أخبار مصرعاجل

شيخ الأزهر يلغي كلمته المكتوبة ويحاور الشباب البحريني بقلب مفتوح و يوجه مجموعة من الرسائل والنصائح للشباب

البابا فرنسيس يترأس القداس الإلهي في استاد البحرين الوطني

شيخ الأزهر يلغي كلمته المكتوبة ويحاور الشباب البحريني بقلب مفتوح و يوجه مجموعة من الرسائل والنصائح للشباب

شيخ الأزهر يلغي كلمته المكتوبة ويحاور الشباب البحريني بقلب مفتوح و يوجه مجموعة من الرسائل والنصائح للشباب
شيخ الأزهر يلغي كلمته المكتوبة ويحاور الشباب البحريني بقلب مفتوح و يوجه مجموعة من الرسائل والنصائح للشباب

كتب : وراء الاحداث

عقد فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم السبت بقصر الصخير بالبحرين، حوارًا مفتوحًا مع شباب البحرين وشباب منتدى “صناع السلام”، بحضور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة ملك البحرين للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، للحديث مع الشباب والاستماع إلى أسئلتهم واستفساراتهم وتطلعاتهم وما يشغل بالهم، ومعرفة ما يواجههم تحديات في حياتهم اليومية، ونقل الخبرات إليهم وتوجيه النصائح بما ينفعهم ويجعلهم فاعلين في نشر سماحة الدين في أخلاقهم وتعاملاتهم.

ولم يُلق شيخ الأزهر كلمته التي أعدها للحديث إلى الشباب، وقال إن ما رآه من همة الشباب واستقبالهم لفضيلته بحفاوة وإقبال نحو النقاش المفتوح، دفعه إلى إلغاء كلمته المكتوبة، والحديث معهم من قلبه دون أي قيود في أسئلة أو استفسار، داعيًا الشباب إلى الحديث بكل أريحية في كل ما يشغلهم من قضايا واستفسارات.

وعبَّر الشباب الحاضرين عن شكرهم لقيادتهم الرشيدة على إعطائهم فرصة اللقاء مع قامة دينية ورمز إسلامي كبير لطالما أحبوه وتابعوا لقاءاته وكلماته في المحافل الدولية، وأنهم لديهم شغف كبير لهذا اللقاء والحوار مع شيخ الأزهر، معربين عن حب شعب البحرين وشبابه لمؤسسة الأزهر الشريف وعلمائها، وتحدَّث الشباب عن شعورهم بالأمل والحماس وتطلعهم لمستقبل أكثر إشراقًا وأملًا والتزامًا.

وتوجَّه شباب البحرين بمجموعة من الأسئلة إلى شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين حول تعامل الشباب مع المجتمعات الغربية؛ من حيث اختلاف الثقافات، وكيفية العمل في ظل التحديات التي يواجهها الشباب العربي، وفي ظل الصراعات وانتشار الأفكار المتطرفة والجماعات المتشددة، كما سأل الشباب عن تعاليم الإسلام في كيفية تقديم النموذج الأمثل للشاب المسلم، وخصوصًا وسط انتشار موجات الانفلات الأخلاقي.

وأجاب فضيلة الإمام الأكبر على أسئلة واستفسارات الشباب، ووجه لهم مجموعة من النصائح، جاءت كما يلي:

–    أود لفت انتباه الشباب إلى قيمة العمل في الإسلام، فالعمل في الإسلام واجب وليس حقًّا، وهو واجب على الإنسان حتى آخر نفس في أنفاس المؤمن، والرسول ﷺ يقول: (إن قامتِ الساعةُ و في يدِ أحدِكم فسيلةً، فإن استطاعَ أن لا تقومَ حتى يغرِسَها فليغرِسْها)، وهذا حديث عظيم يبين قيمة العمل وفعل الخير وأهمية الحفاظ على البيئة والمجتمع، ولو اهتدت مجتمعاتنا بهذا الحديث في كل حياتنا لكان لنا وضع آخر.

–    لابد وأن يتثقف أولادنا وبناتنا بالثقافة الإسلامية التي هي العاصم من الاهتزاز يمينًا أو شمالًا في ظل هذه الظروف الصعبة، وأن يعلموا أن دينهم دين يسر لا عسر، وألا ينشغلوا بالحكم على غيرهم، بل عليهم أن يطبقوا الإسلام في حياتهم وتعاملاتهم.

