خمس سباقات انتخابية واستمرار الانقسام السياسي في إسرائيل يصيب الاسرائيلين بالاحباط ..جانتس يترشح للانتخابات ويحذر من حرب أهلية في إسرائيل
ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل ينتظر "سد الفجوات".. الجيش المغربي يشارك بمؤتمر عسكري في إسرائيل ...كيف تستعد إسرائيل لسيناريوهات الرعب؟ النووي الإيراني
خمس سباقات انتخابية واستمرار الانقسام السياسي في إسرائيل يصيب الاسرائيلين بالاحباط ..جانتس يترشح للانتخابات ويحذر من حرب أهلية في إسرائيل
كتب : وكالات الانباء
لا تزال مؤشرات استمرار الجمود السياسي في إسرائيل قائمة، قبل شهرين من إجراء انتخابات الكنيست المقبلة، وهي خامس جولة انتخابات يخوضها الإسرائيليون خلال أقل من أربع سنوات.
وبينما تظهر أحدث استطلاعات الرأي في إسرائيل تغير مراكز بعض الأحزاب الإسرائيلية، التي تجري مشاورات حثيثة لتحسين مواقعها الانتخابية، تبوء مساعي زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للعودة إلى السلطة حتى اللحظة.
انقسام مستمر وبحسب استطلاع للرأي، نشرت نتائجه صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، فإنه إذا أجريت الانتخابات يوم السبت، فلن تتمكن أي كتلة من تشكيل حكومة.
ووجد الاستطلاع أنه إذا أجريت الانتخابات اليوم، فسيظل حزب الليكود الذي يرأسه نتانياهو أقوى فصيل في الكنيست بـ 32 مقعدًا، يليه حزب “يش عتيد” برئاسة رئيس الوزراء يئير لابيد، بشكل مريح في المرتبة الثانية مع 23 مقعداً في الكنيست.
وأظهر الاستطلاع أن “معسكر الدولة” برئاسة وزير الدفاع بيني غانتس، ما زال عند 12 مقعداً فقط، ومن المتوقع أن يفوز عضوا الكنيست بتسلئيل سموتريتش وحزب الصهيوينة المتدينين بزعامة إيتمار بن غفير بـ 11 مقعداً، بحسب الاستطلاع.
وحصل حزب شاس على مقعد واحد إضافي على حساب الليكود، حيث ارتفع إلى تسعة مقاعد، بينما بقيت “يهدوت هتوراة” المتحدة ثابتة برصيد سبعة مقاعد.
كما حصل على خمسة مقاعد، كل من وزير المالية أفيغدور ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، فيما حصل عضو الكنيست منصور عباس والقائمة المشتركة بقيادة أيمن عودة بخمسة مقاعد لكل منهما.
وأخفق حزب “الروح الصهيونية” مرة أخرى في تجاوز نسبة الحسم التي تؤهله لدخول الكنيست، ما أثار التكهنات بأن وزيرة الداخلية أييليت شاكيد ووزير الاتصالات يوعاز هندل يمكن أن ينفصلوا بعد أشهر فقط من اندماج حزبيهما.
لا حكومة لنتانياهو وبقيت كتلة رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو عند 59 مقعدا، بفارق مقعدين عن عدد 61 المطلوبة لتكليفه بتشكيل الحكومة، ما يبقي طموحات نتانياهو بالعودة للسلطة بعيدة عن التحقق حتى اللحظة.
ويبذل نتانياهو مساعٍ لمنع تشتت أصوات كتلة اليمين في إسرائيل، ويسعى لتفتيت حصة خصومه من المقاعد، للإبقاء على فرصه بالعودة للحكم في إسرائيل.
وقبل 5 أيام من إغلاق القوائم الكنيست، وفي ظل محاولة رئيس الوزراء يائير لابيد لتوحيد اليسار، تفوق حزب “ميرتس” بقيادة زهافا جلؤون على حزب العمل بقيادة ميراف ميخائيلي، إلا أن معظم ناخبي كتلة يسار الوسط مهتمون بخوض حزب العمل وميرتس الانتخابات بقائمة موحدة.
