شئون عسكريةعاجل

حرب العاشر من رمضان العـزيمة والانتصــار ملحمة مصـــريــة خالدة

حرب اكتوبر 1973 صفحة ناصعة فى تاريخ العسكرية المصرية ليقراها الاجيال القادمة

حرب العاشر من رمضان العـزيمة والانتصــار ملحمة مصـــريــة خالدة

حرب العاشر من رمضان العـزيمة والانتصــار ملحمة مصـــريــة خالدة
حرب العاشر من رمضان العـزيمة والانتصــار ملحمة مصـــريــة خالدة

كتبت : منا احمد

في كل عام، حين يحل علينا شهر رمضان الكريم، تحل معه أجمل، وأحلى، الذكريات، وأهمها تلك الخاصةً بيوم العاشر من رمضان، الموافق لذكرى النصر العظيم، ذكرى انتصارات أكتوبر ٧٣، التي لازلت تعيش فى قلب كل مصرى الكبير والصغيرصفحة ناصعة بحروف من نور روتها دماء اغلى واشجع واخلص الرجال مسطرة فى تاريخ العسكرية المصرية يتوارثها الاجيال  جيل بعد جيل واليوم يمتد جيل جديد من رحم اكتوبر العظيم يخوض حرب جديدة ضد الارهاب الغاشم بسيناء  … الجيش المصرى العظيم يقدم الغالي والنفيس في سبيل حفظ أمن الوطن وسلامة أراضيه عبر قطع الطريق على الجماعات الإرهابية التي تحاول النيل من البلاد، مثمنًا ثقة الشعب المصري بقواته المسلحة الراعية لأمن واستقرار مصر، ومؤكدًا على سمة الاعتزاز والكبرياء الذي ينظر به الشعب إلى أبناء القوات المسلحة خلال قيامهم بواجبهم الوطني في تطهير سيناء من أيدي العناصر الإرهابية التي تنفذ أعمالًا شيطانية تهدد أمن المجتمع المصري بكل فئاته

القوات المسلحة تضرب بكل قوة من أجل اقتلاع هذه العناصر من أرض الكنانة سيناء قريبا باذن الله وأن تكثف العمليات النوعية والاستباقية من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن  

ويؤكد الشعب المصرى على المساندة الكاملة والتأييد المطلق لكل جهود قواتنا المسلحة في حربها ضد الإرهاب ومساعيها الدائمة لتطهير سيناء الحبيبة من العناصر التكفيرية والخبيثة التى تهدف نشر العنف والخراب في المجتمع ويواصل ابطال جيشنا البواسل فرض الأمن والاستقرار على كل ربوع الوطن  .

الشاذلي في «الخيار العسكري العربي»: هكذا كان علينا استئصال إسرائيل ...

بدأ الصباح العاشر من رمضان ،وكبار قادة القوات المسلحة والرئيس الراحل محمد انور السادات بغرفة العمليات الرئيسية، للقوات المسلحة المصرية، تستعد ليوم الهجوم، وعبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف … هذا اليوم، وهذه اللحظة، التي انتظرها طويلاً الشعب المصرى، بعد حرب يونيو٦٧، التي وصلت القوات الإسرائيلية إلى الضفة الشرقية للقناة، فكانت أحلك لحظة في تاريخ مصر، عندما ارتفع علم العدو الإسرائيلي، على ضفة قناة السويس المصرية.

تحمل الشعب المصري الكثير، رافعاً شعار “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، وشعار “مصر أولاً”، فقد توقفت جميع مشروعات البنية الأساسية، ووجهت جميع الموارد لصالح المجهود الحربي، حتى أن الجندي المجند ظل يخدم في القوات المسلحة، أكثر من سبع سنوات، حتى حرب أكتوبر ٧٣، فقدنا الكثير من الشهداء، خلال حرب الاستنزاف، من العسكريين ومن المدنيين، بناة حائط الصواريخ ومن مدن القناة … وتحملت مصر كل ذلك، انتظاراً لهذا اليوم المشهود، يوم النصر، وتحرير الأرض، ورفع العلم المصري على أرض الفيروز … إنه يوم العاشر من رمضان.

كان اختيار العقيد أركان حرب صلاح فهمي، لهذا اليوم، لبدء الهجوم على الجبهتين، المصرية والسورية، غايةً في الدقة، فلم يتوقع العدو قيام الجيش المصري بأي عمليات هجومية في شهر رمضان، شهر الصوم والعبادات، فكان اختيار هذا اليوم أحد عناصر المفاجأة لإسرائيل في هذه الحرب.

حل صباح العاشر من رمضان، وكبارقادة القوات المسلحة  في مركز القيادة، الذي بدأالعمل فيه قبل عدة أيام، تحت شعار “مشروع تدريبي”، لاختبار قدرة وإمكانات وأدوات ومعدات المركز، قبل البدء في قيادة القوات على الجبهة المصرية لشن حرب التحرير حرب العزة والكرامة

بدأت القيادات العسكرية برفع خرائط المشروع التدريبي من على الحوائط، واستبدالها بخرائط “الخطة جرانيت المعدلة”، لاقتحام قناة السويس وتدمير خط بارليف الإسرائيلي … وكان الموقف عصيباً، فبعد سبع سنوات، سنحقق الحلم ونستعيد ارضنا ونرفع العلم المصرى فوق قناة والسويس وعلى ارض سيناء

 كل هذة الساعات فى يوم العاشر من رمضان السادس من اكتوبر 1973 ومع مرور الوقت، بدت الأمور تسير مثل التخطيط، فهناك مجموعات، خلف خطوط العدو، اندفعت إلى عمق سيناء، لمراقبة تحركات الاحتياطيات الإسرائيلية، حال تقدمها نحو قناة السويس، لنجدة قوات خط بارليف.

