أخبار مصرعاجل

قناة الناس تذيع تسجيلا نادرا للدكتور أحمد حسن الباقورى رمز الوسطية والاعتدال فى الاسلام

فى رحاب المجددين.. الشيخ «الباقورى» رمز الوسطية والاعتدال والمعترض على مصطلح «رجل دين»

قناة الناس تذيع تسجيلا نادرا للدكتور أحمد حسن الباقورى رمز الوسطية والاعتدال فى الاسلام

قناة الناس تذيع تسجيلا نادرا للدكتور أحمد حسن الباقورى رمز الوسطية والاعتدال فى الاسلام
قناة الناس تذيع تسجيلا نادرا للدكتور أحمد حسن الباقورى رمز الوسطية والاعتدال فى الاسلام

كتب : وراء الاحداث

أذاعت قناة الناس، في أولى حلقات برنامج «أجمل ما عندنا»، الذي تقدمه الإعلامية سالى سالم، مقطعا تسجيليا نادرا لفضيلة الدكتور أحمد حسن الباقوري، يتحدث فيه عن معانى الصيام في القرآن الكريم.

وقال الدكتور الباقورى، في التسجيل النادر، إن الصيام في القرآن يدور حول معنيين، الأول بمعنى الإمساك عن الطعام والشراب، والثانى الإمساك عن الكلام وسائر الشهوات يوما كاملا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وهنا السؤال من يخاطب، يخاطب من آمنوا بمحمد وما جاء به من عند الله، والله كتب الصيام على جميع الأمم السابقة، وهناك أنبياء كثيرين لهم شرائع وفرض عليهم الصيام، والدين من رحمة الله بعباده.

يذكر أن الدكتور أحمد حسن الباقورى تزوج ابنة الشيخ عبداللطيف دراز وكيل الأزهر الأسبق وأحد زعماء ثورة 1919، وتم نفيه مع الزعيم سعد زغلول كما وكان عضوا لمجلس الشيوخ قبل ثورة 1952، وأنجب الباقورى 3 بنات هن ليلى وعزة ويمنى.

 

ويظل أحمد حسن الباقورى من الدعاة الوسطيين المعتدلين ومن أفضل من حققوا التوافق بين أمور الدنيا ومقتضيات الدين، وكان بعض الإخوان المسلمين يودون ألا يشارك الشيخ أحمد حسن الباقورى فى الوزارة التى شكلتها الثورة فى ٧ سبتمبر ١٩٥٢ برئاسة اللواء محمد نجيب، والتى رفض مكتب الإرشاد أن يشارك فيها، لكنه فعل، وبعدها انقطعت صلته بالجماعة، وزعيمًا لثورة الأزهر عام ١٩٣٥، التى طالبت بالشيخ المراغى شيخًا للأزهر.

وعن النشأة الأولى للباقورى فإنه قال وكتب وأذاع أنه نشأ فى بيت يجاور بيتًا مسيحيًا، وولد فى 26 مايو ١٩٠٧ بقرية باقور مركز «أبوتيج» بأسيوط، والتحق بكتاب القرية وحفظ القرآن والتحق بمعهد أسيوط الدينى سنة ١٩٢٢ وحصل على الشهادة الثانوية سنة ١٩٢٨، ثم التحق بالقسم العالى وحصل منه على شهادة العالمية النظامية عام ١٩٣٢، ثم شهادة التخصص فى البلاغة والأدب عام ١٩٣٦.

وبعد تخرجه عمل مدرسًا للغة العربية وعلوم البلاغة فى معهد القاهرة الأزهرى، ثم نقل مدرسًا بكلية اللغة العربية ثم نقل وكيلاً لمعهد أسيوط العلمى الدينى، ثم وكيلاً لمعهد القاهرة الأزهرى فى ١٩٤٧، وفى ١٩٥٠ عين شيخًا للمعهد الدينى بالمنيا، وبدأت مسيرته مع ثورة يوليو وزيرًا للأوقاف واختير عضوًا بمجمع اللغة العربية سنة ١٩٥٦ مكان أحمد أمين «بعد رحيله» وكانت هذه الفترة فترة ازدهار له.

وبسبب صراحته انقلبت مراكز القوى فى الثورة عليه. وقد تقاطعت المسيرة الدعوية والفكرية للشيخ أحمد حسن الباقورى مع منعطفات سياسية، كان أبرزها مع ضباط ثورة يوليو ١٩٥٢ وكان الباقورى قدم أوراق اعتماده للتاريخ كواحد من عموم المصريين يعيش حياتهم ويتعرض لما يتعرضون له فى هذه الحياة، ولم ير فى نفسه وصياً دينياً على ضمير المسلمين، رغم كونه أحد علماء الأزهر البارزين، بل هناك ما هو أبعد من هذا.. فإنه لم يفرض وصايته على بناته الثلاث، وكل ما فعله أنه خلق مناخا وبيئة دينية لهن فى البيت. أما عن الصورة المفترضة التى يرسمها الناس لبيت رجل الدين من الداخل، فقد فارقها الباقورى، حيث قال فى حوار محمود عوض معه: «أنت تسألنى عن الدين فى حياة أولادى.. حسنا.. أنت تعلم أن لى ثلاث بنات.. إنهن طبعا يؤدين فريضة الصيام دائما.

