بالعبريةعاجل

11 يوماً كشفت تطور ترسانة حماس من الصواريخ والطائرات المسيرة وغواصة بحرية مسيرة تهدف لبناء نفوذو وإعادة كتابة قواعد اللعبة

قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط يبحث عن حل لمشكلة الهجمات بالطائرات المسيرة الصغيرة ... نتانياهو وحسابات الربح والخسارة بعد حرب الأيام الـ11 على غزة ... ٣٫٥ مليار شيكل خسائر إسرائيل نتيجة العدوان ... "مترو" الأنفاق في غزة هدف رئيسي للغارات

11 يوماً كشفت تطور ترسانة حماس من الصواريخ والطائرات المسيرة وغواصة بحرية مسيرة تهدف لبناء نفوذو وإعادة كتابة قواعد اللعبة

11 يوماً كشفت تطور ترسانة حماس من الصواريخ والطائرات المسيرة وغواصة بحرية مسيرة تهدف لبناء نفوذو وإعادة كتابة قواعد اللعبة
11 يوماً كشفت تطور ترسانة حماس من الصواريخ والطائرات المسيرة وغواصة بحرية مسيرة تهدف لبناء نفوذو وإعادة كتابة قواعد اللعبة

كتب: وكالات الانباء

في الحرب الرابعة بين إسرائيل وحماس، أطلقت الحركة أكثر من 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، سقط بعضها في عمق الأراضي الإسرائيلية.

وكشفت القذائف غير المسبوقة التي وصلت إلى أقصى الشمال، إلى مدينة تل أبيب الساحلية، وإطلاق طائرات دون طيار ومحاولة هجوم بغواصة، ترسانة محلية توسعت بشكل كبير.

قال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في مدينة غزة “حجم قصف حماس أكبر بكثير والدقة أفضل في هذا الصراع”.

وتقول إسرائيل إن الحصار الذي سبب معاناة شديدة لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة، ضروري لمنع تخزين أسلحة حماس، ولا يمكن رفعه.

ولكن الحركة تمكنت رغم المراقبة والقيود من مراكمة الأسلحة، وفق “أسوشيتد برس”.

منذ تأسيسها في 1987، تطور الجناح العسكري السري للحركة الذي يعمل جنباً إلى جنب مع منظمة سياسية، من ميليشيا صغيرة، إلى ما تصفه إسرائيل بـ “جيش شبه منظم”.

وأطلقت الجماعة في أيامها الأولى، النار وخطفت إسرائيليين، وقتلت مئات منهم في تفجيرات انتحارية خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، التي اندلعت في أواخر 2000.

ومع انتشار العنف، بدأ التنظيم إنتاج صواريخ “القسام” البدائية، التي كانت تعتمد جزئياً على السكر المصهور ولا يتجاوز مداها بضعة كيلومترات،  وتسبب أضراراً طفيفة، وغالباً ما تسقط داخل غزة.

وبعد انسحاب إسرائيل من غزة في 2005، جمعت حماس خط إمداد سري من رعاة قدامى، خاصةً إيران وسوريا، وفقاُ للجيش الإسرائيلي. وأغرقت صواريخ بعيدة المدى، ومتفجرات، ومعادن، وآليات الحدود الجنوبية لغزة، مع مصر.

ويقول الخبراء إن الصواريخ شُحنت إلى السودان، ومنه عبر صحراء مصر الشاسعة والأنفاق تحت شبه جزيرة سيناء، إلى غزة.

وحسب الجيش الإسرائيلي، اكتسب التهريب زخماً في عهد الرئيس الإخواني محمد مرسي في مصر، قبل سقوطه.

وخزن المسلحون صواريخ أجنبية الصنع ذات مدى متطور، مثل “كاتيوشا” و”فجر” 5 الإيرانية، والتي استخدمت في حربي 2008 و 2012.

وقال فابيان هينز، المحلل الأمني المستقل الذي يركز على الصواريخ في الشرق الأوسط، إن “الرواية الإيرانية تقول إنهم أطلقوا إنتاج الصواريخ في غزة ووفروا القاعدة التقنية والمعرفية، لكن الفلسطينيين الآن مكتفون ذاتياً”.

