شئون عسكريةعاجل

مصر تودع رجل الاقدار فى 2011 عبر بالوطن لبر الامان وبطل المزرعة الصينية فى حرب اكتوبر المشير طنطاوي في جنازة عسكرية

العميد محمد حسين طنطاوى يحكى معركة المزرعة الصينية احدى بطولات حرب اكتوبر المجيدة 1973

مصر تودع رجل الاقدار فى 2011 عبر بالوطن لبر الامان وبطل المزرعة الصينية فى حرب اكتوبر1973 المشير طنطاوي في جنازة عسكرية

مصر تودع رجل الاقدار فى 2011 عبر بالوطن لبر الامان وبطل المزرعة الصينية فى حرب اكتوبر المشير طنطاوي في جنازة عسكرية
مصر تودع رجل الاقدار فى 2011 عبر بالوطن لبر الامان وبطل المزرعة الصينية فى حرب اكتوبر المشير طنطاوي في جنازة عسكرية

كتبت : منا احمد

اليوم يخيم الحزن علينا برحيل رجل الاقدار رجل المهام الصعبة وضعته الاقدار ليتحمل مسؤلية فترة عصيبة كادت أن تعصف بكيان ووجود مصرنا الغالية بحكمته نجح المشير طنطاوي، في إفشال مخطط إسقاط الوطن واختطافه، وقاد مصر وشعبها إلى بر الأمان، فالراحل حارب وانتصر بشتى الطرق واستطاع أن يعبر بالوطن لبر الأمان وسط أمواج الفوضى العاتية حتى لقي ربه محافظا على ارضها وشعبها برا وبحرا وجوا ليتم بناء مصر المستقبل لنا وللاجيال القادمة

رحل عن عالمنا المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق، اليوم الثلاثاء 21 سبتمبر عن عمر ناهز الـ85 عاما وذلك بعد رحلة طويلة من العطاء.

تودع مصر اليوم في جنازة عسكرية مهيبة،  قائدا حكيما وجنديا مخلصا من خيرة أبناء المؤسسة العسكرية وهو المشير محمد حسين طنطاوي الذي رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء بعد صراع مع المرض.

وفي وقت سابق وجه له الرئيس عبدالفتاح السيسي التحيه على الهواء مباشرة، قائلا: “اسمحولى أوجه التحية ليه لوحده.. سيادة المشير حسين طنطاوى”، وذلك في أثناء الاحتفالية الـ 42 لذكرى انتصار أكتوبر، تعبيرًا عن التقدير لدوره الوطنى.

جاءت تحية الرئيس للمشير فى سياق كشف، أن رجال الجيش المصرى ظلوا 20 عامًا يتقاضون نصف رواتبهم لتحقيق قدرة اقتصادية تساعد الجيش، موضحا وكاشفا للمرة الأولى أن المشير طنطاوى هو صاحب هذه الفكرة وقتها.

مدرعات كت9 ل14مدرعات الإسرائيلي في المزرعة الصينية بالدفرسوار، 15 أكتوبر 1973.

تظل معركة المزرعة الصينية، التى قادها المشير محمد حسين طنطاوى، وكان ساعتها برتبة مقدم، حسب العشرات من المراجع المصرية والأجنبية، فضلًا عن شهادات لا حصر لها لقادة عسكريين مصريين، بل وأيضًا لبعض قادة إسرائيل نفسها، واحدة من أهم وأخطر البطولات المصرية فى حرب أكتوبر 1973، وذلك نظرًا لتأثيرها الكبير سواء من الناحية التكتيكية على أرض المعركة أو من الناحية النفسية بين الجنود، ‏بما أسهم فى تحقيق الانتصار المدوى على العدو الصهيونى. وحسب المراجع والشهادات وجميعها منشورة ومتاحة للجميع، والتى ننقل منها ملخصًا وافيًا دون أى تدخل من كاتب هذه السطور، فلقد أوجدت هذه المعركة فكرًا عسكريًا جديدًا يجرى تدريسه الى الآن فى جميع الكليات والمعاهد العسكرية العليا، وكتب عنها أعظم المحللين العسكريين ومن بينهم محللون إسرائيليون‏.‏ المعركة ببساطة عكست تكتيكات غير مسبوقة ومبهرة قام بها ونفذها قائد الكتيبة ‏16‏ من الفرقة‏ 16‏ مشاة،‏ وهو آنذاك وكما أشرنا أعلاه، المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوى

 أن منطقة المزرعة الصينية، كان لها أهمية استراتيجية كبيرة جدًا، وهو ما كان يتضح جليا من خلال زيارات القادة وعلى رأسهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حتى جمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى أيضًا مثل “راوية عطية”، وتنبع أهميتها من منطلق أنه فى حالة تمكن العدو من الاقتحام منه والانتقال لغرب القناة، سيكون على مسافة 100 كيلو من القاهرة، كما أنه سيكون فى نقطة مفصلية مهمة جدا ما بين الجيشين الميدانيين الثانى والثالث، وسيكون لحظتها فى مؤخرة الجيشين، وبالتالى سيكون هناك أثر سلبى على معنويات الجيش، كما أنه حال احتلال العدو للمنطقة كان سيكون كارت ضغط على مصر فى حالة وقف إطلاق النار، ومن هنا كانت القيادة تولى أهمية قصوى للمزرعة الصينية.

