أخبار مصرشئون عسكريةعاجل

منذ 33 عام فى1989 عودة طابا لسيادة المصرية بعد معركة دبلوماسية سياسية وقانونية لتصبح مصرية 100%

نجحت الدبلوماسية المصرية في عودة طابا بجنوب سيناء الي الأراضي المصرية

منذ 33 عام فى1989 عودة طابا لسيادة المصرية بعد معركة دبلوماسية سياسية وقانونية لتصبح مصرية 100%

منذ 33 عام فى1989 عودة طابا الي مصر بعد معركة دبلوماسية سياسية وقانونية
منذ 33 عام فى1989 عودة طابا الي مصر بعد معركة دبلوماسية سياسية وقانونية

كتبت : منا احمد

نجحت الدبلوماسية المصرية، في عودة طابا بجنوب سيناء الي الأراضي المصرية، بعد حدوث أزمة طابا.. حيث صدر  الحكم بأحقية مصر فى طابا فى مثل هذا اليوم 29سبتمبر 1988م.

وقال المؤرخ السيناوي عبد العزيز الغالي عضو اتحاد الكتاب، إنه في 13 فبراير 1841 صدر فرمان عثماني منح بمقتضاه محمد علي وأبناؤه من بعده حكم مصر والسودان، وأرفقت خريطة بالفرمان لتوضيح ماهية حدود مصر، والتي وضعت الغالبية العظمى لسيناء داخل مصر.

واستمر الوضع على هذا الحال حتى عام 1892 حين أرسل السلطان العثماني فرمانا لمصر يحرمها من

نصف سيناء، فتدخلت بريطانيا وحدثت أزمة مشهورة سميت أزمة الفرمان أو قضية الفرمان والتي انتهت بموافقة السلطان عبد الحميد على خط الحدود المصرية الذي يبدأ من رفح شمالاً على البحر المتوسط إلى رأس خليج العقبة جنوباً على نقطة تقع على بعد ثلاثة أميال غرب قلعة العقبة. 

وفي عام 1906 حدثت أزمة أخرى حينما تقدمت قوات تركية إلى بقعة طابا، فحدثت أزمة كبيرة تدخلت على أثرها بريطانيا للمرة الثانية وأجبرت العثمانيين على الانسحاب، وبعدها تقرر بناء خط الحدود المصري بعلامات مرقمة. ومنذ ذلك الحين استقرت طابا كجزء من التراب الوطني المصري.

لجنة الدفاع عن طابا:
العلامة 91 على الحدود المصرية الإسرائيلية.
في 13 مايو 1985 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 بتشكيل اللجنة القومية لطابا برئاسة عصمت عبد المجيد وعضوية 24 خبير، منهم 9 من خبراء القانون، و2 من علماء الجغرافيا والتاريخ، و5 من كبار الدبلوماسيين بوزارة الخارجية، و8 من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية.

وعهدت وزارة الخارجية المصرية بمهمة إعداد المذكرات إلى لجنة مشارطة التحكيم والتي تشكلت برئاسة نبيل العربي، ممثل الحكومة المصرية أمام هيئة التحكيم في جنيف وبعضوية كل من : من وزارة الخارجية (إبراهيم يسري، بدر همام، حسن عيسى، أحمد أبو الخير، محمود عثمان، عز الدين عبد المنعم، وجيه حنفي، أحمد فتح الله، محمد جمعة، حسين مبارك، محمود سامي، فايزة أبو النجا، أحمد ماهر، مهاب مقبل، ماجد عبد الفتاح،)، من وزارة الدفاع (عبد الحميد محسن حمدي، فاروق لبيب، خيري الشماع)، من وزارة العدل (أمين المهدي، فتحي نجيب)، من وزارة البترول (أحمد عبد الحليم، صلاح حافظ)، مفيد شهاب، يونان لبيب رزق، أحمد صادق القشيري، يوسف أبو الحجاج، سميح صادق، صلاح عامر، وحيد رأفت، محمد الشناوي، جورج أبو صعب، طلعت الغنيمي، محمد بسيوني، حسين حسونة، محمد عبد الفتاح محسن.

واستعانت لجنة الدفاع المصرية بالدكتور / دريك باوت في مقابل استعانة إسرائيل بالدكتور / لوتر باخت وكلاهما أستاذ في القانون الدولي وذو خبرة دولية في هذا النوع من المنازعات.

وضمت هيئة التحكيم الدولية 5 أعضاء تمثلوا في كل من: الدكتور / حامد سلطان عن الجانب المصري، وعن إسرائيل روث لابيدوت، والثلاثة الآخرون هم: بيليه رئيس محكمة النقض الفرنسية السابق، وشندلر أستاذ القانون الدولي بسويسرا، ولاجرجرين رئيس محكمة ستوكهولم. 

