أخبار عربية ودوليةعاجل

الجيش الليبي: 4 كيلومترات تفصلنا عن قلب طرابلس

تُركمان سوريون يقاتلون مع الوفاق في طرابلس مقابل 2000 دولار ... لواء السلطان مراد..ميليشيا أردوغان الإرهابية للهيمنة على ليبيا

الجيش الليبي: 4 كيلومترات تفصلنا عن قلب طرابلس

الجيش الليبي: 4 كيلومترات تفصلنا عن قلب طرابلس
الجيش الليبي: 4 كيلومترات تفصلنا عن قلب طرابلس

كتب : وكالات الانباء

أعلن الإعلام الحربي في القيادة العامة للجيش الليبي، يوم الجمعة، سيطرة قوات الجيش على مواقع جديدة، بدءاً من مطار طرابلس العالمي، إلى خزانات النفط، مروراً بكوبري الفروسية، ومعسكر النقلية، عقب تراجع قوات الوفاق.

وبهذا التقدم أصبح الجيش الليبي لا يبعد عن قلب العاصمة طرابلس، إلا أقل من 4 كيلومترات، ويحاصر المدينة من عدة محاور، وفق ما ذكر موقع “بوابة إفريقيا” الإخباري يوم الجمعة الجمعة. 

مقاتلون تركمان في سوريون موالون لأنقرة (أرشيف)

كشف مسؤولون كبار في تركيا وليبيا، رفضوا كشف هوياتهم لحساسية القضية، إن مجموعات من التركمان المتمردين الذين تدعمهم تركيا في سوريا، سينضمون قريباً إلى قوات حكومة الوفاق الليبية للقتال ضد قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وقال مسؤول في حكومة الوفاق إن الحكومة عارضت في البداية مثل هذا الانتشار لكنها قبلته في النهاية مع تقدم قوات حفتر في طرابلس، حسب ما ذكرت يوم الجمعة وكالة بلومبرج..

وقال مسؤول آخر في الحكومة إن دعم  “لواء السلطان مراد” السوري، المجموعة المتمردة، لن ينظر إليه على أنه نشر رسمي لـ “قوات تركية”.

ومن جهة أخرى، قال مسؤول تركي إن بلاده قد ترسل أيضا قواتها البحرية لحماية طرابلس، في حين ستدرب تركيا وتنسق أنشطة قوات رئيس حكومة الوفاق فائز السراج.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اول أمس الخميس، أن الفصائل المسلحة الموالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل أسماء الراغبين في الذهاب للقتال في ليبيا.

وأفادت مصادر للمرصد السوري، بافتتاح أربعة مراكز في منطقة عفرين شمال حلب، لاستقطاب المقاتلين ضمن مقرات تتبع للفصائل الموالية لتركيا، وافتتح مكتب تحت إشراف فرقة الحمزات في مبنى الأسايش سابقاً، وفي مبنى الإدارة المحلية سابقاً تحت إشراف “الجبهة الشامية”، كما افتتح “لواء المعتصم” مكتباً في قرية قيباريه، وفي حي المحمودية مكتباً آخر تحت إشراف لواء الشامل.

ورصد المرصد توجه العشرات إلى تلك المراكز، للالتحاق بالمعارك في ليبيا للعمل تحت الحماية التركية هناك، وأكدت مصادر أن الفصائل الموالية لتركيا، تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب الليبية وتقدم مغريات ورواتب مجزية تتراوح بين 1800 و 2000 دولار أمريكي لكل مسلح شهرياً، علاوة على خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة.

فيما أكدت مصادر أخرى أن مقاتلين اثنين لقيا حتفهما قبل أيام في ليبيا، وهما من مهجري دمشق المنتسبين للفصائل الموالية لتركيا.

يُسارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتقديم الدعم اللازم لميليشيات حكومة “الوفاق” في العاصمة الليبية طرابلس المترنحة تحت ضربات وتقدم الجيش الليبي وسيطرته على أحياء رئيسية في العاصمة.

وتُثبت الأنباء الواردة من طرابلس عبر القنوات الموالية لحكومة الوفاق مدى تراجع الميليشيات في العاصمة، كان آخرها إعلان قناة “ليبيا الأحرار” مساء أول أمس الخميس، طلب حكومة الوفاق رسمياً تدخلاً عسكرياً تركياً برياً، وبحرياً، وجوياً في ليبيا لإنقاذها.

لم يرد أردوغان على طلب السراج بإرسال قوات تركية رسمية للقتال إلى جانب ميليشيات الوفاق، ولكنه فتح الباب على مصراعيه أمام الميليشيات المسلحة في شمال سوريا للانضمام إلى جانب الوفاق في ليبيا مقابل أجر مادي.

وحسب تقرير لوكالة “بلومبرج” الأمريكية يوم الجمعة، بعنوان “المتمردون السوريون المدعومون من تركيا ينضمون إلى حرب ليبيا ضد حفتر”، من المتوقع أن تعزز الجماعات المتمردة “التركمانية” التي قاتلت إلى جانب تركيا في شمال سوريا حكومة السراج في طرابلس على الفور، وفقاً لمسؤولين كبار في ليبيا وتركيا.

لواء السلطان مراد
وتؤكد التقارير أن أول ميليشيا التي تقرر إرسالها إلى ليبيا هي لواء السلطان مراد التركماني، وفتحت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في شمال سوريا الباب أمام الراغبين في الانضمام إلى الميليشيات المتوجهة إلى ليبيا، وأوضح المرصد السوري في تقرير له أمس الخميس، افتتاح 4 مراكز في عفرين شمال حلب، لاستقطاب المقاتلين، بإشراف “فرقة الحمزات” و”الجبهة الشامية”، و”لواء المعتصم”، و”لواء الشامل” لقبول وتسجيل المرتزقة.

