أخبار عربية ودوليةعاجل

الحجر الأسود .. جزء من الكعبة المشرفة وله قدسية دينية لدى المسلمين حول العالم

تطييب الحجر الأسود والكعبة المشرفة بأفخر الأنواع

الحجر الأسود .. جزء من الكعبة المشرفة وله قدسية دينية لدى المسلمين حول العالم

الحجر الأسود .. جزء من الكعبة المشرفة وله قدسية دينية لدى المسلمين حول العالم
الحجر الأسود .. جزء من الكعبة المشرفة وله قدسية دينية لدى المسلمين حول العالم

 

كتب : وراء الاحداث

يُمثل الحجر الأسود، الموجود بأحد جوانب الكعبة المشرفة، قدسية دينية كبيرة لدى المسلمين حول العالم، وتتوق أنفس من يطوفون حول الكعبة إلى تقبيله، أو لمسه حال عدم التمكن من التقبيل، والإشارة إليه عندما يتم الوصول لنقطة وجوده لضابط احتساب الشوط الأول من الطواف حول الكعبة للمعتمرين والحجاج الذين يزورون بيت الله الحرام.

ومما يجسد قدسية وأهمية الحجر الأسود لدى المسلمين حول العالم، أنه يعتبر جزءًا من الكعبة المُشرَّفة النقطة التى يبدأ منها الطّواف وبها ينتهى، وأخذ المُسلمون هذا النُّسك الخاص بالبدء بالحجر الأسود فى الطواف من فعل الرسول، صلى الله عليه وسلّم، كما يُشرَع لمن طاف بالبيت أن يبتدئ بتقبيل الحجر الأسود إذا أمكنه ذلك، لفِعل النبى صلّى الله عليه وسلّم.

طيبت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الحجر الأسود والكعبة المشرفة بدهن العود الفاخر.

ودأبت الرئاسة على العناية بتطييب الكعبة المشرفة بأفخر أنواع الطيب، انطلاقًا من أهمية مكانة الحرمين الشريفين في هذا الدين، ومنزلة الكعبة المشرفة في نفوس المسلمين، وذلك حرصًا على تطبيق ما جاءت به الشريعة المطهرة، وما حثت عليه نصوص الكتاب والسنة من تعظيم البيت وتطهيره كما في قوله تعالى «وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ»، وقوله سبحانه، «ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ».

الحجر الأسود .. جزء من الكعبة المشرفة وله قدسية دينية لدى المسلمين حول العالم

 

ويعد موضع إجلال، ومكون من عدة أجزاء، بيضاوى الشكل، أسود اللون مائل إلى الحمرة، وقطره 30 سم، يوجد فى الركن الجنوبى الشرقى للكعبة من الخارج، يرتفع عن الأرض 1.5 متر، ومحاط بإطار من الفضة الخالصة صونًا له، ويظهر مكان الحجر بيضاويًّا، كما أن صور الحجر الأسود بلغت دقتها 49 ألف ميجا بكسل، واستغرقت معالجتها أكثر من 50 ساعة عمل.

الحجر الأسود .. جزء من الكعبة المشرفة وله قدسية دينية لدى المسلمين حول العالم

 

الدكتورة نجاح محمد إبراهيم، مدرس بقسم العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر بالإسكندرية، قالت إن حقيقة وسر تلك القيمة الدينية للحجر الأسود وإضافته للكعبة المشرفة، تتلخص فى أنه- وفقًا لسير بعض المؤرخين- رأى المؤرخون السواد فى رأس الحجر فقط، وسائره أبيض، وطوله قدر ذراع، وهو أنه مكون من خمس عشرة قطعة، سبع قطع مغطاة بمعجون بنى يراه كل مستلم للحجر، وهو خليط من الشمع والمسك والعنبر موضوع على رأس الحجر الكريم.

