السودان.. تفاصيل الهجوم على منطقة عسكرية أثناء زيارة البرهان
البرهان يتحدى بعد ضربة بطائرتين مسيرتين لقاعدة كان يزورها بشرق السودان
السودان.. تفاصيل الهجوم على منطقة عسكرية أثناء زيارة البرهان

كتب: وكالات الانباء
قتل 5 عسكريين على الأقل في هجوم بمسيّرات، استهدف منطقة جبيت العسكرية شرقي السودان أثناء حضور قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حفل تخريج لطلبة الكلية الحربية هناك.
وقال شهود عيان، إن الهجوم الذي نفذته مسيّرتان أدى إلى قطع البث التلفزيوني، وأحدث حالة من الرعب والفوضى بمكان الاحتفال، ليتم بعدها إجلاء البرهان إلى مدينة بورتسودان التي تبعد نحو 120 كيلومترا عن المنطقة.
ولم يصدر أي بيان رسمي حتى الآن حول تفاصيل الهجوم، الذي جاء بعد ساعات قليلة من سلسلة هجمات تعرضت لها مدن عدة في أنحاء السودان.
وفي وقت سابق من الأربعاء، قال شهود عيان لـ”رويترز” إن ضربة بطائرة مسيّرة استهدفت قاعدة للجيش شرقي السودان، خلال زيارة البرهان لها.
وأعلن الجيش “التصدي لمسيّرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية عقب ختامه”، في معسكر جبيت شرقي السودان.
وأضاف الجيش: “تسبب الحادث في استشهاد 5 أشخاص ووقوع إصابات طفيفة جار حصرها”.
هجمات أخرى
- في الساعات الأولى من صباح الأربعاء نفذت 8 مسيّرات هجمات متتالية على عدة مواقع عسكرية وأمنية في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، قتل فيها نحو 7 من الضباط وأفراد الأمن وفقا لتقارير غير رسمية.
- تعرضت مدن ومناطق عسكرية في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم وسنار بجنوب شرق البلاد لهجمات أيضا يومي الإثنين والثلاثاء.
- استهدفت إحدى الهجمات مقرات حكومية مهمة في مدينة الدامر بولاية نهر النيل من دون أن تحدث خسائر في الأرواح.
- استهدفت هجمات أخرى مباني ملحقة بقاعدة كنانة الجوية قرب مدينة سنار، التي تشهد توترا كبيرا بسبب القتال الدائر هناك منذ أكثر من شهر
ضباط سودانيون يحيطون بقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بعد هجوم بطائرتين مسيرتين استهدف قاعدة عسكرية في جيبت بشرق السودان خلال زيارته إليها يوم 31 يوليو تموز 2024. صورة ثابتة مأخوذة من مقطع مصور نشره المكتب الإعلامي لمجلس السيادة السوداني وحصلت عليها رويترز من طرف ثالث
وتحدث قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بنبرة تحد يوم الأربعاء بعد أن استهدفت ضربة بطائرتين مسيرتين قاعدة للجيش خلال زيارته لها في شرق السودان، مما أثار شكوكا حول الجهود الأخيرة لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ 15 شهرا.
فى السياق ذاته ذكر بيان للجيش أن الهجوم وقع في أثناء حفل تخرج بقاعدة جبيت العسكرية، على بعد نحو 100 كيلومتر من مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، والتي تعد مقرا للحكومة السودانية حاليا، وأن خمسة أشخاص لاقوا حتفهم.
وأكد شهود أن البرهان كان بالقاعدة في أثناء الهجوم صباح يوم الأربعاء. وقالت مصادر رسمية إنه ظل في المنطقة وعاد إلى القاعدة للتحدث إلى القوات، بما يتناقض مع تقارير سابقة أفادت بأنه غادر إلى بورتسودان.
ونفى مستشار لمحمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية أن تكون قواته مسؤولة عن الواقعة.
وقال البرهان، الذي قبلت وزارة الخارجية التابعة له دعوة أمريكية لإجراء محادثات في أغسطس آب، للجنود بعد الضربة إن قواته لن تتراجع ولن تستسلم ولن تتفاوض مع أي كيان، في إشارة لقوات الدعم السريع.
وأضاف أنهم لا يخشون الطائرات المسيرة.
وأظهرت لقطات نشرها الجيش، وقال إنها صورت في جبيت بعد حفل التخرج، البرهان محاطا بمدنيين مبتهجين يهتفون “جيش واحد، شعب واحد”.
وهجوم الطائرتين المسيرتين هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المماثلة على مواقع للجيش في الأشهر القليلة الماضية وهو أقرب هجوم من بورتسودان. وخلال اليومين الماضيين، أصابت ضربات بطائرات مسيرة مدن كوستي وربك وكنانة في ولاية النيل الأبيض بجنوب السودان، وكذلك الدامر شمالي العاصمة، بحسب سكان محليين.
ولم تصدر قوات الدعم السريع تعليقا بعد بشأن هذه الهجمات.
وأظهرت مقاطع مصورة جرى تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت منها رويترز جنودا يسيرون خلال تدريبات حفل التخرج. وتسنى سماع صوت طنين تبعه صوت انفجار. ويُظهر مقطع مصور آخر سحابة غبار والعشرات يركضون.