ولإنتاج الصواريخ، يخلط خبراء كيميائيون ومهندسون من حماس الوقود مع الأسمدة ومكونات أخرى في مصانع مؤقتة. ويُعتقد أن السلع المهربة الرئيسية تنقل إلى غزة عبر أنفاق لا تزال في الخدمة.

وأشادت حماس علناً بإيران على مساعدتها التي يقول الخبراء إنها تتخذ الآن شكل وضع الخطط وتوفير معلومات هندسية، واختبار محركات وغيرها من الخبرات الفنية.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران تقدم 100 مليون دولار سنوياً للجماعات الفلسطينية المسلحة.

قدر الجيش الإسرائيلي قبل جولة القتال الأخيرة، أن لدى حماس ترسانة من 7 آلاف صاروخ يمكن أن تغطي جميع أنحاء إسرائيل تقريباً، و300 صاروخ مضاد للدبابات و100 صاروخ مضاد للطائرات.

كما حصلت على عشرات الطائرات بدون طيار ولديها جيش قوامه حوالي 30 ألف مقاتل، من بينهم 400 كوماندوز بحرية.

وفي الحرب الأخيرة كشفت حماس النقاب عن أسلحة جديدة تضم طائرات دون طيار توجه في البحر والصاروخ غير الموجه “عياش” الذي يصل مداه إلى 250 كيلومتراً. وتؤكد إسرائيل أنها أحبطت وأفشلت توجيه هذه الأسلحة ضربات مباشرة.

ضربة قاسية
ويقول الجيش الإسرائيلي إن عمليته الأخيرة وجهت ضربة قاسية لمنشآت الأبحاث وتخزين وإنتاج لحماس”. لكن المسؤولين الإسرائيليين يعترفون أيضاً بأنهم لم يتمكنوا من وقف وابل الصواريخ. 

وخلافاً للصواريخ الموجهة، فإن الصواريخ التي استخدمت غير دقيقة، واعترضت القبة الحديدية الإسرائيلية أغلبها العظمى. 

وقال هينز إن “حماس لا تهدف إلى تدمير إسرائيل عسكرياً. وفي نهاية المطاف، تهدف الصواريخ إلى بناء نفوذ وإعادة كتابة قواعد اللعبة”.

قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط يبحث عن حل لمشكلة الهجمات بالطائرات المسيرة الصغيرة

على الجانب الاخر أكد قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أن تطوير أساليب التعامل مع الهجمات المنفذة بطائرات مسيرة صغيرة لا يزال أولوية قصوى، مقرا بأن واشنطن لم تصل إلى حلول لهذه المشكلة بعد.

وحذر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث (فرانك) ماكينزي امس السبت في تصريحات للصحفيين المرافقين له خلال جولته الإقليمية الحالية من أن وتيرة استخدام طائرات هجومية مسيرة من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من إيران من المتوقع أن تتصاعد في السنوات القليلة القادمة.

ورجح الجنرال أن الفصائل المسلحة في العراق قد تعول على شن هجمات محدودة بطائرات مسيرة على القوات الأمريكية بهدف إجبارها على الانسحاب من البلاد، واصفا هذا الوضع بأنه خطير.

ولفت ماكينزي إلى أن هذه الطائرات المسيرة الصغيرة تمثل تحديا ملموسا، بسبب سهولة شرائها وتكلفتها المنخفضة وصعوبة رصدها واعتراضها، مشددا على ضرورة أن تجد الولايات المتحدة سبلا جديدة للتعامل مع هذا الخطر في الشرق الأوسط وغيره من مناطق العالم.

وقال: “نعمل بدأب على إيجاد حلول تقنية ستتيح لنا زيادة فعالية التصدي للدرونات”.

وأوضح أن هذه الجهود تتمثل بالبحث عن سبل جديدة لقطع روابط التحكم بين الطائرة المسيرة ومشغلها وتحسين أجهزة الاستشعار الخاصة بالرادارات بهدف رصد مثل هذه التهديدات على وجه السرعة، بالإضافة إلى إيجاد سبل إلكترونية وحركية فعالة لإسقاط الدرونات الصغيرة.

وذكر الجنرال أيضا أن أساليب التسييج وإقامة الشبكات الحامية المرتفعة قد تستخدم لحماية مواقع الجيش الأريكي من الطائرات المسيرة. 