–    أدعو الشباب العربي إلى التسلح بالأمل، وألا يتوقف الإنسان إذا أخفق، بل عليه أن يواصل الأمل والعمل، ورسول ﷺ يقول: (إذا اجتَهَد فأصاب فله أجرانِ، وإن اجتَهَد فأخطَأَ فله أجرٌ)، وهذا الحديث يجب أن يكون منهج حياة للجميع، وأن يقترن الاجتهاد والأمل بكل شيء في حياة الإنسان، فلولا الأمل ما كان العمل.

-لا وجود للحياة الوردية، فالحياة مليئة بالتحديات، وقد أخبرنا القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى {لقد خلقنا الإنسان في كبد}، وخلقنا الله وهو الأعلم بطبيعتنا وحالنا، وخلق الشهوات والمغريات، وزودنا بالقدرة على التغلب على كل هذه التحديات إذا وعى الإنسان بدوره الحقيقي.

-نحن مستخلفون في الأرض لخلافة الله ولإعمار الكون، فدورنا الحقيقي هو تمثيل الله في عفوه وصفحه وكرمه وحمايته للضعيف، ونشر قيم الخير.

-عليكم بالتحلي بالقيم الإيجابية تجاه وطنكم وأمتكم وعدم الاستهانة بدور الفرد في تغيير حال المجتمع والأمة بل والعالم كله، ولكم في رسولنا الكريم القدوة والمثل.

-تحيطكم مغريات ودعوات شيطانية، من فكر متشدد ومتطرف آخذة في الانتشار، تستهدف تجييش عقولكم ومشاعركم، وإساءة استخدامها، وإبعادكم عن دينكم وإقصاء دوره وتوجيهاته الحكيمة وتعاليمه النبيلة من واقع حياتكم، فاحذروا من الاستماع لتلك الأصوات، وحصنوا أنفسكم بالقيم الدينية والأخلاقية القادرة…

فى وقت سابق شيخ الأزهر يستقبل وزير التربية والتعليم البحريني ووفد رؤساء الجامعات البحرينية

استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم السبت، بمقر إقامته بقصر الصخري بمملكة البحرين، وفد رؤساء وعمداء وأساتذة الجامعات البحرينية، برئاسة سعادة ماجد بن علي النعيمي، وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين؛ حيث تناول اللقاء دور المناهج التعليمية في تعزيز القيم الإنسانية.

وخلال اللقاء أكد شيخ الأزهر ضرورة إطلاق إستراتيجية تعليم عربية، تتناسب مع احتياجات المجتمعات العربية، وتواجه الانحرافات الأخلاقية التي تحاول بعض التيارات الغربية فرضها على عالمنا العربي والإسلامي، تحت لافتة الحقوق والحريات، مطالبًا القائمين على الأنظمة التعليمية في عالمنا العربي والإسلامي باليقظة والحذر من استهداف ترويج هذه الانحرافات من خلال المناهج الدراسية، وضرورة تضمين مقررات تعليمية لرفع الوعي بضرورة الحوار وزرع قيم الأخوة وتقبل الآخر، وبث القيم الدينية والأخلاقية خاصة لدى النشء في سن مبكرة.

 وأشار شيخ الأزهر إلى أن المناهج الأزهرية ساعدته وأبناء جيله على تقبل الآخر، وأحيت فيهم قيمة الانفتاح على مختلف المذاهب والآراء؛ حيث كانوا يدرسون مختلف المذاهب الفقهية والعقدية في المعاهد الأزهرية في سن مبكرة، ما أتاح لهم فرص التعرف والاطلاع على مختلف آراء كبار العلماء من مختلف المذاهب، الأمر الذي ساعدهم على تبني منهج المناقشة والتحليل، وقبول مختلف الأفكار. 

ونبه شيخ الأزهر على أهمية توعية النشء بالقضايا البيئية ومواجهة التغيرات المناخية، من خلال المناهج والمقررات الدراسية؛ نظرًا لما يشهده عالمنا من تحديات وتداعيات خطيرة تهدد مستقبل الإنسان المعاصر والأجيال القادمة.

