شئون عسكريةعاجل

الثامن من اكتوبر 1973 تدمير دبابات اللواء 190 وأسر قائده عساف ياجوري وكثير من افراده

عساف ياجورى الذي وصف هذا اليوم بانه يوم الإثنين الأسود وتحدث ان المصريين غيرو الكثير من المفاهيم العسكرية للاسلحة البرية

الثامن من اكتوبر 1973 تدمير دبابات اللواء 190 وأسر قائده عساف ياجوري وكثير من افراده

الثامن من اكتوبر 1973 تدمير دبابات اللواء 190 وأسر قائده عساف ياجوري وكثير من افراده
الثامن من اكتوبر 1973 تدمير دبابات اللواء 190 وأسر قائده عساف ياجوري وكثير من افراده

كتبت : منا احمد

عندما دقت طبول الحرب فى سيمفونية رمضانية تحطمت جبال الجليد الذى شل الموقف العالمى .. بدأ العالم يستمع الى صوت مصر صوت القوة صوت العزة صوت الكرامة .. هاجر الينا يتعلم منا ويتسائل فى تعجب وحذر .. كيف استطاعت مصر بناء قواعد هذا المجد وحدها وبمجهودها ؟ قــولى لهم يامصر .. بالحب تبنى الامم قدراتها وقوتها ومجدها وعزتها فقد كان الحب هو روح اكتوبر 1973 وأساس هــذا النصر الكبير الذى فجر ينابيع الخير فى النفوس البشرية تطلب النصر والعزة والكرامة أو الشهادة .

وبين مساء التاسع من يونيو1967 وظهر السادس من أكتوبر كانت الملحمة الكبري لشعبنا العظيم لاعادة بناء القوات المسلحة, وقهر الهزيمة ، ففي أعقاب يونيو 1967 كان لابد من اثبات كذب الادعاءات بضعف القوات المسلحة المصرية ، فتبنت القيادة استراتيجية تهدف الى منع إسرائيل من استغلال نجاحها العسكري، ثم التحول إلى مرحلة أخرى من الدفاع النشط، عندما يسمح الموقف بذلك.

ولأن ما أخذ بالقوة يرد بالقوة كان لزاما توفير سلاح متطور حديث وتنظيم وتدريب القوات بشكل جيد ومتواصل ، وتعبئة الجبهة الداخلية في شتى المجالات، من أجل معركة تحرير الأرض وإزالة آثار العدوان ، تحت شعار ما زلنا نعيشه “الجيش والشعب يد واحدة “ .

كما عملت الدبلوماسية السياسية الى إقناع العالم بصفة عامة والاتحاد السوفيتي بصفة خاصــة، أننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، وإنما لاستعادة الأراضي المغتصبة، وكذلك حشد الطاقات العربية وإمكانياتها لمصلحة المعركة، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

وفي تلك الفترة أثبتت الأوضاع على جبهة القناة أن العدو كان مصراً على صلفه وغروره، ولم يلتزم كعادته الخسيسة  في أي وقت بإيقاف إطلاق النيران، بل إنه كان يوجـه نيرانه الغاشمة بخسة وندالة ضد المدنيين العزل باستمرار ضد سكان مدن القناة، حتى يكونوا أداة ورهينة للضغط على القيادة السياسية.

ولان ذاكرة التاريخ العسكرى سطرت هذة البطولات بحروف من نور فكان هناك العديد من الاشتباكات في هذه الفترة بعد وقف إطلاق النار، أهمها ثلاثة، تأثر بها الرأي العام المحلي والعالمي، هي بالترتيب:

الأول: معركة رأس العش، في يوليو 1967 وقد أدت هذه المعركة، على الرغم من محدوديتها، إلى شعور جميع المقاتلين بإمكانية تحقيق النصر وتمنى كل قائد محلي، وكل مقاتل أن تتكرر مثل هذه المعركة في قطاعه.

الثاني: معارك المدفعية والطيران يومي 14، 15 يوليو1967، التي زادت الثقة لدى المقاتلين، بعد أن شاهدوا قواتهم الجوية في سماء المعركة.

