أخبار عربية ودوليةعاجل

كادت تشعل حربا.. مواجهة جوية لمدة 15 دقيقة بين الصين وأمريكا

خطة السلام الصينية.. ترحيب روسي وشروط أوكرانية وتحفظ أوروبي ..."قدموا أدلة أو اخرسوا".. صحفي أمريكي يضع الإعلام الغربي أمام خيار صعب ... العقوبات الأوروبية الجديدة تطال "RT العربية" و"سبوتنيك عربي"

كادت تشعل حربا.. مواجهة جوية لمدة 15 دقيقة بين الصين وأمريكا

كادت تشعل حربا.. مواجهة جوية لمدة 15 دقيقة بين الصين وأمريكا
كادت تشعل حربا.. مواجهة جوية لمدة 15 دقيقة بين الصين وأمريكا

كتب : وكالات الانباء

اعترضت طائرة مقاتلة وسفينة حربية صينيتان مجهزتان بحمولة هجومية، طائرة تابعة للبحرية الأمريكية فوق بحر الصين الجنوبي، الذى يشهد صراعا على النفوذ بين بكين وواشنطن، بحسب سكاى نيوز.
وفق ما نشرته شبكة “سي إن إن”، فإن المواجهة حدثت الجمعة، فوق بحر الصين الجنوبى، وعلى بعد 30 ميلا من جزر باراسيل المتنازع عليها التى تحوى قواعد عسكرية، وجرى خلالها حوار متوتر بين طواقم هذه الأسلحة.
نقل صحفيون من الشبكة، كانوا على متن طائرة الاستطلاع الأميركية، أن طيارين صينيين تواصلوا مع قائد الطائرة الأميركية، قائلين له: “لا تقترب من ذلك، أو تتحمل كل المسؤولية”.
الطائرة الصينية كانت محملة بصواريخ “جو- جو”، وعلى ما يبدو أنهم اقتربوا بدرجة تسمح لهم بالاشتباك بسهولة، ورافقت طائرة الصين الطائرة الأمريكية لمدة 15 دقيقة كاملة قبل الابتعاد عنها بخروجها من المنطقة، كما رصد الصحفيون.
بعد ابتعاد الطائرة فوجئ طاقمها بظهور مدمرة صاروخية صينية تتبعهم، وقال قائد الطائرة الملازم أول سلوتر، إن السفينة الحربية كانت محملة بعشرات من صواريخ أرض جو، وتواصلت معنا، قائلة لنا: “أنت تقترب مني على ارتفاع منخفض، اكشف عن نيتك، أنت تعرض سلامتي للخطر”.
ورد سلوتر على السفينة: “الطائرة الأمريكية ستحافظ على مسافة آمنة”.
على مدى سنوات، برز بحر الصين الجنوبى كنقطة توتر رئيسية محتملة فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بين الصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من جهة أخرى، لأسباب متداخلة:
جزيرة باراسيل التى تم اعتراض الطائرة الأمريكية بالقرب منها، هي موضوع مطالبات إقليمية من الصين والفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وتايوان.
هذه المنطقة تحوى ممرا مائيا استراتيجيا على موارد هائلة من الأسماك والنفط والغاز، ويمر عبره نحو ثلث الشحن العالمي بقيمة 3.4 تريليون دولار.
تقول الصين إنها صاحبة الولاية التاريخية على كامل البحر الشاسع تقريبا، ومنذ عام 2014 أقامت شعابا مرجانية صغيرة وحواجز رملية في جزر اصطناعية محصنة بشدة بالصواريخ والمدارج وأنظمة الأسلحة؛ ما أثار غضب المطالبين الآخرين.
تشهد منطقة بحر الصين الجنوبي الأشهر الأخيرة مناورات ومناورات مضادة، تقوم بها الصين من جهة، والولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة أخرى، لتأكيد الوجود والنفوذ.

