أخبار عربية ودوليةعاجل

4 سيناريوهات تحدد مستقبل السودان

بلينكن يدعو البرهان إلى "المرونة" و"روح القيادة" ...السودان.. 7 أيام هدنة بين الجيش والدعم السريع

4 سيناريوهات تحدد مستقبل السودان

4 سيناريوهات تحدد مستقبل السودان
4 سيناريوهات تحدد مستقبل السودان

 

كتب : وكالات الانباء

تتعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الاقتتال المستمر في السودان منذ أكثر من شهر بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”، الأمر الذي يهدد البلاد بفوضى عارمة.

لم تفاجئ المعارك التي اندلعت في الخرطوم قبل أشهر مراقبين كثراً كانوا يتابعون التجاذبات بين القائدين العسكريين المتخاصمين، إلا أن ما كان صادماً هو حدة المعارك واتساع نطاقها إلى مناطق واسعة في ثالث أكبر الدول الأفريقية، وهو ما أدى إلى مقتل ألف شخص حتى الآن، وتهجير أكثر من مليون آخرين.
والمقلق أن لا شيء حتى الآن يُوحي بنهاية وشيكة للصراع، الذي قد يسوء أكثر ويتمدد في أكثر من اتجاه.

ومع تعثر الجهود التي قادتها الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، حاول خبراء سودانيون، بينهم مسؤولون حكوميون سابقون ودبلوماسيون غربيون، رسم مسار الصراع ومدى السوء الذي قد أن يصل إليه.
وفي المقابلات التي أجرتها صحيفة “نيويورك تايمز”، اتفق الجميع على شيء واحد، هو أن الآفاق قريبة المدى قاتمة للغاية.
ووفقاً لهؤلاء ثمة سيناريوات عدة محتملة لهذه الحرب.

الأول: انتصار الجيش وعودة الاستبداد

حتى الآن، يبدو أن الفريقين متعادلان من ناحية القوة العسكرية، ولا أحد منهما قادر على توجيه الضربة القاضية لخصمه. فالجيش السوداني ربما يملك ضعفي حجم قوات “الدعم السريع”، وطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر ودبابات،ولكن قوات الدعم السريع أكثر حنكة وتمرساً في القتال، ويمكنها التحرك بسرعة، باستخدام شاحنات صغيرة بمدافع ثقيلة.
وتدور المعارك الرئيسية حالياً في الخرطوم، التي إذا سيطر عليها الجيش، سيلقى على الأرجح ترحيباً من السكان، إلا أن النصر لن يكون سهلاً.

وللتغلب على قوات الدعم السريع، سيكون على الجيش تكثيف الغارات الجوية التي سوّت بالأرض جزءاً كبيراً من وسط الخرطوم. وليكتمل فوزه، سيكون على الجيش اعتقال أو قتل حميدتي وشقيقه القوي عبدالرحيم دقلو، وإلا يمكن أن تنسحب فلول “الدعم السريع” إلى معقلها في دارفور بغرب السودان، وتطلق تمرداً جديداً من هناك.
ويدّعي كلا الجانبين بأنه يريد مستقبلاً ديمقراطياً للسودان، ولكن انتصار الجيش قد يدفع البلاد مجدداً إلى الاستبداد، على نسق حكم الرئيس عمر البشير الذي أطيح بانتفاضة شعبية عام 2019.
كذلك، يمكن انتصار الجيش أن يسهل عودة الإسلاميين الموالين للبشير والمحافظين الذين قد يسعون للسيطرة على الحكم مجدداً.

الثاني: انتصار الدعم السريع.. زلزال سياسي

ويقول خبراء إن انتصار قوات الدعم السريع قد يحدث زلزالاً سياساً في البلاد. فمع أن هذه القوات قد تصف انتصارها بأنه ثورة سياسية ضرورية، إلا أنها ستواجه مشاكل للحصول على دعم واسع، كما سيؤدي انتصار “الدعم السريع” إلى تدخل دول الجوار أكثر في النزاع، وحتى روسيا إذ تنقب مجموعة “فاغنر” المقربة من الكرملين عن الذهب في السودان وتستخدم أراضيه للعبور إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تقاتل إلى جانب القوات الحكومية.

الثالث: طريق مسدود

السيناريو الأكثر تقلباً يتعلق ببلد منقسم يسيطر كل فريق على مناطق مختلفة فيه، ولا يستطيع أي منهما تحقيق نصر حاسم، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة، وتدخل قوى غربية .

ويبدو أن ثمة جهات بدأت التدخل فعلاً، وتنسب الصحيفة إلى مسؤولين أمريكيين أن “فاغنر” عرضت صواريخ أرض-جو لقوات الدعم السريع في الأيام الأولى للمعارك.
وقد ترغب دول بحماية مصالحها في السودان، حيث استثمرت الإمارات والسعودية مليارات الدولارات في السودان، معتبرة إياه قاعدة إمدادات غذائية محتملة في المستقبل. وقد ترغب دول الجوار مثل مصر أو إثيوبيا أو إريتريا في التدخل أيضاً.
ويحذر التقرير من أن الطريق المسدود قد يؤدي إلى تمزق السودان تحت وطأة الضغوط الداخلية، ذلك أن عقوداً من النزاعات المدنية أدت إلى ظهور العديد من المجموعات المسلحة في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. ومع أن هذه الفصائل بقيت بعيدة عن الحرب حتى الآن، فإنه يمكن أن تنضم إلى الفوضى بسهولة لتصفية حسابات وحماية مصالحها.

