أخبار عربية ودوليةعاجل

ليوبارد.. هل تغير قواعد اللعبة في أوكرانيا

ليوبارد الألمانية تدخل الحرب الأوكرانية رسمياً ...زيلينسكي: دبابات أبرامز ستبقي أوكرانيا "على طريق النصر" وبعد الدبابات.. يطالب بصواريخ بعيدة المدى ومقاتلات

ليوبارد.. هل تغير قواعد اللعبة في أوكرانيا

ليوبارد.. هل تغير قواعد اللعبة في أوكرانيا
ليوبارد.. هل تغير قواعد اللعبة في أوكرانيا

كتب : وكالات الانباء 

بعد إلحاح متكرر على الدول الغربية لتزويدها بأسلحة ثقيلة ودبابات غربية متطورة، لاختراق جبهات القتال مع الجيش الروسي الذي عزز دفاعاته استعداداً لأي هجوم أوكراني في فصل الربيع، حصلت كييف على الضوء الأخضر لتزويدها بدبابات “ليوبارد 2” الألمانية.

ويأتي القرار بعد اقتراب الحرب من إنهاء سنتها الأولى، وتراجع عدد الدبابات التي تستخدمها القوات الأوكرانية، سواء بسبب خسارتها في المعارك، أو تعطلها لانعدام قطع الغيار لها، كونها تعود للحقبة السوفيتية، وروسيا هي الوحيدة التي تمتلكها.

وكانت أوكرانيا تمتلك 900 دبابة من الحقبة السوفيتية، من طرازات “تي 72 وتي 64″، في حين دخلت روسيا الحرب بحوالي 3 آلاف دبابة من الطرازات الحديثة وخسرت المئات منها بسبب مضادات الدبابات التي حصلت عليها أوكرانيا من الدول الغربية.

وتعتبر الدبابة الألمانية إلى جانب “إم 1 أبرامز” الأمريكية، على رأس أقوى الأسلحة الميدانية الثقيلة التي ستحصل عليها أوكرانيا بعد موافقة ألمانيا والولايات المتحدة، بحثاً عن تحقيق تغيير في مسار الحرب.

والدبابة الألمانية “ليوبارد 2” دخلت الخدمة عام 1979، وصنع منها 3600 نسخة مختلفة حتى الآن، وتقول الشركة المصنعة لها، إنها تحظى بنظام حماية وقدرة على المناورة والقوة في ساحات المعارك.

وتصنع الدبابة في 3 دول حاصلة على ترخيص ألمانيا، وتتواجد في 21 بلداً آخر، بما فيها دول حلف شمال الأطلسي، وتم استخدامها في الحرب بأفغانستان، واستخدمتها تركيا التي تمتلك المئات منها في عملياتها ضد المسلحين الأكراد في عفرين عام 2018 ومسلحي داعش في جرابلس والباب عام 2016.

تغيير جوهري

ويقول المحلل العسكري الأردني، الفريق المتقاعد د. قاصد محمود لـ”24″ إن أوكرانيا تستقبل لأول مرة معدات وأسلحة تساعدها على تبني استراتيجيات هجومية، معتبراً أن ذلك يعد تغييراً جوهرياً في المواقف السياسية المعلنة في أوروبا والولايات المتحدة.

ويرى الفريق المتقاعد، وهو نائب سابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، أن التوجه في أوروبا وحلف شمال الأطلسي تجاوز نقاط الخلاف وقرر بشكل موحد تزويد أوكرانيا بالدبابة الأكثر حضوراً في أوروبا.

ويشير المحلل العسكري إلى أن أوكرانيا استنفدت كل ما هو موجود في أوروبا من الدبابات السوفياتية السابقة التي تتلائم مع عقيدتها القتالية ولديها الخبرة في التعامل معها، لذلك طالبت بتسليمها دبابات ثقيلة لإحداث فرق في المعارك، خاصة أن كييف تحضر لهجوم لتحرير أراضيها في فصل الربيع.

ويؤكد المحلل السياسي أن “ليوبارد 2” تعد الدبابة رقم واحد في أوروبا من عدة جوانب على رأسها الكميات الكبيرة وانتشارها الكبير في أوروبا.

وفي رده على سؤال حول تأثير عدد الدبابات التي سترسلها ألمانيا إلى أوكرانيا في ساحة المعارك، قال إن برلين منحت ضوءاً أخضر للدول التي تمتلك هذه الدبابة لإرسالها إلى أوكرانيا، وبالتالي ربما تحصل كييف على عدد كبير منها.

وبشكل عام، يشير، د.قاصد محمود إلى أن عدد الدبابات الموجود لدى الأوروبين قليل مقارنة بروسيا التي تمتلك العدد الأكبر عالمياً متفوقة على الولايات المتحدة صاحبة المركز الثاني.

وفي أوروبا، تعد بولندا الجارة الغربية لأوكرانيا، أكثر الدول الأوروبية امتلاكاً للدبابات بأنواع مختلفة من بينها “ليوبارد 2” إضافة لدبابات من الحقبة السوفياتية.

