أخبار مصرشئون عسكريةعاجل

الدبلوماسية المصرية تعيد طابا للسيادة المصرية ويرفع العلم المصرى فى 19 مارس 1989

مصر خاضت معركة سياسية قانونية بدأت فى 25 ابريل 1982 وانتهت بالتحكيم الدولى بأحقية مصر فى ارض طابا المصرية الخالصة فى 29 سبتمبر 1988

الدبلوماسية المصرية تعيد طابا للسيادة المصرية ويرفع العلم المصرى فى 19 مارس 1989

الدبلوماسية المصرية تعيد طابا للسيادة المصرية ويرفع العلم المصرى فى 19 مارس 1989
الدبلوماسية المصرية تعيد طابا للسيادة المصرية ويرفع العلم المصرى فى 19 مارس 1989

كتبت : منا احمد 

فى ذكرتحريرطابا كتب الفريق الراحل كمال عامر هذة السطور ليتحدث عن كيفية استعادة مصر لطابا .. فى مثل هذا اليوم التاسع عشر من مارس عام 1989 قام الرئيس محمد حسنى مبارك برفع العلم المصرى فوق ارض طابا ايذاناً بعودة السيادة المصرية الكاملة اليها 

عادت طابا الي مصر بعد معركة سياسية وقانونية بدأت فى 25 من ابريل عام 1982 وذلك عندما اختلفت كل من مصر واسرائيل حول موضع نقطة الحدود 91 بطابا ورفضت مصر وبشدة التنازل عن السيادة المصرية على طابا وبذلك تحول النزاع الى هيئة التحيكم الدولية .

وقدم الجانبان المصرى والاسرائيلي مذكرات الدفاع التى تضمنت خرائط ومستندات ووثائق تاريخية تثبت احقية كل طرف فى السيادة على المنطقة .

وفى 29 سبتمبر عام 1988 جاء قرار هيئة التحكيم الدولية ليعلن ان طابا ارض مصرية خالصة ويثبت بذلك حقها التاريخى والقانونى.

ان الصهيونية بدعواها العنصرية وبمنطق التوسع بالبطش ليست اللا تكرار هزيلا للفاشية والنازية يبعث على الاحتقار والاذدراء دائما التنصل وافتعال المشاكل فبعد مسيرة الحرب والسلام لتحرير سيناء وفى اعقاب رقع علم مصر على كل ربوعها وخلال انسحاب اسرائيل منها أثارت اسرائيل نزاعا مفتعلا حول الحدود المصرية وادعت ملكيتها لمنطقة طابا وأثارت المشكلة حول وضع العلامات على الحدود خاصة العلامة (91) وثلاثة عشرة علامة اخرى ومن ثم كان الاختلاف بين مصر واسرائيل حول ذلك الشريط الساحلى أو الكيلومتر المربع 

موقف مصر المبدئى :

كان موقف مصر المبدئى وضحا وصريحا وهو انه لاتنازل وتفريط فى حبة رمل واحدة من ارض سيناء وان اى خلاف حول الحدود يجب ان يحل وفقا للمادة السابعة من معاهدة السلام المصرية الاسرائلية والتى تنص على : 

اذا لم يتيسر حل الخلافات عن طريق التفاوض تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذة المعاهدة عن طريق المفاوضات 

اذا لم يتيسر حل هذة الخلافات عن طريق التفاوض تحل بالتوفيق او تحال الى التحكيم الدولى 

وفي 13 يناير م1986 م ، أعلنت إسرائيل موافقتها على قبول التحكيم، وبدأت المباحثات بين الجانبين وانتهت إلى التوصل إلى”مشارطة تحكيم” وقعت في 11 سبتمبر 1986م ،والتي تحدد شروط التحكيم، ومهمة المحكمة في تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف .

اتفاق 26 ابريل 1982 :

استمرت الجهود والاتصالات الدبلوماسية بين مصر وكل من اسرائيل والولايات المتحدة بشأن قضية طابا وفى 26 ابريل 1982 وقع كل من الطرفين المصرى والاسرائيلى على اتفاق يتضمن اسس تسوية فى منطقة طابا على خليج العقبة وفقا للاسس التالية : 

  • الانسحاب الاسرائيلى الى ما وراء خط الحدود الدولية الذى تراه مصر 
  • – ان تتواجد القوات متعددة الجنسيات والمراقبون فى المنطقة المختلف عليها الى ان يتم الاتفاق بشكل نهائى على الحدود 
  • – عدم قيام اسرائيل باى انشاءات جديدة فى المنطقة حتى يتم التوصل الى حل نهائى للخلاف بالتوفيق او بالتحكيم .
  • تبدأ الاجتماعات لبحث اسلوب تطبيق المادة السابعة من معاهدة السلام المصرية – الاسرائيلية وذلك بعد يستنفذ الطرفان سبل التفاوض حول هذا الخلاف .
  • – تشترك الولايات المتحدة الامريكية فى هذة الاجتماعات بناء على طلب الطرفان .
  • وقد شكلت مصر لجنة قانونية تضم مجموعة من الاساتذة والخبراء المتخصصين فى القانون الدولى لدراسة الجوانب القانونية للتوفيق والتحكيم والنواحى المكملة له الخاصة بموضوع طابا كما شكلت لجنة فنية لذلك . 
  • وعلى مدار الثلاث سنوات بين 1982 – 1985 لعبت الدبلوماسية المصرية دورا بارزا وخاضت مصر سلسلة متواصلة من المفاوضات الشاقة والمباحثات المضنية كان موقفها خلالها شديد الوضوح وهو اللجوء الى التحكيم بينما ترى اسرائيل ان حل الخلاف يجب ان يتم اولا عن طريق التوفيق . 