قال أحد الشهود “سمعنا أصوات انفجارات فجأة وركض الجميع في خوف”، مشيرا إلى أن العديد من أسر الخريجين كانوا حاضرين.
* خطط محادثات سلام
اندلعت الحرب بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني في أبريل نيسان 2023 بسبب خطط لدمج قوات الدعم في صفوف الجيش خلال عملية انتقال سياسي تمهيدا لانتخابات.
وتشارك الطرفان السلطة بدون تفاهم واضح بعد انقلاب في عام 2021، مما أدى إلى تعطيل عملية انتقالية سابقة أعقبت الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير في عام 2019.
وتسبب الصراع في أكبر أزمة إنسانية في العالم، ودفع نصف السكان إلى حالة من انعدام الأمن الغذائي وأدى إلى تشريد أكثر من 10 ملايين نسمة.
وألقى مسؤول في قوات الدعم السريع يوم الأربعاء باللوم في هجوم الطائرتين المسيرتين على أفراد متشددين. وقال محمد المختار المستشار القانوني لقائد الدعم السريع لرويترز “ليس للدعم السريع أي صلة بالمسيرات التي استهدفت مدينة جبيت اليوم وهي بسبب الخلافات الداخلية بين الاسلاميين”.
وردت قوات الدعم السريع على بيان وزارة الخارجية قائلة إنها ستتفاوض فقط مع الجيش وليس مع الإسلاميين.
وقال البرهان يوم الأربعاء إنه في الوقت الذي يرحب فيه بجهود وقف الحرب، فإن على الوسطاء التشاور مع السودان بشأن الموضوعات والمشاركين، وعليهم كذلك احترام سيادة الحكومة.
وأضاف أنهم يريدون إنهاء الحرب ورؤوسهم مرفوعة ومنتصرون.
وأوضح “إحنا طبعا كلنا مؤمنين بأن هذه المهنة.. مهنة العسكرية.. هي مهنة ما عندها (سوى) حلين. واحدة فيهن الشهادة وواحدة فيهن الانتصار. وما عندنا حاجة تانية. إحنا كلنا مارقين عشان نؤدي ضريبة بتقودنا للطريق ده ذاته. يا إما ننتصر يا إما نموت. ما عندنا حاجة تانية”.
وجددت قوات الدعم السريع في الأسابيع القليلة الماضية جهودها للسيطرة على مزيد من الأراضي وهاجمت ولاية سنار بجنوب شرق البلاد -مما أدى إلى نزوح أكثر من 165 ألف شخص- وكذلك ولايتي النيل الأبيض والقضارف.
وسرعان ما سيطرت في العام الماضي على العاصمة الخرطوم ثم معظم منطقة دارفور وولاية الجزيرة، لكن الصراع ما زال محتدما حول مدينة الفاشر، أحد 14 موقعا في السودان يحذر خبراء من حدوث مجاعة بها.
ولم تسفر جهود سابقة للتوسط في الصراع عن وقف دائم لإطلاق النار، ويعتبر العديد من السودانيين المحادثات في سويسرا أفضل فرصة لإنهاء الحرب.
وتشارك السعودية في رعاية المحادثات المقرر أن تضم مصر وكذلك الإمارات التي يقول الجيش وأطراف أخرى إنها تدعم قوات الدعم السريع، لا سيما بأسلحة مثل الطائرات المسيرة. وتنفي الإمارات ذلك.
السودان.. هجوم جبيت يطرح تساؤلات حول أهدافه والمستفيدين منه
فى الاتجاه ذاته قبل أن ينجلي دخان الهجوم الذي نفذته مسيرتان على حفل تخريج دفعة جديدة من طلاب الكلية الحربية، الأربعاء، بحضور قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في منطقة جبيت العسكرية شرقي البلاد، ظهرت فرضيات عديدة حول طبيعة الهجوم، الذي قتل فيه 5 أشخاص ويعتقد على نطاق واسع أنه كان يستهدف البرهان أولا.
الهجوم تزامن مع تفاقم حدة الخلافات داخل معسكر الجيش، حيث زادت المنصات الإعلامية الموالية لتنظيم الإخوان من هجومها على البرهان، في حين أصدرت الحركات المسلحة التي تقاتل مع الجيش قبل أقل من 24 ساعة من وقوع الهجوم بيانا اعتبره محللون بداية لتصدع في العلاقة التي نمت بشكل كبير بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.
وحتى الآن لم يصدر بيان رسمي يوضح حيثيات الهجوم أو الجهة التي نفذته، لكن محللين استطلع موقع “سكاي نيوز عربية” آراءهم حددوا سيناريوهات مختلفة لتفسير البعد الأمني والزماني للهجوم ومحاولة معرفة الجهة المستفيدة منه.
طبيعة الهجوم
منطقة جبيت التي وقع فيها الهجوم والتي تبعد نحو 120 كيلومترا من بورتسودان – العاصمة الحالية للحكومة – تعد واحدة من أكثر المناطق العسكرية حساسية وتأمينا في السودان، كما تبعد بأكثر من ألف كيلومتر من أقرب نقطة سيطرة لقوات الدعم السريع، وعززت كل تلك المعطيات الشكوك حول دوافع الهجوم والطريقة التي نفذ بها.
