بالعبريةعاجل

جهود مصرية مكثفة وشكوك أمريكية حول هدنة جديدة في غزة .. واشنطن تدعو مجدداً لتقليل الضحايا المدنيين في غزة

سطر التاريخ ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب لـ20 ألفاً بغزة فى 83 يوم

جهود مصريةمكثفة وشكوك أمريكية حول هدنة جديدة في غزة

 

كتب : وكالات الانباء

قالت الولايات المتحدة إن مفاوضات “جادة للغاية” تجري حول هدنة جديدة في غزة، وإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين، لكن احتمالات التوصل إلى اتفاق لا تزال غير واضحة، مع إصرار حماس على عدم مناقشة أي أمر، غير الإنهاء الكامل للهجوم الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني.

وزار إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة  حماس، مصر، أمس الأربعاء، للمرة الأولى منذ أكثر من شهر لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين، الذين يسعون للتوسط في هدنة أخرى.

وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن المبعوثين يركزون في مناقشاتهم على تحديد الرهائن الذين يمكن إطلاق سراحهم، في حال إبرام هدنة جديدة، وكذلك المحتجزين الفلسطينيين، الذين قد تفرج إسرائيل عنهم في المقابل.

وقالت حركة الجهاد التي تحتجز رهائن في غزة إن زعيمها سيزور مصر في الأيام المقبلة أيضاً، لبحث وضع حد للصراع.

وقال المتحدث بالبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، الأربعاء،: “هذه مناقشات ومفاوضات جادة للغاية، ونأمل أن تؤدي إلى نتيجة ما”.

لكن طاهر النونو المستشار الإعلامي لهنية قال إن حماس ليست مستعدة لمناقشة إطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين، حتى تنهي إسرائيل حملتها العسكرية في غزة ويزيد حجم المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وصرح النونو في المقابلة بالقاهرة “قضية الأسرى يمكن التفاوض حولها بعد هذين الأمرين. لا نستطيع الحديث عن مفاوضات في وقت تستمر فيه إسرائيل في عدوانها. مناقشة أي أطروحة تتعلق بالأسرى يجب أن تتم بعد وقف العدوان”.

وأضاف “قدم وفد الحركة شرحاً مستفيضاً للأوضاع الميدانية والسياسية والحاجات المطلوبة لتحسين الظروف الإنسانية، وزيادة المساعدات للشعب الفلسطيني، وإيصال هذه المساعدات لكافة مناطق القطاع في الشمال والجنوب”.

وترفض حماس أي وقف مؤقت آخر للحملة العسكرية الإسرائيلية، وتقول إنها ستناقش فقط وقف إطلاق النار الدائم. وقال النونو “تحدثنا مع الأشقاء في مصر بوضوح عن موقفنا تجاه هذا العدوان، وضرورة وقفه كأولوية الآن”.

وقال المصدر المطلع على المفاوضات، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن إسرائيل تصر على إطلاق سراح جميع النساء والرجال المسنين المتبقين من الرهائن. وربما تتضمن قائمة السجناء الفلسطينيين، الذين ستفرج إسرائيل عنهم مدانين بجرائم خطيرة.

نمارس الضغوط

أطلقت إسرائيل حملتها المستمرة منذ أكثر من 10 أسابيع على قطاع غزة بهدف القضاء على حماس، بعد أن هاجم مقاتلوها إسرائيل في السابع من أكتوبر(تشرين الأول)، وأدى الهجوم إلى احتجاز نحو 240 رهينة، ومقتل 1200 شخص، وفقاً لإسرائيل.

ومنذ ذلك الحين، تشن إسرائيل هجوماً برياً وجوياً واسع النطاق على القطاع الساحلي وأكدت وزارة الصحة في غزة مقتل ما يقرب من 20 ألفاً، مع احتمالات بوجود آلاف الجثث المدفونة تحت الأنقاض.

وتقول جماعات الإغاثة الدولية إن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على حافة كارثة نتيجة الدمار الشامل، الذي دفع 90% منهم إلى ترك منازلهم، فيما يعاني كثيرون من سوء التغذية، ونقص شديد في المياه النظيفة والرعاية الطبية.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، إنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق ثان لإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحماس قريبا، لكنه صرح للصحافيين قائلاً “نمارس الضغوط”.

وتعد زيارة هنية لمصر بمثابة تدخل شخصي نادر في الجهود الدبلوماسية، وهو أمر قام به في السابق فقط عندما بدا إحراز التقدم مرجحاً.

وكانت آخر زيارة له إلى مصر في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) قبل الإعلان عن الهدنة الوحيدة في حرب غزة حتى الآن، واستمرت أسبوعا وشهدت إطلاق حماس سراح حوالي 110 رهائن.

ولم تعلق إسرائيل علناً على المحادثات في مصر. لكنها استبعدت وقفاً دائماً لإطلاق النار، وتقول إنها لن توافق إلا على هدنة إنسانية محدودة حتى هزيمة حماس.

وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو موقفه بأن الحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على حماس، والإفراج عن جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة أي تهديد آخر لإسرائيل.

