أخبار عربية ودوليةعاجل

المبعوث الأممي للسودان: طرفا الصراع منفتحان على التفاوض ..الجيش السوداني: الموقف العملياتي مستقر

حمدوك: سوريا واليمن وليبيا مجرد مبارزات صغيرة إذا وصل السودان لنقطة حرب أهلية حقيقية ..الصراع بين البرهان وحميدتي ينذر بإيقاظ الحرب في دارفور .. ما حقيقة الهجوم الذي شنته "قوات إثيوبية" على منطقة الفشقة الحدودية في السودان؟ ... واشنطن تضغط على حفتر بشأن فاغنر وعينها على السودان

المبعوث الأممي للسودان: طرفا الصراع منفتحان على التفاوض ..الجيش السوداني: الموقف العملياتي مستقر

المبعوث الأممي للسودان: طرفا الصراع منفتحان على التفاوض ..الجيش السوداني: الموقف العملياتي مستقر
المبعوث الأممي للسودان: طرفا الصراع منفتحان على التفاوض ..الجيش السوداني: الموقف العملياتي مستقر

كتب : وكالات الانباء

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان لرويترز اليوم السبت إن الطرفين المتحاربين في البلاد منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات وأقرا بأن الصراع الذي اندلع منذ أسبوعين لا يمكن أن يستمر، ويمثل هذا بصيص أمل حتى في ظل تواصل القتال.

وقال المبعوث فولكر بيرتس إن “الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان”، لكنه استطرد قائلاً إن ثمة سؤالاً عملياً حول إذا ما كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين “للجلوس معاً فعلياً”.

وأضاف أنه “لم يُحدد جدول زمني لإجراء محادثات”.

وبدت احتمالات إجراء مفاوضات بين زعيمي الطرفين واهية حتى الآن.

وأمس الجمعة، قال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في مقابلة إنه لن يجلس أبداً مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو ووصفه بأنه “زعيم التمرد”.

وقال دقلو، المعروف باسم حمديتي، إنه لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال.

وقُتل المئات منذ 15 أبريل (نيسان) حينما تفجر صراع طويل على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع متحولاً إلى قتال.

وأشار بيرتس إلى أنه قال لمجلس الأمن إن “كلاً من الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع، وذلك خلال أحدث إفادة منذ يومين”، لكنه قال أيضاً إن المواقف تتغير.

وأضاف “يعتقد كلاهما أنه سينتصر، لكن كليهما أكثر انفتاحاً نوعاً ما على المفاوضات. لم تكن كلمة ‘مفاوضات‘ أو ‘محادثات‘ حاضرة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك”.

وذكر بيرتس أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه “الاستسلام أو الموت”، يقولان أيضاً “حسناً، إننا نتقبل… شكلاً ما من المحادثات”.

وتابع “أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر”.

وقال بيرتس إن “المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية مراقبة لتنفيذ الهدنات التي وافق الطرفان عليها عدة مرات لكنها فشلت في إيقاف القتال”.

وبينما يشن الجيش ضربات جوية يومية ويقول إنه لا يزال يسيطر على المنشآت المهمة، يقول السكان إن قوات الدعم السريع لديها وجود قوي على الأرض في العاصمة الخرطوم.

وتسبب القتال بين الطرفين في إلحاق الضرر بالبنية التحتية للكهرباء والمياه والاتصالات واجتاحت أعمال النهب الشركات والمنازل. وفر عشرات الآلاف من السودانيين إما إلى بلدات أخرى أو إلى الدول المجاورة.

وطُرحت جدة كمكان للمحادثات “العسكرية الفنية”، بينما طُرحت جوبا في إطار مقترح إقليمي من دول شرق أفريقيا كساحة للمحادثات السياسية.

وقال بيرتس إن “علامات على قرب اندلاع صراع كانت ظاهرة في بداية أبريل (نيسان)، إذ كافح الوسطاء الدوليون والمحليون لتخفيف حدة التوتر”، لكنهم اعتقدوا أن “وقف تصعيد مؤقتاً” تحقق في الليلة السابقة لاندلاع القتال.