ومن وجهة نظر عسكرية، ينبه الأمين ميسرة، الضابط السابق في القوات المسلحة، إلى أن منطقة جبيت التي وقع فيها الهجوم تعتبر من المناطق التي يمكن تأمينها ومراقبتها بسهولة نظرا لطبيعتها الجغرافية ووقوعها في منطقة مكشوفة.
ويقول ميسرة لموقع : “عبور المسيرات بالطريقة التي نفذ بها الهجوم على الموقع المقام فيه حفل التخريج في جبيت، يشير إلى فرضيتين إما وجود تقصير أمني واستخباراتي، أو وجود تقاعس ما خصوصا أن زيارة كزيارة القائد العام للجيش لأي منطقة عسكرية عادة ما تسبقها إجراءات تأمين عالية المستوى”.
وعزا ميسرة ظهور البرهان باللباس الميداني، الذي لا يتناسب مع مناسبة تخريج طلاب كلية حربية والتي عادة ما يرتدي قائد الجيش فيها لباسا عسكريا تشريفيا كاملا، إلى وجود مخاوف لاحتمالية استهداف البرهان من جهة ما أو ربما من دوائر محيطة به.
ويوضح: “الخلافات التي تدور حاليا تشكل مناخا مناسبا لأي إفرازات غير متوقعة، خصوصا بالنظر إلى براعة وتجربة تنظيم الإخوان في التصفيات”.
ملاحظات مهمة
يحدد الصحفي محمد المختار محمد، المتخصص في تدقيق المعلومات ومكافحة التضليل، ثلاث ملاحظات مهمة تحتاج إلى إجابات تتعلق بتأخر التصدي للمسيرات، والكيفية التي عبرت بها تلك المسيرات حتى وصولها إلى منطقة الاحتفال إضافة إلى تناقض الروايات حول توقيت الهجوم.
وفقا للمختار، فإن هنالك تناقضا بين ما ورد في بيان الجيش بأن المضادات الأرضية تصدت للمسيرات وما ظهر في مقطع فيديو منتشر على نطاق واسع يشير إلى أن صوت المسيرة بدأ يسمع من الثانية 25 في الفيديو، وبدأ يزداد ارتفاعه تدريجيا حتى ضربت المسيرة هدفها.
ويوضح محمد : “إذا افترضنا أن المسيرة انطلقت من مكان قريب أو بعيد، كيف عبرت حتى وصلت هدفها؟، خاصة وأن منطقة جبيت منطقة عسكرية وبها أكثر من دائرة أمنية تحيط بها، ودائرة جبلية، وأجهزة تشويش ثابتة وأخرى مصاحبة للبرهان، علاوة على رفع الاستعداد لأقصى درجة نسبة لأهمية المناسبة”.
أما الملاحظة الثالثة فتتعلق بـ”توقيت الهجوم حيث أشار بيان الجيش إلى أن الهجوم وقع عقب انتهاء حفل التخريج، بينما يظهر الفيديو الهجوم أثناء التخريج”.
الرسالة والتوقيت
يربط الإعلامي والمحلل السياسي ماهر أبو الجوخ بين الهجوم والتوقيت الذي وقع فيه، كما يرى أن الجهة التي نفذته – بغض النظر عن هويتها – تريد إيصال رسالة للبرهان مفادها “أننا نستطيع الوصول إليك”.
ويقول أبو الجوخ : “دلالة التوقيت ترتبط بأمر جوهري وهو الدعوة لمباحثات جنيف التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية، ومن الواضح أن الدعم السريع إذا كان هو الجهة المنفذة للحادث يريد الضغط على البرهان لإجباره للذهاب للمفاوضات أما إذا كانت الجهة المنفذة هي من داخل معسكر تنظيم الإخوان فإن الرسالة مفادها إما إنهاء الصراع معه باغتياله وإخراجه من المشهد وبالتالي الدفع بوجه متوافق معهم أو في الحد الأدنى تهديده”.
ويرى أبو الجوخ أن هنالك أكثر من جهة، لديها مصلحة في تغييب البرهان عن المشهد بهذا السيناريو.
ويوضح: “بإمكان الدعم السريع على سبيل المثال، توظيف غياب البرهان في إضعاف الروح المعنوية للجيش وزيادة وتعميق شقة الخلافات الداخلية وإظهار ضعف وفشل الجيش في حماية قائده في قلب معقلهم في جبيت، خصوصا في ظل التصدعات الداخلية الكبيرة بالمعسكر الداعم للجيش حتى وسط كبار القادة وهو ما يجعل عملية انتقال القيادة أمر عسير في ظل هذا الواقع وقد يترتب عليه تفكيك وانقسام الجيش نفسه”.
ويكمل أبو الجوخ: “أما بالنسبة للمجموعات المختلفة مع البرهان ولديها صراعات معه فمن الواضح أن مصلحتها تكمن في أمرين إما إجبار البرهان على التوافق معها في موقفها بعد هذه الحادثة أو التخلص منه وبالتالي تنصيب شخص بديل متوافق معها”.
