أخبار مصرعاجلمجتمع مدنى

مرصد الأزهر يدعو إلى تعزيز ثقافة التسامح ونبذ التعصب

مرصد الأزهر: هذا ما تقوم به الجماعات المتطرفة لضرب الهوية الوطنية

مرصد الأزهر يدعو إلى تعزيز ثقافة التسامح ونبذ التعصب

مرصد الأزهر يدعو إلى تعزيز ثقافة التسامح ونبذ التعصب
مرصد الأزهر يدعو إلى تعزيز ثقافة التسامح ونبذ التعصب

كتب : وراء الاحداث

دعا مرصد الأزهر إلى تعزيز ثقافة التسامح في العفو عن الناس، وعدم رد الإساءة بالإساءة، والتحلي بالأخلاق الرفيعة التي دعت إليها الديانات، وجاء بها الرسل والأنبياء كافة من الصفح عن الآخرين، والإحسان إليهم، والعفو عند المقدرة، والحفاظ على حقوق الآخرين، ونبذ الظلم والاعتداء، وتحقيق الوحدة، والتضامن، والتماسك بين أفراد المجتمع، والابتعاد عما يفسد المجتمع من خلافات، وصراعات.

فالتسامح أسلوب حياة يساعد الإنسان على التعايش مع المتغيرات حوله، والتصرف السوي مع الاختلافات كافة، مع تعميم ثقافة احترام تلك الاختلافات، فتسود بيئة مجتمعية تكاملية من التعاملات البشرية القائمة على مبادئ المساواة، واحترام الآخرين

مرصد الأزهر يدعو إلى تعزيز ثقافة التسامح

وتابع المرصد إن حديث التسامح لا ينفصل عن حديث التعصب؛ فهما في حقيقة الأمر ينطلقان من نقطة جوهرية واحدة باتجاهين متعاكسين، فلنا أن نتخيل أن كلا المفهومين على خط متصل، إذ يمثل التسامح جانب الخط الأيمن، بينما يمثل التعصب الجانب الآخر، وعليه فلا يمكن الحديث عن التسامح إلا باعتباره الرد الأخلاقي على التعصب بمختلف أشكاله، فالتعصب يتعارض مع مفهوم التسامح والاعتدال، ويتم اعتناقه دون اعتبار للدلائل الفعلية، والأدلة، والبراهين، أو دون أخذ الوقت الكافي اللازم للحكم على الموقف بإنصاف، وموضوعية.

أما عن أشكال التسامح فيوجزها المرصد في التسامح الديني ويتضمن التأقلم مع جميع الشرائع السماوية، وعدم التعصب، أو حرمان الآخرين من ممارسة شعائرهم الدينية. والتسامح العرقي: ويتضمن تقبل الآخرين مع اختلاف اللون، والسلالة البشرية، والعرق، والأصول، والتسامح الفكري ويتضمن البعد عن التعصب لفكرة ما، وتقبل أفكار، ووجهات نظر الآخرين، مع التحلي بآداب، وفنيات الحوار، ومخاطبة الآخرين. والتسامح الاجتماعي ويتضمن تحقيق المصالح العامة مع الالتزام بضوابط، وقوانين المجتمع.

وختامًا قدم المرصد بعض التوصيات التي يمكن من خلالها الحد من التعصب، والكراهية، وتعزيز ثقافة التسامح، والتآلف، وذلك من خلال عدة زوايا على النحو التالي:

أولا: على الصعيد الدولي: من خلال تفعيل الدور الرسمي لنشر ثقافة التسامح عالميا، وتبني سياسات تحد من خطاب الكراهية، وممارسات التمييز على أساس الدين، أو اللون، أو العرق، وعدم الاكتفاء بتحديد يوم عالمي للتسامح، وهو الموافق ليوم 16 نوفمبر من كل عام، بل توسيع دائرة الاهتمام بهذه الثقافة، وغرسها في نفوس النشء.

ثانيا: على الصعيد التربوي: ضرورة اتباع أساليب التربية الإيجابية، وتجنب العنف في التربية، والعقاب الموجه للأبناء، منعا لانتشار ظاهرة التعصب، والكراهية لدى الأبناء، وضرورة الإشراف، والمتابعة الأسرية لأي محتوى يقدم للطفل سواء كان مقروءا، أو مسموعا، أو مرئيا؛ بحيث يخلو من أي مظاهر للتعصب، والكراهية.

ثالثا: على الصعيد التعليمي: أهمية اتباع منهج تربوي- تتبناه مؤسسات التعليم- يقوم على إعلاء، وتعزيز ثقافة التسامح، وتنمية الفضائل الأخلاقية، وتعزيزها، وانتهاج سياسة واضحة للحد من التعصب، والكراهية.

