أخبار عربية ودوليةعاجل

أخبار عربية وعالمية متنوعة : الدبيبة يعلن شروطه للقاء حفتر ويوضح موقفه إزاء إمكانية ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة الليبية

صحيفة ليبية: 100 "إرهابي" في قاعدة الوطية يحاولون التسلل إلى تونس ... "اليونيسيف" تحذر من أزمة مياه في لبنان قد تطال 4 ملايين شخص ... مذكرة سرية للخارجية الأمريكية حذرت منذ يوليو من سقوط كابول ... الناتو: الوضع في كابول لا يمكن التنبؤ به ... التاريخ يقول امريكا تحضر العفريت ولاتستطيع ان تصرفه ..أفغانستان حرب أولى من أربع حروب غربية فاشلة في المنطقة ... نيويورك تايمز: طالبان فازت بالجائزة الكبرى

أخبار عربية وعالمية متنوعة : الدبيبة يعلن شروطه للقاء حفتر ويوضح موقفه إزاء إمكانية ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة الليبية

أخبار عربية وعالمية متنوعة : الدبيبة يعلن شروطه للقاء حفتر ويوضح موقفه إزاء إمكانية ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة الليبية
أخبار عربية وعالمية متنوعة : الدبيبة يعلن شروطه للقاء حفتر ويوضح موقفه إزاء إمكانية ترشح سيف الإسلام القذافي للرئاسة الليبية

 

كتب : وكالات الانباء

رجح رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إمكانية عقد لقاء بينه وقائد “الجيش الوطني الليبي” خليفة حفتر، لكن بشروط.

وأشار الدبيبة، في مقابلة نشرتها وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أمس الجمعة، إلى أنه تواصل مع حفتر بصورة غير مباشرة فقط في مستهل ولايته، بغية حل بعض المسائل، منها تبادل الأسرى، لافتا إلى أن التصريحات التي جاءت على لسان قائد “الجيش الوطني” في الآونة الأخيرة لا تبعث على التفاؤل.

في الوقت نفسه، أكد الدبيبة أنه لا يعارض لقاء حفتر إذا اعترف قائد “الجيش الوطني” به كرئيس للحكومة ووزير للدفاع.

وردا على سؤال عن موقفه إزاء إمكانية ترشح سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، في انتخابات الرئاسة المزمع تنظيمها في ليبيا أواخر العام الجاري، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية: “(سيف الإسلام) هو مواطن ليبي من أبناء قبيلة مهمة في ليبيا، ولا مانع مني لترشح أي مواطن ليست لديه مشاكل قانونية”.

وحذر الدبيبة من أن تدخلات أجنبية قد تشكل عوائق لإجراء الانتخابات، على الرغم من إعلان كل الدول رسميا دعمها لتنظيمها.

وأشار رئيس الحكومة إلى تقليص كميات الأسلحة المهربة إلى ليبيا بشكل حاد، وأكد إحراز تقدم في مسألة سحب المرتزقة الأجانب من البلاد، موضحا: “لن أقول إنهم سينسحبون في غضون شهر أو اثنين، لكنهم سينسحبون في نهاية المطاف”.

صحيفة ليبية: 100

على صعيد اخر نقلت صحيفة “المرصد” الليبية عن مصدر في وزارة الداخلية تأكيده صحة معلومات متداولة عن محاولة “100 عنصر إرهابي” التسلل إلى تونس انطلاقا من قاعدة الوطية الجوية.

وأشار مصدر الصحيفة إلى وجود “مستند صحيح” صادر عن الإنتربول التونسي، يؤكد وجود “عناصر إرهابية في قاعدة الوطية”.

وجاء في المستند الذي حمل توقيع وزير الداخلية خالد مازن: “أفادنا رئيس مكتب الشرطة الجنائية العربية والدولية بأنه أخطر بموجب برقية وردت إليه من إنتربول تونس فحواها توفر معلومات لديهم باعتزام حوالي 100 عنصر إرهابي متواجدين في القاعدة الجوية الوطية التسلل إلى تونس”.

وطالب وزير الداخلية على ضوء البرقية المتداولة، باتخاذ ما يلزم من إجراءات وتكثيف عمليات البحث وجمع المعلومات، لإحباط أية مخططات تحاك للقيام بأي عمليات إرهابية.