جزر باراسيل

هي الجزر التي تسمى جزر شيشا من قبل الصين، وتقع في الجزء الشمالي من بحر الصين الجنوبي، وشرق فيتنام، وجنوب جزيرة هاينان الصينية.
في عام 2016، في قضية رفعتها الفلبين، قضت محكمة دولية في لاهاي بأن مطالبة الصين بالحقوق التاريخية في الجزء الأكبر من البحر ليس لها أساس قانوني.
وتجري الصين تدريبات عسكرية منتظمة في معظم مناطق بحر الصين الجنوبي، وتحتفظ بوجود كبير لخفر السواحل وسفن الصيد في المياه المتنازع عليها؛ الأمر الذي أدى في كثير من الأحيان إلى إثارة التوترات مع جيرانها.

الرئيسان الصيني شي جين بينغ ونظيري الروسي فلاديمير بوتين (أرشيف)

على صعيد اخر أثارت خطة السلام التي طرحتها الصين، بالتزامن مع عام على اندلاع الحرب في أوكرانيا، مواقف متباينة بين أطراف الأزمة من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى، تنوعت ما بين التشكيك في الوساطة الصينية برمتها، أو الاعتراض على بعض الأجزاء التي تضمنتها الخطة.

وزاد من تعقيد الموقف من الوساطة الصينية، عرقلة بكين إصدار وزراء مالية مجموعة العشرين بياناً مشتركاً في ختام اجتماع في الهند بسبب خلافات في وجهات النظر مع الصين حول الحرب في أوكرانيا.

ودعت الصين، الروس والأوكرانيين، اليوم السبت، إلى إجراء محادثات سلام، بينما تستعد لاستقبال حليف روسيا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قبل نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتشمل الخطة الصينية للسلام، احترام سيادة جميع البلدان، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، ووقف الأعمال العدائية، واستئناف محادثات السلام، وحل الأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين وتبادل أسرى الحرب، والحفاظ على سلامة المنشآت النووية، والحد من المخاطر الاستراتيجية.
كما تضمنت تيسير تصدير الحبوب، ووقف العقوبات الأحادية الجانب، والحفاظ على استقرار سلاسل التوريد الصناعية، ودعم مرحلة إعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع.

ترحيب روسي

ورحبت روسيا بالخطة الصينية للسلام، مؤكدة أنها منفتحة على تحقيق أهداف العملية العسكرية بالوسائل السياسية والدبلوماسية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية: “نشاطر بكين طرحها للتسوية وملتزمون باحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والإنساني والأمن الشامل، بما لا يعزز أمن دولة على حساب دولة أخرى، أو فريق من الدول على حساب آخر”.
وأضافت “نرى إلى جانب الصين أن أي قيود تفرض خارج نطاق مجلس الأمن الدولي غير شرعية، وأداة في المنافسة غير المتكافئة والحرب الاقتصادية”.

شروط أوكرانية

من جانبها رأت أوكرانيا، أن مبادرة السلام الصينية إيجابية، لكنها وضعت شروطاً لأي خطة للسلام تهدف لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في حين يستعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي لعقد اجتماع مع نظيره الصيني.

وقال الرئيس الأوكراني: “أريد أن أصدق أن الصين ستكون إلى جانب عالم عادل، أي إلى جانبنا”.

بدوره، قال أحد كبار معاوني الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، إن أي خطة لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا لا بد أن تشمل انسحاب القوات الروسية إلى حدود أوكرانيا عام 1991، في إشارة إلى حدود أوكرانيا في وقت تفكك الاتحاد السوفييتي.
وقال ميخايلو بودولياك المستشار السياسي لزيلينسكي: “أي خطة سلام تتضمن وقف إطلاق النار فقط، وبالتالي ترسيم حدود جديدة ومواصلة احتلال الأراضي الأوكرانية لا تستهدف السلام، ولكن تجميد الحرب، وهزيمة أوكرانية، والمراحل المقبلة من الإبادة الجماعية على يد روسيا”.
وأضاف “موقف أوكرانيا معروف، انسحاب القوات الروسية إلى حدود عام 1991”.

تحفظ أوروبي

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيزور الصين في بداية أبريل (نيسان)، إن “هذا السلام لا يمكن تحقيقه إلا إذا مر عبر إنهاء العدوان الروسي وانسحاب القوات واحترام السيادة الإقليمية والشعب الأوكراني”، لكنه اعتبر في الوقت ذاته “التزام الصين بجهود السلام أمر جيد تماماً”.