وعقدت الجلسات مع هيئة التحكيم وبدأت بتقديم مذكرة افتتاحية مايو 1987، وكانت أول جلسة في ديسمبر 1986، ثم تلقت المحكمة المذكرات المضادة والردود من الطرفين في أكتوبر 1987، واتفقوا على تقديم مذكرة ختامية في يناير 1988، إضافة إلى جولتين من المرافعات الشفهية في مارس وأبريل من نفس العام.

واستمرت المرافعات 3 أسابيع حتى صدور الحكم لصالح مصر في 29 سبتمبر 1988 داخل قاعة المجلس الكبير بالمقر الرسمي لحكومة مقاطعة جنيف، في حضور وكيلي الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين، بأغلبية 4 أصوات والاعتراض الوحيد من الجانب الإسرائيلي، ووقع الحكم في 230 صفحة.

فندق هيلتون طابا

فندق سونستا طابا وقرية رافي نلسون هما منشأتان أقامتهما إسرائيل على أرض طابا المصرية أثناء احتلالها للمدينة، مخالفةً بذلك نصوص معاهدة السلام بينها وبين مصر واتفاقية 25 أبريل 1982 الخاصة بالإجراء المؤقت لحل مسائل الحدود.

افتتح الفندق في 15 نوفمبر 1982 تحت اسم سونستا طابا، لتشكل إسرائيل نوعاً من فرض السيادة الإسرائيلية على المنطقة، وذلك إلى أن أصدرت هيئة التحكيم الدولية بين مصر وإسرائيل حكمها في 29 سبتمبر 1988 بأن طابا أرض مصرية، وانتقلت ملكية جميع المنشآت السياحية في طابا إلى مصر، وتغير اسم الفندق فيما بعد إلى هيلتون طابا.

رفع العلم المصرى على قلعة صلاح الدين

فى الذكرى 33 لعودة طابا يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار عشر معلومات عن قضية طابا من الإحالة إلى التحكيم إلى النطق بالحكم والمقومات السياحية بطابا 
قضية طابا تجربة مصرية رائدة وظفت فيها الوثائق التاريخية والخرائط والمجسمات الطبيعية وكتابات المعاصرين والزيارات الميدانية وشهادة الشهود وأشرطة الفيديو والصبر والمثابرة فى استرداد الحق بشكل غير مسبوق.

المنطقة المتنازع عليها فى طابا كانت تمثل شرفة صغيرة من الأرض المطلة على رأس خليج العقبة مساحتها 1020م 2 ورغم صغر مساحتها فكانت مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل عبّر عنها وكيل حكومة إسرائيل روبى سيبل فى المرافعات الإسرائيلية فى قضية طابا ذاكرًا أنها ذات أهمية بالغة لمدينة إيلات وهى فى حقيقتها ضاحية لها لذلك أقاموا استثمارات سياحية بها وبنية مدنية ليؤكدوا  استحالة عودتها للسيادة المصرية .

تعمّد الجانب الآخر التضليل والتزييف للحقائق فمن خلال سيطرتهم على المنطقة من 1967 إلى 1982 قاموا بتغيير معالمها الجغرافية لإزالة علامات الحدود المصرية قبل حرب يونيو فقاموا بإزالة أنف الجبل الذى كان يصل إلى مياه خليج العقبة وبناء طريق مكانه يربط بين إيلات وطابا وكان على المصريين أن يبحثوا عن هذه العلامة التى لم يعد لمكانها وجود ولم يعثروا  إلا على موقع العلامة قبل الأخيرة التى اعتقدوا لفترة أنها الأخيرة .طابا

فى يوم 13 مايو 1985 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 بتشكيل (اللجنة القومية العليا لطابا) من أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية وهى اللجنة التى تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا والتى أخذت على عاتقها إدارة الصراع فى هذه القضية من الألف إلى الياء مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق ومن أهمها الوثائق التاريخية التى مثلت نسبة 61%  من إجمالى الأدلة المادية التى جاءت من ثمانية مصادر.

 نصت مشارطة التحكيم على أن المطلوب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب أى فى الفترة بين عامى 1922 و 1948 وبالرغم من ذلك فإن البحث فى الوثائق ذهب إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر والوثائق فى الفترة اللاحقة على عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها، وقد جرى البحث عن هذه الوثائق فى دار الوثائق القومية بالقلعة، الخارجية البريطانية، دار المحفوظات العامة فى لندن ، دار الوثائق بالخرطوم ، دار الوثائق باستنبول، محفوظات الأمم المتحدة بنيويورك، ودخل كتاب ” آثار سيناء – جزيرة فرعون قلعة صلاح الدين” الذتى أصدرته هيئة الآثار المصرية عام 1986 ضمن الوثائق التاريخية .

