أخبار مصرعاجل

مدبولي خلال المؤتمر الصحفى : مشروعات البنية الأساسية للموانئ والمطارات والطرق المحفز الرئيسي لجذب

بالأرقام الحكومة ترد على مزاعم بيع أصول الدولة وسر «الاستحواذات الخليجية»

مدبولي خلال المؤتمر الصحفى : مشروعات البنية الأساسية للموانئ والمطارات والطرق المحفز الرئيسي لجذب

مدبولي خلال المؤتمر الصحفى : مشروعات البنية الأساسية للموانئ والمطارات والطرق المحفز الرئيسي لجذب
مدبولي خلال المؤتمر الصحفى : مشروعات البنية الأساسية للموانئ والمطارات والطرق المحفز الرئيسي لجذب

كتب : وراء الاحداث

رئيس الوزراء: إصدار قرار بتشكيل مجلس أمناء لمتابعة توصيات المؤتمر الاقتصادي وتنفيذها على أرض الواقع

لدينا احتياطيات تصل إلى نحو 130 مليار جنيه أصبحنا نوجهها بشكل كلي لاستيعاب جزء من الآثار السلبية لهذه الأزمة العالمية 

عقب انتهاء اجتماع الحكومة الأسبوعي، اليوم بالعاصمة الإدارية الجديدة، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمرا صحفيا حول عدد من الملفات والقضايا المهمة.

وفي مستهل حديثه بالمؤتمر الصحفي، أوضح رئيس مجلس الوزراء حرص الحكومة بصورة دورية على الحديث إلى المواطنين والخبراء فيما يثار من قضايا واتجاهات للرأي العام خلال هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية التي يمر بها العالم، وخاصة أن مصر جزء لا يتجزأ من العالم وتتأثر بتبعات الأزمة العالمية.

  وتحدث رئيس الوزراء عن شقين: الأول يتعلق برؤية الحكومة وما إذا كان هناك خطة لدى الحكومة تتحرك في إطارها لمجابهة الأزمات العالمية، والثاني هو سبل التحرك من قبل الحكومة لتوفير السلع والخدمات التي يحتاجها المواطن، وكيفية التعامل مع الظهور المستمر للأزمات في إطار ارتفاع أسعار بعض السلع أو اختفاء البعض الآخر من حين لآخر، وكيفية التعامل مع هذا الأمر.

وفي إطار رؤية الحكومة وكيفية تحركها في هذه الفترة، أشار رئيس الوزراء إلى المؤتمر الصحفي الذي عقدته الحكومة في منتصف مايو في العام الحالي، وذلك بناء على توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال إفطار الأسرة المصرية في شهر رمضان الماضي، بأن تعقد الحكومة مؤتمرا تعرض خلاله رؤيتها في إطار الأزمة الموجودة على الساحة العالمية، وجاء خلال هذا المؤتمر إعلان الحكومة عن مستهدفات الدولة التي سيتم تنفيذها على مدار عام، وكذا الإعلان عن حزمة إجراءات وخطوات تصل إلى نحو 100 إجراء موزعة على 5 محاور رئيسية، تضمن المحور الأول سبل تمكين القطاع الخاص، والمحور الثاني هو دعم وتوطين الصناعة وتعميق الصناعة المحلية وزيادة الصادرات المحلية، لمواجهة التحديات القائمة، والمحور الثالث هو تبني خطة واضحة لخفض الدين وترشيد استخدامات النقد الأجنبي، والمحور الرابع هو تنشيط البورصة المصرية، والمحور الخامس هو توسيع قاعدة المستفيدين من برامج الحماية الاجتماعية.

وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه وبعد 6 أشهر تقريبا من تنفيذ هذه الخطة، تمكنت الحكومة من تخطي نصف تلك المستهدفات، أي تم تنفيذ أكثر من 50 إجراء من إجمالي 100 إجراء محدد من قبل، والغالبية العظمى منها كانت معنية بتمكين القطاع الخاص وتعزيز مشاركته، وأيضاً برامج الحماية الاجتماعية الكبيرة التي اتخذتها الدولة المصرية في الفترة السابقة.

