بالعبريةعاجل

اجتماع لكبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل قبل إنتاج الغاز من كاريش

لابيد أول رئيس وزراء إسرائيلي يدعو في الأمم المتحدة إلى حل الدولتين منذ 2016 وانتقادات الفلسطينيين وغضب اليمين الإسرائيلي

اجتماع لكبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل قبل إنتاج الغاز من كاريش

اجتماع لكبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل قبل إنتاج الغاز من كاريش
اجتماع لكبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل قبل إنتاج الغاز من كاريش

كتب : وكالات الانباء

وقال لابيد: “الاتفاق مع الفلسطينيين، على أساس دولتين لشعبين، هو الشيء الصحيح لأمن إسرائيل، ولاقتصادها ومستقبل أطفالنا، وعلى الرغم من كل العقبات، لا تزال غالبية الإسرائيليين تدعم رؤية حل الدولتين، وأنا واحد منهم”.

وأضاف: “لدينا شرط واحد فقط، أن تكون الدولة الفلسطينية المستقبلية دولة سلمية، وأنها لن تصبح قاعدة إرهاب أخرى يمكن من خلالها تهديد إسرائيل ووجودها”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد (أرشيف)

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أنه سيعلن دعمه لحل الدولتين مع الفلسطينيين خلال خطابه، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال موقع “i24 news”، إنه “قبل انتخابات الكنيست في نوفمبر (تشرين الثاني) المرتقبة في إسرائيل، وبعد سنوات من انتظار الحل الصامد بوجه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الراكد، سيعبر لابيد عن دعمه للتوصل إلى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين”.

وأضاف نقلاً عن مسؤول مقرب من لابيد أنه “منذ سنوات عديدة، لم يتفوه رئيس وزراء إسرائيلي بتصريح مماثل في الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وتابع “سيطرح لابيد أيضاً مخاطر السعي إلى حل كهذا، وسيؤكد أنه لن يعرّض أمن إسرائيل للخطر، وسيطالب بالانفصال عن الفلسطينيين من موقع القوة”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضاً، عبر عن دعمه لحل الدولتين خلال خطابه أمام الأمم المتحدة، مضيفاً: “سنواصل الدعوة إلى سلام دائم بين دولة إسرائيل اليهودية الديمقراطية والشعب الفلسطيني”.

وقال: “الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل بشكل كامل، ولا يزال حل الدولتين هو أفضل وسيلة لضمان أمن إسرائيل وازدهارها، ومنح الفلسطينيين الدولة التي يحق لهم التمتع بها”.

قوبل الخطاب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، بردود فعل كثيرة في إسرائيل، بعد أن حاول التميز عن نتانياهو، والابتعاد عن الخطابات التقليدية التي لم تتطرق إلى القضية الفلسطينية، ولكنه واجه موجة كبيرة من الانتقادات.

قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إن لابيد أكد في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن غالبية الإسرائيليين تؤيد حل الدولتين، ونقلت استطلاعات رأي لقنوات إسرائيلية تُكذب ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وحسب استطلاع القناة الـ13، أجاب 39% من المستجيبين بأنهم يؤيدون حل الدولتين، وعارضه 43%، فيما أجاب 18% بأنهم لا يعرفون.

تحليل البيانات أظهر اتجاهاً أكثر وضوحاً، إذ أيد 32% من اليهود حل الدولتين، فيما عارضه 48%، ومن غير اليهود، فإن 77% يؤيدون حل الدولتين فيما يعارضه 11% فقط.

ووفقاً لنتائج استطلاع للقناة الـ 12، أجاب نصف المستطلعين، 49% بأنهم لا يؤيدون حل الدولتين الذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية، وقال 28% فقط إنهم يؤيدونه، وأجاب 23% بلا أعرف.

ووفقاً للصحيفة الإسرائيلية، أجري الاستطلاع بعد خطاب رئيس الوزراء لابيد، والذي تناول فيه القضية الفلسطينية لأول مرة منذ سنوات في الأمم المتحدة.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن لابيد اختار أن يميز نفسه عن بنيامين نتانياهو وقرر التنازل في خطابه عن الوسائل التصويرية لصالح ذكر ابنته، ووالده الذي نجا من المحرقة، وجده الذي قُتل في معسكر اعتقال.