ويأتي ذلك بعد نحو شهر من استهداف طائرة مسيرة مفخخة مطارا يستضيف قوات أمريكية في شمال العراق، ما أسفر عن اندلاع حريق واسع وإلحاق ضرر بأحد المباني دون وقوع إصابات.

وأفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن ماكينزي خلال جولته الحالية زار العراق الخميس الماضي، لكن لم يسمح للصحفيين المرافقين له لدواع أمنية بالكشف عن هذه الزيارة قبل مغادرة الجنرال للبلاد.

والجمعة، وصل ماكينزي إلى سوريا حيث اجتمع مع قيادات في الجيش الأمريكي وشركاء الولايات المتحدة في أربع قواعد، حسب الوكالة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)

بمجرد انتهاء الجولة الأحدث من المواجهات العسكرية بين الجيش الإسرائيلي والفصائل المسلحة الفلسطينية باتفاق على وقف إطلاق النار برعاية مصرية، أصبح تقييم هذه الجولة مادة خصبة لدوائر التحليل السياسي.

وبينما ذهب فريق إلى اعتبار إسرائيل خرجت خاسرة من هذه الجولة، بحث آخرون في الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى خوض هذه المغامرة العسكرية والتداعيات المحتملة التى سيواجهها.

طوق النجاة
ورأى محللون أن نتانياهو أقدم على التصعيد وهو على بعد أيام وربما ساعات من الإطاحة به وإسدال الستار على مستقبله السياسي، وفي ظل ملاحقة قضائية بتهمة الفساد، بينما كان ائتلاف من أحزاب المعارضة يقترب من الإعلان عن تأمين أغلبية من الأصوات البرلمانية لتشكيل حكومة جديدة.

ويقول هؤلاء المحللون إن نتانياهو جنح إلى ذلك باعتباره طوق النجاة، وإن الصراع، بغض النظر عن نتائجه، قضى على جهود المعارضة أو جمدها وفتح الباب أمام إجراء خامس انتخابات في إسرائيل خلال عامين.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة واشنطن بوست إن الصراع الأخير عزز فرص نتانياهو فى البقاء في السلطة بعد أربع انتخابات غير حاسمة شهدتها إسرائيل.

القوة اليهودية 
في الوقت نفسه، هاجم ساسة من المعسكر اليميني في إسرائيل وقف إطلاق النار، وهدد البعض بسحب دعمهم لنتنياهو.

ووصف إيتمار بن جفير، زعيم حزب “القوة اليهودية” المتطرف، الذي كان نتانياهو يحاول استمالته في مشاورات تشكيل الحكومة، وقف إطلاق النار بأنه مخز واستسلام للإرهاب. بينما اعتبر جدعون سار، حليف نتانياهو السابق الذي يقود الآن حزب “أمل جديد” الصغير ، وقف إطلاق النار أمرا محرجا.

كما هاجمت بعض الأصوات في حزب نتانياهو نفسه (الليكود) رئيس الحكومة ورأت أنه أطال أمد العملية العسكرية في غزة بسبب تفويض منافسه يائير لبيد ، زعيم حزب “هناك مستقبل” بتشكيل الحكومة.

وذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن أصواتا داخل الليكود تشكك في الوجهة التي يقود إليها نتانياهو إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مستشار سياسي بارز في الليكود قوله : “نتانياهو يهرول إلى انتخابات خامسة ويأخذ الدولة رهينة”.

وأضاف أن نتانياهو “كان يلعب على العملية (يطيل أمدها) في غزة كي يستغرق أيام التفويض الممنوحة لرئيس حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) يائير لبيد لتأليف حكومة، من دون أي خطة حقيقية. كما لا يبدو لي أن هناك إرادة حقيقية للقضاء على حماس. إنه يخلف خراباً في العلاقات بين عرب إسرائيل وبين اليهود”.

وسعى نتانياهو للترويج لنفسه من خلال تصريحات لخص فيها نتائج الأيام الأحد عشر للمواجهات، مؤكداً أن إسرائيل وجهت “ضربة كبيرة للمنظمات الإرهابية في غزة، وأن “حماس دفعت ثمناً باهظاً خلال هذه العملية… دمرنا شبكة الأنفاق الأرضية الخاصة بحماس”.