وأبدى المستشار الألماني أولاف شولتس رد فعل متحفظاً حيال موقف الصين من الحرب الدائرة في أوكرانيا، معتبراً أن المبادرة الصينية لحل الأزمة تحوي “مزايا وعيوباً شديدة الوضوح”.

ورغم إشادته بتضمن المبادرة إدانة استخدام الأسلحة النووية، إلا أنه اعتبر أنها “تفتقر إلى وجود خط واضح يقول إنه يجب أيضاً حدوث انسحاب للقوات الروسية”، مضيفاً “من المهم أن تدور المبادرة حول إحلال سلام عادل وليس سلاماً مفروضاً على النمط الروسي”.

من جانبها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إنه يجب النظر إلى الاثني عشرة نقطة على خلفية أن الصين منحازة بالفعل، مضيفة أن “الصين وروسيا طمأنتا بعضهما بعضا على علاقتهما الوثيقة قبيل بدء الحرب”.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن “الصين ليست ذات مصداقية كبيرة فيما يتعلق بمثل جهود الوساطة تلك، أنها لم تدن رسمياً بعد الغزو الروسي”.

فى سياق متصل أكد الصحفي في قناة “فوكس نيوز”، كايل بيكر، أن وسائل الإعلام الغربية لا تغطي النزاع في أوكرانيا بشكل مهني ومحايد، بل تمارس التضليل وحرف الحقائق حول النزاع.

وكتب بيكر على “تويتر”: “قدموا أدلة أو اخرسوا في النهاية. لن نرسل دون أدلة أبناءنا وبناتنا ليموتوا من أجل سياسات دولة فاسدة غير ديمقراطية”.

وأشار إلى أن عدم وجود أدلة وثائقية، يجعله يشكك في عمل وسائل الإعلام الغربية التي تمارس الاحتيال على الشعب الأمريكي الذي سئم منها.

وأكد أن “لا أحد يهتم بقصص الرعب عن الروس”، والنزاع في أوكرانيا ليس مسألة أمن قومي للولايات المتحدة.

ولفت إلى أن عائلته تعيش في كييف وأنه لا ينفي وجود النزاع، لكنه يدين وسائل الإعلام الأمريكية “على التغطية غير المتناسبة ونقص المواد المصورة”.

العقوبات الأوروبية الجديدة تطال

على صعيد اخر شملت الحزمة “العاشرة” الجديدة من العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، فرض حظر على بث محتوى قناة “RT العربية” وموقع “سبوتنيك عربي”.

أفاد بذلك المجلس الأوروبي في بيان أصدره اليوم السبت ليعلن تبنيه الحزمة العاشرة من الإجراءات التقييدية الإضافية ضد روسيا بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

وقال البيان إنه “من أجل التصدي للحملة الدولية المنظمة للتضليل والتلاعب بالمعلومات التي تشنها روسيا والتي تهدف إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة لها، والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، بدأ المجلس عملية تعليق تراخيص البث لوسيلتي إعلام إضافيتين هما RT Arabic وSputnik عربي”.

وزعم البيان أنهما “تخضعان للسيطرة الدائمة المباشرة أو غير المباشرة من قيادة روسيا، التي قد استخدمتهما في عملياتها الإعلامية المضللة المستمرة والمنسقة وأعمالها الدعائية الحربية، والتي تضفي الشرعية على العدوان الروسي وتقوض الدعم لأوكرانيا”، حسب البيان.

وأوضح المجلس الأوروبي أنه “تماشيا مع ميثاق الحقوق الأساسية، لن تمنع هذه الإجراءات وسيلتي الإعلام المذكورتين وموظفيهما من ممارسة أنشطة في الاتحاد الأوروبي ما عدا البث، مثل إجراء أبحاث ومقابلات”.

وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض في ديسمبر الماضي قيودا على شبكة قنوات RT الروسية في إطار حزمته التاسعة للعقوبات ضد روسيا، على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إقدام الغرب على حجب “سبوتنيك” وRT بأنه كان جزءا من الحرب الهجينة ضد روسيا، والتي بدأت قبل وقت طويل من انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!