من جانبه فى محاولة للخروج من الازمة السياسية الطاحنة قال وزير الأمن الإسرائيلي، بيني جانتس، إن إسرائيل اليوم أمام أكبر الأزمات السياسية التي عرفتها، محذراً من اندلاع حرب أهلية في إسرائيل، حسب موقع i24.
جاء ذلك في كلمة بمناسبة تقديم قائمة حزبه الانتخابية “معسكر الدولة”، استعداداً للانتخابات البرلمانية، التي تضم خاصةً وزير القضاء جدعون ساعر، الثاني في القائمة، ورئيس هيئة الأركان السابق جيدي أيزنكوت الذي يشغل المكان الثالث في القائمة.
وطالب جانتس بمنحه الثقة “لتشكيل حكومة وحدة مستقرة ومدنية”، مشيراً إلى أن “من لا يريد مواصلة تقسيم إسرائيل إلى أولى وثانية وثالثة، سيجلب علينا الحرب الأهلية الإسرائيلية الأولى”.
وقال جانتس إن هدفه من الترشح، تشكيل “حكومة موحدة مستقرة ومدنية” لوضع “حد نهائي للأزمة السياسية واستعادة الثقة وتحقيق الأمل في الأفضل، ومنع خطر تطور حرب أهلية أولى في إسرائيل بدأت تبدو المؤشرات عليها”.
على صعيد ذكر موقع “واللا” الإسرائيلي أن المفاوضات الجارية الآن بشأن اتفاق ترسيم حدود بحرية بين لبنان وإسرائيل تشهد تقدماً، إلا أن هناك ثغرات لا تزال قائمة.
ونقل الموقع، اليوم السبت، عن مسؤولون إسرائيليون أنه تم إحراز تقدم في المحادثات الجارية، إلا أن هناك فجوات لا تزال قائمة، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لسدها.
وأضاف الموقع أن الوسيط الأمريكي في المحادثات بين إسرائيل ولبنان بشأن الحدود البحرية، عاموس هوشستين، التقى أمس، في بيروت بالرئيس اللبناني ميشال عون، وبحث معه المفاوضات مع إسرائيل بشأن الحدود البحرية، كما التقى هوشستين، أمس الجمعة، في تل أبيب مع مستشار الأمن القومي إيال هولتا والمدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشبيز.
وأشار الموقع إلى أن زيارة هوشستين للمنطقة وُصفت بأنها “حاسمة” فيما يتعلق بمحاولات حل النزاع على الحدود البحرية والتوصل إلى اتفاق بين الدول ومنع التصعيد على الحدود الشمالية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأ، الأسبوع الماضي، بالتدخل شخصياً في موضوع المفاوضات بين إسرائيل ولبنان، وأكد في محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أنه مهتم بالتوصل إلى اتفاق خلال أسابيع قليلة، وفقاً لما نقله الموقع الإسرائيلي.
ولم تتوصل البلدان بعد إلى اتفاق نهائي بشأن ترسيم الحدود، إلا أن تقارير في وسائل الإعلام تفيد بأن هناك تقارب في المواقف تُمهد العمل على اتفاق قد ينص على تقسيم حقول الغاز الموجودة في المنطقة التي تتقاطع فيها الحدود البحرية أو الحصول على تعويضات مالية.
وكانت المفاوضات التي قد انطلقت قبل عام توقفت في مايو الماضي بسبب الخلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.
فى الشأن العسكرى من المقرر أن يشارك الجيش المغربي في مؤتمر عسكري دولي سيعقد في إسرائيل الأسبوع الجارى، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان عبر “تويتر” أن المؤتمر الدولي حول الابتكار العملياتي، سيستمر أسبوعا، وسيجمع ممثلين عن رؤساء أركان وقادة جيوش من مختلف دول العالم، ليبحثوا “التحديات المستقبلية”.
وحسب منشور الجيش الإسرائيلي فإن المغرب سيشارك في المؤتمر إلى جانب دول عدة بينها: ألمانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، والهند، وأستراليا.
