أخبار مصرعاجل

الإمام الأكبر في حواره لإذاعة الفاتيكان: من يمارسون العنف باسم الدين خائنون لأديانهم ويؤكد رسالة الأديان لا تأتي بثمارها إلا بالمصلحين والمخلصين

في حواره الأول لإذاعة الفاتيكان ..شيخ الأزهر: ضرورة بناء قيادات شابة قادرة على المضي قدمًا في صناعة السلام و يكشف أسرار صداقته بالبابا فرنسيس

الإمام الأكبر في حواره لإذاعة الفاتيكان: من يمارسون العنف باسم الدين خائنون لأديانهم ويؤكد رسالة الأديان لا تأتي بثمارها إلا بالمصلحين والمخلصين

الإمام الأكبر في حواره لإذاعة الفاتيكان: من يمارسون العنف باسم الدين خائنون لأديانهم ويؤكد رسالة الأديان لا تأتي بثمارها إلا بالمصلحين والمخلصين
الإمام الأكبر في حواره لإذاعة الفاتيكان: من يمارسون العنف باسم الدين خائنون لأديانهم ويؤكد رسالة الأديان لا تأتي بثمارها إلا بالمصلحين والمخلصين

كتب : وراء الاحداث

الإمام الأكبر في حواره لإذاعة الفاتيكان.. ما وقع في التاريخ من صراعات سببها اختطاف اسم الدين لتحقيق مكاسب سياسية ودنيوية من يمارسون العنف باسم الدين كاذبون و خائنون لاديانهم  

أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف  عن سؤال عما  يمكن للأديان أن تفعله بشكل ملموس لنشر السلام والاحترام والتفاهم المتبادل وتحارب الأصولية التي تجدف على اسم «الله» من خلال الكراهية والإرهاب؟

فقال:« إن الأديان تقوم على مبدأ التعارف والتفاهم والتعاون بين البشر، وتجنب الكراهية والصراعات والحروب، ولدينا في القرآن الكريم توجيه ملزم ليس للمسلمين فقط ولكنه للناس جميعاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، والهدف من تنوع الخلق هو التعارف، وهذا التوجيه من مشتركات الأديان الإلهية جميعاً، للقيام على مبدأ التعاون والتعارف مع احترام الاختلاف باعتباره سنة إلهية فطر الناس عليها».

وأكد الإمام الأكبر في حواره الأول مع إذاعة الفاتيكان على هامش مشاركته في قمة قادة الأديان  بالعاصمة الإيطالية روما أن مجتمع يطبق هذا المبدأ في مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا يمكن أن يجد نفسه مضطراً إلى الصراع أو الحروب مع الآخر، ومن يروج إلى أن الأديان كما أنزلها الله سبب الحروب في التاريخ كلام غير دقيق، لأن ما وقع في سياق التاريخ من صراعات باسم الدين هي صراعات سياسية، اختطفت اسم الدين بعدما «أولته» تأويلات فاسدة لتحقيق مكاسب ومصالح دنيوية لا صلة لها بالدين الحقيقي لا من قريب أو بعيد،

وأن الذين ينشرون الكراهية بين الناس ويمارسون العنف وإراقة الدماء باسم الدين أو «الإله» كاذبون وخائنون لأديانهم التي يرفعون لافتاتها أياً كانت المذاهب والأديان أوالعقائد أو المذاهب التي يتحدثون باسمها.

الإمام الأكبر في حواره لإذاعة الفاتيكان.. ما وقع في التاريخ من صراعات سببها اختطاف اسم الدين لتحقيق مكاسب سياسية ودنيوية من يمارسون العنف باسم الدين كاذبون و خائنون لاديانهم  

أجاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف  عن سؤال عما  يمكن للأديان أن تفعله بشكل ملموس لنشر السلام والاحترام والتفاهم المتبادل وتحارب الأصولية التي تجدف على اسم «الله» من خلال الكراهية والإرهاب؟

فقال:« إن الأديان تقوم على مبدأ التعارف والتفاهم والتعاون بين البشر، وتجنب الكراهية والصراعات والحروب، ولدينا في القرآن الكريم توجيه ملزم ليس للمسلمين فقط ولكنه للناس جميعاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، والهدف من تنوع الخلق هو التعارف، وهذا التوجيه من مشتركات الأديان الإلهية جميعاً، للقيام على مبدأ التعاون والتعارف مع احترام الاختلاف باعتباره سنة إلهية فطر الناس عليها».