أن العدو كان يدرك أهمية هذه المنطقة وخطورتها، لذلك كان يدرب جنوده على احتلالها، وهو ما اتضح لرجال القوات المسلحة المصرية وقتها.

وعن التخطيط لعملية حرب أكتوبر بشكل عام وتأمين المزرعة الصينية خاصة، أن الجيش الثانى الميدانى تحت قيادة اللواء سعد مأمون، خصص نسق ثانى قوى جدًا متمثل فى فرقة مدرعة كاملة تتمركز فى الغرب للتصدى لأى محاولة للوصول لهذا المكان.

بدأت مهام الكتيبة يوم ‏6‏ أكتوبر بعبور المانع المائى لقناة السويس فى نصف ساعة فقط‏،‏ وكان المفترض أن تعبره فى ساعة‏،‏ ثم بدأت الكتيبة فى التقدم باتجاه الشرق وحققت مهامها الأولية باستيلائها على رؤوس الكبارى الأولى وصد وتدمير الهجمات المضادة التى وجهت إليها. كانت حصيلة ذلك تدمير 5‏ دبابات من قوات العدو‏، وعزل النقطة القوية بالدفرسوار وحصارها‏،‏ ثم قامت الكتيبة بتطوير الهجوم فى اتجاه الشرق وتحقيق مهمة احتلال رأس الكوبرى النهائى،‏ مع الاستمرار فى صد وتدمير الهجمات المضادة للعدو‏.‏ أما أهم المعارك التى خاضتها هذه الكتيبة فكانت معركة المزرعة الصينية، ومنطقة المزرعة الصينية يرجع تاريخها إلى عام ‏67‏ حيث تم استصلاح هذه الأرض لزراعتها وتم إنشاء بعض المنازل بها وشقت الترع وقسمت الأحواض لزراعتها‏، وكان يطلق عليها أيضًا قرية الجلاء‏.‏

بدأت المعركة فى هذه المنطقة عندما استنفد العدو الإسرائيلى جميع محاولاته للقيام بالهجمات والضربات المضادة ضد رؤوس الكبارى فبدأ تفكيره يتجه إلى ضرورة تكثيف الجهود ضد قطاع محدد حتى تنجح القوات الإسرائيلية فى تحقيق اختراق تنفذ منه إلى غرب القناة‏،‏ وكان اختيار القيادة الإسرائيلية ليكون اتجاه الهجوم الرئيسى لها فى اتجاه الجانب الأيمن للجيش الثانى الميدانى فى قطاع الفرقة ‏16‏ مشاة وبالتحديد فى اتجاه محور الطاسة والدفرسوار‏، وبذلك أصبحت المزرعة الصينية هى هدف القوات الإسرائيلية المهاجمة فى اتجاه قناة السويس على هذا المحور‏.‏ خلال هذه الفترة ركزت القوات الإسرائيلية كل وسائل النيران من قوات جوية وصاروخية ومدفعية باتجاه تلك المنطقة‏،‏ وكان الهدف من الضرب وخاصة فى مقر تمركز الكتيبة ‏18‏ هو تدمير الكتيبة أو زحزحتها عن هذا المكان باتجاه الشمال‏ بأى وسيلة.‏ بدأت معركة المزرعة الصينية يوم ‏15‏ أكتوبر حيث قام العدو بهجوم مركز بالطيران طوال النهار على جميع الخنادق وقيادة الكتيبة وكان الضرب دقيقا ومركزًا‏، كما سلطت المدفعية بعيدة المدى نيرانها بشراسة طوال ساعات سطوع الشمس، واستمر هذا الهجوم حتى الغروب، ومع ذلك لم يصب خلال هذا الضرب سوى ‏3‏ جنود فقط‏،‏ وكان ذلك بسبب خطة التمويه والخداع التى اتبعتها الكتيبة‏، وقبل أى ضربة جوية كانت تحلق طائرات لتصوير الكتيبة‏، وبعد التصوير مباشرة كانت تنقل الكتيبة بالكامل لمكان آخر فيتم ضرب مواقع غير دقيقة‏.‏