طابا ومشارطة التحكيم :

فى 13 يناير 1986 اعلنت اسرائيل موافقتها على قبول التحكيم واحالة النزاع حول طابا الى التحكيم الدولى كخطوة تؤدى الى المساهمة فى حسم الخلاف واحلال السلام فى المنطقة .. وبدأت المباحثات من جديد بين الجانبين وانتهت الى التوصل الى مشاركة تحكيم وقعت فى 11 سبتمبر 1986 وهى تحدد شروط التحكيم والاسئلة المحددة التى ستوجه الى المحكمين ومهمة المحكمة فى تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود محل الخلاف ونصت المشارطة ايضا على ان الحكم الصادر ملزم ونهائى وواجب التنفيذ .

وقد خاضت مصر قضية طابا متسلحة بكل الاسانيد العلمية والتاريخية والقانونية وتكونت (اللجنة القومية لطابا ) لتكون بمثابة هيئة استشارية لوفد المفاوضات المصرية حيث تكونت هيئة الدفاع المصرية من اعضاء الفريق السياسى والقانونى والفنى تحملوا امانة الدفاع عن طابا وقدموا جميع المستندات والوثائق القانونية والتاريخية التى حسمت القضية حسما قاطعا ..

وفي 30 سبتمبر 1988 م ،أعلنت هيئة التحكيم الدولية في الجلسة التي عقدت في برلمان جنيف حكمها في قضية طابا، والتي حكمت المحكمة بالإجماع أن طابا أرض مصرية ووافق اربعة أعضاء من لجنة التحكيم على مصرية طابا مقابل معارضة صوت واحد هو صوت اسرائيل .  

وفي 19 مارس 1989م ، تم رفع علم مصر على طابا المصرية نداءً للسلام من فوق أرض طابا .

19 مارس من كل عام..مصر تحتفل باستلام "طابا" ورفع العلم المصرى عليها

موقع طابا الجغرافـى :

تقع طابا على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى. لا تتعدى مساحتها كيلومترا مربعًا واحداً (حوالى 508.8 فدان).وتبعد عن مدينة شرم الشيخ حوالى 240 كم باتجاه الشمال، وتجاورها مدينة أم الرشراش (تحويل إيلات) المحتلة، وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالا وشرم الشيخ جنوبا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء، وهى آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، ولطابا أهمية أخرى في فصول التاريخ المصرى أشهرها حادثة طابا عام 1906 عندما حدث خلاف بين مصر والدولة العثمانية، على تعيين الحدود بين مصر وفلسطين التي كانت تابعة للدولة العثمانية وانتهى الأمر باتفاق لرسم الحدود من طابا إلى رفح، وتم تعيين علامات الحدود وعند تطبيق معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية، حدث خلاف على تعيين مكان بعض علامات الحدود التي تلاشت،وحاول الإسرائيليون تحريك بعض هذه العلامات داخل الأرض المصرية للاستيلاء على طابا، لذلك اتفق الطرفان مصر وإسرائيل على مبدأ التحكيم. وفى 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التي انعقدت في جنيف حكمها لصالح الموقع المصرى لتعيين موقع علامة الحدود، و«زي النهارده» فى 19 مارس 1989 استعادت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادتها.

ولأن طابا مدينة حدودية تحيط الجبال بمنتجعاتها السياحية، كما أن شريطها الساحلى هو الأكثر جمالاً على مستوى شبه الجزيرة ويتكون من عدد من الخلجان والبحيرات ومضيق وجزيرة فهى تمثل نقطة جذب سياحى، ويأتى إليها عدد كبير من السياح من جميع أنحاء العالم ويوجد حوالى 10 فنادق في طابا المصرية، ويعد فندق هيلتون طابا الذي شيده الإسرائيليون في 1967 من أبرز معالمها، وقد أدارته شركة سونستا إلى أن تم تسليمه للسلطات المصرية في التاريخ المذكور وقد أطلق المؤرخ الراحل يونان لبيب رزق على قضية طابا قضية العصر،لأنها شكلت جزءاً رائعاً من التصميم المصرى على استعادة أرض الوطن، وتم التوقيع عليها في سبتمبر 1986 خاصة العلامة 91، إذ إن أتفاقية الهدنة المصرية- الإسرائيلية الموقعة في رودس في فبراير 1949 تنص على أن خط الهدنة لا ينبغى أن ينتهك الحدود الدولية.

وكان نداء السلام من فوق ارض طابا وسط احتفال مهيب ووسط جو يملؤه الشعور بالفخر والزهو حيث تم رفع علم مصر على ارض طابا المصرية فى 19 مارس 1989 بعد غياب دام اثنين وعشضرين عاما معلنا نداء السلام من فوق ارض طابا ..مؤكدين للعالم بأن مصر كما كانت نبع السلام على مر التاريخ سوف تظل تشع الامن والامان على شعبها واقليمها وعالمها على مر العصور فى الماضى والحاضر والمستقبل .

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!