وأوضح رئيس الوزراء أنه وفي إطار تمكين القطاع الخاص، تم العمل على أكثر من محور بخصوصه، مشيرا إلى  وثيقة سياسة الملكية والتى تحدد ملكية الدولة، وتحدد الإجراءات التي سوف تتخذها الدولة، والقطاعات التي سوف تستمر فيها الدولة والأخرى التي ستتركها الدولة للقطاع الخاص، وتم الالتزام بالخروج بهذه الوثيقة في أسرع وقت ممكن، وتم الانتهاء منها، وطرحها 3 أشهر للحوار المجتمعي، وشارك فيها أكثر من 1000 خبير على مختلف المستويات، بالإضافة إلى عرضها في المؤتمر الاقتصادي المنعقد في أكتوبر الماضي، وكذلك عرضها في اجتماع مجلس الوزراء السابق، والذي أقر خلاله تلك الوثيقة بصورة نهائية على أساس البدء في إجراءات اعتمادها بصورة رسمية، وتعلن كوثيقة الدولة تلتزم بتنفيذها على مدار الـ 3-5 سنوات القادمة، وذلك فيما يخص القطاعات التي تم التوافق عليها من قبل المجتمع المدني والخاص.

وأكد رئيس الوزراء أنه عندما تم إعداد الوثيقة، كان هناك توافق بنسبة كبيرة مع القطاع الخاص على مسودة الوثيقة قبل طرحها للحوار المجتمعي، وفي الوقت الحالي هناك توافق كبير مع الحوار المجتمعي بشأن الوثيقة؛ حيث تم الأخذ في الاعتبار تساؤلات وتحفظات القطاع الخاص على الوثيقة وإدراجها في الوثيقة في صورتها النهائية.

كما أشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن أداء البورصة المصرية يشهد تحسنًا كبيرًا وملحوظًا في إطار قرارات الدولة التنظيمية، حيث يوجد تنسيق كامل بين هيئة الرقابة المالية والبورصة لتحقيق تعافي وتنشيط هذه السوق باعتبارها سوقا مهمة للغاية ويتم التحرك فيها بصورة جيدة.

و أوضح رئيس الوزراء أن الدولة المصرية أعلنت عن تبنيها خطة للاستفادة من الأصول المملوكة لها، ويتم العمل عليها، والتي ستكون في شكل طروحات يتم طرحها خلال الربع الأول من العام القادم، أو مجموعة من المشروعات التي تدخل الدولة فيها كشريكة مع المستثمرين الاستراتيجيين والقطاع الخاص، ويتم العمل على ذلك يوميًا وعلى مدار الساعة؛ لرفع كفاءة الاستفادة من أصول الدولة وتوفير عملة أجنبية لزيادة القدرة على التحرك في هذا الصدد.

 وفي سبيل تحسين مناخ الاستثمار، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الدولة قامت خلال العام الجاري بالعديد من القرارات والإصلاحات والقوانين التي شجعت، بالرغم من الصعوبة البالغة التي يواجهها مناخ الاستثمار على مستوى العالم، على جذب نحو 9 مليارات دولار استثمارات مباشرة خلال العام المنقضي، وذلك أعلى رقم تم تحقيقه خلال 15 عامًا، ورغم ذلك تهدف الدولة إلى مضاعفة هذه الأرقام، لذا تم تشكيل وحدة تخضع مباشرةً لإشراف رئيس مجلس الوزراء؛ لحل المشكلات التي يجابهها المستثمرون، ومتابعة الحل ليتم بأسرع وقت، وتعمل تلك الوحدة بصورة منتظمة وفعّالة.

كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وجه بوضع آلية لتمكين وتشجيع القطاع الخاص على نحو فعّال وسريع، وبناءً عليه تم تشكيل لجنة دائمة برئاسة رئيس الوزراء وعضوية الوزراء المعنيين والجهات ذات الصلة لإصدار “الرخصة الذهبية” بهدف تيسير مناخ الاستثمار، وتعمل اللجنة على تلقي طلبات المستثمرين الراغبين في الحصول على تلك الرخصة الذهبية التي وضع مجلس الوزراء بالفعل قرارات بالضوابط والمشروعات التي يمكن أن تحصل على تلك الرخصة ، وعليه تم اعتماد، منذ أيام قليلة في أول اجتماع للجنة، عدد 8 مشروعات بصورة مبدئية، وتوجد سلسلة من المشروعات التي سوف تؤهَّل لاحقًا.  