إعادة الفلسطينيين إلى المقدمة
من جانبه قال رئيس المعارضة، بنيامين نتانياهو، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعيد الفلسطينيين إلى  المنصة الدولية، ويرمي إسرائيل في “الحفرة” الفلسطينية.

وأشار نتانياهو إلى أن إيران تسير بسرعة نحو اتفاق نووي يعرض بقاء اسرائيل للخطر مدعياً أن لابيد لا يحرك ساكنًا منذ أكثر من عام.

ومن جانبه قال النائب الليكودي يواف غالانت إن لابيد بصفته رئيساً لحكومة انتقالية، لا حق له في إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل، وفق هيئة البث الإسرائيلية “مكان”.

تقسيم إسرائيل
ورأى زعيم حزب “الصهيونية الدينية” بتسالئيل سموتريتش أن تصريحات لابيد عن حل الدولتين، تعني السعي إلى تقسيم أرض إسرائيل.

وعلى النقيض، وصف سفير الولايات المتحدة في القدس توم نايدس، دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي لحل الدولتين، بالشجاع، وقال في تغريدة على تويتر، إن “التعايش أفضل طريق للمضي قدماً”.

أهداف انتخابية
أما السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، داني دانون فقال: “يدير يائير لابيد دولة إسرائيل فقط وفقاً لاحتياجات حملته الانتخابية وحزبه، تحتاج دولة إسرائيل إلى زعيم وليس مناصراً تحت ستار رئيس الوزراء، إن تسليط الضوء على القضية الفلسطينية بدل التهديد الإيراني يثبت أن لابيد معني فقط بحملته الانتخابية، وليس بخدمة مصالح دولة إسرائيل”.

ضربة قاتلة
وقال رئيس كتلة الليكود وعضو الكنيست ياريف ليفين: “لابيد استسلم الليلة بشكل مخز لمؤيدي الإرهاب من السلطة الفلسطينية” على حد تعبيره.

وأكد أن لابيد وجه ضربة قاتلة لمكانة إسرائيل السياسية، بدل الوقوف أمام العالم والقول صراحة إن أرض إسرائيل ملك لشعب إسرائيل، وتابع “لابيد أمام كارهي إسرائيل، تخلى عبثا عن الإنجازات السياسية التي حققها نتانياهو خلال سنوات العمل السياسي الجاد”.

واستطرد قائلاً: “هذا هو القرار الذي نواجهه في الانتخابات المقبلة، قرار بين حكومة وطنية مستقرة بقيادة نتانياهو تحمي أرض إسرائيل وتعزز الاستيطان وتحافظ على الأمن، وحكومة يسارية ضعيفة وخطيرة بقيادة لبيد للتخلي عن أرض إسرائيل وتدمير المستوطنات، واقامة دولة إرهابية خطيرة في قلب الأرض”.

العودة إلى أوسلو
وقال رئيس منظمة “إم ترتسو” ماتان بيليغ: “اليسار يقود إلى إقامة دولة فلسطينية ويعيدنا إلى أيام أوسلو، لا يجب أن لابيد وغانتس يعيدانا 30 عاماً إلى الوراء”.

وأضاف أن “لابيد يعيد إسرائيل إلى زمن أوسلو وانفجار الباصات، لقد أعطى لابيد الآن أسباباً للعرب لرفع رؤوسهم أكثر ومواصلة الإرهاب ضد الجنود والمدنيين”، على حد قوله.

وتابع “بدل إعلان أن إسرائيل ستتخذ موقفاً متشدداً ضد الإرهاب، فإن لابيد يفعل العكس، وبالتالي يؤجج العنف العربي الذي يقوده منكر المحرقة أبو مازن، رئيس سلطة الإرهاب، وهي سياسة تعرض إسرائيل للخطر” على حد وصفه.