وقال في بيان الأربعاء: “من يظن أننا سنتوقف فهو منفصل عن الواقع.. كل إرهابيي حماس من الأول إلى الأخير رجال أحياء محكوم عليهم بالموت”.

 

القصف الإسرائيلي يوقع 20 ألف قتيل على الأقل في قطاع غزة (أ ف ب)

فى حين أعلن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة، مساء الأربعاء، أن ما لا يقل عن 20 ألف شخص قتلوا في القطاع الفلسطيني منذ بدء الحرب بين الحركة وإسرائيل.

وأضاف  أن “8000 طفل و6200 امرأة و310 من الطواقم الطبية، و35 من الدفاع المدني، و97 من الصحافيين من بين القتلى، فيما بلغ عدد المصابين 52600 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)”.

وأشار  إلى أن “الأغلبية العظمى من القتلى، ما نسبته 70%، هم من النساء والأطفال، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين.

وبلغ عدد الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال الحرب، المئات، من بينهم 99 حالة اعتقال من الطواقم الطبية، و8 معتقلين من الصحافيين.

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة “معا” الفلسطينية للأنباء عن وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله، أن “عدد النازحين في قطاع غزة داخلياً يقدر بحوالي 1.9 مليون شخص، أي نحو 90% من السكان، وقد تم تسجيل نحو 1.2 مليون من هؤلاء النازحين في 154 منشأة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في جميع أنحاء القطاع، بينهم مليون شخص مسجل في 94 مركز إيواء للأونروا في الجنوب”.

وأوضحت الوزارة أن “أكثر من 60% (280 ألف وحدة سكنية تقريباً) مدمرة في قطاع غزة، كلياً وجزئياً، مشيرة إلى أن العدد النهائي للوحدات والمباني المدمرة غير متوفر بسبب استمرار القصف الإسرائيلي”.

وقالت الوزارة إن “نفاد مخزون اللقاحات أدى لتداعيات صحية كارثية، خاصة بين النازحين في مراكز الإيواء المكتظة، مؤكدة توثيق 360 ألف حالة إصابة بالأمراض المعدية، بما فيها التهاب السحايا، واليرقان، والقوباء، وجدري الماء، والتهاب الجهاز التنفسي، والجدري، والإسهال، والإنفلونزا، وهم بحاجة فورية للعلاج، كذلك لمقومات الحياة من بطانيات وملابس دافئة”.

وتحدثت الوزارة عن تدهور الأمن الغذائي في الجنوب، حيث “أفادت بأن 44% من الأسر تعاني من جوع شديد، كما يفتقر حديثو الولادة إلى الحليب الصناعي، ما يسهم في تعميق الأزمة في الصحة العامة”.

وقالت إن “عدم إمكانية الوصول إلى الإمدادات الطبية والعاملين في مستشفى كمال عدوان، إلى جانب الهجمات الإسرائيلية على المرافق الطبية يهددان الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، ويساهم إغلاق المستشفيات ونقص الإمدادات الطبية في حدوث أزمة حادة في الصحة العامة، ما يؤثر على الفئات الضعيفة”.

وفي الضفة الغربية، تواصلت اعتداءات الجيش الإسرائيلي وهجمات المستوطنين، حيث قتل 302 فلسطيني منذ بدء العدوان، واعتقل العشرات بينهم كوادر عاملة في المستشفيات، كما تحاصر القوات الإسرائيلية المستشفيات وتعرقل حركة سيارات الإسعاف وتطلق النار عليها، بحسب “معاً”.

وأكدت الصحة أنها “وثقت 308 اعتداءات للمستوطنيين على شعبنا منذ بدء العدوان، أدت لإصابة 84 مواطناً، ووقوع أضرار في ممتلكات المواطنين، كما تم تهجير ما لا يقل عن 143 أسرة فلسطينية تضم 1014 فلسطينياً، من بينهم 388 طفلًا”.

ماكرون: محاربة الإرهاب لا تعني “تدمير غزة”

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ ف ب)

من حانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء، إن محاربة الإرهاب لا تعني “هدم كل شيء في غزة”، مجدداً دعوته إلى هدنة “تؤدي إلى وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية”.

وأكّد الرئيس الفرنسي عبر قناة “فرانس 5″، “لا يمكننا أن نسمح بترسيخ فكرة أن محاربة الإرهاب بشكل فعال يعني تدمير كل شيء في غزة أو مهاجمة السكان المدنيين بشكل عشوائي والتسبب في سقوط ضحايا مدنيين”.

وأضاف: “لذلك، ومع الاعتراف بحق إسرائيل في حماية نفسها أثناء محاربة الإرهاب، نطالب بحماية هؤلاء الأشخاص وبهدنة تؤدي إلى وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية”.
وطلب الرئيس الفرنسي من الإسرائيليين “وقف هذا الرد لأنه غير مناسب، ولأن كل الأرواح البشرية متساوية ويجب الدفاع عنها”.
وقال إن رد فرنسا كان “متّسقاً” و”عادلًا”، مع الاعتراف بأنها “لا ترضي أياً من الطرفين”، وأضاف “أعتقد أنها تتوافق مع تاريخنا الدبلوماسي وقيمنا ومصالحنا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!