أخبار عربية ودوليةعاجل

“ضعوا السياسة جانباً”سوريا فى مأساة..ارتفاع حصيلة الزلزال في تركيا وسوريا إلى 15.700 ألف قتيل

الاتحاد الأوروبي ينظم مؤتمراً دولياً للمانحين لضحايا الزلازل ... طبيب سوري: الزلزال أكثر فداحة من الحرب ...سوريا ستستقبل المساعدات عبر مطارها ومعبر باب الهوى

“ضعوا السياسة جانباً”سوريا فى مأساة..ارتفاع حصيلة الزلزال في تركيا وسوريا إلى 15.700 ألف قتيل

"ضعوا السياسة جانباً"..ارتفاع حصيلة الزلزال في تركيا وسوريا إلى 15.700 ألف قتيل
“ضعوا السياسة جانباً”..ارتفاع حصيلة الزلزال في تركيا وسوريا إلى 15.700 ألف قتيل

كتب : وكالات الانباء

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا إلى نحو 15.700 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى بناء على أرقام أوردتها مصادر رسمية ومنظمات دولية وفرق إنقاذ ووكالات أنباء عالمية.

وأفادت السلطات التركية بأن عدد القتلى في البلاد ارتفع إلى نحو 12.400 شخصًا، بالإضافة إلى أاكثر من 52 ألف جريح، في حين ارتفع عدد القتلى في عموم سوريا إلى 3300، وهي أرقام أعلنتها وزارة الصحة السورية وفرق إنقاذ في الشمال السوري.

وتتوقع فرق الإنقاذ أن يرتفع عدد الضحايا بشكل كبير في الساعات والأيام القادمة، نظرا لوجود الآلاف تحت الأنقاض.

في حين تتواصل عمليات الإنقاذ في سوريا وتركيا وسط ارتفاع عدد الضحايا ومخاوف من هزات ارتدادية للزلزال المدمر الذي ضرب عدة مناطق في البلدين.

وضرب زلزال بقوة 7.7 درجة محافظة كهرمان مرعش في تركيا، فجر يوم أمس الاثنين، ما أسفر عن تدمير عدد من المدن، وخلف مئات القتلى والجرحى.

كما وصلت ارتدادات الزلزال بقوة إلى مدن شمال سوريا والعراق، وشعر بالزلزال سكان العاصمة اللبنانية بيروت.

وكانت أقوى ارتدادات الزلزال في مدن شمال سوريا، حيث تسبب بمقتل المئات وإصابة الآلاف، وتدمير آلاف المباني.

أتراك حول موقد نار بعد أن شردهم الزلزال (وكالات)

من جانبها تقوم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بتنظيم مؤتمر دولي للمانحين لدعم ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا بالاشتراك مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون.

ومن المقرر تنظيم المؤتمر في مارس (آذار) المقبل في بروكسل، حسبما أعلن الجانبان الأربعاء، دون ذكر يوم محدد. وقالت فون دير لاين إن “الاتحاد الأوروبي سوف يدعم مجتمعاتكم.. لأنه لا يجب أن يترك أي شخص وحيداً عندما تضرب الناس مأساة كهذه”. وتتولى السويد حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

وسيكون المؤتمر، الذي تم التنسيق مع تركيا بشأنه، مفتوحاً للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، والدول المجاورة وأعضاء الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية. ويستهدف المؤتمر تنسيق المساعدات وحشد الدعم لإعادة البناء السريعة والإغاثة الطارئة في المناطق المتضررة. يشار إلى أن زلزالاً مدمراً ضرب يوم الإثنين جنوب تركيا وشمال سوريا أسفر عن قتلى ومصابين بالآلاف فضلاً عن تدمير الآلاف من المباني .

سوري يحمل جثمان ابنه الذي قتل في الزلزال (وكالات)

أمضى الطبيب محمد زيتون سنوات وهو يعالج ضحايا الحرب السورية، لكنه لم يسبق أن رأى قط مثل عدد الجرحى وفداحة الإصابات التي خلفها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا يوم الإثنين.

وقال زيتون (34 عاماً) وهو جراح من مدينة حلب يعمل منذ وقوع الزلزال بأحد المستشفيات في مدينة باب الهوى على الحدود السورية التركية، “هذه فاجعة كبيرة. لقد عاصرت عمليات قصف ونجوت من مذابح. هذا مختلف تماماً، إنه أمر مرعب ومروع”.

ويقع المستشفى في منطقة تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا وتعرضت لقصف روسي عنيف خلال الصراع الذي شهدته البلاد وأودى بحياة مئات الآلاف. ويعيش في مدنها كثير من النازحين الذي قدموا إليها من مناطق أخرى في سوريا.

وقال زيتون، “تجاوزت الموجة الضخمة الأولى من المرضى قدرة أي فريق طبي”. وتحولت العيادة الخارجية بالمستشفى إلى عنبر ووضعت مراتب على الأرض بسبب امتلاء الغرف بالضحايا وأفراد أسرهم.

ويتذكر زيتون كيف أن “الحالات التي كانت تأتي إلى المستشفى للعلاج من القصف المدفعي والجوي كانت تدخل الواحدة تلو الأخرى في أعداد صغيرة”. واستدرك بأن المستشفى يشهد دخول 500 حالة كل يوم بسبب الزلزال مما يتطلب إجراء عشرات العمليات.

وسارع المسعفون لعلاج أسر بأكملها بعد نقلها إلى المستشفى بسبب جروح في الرأس وكسور متعددة وإصابات في العمود الفقري وقصور في وظائف بعض أعضاء الجسم وغير ذلك.