وللاتصال بهذه المجموعات، تم استخدام الشفرة، بواسطة جنود، تتحدث اللهجة النوبية، تم تدريبهم عليها من قبل، حتى لا يفهم العدو ما يحدث، ووصلت هذه العناصر إلى مواقعها، في عمق سيناء، وبدأت الأحداث تتوالى.

20 صورة تجسد بطولات حرب أكتوبر - مدونة الأضواء

بدأت القيادة في تلقي البلاغات، الواحد تلو الآخر، عن استعداد القوات، كل في مكانه، لقد بدأ نزول الضفادع البشرية إلى قناة السويس، لإغلاق أنابيب النابالم، التي أعدها العدو الإسرائيلي لتحويل القناة إلى جهنم مشتعلة، لإحراق القوات المصرية القائمة بالهجوم، وجاء التمام بتنفيذ كل المهام.

 وكثير من القادة، كانو في شوق على احر من الجمر أن هذه اللحظة العظيمة  قد حانت، وأننا نعيشها حقاً وصدقاً، ولكنها تأكدت، عندما رصدت شاشات الرادار، عبور ٢٢٠ من طائرتنا المقاتلة، لقناة السويس، لتصيب أهدافها في الضربة الجوية القوية المركزة على عدد من نقاط العدو الحصينة ، ليبدأ، بعدها، تمهيد نيران المدفعية، بطول خط القناة بالكامل، استعداداً لعبور خمس فرق مشاة، في ١٢ موجة، بالقوارب، لتصل إلى الضفة الأخرى للقناة وتهاجم خط بارليف، وكانت من أجمل البلاغات التي نتلقاها، هي سقوط نقاط خط بارليف، النقطة تلو الأخرى، باندفاع ابطال قواتنا إلى عمق سيناء مرددين شعار الله أكبر. ولم يأتي مساء العاشر من رمضان، إلا و٢٠٠ ألف جندي مصري ابطال جيشنا العظيم على أرض سيناء الحبيبة.

وكان أسعد خبر سمعته القيادة العسكرية والشعب المصرى الوفى يوم العاشر من رمضان، ومع بدء الهجوم، هو تلك الإشارة، التي التقطتها المخابرات المصرية، وهي رسالة مفتوحة، غير مشفرة، لضمان سرعة الوصول، من قائد الطيران الإسرائيلي إلى جميع طياريه، يأمرهم بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة ١٥ كم، وهي مدى حائط الصواريخ المصري وقتها تأكد للقيادة العسكرية ولابطال جيشنا العظيم  أن الهجوم سوف ينجح، لأن القوات الجوية الإسرائيلية، التي طالما تغنوا بقدراتها، وأسموها “اليد الطولي”، قد خرجت من المعركة، وحُيدت قدراتها.

افتكاسات: الملف المصور : تحطيم خط بارليف .. صور تنشر لاول مرة

 ومع حلول لليل العاشر من رمضان يوم النصر العظيم  الذى فتح الطريق للنصر المجيد تم إقامة الكباري المصرية، لكي تعبر عليها الدبابات المصرية، وابطال عناصر المدفعية، ومراكز القيادة، وجاء صباح الحادي عشر من رمضان، وهناك ربع مليون بطل من جنود الجيش المصرى راعين شعار الله أكبر، بأسلحتهم ودباباتهم ومدفعيتهم وكافة عتادهم، على الضفة الشرقية للقناة، يدمرون الاحتياطات الإسرائيلية المدرعة، التي حاولت تدمير قوات العبور.

وفي نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل

 في 19 أكتوبر طلب الرئيس الأمريكي نيكسون من الكونجرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة لإسرائيل الأمر الذي أدى لقيام الجزائر والعراق والمملكة العربية السعودية وليبيا والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى لإعلان حظر على الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، مما خلق أزمة طاقة في الولايات المتحدة الأمريكية

فى نهاية الحرب تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 أكتوبر عام 1973م. وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. 

وقعت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في “كامب ديفيد” 1979. انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.

ماذا حدث في إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973؟ | الوكالة نيوز

من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء. واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية. ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر 1978م على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977م وزيارته للقدس. وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975م.

واكتملت ملحمة النصر، وتم استعادة سيناء الحبيبة، ورفع العلم المصري، مزيناً بدماء أبطال الجيش المصري العظيم، ليرفرف عالياً، وحفرت هذه الملحمة الرائعة بأحرف من نور في تاريخ مصر العظيم للاجيال القادمة للتتعلم وتدرس معنى الفداء والتضحية من اجل الدفاع عن كل حبة رمل من ارض مصر الغالية حبة عنية ام الدنيا  .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!