الرئيس السيسى يشارك فى الجلسة الافتتاحية لـ«القمة الإفريقية – الروسية»

كتب: وراء الاحداث

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادى والإنسانى، الذى يُعقد على هامش أعمال النسخة الثانية من القمة الإفريقية- الروسية المنعقدة بمدينة سان بطرسبرج.

شار أحمد فهمى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الجلسة الافتتاحية شهدت إلقاء كلمات لكلٍّ من الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، إلى جانب رئيس جمهورية جزر القمر، باعتباره الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، لافتًا إلى أن المنتدى الاقتصادى والإنسانى يشمل أيضًا تنظيم 38 جلسة موضوعية، تم توزيعها على 4 محاور، تشمل «الاقتصاد العالمى الجديد، والتكامل الأمنى وتعزيز السيادة، والتعاون فى مجال العلوم وتكنولوجيا المعلومات، والتعاون الإنسانى والاجتماعى».

والتقى الرئيس السيسى نظيره الرئيس الروسى، بقصر قسطنطين، مساء أمس الأول، حيث أضاف «فهمى» أن «بوتين» رحب بزيارة الرئيس السيسى إلى روسيا، مشيدًا بالدور المهم له فى إطلاق النسخة الأولى من القمة الروسية- الإفريقية فى أثناء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019، والتى هدفت إلى دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدى للتحديات المشتركة.

وأشار «بوتين» إلى الأهمية التى يوليها لاستمرار التنسيق والتشاور مع الرئيس السيسى بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتقديره لدور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

من جهته، أعرب الرئيس السيسى عن حرصه على تعميق علاقات الشراكة مع روسيا الاتحادية فى إطار التطور المستمر الذى تشهده تلك العلاقات، والذى تكلل بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة فى عام ٢٠١٨، مشيدًا فى هذا الصدد بالتعاون الثنائى القائم فى العديد من المجالات والمشروعات المشتركة الجارية، خاصةً مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.

وأكد الرئيس أهمية العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية من القمة الروسية- الإفريقية لصالح شعوب القارة بالمقام الأول، باعتبار أن القمة تستهدف إرساء التعاون المستدام بين روسيا وإفريقيا، معربًا فى هذا الصدد عن استعداد مصر لتعزيز مختلف أوجه التعاون الثلاثى بين البلدين فى القارة الإفريقية.

وتطرق الرئيسان خلال اللقاء إلى تطورات عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها مشروعا محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية، إلى جانب التعاون فى مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، وكذا على صعيد التعاون المشترك فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، كما استعرضا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأن عدد من النزاعات القائمة فى منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها تطورات الأوضاع فى السودان وسوريا وليبيا، والقضية الفلسطينية، حيث توافقت الرؤى على دفع الجهود من أجل استعادة وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام لدول المنطقة، وعلى نحو يحافظ على وحدة وسيادة أراضيها وحقوق شعوبها المشروعة.

وأحاط «بوتين» الرئيس السيسى بمستجدات الأزمة الروسية- الأوكرانية، حيث أكد دعم مصر جميع المساعى التى من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيًا بشكل سلمى من أجل الحد من المعاناة الإنسانية القائمة، وإنهاء التداعيات الاقتصادية السلبية على دول العالم، خاصة الدول النامية والإفريقية، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين.

كما شارك الرئيس السيسى فى اجتماع مع قادة الدول الإفريقية لمبادرة الوساطة لتسوية الأزمة الروسية- الأوكرانية، ضم رئيس جزر القُمُر، الرئيس الحالى للاتحاد الإفريقى، عثمان غزالى، والرئيس الجنوب إفريقى، سيريل رامافوزا، والرئيس الكونغولى، دينيس ساسو نيجيسو، والرئيس السنغالى، ماكى سال، والرئيس الأوغندى، يورى موسيفينى.

وتابع القادة الأفارقة، خلال الاجتماع، تطورات الموقف التنفيذى للمبادرة، خاصةً عقب زيارة الوفد الإفريقى لكل من روسيا وأوكرانيا، يونيو الماضى، لمحاولة الإسهام بشكل جاد فى مساعى الحل الجارية للأزمة بين البلدين، مع تأكيد مواصلة دعم القارة لجميع الجهود الرامية لتسوية الأزمة الروسية- الأوكرانية، اتصالًا بالتداعيات الاقتصادية بالغة الأثر على اقتصادات دول القارة والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

كما التقى الرئيس نظيره الجنوب إفريقى، على هامش انعقاد القمة الإفريقية- الروسية، وأكد تطلع مصر لتعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتفعيل أطر التعاون المشترك فى شتى المجالات، خاصةً ما يتعلق بزيادة التبادل التجارى، واستكشاف فرص الاستثمار المتبادلة، بما يحقق المصالح المشتركة، إلى جانب مواصلة التنسيق بشأن قضايا القارة الإفريقية ذات الاهتمام المتبادل.

من جانبه، أكد رئيس جنوب إفريقيا حرص بلاده على تطوير علاقات التعاون مع شقيقتها مصر، ودفعها نحو آفاق أرحب من العمل المشترك، فضلًا عن مواصلة التشاور مع مصر بشأن القضايا والتحديات التى تواجه القارة السمراء، خاصةً فى ظل الدور المصرى الرائد على الصعيد الإفريقى، وجهودها فى دفع عملية التنمية وصون السلم والأمن بها.