وأكد الإمام الأكبر في حواره الأول مع إذاعة الفاتيكان على هامش مشاركته في قمة قادة الأديان  بالعاصمة الإيطالية روما أن مجتمع يطبق هذا المبدأ في مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لا يمكن أن يجد نفسه مضطراً إلى الصراع أو الحروب مع الآخر، ومن يروج إلى أن الأديان كما أنزلها الله سبب الحروب في التاريخ كلام غير دقيق، لأن ما وقع في سياق التاريخ من صراعات باسم الدين هي صراعات سياسية، اختطفت اسم الدين بعدما «أولته» تأويلات فاسدة لتحقيق مكاسب ومصالح دنيوية لا صلة لها بالدين الحقيقي لا من قريب أو بعيد،

وأن الذين ينشرون الكراهية بين الناس ويمارسون العنف وإراقة الدماء باسم الدين أو «الإله» كاذبون وخائنون لأديانهم التي يرفعون لافتاتها أياً كانت المذاهب والأديان أوالعقائد أو المذاهب التي يتحدثون باسمها.

وتحدث الشيخ الطيب «أدركت منذ طفولتي بحكم تعليمي  الأزهر  ونشأتي في الأقصر أن الدين يمتزج بالعلم والحضارة، نشأت مؤمنًا بأهمية الدين القصوى في إنشاء الحضارات والتقدم المادي والروحي وحراسة هذه المكتسبات الحضارية في مسيرتها للطريق الصحيح فتصبح وبالاً على الإنسان والحيوان والشجر والحجر».

جاءت هذه الكلمات خلال إجابة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن سؤال حول تواصله وتعاونه مع بابا الفاتيكان لإقرار السلام والأخوة الإنسانية بين البشر، حيث قال: «إزداد الوعي لدى بأهمية الدين عمقًا في نفسي مع تقدم دراستي في العلوم الإسلامية وتخصصي في مجال العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين في الأزهر، وأدركت أن رسالة الدين إلى الإنسان لا يمكن أن تثمر ثمارها المرجوة في هداية البشر، إلا إذا حملها مؤمنون مخلصون متصالحون فيما بينهم، هذه الرسالة منوطة برجال الدين أولاً، ولابد أن يكون من بين هذه الصفوة السلام والتوافق والتعاون على أداء هذه الرسالة لأنه لو كان بينهم هو الشقاق والنزاع في المقام الثاني، فلن يستطيعوا أن يوصلوا رسالة السلام إلى الناس، انطلاقاً من حكمة «فاقد الشيء لا يعطيه».

وأضاف: «من هنا فكرت أن يتواصل الأزهر مع رجال الأديان وعلمائها ليتصالحوا فيما بينهم أولاً، ثم بعد ذلك ينزلوا إلى العالم ويبلغوا رسالة السلام التي حملتها إليهم الأديان، خاصة أن الأديان الإلهية التي ظهرت على مر التاريخ مصدرها هو الله تعالى، ولدينا نصوص في القرآن الكريم صريحة في أن ما أوحاه الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم، هو نفس ما أوحاه إلى إبراهيم وموسى وعيسى وأن المصدر واحد، وأنها جميعاً تشترك في كل ما ينفع الإنسانية من قيم وتعاليم ووصايا، لا يختلف فيها دين عن دين، كل هذا دفعني إلى أن أرحل واصطف إلى جوار أخوتي وزملائي من رجال الأديان ورموزها، لنكتشف هذا المشترك، وننزل به إلى الناس والبشرية، لعله يساعد في تخفيف آلام الإنسان في العصر الحديث».