وأوضح مدبولي أن الهدف من اللجنة، هو تلقي الطلبات المُقدمة بصورة مباشرة إلى مجلس الوزراء لتسريع الإجراءات، طبقًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتجتمع اللجنة بصورة أسبوعية أو بحد أقصى كل أسبوعين، لعرض طلبات المستثمرين وإقرارها وتحويلها إلى هيئة الاستثمار لاستخراج الرخصة في مدة لا تتجاوز 20 يوم عمل. 

كما تم إطلاق منصة إلكترونية لتلقي طلبات المستثمرين بصورة مباشرة، لتلك المشروعات، وكيفية الاسراع في هذا الشأن خلال الفترة القادمة، ومن أحد النقاط الهامة التي دعت إليها الحكومة في ظل توجيهات السيد الرئيس المؤتمر الاقتصادي، المنعقد في شهر أكتوبر الماضي، وأوضح رئيس الوزراء، أن هذا المؤتمر خرج بنحو 125 توصية، هذه التوصيات وجه بها رئيس الجمهورية، بوجود لجنة دائمة لمتابعة هذه التوصيات، وأن يتم ترجمتها في صورة خطط تنفيذية، وهناك قرار سيصدر من رئيس مجلس الوزراء بتشكيل مجلس أمناء؛ لمتابعة توصيات المؤتمر الاقتصادي، وتنفيذها على أرض الواقع، وهو بالفعل القوام الرئيسي لهذا المجلس هو القطاع الخاص والخبراء والمتخصصون، حتى يتابعوا تنفيذ هذه الاجراءات، وكذلك تم إصدار قرار بتشكيل لجنة عليا تتولي الإعداد للمؤتمر العالمي للترويج للاستثمار في مصر، في النصف الأول من عام 2023، ليكون نافذة هامة للترويج للاستثمار والمشروعات التنموية الموجودة في مصر، وذلك أيضاً في ضوء توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

وقال رئيس الوزراء : الدولة المصرية اليوم تواجه التحدي الأكبر وهو توفير موارد أكبر من العملة الصعبة؛ حيث تعمل الحكومة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية من البنك المركزي والوزارات المختلفة، في إطار تصور وخطة واضحة تعمل على توفير العملة الأجنبية خلال الفترة القادمة، مؤكدا أن الحكومة تعي تماماً بالفترة الاستثنائية التي تمر بها الدولة، كما أن الحكومة تتابع على مدار اليوم الصعوبات الموجودة وسبل تذليلها، مشيراً إلى أن الخطة الموضوعة تعمل بشكل عاجل حتى 30-6-2023، وعلى المدى المتوسط للسنتين القادمتين، وذلك على الرغم من أن المشكلة أسبابها عالمية خارج إرادة معظم الدول، إلا أن الحكومة مطالبة بحل هذه المشكلة وتداعياتها على الداخل، ومن ثم فإن الحكومة حريصة على وضع تصور للعمل في إطاره.

كما نوه مدبولي إلى أنه لا ينبغي الإعلان عن كل الخطوات التي يتم اتخاذها، نظراً لأن بعض هذه الخطوات يجب أن تحاط في ضوء التنفيذ على أرض الواقع، حتى لا يكون لها تداعيات سلبية إذا ما تم الإعلان عنها مسبقاً، وهذا الأمر شائع بشكل عام بين الاقتصاديين والخبراء، ومن ثم فإن الحكومة تتحرك في هذا الإطار لتحقيق كافة المستهدفات في هذا الموضوع في خلال المرحلة القادمة، للوصول لما هو مرجو.

وأشار رئيس الوزراء، إلى أنه بجانب توصيات المؤتمر الاقتصادي، تم تلقى العديد من المداخلات والأفكار في مختلف منصات التواصل الاجتماعي التي تم اعدادها للمؤتمر الاقتصادي، من مئات الشباب والخبراء والمتخصصين الذين لم يشاركوا في المؤتمر، ويوجد لجنة مسئولة عن تنقيح هذه الأفكار، والعمل على وضع خطط تنفيذية منها، للبدء في تنفيذها في خلال المرحلة القادمة.