لكن المحلل السياسي ينبه إلى خطورة تجاهل التفاعلات الداخلية الذاتية الناتجة عن الصراع، موضحا “تغييب البرهان بمثل هذا السيناريو ستكون نتيجته زيادة حدة الصراع وربما يقود لانقسام أفقي أو رأسي داخل الجيش بسبب صراع الولاءات”.
ولا تستبعد الكاتبة الصحفية رشا عوض فرضية رغبة تنظيم الإخوان في التخلص من البرهان، لكنها تشير إلى ضرورة فهم تلك الرغبة في سياقها الصحيح.
وتوضح : “الداعمين لاستمرار الحرب يرغبون في التخلص من البرهان، لكن تلك الرغبة لا تنطلق مما يحاول التنظيم الترويج له بأن سببها هو فشل البرهان في إدارة الحرب والتسبب في الهزائم التي تعرض لها الجيش خلال الفترة الأخيرة، إنما تغذيها الرغبة في استبداله بشخصية عسكرية أكثر ولاء لهم”.
الدعم السريع يعلق على هجوم جبيت خلال زيارة البرهان
من جانبها نفت قوات الدعم السريع علاقتها بالهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية شرقي السودان، خلال زيارة لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وقتل 5 عسكريين على الأقل في الهجوم الذي حدث أثناء حضور البرهان حفل تخريج لطلبة الكلية الحربية هناك.
وأعلن الجيش “التصدي لمسيّرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية عقب ختامه”، في معسكر جبيت شرقي السودان.
وأضاف الجيش: “تسبب الحادث في استشهاد 5 أشخاص ووقوع إصابات طفيفة جار حصرها”.
الجيش السوداني يتكتم على محاولة اغتيال البرهان مع عرقلة المفاوضات
فيما أعلن الجيش السوداني الأربعاء، مقتل خمسة أشخاص إثر هجوم بطائرتين مسيّرتين على احتفال شارك فيه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، لتخريج طلبة عسكريين بولاية البحر الأحمر شرق البلاد، فيما قالت تقارير محلية أن الهجوم جاء في إطار محاولة اغتيال البرهان، في الوقت الذي يصر فيه الجيش على وضع شروط قبل انطلاق مفاوضات السلام التي دعت إليها الولايات المتحدة، ومن المرجح أن يزداد تعنت البرهان بعد استهدافه.
وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن البرهان “نجا من محاولة اغتيال بطائرة مسيّرة شرقي البلاد خلال تخريجه طلبة حربيين”، بينما قال الجيش في بيان “تصدت مضاداتنا الأرضية اليوم لمسيّرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية عقب ختامه في (مدينة) جبيت” وأفاد بمقتل خمسة ووقوع إصابات طفيفة جاري حصرها”.
ولم يتطرق الجيش في بيانه المقتضب إلى الأنباء عن نجاة قائده البرهان من محاولة اغتيال.
وذكرت مصادر مقربة من الجيش إن الهجوم الذي نفذته مسيّرتان أدى إلى قطع البث التلفزيوني، وأحدث حالة من الرعب والفوضى بمكان الاحتفال، ليتم بعدها إجلاء البرهان إلى مدينة بورتسودان التي تبعد نحو 120 كيلومترا عن المنطقة.
من جهته، قال مستشار بقوات الدعم السريع في السودان، في تصريحات لوكالة رويترز، إنه “ليس لقوات الدعم السريع أي صلة بهجوم المسيرتين الذي استهدف قاعدة عسكرية شرق السودان أثناء زيارة قائد الجيش لها”.
ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023؛ حربا خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وفي الآونة الأخيرة، شنت طائرات مسيّرة هجمات على مقار حكومية في مدن بولايات لم تشهد معارك، منها نهر النيل والشمالية في شمال البلاد، والنيل الأبيض جنوبا، والقضارف شرقا.
وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء نفذت ثمان مسيّرات هجمات متتالية على عدة مواقع عسكرية وأمنية في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، قتل فيها نحو 7 من الضباط وأفراد الأمن وفقا لتقارير غير رسمية.
وتعرضت مدن ومناطق عسكرية في ولاية نهر النيل شمال الخرطوم وسنار بجنوب شرق البلاد لهجمات أيضا يومي الإثنين والثلاثاء. واستهدفت إحدى الهجمات مقرات حكومية مهمة في مدينة الدامر بولاية نهر النيل من دون أن تحدث خسائر في الأرواح.
واستهدفت هجمات أخرى مباني ملحقة بقاعدة كنانة الجوية قرب مدينة سنار، التي تشهد توترا كبيرا بسبب القتال الدائر هناك منذ أكثر من شهر.
وتتزايد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع ملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد/ لكن الحكومة الموالية للجيش طلبت عقد اجتماع مع الولايات المتحدة من أجل “التمهيد الجيد” لاستئناف مفاوضات السلام مع قوات الدعم السريع، واشترطت تنفيذ “إعلان جدة”.
وأوضحت أن أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة، الذي ينص على الانسحاب الشامل ووقف التوسع، لن تكون مقبولة للشعب السوداني الذي يعاني من التشريد والقتل والاغتصاب والتطهير العرقي ونهب الممتلكات.