الثالث: إغراق المدمرة إيلات، في 21 أكتوبر 1967، التي غيرت مفهوم استخدام القوات البحرية المصرية للعالم بأن التاريخ العسكرى سجل ان أول استخدام لصواريخ سطح/سطح كا بيد ابطال القوات البحرية المصرية، والتي أشعرت إسرائيل، للمرة الأولى، بالخسائر الفادحة ومازالت حتى اليوم لاتنسى هذا التاريخ ..

من محصلة هذه الاشتباكات التي شملت أفرعا ثلاثة من أفرع القوات المسلحة انبعثت ثقة المقاتلين بأنفسهم وسلاحهم وقادتهم، كذلك كان لها مردود هائل على معنويات الشعب المصري وكان لها مردودها على المستوى العالمي، إذ أثبتت أن القوات المسلحة المصرية ليست بالجثة الهامدة، كما تدعي إسرائيل ومن ورائها لانهم لايعرفون تاريخ مصر او تاريخ العسكرية المصرية على مر العصور .

ومع اتساع الجبهة واستمرار الأعمال القتالية، كان لزاماً أن تتوزع مسئوليات القيادة والسيطرة لضمان حسن الأداء إلى أقصى درجة ممكنة، لذلك صدرت الأوامر التنظيمية بإنشاء الجيشين، الثاني والثالث، اعتباراً من بداية عام 1968.

كذلك، إنشاء قيادة قوات الدفاع الجوي، كقوة رئيسية رابعة في القوات المسلحة، تتولى مسؤوليتها في نهاية النصف الأول من عام 1968 وقد عملت هذه القوة بمزيد من الجهد بالتعاون مع القوات الجوية المصرية في سبيل تحييد الطيران الإسرائيلي، وإنهاء أسطورة تفوقه المطلق، وقد ظهر ذلك جلياً خلال حرب أكتوبر المجيدة.

نتيجة بحث الصور عن صور حرب اكتوبر

في مثل هذا اليوم الثامن من اكتوبر 1973 وفي ثالث أيام حرب أكتوبرالمجيدة بعد أن أفاق العدو من صدمة المفاجأة وزالت عنه حالة الإرتباك بدأ يُعيد دراسة الموقف من جديد  كان تقدير القيادة الإسرائيلية أن قواتها الجوية والمدرعة قادرتان على تدمير القوات المصرية لكنها فشلتا ودفع العدو باللواء 190 مدرع بقيادة العقيد/ عساف ياجورى بهدف تدمير القوات المصرية في منطقة الفردان.

ونفذت القيادة المصرية خطة محكمة للتعامل مع الفرقة الإسرائيلية التي كان عدد دباباتها يزيد على تسعين دبابة وقد كان قرار قائد الفرقة الثانية البطل الجسور حسن أبو سعدة  يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض القتال داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى والتقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة .. وكان قرار قائد الفرقة الثانية البطل حسن ابو سعدة  مشاة خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح، وبمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتال أنطلقت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة البطل حسن أبو سعدة، مما أحال أرض القتال إلى نوع من الجحيم دمرت وفجرت وابادت.

فتحت القوات المصرية الأخرى نيرانها من كل الجوانب لتدمير اللواء 190 الاسرائيلي وخلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم   أسر عدد كبير من أفراده بما فيه قائدهم العقيد / عساف ياجورى الذي وصف هذا اليوم بانه يوم الإثنين الأسود وتم القضاء نهائيا على اسطورة الجيش الذى لايقهر.

العميد حسن أبو سعدة يأسر العقيد عساف ياجورى :

فى يوم 8 أكتوبر 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى ( دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة ) وتدمير كافة دباباته واسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف ياجورى

لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا في مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة .. اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ …. وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو ) ـ مذكرات الجمسى

وعنه يقول الرئيس الراحل الرئيس محمد انور السادات ( إن الذى قام بهذا العمل  القدير قائد من البراعم الجديدة أسمه حسن أبو سعدة) ـ من كتابه البحث عن الذات.

يوم الأثنين الأسود 8 أكتوبر بقلم عساف ياجورى بصحيفة معاريف عام 1975:

يبدو أنه مبنى التليفزيون ، وعندما رفعوا العصابة عن عينى ليبدأ المذيع حواره معى ، لم استطع فتحهما فى البداية لشدة أضواء الكشافات فى الاستوديو ، بعد ذلك ألقيت نظرة على الوجوه المحيطة بى ، كانوا ينظرون إلى بفخر وحب استطلاع . وكان شاب صغير بينهم يدخن فى عصبية ويرمقنى بنظرات حادة ثم يتحدث إلى من معه.