كلمة رئيس الوزراء يائير لابيد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

وأثار رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد حنق اليمين الإسرائيلي وتشكيكا بين النخبة السياسية الفلسطينية عندما أكد تأييده إقامة دولة فلسطينية “مسالمة”، ولو من دون اقتراح استراتيجية لإعادة إطلاق عملية السلام.

وفي خطابه الأول، وربما الوحيد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حضّ لابيد المجتمع الدولي على اتخاذ موقف صارم تجاه إيران، وهو موقف يشاركه فيه جميع القادة الإسرائيليين تقريبا في السنوات الأخيرة، لكنه أعاد تأكيد دعمه لإقامة دولة فلسطينية، وهو موقف يواجه تعقيدات.

وقال لابيد في خضم حملة الانتخابات التشريعية المقررة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، إنه على الرغم من وجود “عوائق”، إلا أن إبرام “اتفاق مع الفلسطينيين يقوم على حل دولتين لشعبين هو الخيار الصائب لأمن إسرائيل واقتصادها ولمستقبل أولادنا”.

وتابع إن “غالبية كبيرة” من الإسرائيليين تدعم حل الدولتين، و”أنا واحد منهم”.

لكنه لم يدعُ إلى إجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (87 عاما) ولم يتحدث عن خطة سلام.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي “لدينا شرط واحد: أن تكون الدولة الفلسطينية الموعودة مسالمة”.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن الذي زار إسرائيل والأراضي الفلسطينية بعد توليه السلطة، هذه التصريحات بأنها “شجاعة”.

وأكد بايدن دعمه “حل الدولتين”، فلسطين قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل.

واتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود اليميني، خصمه السياسي لبيد بإعادة “الفلسطينيين إلى مركز الساحة الدولية وإعادة إسرائيل إلى الحفرة الفلسطينية”.

وقال “اليوم يريد (لابيد) أن يمنح الفلسطينيين دولة إرهابية في قلب إسرائيل، وهذه الدولة ستهددنا. لكن دعني أخبرك سيد لابيد، شركائي وأنا لن نسمح لكم بذلك”.

وانتقدت شخصيات يمينية أخرى بمن فيها رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت المتحالف مع لابيد، هذه التصريحات.

وتحتل إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة حيث يعيش ما يقرب من 700000 مستوطن إسرائيلي إلى جانب الفلسطينيين، منذ العام 1967، ما يجعل مشروع إقامة دولة فلسطينية صعب المنال إلى حدّ بعيد.

استطلاعات الرأي

وستشهد إسرائيل التي تمرّ بأزمة سياسية، انتخابات تشريعية هي الخامسة في أقل من أربع سنوات في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر.

ويسعى بنيامين نتنياهو الذي أُجبر على التنحي عن السلطة العام الماضي لصالح تحالف متنوع بقيادة لابيد الوسطي، تحفيز اليمين من أجل العودة إلى رئاسة الحكومة.

ويتقدّم الليكود، بحسب استطلاعات الرأي، على الأحزاب الأخرى. وهناك مؤشرات على إمكانية حصوله على الأغلبية مع حلفائه من الأحزاب المتدينة واليمينية المتطرفة.

وتحتل مجموعة يائير لابيد الوسطية “يش عتيد” (يوجد مستقبل) المرتبة الثانية، وتعتمد أكثر على دعم اليسار والعرب المنتخبين ويمين الوسط، من أجل محاولة البقاء في السلطة.

ولم يخفِ لابيد يوما دعمه لحل الدولتين. وبهذا، يمكن لخطابه الذي ألقاه في الأمم المتحدة أن يعزّز شعبيته بين “ذوي الميول اليسارية” الذين يفكرون في الانتقال إلى الوسط، وفق ما ترى داليا شيندلين المتخصصة بالعلوم السياسية واستطلاعات الرأي لوكالة فرانس برس.

وتضيف “بعيدا عن مسألة استطلاعات الرأي، يعطيه هذا الخطاب صورة جيدة لأنه يتخذ أخيرا موقفا واضحا وشجاعا وصريحا”، مشيرة إلى أن “إحدى نقاط ضعفه الكبرى كانت أن مواقفه غامضة أو فارغة من وجهة نظر أيديولوجية”.