وأعادت الحكومة المفاوضات إلى نقطة الصفر بوضع شروط تتجاهل فيه التطورات العسكرية وتصب في صالح الجيش الذي يريد الاستفراد بالحكم، مشددة على ضرورة التشاور المسبق مع الحكومة السودانية حول شكل وأجندة أي مفاوضات والأطراف المشاركة فيها، مؤكدة أن منبر جدة وما تم الاتفاق عليه يجب أن يكون الأساس. في حين أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قبل أيام موافقته على المشاركة في هذه المفاوضات.
وفي 23 يوليو/ تموز الجاري، دعت الخارجية الأميركية، في بيان طرفي الحرب إلى المشاركة في مفاوضات لوقف إطلاق النار تتوسط فيها واشنطن وتبدأ بسويسرا في 14 أغسطس/ آب المقبل.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان إن المحادثات، التي ترعاها أيضا السعودية ستضم الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بصفة مراقب.
وفي 6 مايو/ أيار 2023، بدأت الولايات المتحدة والسعودية وساطة في مدينة جدة بين الجيش و”الدعم السريع”، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق لحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية والامتناع عن الاستحواذ.
وضمن منبر جدة، جرى إعلان أكثر من هدنة وقعت خلالها خروقات تبادل الطرفان اتهامات بشأن المسؤولية عنها، ما دفع واشنطن والرياض إلى تعليق المفاوضات.
قبائل حضرموت تهدد بوقف تصدير النفط في حال عدم تحقيق مطالبها
أمهلت قبائل حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، اليوم الأربعاء الحكومة المعترف بها دوليا 48 ساعة لتنفيذ مطالبها الخاصة “بشراكة حقيقية فاعلة” بشأن المخزون النفطي في ميناء ضبة وحقل المسيلة، الذي هددت بالسيطرة عليه.
وأكد حلف قبائل حضرموت في بيان عقب لقاء استثنائي لقيادات الحلف أنه على المجلس الرئاسي “الاعتراف بحق المنطقة وتفعيل دور الشراكة الفاعلة والحقيقية ممثلة في مؤتمر حضرموت الجامع أسوة بالأطراف الأخرى المشاركة في التسوية الشاملة في البلاد”.
وحذر البيان من الإقدام على أي تصرف بنفط حضرموت أو تصديره أو تسويقه “إلا بعد تثبيت مكانة حضرموت وضمان حقوقها بما يرتضيه أهلها، تنفيذا للقرارات المتخذة من مؤتمر حضرموت الجامع في 13 يوليو/تموز الجاري”.
وأوضح البيان أن المخزون النفطي الحالي في خزانات ميناء الضبة والمسيلة “يعد حق من حقوق حضرموت ولن تنازل عنه على أن يسخر كامل قيمته لشراء محطة كهربائية لحضرموت”.
وأكد حلف قبائل حضرموت أنه “في حال عدم الاستجابة لما ذكر خلال مدة 48 ساعة سيتم وضع أيدينا على الأرض والثروة”.
وتأتي تهديدات قبائل حضرموت في وقت قالت تقارير إخبارية إن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تجري ترتيباتها لاستئناف تصدير النفط الخام خلال أيام من حضرموت بعد فترة توقف إجباري لنحو عامين كبد الخزينة العامة خسائر بنحو ملياري دولار، وذلك نتيجة هجمات الحوثيين على ميناء تصدير النفط في الضبة بمحافظة حضرموت.
ويشكو أبناء حضرموت من تدهور غير مسبوق في الخدمات العامة، خاصة الكهرباء والماء وارتفاع أسعار الوقود. وشهدت مدن المحافظة في الأشهر القليلة الماضية احتجاجات غاضبة وقطع للطرق بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء خاصة في فصل الصيف.
وتنتج حضرموت من حقل المسيلة الذي تديره شركة (بترو مسيلة) الحكومية نحو 100 ألف برميل يوميا مخصصة للتصدير إلى الخارج، وتشكل إجمالي إنتاج اليمن من النفط الخام في الوقت الراهن مع توقف عدد من القطاعات النفطية عن التصدير. وقطاع النفط والغاز أهم مورد لإيرادات الحكومة في اليمن، إذ يشكل ما نسبته 70 بالمئة من دخل البلاد.
حكومة الدبيبة ترحل مهاجرين لتقديم نفسها كشريك كفء لأوروبا
أعلنت السلطات الليبية الثلاثاء إعادة نحو 370 نيجيريًا وماليًا من المهاجرين غير النظاميين إلى هذين البلدين بينهم أكثر من 100 امراة وطفل، وهذه العملية هي جزء من جهد أوسع من قبل حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في البلاد برئاسة عبدالحميد الدبيبة لتقديم نفسها إلى أوروبا كشريك موثوق وكفء في إدارة أزمات الهجرة.
وقال اللواء محمد بريدعة المسؤول في جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في وزارة الداخلية إن “الجهاز بدأ اليوم عملية لإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم” في رحلتين: الأولى تقل 204 نيجيريين والثانية 165 ماليا. ومن بين المهاجرين النيجيريين، هناك 108 نساء و18 قاصراً و9 أطفال.
وأكد المسؤول أن “رحلات المغادرة الطوعية هذه يتم تنظيمها بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة”.