وتطرقت المباحثات إلى آخر المستجدات والتطورات الإقليمية على المستوى القارى، فضلًا عن أهم تطورات الملفات ذات الاهتمام المشترك على المستوى الدولى، لاسيما الأزمة الروسية- الأوكرانية، حيث تم فى هذا الصدد تبادل وجهات النظر بين الزعيمين بشأن مستجدات المبادرة الإفريقية للوساطة فى الأزمة، والتى تضم كلًا من مصر وجنوب إفريقيا فى عضويتها.

وبدأت، صباح أمس، بمدينة سان بطرسبورج الروسية أعمال القمة الثانية للمنتدى الاقتصادى والإنسانى الروسى- الإفريقى، بانطلاق الجلسة الافتتاحية للمنتدى بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى و49 دولة ممثلة فى نحو 45 رئيس دولة ونائبى رئيس وأكثر من 100 وزير، بالإضافة إلى رؤساء مفوضية الاتحاد الإفريقى والبنك الإفريقى للاستيراد والتصدير وعدد من التجمعات الاقتصادية الإقليمية، وذلك بعد 4 سنوات من انعقاد القمة الأولى فى مدينة سوتشى الروسية.

ويعد المنتدى الاقتصادى والإنسانى الروسى- الإفريقى منصة للحوار المباشر بين الشركات والحكومات وممثلى مختلف القطاعات فى روسيا وإفريقيا، وفى إطار برنامج أعمال القمة والمنتدى الاقتصادى والإنسانى الروسى- الإفريقى يناقش المشاركون فى القمة سبل تعزيز العلاقات بين الجانبين فى حقبة تشهد العديد من التغيرات العالمية على خلفية الأزمة الروسية- الأوكرانية، وسيناقش ممثلو الوزارات المعنية فى روسيا الاتحادية ورجال الأعمال الروس والأفارقة وخبراء فى مجال العلاقات الدولية التحديات التى تواجه روسيا ودول إفريقيا فى عصر التغيير العالمى، وكذا سيتم الحديث عن المشكلات الأكثر موضوعية وطرق حلها لتحفيز تنمية العلاقات الروسية- الإفريقية فى المجالات الاقتصادية والثقافية والإنسانية.

ويتكون برنامج الأعمال الخاص بالمنتدى من 4 مجموعات مواضيعية كبيرة تغطى جميع مجالات التعاون بين روسيا والقارة الإفريقية «اقتصاد العالم الجديد»، و«الأمن المتكامل والتنمية السيادية»، و«التعاون فى العلوم والتكنولوجيا»، و«المجال الإنسانى والاجتماعى: معًا من أجل نوعية حياة جديدة».

فى هذا الشأن، قال مستشار رئيس روسيا الاتحادية، السكرتير التنفيذى للمؤسسة المنظمة للجنة التحضير للفعاليات وعقدها فى إطار قمة روسيا وإفريقيا، أنطون كوبياكوف، إن المنتدى الاقتصادى والإنسانى الروسى- الإفريقى الثانى سيصبح منصة فريدة للحوار المباشر بين رجال الأعمال والحكومة وممثلى المجتمعات الإبداعية والثقافية فى روسيا وإفريقيا.

وأضاف «كوبياكوف» أن أحد الأحداث الرئيسية لمسار «اقتصاد العالم الجديد» ستكون حلقة نقاش بعنوان «ممارسة الأعمال التجارية فى إفريقيا: المخاطر والظروف والفرص»، وسيتطرق المتحدثون إلى موضوعات توسيع التعاون التجارى بين روسيا والدول الإفريقية وإمكانات التصدير لمواجهة التحديات الجديدة، وكذا البرامج والمشروعات التى يتم تنفيذها اليوم فى إفريقيا، وسيحضر المناقشة نائب المدير العام لمجموعة تسيفرا، ميخائيل أرونسون، والمدير العام لشركة «نورد جولد»، جيورجى سميرنوف، وآخرون، وسيدير الجلسة رئيس الاتحاد الروسى للصناعيين ورجل الأعمال، ألكسندر شوخين. واستكمل «كوبياكوف»: «سيكون الحدث الرئيسى لمسار الأمن المتكامل والتنمية السيادية حلقة نقاشية بعنوان (روسيا وإفريقيا: الشراكة من أجل السيادة الغذائية)، حيث إن إفريقيا هى المنطقة الأكثر تأثرًا بانعدام الأمن الغذائى فى العالم، وسيتم النظر فى كيف يمكن لروسيا أن تساعد إفريقيا على تطوير البنية التحتية الزراعية، وكيف تحافظ على الإمدادات المستمرة من الأسمدة المعدنية والآلات الزراعية الروسية وتزيل المخاطر السياسية عند دفع ثمن وارداتها، وسيتم الرد- خلال هذه الحلقة النقاشية- على هذه الأسئلة من قبل المتحدثين، وسيشارك فى المناقشة رئيس الرابطة الروسية لمنتجى الأسمدة أندريه جوريف، ورئيس الاتحاد الصناعى (الكومنولث الجديد) كونستانتين بابكين وآخرون، وسيدير المناقشة السفير المتجول بوزارة خارجية روسيا الاتحادية أوليج أوزيروف».