من جانبهم، أعرب وفد رؤساء وعمداء وأساتذة الجامعات البحرينية، عن سعادتهم بزيارة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، لمملكة البحرين، وتقديرهم الشديد لدوره في تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية، مشيدين بكلمة فضيلته في الجلسة الختامية في ملتقى البحرين للحوار؛ التي نادت بتعزيز الحوار الإنساني ووقف الحروب ومواجهة خطاب الكراهية.

 

البابا فرنسيس يترأس القداس الإلهي في استاد البحرين الوطني

ترأس قداسة البابا فرنسيس اليوم السبت القداس الإلهي في استاد البحرين الوطني، في اليوم الثالث من زيارته الرسولية إلى مملكة البحرين، وتخللت القداس قراءة من سفر أشعيا (٩، ١ -٦)، ومن إنجيل القديس متى (٥، ٣٨ – ٤٨).

ألقى قداسة البابا فرنسيس عظة خلال ترؤسه القداس الإلهي سلط الضوء فيها على قوة محبة المسيح لافتًا إلى أن المسيح يعطينا القدرة نفسها، القدرة على المحبة، أن نحب باسمه، وأن نحب كما أحبّنا، بدون شرط، ليس فقط عندما تسير الأمور على ما يرام ونشعر بالحب، إنما دائما، ليس فقط تجاه أصدقائنا والقريبين منا، بل تجاه الجميع، حتى أعدائنا.

وشدد الأب الأقدس على أن نحب دائما ونحب الجميع، وقال إن كلام يسوع (راجع متى ٥، ٣٨-٤٨) يدعونا اليوم إلى أن نحب دائمًا، أي أن نبقى دائمًا في محبته، وننميها ونعيشها، وأشار إلى أن نظرة يسوع عملية؛ فهو لا يقول إن ذلك سيكون سهلًا ولا يقترح محبة عاطفية ورومانسية، بل هو واقعي، يتكلّم بصراحة عن “الأشرار” و “الأعداء” (متى٥، ٣٨. ٤٣).

إنه يعلم أن هناك داخل علاقاتنا صراع يومي بين المحبة والكراهية؛ وأنه حتى في داخلنا، كل يوم، هناك صدام بين النور والظلام، بين مقاصد ورغبات كثيرة في الخير وذاك الضعف الذي يتغلّب علينا مرارًا ويجرّنا إلى أعمال الشر. وهو يعلم أيضًا أننا نختبر، وعلى الرغم من الجهود السخية التي نبذلها، بأننا لا نتلقى دائمًا الخير الذي نتوقعه بل نتعرّض أحيانًا للأذى بشكل غير مفهوم. وهو يتألم عندما يرى في أيامنا هذه، في أنحاء كثيرة من العالم، ممارسات للسلطة يغذيها القمع والعنف، وتسعى إلى زيادة مساحتها بتقييد مساحة الآخرين وفرض سيطرتها والحد من الحريات الأساسية، وقهر الضعفاء. لذلك – قال يسوع – توجد صراعات ومظالم وعداوات.

 

وأضاف البابا فرنسيس: أمام هذا كله، فإن السؤال المهم الذي يجب أن يُطرح هو: ماذا نفعل عندما نجد أنفسنا نعيش في مثل هذه الأوضاع؟ وأشار إلى أن اقتراح يسوع كان مفاجئًا وشجاعًا وجريئًا، يطلب من أتباعه أن يبقوا دائمًا، مخلصين، في المحبة، رغم كل شيء، حتى في وجه الشر والعدو. وأضاف الأب القدس أن ردة الفعل البشرية البسيطة تسمِّرنا بمبدأ “العَينُ بِالعَين والسِّنُّ بِالسِّنّ”، لكن هذا يعني أن نصنع العدالة بنفس الأسلحة التي يستعملها الشر.

وأشار إلى أن يسوع يقترح علينا شيئًا جديدًا، مختلفًا، لا يمكن تصّوره: “أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر” (متى ٥، ٣٩). هذا ما يطلبه الرب يسوع منا: أن نلتزم بأن نبدأ من أنفسنا، نبدأ في عيش الأخوة العالمية عمليًا وبشجاعة، ونثابر على الخير حتى عندما نلقى الشر، ونكسر دوامة الانتقام ونجرّد العنف من سلاحه. وتوقف البابا فرنسيس عند كلمات بولس الرسول “لا تَدَعِ الشَّرَّ يَغلِبُكَ، بلِ اغلِبِ الشَّرَّ بِالخير” (رومة ١٢، ٢١).

 

وأشار البابا فرنسيس في عظته إلى أن دعوة يسوع لا تتعلق أولًا بمسائل البشرية الكبرى، بل بأوضاع حياتنا العملية: علاقاتنا في العائلة، والعلاقات في الجماعة المسيحية، الروابط التي ننمّيها في بيئة العمل والواقع الاجتماعي الذي نوجد فيه. ستكون هناك لحظات توتر، وصراعات وتنوّع في وجهات النظر، ولكن من يتبع أمير السلام يجب أن يتوق دائمًا إلى السلام. ولا يمكن استعادة السلام من خلال الإجابة على كلمة سيئة بكلمة أسوأ. يجب أن نكسر سلسلة الشر ونحطّم دوامة العنف. يجب أن نبقى دائما في المحبة.

 

وتوقف البابا فر نسيس من ثم في عظته عند الناحية الثانية وهي أن نحب الجميع، وقال يمكننا أن نلتزم في المحبة، لكن هذا لا يكفي إن حصرناها في المجال الضيق: الذين نتلقّى منهم المقدار نفسه من المحبة، والذين هم أصدقاؤنا، ومن يشبهونا. وأشار إلى أنه من المهم، أن نستقبل تحدّي يسوع هذا: “فإِن أَحْبَبْتُم مَن يُحِبُّكُم، فأَيُّ أَجْرٍ لكم؟ أَوَلَيسَ الجُباةُ يَفعَلونَ ذلك؟” (متّى ٥، ٤٦). التحدي الحقيقي، لكي نكون أبناء الآب ونبني عالمًا من الإخوة، هو أن نتعلّم أن نحب الجميع حتى العدو: “سَمِعتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَك وأَبْغِضْ عَدُوَّك. أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم” (متى ٥، ٤٣ – ٤٤). في الواقع، هذا يعني أن نختار ألّا يكون لدينا أعداء، وألّا نرى في الآخر عقبة يجب أن نتجاوزها، بل أن نرى فيه أخًا وأختًا يجب أن نحبه ونحبها.

 

وأشار البابا فرنسيس إلى أن قوة يسوع هي المحبة، ويسوع يمنحنا القدرة لكي نحب هكذا، بطريقة تبدو لنا فوق القدرة البشرية. وقدرة من هذا النوع لا يمكن أن تكون ثمرة جهودنا فقط، بل هي قبل كل شيء نعمة. نعمة يجب أن نطلبها بإصرار “يا يسوع، أنت الذي تحبّني، علّمني أن أحبّ مثلك. يا يسوع، أنت الذي تغفر لي، علّمني أن أغفر مثلك. أرسل عليّ روحك القدوس، روح المحبة”. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن المحبة هي العطية الكبرى، وننالها عندما نُفسح المجال للرب يسوع في أثناء الصلاة وعندما نستقبل حضوره في كلمته التي تحوّلنا، وفي التواضع الثوري في خبزه المكسور. وهكذا، تسقط ببطء الجدران التي تقسّي قلوبنا، ونجد الفرح في أن نقوم بأعمال الرحمة تجاه الجميع. حينها نفهم أن الحياة السعيدة تمرّ عبر التّطويبات، وتكمن في أن نكون صانعي سلام (راجع متى ٥، ٩).

 

وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي في استاد البحرين الوطني صباح اليوم السبت، قال البابا فرنسيس: أودّ اليوم أن أشكركم على شهادتكم الوديعة والفرحة للأخوّة، ولأنكم بذار محبة وسلام في هذه الأرض. إنه التحدي الذي يقدمه الإنجيل إلى جماعاتنا المسيحية كل يوم، ولكل واحد منا. ولكم، أنتم جميعًا الذين جئتم إلى هذا الاحتفال من أربعة بلدان النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية، من البحرين والكويت وقطر والمملكة العربية السعودية، وأيضًا من دول الخليج الأخرى، وكذلك من مناطق أخرى، أحمل إليكم اليوم قرب الكنيسة الجامعة التي تنظر إليكم وتعانقكم، وتحبكم وتشجعكم. لترافقكم العذراء القديسة، سيدة شبه الجزيرة العربية، في مسيرتكم، ولتحفظكم دائمًا في المحبة نحو الجميع.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!