الجيش السوداني: الحد من التوتر القبلي بين بعض المكونات واستمرار المتمردين في القصف العشوائي

أكدت القوات المسلحة السودانية، مساء السبت، على أن الموقف العملياتي مستقر في جميع المناطق العسكرية بالبلاد.

وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، في بيان أورده على حسابه على موقع التواصل “فيسبوك” :”الموقف العملياتي مستقر في جميع المناطق العسكرية بالبلاد، كما نجحت جهود لجنة أمن ولاية غرب دارفور في الحد من التوتر القبلي بين بعض المكونات الاجتماعية بالولاية، بينما تستمر عمليات إجلاء رعايا بعض الدول عن طريق الخرطوم وبورتسودان”.

وأضاف البيان “العناصر المتمردة مستمرة في القصف العشوائي لمناطق في محيط القيادة ووسط الخرطوم وأم درمان، بينما بدأت وحدات من شرطة الإحتياطي المركزي في النزول تدريجياً إلى مناطق جنوب الخرطوم وسيتوالى نزولها تباعاً بمناطق العاصمة”.

وتابع البيان “اشتبكت قواتنا مع المتمردين في مناطق الحلفايا وجنوب أم درمان، وحققت عمليات التمشيط نجاحات في المنطقتين”.

وتابع البيان: “ما زال المتمردون مستمرين في محاولات دفع قوات من غرب البلاد، وقد جرى التعامل مع رتل معاد جنوب غرب جبرة الشيخ وتدمير حوالي 25 عربة وجار رصد التحركات”.

ونوّه البيان أيضا بأنه في إطار استمرار نهج المتمردين في تخريب ونهب الممتلكات العامة والخاصة، قاموا بنهب فرعي “بنك الخرطوم” بسوبا شرق والجريف شرق وكسر ونهب “بنك الخرطوم” فرع شارع العرضة، إضافة لنهب عدد كبير من المحال التجارية ببحري حتى المحطة الوسطى.

وأخيراً جددت القيادة العامة للجيش السوداني تنويهها للمتمردين بـ”النأي بأنفسهم عن التمادي في التمرد والتبليغ لأقرب وحدة عسكرية بجميع المناطق والفرق، للاستفادة من قرارات القائد العام بالعفو والانضمام إلى صفوف القوات المسلحة”.

عشرات الآلاف من السودانيين فروا من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع التي شملت إقليم دارفور.
عشرات الآلاف من السودانيين فروا من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع التي شملت إقليم دارفور. 

ونشرت فرنسا 24 انه تسبب الصراع المتوصل بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في مخاوف من إيقاظ النزاع إقليم دارفور، مع مقتل العشرات في اشتباكات شهدها الإقليم. وقبل نحو عقدين، شهدت هذه المنطقة غرب السودان حربا طاحنة بين متمردين بالإقليم والجيش المدعوم من مليشيا الجنجويد التي انبثقت منها قوات الدعم السريع. عودة في هذا التقرير على جذور الصراع في دارفور وآثاره الإنسانية على مدى السنوات الأخيرة.

مركبة عسكرية تحمل العلم الإثيوبي في كومبولتشا، شمال إثيوبيا في 11 ديسمبر/كانون الأول 2021.
مركبة عسكرية تحمل العلم الإثيوبي في كومبولتشا، شمال إثيوبيا في 11 ديسمبر/كانون الأول 2021. © أ ف ب.

ووفق فرنسا 24 أفادت صحيفة سودانية بأن قوات إثيوبية شنّت في 18 أبريل/نيسان الجاري هجوما بريا على منطقة الفشقة في السودان، بعد ثلاثة أيام فقط على اندلاع المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ونفى رئيس الوزراء الإثيوبي شن قواته توغلا عبر الحدود، الأمر الذي أكدته لفرانس24 مصادر سودانية مشيرة إلى أن ميليشيات مسلحة هي من تقف وراء الهجوم على المنطقة الزراعية الهامة المتنازع عليها بين البلدين الجارين، اللذين يؤكدان أنها داخل حدودهما الدولية ويتبادلان الاتهامات حيالها بانتهاك سيادة أراضي الطرف الآخر.