وباستثناء وارسو المتحمسة لإرسال الدبابات فوراً، توقع المحلل العسكري أن تبدأ الدول الأخرى بتدريب القوات الأوكرانية لمدة 3 أشهر على الدبابة قبل إرسالها.

وفيما يتعلق بالجوانب اللوجستية، لا يرى المحلل العسكري أن الجيش الأوكراني سيواجه مشكلة في ذخيرة الدبابة أو صيانتها، إلا أنه أشار إلى صعوبات قد تواجهها نظراً لوزنها الثقيل والدمار الذي لحق بمعظم الجسور في أوكرانيا.

الخيار المثالي

ونقل موقع بي بي سي، عن د. جاك واتلينغ من المعهد الملكي للخدمات البريطاني قوله إن قوات المشاة بحاجة لهذه الدبابات لاختراق خطوط الدفاع الروسية المحمية جيداً بالمدفعية”.

ولفت إلى بلاده أول دولة تبرعت لأوكرانيا بدبابات قتالية من طراز “تشالنجر 2” التي قد تكون فعالة في القتال، لكنها تمثل عبئاً لوجستياً بسبب عددها القليل وذخائرها التي لا تتطابق مع مواصفات ذخائر حلف الناتو أو ذخائر الدبابات الروسية التي تمكلها أوكرانيا.

ويقول الموقع إن دبابة “ليوبارد 2” الخيار المثالي بالنسبة لأوكرانيا كونها الأكثر استخداماً وانتشاراً بين الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو، حيث يوجد منها حالياً أكثر من 2300 دبابة من مختلف الطرازات قيد الإستخدام لدى جيوش هذه الدول ويمكن بسهولة نقلها براً إلى أوكرانيا.

ويضيف أن الدبابة تستخدم ذخائر حلف شمال الأطلسي الناتو ويمكن الحصول على هذه الذخائر بكميات مناسبة من أي من دول الحلف إضافة إلى أن الدبابة الأمريكية “أبرامز إم 1” تستخدم نفس ذخيرة “ليوبارد 2” وبالتالي يمكن للولايات المتحدة تأمين حاجة هذه الدبابات من الذخائر.

جنديان يعتليان دبابة ليوبارد الألمانية (أرشيف)

بدوره أعطى المستشار الألماني الضوء الأخضر لوزارة الدفاع من أجل تسليم أوكرانيا دبابات ليوبارد 2 المتطورة، بعد جدل كبير، ومخاوف من تأزيم الصراع في أوكرانيا، وأكد وزير الدفاع في حكومة شولتس، أن الدبابات ستصل إلى كييف في غضون 3 أشهر. وأبدى الناتو بدوره، تأييداً للقرار الألماني، معتبراً تلك الخطوة مهمة في سبيل تعزيز دفاع أوكرانيا عن نفسها أمام الجيش الروسي، في حين نددت موسكو بالقرار، مؤكدة على أنه خطير للغاية.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأربعاء، إن ألمانيا تفعل ما هو “ضروري” لدعم أوكرانيا من خلال الموافقة على إرسال دبابات ليوبارد لكنها تريد منع “تصعيد” النزاع الذي قد يؤدي إلى اندلاع حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.

وأكد المستشار الألماني أمام البوندستاغ بعيد إعطائه الموافقة على تسليم دبابات ليوبارد إلى كييف، “نحن نفعل ما هو ضروري وممكن لدعم أوكرانيا، لكننا في الوقت نفسه نمنع تصعيد الحرب، باتجاه حرب بين روسيا وحلف الناتو”.

وصرح وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس اليوم الأربعاء، بأن من الممكن وصول أول دفعة من دبابات ليوبارد القتالية إلى أوكرانيا في غضون نحو 3 شهور.

وفي أعقاب جلسة للجنة الدفاع في البرلمان الألماني، قال السياسي المنتمي إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي إنه سيتم البدء الآن في التدريب وتوضيح طرق الإمداد بسرعة كبيرة.

ووصف بيستوريوس قرار حكومة بلاده بتوريد دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا بأنه قرار “تاريخي” لأنه تم بشكل منسق ” في وضع متفجر للغاية في أوكرانيا”.

وفي وقت سابق أعلنت ألمانيا اعتزامها توريد 14 دبابة ليوبارد 2 إلى أوكرانيا.

ووصف روبرت هابيك نائب المستشار الألماني قرار حكومة بلاده توريد دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا بأنه “منطقي تماماً”.

وقال هابيك الذي يشغل أيضاً وزير الاقتصاد وحماية المناخ اليوم الأربعاء، “سنورد من خلال تعاون وثيق مع شركائنا دبابات قتالية إلى أوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها بصورة أفضل، وسنتيح أيضا لشركائنا القيام بهذا”.

امتنان أوكراني
من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في محادثة مع المستشار الألماني أولاف شولتس، إنه “ممتن بصدق” للضوء الأخضر الذي أعطته برلين لمنح بلاده دبابات ليوبارد.