محمود عباس

بالنسبة إلى النائب سامي أبو شحادة من فلسطينيي 1948 والمقرب من الطبقة السياسية الفلسطينية، فإن خطاب يائير لابيد في الأمم المتحدة يثير العديد من التساؤلات. وكتب في سلسلة منشورات في حساباته عبر منصات التواصل الاجتماعي “هل ستصادق الحكومة الإسرائيلية على حل الدولتين؟ لم تفعل أي حكومة إسرائيلية ذلك من قبل (…) ماذا سيكون وضع القدس؟ (…) هل ستقبل أن تكون عاصمة فلسطين.. القدس الشرقية”.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الأمم المتحدة الجمعة بأن إسرائيل تعرقل عمدا التقدّم باتجاه التوصل إلى حل الدولتين ولم يعد من الممكن اعتبارها شريكا يمكن الوثوق به في عملية السلام.

وقال “بالأمس، استمعت إلى ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، وغيرهما من قادة العالم بشأن الموقف المؤيد لحل الدولتين، وهذا أمر إيجابي”، مضيفا “الاختبار الحقيقي لجدية ومصداقية هذا الموقف هو جلوس الحكومة الإسرائيلية إلى طاولة المفاوضات فورا لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، ومبادرة السلام العربية، ووقف كل الإجراءات الأحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين”.

وأضاف “إسرائيل التي تتنكّر لقرارات الشرعية الدولية قرّرت ألا تكون شريكا لنا في عملية السلام”.

وأكد “أننا لا نقبل أن نبقى الطرف الوحيد الذي يلتزم باتفاقات وقعناها مع إسرائيل عام 1993، اتفاقات لم تعد قائمة على أرض الواقع، بسبب خرق إسرائيل المستمر لها”.

وقال قتيبة حمدان، من سكان رام الله حيث مقرّ السلطة الوطنية الفلسطينية “أنا كفلسطيني أرى أن خطاب لابيد في الأمم المتحدة لم يقدم شيئا للفلسطينيين، هو لم يتحدث عن الاستيطان الذي يستنزف الأراضي الفلسطينية، لم يتحدث عن جرائم الاحتلال في الضفة، لم يتحدث عن كثير من الأمور. هو تحدث أمام مجلس يعترف للفلسطينيين بدولتهم. إذن هي شعارات فقط”.

وقال صبحي الخزندار، من أبناء غزة “أعرب لابيد عن أمله ونيته في إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على حدود الدولة الإسرائيلية. لكنه في النهاية متأكد من أنه رئيس وزراء مؤقت. مدى جدية حديثه ومدى قوة كلامه وتأثيره على الجانب الإسرائيلي، لا قيمة له في الوضع الحالي”.

نص كلمة رئيس الوزراء يائير لابيد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة:

“سيدي الرئيس, سيدي الأمين العام, أيها المندوبون, سيداتي وسادتي,

إلتأمت هذه الجمعية العامة في شهر نوفمبر 1947 وقررت إقامة دولة يهودية. عاش في إسرائيل في ذاك الحين عدة ألوف من اليهود في بيئة معادية, مصابون بصدمة وحزن بعد المحرقة التي قتل فيها ستة ملايين من أبناء شعبنا.

75 عاما بعد ذلك, إسرائيل هي دولة ليبرالية قوية وآبية ومزدهرة. أمة الستارب اب التي اخترعت ويز والقبة الحديدية وأدوية لأمراض الالزهايمر والباركينسون ورجل آلي يستطيع أن ينفذ عملية جراحية في العامود الفقري, تقود العالم في تكنولوجيا المياه والغذاء وتأمين السايبر والطاقة المتجددة ولها 13 فائزا بجائزة نوبل في الأدب والكيمياء والاقتصاد والسلام.

كيف حدث هذا؟ هذا حدث لأننا قررنا ألا نكون ضحية. قررنا ألا نغرق في آلام الماضي بل الارتكاز على أمل المستقبل. قررنا بذل طاقتنا ببناء الدولة ومجتمع سعيد ومتفائل وخلاق. 