إلا أن صحيفة هاآرتس العبرية وصفت ما حدث بأنه فشل ذريع، قائلة: “نشهد فشلاً عسكرياً وسياسياً وإخفاقات في الجيش الإسرائيلي”.

مشهد مرتبك 
ونشرت الصحيفة مقالاً وصف العملية الأخيرة، التي أطلق عليها “حامي الأسوار” بأنها أكثر “العمليات الفاشلة وغير الضرورية بالنسبة لإسرائيل”.

وفي ضوء الانتقادات التي يواجهها نتانياهو وبعيداً عن محاولاته الخروج بصورة المنتصر بعد المعارك الأخيرة، يظل المشهد الإسرائيلي مرتبكاً وهو يعاني من حالة من الجمود تعجز معها محاولات تشكيل الحكومة.

على الجانب الآخر، عمت مظاهر الاحتفال غالبية المدن الفلسطينية، وعبر فلسطينيون عن فرحتهم بـ”الانتصار” في هذه الجولة رغم ما تكبدوه من خسائر بشرية ومادية.

وعلى الرغم من عدم تسجيل أي خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في يومه الأول، يرى البعض أن حالة الهدوء لن تستمر طويلاً في ضوء استمرار الأسباب التي اندلعت بسببها مواجهات الأيام الأحد عشر.

وأفاد تقرير لصحيفة الإيكونوميست البريطانية بأن تجدد المواجهة بين إسرائيل وحماس “مسألة وقت لأن الهدنة لم تحل أي إشكاليات عالقة بشكل حقيقي”.

وأضافت الصحيفة أن “شرارة التوسع في المواجهة الأخيرة جاءت في القدس. ولو لم تكن القدس لكان هناك سبب آخر. فكلاهما (إسرائيل وحماس) عالقتان في أزمة دائمة، محاصرتان بمنطق الحرب، الذي يفرض عليهما الاستمرار في نفس الحركات”.

وخلصت إلى أن “هذه الجولة انتهت، لكن لا يوجد ما يرجح لدورة العنف أن تنتهي. ستخرج إسرائيل وحماس من هذه المعركة بمثل ما دخلتا فيها. لم يتم حل أي شيء. ومع ذلك فمن المرجح أن يكررا ذلك مرة أخرى”.

المقاومة الفلسطينية كبدت قوات الاحتلال خسائر كبيرة

وعن خسارة اسرائيل فى حرب الاستنزاف  فالمقاومة الفلسطينية كبدت قوات اسرائيل خسائر كبيرة فادحة, وتوقعت وكالتا التصنيف الائتمانى «موديز»، و«ستاندرز آند بورز» العالميتان انخفاض تصنيف إسرائيل الائتمانى خلال الفترة المقبلة، تأثرًا بالأوضاع الأمنية. وفى تقريرها رأت «موديز» أن حجم خسائر إسرائيل الاقتصادية المباشرة، نتيجة الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية، وصل إلى 3.5 مليار شيكل من إجمالى الناتج القومى، لكن الخسارة الأكبر تكمن فى تراجع حركة السياحة، وأنشطة الموانئ البحرية والجوية، بالإضافة إلى تكلفة إصلاح المنظومة الأمنية، وفاتورة تعويضات المضارين.. أما وكالة التصنيف الائتمانى «ستاندرز آند بورز»، فأبقت على تصنيف إسرائيل فى المستوى AA  كما هو منذ عام 2018. وفى تقريرها أشارت «ستاندرز آند بورز» إلى أن تصنيف إسرائيل هبط خلال الأيام القليلة الماضية على خلفية التصعيد أمام حماس، وموجات العنف فى الداخل الإسرائيلي.