وجد نفسه فى محك صعب، فى واحدة من فترات التحول الكبرى فى تاريخ مصر، وهى ثورة 23 يوليو 1952، فكان موقعه بين الضباط الأحرار وبين الإخوان المسلمين، غير أنه حظى باحترام الطرفين المتنازعين، وفى هذا المحك كان خياره الأساسى هو الوطن والإسلام. فقبل 9 سنوات من الثورة، اعتقلت حكومة الوفد الشيخ أحمد حسن الباقورى، لأنه حرض طلبة الأزهر على الإضراب والسير فى مظاهرة إلى عابدين لتأييد الملك فاروق فى عيد ميلاده، ولم تكن هذه هى المظاهرة الوحيدة التى شارك فيها الباقورى، فقد قاد مظاهرة أخرى بطلبة الأزهر ضمت عشرات الألوف للمطالبة بعودة الشيخ مصطفى المراغى لمشيخة الأزهر فى عهد الملك فؤاد فى عام 1935.

كان الشيخ أحمد حسن الباقورى واحداً من شيوخ الأزهر البارزين، وداعية من دعاة الإسلام المعدودين، ومن دعاة القومية العربية، وكان رئيساً للمركز العام لجمعيات الشبان المسلمين، وعضواً فى مجمع اللغة العربية، وهو رجل العلم الغزير والأدب الجم، وقد شغل موقع مدير جامعة الأزهر.

وقد ترشح الباقورى لعضوية مجلس الأُمة، حصل على ثقة الحكومة، نجح فى إدارة وزارة الأوقاف حتى 1959، وأسس جمعية الشبان المسلمين وكان عضوا فى كثير من المؤسسات الدينية والفكرية. 

كان الباقورى أيضاً رمزاً للوسطية والاعتدال، ففى كتاب الكاتب الصحفى القدير محمود عوض «شخصيات»، وفيه مجموعة من الحوارات، أحدها مع الباقورى، سأله عوض: كيف ترى حياتك منذ أصبحت أحد رجال الدين فى مصر؟ فقاطعه الباقورى: لست رجل دين، فأنا لم أتخصص فى الدين، ولكن فى اللغة العربية وآدابها. فسأله عوض: ولكنك تخرجت فى الأزهر، فقال الباقورى: نعم والناس ينظرون إلى رجال الأزهر على أنهم رجال دين، وهذا خطأ يجب تصحيحه، لأنهم يرون رجل الدين واسطة بين الناس وربهم، فى حين أن كل مسلم مسؤول عن الإسلام ولا واسطة بينه وبين ربه، وكل الذى يمتاز به الدارس فى الأزهر هو حصوله على دراسات نوعية وفنية، تؤهله لاستخراج أحكام من القرآن والسنة، يا أخى الدين يسر لا عسر، ودعنى أقل لك إن الشرق الإسلامى حين اتصل بالغرب المسيحى، أخذنا نحن المسلمين عنه كلمة (رجل دين)، وهذا مفهوم خاطئ.

أحمد حسن الباقورى وابنته

أما الصلاة.. آه.. فعلاً.. إنهن كشأن معظم الناس دائماً.. لا يتذكرنها إلا وقت الشدة.. وهو أمر يؤسفنى.. ثم.. ماذا؟ هل هذا يذكرك بسؤالى عن طريقة تربيتهن؟ لا.. لا تجد حرجاً يا أخى لكننى أقول لك إن سيدنا على بن أبى طالب كان يقول: «الناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم وأمهاتهم» وقد هزمنى هذا العصر أحياناً فى تربية أولادى، وهزمته أنا أحياناً أخرى.

وعن رأيه فيما اصطلح على تسميته «رجل دين» سأله محمود عوض: كيف ترى حياتك منذ أن أصبحت أحد رجال الدين فى مصر؟ فقاطعه الباقورى قائلاً: لكننى لست رجل دين، فأنا لم أتخصص فى الدين، لكن فى اللغة العربية والأدب العربى.. فقال عوض: لكنك تخرجت فى الأزهر؟ فيجيب الباقورى: فعلاً تخرجت فى الأزهر والناس ينظرون إلى رجال الأزهر على أنهم رجال دين، وهذا خطأ يجب تصحيحه أن رجل الدين واسطة بين الناس وربهم وهذا المفهوم لا يعرفه الإسلام، فالإسلام يفرض على أتباعه أن يعملوا فى الدنيا من أجل الدين، وكل مسلم مسؤول عن الإسلام، ولا واسطة بين المسلم وبين الله.

وقد حاز جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة فى 1985، فضلا عن مجموعة من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير التى حصل عليها من دول العالم العربى، كما مثل مصر وترأس الكثير من المؤتمرات الإسلامية والعربية والدولية إلى أن توفى فى 27 أغسطس 1985، حين كان يتلقى العلاج فى لندن.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!