وأكد رئيس الوزراء مجددا أن الحكومة تتابع على مدار الساعة، كل ما يثار عن الاقتصاد المصري، منبها المواطنين والخبراء بضرورة عدم الانسياق وراء ما يثار من شائعات، وأنه ينبغي عليهم التفكر بشكل منطقي والاستماع لوجهات النظر المختلفة، قبل الاندفاع وخلق الشائعات الموجهة، للإضرار بالاقتصاد المصري.

وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى أنه تم العمل على تجميع أهم التساؤلات والآراء والأفكار المغلوطة التي تم تناقلها حول الاقتصاد المصري في كتيب، وسيتم توزيعها على الإعلاميين والصحفيين، كما سيتم وضع هذه التساؤلات على المواقع الإلكترونية؛ والتي تفند الدولة خلالها كل ما أثير عن الاقتصاد الوطني، رغم أننا لا ننكر أننا نواجه نفس التحديات التي يواجهها العالم أجمع، إلا أننا لدينا رؤيتنا لكيفية التعامل مع هذه التحديات، لافتا إلى بعض الادعاءات والمزاعم التي أثيرت، والتي من بينها على سبيل المثال ما تم تناوله حول  توقف ملف برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي، مفندا ذلك ومؤكدا أننا في الواقع كنا نعلم من البداية بموعد عرض البرنامج على الصندوق، إلا أننا لا نتحدث عن مثل هذه الأمور كثيرا حتى يتم الانتهاء منها، من خلال الإجراءات التي يقوم بها الخبراء والمتخصصون، ثم الإعلان عنها أمام الرأي العام.

ثم تطرق رئيس مجلس الوزراء إلى نقطة أخرى تتعلق بالشغل الشاغل للمواطن المصريّ، وهو أمر تحرص عليه الحكومة دوما، والذي يتمثل في ارتفاع الأسعار، مؤكدا في هذا السياق أن الدولة المصرية تحاول بقدر إمكانيتها وقدرتها المادية  والقدرات اللوجيستية أن تخفف من عبء هذه الزيادات عن المواطن، متحدثا عن أرقام التضخم والزيادات التي يشهدها، ودور الدولة وتدخلاتها لمحاولة تخفيف العبء عن كاهل المواطنين قدر الإمكان، من خلال القرارات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بالأرقام التي تم زيادتها على بطاقات التموين لدعم الفئات الأكثر تأثرا بالتداعيات السلبية للأزمة العالمية، إلى جانب زيادة المرتبات والحد الأدنى للأجور، والأهم في هذا الصدد هو عدم زيادة فواتير استهلاك المرافق الأساسية خلال الفترة الحالية والتي من بينها الكهرباء، وغيرها، وتم الإعلان أنه لن يتم زيادتها حتى 30/6، ولولا ذلك كان من الممكن أن تكون الأسعار بشكل مغاير، كما يحدث الآن في العديد من دول العالم.

 

 وأكد مدبولي أننا بقدر الإمكان كدولة  نسعى لتخفيف العبء، رغم أنه يقع على عاتق موازنتنا وقدراتنا المالية، وأكدنا أكثر من مرة أننا نتحرك في الإطار المتاح لنا بالموازنة؛ فلدينا احتياطيات تصل إلى نحو 130 مليار جنيه، أصبحنا نوجهها بشكل كلي لاستيعاب جزء من الآثار السلبية لهذه الأزمة العالمية كهدف رئيسي؛ حتى يتسنى لنا التعامل مع هذه التداعيات، وهو أمر مهم نتعامل معه بميزان من ذهب، وبمراعاة عدة محددات في هذا الشأن، ونعمل على عدم الاندفاع في اتخاذ أي قرارات قد تحمل الدولة خسائر كبيرة، ومنها أن تلجأ الدولة إلى تحمل جزء أكبر من الدعم، وهو ما يؤدي إلى ديون وقروض أكبر على الموازنة، وسندفع ثمن ذلك خلال عامين أو أكثر، ولذا نسعى إلى تحقيق التوازن المطلوب في هذا الشأن، فكل دولة تلجأ إلى تحميل المواطن أي زيادة تطرأ إلا أننا كدولة نعي تماما ظروفنا ومعاناة بعض الفئات في المجتمع المصري، وهو ما يدعونا إلى تحمل ما نستطيع تحمله بالقدر المتاح عن هذه الفئات.

