أخبار عربية ودوليةعاجل

برعاية الامم المتحدة الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا بشأن تصدير الحبوب للاسواق العالمية

إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات يضم الامم المتحدة - أوكرانيا - روسيا - تركيا ... بعد اتفاق موسكو وكييف.. معضلات تواجه تصدير الحبوب

برعاية الامم المتحدة الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا بشأن تصدير الحبوب للاسواق العالمية

برعاية الامم المتحدة الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا بشأن تصدير الحبوب للاسواق العالمية
برعاية الامم المتحدة الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا بشأن تصدير الحبوب للاسواق العالمية

كتب: وراء الاحداث

بعد ترقب عالمي، وقعت موسكو وكييف اتفاقاً في إسطنبول بتركيا الجمعة، لاستئناف صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، برعاية الأمم المتحدة بهدف تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

الاتفاق الروسي الأوكراني، جرى الإعداد له منذ 60 يوماً ويتضمن إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات، حيث سيتم تجهيزه بمدة قد تصل إلى شهر بحسب مسؤولي الأمم المتحدة قبل بدء تدفق الحبوب إلى الأسواق العالمية.

صادقت أوكرانيا وروسيا في مدينة إسطنبول التركية برعاية أممية على اتفاق سيسمح باستئناف تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في موانئ البحر الأسود منذ بدء الحرب قبل نحو خمسة أشهر، والتي تنتظرها الأسواق العالمية بفارغ الصبر.

تم التوقيع الجمعة على الاتفاق الروسي الأوكراني بشأن تصدير الحبوب والذي بدأ التفاوض بشأنه منذ شهرين وفيما يلي تفاصيل عن مضمونه:

مركز مشترك للتنسيق والقيادة

سيتم إنشاء مركز مشترك للتنسيق والقيادة مقره إسطنبول للإشراف على سير العمليات وحل الخلافات. ويشارك في المقر كل من روسيا وأوكرانيا ومسؤولون من تركيا والأمم المتحدة.

وبحسب مسؤولي الأمم المتحدة سيستغرق إنشاء المركز ثلاثة إلى أربعة أسابيع. ما يعني أن شحنات الحبوب قد لا تبدأ بالتدفق السريع قبل النصف الثاني من آب/أغسطس.

عمليات تفتيش

كانت مسألة تفتيش السفن من أكثر النقاط الشائكة في الاتفاق.

فقد تم زرع ألغام في مناطق محيطة بالمرافئ الأوكرانية الرئيسية المطلة على البحر الأسود بهدف درء هجوم برمائي روسي. ولا تريد أوكرانيا أن تصعد روسيا على متن سفنها للتحقق من عدم وجود شحنات أسلحة لدى عودة السفن إلى مرافئها.

هذا وقال مسؤولو الأمم المتحدة إن الأطراف الأربعة متفقة على أنه سيكون من الصعب جدا إجراء عمليات تفتيش السفن، التي تطالب بها روسيا، في أعالي البحار.

وعوضا عن ذلك ستشرف الأطراف الأربعة على تفتيش السفن في أحد المرافئ التركية لدى عودتها إلى أوكرانيا، وسيكون ذلك على الأرجح في إسطنبول. ولم يعرف بعد على وجه التحديد من سيُسمح له بالصعود على متن السفن الأوكرانية.

ممر آمن

ويقول مسؤولون إن الأطراف اتفقت بسهولة على أن نزع الألغام من المنطقة سيستغرق وقتا طويلا لا يسمح بزوال خطر تفشي المجاعة في عدد من أكثر مناطق العالم فقرا.

ويرى المسؤولون أيضا أن الاتفاق يضمن قيادة الأوكرانيين سفنهم في ممرات آمنة تتفادى حقول الألغام المعروفة.

وستواكب سفن أوكرانية شحنات الحبوب من وإلى المياه الإقليمية الأوكرانية. كما تعهد الطرفان على عدم مهاجمة السفن أثناء مغادرتها أو عودتها.

وكانت هذه النقطة من بين النقاط الشائكة أيضا، فقد حذرت أوكرانيا من ألاّ تثق بالوعود الروسية لأنها نُكثت بشكل متكرر خلال الحرب. وسيُنظر في أي هجمات أو خلافات في مركز القيادة والتحكم في إسطنبول.

الحبوب الروسية

وكاد الاتفاق ينهار عندما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع أنه يتوقع أن تكون الحبوب الروسية مشمولة به إذ فُرضت على روسيا سلسلة عقوبات طالت شركات الشحن التابعة لها والمنتجات الزراعية مثل الأسمدة.

