منذ 70 عام 1952 قيام ثورة 23 يوليو البيضاء
كتب : وراء الاحداث
في مثل هذا اليوم الثالث والعشرين من يوليو 1952 قامت ثورة يوليو لرفع ظلام الفساد والاستبداد عن كاهل الشعب المصري، قاد الثورة مجموعة من ضباط الجيش اطلقوا على أنفسهم اسم “الضباط الأحرار”، كان قائد الثورة هو اللواء محمد نجيب والواقع أنه تم اختياره – من قبل الضباط الأحرار – كواجهة للثورة لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش و كان اللواء الوحيد في التنظيم وكان سبب انضمام الكثير من ضباط الجيش للضباط الاحرار وكان أحد أهم عوامل نجاح الثورة، ثم تولى جمال عبد الناصر بعد ذلك حكم مصر من 1954 حتى وفاته عام 1970 واستمد شرعية حكمه من ثورة يوليو .
بدأت الثورة التي قادها ضباط جيش مصريون ضد الحكم الملكي، بعد حرب 1948 وضياع فلسطين ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر وفي هذا اليوم قام التنظيم بثورة بيضاء لم ترق بها دماء، ونجح في السيطرة على الأمور والسيطرة على المرافق الحيوية في البلاد وأذاع البيان الأول للثورة بصوت أنور السادات وأجبرت الثورة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952.
وتم تكليف علي ماهر باشا بتشكيل الوزارة بعد اقالة وزارة الهلالي باشا التي لم يكن قد مضى على تشكيلها يوم واحد ثم قام الثوار صباح الثالث والعشرين بالاتصال بالسفير الامريكي لابلاغ رسالة الى القوات البريطانية بان الثورة شان داخلي وكان واضحا في البيان الاول للثورة التاكيد على حماية ممتلكات الاجانب لضمان عدم تدخل القوات البريطانية الى جانب القصر ثم واصل الثوار بعد ذلك اتخاذ خطواتهم نحو السيطرة على الحكم واخراج الملك، وشكل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الامور كانت في يد مجلس قيادة الثورة، ثم الغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.
كانت المباديء التي قامت عليها ثورة يوليو هي: القضاء على الإقطاع، والقضاء على الاستعمار، والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة جيش وطني قوي، وإقامة عدالة اجتماعية، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة.
ومن أهم انجازات ثورة 23 يوليو السيطرة على الحكم في مصر الغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية، واسترداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر، وتوقيع إتفاقية الجلاء بعد أربعة وسبعين عاما من الاحتلال، وتأميم قناة السويس
تعتبر الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا أشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية، أصدرت قانون الاصلاح الزراعي يوم 9 سبتمبر 1952 للقضاء على الإقطاع، وتم تمصير وتأميم التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب، وقررت مجانية التعليم العام وأضافة مجانية التعليم العالي وضاعفت ميزانيته، وإنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية.
أكدت ثورة 23 يوليو 1952 للأمة من الخليج إلى المحيط أن قوة العرب في الوحدة العربية وتحكمها أسس أولها تاريخي وثانيها اللغة المشتركة لعقلية جماعية وثالثها نفسي واجتماعي لوجدان واحد مشترك، وتم توحيد الجهود العربية وحشد الطاقات العربية لصالح حركات التحرر العربية.
وأصبحت مصر قطب القوة في العالم العربي مما فرض عليها مسئولية الحماية والدفاع لنفسها ولمن حولها.