على صعيد اخر ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن إسرائيل وضعت نفسها في فخ التصريحات الرنانة والتهديدات التي تُهدد بالأساس مواطني إسرائيل الذين أصيبوا بالإحباط بسبب 5 سباقات انتخابية متواصلة، وفي غضون ذلك تعمل القيادة يميناً ويساراً على تطليف “التهديد النووي” من خلال معادلة أوهام تركز على الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية دون القدرة على حماية الجبهة الداخلية وبنيتها التحتية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إنه على إسرائيل أن تتخلى عن كلمات “الغطرسة” وتستعد بشكل حقيقي لسيناريوهات الرعب التي هي أبعد ما تكون عن الخيال العلمي، مشيرة إلى أنه قبل أكثر من عقد من الزمان خلال الخلاف بين مكتب رئيس الأركان الإسرائيلي جابي أشكنازي ومكتب وزير الدفاع إيهود باراك في حكومة بنيامين نتنياهو، استثمرت إسرائيل مليارات الشواقل في إعداد سلاح الجو والجيش الإسرائيلي لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وتابعت: “بادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما آنذاك، الذي أصيب بالرعب من نوايا إسرائيل الهجومية ببدء الاتفاق النووي برفقة وزير خارجيته جون كيري، وكان هذا الاتفاق سيئاً وخطيراً حتى الآن، ومع صعود دونالد ترامب إلى الحكم تم إلغاءه بضغط إسرائيلي”.
مسيرة حماقة مُتجددة وأضافت الصحيفة أن اضطرابات صعود الحزب الديمقراطي بقيادة جو بايدن أدت إلى محاولات تجديد الاتفاق بأي ثمن، وأن الظروف التي وجدت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا نفسها بعد وباء كورونا واندلاع الأزمة الأوكرانية، قاد النظام الأمريكي إلى قيادة “مسيرة حماقة متجددة” وأسوأ من ذي قبل.
تقول الصحيفة إنه في موكب الحماقة الحالي، تخرج إيران والصين وروسيا منه بـ”قوة” بسبب تآكل العقوبات المفروضة على إيران بطريقة تقضي ليس فقط على قدرة الغرب على منع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، بل تخلق أيضاً معادلة متطورة مع الغرب لتحالف مضاد جديد وقوي تشارك فيه إيران والصين وروسيا وكوريا الشمالية ومن معهم في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، بما في ذلك دول المحيط الهندي والمحيط الهادئ. وقالت الصحيفة إنه بذلك يتزايد تهديد مكانة الولايات المتحدة الأمريكية كقوة مقيدة ومعتدلة.
وقالت الصحيفة إن تعزيز إيران بعد الاتفاق النووي سيهدد، ليس فقط وجود إسرائيل، ولكن أيضاً وجود “التحالف الهش” مع الدول السنية وظهور بوادر في تجديد علاقات تلك الدول مع إيران التي تزود الصين بالفعل بالوقود وتحافظ على التجارة الحرة معها خلافاً لمطالب الغرب، لافتة إلى أنه سيكون لديها القدرة على تعزيز مستوى الخطر القادم من الجماعات الموالية لإيران في المنطقة بلبنان وسوريا وغزة واليمن والتي من الممكن أن تهاجم إسرائيل وتهدد منشآت الغاز في المياه الاقتصادية.
اتفاق انتحاري مع إيران وذكرت الصحيفة في تقريرها أن ما سبق هو معنى الاتفاق الذي يوقعه الغرب الذي وصفته الصحيفة بـ”الانتحاري” مع إيران، دون النظر إلى النتائج المتوقعة سواء للغرب أو لإسرائيل.
تطوير كفاءة الأمن القومي وخلص التقرير إلى أنه على إسرائيل أن تفكر في كيفية تحسين نظام الأمن القومي، وتطوير كفاءته وقدراته الفكرية والتشغيلية والاستخباراتية بشكل لا يقاس من أجل القبول نظرياً في الظروف الحرجة للحرب النووية بتقييم الضرر مقابل الاستفادة من استخدام هذا السلاح في الشرق الأوسط النووي في ظل “الاستسلام المخزي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتفاق مع إيران”.