وأصدرت وزارة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي توضيحا أكدت فيه إن الأسمدة و”السلع الزراعية” الروسية لا تخضع لقيود تجارية. كما استثنى الاتحاد الأوروبي الأربعاء القمح والأسمدة الروسية.

ويُنتظر أن توقع الأمم المتحدة وروسيا مذكرة تفاهم منفصلة في إسطنبول تضمن عدم تأثر الحبوب والأسمدة بشكل مباشر أو غير مباشر بالعقوبات.

120 يوما

ويُفترض أن يتم التوقيع على الاتفاق الساعة 13:30 بتوقيت غرينتش في قصر دولما بهجة الفخم في إسطنبول وذلك بحضور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. ويُتوقع أيضا أن يمثل الطرفان المتحاربان بوزيري الدفاع الروسي سيرغي شويغو والأوكراني أولكسندر كوبراكوف.

وتسري الاتفاقية مدة 120 يوما ويمكن تمديدها تلقائيا من دون الحاجة لمزيد من المفاوضات.

ويشمل الاتفاق المرافئ الأوكرانية المطلة على البحر الاسود في أوديسا بالإضافة إلى موقعين مجاورين.

ويعتقد المسؤولون أن فترة 120 يوما ستكون كافية لإتمام إجراءات شحن 25 مليون طن من القمح والحبوب الأخرى العالقة في مرافئ أوكرانية.

تحديات

ومن المواضيع الشائكة في الاتفاق، عملية تفتيش السفن، إذ تؤكد الأمم المتحدة أن جميع الأطراف، متفقة على صعوبة تفتيش السفن الذي تطالب به روسيا، لضمان عدم نقل أسلحة بواسطة السفن التي ستبحر إلى مدينة أوديسا لشحن الحبوب.

وفيما يتعلق بالألغام التي زرعتها أوكرانيا في المرافئ المطلة على البحر الأسود، فإن نزعها يحتاج لوقت طويل قد يزيد من خطر تفشي المجاعة في مناطق عالمية، ويضمن الاتفاق قيادة الأوكرانيين سفنهم في ممرات آمنة تتفادى حقول الألغام المعروفة.

غير أن صحيفة “وول ستريت جورنال”، اعتبرت أن حل معضلات “إزالة الألغام في الموانئ” وتوفير “ممرات آمنة” لسفن الشحن ستكون أمرً أساسياً لضمان نجاح أي اتفاق يسمح بتصدير الحبوب.

وتثير هذه الألغام، وفقاً للصحيفة، مخاوف شركات الشحن والملاحة البحرية وشركات التأمين خاصة تلك المملوكة للقطاع الخاص وهو ما قد يدفعها للتوقف عن نقل الشحنات من الموانئ الأوكرانية.

أسلحة جديدة

ويرى الخبير الاقتصادي الأردني، د. حسام عايش، أن الأطراف المشاركة كانت مهتمة بالاتفاق أكثر من تنفيذه، لأن روسيا وأوكرانيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة جميعهم يرغبون بتبرئة أنفسهم من التأثيرات على الاقتصاد العالمي والبذات الغذاء.

واعتبر عايش في حديث لـ24 أن العوائق اللوجستية الموجودة كالألغام وعملية تفتيش السفن قد تطيح بالاتفاق، بالإضافة إلى عدم وجود ما يضمن استمراريته أو البناء عليه أو أن يكون استراتيجية التقاء بين الأطراف لمرحلة مقبلة من التفاهم على ما يحدث على الأرض.

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن هذه الحرب أظهرت الغذاء كسلاح جديد تم استخدامه، موضحاً أن هذا قد يكون جزءا من استراتيجيات عالمية جديدة كأمن الطاقة والصناعة وغيرها.

وسادت مخاوف من انهيار الاتفاق بعدما توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تكون الحبوب الروسي مشمولة بالاتفاق في ظل العقوبات الغربية، إلا أن الولايات المتحدة أكدت أن الأسمدة و”السلع الزراعية” الروسية لا تخضع لقيود تجارية. كما استثنى الاتحاد الأوروبي الأربعاء القمح والأسمدة الروسية.

ووفقاً لمسؤولي الأمم المتحدة، فإن الاتفاقية مدتها 120 يوماً يمكن تمديدها تلقائيا من دون الحاجة لمزيد من المفاوضات، إذ يعتقد الخبراء أن هذه المدة كافية لشحن 25 مليون طن من القمح والحبوب الأوكرانية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!