لم نصل إلى أرض الميعاد فحسب بل نبني أرض الميعاد.

يحسم التاريخ على يد البشر. علينا أن نفهم التاريخ وأن نحترمه ونتعلم منه, ولكن علينا أيضا أن نكون مستعدين وقادرين على تغييره. علينا اختيار المستقبل دون الماضي والسلام دون الحرب والشراكة دون العزلة.

أقامنا قبل عدة أشهر منتدى النقب التاريخي. جلسنا في مأدبة عشاء, ليس بعيدا عن ضريح دافيد بن غوريون, الوالد المؤسس لدولة إسرائيل. كنا ستة: وزير الخارجية الأمريكي ووزراء خارجية مصر والإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل. هذه كانت مأدبة عشاء لم يكن أحد قادرا أن يحلم بأنها ممكنة.

وفجأة فتحت الباب ودخل شخص وقال: “أعتذر منكم ولكن وقعت عملية إرهابية
ليس بعيدا عن تل أبيب وتم قتل مواطنيْن إسرائيلييْن”. وفي هذه اللحظة أدركنا جميعا أن الهدف من هذه العملية هو تخريب القمة وخلق غضب بيننا وجرنا إلى المجادلة وتفكيك الشراكة الجديدة التي تشكلت بيننا. 

قلت لوزراء الخارجية: “يتوجب علينا أن ندين هذه العملية الإرهابية, الآن, معا. علينا أن نظهر للعالم أن الإرهاب لن ينتصر”.

ساد هدوء في الغرفة وعندئذ قال أحد وزراء الخارجية العرب: “نحن دائما ضد الإرهاب ولهذا السبب نحن هنا”. وبعد خمس دقائق أصدرنا بيانا مشتركا أدان العملية وقدس الحياة والتعاون وإيماننا بأن هناك طريق آخر.

القمة استمرت. تم التوقيع على اتفاقيات. تم تشكيل مجموعات عمل تعمل على قضايا تتعلق بالتكنولوجيا والأمن الغذائي والطاقة والمياه والتعليم والبنى التحتية. 
مجموعات العمل هذه تغبر وجه الشرق الأوسط في هذه الأثناء.

يجب على سكان الشرق الأوسط ومواطني العالم أجمع أن ينظروا من حواليهم وأن يسألوا أنفسهم: وضع من أفضل؟ وضع من اختار طريق السلام أو من اختار طريق الحرب؟ من اختار أن يستثمر في شعبه ووطنه أو من اختار الاستثمار في تدمير الآخرين؟ من يؤمن في التعليم والتسامح والتكنولوجيا أو من يؤمن بالتطرف وبالعنف؟ 

كل مرة ألتقي شخصا ينتقد إسرائيل, أطرح دائما نفس الجواب: “تعال زرنا”. تعالوا والتقوا إسرائيل الحقيقية. ستقعون في حبها. هذه الدولة تدمج بين الابداع والعمق التاريخي. يعيش فيها أناس ممتازون ويوجد فيها طعام لذيذ وروح طيبة. هذه هي دولة ديمقراطية يعيش فيها معا يهود ومسلمون ومسيحيون بمساواة مدنية كاملة.

يخدم في الحكومة التي أترأسها وزراء عرب. هناك حزب عربي عضو في ائتلافنا. هناك قضاة عرب في محكمتنا العليا. أطباء عرب ينقذون الأرواح في مستشفياتنا. عرب إسرائيل ليسوا أعداءنا بل شركائنا في الحياة.

تعالوا زورونا. ستكتشفون أن إسرائيل تشكل فسيفساء حضاريا مدهشا, من جبال الجولان المثلجة وحتى رمال الصحراء البيضاء في النقب. من تل أبيب عاصمة الهاي تك والحفلات على شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى أورشليم, عاصمتنا التاريخية, المدينة المقدسة للأديان الثلاث التي في شوارعها يلتقي الماضي والمستقبل كل يوم من جديد. 

