أخبار مصرمحافظات
أخر الأخبار

البلونة “اتنفخت” يافندم ولابد أن ينال سيادتكم جزء من تفريغ البلونة

رسالة إلي محافظ الجيزة "كله تمام يا فندم

اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة
اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة

كتب: محمد يونس

تظل المحليات هي المرض المزمن الذي عجزت الحكومات المتعاقبة عن التداوي منه، ربما لفساد الذمم وربما لسوء المتابعة، وأحيانا لسوء إختيار المسؤول.

رغم أن السنوات الماضية، شهدت محاولات من جانب عدد من الوزراء الذين تولوا حقيبة “التنمية المحلية” للتخلص من “وصمة عار فساد المحليات”، باعتباره رأس حرب الدولة العميقة، لكن متابعة ما يحدث علي أرض الواقع يؤكد بما لا يدع مجال للشك، أن جهوداً أكثر يجب أن تبذل في سبيل التخلص من “غول فساد المحليات”.

نقول في أحيان كثيرة إن أحد أهم المشكلات السائدة هي غياب المتابعة، علي المستويين الفردي والعام، وهو ما ينتج عنه كوارث بمعني الكلمة، وإذا كان المرء حراً في الشأن الخاص، لكنه بالتأكيد ليس حراً في الشأن العام.

تحديداً ومن داخل محافظة الجيزة، لا توجد إدارة محلية بمفهومها الصحيح من قيادات تخضع لمعيار اختيار دقيق حتي يكونوا من أهل الخبرة بعيداً عن أهل الثقة الذين يلتفون حول المحافظ ويستحوذون علي أروقة المحافظة بالكامل.

لذلك دائما نسمع في وسائل الإعلام المختلفة عن تعليمات وتوجيهات سيادة المحافظ للقيادات المحلية بضرورة وسرعة وإنجاز إلخ….، وفي المقابل يأتي الرد سريعاً علي هذه التعليمات، بـ “كله تمام يافندم”، وشوية صور لزوم الشئ ترسل لسيادته علي الموبايل الشخصي حتي تصبح ذاكرة الموبايل متخمة بإنجازات حضرة المحافظ، وكان الله بالسر عليم.

محافظ الجيزة الذي لا يعلم شيئاً عن معاناة المواطن اليومية إلا من خلال تقارير رجاله التي ترسل إليه علي مكتبه الفخم، ولا يستمع في أغلب الأحوال إلا لرأيه مهما كانت أراء الاخرين، رغم أن الشوري سلوك قويم نصت عليه الأديان السماوية “وأمرهم شوري بينهم”.

فمن الواجب علي أي مسئول أياً كان موقعه أن يستمع وينصت للأراء الاخري حتي وإن كانت عكس قناعاته، فقد يكون رأيه صواب يحتمل الخطأ وقد يكون رأي الاخرين خطأ يحتمل الصواب.

اللواء أحمد راشد لا يعير المشكلات التي تؤرق المواطنين يومياً إهتماماً كافياً، وهناك أشياء كثيرة خارج حساباته تماماً، فمن الصعب جداً علي أي مواطن بل من المستحيل مقابلة سيادته لعرض مشكلة لا تحتمل التأخير، وهذا الأداء والإستعلاء وعدم الإستماع إنعكس علي الكثير من القيادات التنفيذية التي تعمل معه في المحافظة والأحياء ومراكز المدن.

حالة التعالي الذي يتعامل بها سيادته مع المواطن الجيزاوي، جعلتنا نشعر أننا ما زلنا في العصر البائد عصر الفساد والإفساد لنظام الرئيس المعزول “مبارك”، ربما يري المحافظ أن ما يقوم به من مشروعات وعلاقات أهم، ولكن مشكلات المواطنين لا تقل أهمية، ولنا في رئيس الجمهورية قدوة.

فالرئيس السيسي يتابع مشاكل الناس بنفسه، كما يتابع المشروعات العملاقة التي تتم علي أرض مصر في كل مكان، وينزل من سيارته ليستمع للبسطاء ويتجاوب مع اَهاتهم ومشاكلهم البسيطة وغيرها.

عاوز أتكلم بلغة الناس اللي المحافظ مش بيحب يسمعهم

لو مش حابب تنزل الشارع يافندم اسمع منا أيه اللي بيحصل علي أرض الواقع، وكل اللي هنقوله مشاكل يومية بتمس الناس ..

حضرتك عندك معلومة إن سواقين “الميكروباص” بيقطعوا الطريق 3 حتت علشان ياخدوا أجرة زيادة، والناس بتوافق “غصب يارب” علشان محتاجة توصل شغلها أو تروح بيتها، طيب حضرتك تعرف إن كل يوم الناس بتركب نفس المشوار وبتسأل السواق الأجرة كام، أصلها “ماشية بالمزاج”، طيب حضرتك تعرف إن الناس ممكن تقف بالساعات علشان يحن عليهم سواق “ميكروباص” ويطلع بيهم، كل اللي اتقال ده بينه وبين مبني المحافظة 50 متر، ممكن حضرتك تطل عليهم من شباك مكتبك هتشوف كل حاجة.

حضرتك تعرف ازاي بيتم تنفيذ توجيهات معاليك .. هقولك ومش هخبي عليك، بتنزل رجالة الحي يلفوا علي الشوارع ياخدوا من محل ويسيبوا عشرة يلموا حاجتهم، وطبعاً حضرتك عارف العشرة اتسابوا ليه مش محتاج نقولك، ينزلوا علي القهاوي ياخدوا الشيش وشوية كراسي وترابيزات، وميعدوش من الشارع اللي فيه “المعلم” صاحبهم، واخد بالك أنت يافندم من صاحبهم دي، ينزلوا حملة تراخيص علي المحلات اللي من الأساس مش موجودة علشان حضراتكم قفلين التراخيص، ويعملوا محاضر للناس اللي مش تبع الرجالة طبعاً، مزاولة نشاط دون ترخيص، وروح ادفع بقي في الحي، حضرتك الحاجات دي أن بشوفها من شباك بيتنا.

حضرتك عارف إن رجالة حي العمرانية راحوا وقفلوا سنتر دروس خصوصية، وأخدوا كل محتوياته من كراسي وترابيزات، وعملوا محضر لأصحابه، وسابوا سنتر تاني بينه وبين اللي اتقفل 30 متر تقريباً شغال لحد دلوقتي.

وممكن اعرف حضرتك إن الشيشة ممنوعة بقرار من مجلس الوزراء، ولسه بتتقدم للزباين عادي خالص مش في السر بالكافيهات الموجودة علي شارع الهرم ورجالة الحي عارفين وساكتين.

ما يحدث من تجاوزات في الشارع يخلق حالة من الإحباط واليأس والشعور بالظلم والقهر لدي المواطن، مما قد يستدعي فقدان الثقة بين المواطن وقياداته السياسية، التي تحمل علي عاتقها حالة البناء والتشييد العملاقة التي تشهدها البلاد في عهد الرئيس السيسي.

سيادة المحافظ، المواطن له الحق أن تسمعوا له وتفتحوا مكتبكم أمامه، والاستماع للرأي الاخر من شيم الكبار ولا ينقص من الشخص شيئاً، ودائماً توجيهات الرئيس السيسي تقضي بالتخفيف علي المواطنين والالتحام بهم، والنزول للشارع والوقوف علي مشاكل المواطنين.

البلونة اتنفخت يافندم ولابد أن ينال سيادتكم جزء من تفريغ هذه البلونة، حتي لا يصاب الجميع بالإنتفاخ المزمن وتصبح الأعراض أكثر شراسة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!