وعلى المسار العسكري لحرب الاستنزاف، وصلت تكلفة يوم المواجهة الواحد إلى 120 مليون شيكل، ولا يتضمن هذا المبلغ تكاليف نفقات أخرى من بينها تعبئة جنود الاحتياط. وفى حين بلغ إجمالى تكلفة عملية إسرائيل العسكرية فى قطاع غزة عام 2014، والمعروفة بـ«الجرف الصامد» 9 مليارات شيكل، من المتوقع أن يزيد إجمالى تكلفة عملية «حارس الأسوار» فى القطاع أضعاف هذا المبلغ، لاسيما أن تكلفة إطلاق الصاروخ الواحد فى منظومة «القبة الحديدية» تبلغ 50 ألف دولار، وفقًا لتقرير نشره موقع «والَّا» العبري.. كما أشارت معطيات هيئة الاقتصاد فى غرفة اتحاد الصناعة إلى أن تكلفة خسائر اليوم الواحد خلال عملية «حارس الأسوار» تقدر بـ180 مليون شيكل، ولا يشمل هذا المبلغ حجم الأضرار التى لحقت بالمصانع خلال يومى 11 و13 مايو، وهما اليومان اللذان تعطل فيهما العمل فى مدن الجنوب الإسرائيلى، وفقًا لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية.

بعد التعويضات والمنح التى جرى دفعها للعمال على خلفية أزمة «كورونا»، ربما لن تتمكن الحكومة الإسرائيلية، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» من تجاهل طلب المستوطنين الحصول على تعويضات نتيجة التوترات الأمنية …وقد قتل أكثر من 280 فلسطينياً في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وأصيب آلاف آخرون على يد الجيش الإسرائيلي ، بينما قتل 12 إسرائيلياً وأصيب المئات جراء الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية منذ بدء القتال في 10 مايو(آيار) الجاري…نعم انها حقا حرب استنزاف اقتصادى وعسكرى وبشرى فهل يعى صناع القرار فى اى مكان فى العالم خطورة اندلاع حرب ؟.

مترو الأنفاق في قطاع غزة (أرشيف)

وقبل وقف اطلاق النار صعد الجيش الإسرائيلي خلال عمليته العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة ضرباته ضد ما قال إنه “مترو” الأنفاق، وهو عبارة عن شبكة مؤلفة من أنفاق يستخدمها مقاتلو حركة حماس للتنقل بعيداً عن ضربات الطائرات بدون طيار وإطلاق صواريخ على الدولة العبرية.

ومن أجل تجاوز الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سيطرة حركة حماس على القطاع عام 2017، قام الفلسطينيون بحفر مئات الأنفاق حتى حدود 14 كلم بين القطاع وصحراء سيناء المصرية، وكان هدف المهمة واضحاً: نقل الأشخاص والبضائع بالإضافة إلى نقل الأسلحة والذخيرة بين غزة وبقية العالم.

وقامت أيضاً حماس والجهاد الإسلامي بإدخال الصواريخ التي تم نقلها من إيران عبر السودان، ثم عبر شبكات التهريب إلى مصر قبيل إدخالها إلى قطاع غزة.

وفي السنوات الأخيرة، قامت مصر بطلب من إسرائيل بإغراق هذه الأنفاق وتدميرها، وخلال حرب غزة عام 2014، شن الجيش الإسرائيلي أيضاً عملية برية وقصف أنفاقاً خارج القطاع.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي “لكن منذ عام 2014، كانت مهمة حماس الرئيسية هي تطوير شبكة أنفاق تحت الأرض تسمح بالحركة عبر غزة”، وقدر المسؤول تكلفة بناء كل كيلومتر بـ 500 ألف دولار.

ويمكن للمقاتلين وقادتهم الاختباء لعمق يصل أحياناً إلى 30 أو 40 متراً تحت الأرض، وبإمكانهم التحرك وحماية أنفسهم من الضربات الجوية، وبحسب صور للجيش الإسرائيلي، من الممكن أيضاً إخراج بطاريات إطلاق الصواريخ المخبأة على عمق عدة أمتار عن طريق نظام من الحفر لإطلاقها بسرعة والاختباء مرة أخرى.

وأوضح المسؤول العسكري الإسرائيلي “لا نعلم تماماً أين مواقع هذه الأنفاق كلها، ولكننا نقدر بأننا قمنا بتدمير نحو 100 كلم منها”، وبحسب المسؤول فإن كل “كتيبة” من حماس تسيطر على جزء من الأنفاق التي تشكل شبكة واسعة تحت الأرض.

