أخبار عربية ودوليةعاجل

البيان الإماراتي – الفرنسي المشترك.. بمناسبة زيارة محمد بن زايد إلى فرنسا

لوموند: الإمارات-فرنسا جبهة موحدة لتخفيف التوترات في المنطقة

البيان الإماراتي – الفرنسي المشترك.. بمناسبة زيارة محمد بن زايد إلى فرنسا

البيان الإماراتي - الفرنسي المشترك.. بمناسبة زيارة محمد بن زايد إلى فرنسا
البيان الإماراتي – الفرنسي المشترك.. بمناسبة زيارة محمد بن زايد إلى فرنسا

كتب : وراء الاحداث

تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قام رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارة دولة إلى فرنسا استغرقت يومين من 18 حتى 19 يوليو (تموز) الجاري.

وقدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مجدداً خالص تعازيه بوفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان قائداً استثنائياً حظي باحترام العالم وتقديره، ووجه تهانيه الحارة إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انتخابه رئيساً لدولة الإمارات، متمنياً لشعب دولة الإمارات دوام التقدم والازدهار في ظل قيادته.

كما وجه ماكرون شكره إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتلبيته الدعوة في أول زيارة دولة له إلى فرنسا، التي تناولت العلاقات الإستراتيجية الراسخة بين البلدين.

وأثنى الرئيسان على عمق الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات وفرنسا والتي ترتكز على الصداقة المتينة والثقة المتبادلة بين البلدين، مؤكدين الالتزام المشترك تجاه توسيع آفاق التعاون الثنائي في جميع المجالات والعمل معا في مواجهة التحديات العالمية والإقليمية.

الأزمة الأوكرانية
أعرب الرئيسان عن قلقهما العميق بشأن الحرب في أوكرانيا وتأثيرها المروّع على المدنيين وتداعياتها على الوضع الإنساني وآثارها على أسواق السلع العالمية، وشددا على الضرورة الملحّة لتكثيف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل للأزمة، وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالجهود الحثيثة التي يبذلها الرئيس ماكرون في هذا الشأن.

أمن الطاقة والغذاء
وبحث الرئيسان مجموعة من الفرص والتحديات الإقليمية والعالمية، واتفقا على العمل معاً لإيجاد الحلول للتخفيف من حدة تأثيرها على البلدين والعالم، كما اتفقا على إقامة شراكة إستراتيجية شاملة في مجال الطاقة بين دولة الإمارات وفرنسا، التي تمثل خطوة مهمة في سبيل تعزيز أمن الطاقة واستقرار تكلفتها.

كما رحب الرئيسان بالاتفاقية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية ” أدنوك ” وشركة ” توتال للطاقة ” حول توفير الوقود بهدف زيادة أمن إمدادات الوقود في فرنسا.

وفي السياق ذاته، أكدت الإمارات دعمها للجهود العالمية بشأن الأمن الغذائي، وعملها مع فرنسا لإيجاد السبل لتخفيف الضغوط المتواصلة على منظومة الإمدادات العالمية، وأعلنت عن دعمها لمبادرة “تعزيز القدرة على الصمود في مجالي الغذاء والزراعة FARM”، وخاصةً فيما يتعلق باعتماد نظام تجارة الأغذية والذي يتميز بالانفتاح والشفافية والمرونة فضلاً عن توفير المعلومات ذات الصلة لدعم “نظام المعلومات المتعلق بالأسواق الزراعية AMIS.

الاقتصاد والاستثمار
وأعرب الرئيسان عن طموحاتهما المشتركة حول مواصلة توسيع الشراكة الاقتصادية المتميزة بين البلدين، وذلك بناءً على الشراكة الاستثمارية الواعدة التي تم إطلاقها في ديسمبر (كانون الأول) 2021، وأبدى الجانبان اهتمامهما بتطوير التعاون الثنائي في المجالات ذات المصالح والقدرات المشتركة.

كما أثنى الجانبان على مجلس رجال الأعمال الإماراتي – الفرنسي الذي أطلق خلال زيارة رئيس الدولة إلى فرنسا، بهدف فتح آفاق جديدة ورفع مستوى التعاون الثنائي في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك بما يخدم أسواق البلدين. ونوّه الجانبان بأهمية المجلس كونه أحد القنوات المهمة لتوسيع التعاون البنّاء بين مجتمعات الأعمال في البلدين، وأكدا رغبتهما المشتركة في عقد الاجتماع الافتتاحي للمجلس خلال الفترة القادمة.

العمل المناخي
وأكد الرئيسان أهمية العمل المناخي والذي يمثل أولوية قصوى للبلدين، معربين عن الطموحات والأهداف المشتركة للبلدين في هذا المجال المهم،

وهنأ الرئيس ماكرون دولة الإمارات على اختيارها لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ COP-28، الذي ستنطلق أعماله في عام 2023، وأكد استعداد فرنسا لتقديم الدعم الكامل ومشاركة خبرتها من تنظيم الدورة الحادية والعشرين من المؤتمر ذاته..كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم حول العمل المناخي لتعزيز آفاق التعاون المشترك بين فرنسا ودولة الإمارات.