رابعا: على الصعيد القانوني: سن قوانين تجرم ارتكاب ممارسات، أو تبني خطابات تحريضية بدافع الكراهية، والتمييز، وحظر تداول المقاطع التي تحرض على التعصب، والكراهية، والقتل بسبب الهوية؛ حيث يؤدي تداول مثل هذه المقاطع إلى انتشار التعصب، والترويج له بشكل كبير بين فئات المجتمع لا سيما المراهقون، والشباب.

الدكتور حمادة شعبان

قال الدكتور حمادة شعبان، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن الانتماء هو الانتساب المقرون بالولاء والتقدير للأسرة أو الوطن الذي أعيش فيه أو الدين الذي أنتمى إليه، لافتا إلى أن المشاركة الإيجابية الفعالة دليل انتماء وولاء. 

وتابع شعبان، خلال استضافته ببرنامج “فكر”، المذاع على فضائية “الناس”، اليوم الأحد: “الانتماء للوطن ليس شعارات فقط، لكن لابد من المشاركة الفعالة والعمل الجاد في بناء الوطن، وحتى إن طلب مني الدفاع عن الوطن فأكون على قدر ذلك مستجيبا، وحتى الحفاظ على جمال ونظافة الشوارع، كيف أكون منتميًا إلى الوطن واتهرب من الضرائب أو أكون مخربا فى المواصلات العامة والمصالح والمرافق الحيوية”.

وأشار شعبان، إلى أن الانتماء إلى الدين كذلك لا يكون اسميا فقط، وإنما يكون باتباع خلق الإسلام فى كل التصرفات، فالانتماء ليس الانتساب فقط، لافتا إلى أن تعدد الانتماءات لا يتعارض مع بعضها البعض بمعنى الانتماء للوطن والدين أو النادى الذى اشجعه أو المؤسسة التى اعمل بها، فكلها تصب فى النهاية فى مصلحة الانتماء للوطن. 

الهوية الوطنية والهوية الدينية

وأضاف شعبان، أن التنظيمات المتطرفة تحاول وضع جبال من الفوارق بين الهوية الوطنية والهوية الدينية، وتستخدم خطابا إعلاميا يحرض على سرقة مقدرات الوطن، عبر تكفير المجتمع، من أجل فتح الباب إلى الانضمام إلى هذه الجماعات الإرهابية، بعد بث الكره فى نفوس الناس من الوطن. 

وانطلقت قناة “الناس” في شكلها الجديد، باستعراض مجموعة برامجها والخريطة الجديدة التي تبث على شاشتها خلال شهر رمضان 2023.

صورة ارشيفية

وفى وقت سابق أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريرًا بعنوان: «عدوى العنف.. فيروس يهدد أمن المجتمعات»، ناقش فيه قِدم ظاهرة العنف وأنها ملازمة للإنسان منذ بدء الخليقة، ولكن ما يَتَّسم به عصرنا الحالي هو انتشار العنف وسرعة انتقاله بين أفراد المجتمع، وبشاعة الجرائم التي تُرتكب، وما يَنتج عن جرائم العنف من انعكاسات نفسية واجتماعية، واستفزاز مشاعر ووجدان الفرد والمجتمع.

وصرحت الدكتورة رهام عبد الله، مديرة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، بأن التقرير يأتي لمعالجة ظاهرة خطيرة لطالما بدأت تتغول في المجتمعات وتشكل تهديدًا حقيقيًّا للأسرة والمجتمع، وتحتاج إلى معالجة حقيقة من مختلف الزوايا التي تؤثر في الظاهرة أو تتأثر بها، وخصوصًا بعد انتشارها بين شباب الجامعات الذين يعول عليهم في الارتقاء بمستوى الوعي وليس القتل، مؤكدة أن مرصد الأزهر يقوم بجهود فعالة في هذا الشأن من خلال تنظيم ندوات وورش عمل مع شباب الجامعات سواء داخل الجامعات أو خلال استقبال الشباب بالمرصد، مطالبة بضرورة تكاتف الجهات المعنية للوصول إلى نتائج مستدامة وحقيقة لمعالجة الظاهرة.

وأكدت وحدة البحوث والدراسات بمرصد الأزهر التي أعدت التقرير أن الساحة العالمية شهدت ظهور ظاهرة «عدوى العنف»، وهو ما يبرهن أهمية تناول هذه الظاهرة وكيفية حدوث عدوى العنف وأسبابها، حيث إن عدوى العنف تنتقل وتنتشر بين الأطفال بل والبالغين بشكل ملفت للانتباه، وأسباب ذلك فيما يتعلق بالأسرة أو المدرسة أو استخدام الإنترنت أو الظروف البيئية المحيطة.