ولكن فوق رأس دولتنا العظيمة يحوم تهديدان. إنها تحوم أيضا فوق رأسكم, حتى لو حاولتم انكار ذلك. الأول هو التهديد النووي – الخشية من امتلاك دول إرهابية وتنظيمات إرهابية السلاح النووي. التهديد الثاني هو وفاة الحقيقة.

دولنا الديمقراطية تسمم رويدا رويدا على يد أكاذيب وأخبار كاذبة. ساسة جامحون ودول استبدادية وتنظيمات راديكالية تزعزع تصورنا الواقع.

من الجدير أن تعلموا أن ليس هناك دولة في العالم تتعامل مع هذه الظاهرة أكثر من إسرائيل. ليس هناك دولة تعرضت أكثر لهجمات بالأكاذيب ولصرف أموال وجهود سعت لترويج معلومات كاذبة عنها. 

في شهر مايو الأخيرة نشرت في كل أنحاء العالم صورة ملاك الطناني, طفلة فلسطينية تبلغ 3 أعوام, مع خبر فظيع مفاده أنها قد قتلت مع والديها في غارة إسرائيل. كانت هذه صورة تمزق القلب ولكن ملاك الطناني لم تكن موجودة أبدا. تم أخذ هذه الصورة من انستغرام وهي تعود لطفلة روسية.

أستطيع أن أعطيكم آلاف الأمثلة عن ترويج أخبار كاذبة عن إسرائيل. الحركة المعادية لإسرائيل تروج هذه الأكاذيب منذ سنوات عديدة في وسائل الاعلام والحرمات الجامعية وشبكات التواصل الاجتماعي. السؤال ليس لماذا هم يقومون ذلك بل لماذا أنتم تصغون إلى ذلك. 

لماذا تصغون لأناس صرفوا مليارات الدولارات على تشويه الحقائق؟ لماذا تقفون إلى جانب متطرفين إسلاميين يعلقون مثليين على رافعات ويقمعون النساء ويطلقون الصواريخ على تجمعات سكنية مدنية من داخل رياض الأطفال والمستشفيات؟

لست ضيفا في هذه البناية. إسرائيل هي دولة ذات سيادة وآبية وعضو متساو في الأمم المتحدة. لن نسكت عندما أولئك الذين يبتغون لنا الشر يستخدمون هذا المنبر لترويج الأكاذيب عنا. 

معاداة السامية هي الاستعداد لتصديق أسواء شيء عن اليهود بدون فحص الحقائق. معاداة السامية هي محاكمة إسرائيل وفق لمعايير تختلف عن كل دولة أخرى.

الجهة التي تقود هذه الأوركسترا من الكراهية هي إيران. يتم تصوير متظاهرين في ميادين وشوارع إيران منذ أكثر من 40 عاما وهم يحرقون أعلام إسرائيل والولايات المتحدة. إسألوا أنفسكم: من أين تأتي هذه الأعلام؟ كيف حصلوا على هذه الكمية الكبيرة من أعلامنا؟

الجواب: إنهم ينتجونها بشكل خاص لحرقها. هكذا تبدو صناعة الكراهية. هذا النظام ينشغل في الكراهية بشكل ممنهج. 

إنهم يكرهون حتى أبناء شعبهم. شبان إيرانيون يكافحون النظام الإيراني والعالم يسكت. إنهم يطلقون نداءات الاغاثة في شبكات التواصل الاجتماعي. إنهم يدفعون بحياتهم على طموحهم في عيش حياة من الحرية. 

النظام الإيراني يكره اليهود والنساء والمثليين والغرب. إنهم يكرهون ويقتلون مسلمين لهم آراء أخرى, مثل سلمان رشدي ومهسا اميني. الكراهية هي حياتهم والوسيلة التي يستخدمونها لابقاء حكم القمع.

هناك دولة عضو واحدة في الأمم المتحدة تعلن على الملأ أنها معنية بتدمير دولة عضو أخرى. إيران صرحت مرة تلو الأخرى أنها تريد “تدميرا كاملا” لدولة إسرائيل وهذه البناية تصمت. 

