنافى مع المودة والرحمة التي يفترض وجودهما بين المسلمين; فإن من أخلاقهم أن يتألم بعضهم لبعض، ويفرح بعضهم لفرح البعض الآخر.

وشدد مفتي الجمهورية على أن الشماتة ليست خلقًا إنسانيًا ولا دينيًا. والشامت بالموت سيموت كما مات غيره; فالعاقل هو الذي لا يشمت بما ينزل بغيره من المصائب; لأن سنة الله الجارية في خلقه أن الأيام تدور، فلا يدوم لأحد حزن ولا يستمر لأحد سرور، لافتًا النظر إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا إلى طي صفحة الخلاف في الرؤى والعقائد وخاصة عند موت المخالف، فقد مرت بالنبي صلى الله عليه وسلم جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال: “أليست نفسًا” متفق عليه.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الشماتة والتشفي في المصاب الذي يصيب الإنسان أيًا كان أمر مخالف للأخلاق النبوية الشريفة والفطرة الإنسانية السليمة، وكذلك التعليق على مصائر العباد الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ليس من صفات المؤمنين، ولا من سمات ذوي الأخلاق الكريمة.

وأردف: والموت ليس مناسبة ولا فرصة للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تسعفك مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له; فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر في ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تعين نفسك خازنًا على الجنة أو النار; فرحمة الله عز وجل وسعت كل شيء، مؤكدًا أن الشماتة في الموتى والمصابين المخالفين في الرؤى والفكر والعقيدة لا يساندها أي نص شرعي، وهي سلوك خارج عن نطاق الشهامة المصرية، بل هي فكر وافد على المجتمع، والدين منه بريء.

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: إن دار الإفتاء المصرية تضع خطط عمل وكشف حساب في نهاية كل عام، موضحًا أن الدار تستقبل يوميًّا ما يتراوح بين 3500 و4000 فتوى، فضلًا عن استقبال الدار فتاوى من الخارج يجاب عنها بلغات عدة، فضلًا عن ترجمة أكثر من 1000 فتوى مؤصلة، مشيرًا إلى أن منهجية دار الإفتاء تراعي السياق المجتمعي والقوانين في تلك الدول وقت إصدار الفتاوى من أجل تحقيق الاستقرار المجتمعي ومساعدة المسلمين في هذه الدول على الاندماج الإيجابي والتفاعل مع مجتمعاتهم.

وأضاف مفتي الجمهورية خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة، أن دار الإفتاء المصرية بادرت إلى إطلاق تطبيق الفتوى الإلكترونية «فتوى برو» وهو تطبيق مقدَّم للمسلم في الغرب مشتملًا على عدد من اللغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية، بهدف تقديم كافة الفتاوى التي تهم المسلم وتجيب عن تساؤلاته داخل المجتمعات الإسلامية، وكذلك تقديم الإرشاد الديني لهؤلاء المسلمين لضمان حفاظهم على هويتهم الإسلامية والحيلولة دون وقوعهم في براثن الفكر المتطرف وجماعاته الإرهابية.

وعن المبادرات الناجحة للدار قال مفتي الجمهورية: إن دار الإفتاء المصرية أطلقت خلال عام 2021، أول مبادرة لتدريب المأذونين على التحقيق في أسباب الطلاق بالتعاون مع وزارة العدل، حيث أدركت الدار أن مسألة الطلاق مشكلة كبيرة تحتاج إلى عناية خاصة من كافة الجهات، من مؤسسات دينية ومراكز الأبحاث الاجتماعية وعلماء الاجتماع والنفس وكافة الجهات المعنية؛ وذلك لبحث أسباب الطلاق وطرق علاج هذه الظاهرة بأسلوب احترافي عن طريق تدريب وتعليم المأذونين على الأحكام الفقهية الخاصة بالطلاق.

وأردف: وقد استهدف البرنامج الذي تم بالتعاون والتنسيق مع وزارة العدل تدريب أكثر من ١٠٠٠ مأذون من مختلف محافظات الجمهورية، على كيفية التعامل مع الزوج والزوجة الراغبين في الطلاق الموثق، وذلك بعد ارتفاع نسب الطلاق.

هذا وإن للبرنامج أهدافًا عديدة، من أهمها تنمية مهارات المأذونين في التحقيق مع المطلِّق وفي تحديد عدد الطلقات قبل إثباته في الوثيقة الرسمية، وكذلك ضمان توثيق الطلاق في القصد الصحيح للزوجين.

وعن مواجهة الإلحاد قال المفتي: أنشأنا وحدة حوار وهي وحدة مختصة بمواجهة الأفكار الإلحادية والرد على الشبهات المتعلقة بالعقيدة والإلحاد المعاصر، فتستقبل الوحدة أصحاب الشبهات ويتم التحاور معهم والرد على تساؤلاتهم وشبهاتهم في سرية تامة دون زجر أو تعنيف؛ فمنهم طائفة تعاني من مشاكل نفسية فننصحهم باللجوء لطبيب أو معالج نفسي متخصص، ومنهم طائفة عندها شبهات طفيفة وأغلبهم يقتنعون بعد معرفة الرد على شبهاتهم، وهناك طائفة أخرى مطلعة على شبهات دقيقة أغلبها تقوم على دراسات نوعية متعمقة فنستعين بالمتخصصين كل في مجاله للرد على شبهاتهم.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الهدف العام والأساسي لدار الإفتاء المصرية هو الحفاظ على الأسر واستقرار المجتمعات، فالاشتباك مع الفكر المتطرف بالنقد البناء وتدريب المفتين والتوسع في فروع الدار بمحافظات مصر وإنشاء المكاتب التمثيلية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم وكذلك مواجهة الأفكار الإلحادية، يندرج كله تحت هذا الهدف العام؛ وهو تحقيق استقرار المجتمعات.

وأكد مفتي الجمهورية أن الإدارات البحثية المختلفة داخل الدار كالمؤشر العالمي للفتوى ومرصد الإفتاء ومركز سلام، تتعاون وتتشارك في تناغم من أجل إعداد التقارير البحثية الموثقة التي وصلت لما يقرب من 650 تقريرًا، والتي يتم تحليلها وترجمتها والاستفادة منها داخل الدار في الشأن الإفتائي وخارجها للمتخصصين؛ فضلًا عن عدم انفصال الدار عن الواقع والمتغيرات العالمية، ولعل من أهم ملامح ذلك عقد مؤتمرها القادم حول موضوع الفتوى والتنمية المستدامة.

واختتم المفتي بالحديث عن دور وجهود دار الإفتاء في موضوع تنظيم النسل والتصدي لمشكلة الزيادة السكانية، مستعرضًا جهود الدار في تصحيح المفاهيم المغلوطة عند بعض الناس والرد على الشبهات المثارة في الموضوع والمتعلقة بالجانب الديني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!