الحجر الأسود .. جزء من الكعبة المشرفة وله قدسية دينية لدى المسلمين حول العالم

 

وعن فضائله، أكدت أنها كثيرة جدًّا، وهى مبسوطة فى مواضعها من كتب الفقه وغيرها، وساقت بعضًا مما ورد من أنه هل جاء الحجر الأسود من السماء؟، قائلة إن الحجر الأسود جاء به ملك من السماء، فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزل الحجر الأسود وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بنى آدم»، وروى أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحجر الأسود نزل به ملك من السماء»، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة».

الحجر الأسود .. جزء من الكعبة المشرفة وله قدسية دينية لدى المسلمين حول العالم

وأضافت أن كتب السير والتاريخ تذكر بناء قريش للكعبة المشرفة قبل مبعث النبى، حيث نصبه- صلى الله عليه وسلم- بيديه الشريفتين فى موضعه الذى فيه، وبقى منصوبًا فى مكانه لم يطرأ عليه تغيير، حتى وقع الحريق العظيم فى الكعبة المشرفة فى حصار جيش الحصين ابن نمير لعبد الله بن الزبير رضى الله عنهما، فتصدع الركن من الحريق ثلاث فرق، فشده ابن الزبير بالفضة، وقد تعرض الحجر الأسود لعدة أحداث فى التاريخ.

الحجر الأسود .. جزء من الكعبة المشرفة وله قدسية دينية لدى المسلمين حول العالم

 

وعن الحقيقة العلمية للحجر الأسود، قالت إنه حجر من نوع «التيكتيت» الذى يتميز بلونه الأسود المائل للخضرة، أو فى بعض الأحيان يميل للون البنى أو الرمادى، ويُعرف هذا الحجر باسمه الثانى وهو الزجاج الطبيعى، ينتج هذا النوع من الزجاج عندما يضرب نيزك الصحراء، فالصحراء مغطاة بالرمال التى هى فى الغالب مكونة من رمال السيليكا أو رمال الكوارتز، يسبب ارتطام نيزك صغير فى الصحراء انفجارًا هائلًا بقوة انفجار هيروشيما النووى أو أكبر، ويخلق حفرة كبيرة، ولحظة الارتطام تسبب الحرارة الهائلة الناتجة عن قوة الانفجار صهر الرمال وخلق حجز التيكت أو الزجاج الطبيعى، فى بعض الأحيان يطلق عليها اسم الرمال المحترقة.

وأشارت إلى أنه أجريت العديد من النقاشات حول طبيعة الحجر الأسود فى الماضى، فقد وُصِف على أنه مجموعة أحجار مختلفة مكونة من البازلت، وقطعة من الزجاج الطبيعى ونيزك حجرى، وأن بول باتريتش، الذى كان مسؤولًا عن الأحجار الكريمة فى الإمبراطورية النمساوية المجرية، نشر أول تقرير شامل عن الحجر الأسود فى عام 1857، وقال إن أصل هذه الأحجار نيزكى، ووجد روبرت ديتز، وجون ماكهون، فى عام 1974، أن الحجر الأسود كان فى الواقع من السيليكا، أما مسألة اكتشاف موقع ارتطام النيزك فى صحراء العرب، فهذا بالفعل ما قام به المستكشف البريطانى هارى سانت جون، عام 1932، فى رحلته فى صحراء الربع الخالى بحثًا عن مدينة أوبار الأسطورية، ولم يجد جون المدينة، لكن ما وجده كان أهم فقد وجد موقع اصطدام النيزك فى الأرض، والمدهش أن تلك المساحة الشاسعة كانت مغطاة بقطع من الأحجار السوداء تتراوح أحجامها من حصى صغيرة إلى قطع بحجم سيارة.