 

حل تفاوضي.. أمل بعيد المنال

لم تنجح الجهود التي بذلها مفاوضون سعوديون وأمريكيون في جدة في التوصل إلى اتفاق لوقف النار. وحتى الأمل في تمهيد الطريق لنشر قوة لحفظ السلام في السودان، وعلى الأرجح من الاتحاد الافريقي، لا يزال احتمالاً بعيداً أيضاً.
وتقول الصحيفة إن أي سلام حقيقي يجب أن يضم الجماعات المؤيدة للديمرقراطية، التي استبعدت حتى الآن من محادثات جدة.
في الختام، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإنه أياً كان مصير السودان، يحذر خبراء من أن البلاد عند منعطف، هو الأخطر، ربما منذ استقلالها عام 1956، وذلك بعد عمليات تمرد واسعة وانقلابات وموجات من العنف.
وقال إندري ستيانسن سفير النرويج في السودان في مقابلة: “لا يمكنك استبعاد أي شيء، لهذا السبب يجب تضامن الجانبين لوقف القتال”.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (أرشيف)

من جانبها دعت الولايات المتحدة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى التحلي بالمرونة في المفاوضات الجارية حالياً في جدة، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار، لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية واستئناف الخدمات الأساسية.

وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، السبت، إن “الوزير أنتوني بلينكن تحدث مع البرهان عن المحادثات الجارية في السعودية، وحثه على التحلي بالمرونة وروح القيادة”.

وجدد بلينكن إدانة الولايات المتحدة لأعمال العنف التي ارتكبها طرفا الصراع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، على مدار الأسابيع الماضية، وأدت إلى مقتل المئات وتشريد أكثر من مليون شخص، بحسب البيان.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن “الاتفاق في جدة سيسمح بتقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية التي يحتاجها الشعب السوداني بشدة”.

وختم البيان قائلا إن “الولايات المتحدة لا تتزعزع في دعمها للتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني لحكومة مدنية، وسودان مستقر وديمقراطي”.

وفي وقت لاحق، أفاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنه تحدث مع قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بشأن الجهود الجارية للتوصل لوقف قصير آخر لإطلاق النار في السودان.

وكتب بلينكن في تغريدة على منصة تويتر “تحدثت هذا الصباح مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بشأن المحادثات الجارية للتوصل لوقف فعال قصير الأجل لإطلاق النار بهدف تسهيل المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية التي يشتد احتياج الشعب السوداني إليها”.

 

فى سياق متصل توصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى اتفاق يقضي ببدء هدنة إنسانية لمدة 7 أيام تبدأ بعد 48 ساعة، بحسب تأكيدات مصدرين مطلعين لوكالة رويترز للأنباء، مساء السبت.

وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، غارات جوية وقصفا مدفعياً متبادلا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، كما تعرّضت السفارة القطرية لهجوم في خضم صراع على السلطة بين الجنرالين المتحاربين.

وأفاد سكان الخرطوم بأن العاصمة شهدت معارك عنيفة، رغم المناشدات الدولية لإرساء هدنة إنسانية.

وقال شهود عيان إن من بين المناطق التي تعرّضت لهجمات تلك المحيطة بمبنى التلفزيون الرسمي في أم درمان.
ويشهد السودان نزاعا منذ 15 نيسان/أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع التي ترفض خطة لدمجها في صفوفه.
وأوقعت المعارك منذ اندلاعها قرابة ألف قتيل غالبيتهم من المدنيين، ودفعت أكثر من مليون سوداني إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان مجاورة.
وتحذّر الأمم المتحدة من وضع إنساني سريع التدهور في ثالث أكبر بلد إفريقي من حيث المساحة، علما بأن ثلث السكان كانوا يعتمدون على المساعدات حتى قبل اندلاع الحرب الأخيرة.

وأقال البرهان نائبه حميدتي من منصبه كنائب لرئيس مجلس السيادة (أعلى سلطة سياسية حاليا في البلاد)، وقرر تعيين مالك عقار في المنصب، كما عيّن ثلاثة من حلفائه في مناصب عسكرية رفيعة.
ووقع مالك عقار في العام 2020 ومعه قادة حركات تمرد اتفاق سلام مع الخرطوم، وهو عضو في مجلس السيادة منذ شباط/فبراير 2021.
وأعلن في بيان أصدره السبت أنه مصمّم على السعي إلى “إيقاف هذه الحرب” والدفع باتّجاه مفاوضات.
وتوجّه مباشرة إلى حميدتي بالقول “لا بديل لاستقرار السودان إلا عبر جيش مهني واحد وموحد، يراعي التعددية السودانية”.
ويعد دمج قوات الدعم السريع في الجيش نقطة الخلاف الأساسية بين حميدتي والبرهان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!