وهنأ الجانب الفرنسي دولة الإمارات بنجاح تشغيل برنامجها للطاقة النووية السلمية، وأكد الجانبان الدور المهم للطاقة النووية في دعم جهود البلدين للحد من الانبعاثات الكربونية في قطاعات الطاقة وعزمهما على مواصلة التعاون المتين في هذا القطاع من خلال تبادل الخبرات الفنية وتوفير التكنولوجيا والوقود النووي، فضلاً عن مجالات البحث والتطوير.

كما أشاد الجانبان بالتقدم المحرز على صعيد مذكرة التفاهم بشأن الهيدروجين منزوع الكربون وفيما يتعلق بجهود البحث والتطوير البحري، فقد اتفق الجانبان على توثيق التعاون الثنائي لتطوير برنامج البحوث البحرية لتعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام.

القطاع الصحي
واتفق الرئيسان على أهمية القطاع الصحي ومجالات التعاون الرئيسة بين البلدين، التي من الممكن التوسع فيها كونها من المجالات ذات الأولوية للتنمية وتبادل الخبرات بين دولة وفرنسا. ويعد مشروع الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية المنبثق عن التعاون المشترك بين مركز أبوظبي للصحة العامة والمستشفيات العامة في باريس أحد أمثلة التعاون الناجحة، فبموجب مذكرة التفاهم الموقعة في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2020، نفّذ المشروع فريق من الخبراء الفرنسيين، وقد نجح المشروع في تعزيز النمو والاستدامة والتنافسية العالمية في هذا المجال، فضلاً عن تبادل الخبرات والمعلومات.

ورحب الجانبان بتوقيع مذكرة التفاهم بشأن التعاون بين معهد باستور ومركز أبوظبي للصحة العامة، مشيرين إلى إمكانية أن يسفر هذا التعاون عن نتائج إيجابية للطرفين. كما أشار الجانبان إلى إمكانات التعاون في مجال التعليم العالي التي تركز على تطوير الخبرات في مجال الرعاية الصحية.

التعليم والثقافة والفضاء
يدرك الجانبان أهمية التعليم والثقافة والعلوم بوصفها من أهم ركائز العلاقة الثنائية بين البلدين، مؤكدين على أهمية المشاريع الحالية مثل جامعة السوربون أبوظبي، والجهود لتوسيع التعاون في مجال التعليم العالي مع مراكز تعليمية فرنسية مثل مدرسة البرمجة إيكول 42 (Ecole 42)، ومدرسة نورماندي للأعمال EM Normandie، ومدرسة أوروبا للتجارة ESCP. وقد أبدى الجانبان اهتمامًا كبيرًا بالمشاريع المستقبلية، مثل مدرسة روبيكا Rubika المهنية، داعين إلى تعزيز التعاون في دولة الإمارات مع مؤسسات التعليم العالي الفرنسية وتوسيع نطاق تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الإماراتية.

كما بحث الرئيسان إمكانيات استكشاف فرص جديدة للتعاون الثقافي، وذلك بعد الشراكة الناجحة التي تجسدت في متحف اللوفر أبوظبي.

وكون قطاع الفضاء أحد المحفزات الرئيسة لتطور العلوم والتكنولوجيا، فقد وقّع الجانبان الإماراتي والفرنسي عدة اتفاقيات تتعلق برصد الأرض والمبادرات بشأن تغير المناخ واستكشاف القمر، وذلك لتقوية وتوطيد التعاون في هذا المجال المهم.

السلام والاستقرار
يدرك الرئيسان أهمية هذه الشراكة الإستراتيجية كونها عنصراً أساسياً في جهود التعاون المشتركة والمتبادلة تجاه تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.

وأكدت دولة الإمارات وفرنسا بصفتهما عضوين مؤسسين في التحالف الأمني الدولي منذ عام 2017، التزامهما بمكافحة التطرف والجريمة العابرة للحدود، من خلال تبادل الخبرات ومواصلة تعزيز الجهود المشتركة مع بقية الدول الأعضاء.

وبحث الرئيسان آفاق تعزيز السلام والحوار والدبلوماسية في المنطقة، وأعربا عن أملهما في أن تؤدي المفاوضات النووية مع إيران إلى اتفاق يضمن تعزيز الأمن الإقليمي. وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالنجاح الذي حققه مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون، فيما أشاد الرئيس ماكرون بالاتفاق الابراهيمي الذي يسهم في نشر السلام والازدهار في المنطقة من خلال مد الجسور والتعاون. وأكد الرئيسان على أهمية استمرار جهود تعزيز السلام والازدهار.

وبالنظر إلى خارج المنطقة، أشار الرئيسان إلى أهمية النظام متعدد الأطراف كونها سبيلاً أمثل لزيادة التفاهم والثقة المتبادلة على الصعيد الدولي، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى التعاون الجماعي.