مما تخافون؟ كل كانت هناك مرة واحدة على مر التاريخ حين وقف الصمت العنف؟

الدولة التي تريد إبادتنا هي أيضا الدولة التي أسست أكبر تنظيم إرهابي في العالم وهو حزب الله. إيران تمول حماس والجهاد الإسلامي وتقف وراء عمليات ارهابية جماعية من بلغاريا وحتى بوينس آيرس. هذه هي ديكتاتوريا قاتلة تبذل كل جهد ممكن للحصول على سلاح نووي.

وإن امتلكه النظام الإيراني – فهو سيستخدمه. 

السبيل الوحيد لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي هو وضع تهديد عسكري صاحب مصداقية أمامها على الطاولة. وعندئذ – وفقط عندئذ – يمكن اجراء مفاوضات على اتفاقية أطول وأكثر صرامة معها. يجب التوضيح لإيران بأن لو عملت على دفع البرنامج النووي قدما, العالم لن يرد بالكلمات بل بالقوة العسكرية. وفي كل مرة تم طرح هذا التهديد سابقا, إيران توقفت وانسحبت.

العالم يختار اليوم الخيار الأسهل. إنه يختار ألا يؤمن بالأسوأ, رغم كل الدلائل التي تقول العكس. إسرائيل لن تتمتع بهذا الامتياز. الآن لا نقف بأياد فارغة أمام أولئك الذين يريدون تدميرنا. 

اليهود يملكون اليوم دولة. لدينا جيش ودول صديقة كبيرة وعلى رأسها الولايات المتحدة. لدينا قدرات ولن نخشى استخدامها. سنفعل كل ما يلزم كي إيران لن تمتلك سلاحا نووية. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام من يحاولون قتلنا. ليس مرة أخرى. لن أبدا. 

قوة إسرائيل الاقتصادية والعسكرية تسمح لنا بالدفاع عن أنفسن ولكنها تسمح لنا بشيء آخر – السعي إلى السلام مع العالم العربي أجمع ومع جيراننا الأقرب وهو الفلسطينيين. 

إتفاقية مع الفلسطينيين المبنية على أساس دولتين للشعبين – هو الأمر المناسب لأمن إسرائيل ولاقتصادها ولمستقبل أطفالنا. 

السلام ليس مساومة بل أكثر قرار شجاعة نستطيع اتخاذها. السلام ليس ضعفا فهو يجسد في داخله كل قوة الروح الانسانية. الحرب هي استسلام لكل ما هو شر فينا, السلام هو انتصار كل ما هو جيد.

رغم كل العوائق, اليوم أيضا الاغلبية الساحقة من الإسرائيليين يدعمون رؤية حل الدولتين. أنا أحد منهم. لدينا شرط واحد فقط: أن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون مسالمة. يجب عليها ألا تتحول إلى قاعدة إرهاب أخرى تهدد سلامة ووجود إسرائيل. يجب أن تكون لدينا القدرة على الدفاع عن أمن مواطنينا بأي لحظة كانت.

وإن اعتقد أحد أن هذا المطلب مبالع فيه, فعليه أن ينظر إلى الحارة التي نعيش فيها, إلى لبنان, وهو دولة منهارة تحكم من قبل حزب الله. عليه أن ينظر إلى سوريا, حيث ذبح حكم قاتل نصف مليون من مواطنيه. عليه أن ينظر إلى أفغانستان وليبيا وإيران.

تستطيعون أن تطلبوا منا أن نعيش وفقا للقيم المنصوصة في ميثاق الأمم المتحدة ولكنكم لا تستطيعون أن تطلبوا منا أن نموت من اجلها. نريد أن نعيش بسلام ولكن بشرط أنه يعطينا الأمن ولا يعرضنا لخطر أكبر.

أنظروا إلى غزة. إسرائيل فعلت في غزة كل ما طلبه العالم منا, بما في ذلك من هذا المنبر. فككنا المستوطنات والقواعد العسكرية قبل 17 عاما. ليس هناك حتى جندي إسرائيلي واحد في غزة. حتى تركنا لهم 3000 دفيئة كي يستطيع سكان غزة بناء اقتصاد خاص بهم.