يشار إلى أن المكاتب الإعلامية بوزارة الداخلية الليبية لم توضح حتى الآن صحة المستند المتداول، كما لم يتسن لـRT التأكد من صحته.

صورة

من ناحية اخرى قال عضو اللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5 عن المنطقة الغربية، اللواء أحمد أبو شحمة خلال مراسم الإفراج عن دفعة من الموقوفين إنه سيتم الإفراج عن كل المحتجزين في شرق وغرب البلاد.

وأضاف أبو شحمة: “هذا ضمن الخطوات التي تسعى اللجنة لتحقيقها بعد فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرق البلاد وغربها”.

وتقدم  أبو شحمة في كلمته بالشكر لكل من ساهم أو حضر مراسم الإفراج عن الموقوفين في المنطقة الشرقية.

فى الشأن البنانى حذرت منظمة “اليونيسيف” التابعة للأمم المتحدة، من “احتمال تعرض نحو 4 ملايين شخص في لبنان، لنقص حاد في المياه أو انقطاعهم التام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة”.

وفي بيان لها، قالت “اليونيسيف”: “ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، سيواجه أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء لبنان – معظمهم من الأطفال والعائلات الأكثر هشاشة – احتمال تعرضهم لنقص حاد في المياه، أو انقطاعهم التام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة”.

وأضافت: “”في الشهر الماضي، حذرت اليونيسيف من أن أكثر من 71% من سكان لبنان قد لا يحصلون على المياه هذا الصيف”، مشيرة إلى أنه “منذ ذلك الحين، استمر هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، حيث تعرضت الخدمات الضرورية، بما في ذلك المياه والصرف الصحي وشبكات الطاقة والرعاية الصحية، لضغوط هائلة”.

وأوضحت المنظمة أن “المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز الصحية، أصبحت محرومة من المياه الصالحة للشرب، بسبب نقص الكهرباء، مما يعرض الأرواح للخطر”.

وأكملت “اليونيسيف”: “إذا أجبر أربعة ملايين شخص على اللجوء إلى مصادر غير آمنة ومكلفة للحصول على المياه، فذلك سوف يعرض الصحة والنظافة العامة للخطر، وقد يشهد لبنان زيادة في الأمراض المنقولة عبر المياه، بالإضافة إلى زيادة في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا”، داعية إلى “الاستعادة العاجلة لإمدادات الطاقة – الحل الوحيد لاستمرار تشغيل خدمات المياه”.

“واستطردت: “الاحتياجات هائلة، والتشكيل العاجل لحكومة جديدة مع التزامات واضحة بالإصلاح أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الحالية من خلال إجراءات حازمة ومنهجية لحماية حياة الأطفال وضمان الوصول للمياه وجميع الخدمات الأساسية”.

واختتمت البيان قائلة: “تعمل طواقمنا في لبنان بلا كلل، في ظروف صعبة للغاية، لتوفير خدمات منقذة للحياة ومواصلة دعم الاستجابة لجائحة كورونا، بما في ذلك إيصال اللقاحات وزيادة توسيع برامج عملنا”.

مسلحون من طالبان في العاصمة الأفغانية كابول (أب)

على صعيد الاوضاع فى افغانستان فى وقت سابق حذرت مذكرة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية في الشهر الماضي كبار المسؤولين من الانهيار المحتمل لكابول بعد وقت قصير من الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية في أفغانستان في 31 أغسطس (آب)، وفق مسؤول أمريكي، وشخص مطلع على الوثيقة.

وتمثل البرقية السرية أوضح دليل حتى الآن على أن الإدارة الأمريكية تلقت تحذيرات من مسؤولين على الأرض من تقدم طالبان الوشيك، والشك في قدرة الجيش الأفغاني على إيقافه.

وحذرت البرقية التي أُرسلت عبر القناة السرية لوزارة الخارجية من مكاسب سريعة لطالبان على الأرض، وما تلاها من انهيار لقوات الأمن الأفغانية، وقدمت توصيات لتخفيف الأزمة وتسريع الإجلاء، على حد قول المصدرين. 

