أخبار مصرشئون عسكريةعاجل

خبراء يرصدون مكاسب الاقتصاد المصرى من استراتيجية تنمية سيناء

سيناء قاطرة مصر فى الماضى والحاضر والمستقبل للتنمية فى جميع المجالات

خبراء يرصدون مكاسب الاقتصاد المصرى من استراتيجية تنمية سيناء

خبراء يرصدون مكاسب الاقتصاد المصرى من استراتيجية تنمية سيناء
خبراء يرصدون مكاسب الاقتصاد المصرى من استراتيجية تنمية سيناء

 

كتب : وراء الاحداث

إن محاولات النيل من مصر وتهديدها على مدار التاريخ كانت تأتى من هذا المكان، من سيناء.. هذا ما قاله الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، معلقا خلال زيارته إلى مقر الكتيبة 101 بأننا مستعدون لبذل ملايين الأرواح من أجل حماية سيناء، والتى لا يخلو بيت مصرى من وجود شهيد على أرضها، لذلك فإن أغلى بقعة فى مصر على قلوب المصريين هى سيناء، مؤكدا أن مصر لن تسمح أن يتم فرض أى شيء عليها، ولن نسمح بتصفية أو حل قضايا إقليمية على حسابنا.  

وجاء هذا تنفيذا لقرار استراتيجية التنمية الشاملة لسيناء، والتى وجه بها الرئيس السيسي، وتمكنا بفضلها من تغيير ملامح الحياة على أرض الفيروز، وبفضل المشروعات التنموية العملاقة التى تم تنفيذها فى مرحلة أولى، وجار تنفيذ مشروعات قومية أخرى على أرضها، وتضمنت إنشاء مناطق ومجمعات صناعية وزراعية، ومجتمعات عمرانية حديثة، مع مد الطرق والجسور والأنفاق، لتعبر محاور التنمية وتربط شرق سيناء بغربها وأيضا بالدلتا ومختلف المحافظات، علاوة على الاهتمام بتطوير قطاع السياحة والاستفادة من المقومات الطبيعية والحضارية فى هذه المنطقة، وتوفير البيئة الآمنة والمناسبة لجذب الاستثمارات، بالإضافة إلى الاهتمام ببناء الإنسان وتوفير سبل العيش الكريم لأهالى سيناء على مختلف الأصعدة، وإدماجهم فى عملية التطوير والتنمية، لتصبح أرض الفيروز بذلك ركيزة أساسية من ركائز النهضة بالجمهورية الجديدة، وتتكامل بداخلها عناصر التنمية كافة، وهو ما لاقى إشادة من المؤسسات الدولية بجهود مصر فى ملف تنمية سيناء.

الرئيس ألغى عزلة سيناء وربطها بالوادى

عن دور القبائل وتاريخ بطولات أهالى سيناء وكيفية مساندتها للدولة، و مواجهتها للارهاب، إلى جانب المشروعات التنموية التى تم تنفيذها على أرض الواقع وأخرى جار إنشاؤها؛ تحدث واحد من أهم مشايخ سيناء، الشيخ على فريج رئيس المجلس القومى للقبائل، ومؤسس ورئيس الحزب العربى للعدل والمساواة، وقال: إن سيناء تلك البقعة الغالية على قلب كل مصري, هى أرض الفيروز التى لها قدسية خاصة، فهى منطقة استراتيجية وبوابة مصر الشرقية التى تتصدى لأى خطر يأتى إلى مصر، لذلك هى مسرح العمليات، ودائما ما يكون أهل سيناء بقبائلها وشيوخها فى المقدمة بجانب القوات المسلحة، للحفاظ على الأمن القومى المصري، خاصة فى الأحداث الأخيرة.

مضيفا: إن أهل سيناء وشيوخها طوال التاريخ كان لهم مواقف عديدة وطنية، وبالرغم من انه كان ينظر إليها أنها صحراء جرداء، ولكن تغير الأمر فى كل شيء أثناء وبعد حرب أكتوبر 1973، فقد أصبحت سيناء ملكا لكل أسرة مصرية قدمت شهيدا أو مصابا، ومن شارك فى حرب أكتوبر وساعد فى تحريرها، أيضا أثناء التصدى ومحاربة الإرهاب، حيث كان المخطط العالمى والقوى الخارجية هو استقطاع سيناء من مصر، وإقامة ولاية عليها، ولكن بفضل الله ثم الجيش وأبناء سيناء تم القضاء نهائيا على الإرهاب، وعادت الامور الطبيعية إلى سيناء، وبعد أن كانت منعزلة ولا تشهد أى تنمية.

جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وألغى عزلة سيناء بالكامل، وربطها بالوادى والدلتا، فسيناء تتميز بموقع جغرافى فريد ومليئة بالكنوز، فضلا عن المشروعات القومية و التنموية التى أقامتها الدولة على أرض سيناء فى كل المجالات، وكافة محاور التنمية سواء الاقتصادية أو الزراعية أو السياحية، و غيرها؛ من تطوير ميناء العريش البحرى لكى يكون أكبر ميناء موجود على البحر الأبيض المتوسط، كذلك تطوير المطار البرى ليكون أكبر ميناء جوى موجود بالمنطقة، إلى جانب ربط ميناء العريش البحرى بميناء طابا على خليج العقبة، وهو من أكبر المشروعات التى تتم على أرض سيناء خلال عام سيتم الانتهاء منه و تشغيله، وهو بمثابة إنجاز كبير يحسب للدولة المصرية، بخلاف ما تم تنفيذه من مشروعات تنموية خلال الأربع سنوات الماضية بما يقدر بحوالى 66 مليار جنيه لتطوير البنية التحتية، ممثلة فى مياه الشرب والصرف وبناء المساكن وغيرها.

 جهود الدولة فى تنمية أرض الفيروز

قال عنها الرئيس السيسى ان سيناء أمانة غالية فى اعناقنا كلنا كمصريين، فقد استعدناها بثمن مرتفع، وقدمنا من أجلها تضحيات جليلة، ووجب علينا تعميرها وتنميتها بما يتناسب مع طموحنا العظيم لوطننا.

وعن جهود الدولة فى تطهير سيناء من الارهاب وتنفيذ عمليات تنموية شاملة فى كل المجالات، تحدث اللواء أركان حرب دكتور محمد الشهاوي، الخبير الاستراتيجى ومستشار كلية القادة والأركان، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، ورئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق، قائلا: لا شك ان لسيناء أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة مصر، كما تحظى بمكانة متميزة فى قلب كل مصري، سواء مكانه صاغتها الجغرافيا أو سجلها التاريخ، وأيضا سطرتها سواعد ابنائها ودماء شهدائها على مر العصور، فهى موقع استراتيجى هام، وهى حصن الدفاع الاول عن أمن مصر وترابها الوطني، فهى تعتبر بوابة مصر الشرقية فى قارة آسيا، ومحور الاتصال بين قارتى آسيا وأفريقيا، وبين مصر والشام، وبين المشرق العربى والمغرب العربي، فقد كانت ارض سيناء مسرحا للمعارك الحربية منذ القدم؛ حيث لعبت شبه جزيرة سيناء دورا هاما، وأيضا كانت طريقا للجيوش، وكما كانت معبرا للغزاة كانت أيضا مقبرة لهم، وعلى ترابها سالت دماء الشهداء الذين كانوا حراسا لبوابة مصر الشرقية، كما أن سيناء منطقة جذب سياحى لما تضمه من اثار مثل دير سانت كاترين ومناطق ترفيهية مثل شرم الشيخ ودهب ونويبع و طابا، أيضا تمثل سيناء مجالا هاما لاستصلاح الاراضى وزراعتها حيث تكثر المياه الجوفية.

أما عن حجم التضحيات التى قدمتها الدولة المصرية لاسترداد سيناء من براثن العدو، فقال: إن قصة تحرير سيناء تحكى للاجيال الجديدة اهمية اصرار وتمسك مصر بالحدود السياسية، وعدم التفريط فى شبر واحد من تراب هذا الوطن، أيضا كان الكفاح المسلح هو الخطوة الاولى على طريق تحرير سيناء بعد أيام معدودة من هزيمة 1967م، ونعلم ان مصر حررت ارضها بكل وسائل النضال من الكفاح المسلح فى حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر المجيدة، وكذلك بالعمل السياسى والدبلوماسى بدءا من المفاوضات الشاقة للفصل بين القوات عام 1974م، وعام 1975م ثم مباحثات كامب ديفيد التى افضت إلى اطار السلام فى الشرق الاوسط كاتفاقيات كامب ديفيد عام 1978م، وتلاها توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية عام 1979م، ثم تحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلى فى 25 أبريل عام 1982م، وبعدها تحرير آخر بقعة فى أرض سيناء وهى طابا فى 15 مارس عام 1989م، وعلى مدى 41 عاما من تحرير سيناء كانت هذه البقعة الغالية فى بؤرة اهتمام الوطن.. حتى أصبحت رمزا للسلام والتنميةـ ايضا نجد أن السياسة والدبلوماسية لعبتا دورا كبيرا فى تحرير الأرض، حيث أن مصر استعادت كل شبر من تراب ارضها وسيناء بكل الوسائل من الحرب بالعمليات العسكرية وحتى المباحثات السياسية والدبلوماسية والقانونية، وبالتحكيم الدولى لاستعادة طابا، وابهار العالم بأننا لا نتنازل عن أى قطعة من أرض الوطن مهما كانت مساحتها.