وتساعد المنظمة الدولية للهجرة التي تنشط في جميع أنحاء ليبيا، من خلال برنامج العودة الإنسانية الطوعية تسهيل عودة المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في ليبيا أو المعرضين للخطر.
واستغل المهربون مناخ عدم الاستقرار الذي يسود ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011 لتطوير شبكات الهجرة غير الشرعية.
وتعد ليبيا التي تقع على بعد 300 كيلومتر من ساحل إيطاليا، إحدى دول المغادرة الرئيسية في شمال إفريقيا لآلاف المهاجرين، معظمهم من جنوب الصحراء الكبرى الذين يرغبون في الوصول إلى أوروبا.
وكثيراً ما يتم اعتراض المهاجرين أثناء عبورهم إلى إيطاليا ووضعهم في مراكز احتجاز، اضافة الى القبض على العديد من المهاجرين الذي لا يحملون أوراقا ثبوتية أو تصاريح إقامة.
وأضاف بريدعة أن “الاعتقالات تتم بعد تقديم شكوى إلى جهاز مكافحة الهجرة من قبل البلديات” التي يتواجد فيها هؤلاء المهاجرون، “ثم يأمرنا مكتب المدعي العام باعتقالهم، حيث هم موجودون”.
وقال حكيم، وهو نيجيري ينتظر ترحيله إنه كان ينبغي منح المهاجرين وقتا كافيا لتنظيم أنفسهم، في إشارة الى سرعة اعتقالهم ونقلهم الى مراكز الاحتجاز وترحيلهم.
وكان عماد الطرابلسي، وزير الداخلية في الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، صرح خلال مؤتمر صحافي في العاشر من تموز/يوليو أن “قضية الهجرة تتعلق بأمننا القومي”، مشيرا إلى أن “الوقت حان لحل هذه المشكلة لأن ليبيا لم تعد قادرة على الاستمرار في دفع الثمن”.
وأعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فرع بنغازي الكبرى الثلاثاء، إيقاف ألفين و17 مهاجرا غير نظاميين خلال شهر.
وقال الفرع إن من بين المهاجرين 145 مصابا بفيروس الكبد الوبائي “سي” و”بي” بالإضافة إلى خمسة آخرين مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، حسب بيان على صفحته في موقع فيسبوك”.
وأشار الفرع في بيان إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لعملية ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم، وتسوية أوضاع آخرين وفق الإجراءات القانونية المتبعة داخل الدولة.
وفي محاولةٍ لترسيخ نفسها كلاعبٍ مركزي في إدارة الهجرة في البحر الأبيض المتوسط، تستضيف ليبيا سلسلة من الاجتماعات الدولية رفيعة المستوى، وذلك لعرض قدراتها التشغيلية، حسبما ذكرت صحيفة لاكروا الدولية.
ففي 25 تموز/يوليو، نشرت فيديوهات لنحو 750 مهاجرًا من النيجر ومصر في مركز إبعاد في طرابلس، قبل إرسالهم إلى بلدانهم الأصلية، حيث تعيد ليبيا المهاجرين الذين تم العثور عليهم بدون وثائق إلى أوطانهم بشكل شبه منتظم، بينما أفادت منظمة حقوق الإنسان “ألارم فون صحراء” بأن أكثر من 400 مهاجر نيجيري طُردوا من ليبيا إلى النيجر في الأسبوع الماضي، ومن المقرر طرد 1000 آخرين.
وقبلها بأيام، استضافت العاصمة الليبية طرابلس منتدى الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، الذي جمع 28 وفدًا من دول أفريقية وأوروبية، بما في ذلك شخصيات بارزة مثل رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي.
وتم تقديم قاعدة بحرية في طرابلس، والتي فتحت أبوابها مؤخرًا لجذب وسائل الإعلام الأجنبية، كرمز لجهود ليبيا في السيطرة على الهجرة، إذ من المقرر أن تتلقى القاعدة المزيد من الدعم من أفراد الجيش الإيطالي، ما يؤكد على الدور المتزايد لليبيا في استراتيجيات الهجرة الأوروبية التي تدعمها الحكومة الإيطالية، وسيط الاتحاد الأوروبي بين أوروبا وليبيا.
وتشير تقارير المنظمات المعنية بالهجرة غير القانونية إلى أن ليبيا احتلت المرتبة الأولى في عدد المهاجرين القاصدين إيطاليا منذ بداية العام الجاري، بينما نقلت بي.بي.سي عن وزير الدولة لشؤون الاتصال في ليبيا، وليد اللافي قوله إن “الأرقام الرسمية وغير الرسمية تشير إلى أن أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا عبر ليبيا، أكثر من 40 بالمئة من إجمالي الهجرة عبر البحر المتوسط”.
وتشهد ليبيا فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، وتدير شؤونها حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلد ومقرّها طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، والثانية تسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد، وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.
رجل أعمال ليبي وراء نقل ليبيين للتدرب أمنيا في جنوب افريقيا
كشف الليبيون الذين تم ايقافهم في مزرعة في جنوب افريقيا الأسبوع الجاري عن تفاصيل نقلهم وتدريبهم أمنيا وذلك أمام المحكمة الجزائية فيما يثير الملف الكثير من التساؤلات.