لم يقبل الوفد المصري الموقع الذي حدده الجانب الآخر للعلامة 91 وأصروا على الصعود لأعلى وهناك وجد المصريون بقايا القاعدة الحجرية للعلامة القديمة ولكنهم لم يجدوا العمود الحديدى المغروس فى القاعدة والذى كان يحمل فى العادة رقم العلامة وقد اندهش الإسرائيليون عندما عثروا على القاعدة الحجرية وكانت الصدمة الكبرى لهم حين نجح أحد الضباط المصريين فى العثور على العمود الحديدى على منحدر شديد الوعورة حيث نزل وحمله لأعلى، وطول هذا العمود  2م وعرضه 15سم ووزنه بين 60 إلى 70كجم وكان موجودًا عليه رقم 91 وأمام هذا الموقف لم يملك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى نفسه قائلًا أن الطبيعة لا تكذب أبدًا واتضح فنيًا أن العمود والقاعدة قد أزيلا حديثًا.

 ورغم ذلك فقد رفضت إسرائيل الاعتراف بهذه العلامة حتى موافقتها على التحكيم فى 13 يناير 1986
 الخميس 29 سبتمبر 1988 فى قاعة مجلس مقاطعة جنيف حيث كانت تعقد جلسات المحكمة دخلت هيئة المحكمة يتقدمها رئيسها القاضى السويدى جونار لاجرجرين لتنطق بالحق وعودة الأرض لأصحابها فى حكم تاريخى بأغلبية أربعة أصوات والاعتراض الوحيد من القاضية الإسرائيلية بالطبع ويقع الحكم فى 230 صفحة وانقسمت حيثيات الحكم لثلاثة أقسام، الأول إجراءات التحكيم ويتضمن مشارطة التحكيم وخلفية النزاع  والحجج المقدمة من الطرفين والثانى أسباب الحكم ويتضمن القبول بالمطلب المصرى للعلامة 91 والحكم لمصر بمواضع العلامات الأربعة والثالث منطوق الحكم فى صفحتين جاء فيه فى الفقرة رقم 245 ” النتيجة – على أساس الاعتبارات السابقة تقرر المحكمة أن علامة الحدود 91 هى فى الوضع المقدم من جانب مصر والمعلم على الأرض حسب ما هو مسجل فى المرفق (أ) لمشارطة التحكيم ” ، وتم رفع العلم المصرى على الجزء الذى تم استرداه من طابا فى 19 مارس 1989 .

تتمتع طابا بمقومات سياحية أثرية وبيئية وسياحة سفارى وترفيهية، وتجسّد السياحة الأثرية بها قلعة صلاح الدين التى تقع بوسط جزيرة ساحرة يطلق عليها جزيرة فرعون أو جزيرة المرجان أنشأها صلاح الدين عام 567هـ 1171م وتضم  منشئات دفاعية من أسوار وأبراج  وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وصهريجين للمياه ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان .

تتمثل سياحة السفارى فى الكانيون الملون الذى يبعد 30كم عن طابا فى طريق طابا – النقب، طوله 250م وارتفاعه من 3 إلى 6م عرضه فى بعض الأجزاء لا يسمح إلا بمرور شخص واحد وبهذا الكانيون شعاب مرجانية متحجرة مما يدل علي وقوع سيناء تحت سطح البحر فى العصور الجيولوجية القديمة، ويضم هذا الموقع نقطة مرتفعة تعرف بالبانوراما يرى السائح من خلالها جبال السعودية والأردن وجزء من خليج العقبة، علاوة على اللوحات الصخرية طريق النقب – طابا التى تمثل متحفًا مفتوحًا للوحات الصخرية التى شكلتها أيدى الطبيعة فى الوادى الممتد من النقب إلى طابا .

تجسّد السياحة البيئية منطقة الفيورد التى تبعد عن طابا 10كم وقد صور بها فيلم الطريق إلى إيلات وهى عبارة عن لسان بحرى من خليج العقبة يمتد داخل اليابس بسيناء ليشكّل منطقة أقرب إلى ثلاثة أرباع دايرة، والسياحة الترفيهية بمنطقة طابا هايتس ولها شهرة عالمية تبعد 25كم عن مطار النقب الدولى، 200كم من شرم الشيخ، وهى عبارة عن حجر جيرى مرجانى من أصل عضوى وتتكون من كسرات الهياكل العضوية المشتقة من المرجانيات والطحالب الحمراء والجلد شوكيات والرخويات وتمثل أجمل مثلث غوص دولى بسيناء والعالم الذى يضم رأس محمد ودهب وطابا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!