وأوضحت الصحيفة ومقرها الخرطوم بأن القوات السودانية المتمركزة على الحدود الشرقية رصدت “حركة استنفار ونشاطا غير عادي لدى القوات الإثيوبية ومعسكراتها، كما رصدت عمليات الاستطلاع والرقابة الكثيفة التي تقوم بها القوات الإثيوبية”، وذلك منذ اندلاع المعارك بين الجيش السودان و قوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان.

  • “إثيوبيا لا تريد استغلال الظروف الحالية في السودان”

في المقابل، أدان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي في بيان نشره على منصات التواصل هذه الأنباء، محذرا “الجهات التي تعمل في التحريض والوقيعة بينها (بلاده) وبين السودان الشقيق”. وقال إن هناك جهات تدعي “بأن إثيوبيا أدخلت قواتها داخل المناطق الحدودية السودانية. فنحن ندين بشدة هذه الادعاءات، التي تصبوا إلى تشويه علاقات حسن الجوار بين إثيوبيا والسودان”.

وأضاف آبي أحمد: “نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن قضية الحدود بين بلدينا الشقيقين ستحل عبر الحوار والمناقشات حيث تثمن إثيوبيا الأخوة، وحسن الجوار بين بلدينا، ولا ترغب بتاتا في انتهاز الظروف الحالية التي يمر بها السودان الشقيق”.

كما قال المسؤول الإثيوبي: “لا ترغب إثيوبيا بتاتا استغلال الظروف الحالية التي يمر بها السودان الشقيق. بل كل ما تتمناه هو أن يعود السلام والاستقرار في السودان”.

“ميليشيات تتحرك بدون علم إثيوبيا”

في نفس السياق، أوضح اللواء أمين مجذوب، خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز الدراسات الدولية بالخرطوم، بأن “من الواضح أن بعض ميليشيات الفانو (مجموعة مسلحة من إقليم أمهرة الإثيوبي) تتحرك في هذه المنطقة بدون علم السلطات الإثيوبية. وربما تحاول استغلال الاضطرابات في الداخل السوداني لتجد لها موطئ قدم في هذه المنطقة. هذه الأحداث المتعددة والمتكررة تتصدى لها القوات المسلحة السودانية وتنتهي بشكل فوري، أي أنها لا تؤثر على الأمن الداخلي بالمنطقة الشرقية ولا تؤثر على ما يدور في الخرطوم الآن من صراع بين القوات المسلحة والدعم السريع”.

وأضاف محدثنا: “أعتقد أنها مليشيات الفانو التي تتبع لأمهرة (إقليم يقع شمال غرب إثيوبيا). كما أن القيادة الإثيوبية أكدت قبل يومين أنها لن تستغل ما يحدث في السودان للتمدد في هذه المنطقة التي تحكمها اتفاقيات. ليس من مصلحة إثيوبيا التورط في هذا الأمر لأنها تحتاج إلى السودان في ملفات عديدة منها سد النهضة والجالية الإثيوبية في السودان والتجارة الحدودية، وأيضا استخدام ميناء بورتسودان. بالتالي أعتقد أنها تصرفات فردية”.

كما أوضح مجذوب بأن نقل القوات السودانية إلى الخرطوم بعد اندلاع المعارك لا يعني إخلاء منطقة الفشقة من القوات، وقال في هذا الشأن: “نقل القوات إلى الخرطوم لا يعني نقل كافة القوات، بل مجرد تعزيزات تراعي الإبقاء على توازن القوى سواء بين تلك المنشورة في العاصمة أو في الفشقة. وفي الأصل تم نقل تلك القوات من مواقعها في الخرطوم وفي الشمال إلى منطقة الفشقة والآن جاءت الفرصة لإعادتها إلى مواقعها والمشاركة في الصراع لتنظيف العاصمة. أعتقد أن إثيوبيا لن تكون طرفا في هذا الصراع مثلما كان السودان محايدا في صراع تيغراي حيث لم يتدخل لصالح أي طرف. إثيوبيا تعلم أن الوضع لا يتحمل وأنها يمكن أن تتضرر هي الأخرى”.