وقال الموقوفون وهم 95 شخصا وفق ما نقلته صحيفة سويتان الجنوب افريقية الثلاثاء إن “رجل أعمال ليبي معروف هو من مول رحلتهم إلى جنوب أفريقيا، وتكفل بكل مصاريف السفر والإقامة هناك”.
والأسبوع الماضي أعلنت شرطة جنوب إفريقيا اعتقال 95 ليبيا في عملية دهم في مزرعة يبدو أنها تحوّلت لقاعدة للتدريب العسكري وذلك بالقرب من وايت ريفر في مقاطعة مبومالانغا، على بعد حوالي 360 كيلومترا شرق العاصمة جوهانسبرغ.
وقالت الشرطة الجنوب افريقية ان “الموقع الذي كان يفترض في الأساس أن يكون معسكر تدريب لشركة أمنية تم تحويله على ما يبدو قاعدة للتدريب العسكري”.
وقال وزير الأمن في المقاطعة جاكي مايسي في تصريح سابق لوسائل إعلام محلية إن الرجال دخلوا البلاد في نيسان/أبريل وقالوا إنهم يتدربون ليصبحوا حراسا أمنيين.
وشدد الموقوفون وفق ما نقله موقع بوابة الوسط الليبية “على أن رجل الاعمال المعروف وظفهم، وأرسلهم إلى معسكر التدريب في مزرعة بمبومالانغا” مشيرا الى انه “اختفى منذ شهرا تقريبا وانه توقف عن الرد على اتصالاتهم. كما توقف عن إرسال أموال إلى القائمين على إدارة المعسكر”.
وكشف أحد الموقوفين أنه في الآونة الأخيرة “بدأ الطعام في النفاد، لهذا اضطررنا إلى بيع بعض البطانيات، لشراء الطعام والكحول” مضيفا “بعد اعتقالنا، لم يحاول التواصل معنا. كنا نبحث عن وظائف، ولم نكن ندرك أن ما قدمنا إلى هنا لفعله أمر غير قانوني”.
وأشار الى طبيعة عمل رجل الاعمال قائلا “أن رجل الأعمال الليبي يدير عددا من الشركات في ليبيا. كما أنه مهتم بتعدين الذهب”.
واكد الموقوفون انهم سافروا الى جنوب افريقيا في ابريل/نيسان الماضي عبر مطار أور تامبو الدولي، وجرى نقلهم بالحافلات إلى مبومالانغا لإجراء التدريبات الأمنية.
والاثنين تم نقل الموقوفين الى مقر محكمة وايت ريفر في ثلاث شاحنات قبل دخول المحكمة بعد تقسيمهم الى مجموعات عديدة فيما لم تسمح الشرطة سوى للصحفيين والمحامين لمتابعة الجلسة التي ستكون لها الكثير من التداعيات.
وقال المتحدث باسم الشرطة دونالد مدلولي خلال إيقاف الليبيين إن “الموقع قيل إنه معسكر تدريبي لشركة أمنية لكن يبدو أنه قاعدة عسكرية” موضحا أن “صاحب الشركة الأمنية مواطن من جنوب إفريقيا”. وأجرت الشرطة تحقيقا لتبيان ما إذا من المرخص له أن يحول الموقع قاعدة عسكرية.
ولفت إلى أن سلطات جنوب إفريقيا ستتواصل مع السلطات الليبية بشأن المجموعة التي قيل إن معظم أفرادها من حملة تأشيرات الطلاب مضيفا “نشتبه بأنهم ارتكبوا أفعالا جرمية خطيرة لاننا تلقينا شكاوى عدة من سكان المنطقة بشأن حالات عدة بينها عمليات اغتصاب”.
ونفت حكومة الوحدة الوطنية الليبية الجمعة الماضية “بشكل قاطع وواضح تبعية هذه المجموعة لها”.
وقالت الحكومة المعترف بها دوليا في بيان إنها “كلفت المدعي العام العسكري وسفارة دولة ليبيا المعتمدة في جنوب إفريقيا التواصل مع السلطات المعنية لمتابعة ملابسات هذه القضية”.
وابدت استعدادها “للمشاركة في التحقيقات لكشف ملابسات (ما جرى) والجهات التي تقف وراءه”.
وحدود جنوب إفريقيا غير مضبوطة ويقول خبراء إن تفشي الفساد والجرائم جعل منها أرضا خصبة لمنظمات إجرامية. وأدت مشاكل الأمن إلى صعود كبير لقطاع الشركات الأمنية.
وفي البلاد أكثر من 15 ألف شركة أمنية توظّف نحو 2.8 مليون حارس وتقدم خدمات على مستوى الاستجابة المسلحة والتدريب، وفق الهيئة الناظمة لقطاع الأمن الخاص.
كذلك تسود مخاوف من تحوّل البلاد قاعدة للتمويل الجهادي في إفريقيا.
والثلاثاء الماضي أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على اثنين من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يتّخذان مقرا في جنوب إفريقيا.