وأضاف، “يموت كثير من الجرحى خلال ساعة أو ساعتين من الصدمة أو السكتة القلبية أو النزيف، خاصة وأنهم ظلوا تحت الأنقاض في هذا الطقس البارد لمدة 11 أو 12 ساعة”.

وجرى تحويل أفنية بعض مستشفيات المنطقة إلى مشارح مؤقتاً ووضعت الجثامين في أكياس في انتظار أن يتعرف عليهم أقاربهم.

وقضى الزلزال على عائلات وأحياء بأكملها. ولقت 150 عائلة لقيت حتفها في بلدة بسنايا، وانهار أكثر من 89 مبنى في بلدة جنديرس، مما أدى إلى مقتل المئاتمشهد فظيع وبشع يعيشه الشعب السورى.

وقال زيتون، إن مخزون فرق الطوارئ بالمستشفى ينفد من المضادات الحيوية والمهدئات والمعدات الجراحية وأكياس الدم والضمادات والقطرات في ظل إغلاق الحدود مع تركيا.

وقد ينضب مخزون المستلزمات العلاجية في المستشفيات الرئيسية بالمنطقة خلال أسبوع على الأكثر مع وصول القليل من الأدوية في الأشهر الأخيرة والحاجة الماسة لاستئناف تدفق المساعدات عبر الحدود مع تركيا.

لكن هناك أيضاً دماراً واسع النطاق على الجانب الآخر من الحدود في مدينة خطاي التركية.
وقال زيتون، “إنها كارثة إنسانية على الجانبين”. 

 وتعيش سوريا مأساة كبيرة منذ عام 2011 بسبب الحرب الأهلية التي خلفت  306887 قتيلاً من المدنيين، بحسب آخر إحصائية رسمية للأمم المتحدة نشرت في يونيو (حزيران) الماضي.

وبلغ عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي أتى على أجزاء واسعة من شمال سوريا 2662، في حين وصل عدد الجرحى إلى قرابة 5 آلاف. 

شحنة مساعدات تونسية إلى سوريا (وكالات)

بدورها تستعد قوافل منظمة الصحة العالمية للبدء في تسيير المساعدات إلى سوريا، عبر مطار دمشق ومعبر باب الهوى، ومعبرين آخرين، تعمل الحكومة التركية على فتحهما بشكل عاجل، وسط دعوات أممية بوضع الخلافات السياسية جانباً في الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، جراء الزلزال المدمر الذي وقع يوم الإثنين الماضي.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في تركيا باتير بيرديكليشيف، اليوم الأربعاء، إنه أصبح بوسع المنظمة توفير إمدادات الطوارئ لضحايا الزلزال في شمال سوريا من مستودع في تركيا بعد أن تم إصلاح الطريق المدمر بين البلدين بسبب الزلزال.

وقالت بهية زريقيم من المجلس النرويجي للاجئيين، إن المنظمة “تأمل” في أن تتمكن قوافل الأمم المتحدة من دخول شمال غربي سوريا يوم الخميس عبر معبر باب الهوى. 

عبر دمشق

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن طائرتي شحن تحملان إمدادات منظمة الصحة العالمية جاهزتان للإقلاع. وستصل الأولي إلى دمشق يوم الخميس والثانية يوم الجمعة.
وجاءت المساعدات التي تركز على سوريا بعد انتقادات بأنه في الوقت الذي كانت تتلقى فيه تركيا كميات كبيرة من المساعدات، فإنه قد تم إهمال سوريا التي مزقتها الحرب.

“ضعوا السياسة جانباً”

وتسعى الأمم المتحدة بدورها لتسهيل دخول المساعدات إلى سوريا، ودعت اليوم إلى “وضع السياسة جانباً” وتسريع نقل المعونات إلى المناطق المنكوبة بفعل الزلزال في شمال غرب سوريا، وفق ما قال مسؤول أممي بارز.
وصرّح المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح، “ندائي هو.. ضعوا السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني”، مشدداً على أنه “لا يمكننا تحمل الانتظار والتفاوض. في الوقت الذي نتفاوض فيه، يكون قُضي الأمر”.

وقال، “نحتاج لإمكانية الوصول الكامل والى الدعم للوصول” الى شمال غرب سوريا، في إشارة الى مناطق تحت سيطرة فصائل متشددة ومعارضة في إدلب ومحيطها، تضررت بشدة جراء الزلزال الذي ضرب سوريا ومركزه تركيا المجاورة.

وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار عن مجلس الأمن. لكن الطرق المؤدية الى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما يؤثر مؤقتاً على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.

وقال، “الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضاً أن الدمار في شمال غرب البلاد هائل أيضاً وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه”.

وشدد على “اننا نحتاج دعم الأطراف المعنية لتسهيل الوصول سواء الى شمال غرب سوريا أو الى بقية أنحاء البلاد لأنهم هناك يعانون أيضاً، مؤكداً أنه “لا يمكن تجاهل” احتياجاتهم.

تسهيلات تركية

من جهته، وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الأربعاء، إن تركيا تعمل على فتح معربين حدوديين آخرين مع سوريا للتمكين من تدفق المساعدات الإنسانية إلى جارتها التي ضربها الزلزال.

وفي حديثه للصحفيين، قال جاويش أوغلو، إن الأضرار التي لحقت بالجانب السوري من الطريق المؤدي إلى معبر حدودي مفتوح فقط للمساعدات الإنسانية في إطار تفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تسبب صعوبات فيما يتعلق بالجهود المبذولة بعد الزلزال.

وقال جاويش أوغلو “هناك بعض الصعوبات فيما يتعلق بمساعدة تركيا والمجتمع الدولي (للوصول إلى سوريا). ولهذا السبب، تُبذل جهود لفتح معبرين حدوديين إضافيين”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!