وفي ليلة 13 حتى 14 من مايو(أيار) الماضي، حاول الجيش الإسرائيلي إعطاء انطباع بأن قواته ستدخل القطاع لإجبار مقاتلي حماس على اللجوء إلى الأنفاق ثم قصفهم جوياً، وادعى الجيش في البداية أنه قتل “العديد” من عناصر حركة حماس بدون تحديد العدد.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية فإن الضربات على الأنفاق كانت فتاكة، ولكن الذين خططوا لشن الغارات الجوية “فشلوا في أن يأخذوا بالاعتبار تأثير الانفجار على المنازل التي تم حفر الأنفاق تحتها”.

وأضافت الصحيفة أن “الأساسات التابعة لمنزلين في حي الرمال تضررت وانهارت المنازل فوق رؤوس ساكنيها”، في إشارة إلى الحي الذي تعرض بحسب ساكنيه لأكثر من مئتي غارة جوية.

وبعد ساعات من دخول وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ اليوم الجمعة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، أعلن مسعفون عن انتشال 5 جثث و10 ناجين من تحت أنقاض نفق في منطقة خان يونس جنوب القطاع.

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بما وصفه بأنه “نجاح استثنائي” للعملية العسكرية الإسرائيلية، مؤكداً لصحافيين في تل أبيب “حققنا أهدافنا في العملية”، وقال “لا يمكن لحماس الاختباء بعد الآن، قمنا بتصفية أكثر من 200 إرهابي بينهم 25 من الكوادر”.

ولكن القيادي في حركة حماس خليل الحية كان قال في كلمة ألقاها أمام آلاف المتظاهرين في غزة ليل الخميس الجمعة، “أقول لنتانياهو إن المجاهدين يتبخترون الآن في الأنفاق”، وأضاف “هذه نشوة النصر، نتانياهو الذي يقول سيدمر غزة ها هم جنود المقاومة يخرجونه من كل مكان”.

وقال الجيش الإسرائيلي إنّ أكثر من 4300 صاروخ أطلقت من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية 90% منها، وتتهم إسرائيل حركة حماس بتخزين الأسلحة وإقامة مواقع عسكرية في مناطق مكتظة بالسكان.

ركام برج مدمر في غزة (أرشيف)

على الجانب الاخر تواجه أطقم الدفاع المدني والشرطة المحلية في غزة صعوبات بالغة في التعامل مع مخلفات هجمات إسرائيل في موجة التوتر الأخيرة في القطاع التي استمرت 11 يوماً.

وأعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل ابتداء من فجر أمس الجمعة بوساطة من مصر وتدخلات إقليمية ودولية لإنهاء موجة عنف وصفت بالأعنف منذ سنوات.

وشرعت طواقم مختصة في عمليات إزالة ركام الأبراج والمنازل والمقرات العامة المدمرة بفعل هجمات إسرائيل وسط خطر التعامل مع مخلفات قذائف وصواريخ إسرائيلية لم تنفجر. 

وأعلنت وزارة الداخلية في غزة أن أجهزتها باشرت تنفيذ خطة إعادة الانتشار فور الإعلان عن وقف إطلاق النار لتأمين الأماكن التي تعرضت للاستهداف، والمحافظة على الممتلكات ومساعدة المتضررين. 

في هذه الأثناء، كثف جهاز الدفاع المدني عمليات فتح الطرقات العامة وبدء عمليات إزالة الركام فضلاً عن البحث عن مفقودين تحت أنقاض منازل وداخل أنفاق أرضية تعرضت لهجمات إسرائيلية.  

وقال مدير عام الدفاع المدني في قطاع غزة اللواء زهير شاهين، إن عمليات إزالة الركام من الأماكن المدمرة جراء غارات إسرائيل بحاجة لعمل مكثف على مدار أيام لاسيما فيما يتعلق بالأبراج.  

نقص في المعدات
واشتكى شاهين في تصريحات للصحفيين في غزة، من افتقاد طواقم جهاز الدفاع المدني العتاد اللازم لمهامه من معدات ثقيلة مثل الحفارات والجرافات ورافعات الأوزان، وأجهزة الكشف عن أحياء تحت الأنقاض. 

من جهته صرح وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة الفلسطينية محمد زيارة أن هجمات إسرائيل على قطاع غزة خلال جولة التوتر الأخيرة أدت إلى دمار هائل خلفته في جميع مناحي الحياة. 