 

وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء اهتمام الدولة بدعم الفئات الأكثر احتياجا للدعم، وذلك من خلال التوسع في تطبيق برنامج “تكافل وكرامة”، إلى جانب إقرار زيادات في دعم السلع التموينية لتلك الفئات، فضلا عن زيادة المرتبات، مجدداً التأكيد على اهتمام الدولة بتوفير مختلف السلع الضرورية، وتواجدها بكميات مناسبة، تلبية لاحتياجات المواطنين من تلك السلع.

ولفت رئيس الوزراء إلى أنه من الممكن حدوث زيادات في أسعار بعض السلع، وذلك نتيجة انعكاس ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج لتلك السلع، قائلا:” إنه ليس من العدالة ولا المنطق المطالبة بعدم تحرك أسعار السلع بناء على ارتفاع أسعار مدخلاتها، لكن الأهم أن تأتي هذه الزيادات في أسعار السلع بطريقة عقلانية وعادلة، وهو دور أجهزة الدولة”، مشيرا في هذا الصدد إلى تدخل أجهزة الدولة للتعامل مع الزيادات غير المبررة في أسعار السلع، مضيفا: “التدخل يكون بحساب، حتى لا يؤدى إلى اختفاء السلعة”، لافتا إلى ما يتم من تنسيق وتعاون في هذا الإطار مع الغرف التجارية.

وأشار رئيس الوزراء إلى توافر مختلف السلع الأساسية بالأسواق، قائلاً :” في حالة نقص كميات سلعة من الأسواق تتدخل الدولة ضمانا لتوفيرها”، مضيفا أننا نتوقع استمرار هذا المشهد مع استمرار الأزمة العالمية الحالية.

ولفت رئيس الوزراء إلى حرص الحكومة على اطلاع المواطنين على مختلف الأوضاع الراهنة، مستشهدا بما أكده السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الافتتاحات التي تمت خلال الأيام الماضية، من أن الدولة ليست في جانب، والمواطن في جانب آخر، “لكن كلنا مع بعض ونتكاتف للمرور بسلام من هذه الأزمة العنيفة التي لم يسبق أن يشهدها العالم من قبل”، مشيراً إلى ما تعاني منه عدد من الدول المتقدمة جرّاء هذه الأزمة العالمية، من اختفاء سلع وارتفاع أسعارها، بصورة تفوق قدرات المواطن.

ونوه رئيس الوزراء إلى اللقاء، الذي عقده مع مسئولي الشركات والمصانع المنتجة للأعلاف اللازمة لقطاع صناعة الدواجن، لمتابعة موقف توافر هذه الأعلاف لتلك الصناعة المهمة، مشيرا إلى أن مثل هذه الاجتماعات واللقاءات تحدث بصورة يومية، وذلك بما يضمن توافر هذه المنتجات الضرورية في ضوء التحديات الموجودة حالياً، التي لا ننكرها، ونتعامل معها سعياً لاستقرار الأسواق، واستمرار واستدامة توافر مختلف السلع.

وفي ختام حديثه بالمؤتمر الصحفي، أكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تتحرك في إطار برنامجها، الذي تم الإعلان عنه خلال شهر مايو الماضي، وتتعامل مع أي مستجدات طارئة عالمية، قائلا: “لدينا المرونة لاتخاذ أي قرارات أو إجراءات أخرى من شأنها التعامل مع التداعيات الناتجة عن الأزمات العالمية”.

خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بالعاصمة الإدارية الجديدة، حرص الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على تلقي استفسارات الإعلاميين والصحفيين بشأن ما تم طرحه خلال المؤتمر من ملفات وقضايا، والتعقيب عليها.

ففي تساؤل من جانب أحد الصحفيين حول ارتفاع سعر الدولار وارتباط ذلك بسلع استراتيجية ومهمة، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الدولة لديها خطة مُحكَمة تعمل عليها أجهزة الدولة؛ لتوفير موارد بصورة غير تقليدية من النقد الأجنبي خلال الفترة المقبلة، وتحديدًا حتى 30 يونيو 2023؛ وذلك من أجل تأمين الاحتياجات من النقد الأجنبي؛ لتمكين الاقتصاد المصري من التحرك بقدر من المرونة.