واستشهد المرصد في هذا الصدد بدراسة أمريكية حديثة نقلتها وكالات الأنباء والصحف العالمية، حيث حذرت الدراسة من انتقال العنف كالعدوى بين الأفراد وخاصة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وانتشارها كالعدوى من شخص لآخر، وأن الأشخاص يميلون غالبًا إلى تقليد ممارسات العنف التي تصدر عن الآخرين.

وأشار المرصد إلى حوادث القتل التي حدثت للطالبات: نيرة أشرف، الطالبة بجامعة المنصورة، ومن بعدها الطالبة الأردنية إيمان إرشيد، ثم سلمى بهجت، الطالبة بكلية الإعلام والتي ماتت طعنا من زميلها في الزقازيق، وبالتدقيق في قرب المدة الزمنية بين حوادث القتل الثلاث، وسيناريو القتل الحادث فيها، والفئة العمرية التي تعرضت للقتل يتضح مدى انتشار العدوى بين المجتمعات، وكأن القاتلَيْن الثاني والثالث يقتديان بما فعله القاتل الأول.

وأصدرت وحدة البحوث والدراسات في تقريرها توصيات جاءت كالآتي:

أولًا: على الصعيد الأسري، ضرورة اتباع الأسرة أساليب التربية الإيجابية والبعد عن العنف والعقاب الموجه للأبناء، وضرورة الإشراف والمتابعة الأسرية لأي محتوى يقدم للطفل سواء كان مقروءًا أو مسموعًا أو مرئيًّا.

ثانيًا: على الصعيد التربوي، أهمية اتباع منهج تربوي -تتبنَّاه مؤسسات التعليم- يقوم على تنمية حس الإبداع، وتعزيز ثقافة التسامح، وتنمية الفضائل الأخلاقية وتعزيزها، وانتهاج سياسة واضحة للحد من العنف والتنمُّر المدرسي، وتفعيل دور رعاية الشباب والإرشاد الأكاديمي في الجامعات، وعدم اقتصار الرحلات والمعسكرات والأنشطة الطلابية على الجانب الترفيهي فقط، بل لابد من إدراج الجانب التوعوي أيضًا، حيث تكون هذه الرحلات والمعسكرات ترفيهية توعوية، وهذا ما قام به مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في الآونة الأخيرة، حيث قام بتنظيم معسكر ترفيهي توعوي للطلاب الوافدين من جنسيات مختلفة شملت 28 دولة. 

ثالثًا: على الصعيد الإعلامي، ضرورة تشديد الرقابة على المحتويات الإعلامية والدرامية المقدمة للجمهور؛ حيث تخلو من أية مظاهر تحث على العنف بصوره وأشكاله كافة.

رابعًا: على الصعيد القانوني، سنُّ قوانين تجرِّم تداول المقاطع المتعلقة بجرائم العنف والقتل؛ حيث يؤدي تداول هذه المقاطع إلى انتشار عدوى العنف وانتقالها، والترويج لمثل هذه الجرائم بشكل كبير بين فئات المجتمع لا سيَّما المراهقين والشباب، حيث إن تكرار مشاهدة مثل هذه الجرائم يعزِّز ثقافة العنف.

وشدد مرصد الأزهر على أن موجات العنف التي تعصف بكثير من المجتمعات العربية والعالمية هي أكبر تهديد للسلام العالمي؛ إذ لا فرق بين حرب نظامية تودي بحياة الآلاف وبين جرائمَ فردية تنتشر في المجتمعات انتشار النار في الهشيم، ولعلَّ من الأهمية أن تضطلع المجتمعات بمواجهة فيروس العنف والانحرافات السلوكية، بنفس الضراوة والاهتمام الذي يسود مواجهة المجتمعات للفيروسات المرضية والأوبئة.

وفي ختام التقرير، أوضح المرصد أن الأزهر الشريف أطلق دعوات عدة للاهتمام بالشباب والتصدي لكل محاولات الإغواء ونشر الأفكار المنحرفة والسلوكيات غير السوية، كما حرص المرصد على التأكيد على ضرورة سد جميع الثغرات التي من خلالها تتسلل الأفكار الهدَّامة إلى عقول شبابنا، ونادى المرصد جميع الأطراف المعنية بحماية المجتمعات من الفكر المتطرف، والسلوكيات غير السوية، للقيام بدورها في سبيل.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!