من جانبه، أكد اللواء المتقاعد الرشيد المعتصم، الباحث في مركز الخرطوم للحوار، بأن الجيش الإثيوبي لم يتورط في الهجوم الأخير على منطقة الفشقة السودانية، واتهم المعتصم: “مجموعات مسلحة قبلية في إقليم أمهرة الإثيوبي لديها حاليا بعض الخلافات مع الحكومة المركزية الإثيوبية فيما يتعلق بملف الحرب في إقليم تيغراي، ولها موقف من اتفاقية السلام مع جبهة تحرير تيغراي. سبق وأن تم ضم الأراضي الإثيوبية المتاخمة لمنطقة الفشقة في الداخل الإثيوبي إلى إقليم تيغراي في عهد الرئيس الإثيوبي الراحل ملس زيناوي. لكن ميليشيات الفانو في أمهرة ترفض هذا التقسيم وتعتبر هذه الأراضي جزءا من هذا الإقليم”.

وتابع المعتصم: “كما أن المزارعين من إقليم أمهرة الإثيوبى تاريخيا يعملون في موسم الحصاد في هذه الأراضي ويأخذون الأجر. وفي موسم الخريف عادة ما يتطلع المزارعين في الجانب الإثيوبي للاستثمار في هذه الأراضي الخصبة التي تجري فيها عدة أنهر تصب في أفرع نهر النيل، منها باسلام (بحر السلام). في مراحل لاحقة بدأ بعضهم يستأجر الأراضي في موسم الخريف، ويزرع مع السودانيين لمواسم طويلة استمرت لعقود، بين سكان المناطق الحدودية في ولاية القضارف السودانية ومنطقة القلابات وإقليم أمهرة الإثيوبي. مع مرور الوقت، وفي ظل حرب الحكومة المركزية مع المتمردين في جنوب السودان حينها، وانشغال الحكومة السودانية في جبهات القتال الواسعة في جنوب السودان ودارفور، بدأت عصابات تسمى الشفتة لفترة طويلة تعتدى على المزارعين السودانيين. تجدر الإشارة إلى أن هناك لجانا حدودية مشتركة وصلت إلى مراحل متقدمة في حسم هذا الملف إبان حكومة ملس زيناوي، لكن ووجهت بضغوط كبيرة من البرلمان الإقليمي لأمهرة”.

  • ما أهمية الفشقة ومتى اندلع النزاع عليها؟

فيما اكد الصحافي إسلام عبد الرحمن، مراسل إذاعة مونت كارلو الدولية في الخرطوم، إن الفشقة “هي منطقة سودانية في الأساس رغم وجود تنازع من الناحية القانونية (مع إثيوبيا)، لكنها معروفة في كل المواثيق القديمة كأرض سودانية باعتراف الإثيوبيين. رغم ذلك يبقى لإثيوبيا أطماع في هذه الأراضي لأنها تعد من أفضل الأراضي وأكثرها خصوبة على مستوى السودان والوطن العربي وربما عالميا”.

أضاف عبد الرحمن: “مر أكثر من قرن على النزاع الحدودي في منطقة الفشقة على الحدود الشرقية بين السودان وإثيوبيا، وهو نزاع يتجدد حسب الوضع السياسي. اندلع النزاع تحديدا في عام 1902 بعد توقيع معاهدة ترسيم الحدود بين إمبراطورية إثيوبيا والإدارة الاستعمارية البريطانية سابقا في السودان. منذ خمسينيات القرن الماضي، يتهم الجانب السوداني ما يطلق عليها ميليشيات الشيفتا التي تقوم باعتداءات متكررة على مناطق الفشقة بهدف إخلاء الشريط الحدودي من المزارعين السودانيين ومن ثم الاستيلاء عليها واستيطانها وزراعتها”.