وأورد زيلينسكي عبر تويتر، “ممتنون بصدق للمستشار وجميع أصدقائنا في ألمانيا”، موضحاً أنه تحدث هاتفياً مع شولتس.

الناتو يرحب
كما رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بقرار ألمانيا تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2، قائلاً إنها “ستساعد كييف على هزم الغزاة الروس”.

وأضاف على تويتر، “في لحظة حرجة من الحرب التي تشنها روسيا، يمكن للدبابات مساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها والانتصار كدولة مستقلة”.

روسيا تندد
من جهته، ندد السفير الروسي في ألمانيا بقرار برلين “الخطير للغاية” تسليم دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا. وقال سيرغي نيتشايف على حساب سفارته على تلغرام، “إنه قرار خطير للغاية من شأنه أن ينقل النزاع إلى مستوى جديد من المواجهة”.

وأضاف، أن “ذلك يجعلنا نقتنع من جديد بأن ألمانيا، مثل أقرب حلفائها، لا تريد حلاً دبلوماسياً للأزمة الأوكرانية، وتريد تصعيداً دائماً”.

كما اتهم السفير الروسي برلين أنها بتسليم الدبابات “عادت عن تعهداتها التاريخية” المرتبطة “بجرائم النازية” خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال، “مع موافقة الحكومة الألمانية، سيتم إرسال دبابات تحمل الصلبان الألمانية مجدداً إلى (الجبهة الشرقية) مما سيؤدي حتماً إلى مقتل جنود روس ومدنيين أيضاً”.

(أرشيف)

من جانبه رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، بقرار نظيره الأمريكي جو بايدن تزويد كييف دبابات أبرامز الأمريكية، معتبراً حصول القوات الأوكرانية على هذه الدبّابات الثقيلة المتطورة “خطوة مهمة لتحقيق النصر النهائي”.

وكتب زيلينسكي في تغريدة على تويتر، “شكراً لجو بايدن على قرار جديد قوي بتقديم دبابات أبرامز لأوكرانيا. ممتن للأمريكيين على دعمهم”.
أتى قرار بايدن بعد ساعات على إعلان برلين موافقتها على تسليم أوكرانيا دبابات ليوبارد الألمانية.

ومنذ أشهر عديدة يطالب زيلينسكي الغرب تزويد قواته دبابات ثقيلة غربية، وهو ما تحقّق له اليوم.

وأضاف الرئيس الأوكراني، أن “العالم الحر اليوم موحد بشكل لم يسبق له مثيل حول هدف مشترك: تحرير أوكرانيا”.

من جهته، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، إن قرار واشنطن تزويد بلاده 31 دبابة أبرامز هو “النتيجة القوية للمفاوضات مع الحلفاء وتجسيد للدعم الشامل لأوكرانيا”.

بدوره، قال رئيس الإدارة الرئاسية أندري يرماك، إن “هذا يوم تاريخي. إنه يوم من تلك الأيام التي ستكون حاسمة لنصرنا المستقبلي”.

وأضاف، “الأهم هو أن هذه ليست سوى البداية. نحن بحاجة إلى مئات الدبابات”.

ومثل قرار برلين ضوءاً أخضر لدول أوروبية أخرى لديها دبابات ليوبارد وتريد تقديمها لأوكرانيا لكنها كانت بحاجة لموافقة ألمانيا على ذلك، وفي مقدّمة هذه الدول بولندا والنروج.

والأربعاء، أعلن وزير الدفاع النروجي بيورن آريلد غرام أن بلاده سترسل دبابات ليوبارد-2 إلى أوكرانيا في إطار الهبات العسكرية التي قرّر الغرب تقديمها لكييف للتصدي للغزو الروسي.

وقال الوزير في مقابلة مع قناة “ان ار كيه” التلفزيونية الحكومية، إن “النروج والحكومة تدعمان تقديم دبّابات لأوكرانيا. النروج ستشارك” في المبادرة الغربية، لكن من دون أن يحدد عدد الدبابات التي سترسلها أوسلو إلى كييف.

كما طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، حلفاءه الغربيين بتزويد بلاده بصواريخ بعيدة المدى وطائرات مقاتلة، وذلك إثر موافقة واشنطن وبرلين، بعد طول انتظار، على إرسال دبّابات ثقيلة أمريكية وألمانية إلى كييف.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي المسائي المصور: “يجب أن نسمح أيضاً بإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، هذا أمر مهمّ. يجب علينا أيضاً توسيع تعاوننا في مجال المدفعية وإتاحة إرسال طائرات مقاتلة”.

وفي وقت سابق، أعطى المستشار الألماني الضوء الأخضر لوزارة الدفاع من أجل تسليم أوكرانيا دبابات ليوبارد 2 المتطورة، بعد جدل كبير، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن الموافقة على إرسال 31 دبابة من طراز “إم1 أبرامز”، بهدف مساعدة كييف على استعادة المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!