كما أشار رئيس الوزراء، في الإطار ذاته، إلى أن البنك المركزي أصدر قرارا مهما بشأن مستندات التحصيل وإلغاء الاعتمادات المستندية، حيث تمت زيادة قيمة الشحنات المستثناة من قرار الاعتمادات المستندية إلى 500 ألف بدلا من 5 آلاف دولار أمريكي، وهو ما ساعد في الإفراج عن جزء كبير من البضائع، لكن لاتزال هناك قائمة نعمل عليها بصورة تدريجية.

وأكد مدبولي أنه، في خلال شهرين على أقل تقدير، ستتمكن الدولة من إنهاء المشكلات الخاصة بالاعتمادات المستندية وهذا ما يتم العمل عليه بالفعل بصورة دائمة، موضحا كذلك أن الدولة تعمل بكل جهدها من أجل العودة إلى حالة الاستقرار فيما قبل الأزمة.

وفيما يتعلق بملف السلع وجهود الحكومة المستمرة في توفير السلع الاستراتيجية للمواطن المصري، أكد رئيس الوزراء أن هذا الملف مهم للغاية، فهناك 130 مليار جنيه احتياطيات في الموازنة العامة للدولة، في سبيل تحمل العبء بقدر المستطاع وتخفيفه عن كاهل المواطنين، واستقرار السلع، وعدم ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه، إلا أنه على الجانب الأخر يستغل بعض التجار الأمر لرفع أسعار السلع بشكل كبير، ويحمل جشع هؤلاء التجار العبء على الحكومة.

كما أوضح رئيس الوزراء، في سياق التعقيب عن هذا التساؤل، أن الحكومة تعمل بالتنسيق مع أجهزة الدولة المختلفة، والقوات المسلحة، ووزارتي الداخلية والتموين، من خلال المنافذ الموجودة في المحافظات لطرح السلع بأسعار ملائمة لمختلف الشرائح، ليغطي جزءا ليس بالقليل من شرائح المواطنين، إلا أنه بالنسبة لباقي السوق، فإن التعامل بالتدخل العنيف، من الممكن أن يؤدي إلى اختفاء السلعة، ومن ثم فإن الدولة تبذل قصارى جهدها من خلال أجهزتها المختلفة لكبح جماح جشع التجار، وعن طريق جهاز حماية المستهلك والمحافظات ووزارة الداخلية وشرطة التموين، وغيرها من الجهات المكلفة بالتعامل مع هذه المخالفات.

ونوه رئيس الوزراء إلى أن المواطن عليه دور مهم في الإبلاغ عن هؤلاء التجار الجشعين، حتى يتسنى للدولة وأجهزتها مجابهة هذا الأمر، والتحرك نحو تحسين واستقرار الأوضاع خلال الفترة القادمة.

وبشأن الإجراءات التي تعمل الحكومة عليها لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية رغم استمرار الصراع الروسي الأوكراني، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه تم الإعلان عن عدد من الحوافز الجديدة التي من شأنها جذب الاستثمارات وتحسين ورفع كفاءة مناخ الاستثمار في مصر، ومن ذلك حوافز المشروعات الخضراء، وبعض الحوافز تم توجيهها لصناعات وقطاعات بعينها، كما تم طرح منظومة جديدة لإتاحة الأراضي لمشروعات الصناعة سواء حق انتفاع أو تملك بقيمة المرافق. 

وأكد رئيس مجلس الوزراء أنه في سبيل التصدي للعقبة الأهم التي تتمثل في تعقيد الإجراءات التي تزعج المستثمر؛ تم تفعيل “الرخصة الذهبية” لإصدار التراخيص للمستثمرين، كما تم تشكيل لجنة برئاسة رئيس مجلس الوزراء لإصدار تراخيص للمشروعات الجادة، منوها إلى أنه تم اليوم توقيع عدد كبير من الاتفاقيات بشأن تنفيذ مشروعات عديدة في مجال الهيدروجين الأخضر، ومنذ أيام تم توقيع عقود مع 29 شركة محلية وعالمية في مجال تكنولوجيا المعلومات وصناعة التعهيد؛ لتوفير 34 ألف فرصة عمل للشباب خلال الفترة المقبلة.