وأشاد الرئيس ماكرون بدور دولة الإمارات كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيما أشاد رئيس الدولة بالإنجازات في مجال تعدد الأطراف التي تحققت خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي.

وفي هذا الصدد، أكد الرئيسان مجدداً التزامهما تجاه توسيع وتطوير التعاون التاريخي بين البلدين وفتح آفاق جديدة للتعاون في جميع المجالات، لتعزيز دورهما في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها.

الرئيسان الإماراتي الشيخ محمد بن زايد والفرنسي إيمانويل ماكرون.(أرشيف)

فى ذات الاطار وبمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد لباريس اليوم، كتبت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن استقرار الإمارات وغناها يشكلان محركاً رئيسياً للعلاقات الوطيدة بين أبوظبي وباريس.

وقالت إن العلاقات بين باريس وأبوظبي التي بدأت في السبعينيات عندما أعجب الموقف الفرنسي المتوازن نسبياً من القضية الإسرائيلية -الفلسطينية  قادة الخليج. وتطورت هذه العلاقات أكثر في ظل رئاسة جاك شيراك الذي كان معجباً بالشيخ زايد، الرئيس المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة.

لكن في ظل الولاية الأولى لإيمانويل ماكرون، اتخذت هذه الشراكة بُعداً لم يسبق له مثيل، حيث لم تصبح الإمارات العربية المتحدة عميلًا رائدًا للصناعة الفرنسية، وتحديداً العسكرية، فحسبوإنما أصبحت أيضًا ركيزة عملها في العالم العربي الإسلامي.

استقرار الإمارات
وترد الصحيفة قوة هذه العلاقة إلى استقرار الإمارات وثروتها. وتقول إن الاتحاد ليس فقط قوة طاقة من الدرجة الأولى، ثاني أكبر منتج للنفط في الشرق الأوسط، مصمماً على أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في مصادر الطاقة المتجددة، لكنه أيضًا قوة مالية هائلة، على رأس ستة صناديق استثمارية، تتجاوز قيمتها التراكمية 1.5 تريليون دولار.

وخلال رحله له إلى دبي، أبرم إيمانويل ماكرون اتفاقية مع صندوق “مبادلة” الذي ضح 4 مليارات يورو في بنك الاستثمار العام (BPI). ويتوقع الديبلوماسي السابق فرانسوا توازي أن يتوسع التعاون الاقتصادي بين البلدين ليشمل قطاعات جديدة، مثل “الهيدروجين، القضية الرئيسية في سياق الطاقة والتكنولوجيات الجديدة والأمن الغذائي”.

إيران وأوكرانيا

ومنذ ديسمبر (كانون الأول)، تراجع السياق الجيوسياسي على خلفية الجمود في المحادثات النووية الإيرانية والحرب في أوكرانيا. وفي مواجهة طهران، تواصل باريس الدعوة لإنقاذ الاتفاق الذي انسحب منه دونالد ترامب، فيما يبدو أن الإمارات تستعد لفشل المفاوضات، دون التصعيد، على عكس إسرائيل. وهذا سبب إضافي يدعو الشريكين إلى تشكيل جبهة مشتركة من أجل تخفيف التوترات في المنطقة.

وفي مواجهة الروس، تقول “لوموند” إن الزعيمين الإماراتي والفرنسي ليسا على نفس الخط. ويدعم ماكرون أوكرانيا، ويأمل في التوصل إلى حل تفاوضي مع روسيا، بمجرد انحسار حدة القتال. في المقابل، رفضت الإمارات الانحياز لأي من الفريقين وامتنعت داخل الأمم المتحدة إدانة موسكو.

حظر النفط

وفي حين قرر الأوروبيون فرض حظر على النفط الروسي ويخشون أن يقطع بوتين إمدادات الغاز تمامًا بحلول الشتاء، تُعطى الأولوية لتنويع مصادر إمدادات الطاقة. في هذا المجال، ترفض الإمارات، مثل غيرها من منتجي النفط الخليجيي، زيادة إنتاجها النفطي بشكل كبير، وتعتمد على قرارات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك). ولكن في باريس، يتوقع الاتفاق على تزويد الإمارات فرنسا بالديزل، وفقًا لشروط لم تكن محددة قبل الزيارة.

ومن المقرر عقد مجلس أعمال فرنسي- إماراتي، برئاسة الرئيس التنفيذي لشركة “توتال” باتريك بوياني ورئيس شركة النفط الإماراتية “أدنوك” سلطان الجابر. ويتوقع توقيع اتفاقيات مختلفة في قطاعات الطاقة والنقل ومعالجة النفايات. كما سيتم وضع “شراكة طاقة إستراتيجية عالمية” على المسار الصحيح، من أجل تحديد المشاريع الاستثمارية المشتركة في مجال الطاقة النووية أو احتجاز الكربون. وأكد الإليزيه قبل وصول محمد بن زايد: “لكل شخص منهجه الخاص تجاه أوكرانيا، ولكن المهم هو ما يجمعنا معًا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!