وأشار الإمام الأكبر خلال لقاءه بإذاعة الفاتيكان على هامش قمة الأديان بالعاصمة الإيطالية روما أن الإسهام الذي يعتبره الأهم للرسالة العامة للبابا فرانسيس أن هذه الرسالة بالغة الأهمية في هذا الوقت سواء للمسلمين وغير المسلمين، لأنها جاءت في وحي هذه اللقاءات، والبابا نفسه أشار في مقدمة رسالته التي تصب في اتجاه الحوار والتعايش بين بني الإنسان، وتعد نداء لتطبيق مبادئ الأديان لصنع أخوة حقيقية لا مكان فيها للتفرقة بين الأديان والأعراق والأجناس، وإلغاء كل التعصبات، لأن الرسالة تقول كلنا أخوة، والقرآن الكريم يقول للمسلمين أن لكم إخوة في البشرية، ونحن لدينا حكمة تقول «إن الإنسان أخ لي في الإنسانية»، وهذا ما ركزت عليه رسالة البابا بعنوان «كلنا أخوة».

كما أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن علاقة الأزهر الشريف بالفاتيكان تعود إلى علاقة الإسلام بالمسيحية منذ العصر الأول لهذا الدين، حينما بعث النبي محمد عليه الصلاة والسلام بأصحابه إلى المستضعفين الفقراء الذين خضعوا إلى تعذيب قاسي من الوثنيين في مكة.

وأضاف “الطيب”، أن النبي أرسل بهم إلى النجاشي ملك الحبشة، الذي استقبل المسلمين وحماهم ولم يردهم إلى الجزيرة العربية إلا بعد أن قوى المجتمع المسلم وأصبح من الصعب أن يعذبوا أو يردوا عن دينهم، مشيرا إلى أن هذه العلاقة المميزة استمرت إلى نحو 10 قرون حتى في أحلك ظروف الحرب والصراعات المسلحة كان هناك حوار بين الإسلام والمسيحية وفلسفة العصور الوسطى مليئة بهذا التراث.

وتابع فضيلة الإمام في حواره لإذاعة الفاتيكان والذى جاء لأول مرة على هامش مشاركته في قمة قادة الأديان بالعاصمة الإيطالية روما، أنه في العصر الحاضر انبثقت لجنة من الأزهر الشريف، سميت لجنة الحوار مع الفاتيكان، واستمرت الاجتماعات بين الفاتيكان والأزهر، ولكنها توقفت فترة 6 سنوات، ثم عادت إلى الظهور مرة أخرى في 2015م، بعدما تولى الأخ العزيز البابا فرانسيس الكرسي البابوي فبادر الأزهر الشريف بالتهنئة، ثم تلقينا رداً جميلاً من البابا شجعنا على التفكير من جديد في بدء علاقة قوية بين الفاتيكان والأزهر الشريف.

وتابع: “من هنا قررت أن أقوم بزيارة البابا فرانسيس في الفاتيكان وتمت في مايو 2016م، واكتشف كل منا أنه يحمل قدراً هائلاً من التجانس الروحي والفكري المشترك تجاه الأزمات التي يعاني منها الإنسان المعاصر، خاصة الفقراء والأرامل والأيتام وصرعى الحروب والمشردين، وأن هذا التجانس المشترك بيني وبينه يمكنه أن يقدم الكثير من أجل تخفيف هذه الأزمة، ولم أتردد في أن أمد يدي لهذا القائد الديني الذي تأكد لي منذ الدقائق الأولى لمقابلته أنه رجل السلام والإنسانية بامتياز، ثم صارت الأمور من نجاح إلى نجاح، ولم تمر 3 سنوات حتى أتممنا 6 لقاءات على مستوى القمة، وقعنا في الخامسة منها “وثيقة الأخوة الإنسانية”، والجواب التفصيلي في هذا الصدد، يمكن أن أحيله إلى كتاب “الإمام والبابا والطريق الصعب” والذي ترجم إلى اللغة الإيطالية”.

شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري

استقبل فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الخميس، جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، بمقر إقامته في الفاتيكان على هامش مشاركة فضيلته في قمة قادة الأديان من أجل تغير المناخ تحت عنوان «الإيمان والعلم».

ورحّب الإمام الأكبر بجاستن ويلبي، مؤكدًا سعادته بهذا اللقاء الذي يتجدد بعد 3 سنوات من عقد برنامج شباب صناع السلام بالتعاون بين الأزهر وكنيسة كانتربري في العاصمة البريطانية، مؤكدًا أن هذا البرنامج قد أنتج مجموعة من الشباب الواعي بأهم التحديات التي تواجه الإنسانية، وأن أحد أبرز التحديات التي تواجهنا بعد الكورونا هو بناء قيادات شابة قادرة على المضي قدمًا في صناعة السلام. 

من جانبه، أعرب رئيس أساقفة كانتربري عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، مؤكدًا اتفاقه مع رؤية شيخ الأزهر في ضرورة استكمال برنامج شباب صناع السلام، وأنه قد لاحظ عودة كثير من الشباب للدين وتزايد الاهتمام بالجوانب الروحانية، والبعد عن العلمانية، مشيرًا إلى ضرورة تفعيل بيان قادة الأديان المتعلق بالعناية بالإنسان والخليقة، وتمكين الشباب من المشاركة في اتخاذ القرارات، ودمجهم إيجابيًّا بما يضمن صقلهم بالخبرات وسريان المعرفة عبر الأجيال. 

وأعرب شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري عن مخاوفهما من رفض البعض لتلقي لقاحات فيروس كورونا، وأن هذا بمنزلة دفع العجلة إلى الوراء، مؤكدين ثقتهما فيما توصل إليه العلماء المتخصصون من نتائج، وتقديرهما لما يبذلونه من جهود ثمينة للإنسانية، داعين للتوعية بأهمية لقاحات فيروس كورونا، وضرورة التوصل إلى حلول عملية تضمن سياسة توزيع عادلة للقاحات خاصة للدول الإفريقية الفقيرة والأكثر احتياجًا.

كما تناول اللقاء الحديث عن الصراعات التي تدور حول العالم، وأكد الطرفان أن الصراع السياسي بين الدول المتقدمة قد أدى إلى ضياع حقوق الدول النامية، وبدأ صراع القوميات يطل برأسه من جديد بعد أن ظننا أنه اختفى تمامًا، وشددا على ضرورة تفعيل دور القادة الدينيين لما يمتلكونه من تأثير، وتقليل الفجوة بينهم وبين صناع القرار العالمي، والتصدي للانزلاق المتعمد من تكريس الجهود لبناء السلام إلى مثل هذه الصراعات التي طالما أرقت البشرية. 

وأكد شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري على أهمية التوعية بمخاطر التغير المناخي، وسيطرة النزعة المادية للدول الكبرى على مستقبل كوكب الأرض واستدامة الموارد البيئية، وأعربا عن قلقهما من أن ينحصر الحديث عن التغير المناخي في الاجتماعات والخطب والجمل الرنانة، ويكون أشبه بصرخةٍ في وادٍ يذهب صداها سريعًا، مطالبين صناع القرار في العالم بتفعيل بنود المواثيق الدولية للحفاظ على البيئة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وأكد فضيلته أن اجتماعات ممثلي الأديان لمناقشة كافة القضايا المعاصرة، ومحاولة التوصل لحلول بشأنها؛ لهو نموذج عملي لحوار الأديان المثمر، مشيدا بدور دولة الإمارات في دعم قيم التسامح والأخوة وهو ما تجلى في استضافتها التاريخية لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، تلك الوثيقة التي تعد مصباحا يضئ الطريق لكل محبي الخبر والسلام .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!