كما أوضح رئيس الوزراء أن مشروعات البنية الأساسية (الموانئ، والمطارات، والطرق،  وغيرها) هي المحفز الرئيسي لجذب المستثمرين وبالتالي توفير فرص عمل للشباب المصري؛ حيث تحتاج الدولة، في تحدٍ واضح، إلى توفير نحو مليون فرصة عمل سنويًا، وهو أمر يصعب تحقيقه في بعض الدول المتقدمة نفسها، ولكن رغم ذلك تعمل الدولة المصرية بأقصى جهد ممكن لسد تلك الفجوة، مؤكدا أن المشروعات القومية تسهم في توفير الملايين من فرص العمل وخفض معدل البطالة.

شـهدت الفتـرة الماضيـة إثـارة العديـد مـن الشـائعات أو الادعـاءات المغرضـة عـن الاقتصـاد المصـري والوضـع المالـي لـه. وقامت الحكومة بالرد على شائعات التي تم تداولتها فيمــا يتعلــق بالزعــم بــأن موازنــة العــام المقبــل مثقلــة بالديــون والضرائــب، وتحميــل الفئــات الفقيــرة والطبقــة الوســطى أعبــاء إضافيــة,

وفقا لصندوق النقد الدولي في تقريره “التوقعات الاقتصادية العالمية لمواجهة أزمة تكلفة المعيشة” الصادر في أكتوبر ٢٠٢٢، لـم تظهـر مـصـر فـي قائمة الدول المثقلة بالديون.

وتسعى مصـر بشكل مستمر إلى خفض مستويات العجـز فـي الموازنة العامة، وذلك لتقليل الحاجـة إلـى الاقتراض والمديونية وفق منظومة شاملة من الإصلاحات المالية التي تم تبنيها بداية من عام ٢٠١٦، والتي تركز على تحقيق الانضباط المالي والاستدامة المالية؛ حيث تتضمـن مـوازنـة عـام ۲۰۲۳/۲۰۲۲ عجـزا مقـدرا بنسبة 5.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وهـو مـا يمثل نصف مستويات عجز الموازنة المسجلة فـي العـام المالي ٢٠١٦/٢٠١٥.

واتخذت مـصـر العديد من الإجراءات التي تدعم تعبئة الإيرادات الضريبيـة مـن خـلال عدد من الإصلاحات التي تهدف إلى توسيع القاعدة الضريبيـة، وزيادة مستويات كفاءة التحصيل الضريبي، وتحسين الحوكمة، وتعزيز الشفافية بما يعزز الثقة في النظام الضريبي.

ففي هذا السياق، ووفقا لصندوق النقد الدولي في يوليو 2022، حققت مصــر تقدما ملموسا في توسيع الوعاء الضريبي في ظل التدابير التي يتم تبنيها لإصلاح قانون ضريبة الدخل؛ لتبسيط إطارها القانوني وترشيد الإعفاءات منها؛ حيث إن إلغاء الإعفاءات والحوافز غيـر الكفئة المنتشرة على نطاق واسع من شأنه توسيع الأوعية الضريبية، وجعل النظام الضريبي أكثر عدالة وشفافية.

موازنة عام ۲۰۲۳/۲۰۲۲ لیست مثقلة بالضرائب، فعلى الرغم من استهداف زيادة الإيرادات الضريبية؛ حيث تستهدف الدولة أن تبلغ الإيرادات الضريبة نحو 1179.3 مليار جنيه مقارنة بنحو ۹۹۰,۲ مليار جنيه خلال العام المالي السابق ٢٠٢١/، فإن تلك الزيادة مقارنة بالسنوات السابقة تعد متواضعة بشكل واضح، وذلك
كما يتضح فيما يلي:
• 0.4 نقطة مئوية فقـط هـي مقـدار الزيادة في معدل النمو السنوي للإيرادات الضريبية بموازنة العـام المالي ۲۰۲۳/۲۰۲۲ مقارنة بالعام المالي ۲۰۲۲/۲٠٢١؛ حيث تستهدف الدولة معدل نمو سنوي للإيرادات الضريبيـة بنحـو ۱۹٫۱٪ مقارنة بنحو ۱۸٫۷٪ خلال العام المالي ۲۰۲۲/۲۰۲۱.