بعد انتهاء التسجيل معى للتليفزيون والتسجيل لإذاعة القاهرة الناطقة بالعبرية قادونى إلى مقر الأسر وقد نظموا لى طوال فترة وجودى عدة رحلات إلى الاهرام  و فندق هيلتون كما التقيت ببعض اليهود الذين لا يزالون يعيشون فى مصر وذلك بناء على طلبى.

أثناء فترة أسرى كنت أقول لنفسى ترى ماذا حدث لبقية زملائى ترى هل وجدوا طريقهم إلى النجاة.

بعد عودتى من الأسر فوجئت بل أذهلنى حجم الخسائر التى وقعت فى صفوفنا ومع ذلك لم تعلن حتى الآن الارقام الحقيقية لخسائرنا.

حائر أنا ..حيرتى بالغة .. كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب اليد الطولى والتجربة العريضة ؟ كيف وجدنا أنفسنا فى هذا الموقف المخجل ؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم ؟ ـ من مذكرات عساف ياجورى أشهر أسير إسرائيلى 

مذكرات إبراهام آدان عن يوم 8 أكتوبر:

يقول الجنرال إبراهام آدانفى كتابه على ضفتى قناة السويس ( كانت أكبر أخطائى هو هجومى فى اتجاه القناة ، لقد احسست فى الثامن من أكتوبر بضغوطهم على بينما لم يكن يحدث مثل ذلك فى الحروب السابقة ، ولم يكن أمامى مفر سوى أن استجيب.

لم اعرف ان الخطة المتفق عليها فى اليوم السابق قد غيرت وبينما كنت فى حالة من التردد إذا باوامريورى بن آرى ( نائب جونينقائد الجبهة الجنوبية ـ سيناءـ ) تدفع بى للإقتراب بقواتى من القناة وأشترطت لهجومى على القناة ضرورة حصولى على معونة جوية ومساعدة من المدفعية وتدعيمى بكتيبة مدرعة من فرقة شارون.

لست اتنصل من مسئولية ما حاق بالفرقة المدرعة التى توليت قيادتها من فشل ، فقد كان الأسلوب القتالى للفرقة متخلفا، وكان التنسيق والسيطرة من جانبى على قواتى غير كافيين ، وفى الهجوم الثانى لم أنجح فى تدعيم لواء نيتكا حتى لا يهاجم العدو بمفرده ، وكان قادة ألويتى المدرعة على نفس هذا الحال ، فقد كانت سيطرتهم وتنسيقهم بين قواتهم غير كافيين ، ولم يكن هناك مبررا ليدفعوا بنا للهجوم على مقربة من القناة فى الوقت الذى كان علينا أن ننتشر جنوبا ، لقد كان أساس الفشل أننا هاجمنا وحدنا بلا مشاة وبلا مساعدة سواء من المدفعية او من الطيران

لقد وعدنا جونين بالمساعدة الجوية ولكن اتضح لنا بعد ذلك أن المساعدة الجوية مبعثرة ومشتتة فى كل مكان ، فمن بين عشرات الطلعات التى قامت بها طائرتنا لمساعدة القوات الأرضية لم تقم إلا بأربع وعشرين طلعة فقط على قطاع الفردان ) الجنرال إبراهام آدان .

واليوم يواصل أبناء مصر جيشا وشعبا وبالتزامن مع الذكرى 46 لنصر أكتوبر العظيم ملحمة البناء والتنمية ويحققون مع كل إنجاز على أرض الوطن عبورا جديدا نحو المستقبل والتى سيتوارثها جيل بعد جيل ليقرا قصة كفاح شعب مصر وجيشه فى الحفاظ على ارضها باقتلاع جذور الارهاب نهائيا من خلال تنفيذ العملية الشاملة سيناء 2018  بالتزامن مع التنمية البشرية والعمرانية والزراعية والصناعية والتعدنية والسياحية  لنقول للعالم مصر أم الدنيا أدخلوها آمنيين .   

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!