أخبار عربية ودوليةعاجل

4.5 مليار شخص في العزل حول العالم …الصحة العالمية: يجب التحرك في الشرق الأوسط لتجنب الفوضى قبل شهر رمضان وإعادة النظر جدياً في أي احتفالات دينية جماعية والصين تسجل جميع حالات كوفيد19

الانكفاء الأمريكي في وكالات الأمم المتحدة يشجع النفوذ الصيني .... روسيا: إصابات كورونا تتخطى 32 ألفاً ...النقد الدولي": إفريقيا بحاجة إلى 44 مليار دولار لمكافحة كورونا ... وفيات كورونا في أمريكا تتجاوز 34 ألفاً

4.5 مليار شخص في العزل حول العالم …الصحة العالمية: يجب التحرك في الشرق الأوسط لتجنب الفوضى قبل شهر رمضان وإعادة النظر جدياً في أي احتفالات دينية جماعية والصين تسجل جميع حالات كوفيد19

4.5 مليار شخص في العزل حول العالم ...الصحة العالمية: يجب التحرك في الشرق الأوسط لتجنب الفوضى قبل شهر رمضان وإعادة النظر جدياً في أي احتفالات دينية جماعية والصين تسجل جميع حالات كوفيد19
4.5 مليار شخص في العزل حول العالم …

كتب : وكالات الانباء

بات ما لا يقل عن 4.5 مليار نسمة في 110 بلدان مرغمين على ملازمة منازلهم أو طلبت منهم السلطات المعنية ذلك لمكافحة تفشي وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، بحسب تعداد لـ “فرانس برس”، اليوم الجمعة، استناداً إلى قاعدة بيانات.

وهذا يمثل سدس سكان العالم (حوالى 58%) الذي قدرت الأمم المتحدة عددهم بـ 7.79 مليار نسمة في 2020.

ومنذ منتصف مارس (آذار) باتت دول أكثر تفرض تدابير عزل، ففي 18 مارس (آذار) بلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون في ظل العزل 500 مليون نسمة وفي 23 منه مليار نسمة وفي 24 مليارين وفي 25 ثلاثة مليارات وفي 7 أبريل (نيسان) 4 مليارات، والجمعة بلغ عدد هؤلاء ما لا يقل عن 4.5 مليار نسمة في 110 بلدان.

ومعظم هؤلاء – ما لا يقل عن 2.93 مليار نسمة في 66 بلدا – ملزمون على احترام إجراءات العزل.

ولا تستثنى أي منطقة في العالم: أوروبا (إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وقسم من روسيا…) وآسيا (الهند وأوزبكستان وجاكرتا واندونيسيا والنيبال وسريلانكا ونصف الفيليبين…) والشرق الأوسط (العراق والسعودية والأردن ولبنان وإسرائيل…) وافريقيا (جنوب افريقيا والمغرب وكبرى المدن النيجيرية وزيمباوي ورواندا…) وأمريكا (قسم كبير من الولايات المتحدة وكولومبيا والأرجنتين وفنزويلا والبيرو وبوليفيا…) وحتى أوقيانيا (نيوزيلاندا).

وتنضم السبت إلى هذه الدول مالاوي وولاية الخرطوم في السودان.

وفي معظم الأحيان يمكن الخروج من المنزل بداعي العمل أو شراء سلع أساسية أو العلاج.

وتدعو دول أخرى (على الأقل 15 بلدا يقيم فيها 1,03 مليار نسمة) سكانها إلى ملازمة المنازل دون اتخاذ تدابير قسرية. وهذا هو حال المكسيك وقسم من البرازيل واليابان وإيران وألمانيا وسويسرا وأوغندا وكندا.

وفرضت 25 دولة أو منطقة على الأقل حظرا للتجول (500 مليون نسمة) وتمنع التنقل خلال الليل. ويطبق هذا الإجراء في افريقيا (مصر وكينيا وساحل العاج وبوركينا فاسو ومالي والسنغال وغينيا وتوغو وسيراليون وموريتانيا والغابون) وأمريكا اللاتينية (تشيلي وغواتيمالا والإكوادور وجمهورية الدومينيكان وبنما وبورتو ريكو).

كما فرضت كل من تايلاند وسوريا وصربيا والكويت حظرا للتجوال.

وفرضت أربع دول على الأقل حجرا على مدنها الكبرى مع منع الدخول إليها أو الخروج منها. وهذا يطبق في كينشاسا (جمهورية الكونغو الديموقراطية) وألماتي ونور سلطان (كازاخستان) وباكو (أذربيجان).

