سياسةعاجل

BBC: وثائق بريطانية تكشف مخططات إثيوبية للسيطرة على النيل منذ 60 عامًا

الكشف عن أسرار خطيرة في سد النهضة: «لا يمكن تجنبها بعد اكتمال بنائه»

BBC: وثائق بريطانية تكشف مخططات إثيوبية للسيطرة على النيل منذ 60 عامًا

BBC: وثائق بريطانية تكشف مخططات إثيوبية للسيطرة على النيل منذ 60 عامًا
BBC: وثائق بريطانية تكشف مخططات إثيوبية للسيطرة على النيل منذ 60 عامًا

كتب : وراء الاحداث 

«كأن البريطانيين كانوا يقرأون، بدقة، طالع الصراع على مياه النيل بين إثيوبيا من جانب ومصر والسودان من جانب آخر وتكشف الوثائق البريطانية عن أن وزارة الخارجية البريطانية توقعت في أوائل عقد الستينيات من القرن الماضي أن يضع الإثيوبيون مصر في موقف صعب للغاية تحتاج إلى عون إلهي لمواجهته (..) في تلك الفترة، تردد أن إثيوبيا تخطط لتحويل مجرى مياه النيل الأزرق، الذي ينبع من بحيرة تانا في إثيوبيا، بعيدا من مجرى وادي النيل».

كشفت وثائق بريطانية عن تفكير إثيوبيا في السيطرة على مياه النيل منذ بداية الستينيات من القرن الماضي، وكان يمنعهم فقط افتقادهم للثروة التي تمكنهم من تنفيذ أفكارهم بشأن النيل وحجز المياه عن مصر.

ونقلت شبكة “بي بي سي”، عن وثائق لوزارة الخارجية البريطانية حملت عنوان “مياه النيل”، أن الوزارة كلفت سفارتها في القاهرة بالتواصل مع المصريين لمعرفة سياستهم في التعامل مع “مشكلة مياه النيل”، واعتبرت أن سياسة الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، وسلوك مصر تجاه إثيوبيا “غير واضحة وغامضة نوعا ما”، وذلك بعد مناقشات مع المسؤولين المصريين.

وأشارت الوثائق البريطانية، إلى اجتماع بين أحد دبلوماسي السفارة في القاهرة، محمد فائق، مستشار الرئيس عبدالناصر للشؤون الإفريقية، والذي تناول مسألة قدرة إثيوبيا على حجز مياه النيل عن مصر.

وتضمن التقرير أن مصر كانت لديها في ذلك الوقت دراسات فنية حول إمكانية حجز مياه النيل في إثيوبيا، حيث قال فائق للدبلوماسي البريطاني، إن “الدراسات الفنية التي أجريت في القاهرة أظهرت أنه حتى لو توفرت للإثيوبيين أموال لا حدود لها، فإنه لا يمكنهم حجز أكثر من 1 من 13 من مياه النيل الأزرق”، وفقا لـ “بي بي سي”.

وكانت إثيوبيا تخطط في هذا الوقت بمطلع الستينيات، لتحويل مجرى النيل الأزرق بعيدا عن مجرى وادي النيل، إلا أن مصر كانت تعتقد بأن هذا غير ممكن، ولن يحصلوا حتى على الأموال الكافية لمحاولة تنفيذ ذلك، وفقا للوثائق البريطانية.

وذكرت الوثائق أن فائق، أبلغ الدبلوماسي البريطاني، أنه “ليس لدى المصريين والسودانيين ما يخشون منه بخصوص هذا الأمر”.

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن مصر والسودان يجب أن يركزا أمام مجلس الأمن على أن هناك مبالغة هندسية خطيرة للغاية في سد النهضة.

وأضاف شراقي خلال مداخلة هاتفية لاحد القنوات الفضائية أنه «لا بد أن نركز أمام مجلس الأمن على السعة التخزينية الخطيرة لهذا السد على السودان ومصر وأنه زاد من 11 مليار متر مكعب حتى وصل إلى 74 مليار متر مكعب متوقعة عند الانتهاء منه».

وتابع: «المخاطر المائية يمكن اتخاذ تتدابير والتغلب على اجزاء منها كمثال ملء سد النهضة في 7 أو 10 سنوات ولكن الذي لا يمكن تجنبه هو سعته الخطيرة وهو على ارتفاع كبير بالنسبة للخرطوم حيث أنه أعلى من العاصمة السودانية بـ 350 متر وبالتالي يشكل خطرا كبيرا للغاية وفناء 20 مليون سوداني الذين يعيشون على طول النيل الأزرق ولا توجد دولة في العالم بما فيها أمريكا والصين أن تضمن سلامة أي سد ورأينا سدود في الصين وأمريكا كانت معرضة للانهيار».

وأردف شراقي: «بالنسبة لإثيوبيا خاصة في سد النهضة فمن الممكن أن يحدث الانهيار لعوامل طبيعية نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول التي نشاهدها سنويا بالاضافة إلى الزلازل والتشققات وهناك نماذج للانهيارات في إثيوبيا لذلك خاصة أن الشركة الايطالية التي تبني سد النهضة سبق وأن بنت مشروع سد جيبى 2 وانهار 3 مرات حيث انهار في المرة الثالثة بعد الافتتاح بعشرة أيام وهو ليس عيبا في الشركة ولكن بسبب الظروف الطبيعية الموجودة في اثيوبيا من التشققات والفوالق وغيرها».

وتساءل عباس شراقي: «من يضمن سلامة السودان إذا تم البناء بهذه السعة الكبرى ولو بافتراض أن إثيوبيا اتفقت مع السودان على أن السوادان هي التي تدير السد فهو لا يكفى اذا اشترطت أن يبنى بهذ السعة التي تصل إلى 74 مليار متر مكعب وهذه نقطة مهمة للغاية».

وأضاف: «هذه المنطقة هي أكبر منطقة نشطة للزلازل في قارة افريقيا هي منطقة شرق افريقيا التي تقع فيها إثيوبيا لأن فيها الأخدود الأفريقي العظيم والزلازل منتشرة منه وتصل إلى مصر حيث انها قادمة من الاخدود الافريقي وإثيوبيا هي منطقة الزلازل في القارة الافريقية وايضا ينشط فيها بعض البراكين وهناك نماذج لذلك منها سد تكيزي في اثيوبيا، سنة 2007 حدث به انزلاقات صخرية أدت إلى وفاة 47 شخص».

وأكد خبير المياه: «إثيوبيا لن يضيرها شئ إذا انهار سد النهضة لأنه على الحدود وليس لديها مدن أو قرى أو أي عمران في نفس المنطقة وهو يعلو سد الروصيرص السوداني بـ 100 متر، لذا فهذا السد هو قنبلة مائية يمكن أن ينفجر بسبب الظروف الطبيعية أو لو أي دولة معادية للسودان قد تضرب سد النهضة ويحدث تدمير كامل للسودان».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!