وقال زيارة في بيان صحفي، إن استهداف المدنيين وتدمير المنشآت العامة والمباني السكنية والمصانع والبنية التحتية من طرق وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء هو “جريمة حرب”، يحاسب عليها القانون الدولي. 

وذكر أن الوزارة بصورة مباشرة أو من خلال “الفريق الوطني لإعادة الإعمار” ستواصل تنفيذها لمشاريع إعادة الإعمار في جميع القطاعات، وبمشاركة الوزارات، والهيئات الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في قطاع غزة. 

دمار كبير
وأشار زيارة إلى أن جولة التوتر الأخيرة أعادت الوضع في غزة بصورة عامة لما كان عليه بعد حرب عام 2014، بل أسوأ في بعض القطاعات خاصة في البنية التحتية، داعياً المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته نحو توفير الأموال اللازمة لإعادة الإعمار. 

بدوره دعا وكيل وزارة الحكم المحلي في غزة أحمد أبو راس إلى ضرورة عقد مؤتمر رئيسي ومركزي لإعادة إعمار غزة على أرضها. 

وأكد أبو راس في بيان صحفي جهوزية غزة لاستقبال الداعمين والمانحين ليطّلعوا بشكل مباشر على حجم الأضرار التي خلفتها هجمات إسرائيل خلال جولة التوتر الأخيرة. 

وقال: “نريد من المانحين والداعمين أن يعلنوا تضامنهم واستعدادهم لدعم إعادة إعمار غزة من على أرضها ليكونوا شهوداً على حجم الدمار الذي سببه العدوان الإسرائيلي”. 

وأضاف أن “خطة إعادة إعمار غزة هذه المرة ستكون مختلفة عن سابقاتها، وسنركز على إعادة بناء وتطوير كافة القطاعات وخاصة القطاع الصناعي والزراعي والسياحي ضمن رؤية تنموية مستدامة وأولويات وطنية متفق عليها”. 

ورصدت تقارير حكومية أن عدد الوحدات السكنية التي تعرضت للهدم الكلي في قطاع غزة بلغت 1800 وحدة فيما بلغ عدد الوحدات المتضررة بشكل جزئي 16800 وحدة سكنية، بينما تدمر 5 أبراج سكنية و74 مقراً حكومياً. 

فيما قال وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي، إن إسرائيل دمرت خلال هجماتها على قطاع غزة 15 مصنعاً في منطقة غزة الصناعية والخسائر الأولية تقدر بملايين الدولارات. 

وأكد العسيلي للإذاعة الفلسطينية الرسمية، أن المصانع المستهدفة في الغارات الإسرائيلية لا علاقة لها بأي عمل عسكري، وتختص بتصنيع منتجات مختلفة يتم تصديرها الى الخارج. 

وذكر العسيلي أن عملية حصر الأضرار والخسائر بصورة نهائية تحتاج الكثير من الوقت، داعياً الجهات المانحة إلى سرعة التحرك لتقديم الدعم المالي اللازم لإغاثة سكان قطاع غزة. 

فيما صرح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية اسحق سدر، أن هجمات إسرائيل الأخيرة في غزة تسببت في دمار كبير لشبكة الاتصالات والإنترنت، الأمر الذي أدى لتضرر 70 ألف مستخدم للشبكة العنكبوتية. 

وذكر سدر أنه تم التواصل مع جهات دولية عدة منها الرباعية الدولية والبنك الدولي لإدخال أجهزة لشبكات الاتصالات والإنترنت، بعد الدمار الكبير الذي خلفته هجمات إسرائيل في البنى التحتية في قطاع الاتصالات. 

وكان مسعفون أعلنوا أمس عن انتشال خمسة قتلى فلسطينيين في غزة جراء هجمات إسرائيل على القطاع. 

وقالت وزارة الصحة في غزة في أحدث حصيلة لها، إن العدد الإجمالي للقتلى الفلسطينيين ارتفع إلى 248 بعد انتشال جثامين خمسة قتلى. 

وأوضحت الوزارة أن بين القتلى 66 طفلاً و39 امرأة و17 مسناً، بينما بلغ عدد الجرحى 1948 إصابة بينهم نحو 20 بحالة خطرة.
 
من جهتها أعلنت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اليوم، أن 19 من قادتها وعناصرها قتلوا خلال جولة التوتر الأخيرة مع إسرائيل. 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!