تطوير الجيش كما خلص إلى أنه على إسرائيل إجراء إصلاح شامل لعقيدتها الخاصة بالأمن القومي، وقبل كل شيء إعادة بناء الذراع البرية للجيش الإسرائيلي، لأن خيار خيار الحرب البرية تظل كضرورة أساسية للحفاظ على السيادة اليهودية على أرض إسرائيل.
اعتقال ضباط سوريين في دمشق وحلب بتهمة التعاون مع إسرائيل
“الأخبار”: لبنان يعتقل طبيبا سوريا جند أشقاءه الضباط لمصلحة الموساد
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المخابرات الجوية والعسكرية شنت بالتعاون مع حزب الله حملة اعتقالات واسعة طالت ضباطاً في قوات الجيش السوري في دمشق وحلب، بتهمة التعاون مع “جهات معادية”.
وأضاف المرصد أن “العشرات منهم خضعوا للتحقيق، بتهمة التعاون وإعطاء إحداثيات لإسرائيل، بعد الضربات الأخيرة التي استهدفت مطاري حلب ودمشق ومناطق في محيطهما، أواخر الشهر الماضي”.
وأشار إلى أن الاعتقالات طالت ضباطاً في الدفاع الجوي، وآخرين من الوحدات العسكرية المحيطة بمطاري حلب ودمشق، وضابطا وعنصرين في قطعة عسكرية بمصياف، وعناصر في قطع عسكرية بطرطوس على الساحل السوري، بناء على معلومات من جهاز استخبارات “حزب الله” اللبناني.
ولفت إلى أنه تم الإفراج عن بعضهم بعد استجوابهم، فيما لا يزال سبعة وعشرون عنصراً وضابطاً قيد الاعتقال.
فى السياق ذاته أفادت صحيفة “الأخبار” بأن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي في لبنان أوقف طبيبا سوريا، دخل لبنان عبر مطار بيروت خلال شهر أغسطس، يعمل لمصلحة الموساد الإسرائيلي.
وبحسب ما ذكرت صحيفة “الأخبار”، فإن “الطبيب رصد أثناء متابعة ضباط الفرع للحسابات الإلكترونية المستخدمة من قبل ضباط أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي يتواصلون عبرها مع عملاء أوقفوا في وقت سابق، حيث حدد شخص يستخدم أرقاما سورية وسويدية تواصلت مع الموساد الإسرائيلي بين عامي 2020 و2022، ليتبين أنها تنشط في محيط مطار بيروت الدولي”ـ لافتة إلى أن “الطبيب كان يأتي من السويد إلى بيروت، ثم ينتقل برا إلى سوريا، حيث أبلغ القضاء ليعطي إشارته لجهاز أمن السفارات لتوقيف الطبيب السوري أثناء محاولته مغادرة مطار بيروت، وهو من مواليد اللاذقية عام 1969 وتم تسليمه إلى فرع المعلومات”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الموقوف كشف للمحققين أنه طبيب أمراض داخلية وكلى، يرأس قسم أمراض الكلى في أحد مستشفيات استوكهولم، ويتقاضى لقاء عمله مبلغ 7.3 ألف يورو وأنه يسافر باستمرار”، موضحة أن “التحقيق معه بدأ، ليخبر المحققين أن شخصاً تواصل معه عبر البريد الإلكتروني عام 2018 أعلمه أنه يدعى كريستوفر ويعمل في شركات تعنى بالبيئة وتنقية المياه، عارضا عليه المساعدة في مشروع تنقية المياه في سوريا، كاشفاً أن هذه المشاريع خيرية ومجانية، فأبلغه موافقته ليحصل تواصل هاتفي بينهما قبل أن يلتقيا بعد نحو شهر في فندق الشيراتون في استوكهولم حيث جرى الحديث عن المشروع، واقترح الطبيب أسماء أشخاص للعمل معه في المشروع هم شقيقاه لؤي ومازن، علما أن الأول عقيد متقاعد في الجيش السوري والثاني عميد في الجيش السوري، ويقع مركز خدمته في قسم الهندسة الطوبوغرافية (تقاعد بداية العام الحالي)، إضافة إلى زوجة شقيقه التي تعمل مهندسة مدنية في البلدية”.
وقال الطبيب إنه “نقده في نهاية اللقاء 150 يورو بدل تنقل من اسكلستونا إلى استوكهولم وبدل تعطيل يوم، وإنه تواصل مع عدد من الأطباء السوريين طالبا منهم تزويده بأسماء المناطق التي تحتاج إلى تنقية المياه، ثم اختار صحنايا الواقعة في ريف دمشق”، وفق الصحيفة.
وأوردت “الأخبار” في تقريرها أنه “في اللقاء الثاني، حضر كريستوفر برفقة شخص آخر عرفه به على أنه خبير في تنقية المياه وقد طلبا منه في نهاية اللقاء أن يحضر خريطة جغرافية عن توزيع شبكة المياه في البلدة، وطلب منه التقاط صور لأماكن خزانات المياه والأماكن التي ستُستخدم لتكرير المياه، حيث سافر الطبيب ليلتقي رئيس بلدية صحنايا ويخبره بالمشروع ويحضر الصور والخريطة المطلوبة”.
وكشفت الصحيفة أن “اللقاء الثالث حصل في براغ في تشيكيا، على هامش مؤتمر يشارك فيه الطبيب، حيث تعرف هذه المرة إلى مدير مشروع تنقية المياه المزعوم الذي أخبره أنه يوناني الأصل يُقيم في سويسرا ويدعى بول، وحصل اللقاء في مطعم لبناني ليزود الطبيب الرجلين بالخرائط والصور، واستمر التواصل بعدها مع مدير المشروع عبر تطبيق واتسآب، ليجري الحديث في أمور العمل والحياة الشخصية والسياسة، إذ طلب منه تزويدهم بتفاصيل حياة أهله وأشقائه والأعمال التي يزاولونها سابقا وحاليا وأرقام هواتفهم.
أما اللقاء الرابع، فقد “حصل عام 2019 في إيطاليا، بعدما طلب منه “صاحب المشروع” السفر إلى ميلانو على حسابه الخاص للقاء مسؤول في الاتحاد الأوروب، دار خلاله حديث عن العقوبات على سوريا وكيفية تجنبهم هذه العقوبات في المشروع الخيري، حيث أنه في هذا اللقاء، اقترح الطبيب على المسؤول المذكور تمويل معمل الإسمنت الذي يملكه والده، فأجاباه بأنه لا بد من تخفيض العقوبات الأوروبية قبل البدء بهذا المشروع، وفي نهاية اللقاء، نقده صاحب المشروع مبلغ 550 يورو بدل سفر وحجز فندقي، وبعد 6 أشهر حصل لقاء جديد في روما في إيطاليا، إذ أوضح الطبيب أن “الأحاديث كانت تتمحور حول حياته الخاصة أكثر من المشروع من دون أن يحصل أي تقدم، فسألهم عن السبب ليبلغوه بأن سبب ذلك مرده عدم القدرة على تجاوز العقوبات الأوروبية طالبين منه أن يصبر، في نهاية اللقاء، أعطوه 600 يورو بدل حجز فندقي وتذكرة سفر”، بحسب الصحيفة.
وأفادت “الأخبار” بأن “التواصل مع “مدير المشروع” استمر بمعدل مرة أسبوعيا حيث بدأ يتواصل مع والده وشقيقيه لؤي ومازن، علما أن والده يدعى يوسف عمره 85 سنة يعمل في تجارة الحديد والإسمن، وفي صيف 2019، حصل لقاء في سويسرا لمدة تقارب الساعة والنصف، حيث كانت الأحاديث خاصة عنه وعن إخوته، فأعرب الطبيب عن تذمره لأن هكذا حديث لا يستأهل السفر إلى سويسرا، فأجابه محدثه بأنه يعتبره صديقه ويسر بالحديث معه بغض النظر عن المشاريع، ثم طلب منه خريطة شاملة لشبكة توزيع مياه دمشق، مبررا ذلك بدراسة جدوى إقامة عدة مشاريع لتنقية المياه ثم نقده مبلغ 1200 يورو بدل تذكرة سفر وحجز فندقي ويوم تعطيل”.
وأشار الطبيب إلى أن “شكوكا ساورته حينها بسبب عدم تنفيذ أي من المشاريع، لافتا إلى أنه اعتبر أن طلبات صاحب المشروع كانت غير منطقية وغير مترابطة، لكنه تابع التواصل آملاً في أن تتضح الصورة لديه، بحسب “الأخبار”.
وأضاف تقرير الصحيفة: “انقطعت اللقاءات بين الطبيب وصاحب المشروع منذ بداية عام 2020 بسبب جائحة كورونا ثم خفت وتيرة التواصل لتصبح مرة أو مرتين من باب الاطمئنان عليه وعلى أشقائه، وفي حزيران 2020، تكثف التواصل ليطلب صاحب المشروع منه تأسيس مكتب لشقيقه مازن في سوريا لإدارة العمل على أن يتكفل هو بتكاليف استئجار المكتب وتجهيزه، ثم طلب من الطبيب شراء حاسوب محمول وهاتف خلوي على أن توصل به شريحة خط سويدية، فعرض الأخير عليه شراء حاسوبه بمبلغ 300 يورو.
يقول الموقوف إنه حتى شهر يوليو عام 2020، كانت جميع اللقاءات تتمحور حول مشروع تنقية المياه، لكن منذ شهر أغسطس 2020، بدأ التحول الذي فهم عبره الطبيب طبيعة العمل الأمني، واتصل به بعدها عبر تطبيق الواتس آب وطلب منه تحميل برنامج مخصص للتشفير وشرح له تفصيلياً الخطوات اللازمة، وطلب منه تفعيل تطبيق الواتسآب على الخط السويدي على أن يتواصل منه مع شقيقه مازن الضابط في الجيش السوري”.
وتابعت الصحيفة في تقريرها: “بعدها طلب صاحب المشروع من الطبيب احتساب التكاليف لإعطائه إياها ثم التقيا في سويسرا، وحصل اتصال هاتفي بين الطبيب وصاحب المشروع من جهة، وشقيقه مازن ووالده من جهة أخرى، وبعد أن اطمأن عليهم أبلغهم أنه سينقل التجهيزات معه إلى سوريا لبدء العمل”.
وقال الطبيب إنه “انتقل بعدها ليدخن السيجار مع صاحب المشروع الذي طلب منه تكثيف العمل في سوريا من أجل أن يقوم بتمويل مشروع معمل الإسمنت الخاص بوالده، وطبيعة العمل أن يقوم وشقيقه مازن بجمع معلومات يعتبرها مهمة عن مواضيع يقوم بتزويدنا بعناوينها، وأكد أن هذه الطريقة الوحيدة من أجل تمويل إعادة العمل في معمل الإسمنت”، حيث “تفحص صاحب المشروع التجهيزات وبرنامج التشفير على الحاسوب وفعل بريدا إلكترونيا، كما زوده بكلمة المرور وتثبت من تفعيل تطبيق الواتسآب على الرقم السويدي، وأعطاه كلمة مرور على قصاصة ورق طالبا منه إعطائها لشقيقه وأبلغه أنه ممنوع عليه تصويرها، وطلب منه تجربة إدخال مستند إلى برنامج التشفير ثم طلب منه تعليم هذه الخطوات لشقيقه مازن، ونبهه بأن يخبر شقيقه بأن الهاتف مخصص حصرا للتواصل معه عبر تطبيق الواتسآب والإيميل، طالبا منه أن يبقي الهاتف دائما في المكتب، كما حذره من استعمال الحاسوب في أي أعمال أخرى، وأبلغه أن هذه الإجراءات هدفها عدم افتضاح أمر شقيقه لكونه سيرسل له مستندات سرية، ثم أعطاه مبلغ 2500 يورو ثمن الحاسوب وشريحة الهاتف وتذكرة السفر إلى روما ومنها إلى سوريا عبر مطار بيروت الدولي”.