وعلى غرار مدينة ووهان بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد التي رفعت تدابير العزل في الثامن من أبريل (باستثناء بعض الأحياء)، تدرس بعض الدول إمكانية رفع تدابير العزل خصوصاً في أوروبا.

وتنوي جمهورية تشيكيا رفع تدابير العزل تدريجا اعتبارا من الإثنين وسويسرا اعتبارا من 27 أبريل وإيطاليا اعتبارا من الرابع من مايو وفرنسا اعتبارا من 11 مايو.

(أرشيف)

فى السياق ذاته تؤكد منظمة الصحة العالمية أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لا يزال بوسعها أن “تغتنم الفرصة” السانحة، وأن تتحرك لتجنب انتشار واسع لفيروس كورونا.

وقال الدكتور ايفان هيوتن مدير إدارة التغطية الصحية الشاملة والأمراض السارية في المكتب الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط، ومقره القاهرة: “عندنا فرصة للتحرك في المنطقة لأن تزايد الحالات لم يكن سريعاً” حتى الآن.

وحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة، سجلت أكثر من 111 ألف إصابة بفيروس كورونا، وأكثر من 5500 وفاة في منطقة شرق المتوسط التي تضم 22 دولة، وتمتد من المغرب الى باكستان، باستثناء الجزائر، في حين تجاوز عدد الاصابات في العالم المليونين والوفيات 140 ألفاً.

ووفقاً للدكتور هيوتن، من الصعب في الوقت الراهن تفسير التزايد البطئ في عدد الاصابات بدول الاقليم، باستثناء ايران التي سجلت أكثر من 76 ألف إصابة وحوالي 5 آلاف وفاة.

ويتابع “من المحتمل أن يكون هناك عامل مرتبط بالتركيبة العمرية لهذه المجتمعات الشابة”.

وفي الدول التي تشهد نزاعات مثل اليم، وليبيا، وسوريا، لا توجد إصابات تقريباً بالفيروس.

غير أن الدكتور هيوتن يؤكد أن “تفادي الوضع الصعب في المرة الأولى لا يعني أننا سنتجنبه في المرة الثانية”.

وفي مصر، أين قيم الدكتور هيوتن الوضع في مارس (آذار) الماضي، “توجد حالات أكثر الان مما كان عليه الوضع قبل أسابيع ولكن الامور لم تصل بعد الى العدوى المتسارعة”.

ولتجنب وضع مشابه لما حدث في أوروبا أو الولايات المتحدة أين توفي عشرات الآلاف، يجب  وفق المسؤول في منظمة الصحة العالمية، توفير “أعمدة المواجهة” للفيروس، وهي الالتزام المجتمعي، وتعبئة الأنظمة الصحية، وإعداد المستشفيات لاستقبال الحالات الخطيرة.

ويقول إن ما يجب عمله “ليس بالضرورة معقداً”، مشيراً إلى ضرورة عزل المرضى الذين لا يعانون من أعراض شديدة في “فنادق أو مدارس أو منشآت تابعة للجيش”.

أما الحالات الخطيرة، فيمكن “أن نفعل الكثير بتحويل أسرة المستشفيات العادية إلى أسرّة رعاية مركزة”.

ويمكن اتخاذ اجراء آخر لتجنب انفجار في عدد الإصابة في المنطقة، بزيادة القدرة على الاختبارات وهو أمر ممكن حسب الدكتور هيون “بأجهزة صغيرة تعطي نتائج سريعة”.

ورغم أن حالات لن تكتشف لأنه أمر “لا يمكن تجنبه”، إلا أنه “كلما أجريت اختبارات أكثر للذين يعانون السعال، وارتفاع درجات الحرارة، كلما اكتشفنا حالات أكثر”، حسب الدكتور هيوتن.

ويقول الخبير “نعرف أن 1% من المصابين يموتون، ولذلك عندما تبلغ نسبة الوفيات في بعض الدول 5% فهذا يحمل على الاعتقاد بأن جزءاً من المصابين لم يُكتشف”.

وفي المنطقة بلغت نسبة الوفيات حوالي 5%، ما “يعني أن هناك حاجة لزيادة القدرة على الاختبارات”.

وبالنظر إلى “الخطورة المحتملة والى قدرة هذا الفيروس على تركيع النظم الصحية” على منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاستعداد “لاحتمال أن تجري الأمور بشكل سيء”، وفقاً للدكتور هيوتن.

ومع اقتراب شهر رمضان، نشرت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع توصيات للدول الإسلامية من بينها “إعادة النظر جدياً” في أي احتفالات دينية جماعية. 

صينيون يضعون الكمامة الصحية خوفاً من كورونا (أرشيف)

من ناحية أخرى قالت عالمة الأوبئة في منظمة الصحة العالمية ماريا فان كيركوف في إيجاز صحافي إن مراجعة قامت بها الصين ورفعت إجمالي عدد وفيات فيروس كورونا بشدة اليوم الجمعة هي “محاولة لعدم ترك أي حالة دون تسجيل”.

وقالت إن السلطات الصينية عادت إلى بيانات الجنازات ودور رعاية المسنين ومستشفيات الحميات والمستشفيات الأخرى ومراكز الاحتجاز وكذلك عدد المرضى الذين توفوا في البيوت في مدينة ووهان بؤرة وباء فيروس كورونا.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشار إلى ان الصين قللت حصيلة المتوفين فيها بفيروس كورونا وأدان منظمة الصحة العالمية بسب الدعم الذس تقدمه لنهج بكين.

كوادر طبية لمكافحة فيروس كورونا في أمريكا (أرشيف)

وقد أظهر إحصاء لرويترز ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى أكثر من 34 ألفاً اليوم  في الوقت الذي يتوقع فيه أن تعلن بعض الولايات جداول زمنية لرفع القيود التي تهدف إلى الحد من الوباء.

ووردت بعض الأخبار الجيدة للولايات المتحدة يوم الخميس عندما انخفض عدد الوفيات الجديدة بعد أن كانت سجلت زيادات قياسية في يومين على التوالي.

ووصلت الوفيات إلى ما يقرب من 34700 الجمعة ارتفاعاً بنحو 1400 وفاة، لكن لا يزال يتعين على عدد من الولايات الإبلاغ عن الوفيات بها.

وتجاوز عدد حالات الاصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة 680 ألفا بعد أن ارتفعت بنحو 33 ألفا يوم الخميس. وزاد عدد الحالات الجديدة المسجلة  لـ  3 أيام على التوالي، وهو أعلى عدد من الإصابات منذ 10 أبريل (نيسان) حين وصلت إلى عدد قياسي بلغ 35715 حالة جديدة.

وتنتشر الإصابات والوفيات بشكل متفاوت في أنحاء البلاد، حيث سجلت المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى مثل نيويورك ما يقرب من نصف إجمالي الوفيات في الولايات المتحدة.

وأدت أوامر صارمة بالبقاء في المنزل في 42 ولاية لمكافحة انتشار الفيروس المستجد إلى إغلاق الشركات وتعطيل مظاهر الحياة والإضرار بالاقتصاد، وبدأ بعض المتظاهرين في النزول إلى الشوارع لمطالبة حكام الولايات بإعادة النظر في القيود.

حاكم نيويورك أندرو كومو (أرشيف)

من جهته قال حاكم نيويورك أندرو كومو اليوم الجمعة إنه بحاجة إلى المساعدة الاتحادية لزيادة فحوص فيروس كورونا المستجد وإعادة فتح اقتصاد الولاية وبدا ينتقد إدارة الرئيس دونالد ترامب لتقاعسها عن توفير التمويل للولايات.

وقال كومو في إفادة يومية: “هل هناك أي تمويل حتى أتمكن من القيام بهذه الأشياء التي تريد منا القيام بها؟ لا… ذلك تحويل للمسؤولية دون تحويل الأموال”.

الغريب فى الامر اندلعت احتجاجات  هل بفعل فاعل من الادارة الامريكية تمشيا مع رؤية الرئيس ترامب التجارية التى تتجه الى الاموال بعيدا عن حقوق الانسان فى الحفاظ على حياته ام الشعب الامريكى غاب عنه الوعى والثقافة حسب توجهات زمن العولمة الذى تعيشه .

اندلعت احتجاجات  متفرقة في عدة ولايات أمريكية، تطالب بتخفيف أوامر البقاء في المنزل الرامية لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.

وكانت ولايات ميشيجان وأوهايو وكنتاكي ونورث كارولاينا ويوتا من بين الولايات التي شهدت مسيرات في الأيام القليلة الماضية وسط تزايد المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية للتدابير الاحترازية.

واكتظت شوارع عاصمة ولاية ميشيجان بالآلاف من قائدي السيارات أمس الأول الأربعاء، احتجاجا على بعض القيود الصارمة المفروضة على السفر والأعمال في البلاد.

وقال الأعضاء الجمهوريون في الكونجرس عن ولاية ميشيجان عبر موقع تويتر: “إنهم منزعجون من أن الحاكم يفكر فيما يتعلق بالوظائف من ناحية كونها (ضرورية) أو (غير ضرورية)، بدلا من التفكير فيما إذا كان من الممكن أداء مهام الوظيفة بأمان”.

ودعمت بعض الشخصيات البارزة من تيار اليمين، ومن بينهم مقدم البرامج الحوارية راش ليمبو، هذه المظاهرات.

ويأتي ذلك بينما كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي قال مرارا إنه يريد إعادة فتح الاقتصاد في أقرب وقت ممكن، عن المبادئ الإرشادية للقيام بذلك أمس الخميس.

 حاكم ولاية تكساس الأمريكية جريج أبوت (أرشيف)

فى حين أعلن حاكم ولاية تكساس الأمريكية جريج أبوت أن ولايته ستبدأ تخفيف أوامر الإغلاق التام الأسبوع المقبل، كما قال حكام ولايات أخرى إنه سيتم تخفيف بعض القيود.

وقال أبوت إنه في الجمعة الموافق 24 أبريل، ستبدأ الولاية العمل وسيعمل قطاع التجزئة ، بما سيسمح لأعمال التجزئة غير الأساسية بالعمل عبر جمع الطلبات وتوصيلها.

وسيعاد فتح حدائق بالولايات مع تطبيق تدابير التباعد الاجتماعي الاثنين المقبل، وسيتم تخفيف القيود على خدمات الرعاية الصحية غير الأساسية الأسبوع المقبل.

وذكر أبوت في كلمة متلفزة إننا “نبدأ الآن في رؤية بصيص أمل أن أسوأ ما في كوفيد19- قد نتجاوزه قريبا”. وقال إننا “أظهرنا أننا نستطيع السيطرة على فيروس كورونا”.

وفي ولاية مينيسوتا، أعلن حاكمها أن ملاعب الجولف والأنشطة الأخرى التى تمارس فى الأماكن المفتوحة سيتم السماح بها بدءاً من صباح السبت، بينما أعلنت فيرمونت تخفيف القيود على الإنشاءات والأعمال الخارجية.

 (أرشيف)

وبالنسبة لروسيا كشفت روسيا اليوم النقاب عن الاعداد شبه حقيقة فتم  تسجيل 32008 إصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بينها 4070 إصابة سجلت خلال الساعات الـ24 الأخيرة، في رقم قياسي جديد، فيما حذر الرئيس فلاديمير بوتين من مخاطر “مرتفعة جداً” لا سيما في المقاطعات غير المجهزة لمواجهة الجائحة.

وسجل نحو نصف الإصابات الجديدة في العاصمة موسكو (1959 إصابة إضافية)، تليها المنطقة المحيطة بها مع 472 إصابة إضافية ثم سانت بطرسبورغ مع 424 إصابة. وبالإجمال، توفي 273 شخصاً، 41 منهم فارقوا الحياة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وقال الرئيس فلاديمير بوتين خلال مؤتمر عبر الفيديو مع حكام الأقاليم نقله التلفزيون، إن “المخاطر المحيطة بانتشار الوباء لا تزال مرتفعة جداً، ليس فقط في موسكو ولكن في العديد من المناطق الروسية الأخرى”.

وأفاد رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين الجمعة عن الانتهاء من بناء مستشفى بسعة 500 سرير أنجز في غضون أسابيع، على أن يبدأ باستقبال المرضى الاثنين.

ولكن بوتين قال إن “كل منطقة يجب أن تكون مستعدة بالقدر نفسه، حتى في الوقت الذي اشتكى فيه العديد من الحكام من نقص المعدات الطبية والموظفين المتخصصين”.

وقال حاكم منطقة فلاديمير، فلاديمير سيبياجين، إن “منطقته التي يبلغ عدد سكانها 1.36 مليون نسمة لديها 71 جهازاً تنفسياً فقط ونصف خبراء الإنعاش الذين تحتاجهم”.

ورد بوتين على ذلك، بأن الحكام “موجودون هناك للعمل على التصدي للتحديات”.

وفي فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي قالت مساعدة رئيس بلدية موسكو للشؤون الاجتماعية أناستازيا راكوفا إن “موسكو، التي يخضع سكانها البالغ عددهم 12 مليون نسمة للحجر منذ أواخر مارس (آذار)، ستشهد أسابيع صعبة”.

وأضافت: “ستتحقق ذروة تفشي الوباء خلال أسبوعين أو ثلاثة”.

وأعربت بلدية العاصمة الروسية الخميس عن قلقها من عدم التزام السكان بدقة بالحجر. وبموجب قواعد العزل التي يجب على سكان موسكو مراعاتها حتى الأول من مايو (آيار) على الأقل، يُسمح لهم فقط بمغادرة منازلهم للذهاب إلى العمل أو تنزيه كلابهم أو إخراج القمامة أو زيارة أقرب متجر لهم.

وشددت سلطات المدينة الإغلاق هذا الأسبوع من خلال إدخال نظام التصاريح الرقمية التي تتطلب أن يحصل أي شخص يسافر بالسيارة أو وسائل النقل العام على تصريح.

النفوذ الصيني (تعبيرية)

على صعيد أخر يفتح تراجع دور الولايات المتحدة في شؤون العالم الباب أمام نفوذ صيني متزايد منذ سنوات في وكالات الأمم المتحدة، على غرار منظمة الصحة العالمية التي ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإدارتها لأزمة انتشار فيروس كورونا.

ويتّخذ هذا التقدم البطيء والمستمر “للقوة الناعمة” الصينية أشكالاً متعددة، إذ يستند إلى التزام مالي وعسكري، ويظهر عبر اكتساب مناصب في كل مكان بدءاً بمتدرب ووصولاً إلى مدير عام وكالة، وعبر علاقاتها مع كل الأطراف الممكنة.

يصح المثل على حالة القارة الإفريقية، فقبل عشر سنوات كان دين إفريقيا للصين ضئيلا. اليوم وفيما تكثف بكين في مشاريع الاستثمار في الدول الإفريقية عبر برنامجها العملاق “طريق الحرير”، بات يبلغ 140 مليار دولار، كما كشف مسؤول في الأمم المتحدة.

وبشكل آخر، يعتبر ذلك أداة قوية للاستفادة من الدعم الإفريقي في موضوع ما، في وكالة متعددة الأطراف على سبيل المثال.

وتتهم واشنطن منظمة الصحة العالمية التي يديرها الأثيوبي تيدروس أدهانوم غيبرييسوس بالتقليل من أهمية انتشار الفيروس الذي ظهر في الصين، بضغط من بكين.

وقالت أليس أيكمان مسؤولة آسيا في المعهد الأوروبي لدراسات الأمن: “ما نلاحظه منذ أكثر من عشر سنوات خاصةً منذ 2012، مع رئاسة شي جين بينغ، هو نشاط قوي للدبلوماسية الصينية لإعادة هيكلة الحوكمة العالمية. الطموح قوي لأن الصين تتحدث عن قيادة إعادة الهيكلة هذه”.

ويلاحظ الأمر ذاته في كثير من وكالات الأمم المتحدة، الولايات المتحدة تنطوي على نفسها، والصين ترسم خطها دون اللجوء أبداً إلى مواجهة.

بالإضافة إلى زيادة المشاركة في قوات حفظ السلام في العالم، باتت بكين ثاني أكبر مساهم مالي في الأمم المتحدة في نيويورك، بعد الولايات المتحدة لتحل مكان اليابان.

ولا شك أن المال الأداة المفضّلة عندما يتعلّق الأمر بالوكالات الدولية، كما هو الحال في اليونسكو في باريس. فقد ترافق انسحاب الولايات المتحدة في مطلع 2019 من المنظمة التي تتهمها الانحياز على حساب اسرائيل، مع نفوذ متزايد للصين في هذه الوكالة التي أصبحت أول مساهم فيها.

وبكين حاضرة جداً أيضاً في البرامج التعليمية للنساء والفتيات، كما أن المسؤول الثاني في اليونسكو هو الصيني شينغ تشو.

وقال مسؤول رفض كشف  اسمه لوكالة فرانس برس: “نجحنا في إيجاد توازن، إنهم موجودون بشكل قوي، دون فرض شيء”.

بالنسبة للعديد من الموظفين الرسميين في الأمم المتحدة في العالم، فان “الموضوع الأساسي هو الفراغ الذي خلفه الآخرون”.

وكتبت أستاذة الاقتصاد في لشبونة كاتيا باتيستا في صحيفة “واشنطن بوست” الخميس “مع تراجع هيمنة الولايات المتحدة على الصعيد الدولي، وتفكك أوروبا، ومتابعة الصين لمصالحها الخاصة، نحن بالفعل في مواجهة مشكلة”.

تثبت سلطة الصين أيضاً في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فاو في روما كما في منظمة الطيران المدني الدولي، في مونتريال.

في 2019 تولى الوزير الصيني السابق تشو دونغيو رئاسة منظمة الأغذية والزراعة، فيما يدير صيني أيضا منظمة الطيران المدني الدولي منذ 2015، هو فانغ ليو.

يقول أحد الخبراء في الوكالة المسؤولة عن تنظيم النقل الجوي، إن النفوذ الصيني “حقيقي ومتزايد” موضحاً أن بكين باتت الآن ثاني مساهم مالي فيها، بعد واشنطن.

وفي نهاية 2019، علقت الولايات المتحدة مساهمتها المالية في منظمة الطيران المدني الدولي لتسريع الإصلاحات. وقال المصدر نفسه رافضاً كشف اسمه: “إنهم يستخدمون مساهمتهم وسيلة للضغط”.

وفي اليونسكو لم يؤد هذا التكتيك الأمريكي إلى تداعيات كبرى تقلب المقاييس في المنظمة، فماذا سيحصل في منظمة الصحة العالمية؟

في فيينا كان الانصراف النسبي للقوى الكبرى الغربية عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في بلدان الجنوب، وراء استخدامها من الصين “نقطة انطلاق” لزيادة نفوذها في المنظمات الدولية. ولا يزال مديرها العام الوزير الصيني السابق لي يونغ الذي تولى مهامه منذ 2013، في منصبه.

أما في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فان الولايات المتحدة، أكبر مساهم مالي قبل الصين، تقول إنها لم تفقد نفوذها منذ الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين ايران والقوى الكبرى.

ولكن الواقع مختلف بعض الشيء لأن الصينيين باتوا في الصفوف الأمامية مع الروس، والأوروبيين.

وقالت أليس ايكمان: “بعد انتخاب دونالد ترامب، عززت الصين مكانتها قوةً ضامنةً لتعددية الأطراف” مضيفةً أن “أزمة كورونا تشكل حدثاً ثانياً مسرّعاً” لتواصل بكين “الاستثمار في الحوكمة العالمية في كل الاتجاهات”. وتابعت “ومنظمة الصحة العالمية ليست سوى مؤسسة بين مؤسسات أخرى”.

وأوضحت “على المدى الطويل، ترغب الصين في ظهور حكم عالمي لفترة ما بعد حكم الغرب، تتولى فيه دوراً مركزياً”.  

كوادر طبية لمكافحة فيروس كورونا في إفريقيا (أرشيف)

فى سياق أخر أعلن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عقب اجتماع خصص للقارة الإفريقية، إنّ إفريقيا بحاجة إلى 44 مليار دولار لمكافحة تفشي وباء كوفيد-19.

وأبلغت مديرة صندوق النقد الوزراء  كريستالينا جورجيفا ومسؤولي الأمم المتحدة وآخرين، أن القارة الإفريقية تفتقر إلى الموارد وإمكانيات الرعاية الصحية اللازمة لمعالجة الأزمة.

وقالت المؤسستان في بيان مشترك سوياً، إن “الدائنون الرسميون رصدوا ما يصل إلى 57 مليار دولار لإفريقيا في 2020”.

وأضاف البيان: أنّ “دعم دائني القطاع الخاص يمكن أن يبلغ نحو 13 مليار دولار. إنّها بداية مهمة، غير أنّ القارة بحاجة إلى 114 مليار دولار في 2020 في سياق مكافحة كوفيد-19، ما يترك فجوة في التمويل تقدّر بـ44 مليار دولار”.

ومن جهة أخرى، قال مسؤول بارز بمنظمة الصحة العالمية اليوم إن “أفريقيا لا تزال قادرة على احتواء تفشي مرض كوفيد-19 الناتج عن فيروس كورونا المستجد”.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة، مايك رايان، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: “أعتقد أن الدول الأفريقية يمكنها تحقيق أكثر مما قد يتوقعه الناس في الخارج”.

وأضاف: “لا نعتقد أن المرض تخطى القدرة على احتوائه”.

وجاءت تصريحات رايان، بعد أن قالت اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة إن “من المرجح أن يقتل الوباء ما لا يقل عن 300 ألف أفريقي ويهدد بدفع 29 مليونا إلى دائرة الفقر المدقع”. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!