ولتشجيع الشباب للانضمام إلى تلك الميليشيات المسلحة أعلنت القوات التركية تخصيص راتب شهري بـ 2000 دولار أمريكي لكل مقاتل يتوجه إلى ليبيا، علاوة على خدمات إضافية ستتكفل بها ليبيا.

ميليشيا تركمانية
وتشكلت ميليشيا “لواء السلطان مراد” على يد المخابرات التركية، بعد دمج مجموعات “لواء السلطان محمد الفاتح” في ريف حلب، ولوائي “الشهيد زكي تركماني” و”أشبال العقيدة” في مارس (آذار) 2013، وكان الهدف من الخطوة تشكيل الميليشيا تجميع الجماعات التركمانية المسلحة في مدينة حلب وريفها الشمالي، لتحقيق أهدافها بفضل إعادة هيكلتها وتسليحها وتدريبها على يد الأتراك. 

وكان هدف المخابرات التركية أيضاً من تأسيس “لواء السلطان مراد”، تشكيل تنظيم تكون نواته عناصر تركمانية بحتة ذات أيديولوجية قومية، لضمان ولائها الكامل لتركيا.

وعندما طلبت الميليشيا المسلحة زيادة الدعم الرسمي من الرئيس التركي رجب طيب أرودوغان وضع شرطين رئيسين هما: “زيادة العدد وتوسيع الرقعة”، ما أدى إلى دمج كتائب أخرى في صفوف لواء المراد سلطان، وخصصت أنقرة راتباً شهرياً بـ 150 دولار أمريكي لكل عنصر في الميليشيا التركمانية المسلحة.

وكانت تقارير عدة ومصادر محلية، أشارت إلى انضمام عناصر من داعش الإرهابي في مدن جرابلس، والراعي، وعفرين، والباب السورية إلى هذه الميليشيا بعد سيطرة تركيا عليها. 

تاريخ دموي
وتاريخ الميليشيا التركمانية، ملطخ بدماء السوريين العزل من المدنيين منذ اندلاع الأزمة في سوريا، حسب تقارير صحافية محلية وعربية ودولية، بحضورها الدموي، واضطلاعها بالأداور الأكثر قذارة وشراسة كلما تعلق بدعم القوات التركية النظامية في شمال سوريا، خاصةً “غصن الزيتون” و”نبع السلام” إذ ارتكبت فيهما الميليشيا التركمانية، مجازر ضد السكان الأصليين من الأقليات والطوائف الأخرى، خاصةً العرب، والأكراد، والأشوريين وغيرهم.

وأكدت التقارير تورط لواء السلطان مراد، في أكبر عملية سرقة جماعية ونهب لممتلكات المدنيين في  عفرين ذات الغالبية الكردية، بعد استيلائها على المدينة في 18 مارس  2018 بفضل القوات التركية.

وتتهم منظمات حقوقية وإنسانية، ميليشيا السلطان مراد بخطف أكثر من 300 مدني من سكان عفرين منذ 18 مارس (آذار) 2018 بتهمة الانتماء إلى وحدات حماية الشعب الكردية، إضافة إلى إرغامهم على دفع فدية مالية وصلت إلى 40 ألف دولار مقابل إطلاق سراحهم.

تطهير عرقي
ولا تتوقف جرائم ميليشيا السلطان مراد على جرائم الحرب وحدها، إذ تتجاوزها بكثيرلتكون أبرز أدوات تركيا في سياسة التطهير العرقي الواسعة التي اعتمدتها في شمال سوريا، وحسب موقع “يورت” التركي فإن أنقرة تستخدم المسلحين وعائلاتهم نواة أساسية لمشروع إعادة هندسة شمال سوريا ديموغرافياً وعرقياً بطرد الأقليات الأخرى، وإحلال موالين طائفياً وعرقياً لتركيا في مكانهم.

أحلام سلطانية أو تخاريف سلطانية
رغم أن الامبراطورية العثمانية خضعت لعشرات السلاطين والحكام متفاوتي الشهرة، إلا أن إطلاق السلطان مراد، على الميليشيا التركمانية في سوريا، يعكس موقفاً سياسياً قبل أن يكون عسكرياً.

فمراد هو أول السلاطين الفعليين، وثالث حاكم عثماني شهير، فهو أورخان، وحفيد عُثمان مؤسس السلالة والأسرة العثمانية نفسها، وهو أول من اتخذ لنفسه لقب السلطان، بعد أن كان والده وجده يكتفيان بلقب، أمير، أو بك.

وفي إطلاق اسمه على هذه الميليشيا التركمانية، رمزية سياسية لا تخفى على المتابعين للشأن التركي، خاصةً في ظل حكم فرعون القرن رجب طيب أردوغان الحالم سراً وجهراً باستعادة الامبراطورية وأمجادها القديمة، سلماً أو حرباً، لذلك فإن إطلاق اسم مراد، على هذه الميليشيا رسالة واضحة عن أهداف تركيا اليوم التي تقوم على مساحة تشابه كثيراً ما بلغته في عهد مراد الأول، الذي يعرف بالغازي أيضاً بسبب حروبه وفتوحاته التي سمحت له بالسيطرة على كل التركمان والأتراك والمغول في الأناضول، في حدود المساحة الجغرافية المشابهة لتركيا الحديثة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!