واشنطن ترى احتلال الجولان ضمانة لأمن إسرائيل
شددت وزارة الخارجية الأميركية على أهمية الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل بالنسبة لأمن الدولة العبرية، مشيرة إلى المخاطر الأمنية المترتبة على انتشار الميليشيات الموالية لإيران على الأراضي السورية التي تحولت إلى ساحة لمواجهة واسعة بين إسرائيل وأذرع طهران.
وقال فيدانت باتيل المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية في إحاطة إعلامية إن “الجولان مهم للغاية وحيوي لأمن إسرائيل طالما ظل نظام الأسد في السلطة في سوريا، وطالما استمرت إيران ووكلاؤها في الوجود في سوريا”، وفق موقع “عنب بلدي” السوري.
وتأتي تصريحات الدبوماسي الأميركي بعد يومين من الهجوم الذي استهدف ملعبا في مجدل شمس بالجولان وأسفر عن 12 قتيلا ونسبته إسرائيل إلى حزب الله الذي نفى مسؤوليته عن العملية.
وأشار إلى أن السيطرة الإسرائيلية على الجولان تكتسي أهمية بالغة بالنسبة لإسرائيل، مشددا على أن النظام السوري يشكل تهديدا أمنيا كبير للدولة العبرية، موضحا أن السياسية الأميركية المتعلقة بالمنطقة لم تتغير.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون كيربي قد أكد بعد ساعات من وقوع هجوم مجدل شمس أن “الجولان جزء من إسرائيل”، مضيفا أن “واشنطن مستمرة في الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان”. بدوره شدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على أن “الجولان مهم لأمن الدولة العبرية”.
وذكّر باتيل بمقتطفات من إعلان الولايات المتحدة عام 2019 الذي ينص على أن “الأعمال العدوانية التي تقوم بها إيران والجماعات الإرهابية، بما في ذلك حزب الله، جنوبي سوريا، تستمر في جعل مرتفعات الجولان نقطة انطلاق محتملة لشن هجمات على إسرائيل”.
وتحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967، ونقلت بعدها مستوطنين إلى المنطقة ثم أعلنت ضمها عام 1981، فيما تعلن منظمة الأمم المتحدة مواصلة التزامها بقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة التي تنص على أن الجولان السوري محتل من قبل إسرائيل.
وضاعف هجوم صاروخي أسقط 12 قتيلا في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل السبت المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
وقصفت إسرائل الثلاثاء الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد معقل حزب الله اللبناني، وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم استهدف فؤاد شكر القيادي الكبير في الجماعة.
وتشن إسرائيل منذ أعوام غارات تستهدف جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في سوريا، في حملات محدودة تحولت إلى مواجهة مفتوحة بعد أن بدأت حربها ضد حماس ردا على الهجوم الذي شنته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على الأراضي الإسرائيلية.
بوارج حربية أميركية تتجه نحو السواحل اللبنانية بعد تصعيد إسرائيلي
كشفت القناة 13 الإسرائيلية، أن بوارج حربية أميركية في طريقها إلى السواحل اللبنانية.
ولم تكشف القناة سبب قدوم البوارج الحربية الأمريكية خاصة وأنها تزامنت مع معلومات تفيد بأن تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقا بنيتها قصف الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأكد مسؤول مطلع على التفاصيل لشبكة “سي إن إن” الأمريكية أنه تم تداول الأخبار بين الطرفين عبر قنوات آمنة، لكن لم يتم تحديد متى تم إبلاغ واشنطن بالتحديد.
وارتفع منسوب القلق محلياً، على وقع تهديدات العدو بتنفيذ «ضربة غير تقليدية» ضدّ لبنان، وزادت احتمالات تغيّر شكل الحرب في لبنان من اقتصارها على جبهة الجنوب حالياً، إلى تكرار مشاهد حرب تموز 2006.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء رسميا اغتيال القائد العسكري الأبرز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في قصف نفذته مقاتلات على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان عبر منصة “إكس”: “من خلال عملية تصفية دقيقة قام بها الجيش الإسرائيلي، أغارت طائرات حربية على بيروت وقضت على المدعو فؤاد شكر واسمه الحركي الحاج محسن”.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيدا في الوضع الميداني بعدما اتهمت إسرائيل حزب الله بالمسؤولية عن مقتل 12 طفلا وإصابة آخرين بصاروخ سقط على بلدة مجدل شمس بالجولان المحتل وهددت برد قاس على الحادثة، فيما نفى “حزب الله” علاقته بالأمر.
تركيا تريد عقد اتفاقية تجارة حرة مع دول الخليج قبل نهاية السنة
ومنذ تطبيع العلاقات مع دول الخليج، وقعت أنقرة صفقات بمليارات الدولارات مع قوى إقليمية من بينها قطر التي تتمتع بعلاقات وثيقة معها.
وذكرت الوزارة أن حجم التجارة التركية مع دول مجلس التعاون الخليجي بلغ 31.5 مليار دولار في عام 2023. وأضافت أن اتفاق التجارة سيساهم في زيادة الاستثمار المتبادل والتعاون في مختلف المجالات.
ويضم مجلس التعاون الخليجي السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين.
ومع تحسن العلاقات تريد دول المنطقة التعاون مع أنقرة على المساعدة في تطوير الصناعات المحلية ونقل التكنولوجيا، وذلك في إطار سعيها الطموح لتنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط.