خبير موارد مائية : تخزين إثيوبيا المياه يوليو المقبل سيكون «الخرق الرابع» للاتفاقات الدولية

كتب: وراء الاحداث

قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية، إن من المتوقع أن يكون سقوط الأمطار في شهر يوليو المقبل أعلى من المتوسط، مؤكدًا أن العمل في تعلية الممر الأوسط لسد النهضة الإثيوبي يعني أن أديس أبابا تنوي العمل على تخزين المياه.

وأضاف شراقي خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج «على مسؤوليتي» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، أنهم سيعملون على تخزين من حوالي 3 إلى 5 مليارات متر مكعب مياه خلال فترة الفيضان «إثيوبيا تطمع في تخزين 10 مليار؛ ولن يشعر المواطن المصري بآثار هذا التخزين».

وتابع أن المياه التي ستخزنها إثيوبيا مقتطعة من المياه التي كانت ستقدم إلى السد العالي، مشيرًا إلى أنه لو حدث تخزين في شهر يوليو؛ فإن هذا يعني اختراق إثيوبيا الاتفاقات والأعراف الدولية للمرة الرابعة «حصل قبل كدة تشغيل أول وثاني».

وأوضح أن هذا التخبط يجعل السودان متخبط في عملية تخزين المياه عبر سدوده، لافتًا أن الخرطوم لا يملك معلومة كافية تمكنه من تفريغ السد، أو المحافظة على المياه بسبب الإجراءات الإثيوبية حيال سد النهضة «السودان متخوف من تخزين أديس أبابا 5 مليار أو أكثر؛ وتحاول الخرطوم مسك العصا من المنتصف».

ولفت إلى أن مصر اتخذت تدابير حتى لا يشعر المواطن بتخزين إثيوبيا المياه؛ ولا خوف على مصر حتى لو خزّنت أديس أبابا 10 مليارات متر مكعب من مياه نهر النيل.

فى ذات السياق كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا في جامعة القاهرة، عن استقرار مخزون سد النهضة عند 7 مليارات متر مكعب من المياه، وفق آخر صور للأقمار الصناعية.

وأوضح الدكتور شراقي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن صور الأقمار الصناعية أظهرت استقرار مخزون سد النهضة عند 7 مليارات متر مكعب، بعد أن فقد حوالى مليار متر مكعب خلال الأسابيع الماضية، وذلك بعد الاتزان الحالى بين الوارد إلى سد النهضة والمنصرف في حدود 30 مليون متر مكعب يوميا، وابتداء من شهر مايو القادم سوف يزداد الوارد عند سد النهضة وبالتالى التخزين مع بداية سقوط أمطار خفيفة على الهضبة الإثيوبية».

وتابع خبير المياه قائلًا: «سوف تضطر إثيوبيا إلى فتح بوابة التصريف الثانية إذا لم يتم رفع السد خلال الأسابيع القادمة، لضعف تصرف التوربين الذي يعمل بعض الوقت ويتوقف معظمه، وهو اليوم يعمل، ولم يكن يعمل عند تحليق القمر الصناعى خلال الرحلتين الأخيرتين على مدار العشرة أيام الأخيرة».

واختتم شراقي موضحاً أن «هناك بعض المواقع الاجتماعية قد نشرت فيديو لأعمال الخرسانة خاصة على الجانب الشرقى من السد، مصحوبة بصور قديمة للسد مما يضعف من صحة حداثة الفيديو، وتحتاج إثيوبيا لوضع حوالى 1.3 مليون متر مكعب خرسانة قبل منتصف يوليو القادم، وهذا شبه مستحيل تحقيقه».

وكانت وزارة الخارجية الإثيوبية أعلنت في يوليو 2021 أن الملء الثاني لسد النهضة قد تم وبالكمية التي كانت مقررة من قبل وهي 13.5 مليار متر مكعب، إلا أن خبراء أكدو أن هذه المزاعم غير صحيحة، وأن أديس أبابا لم تخزن أكثر من 4 مليارات متر مكعب في الملء الثاني الذي استمر لمدة أسبوعين فقط.

وكشف الدكتور محمد نصر علام، وزير الري المصري الأسبق، إن إثيوبيا من حقها أن تقول ما تشاء، لكن الحقيقة التي نعلمها جيدا وتتفق مع المنطق والواقع، وثبت بصور الأقمار الصناعية لن يستوعب أكثر من 8.5 مليار متر مكعب من المياه المخزنة، وأن إثيوبيا قامت في الملء الأول بتخزين 4.9 مليار متر مكعب، وبالتالي لن تستطيع بأي حال من الأحوال تخزين أكثر من 3.6 مليار متر مكعب في الملء الثاني، حتى يتناسب مع الارتفاع الحالي للممر الأوسط من السد.

وتستعد إثيوبيا للملء الثالث هذا العام رغم فشلها في الملء الأول والثاني في تخزين الكميات المقررة والتي كانت قد أعلنت عنها.