أما حول كيفية تطهير سيناء من جماعات الإرهاب والتطرف بسواعد قواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية، وحجم التضحيات و الجهود التى بذلتها وقدمتها الدولة المصرية لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجى والانطلاق بسرعة الصاروخ لتنمية سيناء، فقال الشهاوى: إن أبطال مصر الموجودين الآن على الحدود لحماية الوطن تحت شعار يد تبنى ويد تحمل السلاح، هؤلاء الشباب الذين يحمون مقدرات هذا الوطن هم أبناء لآباء استشهدوا من أجل تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، وتطهير سيناء أيضا من الإرهاب والإرهابيين والقضاء على كتلتهم الصلبة وتدمير بنيتهم الاساسية،.

والآن هؤلاء الشباب هم قاطرة التنمية، لأن مصر تقوم بمجابهة ومكافحة الإرهاب بسلاح مهم جدا قامت باستحداثه حاليا لمواجهة التطرف، وهو سلاح التنمية الشاملة التى تقوم بها فى سيناء، كما استطاعت تحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلى هى ايضا طهرت سيناء من الارهاب والارهابيين، وقضت على كتلتهم الصلبة وبنيتهم الأساسية، وكانت تحارب الارهاب بالتنمية، سواء بتنمية المشروعات القومية، حيث تم انشاء عدد 460 مشروعا فى شمال سيناء بتكلفة 480 مليار جنيه حتى تحقق فرص عمل وآفاقا للشباب السيناوي، لكى لا يسهل استقطابهم من قبل الجماعات الارهابية المتطرفة مرة أخرى.

 تنمية سيناء أثرت بالإيجاب على الاستثمار

وحول مردود مشروعات التنمية فى سيناء على الاقتصاد المصرى قال الدكتور محمود عنبر أستاذ الاقتصاد: إن الاولويات الاقتصادية فى سيناء رتبت ترتيبا منطقيا يتماشى مع المنطق الاقتصادي، وبالشكل الذى لا يخدم فقط على المنطقة، بل يخدم كافة الدولة المصرية، وهو الملف الأول الذى اهتمت به الدولة ونجحت واستقرت فيه، وبدأت فيه بإقرار الاستقرار الأمنى داخل المنطقة، وتكبدت فيه تكلفة باهظة فاقت التكلفة المادية المتوقعة، ولهذا أصبحت الدولة المصرية نموذجا يحتذى به.

وأعطت دروسا مستفادة للدول التى تعانى من أزمات وويلات الإرهاب؛ حيث أثرت تنمية سيناء على حالة الاقتصاد المصري، وتحديدا فيما يتعلق بجذب الاستثمار الأجنبى المباشر وغير المباشر، كما ظهر تماما فى التقرير الاخير للـ”أونكتاد” و الذى يوضح أنه فى الوقت الذى يقل فيه تدفق الاستثمارات على مستوى العالم كان تدفق الاستثمارات داخل الدولة المصرية يزداد عبر مقارنة العام 2022 بالعام 2021، وحقق معدل نمو تجاوز الـ122 %، وثانى اهتمامات الدولة كان بشبكة البنية التحتية التى حاولت فيها ربط سيناء بالدلتا، وربط سيناء بالاقاليم الأخرى، خاصة بعد استقرار الحالة الأمنيةـ بدلا من حالة العزلة التى كانت تعانى منها، وإذا نظرنا إلى تشكيل القطاعات التى قامت بها الدولة فى سيناء سنجد أنه تم تغطية كافة القطاعات بتكلفة تتجاوز 50 مليار جنيه خلال السنوات الأخيرة، وكان الغرض الاساسى من هذا الربط هو جذب المزيد من الاستثمارات إلى هذه المنطقة، لأنه لا حديث ابدا عن أى استثمار أو تنمية دون أن يكون اولا حالة ربط بين سيناء وباقى المحافظات والأقاليم بعضها البعض من اجل التنمية العمرانية والبشرية والصناعية والزراعية والسياحية لخلق فرص عمل لابناء سيناء وابناء محافظات الجمهورية لتكون سيناء جاذبة للتنمية البشرية من جميع ابناء محافظات الجمهورية ولحماية الامن القمى لمصر منالبوابة الشرقية للبلاد لتصبح سيناء قاطرة تنمية مصر للاجيال الحالية والقادمة لتظل سيناء لكل العصور الماضى والحاضر والمستقبل. 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!