وأوضح مراسل مونت كارلو أنه رغم النفي الإثيوبي الرسمي، فإن “المشكلة الآن هي أن الجيش السوداني في معركته داخل الخرطوم قد استعان بقواته التي كانت متمركزة في منطقة الفشقة، وهي تمثل نقطة ضعف قد تسيل لعاب الإثيوبيين لمحاولة تكرار الهجوم على منطقة الفشقة والسعي إلى احتلالها”.

  • “الأطماع حول الفشقة تظل موجودة”

وشدد عبد الرحمن أيضا: “تظل الأطماع حول الفشقة موجودة ويظل الاستيلاء على هذه الأراضي مكسبا إستراتيجيا بالنسبة للإثيوبيين، حيث إنها تؤمن لهم الغذاء بالكامل خصوصا وأنها معروفة بزراعة الذرة والسمسم، ولما لا أيضا تصديره إلى الخارج. ولاية القضارف تحديدا معروفة على المستوى العالمي من حيث صادرات السمسم وعدد من المحاصيل الإستراتيجية كانت تزرع في الفشقة وعلى كامل الشريط الحدودي في ولاية القضارف الكبرى، والتي تضم أخصب الأراضي الزراعية في السودان. وهي تنقسم إلى ثلاث مناطق: الفشقة الكبرى ويحدها نهر سيتيت شمالا وبحر باسلام أو السلام جنوبا وأيضا نهر عطبرة غربا. الفشقة الصغرى ويحدها شمالا بحر باسلام وشرقا نهر عطبرة وشرقا الحدود مع إثيوبيا. والفشقة الثالثة هي المنطقة الجنوبية. مساحتها تبلغ حوالي 2 مليون فدان (حوالي 8093 كلم مربع) منها 168 كلم من الحدود مع إثيوبيا من إجمالي مساحة الشريط الحدودي لولاية القضارف مع إثيوبيا البالغة حوالي 265 كلم”.

وأكد عبد الرحمن على أنه “لا يوجد دخول مباشر للقوات الإثيوبية لكن تظل هذه المخاوف خاصة بالنسبة للمزارعين السودانيين موجودة، فهناك تخوف من اقتحام في أي لحظة من قبل القوات الإثيوبية أو ميليشيات الشيفتا، لكن أعتقد أن الجيش السوداني تفطن لهذه المسألة وهي لن تتم بسهولة خاصة وأنه بذل مجهودا كبيرا في استعادة هذه الأراضي وتأمينها”.

ولا تزال الفشقة محل نزاع حول ملكيتها بين البلدين الجارين، حيث يؤكد كل منهما أن المنطقة داخل حدوده الدولية، كما يتبادلان الاتهامات بانتهاك سيادة أراضي الطرف الآخر. وعلى مدى أكثر من عقدين استقر آلاف المزارعين الإثيوبيين في الفشقة وزرعوا أرضها، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وظلت القوات السودانية، حسب نفس الوكالة، خارج الفشقة حتى اندلاع نزاع تيغراي في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لتعود إليها من أجل “استعادة الأراضي المسروقة”. وعقد البلدان محادثات عدة على مر السنين، لكنهما لم يتوصلا أبدا إلى اتفاق على ترسيم خط الحدود الفاصل بينهما.

وفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، قُتل عدد من العسكريين السودانيين في هجوم للقوات الإثيوبية على منطقة الفشقة حسبما أعلن الجيش السوداني آنذاك في بيان قال فيه: “تعرضت قواتنا التي تعمل في تأمين الحصاد بالفشقة الصغرى في منطقة بركة نورين لاعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والمليشيات الإثيوبية استهدفت ترويع المزارعين وإفشال موسم الحصاد والتوغل داخل أراضينا”، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

حمدوك: سوريا واليمن وليبيا مجرد مبارزات صغيرة إذا وصل السودان لنقطة حرب أهلية حقيقية

من جهته حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، من أن النزاع في السودان قد يتفاقم إلى أسوأ الحروب الأهلية في العالم في حال لم يتم وضع حد له.

وقال حمدوك اليوم السبت، في حديث مع قطب الاتصالات الملياردير البريطاني من أصل سوداني مو إبراهيم، خلال مناسبة استضافها الأخير ضمن نشاطات مؤسسته للحكم والقيادة في نيروبي، “إذا كان السودان سيصل إلى نقطة حرب أهلية حقيقية (…) فإن سوريا واليمن وليبيا ستكون مجرد مبارزات صغيرة”.

وأضاف: “أعتقد أن ذلك سيشكل كابوسا للعالم”، مشيرا إلى أنّه ستكون له تداعيات كبيرة.

واعتبر حمدوك أن النزاع الحالي “حرب لا معنى لها” بين جيشين، مؤكدا “لا أحد سيخرج منها منتصرا، لهذا السبب يجب أن تتوقف”.

تجدر الإشارة إلى أن حمدوك تولى رئاسة أول حكومة للسودان خلال مرحلة الانتقال المضطربة إلى الحكم المدني قبل الإطاحة به واحتجازه في انقلاب. وعلى الرغم من إعادته إلى منصبه بعد ذلك، إلا أنه استقال في يناير.

 

السفارة الأمريكية في ليبيا تعرب عن أسفها من التدخلات الأجنبي | مصراوى

 

على صعيد اخر الولايات المتحدة متوجسة من تحول شرق ليبيا إلى قاعدة إسناد لأحد طرفي الصراع المحتدم في السودان.

لا تخفي الولايات المتحدة انشغالها المتزايد حيال إمكانية أن يتحول شرق ليبيا إلى قاعدة إسناد لأحد طرفي الصراع المحتدم في السودان، وأكثر ما يقلق واشنطن في هذا السياق هو وجود مجموعة فاغنر الروسية في المنطقة.

وأجرت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف اتصالا هاتفيا الخميس، مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ركز على نشاط المجموعة الأمنية الروسية.

وذكر بيان للسفارة الأميركية في العاصمة الليبية طرابلس نشرته على صفحتها على تويتر أن الحديث دار حول الحاجة الملحة إلى منع الجهات الخارجية، ومن بينها مجموعة فاغنر الروسية المدعومة من الكرملين، من زيادة زعزعة استقرار ليبيا أو جيرانها، بما في ذلك السودان.

وتزامن الاتصال مع محادثة قام بها المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند مع رئيس الكونغو دينيس ساسو نغيسو الذي تتولى بلاده رئاسة لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى بشأن ليبيا، تم خلالها بحث أهمية “تأمين” حدود ليبيا “في ظل التهديدات المتزايدة لأمن المنطقة”، وفقا للسفارة الأميركية في ليبيا.

وكشفت تقارير غربية في وقت سابق عن انخفاض عدد مقاتلي فاغنر في ليبيا بسبب نقل جزء منهم للمشاركة في حرب أوكرانيا، لكن هناك عناصر لا تزال تتمركز في المنطقة، ولاسيما في قاعدة الجفرة وسط جنوب البلاد، والخروبة المحاذية للرجمة المقر المركزي للجيش شرق البلاد، بالإضافة إلى انتشار أعداد منهم قرب مواقع النفط جنوب البلاد.

ويشهد السودان الذي تربطه حدود مع ليبيا منذ الخامس عشر من أبريل الجاري صراعا داميا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط شكوك في إمكانية احتوائه رغم الجهود الغربية والعربية الجارية.

البرهان: القوات المسلحة تسيطر على كل السودان

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في وقت سابق عن قلقه من وجود مجموعة فاغنر الروسية في السودان، وقال إن هذه المجموعة “تجلب معها أينما تحركت المزيد من الموت والدمار”.

وحذر رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الليبي طلال الميهوب في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية من تأثيرات كبيرة على بلاده بسبب الصراع الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!