فى الساعة الثامنة إلا الربع مساء نفس اليوم وصل إلى أسماع الكتيبة أصوات جنازير الدبابات بأعداد كبيرة قادمة من اتجاه الطاسة، وبعدها بربع ساعة قام العدو بهجوم شامل مركز على الجانب الأيمن للكتيبة مستخدمًا‏ 3‏ لواءات مدرعة بقوة ‏280‏ دبابة ولواء من المظلات ميكانيكى عن طريق ‏3‏ محاور مكونة من فرقة أدان القائد الإسرائيلى من ‏300‏ دبابة وفرقة مانجن القائد الإسرائيليى 200‏ دبابة ولواء مشاة ميكانيكى وتم دعمهم حتى يتم السيطرة‏. وعزز لواء ريشيف القائد الثالث بكتيبة مدرعة وكتيبة مشاة ميكانيكى وكتيبة مشاة ميكانيكى مستقلة‏،‏ وأصبحت بذلك قيادة ريشيف ‏4‏ كتائب مدرعة وكتيبة استطلاع مدرعة و‏3‏ كتائب مشاه ميكانيكى وأصبحت تشكل نصف قوة شارون‏، ومع كل هذا الحشد من القوات قام العدو بالهجوم وتم الاشتباك معه بواسطة الدبابات المخندقة والأسلحة المضادة للدبابات وتم تحريك باقي سرية الدبابات فى هذا الاتجاه‏، وقد أدت هذه السرية مهمتها بنجاح باهر،‏ حيث دمرت‏ 12‏ دبابة ولم تصب أى من دباباتنا بسوء‏، وتم اختيار مجموعة قنص من السرايا وبلغت ‏15‏ دبابة وتم دفع أول مجموعة وضابط استطلاع وضباط السرايا‏،‏ ثم دفعت الفصيلة الخاصة ومعها الأفراد حاملى الآر‏.‏بى‏.‏جى إلى الجانب الأيمن وقامت بالاشتباك مع العدو حتى احتدمت المعركة وقلبت إلى قتال متلاحم فى صورة حرب عصابات طوال الليل حتى الساعة السادسة صباح اليوم التالى، وقد تم تدمير‏60‏ دبابة فى هذا الاتجاه‏.‏

وفى الساعة الواحدة من صباح يوم ‏16‏ أكتوبر قام العدو بالهجوم فى مواجهة الكتيبة ‏18‏ مشاة وأمكن صد هذا الهجوم بعد تدمير ‏10‏ دبابات و‏4‏ عربات نصف مجنزرة‏،‏ ثم امتد الهجوم علي الكتيبة‏ 16‏ الجار الأيسر للكتيبة ‏18‏ مشاه وكانت بقيادة المقدم محمد حسين طنطاوى، وكانت قوة الهجوم عليه من لواء مظلى ومعه لواء مدرع وكتيبة‏، ونتيجة لقرار قائد الكتيبة تم حبس النيران لأطول فترة ممكنة وبإشارة ضوئية منه تم فتح نيران جميع أسلحة الكتيبة ‏16‏ مشاة ضد هذه القوات المتقدمة واستمرت المعركة لمدة ساعتين ونصف الساعة حتى أول ضوء‏، وجاءت الساعات الأولى من الصباح مكسوة بالضباب مما ساعد القوات الإسرائيلية على سحب خسائرها من القتلى والجرحى‏، ولكنها لم تستطع سحب دباباتها وعرباتها المدرعة المدمرة والتى ظلت أعمدة الدخان تنبعث منها طوال اليومين التاليين‏.‏ وقد وصف الخبراء هذه المعركة بأن قالوا أن الكتيبة ‏16‏ مشاة والكتيبة ‏18‏ مشاة تحملت عبء أكبر معركة فى حرب أكتوبر،‏ إن لم تكن أكبر معركة فى التاريخ الحديث من حيث حجم المدرعات المشتركة بها‏،‏ كما كان لهذه المعركة أكبر الأثر فى نصر أكتوبر المجيد وإعطاء العدو الإسرائيلى درسًا لم ولن ينساه.

والمشير طنطاوي بطل عسكري من طراز خاص وفريد، فكان أحد أبطال حرب 1956، وشارك فى حرب 1967، وفي حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة.

ومن أقواله إن حرب الاستنزاف كانت فترة زاهرة فى تاريخ القوات المسلحة المصرية، حيث كان الجيش يقاتل ويستعد ويعيد بناء القوات فى نفس الوقت فقد أعطت الحرب الجنود والضباط الثقة بالنفس، كما منحت الشعب الثقة فى الجيش

وفى يوم 31 أكتوبر عام 1935 شهدت منطقة عابدين بوسط القاهرة مولد البطل محمد حسين طنطاوي لأسرة نوبية من أسوان، وتربى بها تعلم القرآن في الكتاب، وأصبح القائد العام السابق للقوات المسلحة المصرية ورجل الدولة.

تخرج من الكلية الحربية المصرية سنة 1956م، ثم كلية القادة والأركان وشارك في حرب 1967م وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973م حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة، وبعد الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكري ثم عمل في عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان.

تدرج في المناصب حتى أصبح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1991م وحصل على رتبة المشير في 1993م.

تولى رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير 2011 وظل حتى قيام الرئيس المنتخب بأداء اليمين الدستوري وتسلم منصبه في 1 يوليو 2012، ثم منح قلادة النيل وعين مستشاراً لرئيس الجمهورية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!