وأوضحت أنه أشارت الدراسات اللاحقة إلى أن سرعة النيزك كانت تقريبًا من 40 إلى 60 ألف كيلو متر/ ساعة، وكان بوزنِ أكبر من 3500 طن، ما تسبب فى انتشار وبعثرة الأحجار السوداء المتكونة إلى أماكن متفرقة، وجاء التأكيد عام 1980، إذ قدمت إليزابيث تومسن، من جامعة كوبنهاجن، ورقة بحثية بهذا الخصوص، لافتة إلى أن الحجر الأسود هو جزء من الزجاج أو حجر متحول من آثار نيزك سقط قبل حوالى 6 آلاف سنة فى منطقة الوبار فى صحراء الربع الخالى، والذى يبعد 1،100 كم شرقًا عن مدينة مكة.

وبحسب هذه الفرضية، فإن التماثل بين تركيب الحجر الأسود فى مكة وبين الأحجار السوداء المبعثرة فى موقع الاصطدام كبير جدًا، فكل منهما مكون من زجاج السيليكا الممزوج ببقايا عناصر النيزك من الحديد والنيكل، ويدلل أصحاب هذا الرأى على أن الحجر الأسود فى مكة ليس قطعة متماسكة واحدة، بل مجموعة من أحجار صغيرة مُلصقة ببعضها حوالى 12 أو 13 قطعة صغيرة بحجم التمرات، وهو يعنى أن الحجر عبارة عن حصوات صغيرة وليس حجرًا واحدًا.

وعن كيفية وصول الحجر إلى مكة، أوضحت أنه تشير بعض النظريات إلى أنه قبل الإسلام، كان لكل قبيلة كعبتها الخاصة، والتى تحتضن حجرًا أسود، وكان الطواف حول كعبة القبيلة سبع مرات وتقبيل الحجر الأسود جزء مهم من تقاليد القبائل، كما كانت تلك الكعبات مؤشرًا لأهمية القبيلة، فالقبيلة التى تملك كعبة تؤمها أعداد كبيرة هى أرفع مكانة من مثيلتها التى تملك كعبة شبه مهجورة، وكانت الكعبة التى ترجع لقبيلة قريش من أهم كعبات جزيرة العرب انعكاسًا لمكانة القبيلة وأهمية مكة التجارية، وأشهر كعبات الجزيرة قبل الإسلام بعد كعبة مكة كانت كعبة بيت ثقيف، وكعبة بيت اللاّت، وكعبة نجران، وكعبة شداد الأيادى، وكعبة ذى الشرى، وبيت الأقيصر، وبيت رضا، وكعبة رحيم، وبيت العزى وبيت ذى الخلصة، وتقول هذه النظرية إن جميع هذه الكعبات تشترك فى صفتين أساسيتين، فجميعها أبنية مكعبة، وجميعها أُطر لأحجار سوداء، وهذه الأحجار السوداء هى أحجار نيزكية.

ونوهت إلى أن الحجر الأسود تعرض للتكسير، والسبب أن الحجاج بن يوسف الثقفى حارب عبد الله بن الزبير سنة 73 هـجريا، وكان عبد الله يتحصن داخل بيت الله الحرام، فرماه بالمنجنيق وأصاب الحجر الأسود فكسره وذهبت منه قطعة ولم يجدها الناس، فقاموا بجمع القطع وتم وضعها داخل إطار من ذهب، أما عن السواد هو على الظاهر من الحجر، أما بقية الحجر فهو على ما هو عليه من البياض.

وعن سرقة الحجر الأسود، أكدت أن كتب التاريخ تذكر أنه فى سنة 317 هـجريًا حدثت فتنة عظيمة قام بها القرامطة، وهم من الباطنية، وكان من هؤلاء أبو طاهر سليمان بن أبى سعيد حسن بن بهرام القرمطى الجنابى الأعرابى، فأغار على مكة يوم التروية من سنة 317 هجريًا، فقتل الحجيج حول الكعبة وفى جوفها، وردم زمزم، وسلب كسوة الكعبة وأخذ بابها، وحليتها وقبة زمزم، وجميع ما كان فيها من آثار الخلفاء، والتى زينوا بها الكعبة، واقتلع الحجر الأسود من موضعه، وأخذه إلى بلده هجر، وبقى موضع الحجر من الكعبة خاليًا 22 سنة تقريبًا.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!