وماذا فعل سكان غزة في المقابل؟ خلال أقل من عام, حماس وهو تنظيم إرهابي قاتل استولى على الحكم ودمر الدفيئات وأنشأ على أنقاضها قواعد إرهابية ومواقع اطلاق صواريخ. منذ أن تركنا عزة تم اطلاق أكثر من 20 ألف صاروخ منها على إسرائيل. جميعها أطلقت على سكان مدنيين. على أطفالنا. 

لي بنت لها احتياجات خاصة. اسمها ياعيلي. هي مصابة بالتوحد ولا تتكلم. اضطررت لإيقاظها في الساعة الثالثة ليلا وأن أركض معها إلى الملجأ لأن صواريخ انفجرت فوق منزلي. 

هؤلاء الذين يعظون لنا عن أهمية السلام, فليتفضلوا بالركوض إلى الملجأ في الساعة الثالثة ليلا مع طفلة لا تتكلم وبالشرح لها بدون كلمات لماذا يريدون قتلها.

سألوا في هذه البناية أكثر من مرة لماذا لا نرفع القيود عن غزة. نحن مستعدون للقيام بذلك صباح غد. نحن مستعدون للقيام بأكثر من ذلك. أقول من هنا لأهالي عزة – نحن مستعدون أن نساعدكم في بناء حياة أفضل واقتصاد. عرضنا خطة شاملة لإعادة اعمار عزة. لنا شرط واحد فقط: توقفوا عن اطلاق الصواريخ على أطفالنا.
ضعوا سلاحكم أرضا ولن تكون هناك قيود. ضعوا سلاحكم أرضا وأعيدوا أبنائنا الأسيرين هدار وأورون رحمهما الله وأفيرا وهشام الحيين وسنبني معا اقتصادكم.

نستطيع أن نبني معا مستقبلكم في غزة وفي الضفة الغربية. ضعوا سلاحكم أرضا واثبتوا لنا أن تنظيمي حماس والجهاد الإسلامي لن يستوليا على الدولة الفلسطينية التي تريدون إقامتها. ضعوا سلاحكم أرضا وسيكون هناك سلام. 

هذا هو الحد الأدنى الذي أنا مدين لجدي ولوالدي ولابنتي. الشعب اليهودي تعلم عبر الماضي. ما يضمن أمننا هو قوة جيشنا ورقي اقتصادنا ومتانة ديمقراطيتنا. 

إسرائيل معنية بتحقيق السلام مع جيراننا, مع كل جيراننا. لن نذهب إلى أي مكان آخر. الشرق الأوسط هو بيتنا. نحن باقون هنا لأبد الآبدين. وندعو جميع الدول الإسلامية – من السعودية إلى اندونيسيا, أن تعترف بذلك وأن تتحدث معنا ويدنا ممدودة للسلام. 

الصراعات لا تختفي من تلقاء نفسها. العداوة لا تختفي من تلقاء نفسها. البشر يخلقون الصراعات وهم يستطيعون أيضا أن يبدلوها بالصداقة والكرامة والخير المشترك. 

عبء الاثبات لا يعق على عاتقنا. نحن قد اثبتنا رغبتنا في السلام. معاهدة السلام مع مصر تنفذ بحذافيرها على مدار 43 عاما. معاهدة السلام مع الأردن قائمة منذ 28 عاما. نحن دولة تفي بكلمتها وتلتزم باتفاقيات.

أثبتنا رغبتنا في السلام من خلال اتفاقيات ابراهيم وقمة النقب والاتفاقيات التي ابرمناها مع العالم العربي. 

في سفر باميدبار (العدد) ترد آية يعرفها كل يهودي: “يرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلاما”. دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي أنشأها كتاب. سفر الأسفار – التناخ.

هذا الكتاب وقواعد الديمقراطية الليبرالية تلزمنا بمد يدنا للسلام. تاريخنا يلزمنا بالقيام بذلك بشكل حذر. هكذا حققنا السلام سابقا, هكذا نحقق السلام مستقبلا.

شكرا جزيلا”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!