وتسعى الدولة المصرية إلى تمويل الزيادة في الإيرادات الضريبية بما لا ينقل كاهل المواطنين حيـث تتضمـن مـوازنـة العـام المالي ۲۰۲۳/۲۰۲۲ انخفاضا فـي معـدل النمو السنوي للإيرادات الضريبيـة مـن جهات غير سيادية بنحو ٢٠٤ نقطة مئوية مقارنة بموازنة العام المالي ۲٠٢١/ ۲۰۲۲ مما يتنافى – تماما – مع زعم تحميل الفئات الفقيرة والطبقة الوسطى أعباء إضافية: حيث تستهدف الدولة معدل نمو سنوي للإيرادات الضريبية من جهات غير سيادية بنحو 18.5٪ مقارنة بنحو ۲۰۰۹٪ خلال العام المالي ۲۰۲۲/۲۰۲۱؛ حيث من المقدر ان تصل الإيرادات الضريبية من جهات غير سيادية نحو ٩٧٥٠٠ مليار جنيه بموازنة العام المالي ۲۰۲۳/۲۰۲۲، مقارنة بنحو ۰۱ ۸۲۳ مليار جنيـه خـلال العام المالي ۲۰۲۲/۲۰٢١.

اختلف مشروع الموازنة العامة لعام ۲۰۲٢- ۲۰۲۳ بشكل واضح عن السنوات السابقة حيث استهدفت الحكومـة مـا يلـي
• مواصلة تدابير تحقيق الانضباط المالي: حيث من المستهدف خفض معدل نمو إجمالي المصروفات العامة بنحو 3 نقاط مئوية بين موازنتي ۲۰۲۲-۴۰۲۳ و۲۰۲۲/۲۰۲۱، ومن المستهدف نمو إجمالي المصروفات العامة بنحو ۱۳٪ خلال مشروع موازنة عام ۲۰۲۳/۲٠٢٢ مقارنة بنحو 16% خلال موازنة عام
۲۰۲۲/۲۰۲۱.

زيادة إجمالي المصروفات العامة الموجهة إلى دعم القطاعات الاجتماعية والقطاعات ذات الصلة الوثيقة بتحسين حياة المواطنين، ومن أبرزها:
قطاع الصحة: زيادة المخصصات الموجيـة إلـى قطاع الصحة بنحو ۱۸٪ خلال مشروع موازنة عام ۲۰۲۳/۲۰۲۲ مقارنة بموازنة العام السابق، في مقابل 1٪ لمعـدل نمـو مـوازنـة القطاع فـي عـام ۲۰۲۲/۴۰۲۱ مقارنة بموازنة العام السابق عليـه التعليم، زيادة المخصصات الموجهة إلى قطاع التعليم بنحو ۱۲٪ خلال مشروع موازنـة عـام ۲۰۲۳/۴۰۲۲ مقارنة بموازنة العام السابق، في مقابل 9٪ خلال المعدل نمو موازنة التعليـم فـي عـام ۲۰۲۲/۲۰۲۱ مقارنة بموازنة العام السابق عليه.

– الشباب والثقافة والشؤون الدينية.

زيادة المخصصات الموجهة إلى قطاع الشباب والثقافة والشؤون الدينية بنحو 10% خلال مشروع موازنة عام ۲۰۲۳/۴۰٢٢ مقارنة بموازنة العام السابق، في مقابل %4 المعدل نمو موازنة القطاع خلال موازنة عام ۲۰۲۲/۲۰٢١ مقارنة بموازنة العام السابق عليـه .
حماية البيئة:

زيادة المخصصات الموجهة إلى قطاع البيئة بنحـو ٢٨٪ خلال مشروع موازنـة عـام ۲۰۲۳/۲۰۲۲ مقارنة بموازنة العام السابق، التي تراجعت بمقدار 35٪ خلال موازنة عام ۲۰۲۲/۲۰٢١ مقارنة بموازنة العام السابق عليه.


حرصت الحكومة على زيادة مستويات الإنفاق الاستثماري الداعم للناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل بنسبة 5.1% بمشروع موازنة ۲۰۲۳/٢٠٢٢ مقارنة بقيمته بموازنة ٢٠٢٢/٢٠٢١ ليصل إلى نحو 376.4 مليار جنيه، لترتفع بذلك نسبته إلى إجمالي الإنفاق العام إلى ۱۸٫٢٪

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!