وكشف الطبيب للمحققين أن “صاحب المشروع، تصرف معه بطريقة مختلفة عن السابق، وكان يتوجه له بلغة الأمر، وأظهر جدية وصرامة لم يظهرها في أي وقت سابق”، مشيرا إلى أنه “اكتشف أن ما يسعى وراءه لا يمت إلى الأعمال الخيرية بصلة، إنما تبين له أنه كان يتواصل مع أحد ضباط الموساد الإسرائيلي الذي يسعى لمعلومات أمنية من أشقائه في سوريا، وأنه اتخذ وسيطا لإتمام مهمته كون تواصله مع أشقائه في سوريا لن يثير الريبة والشكوك لدى الأجهزة الأمنية”.
وذكر الطبيب في إفادته أنه “فور وصوله إلى سوريا، اجتمع بوالده وشقيقيه لؤي ومازن وأعلمهم أن ليس هناك أي مشاريع خيرية وأن الشخص الذي يتعاملون معه ضابط في الموساد الإسرائيل، فجرى نقاش بينهم ثم قرروا متابعة التواصل والتعامل معه، وعلم شقيقه مازن على كيفية استخدام الأجهزة حيث قام بتجربة إرسال ملف بعد تشفيره عبر أحد التطبيقات على الحاسوب بواسطة رمز المرور الذي زوده به المشغل”، حيث اتضح للمحققين أن “الطبيب كان يكذب هنا، لكونه في إفادة لاحقة ذكر أنه قبض 6 آلاف يورو لنقلها إلى أشقائه ووالده لقاء بدء العمل، كما تبين أنه في اللقاء الذي جهز فيه المعدات حضر شاب أشقر مفتول العضلات بشعر خفيف يحمل حقيبة سوداء، أجرى فحصاً على الأجهزة الإلكترونية ثم استبدل فأرة الحاسوب بأخرى من دون شريط وأكد عليه أن تبقى دائماً مع الحاسوب”، بحسب “الأخبار”.
وأكملت الصحيفة في تقريرها: “استكمل التحقيق مع الطبيب الموقوف الذي عاد واعترف أنه من أقنع شقيقه مازن بالعمل مع المشغل الذي كان يطلب منه الاستمرار بتحفيز شقيقه على استكمال العمل مقابل مبالغ مالية، وذكر أنه نقل مبلغ 1500 يورو لشقيقه، كما كان المشغل يرسل هدايا لشقيقه مازن حيث كان ينقلها الطبيب معه عبر مطار بيروت، وأفاد الطبيب المحققين بأن ذلك حصل أربع مرات، أما الهدايا فكانت عبارة عن علب سيجار وقلم حبر وعلبة غليون وزجاجات عطر، وكان المشغل يرسل الهدايا لوالده وشقيقه الآخر وزوجته، كما أرسل مبالغ مالية مرتين لوالده، الأولى كانت 500 يورو والثانية 1200 يورو، وذكر أنه في مرة أخرى دفع له 1500 يورو ثم مبلغ 2300 يورو وزعها على شقيقيه ووالده، وفي مرة أخرى أعطاه مبلغ 6 آلاف يورو طالباً منه أن يعطي 4500 يورو منه لشقيقه مازن، و1500 يورو لشقيقه لؤي ووالده”.
وعن المهمات التي كلف بها شقيقه الضابط في الجيش، فكانت “إرساله خرائط لبلديات تابعة لمدينة دمشق وريفها تتضمن تفاصيل عن الطرقات والأوتوسترادات والجسور، كما تواصل معه في إحدى المرات شخص يتحدث بلهجة أردنية طالبا منه جمع معلومات عن شخصين موجودين في سوريا”، وفق ما ذكرت “الأخبار”.