ودعت البرقية المؤرخة في 13 يوليو (تموز) وزارة الخارجية إلى استخدام لغة أكثر صرامة في وصف الفظائع التي ترتكبها طالبان، على حد قول أحدهما. 

وحتى نهاية الأسبوع الماضي، كان حوالي 18 ألف أفغاني من الذين طلبوا للحصول على تأشيرات الهجرة للولايات المتحدة، وعائلاتهم، على الأرض في أفغانستان، نصفهم تقريباً خارج كابول في مناطق خاضعة بالفعل لسيطرة طالبان، وأصبحت الجهود المبذولة لنقلهم إلى مطار كابول، أكثر صعوبة.

وقال المسؤولان إن 23 موظفاً في السفارة الأمريكية، جميعهم أمريكيون، وقعوا البرقية المؤرخة في 13 يوليو (تموز).

وقال المسؤول الأمريكي إنه كان هناك إلحاح لتسليم البرقية، نظراً للظروف على الأرض في كابول.

بلينكن
وأرسلت البرقية إلى وزير الخارجية أنطوني بلينكن، ومدير تخطيط السياسات سلمان أحمد. وتلقى  بلينكين البرقية وراجعها بعد فترة وجيزة من استلامها، وفقا للشخص المطلع، الذي أضاف أن التخطيط للطوارئ كان قيد التنفيذ بالفعل حينها، وأن بلينكن رحب بتعليقاتهم.

ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس التحدث عن البرقية، لكنه قال لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن بلينكن يقرأ كل معارضة، ويراجع كل رد.
 
وتضاف البرقية السرية لوزارة الخارجية إلى نقاش موسع يشمل البيت الأبيض، والبنتاغون، وأجهزة الاستخبارات، حول ما فهمه المسؤولون الأمريكيون من تقييمات الاستقرار في أفغانستان.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أرشيف)

من جانبه قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج اليوم إن “الحلف يعطي الأولوية لإخراج الناس من كابول وأن يبقى المطار مفتوحاً”.

جاءت تصريحاته بينما عقد وزراء خارجية الدول الأعضاء اجتماع أزمة افتراضياً لمناقشة الوضع في أفغانستان.

وقال ستولتنبرج للصحفيين “ما زال الوضع صعباً ولا يمكن التنبؤ به.. التحدي الرئيسي الذي نواجهه أن يصل الناس ويدخلون مطار كابول”.

وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي إن “أكثر من 18 ألف شخص تم نقلهم جوا من كابول منذ استيلاء طالبان على عاصمة أفغانستان”.

لكن آلاف الأشخاص المتلهفين للفرار من البلاد ما زالوا يحتشدون في المطار.

ووجه ستولتنبرج الشكر للولايات المتحدة وبريطانيا على جهود الدول الثلاث لحفظ الأمن في مطار كابول.

وحث طالبان مجدداً على السماح بالمرور الآمن لجميع الرعايا الأجانب والأفغان الساعين إلى مغادرة البلاد.

وبعد نحو عقدين استكمل حلف شمال الأطلسي هذا الصيف عملياته العسكرية في أفغانستان وسحب معظم قواته من البلاد.

لكن الحلف ما زال يحتفظ بتمثيل دبلوماسي في كابول ويعمل من مقره في بروكسل باعتباره منتدى لتنسيق الإجراءات المحلية في أفغانستان مثل إجلاء المواطنين.

مسلحان من طالبان وسط كابول (أرشيف)

ولان التاريخ يتحدث عن قيام امريكا بتحضير العفريت ولاتستطيع ان تصرفه وهذة الايام امريكا حضرت ابليس وستكون اول المكويين بناره حيث اعتبر الأستاذ الفخري لدراسات السلام بجامعة “برادفورد” بول روجرز أن الحرب في أفغانستان برمتها هي فشل ذريع، ولكن أهميتها تكمن في أنها كانت مجرد حرب أولى من أربع حروب فاشلة.

وكتب روجرز، في تقرير لصحيفة “جارديان” البريطانية، أن الحرب الفاشلة الثانية، كانت حرب العراق التي استمرت 8 أعوام، من 2003 إلى 2011، والتي انتهت بسحب أوباما للقوات الأمريكية، وكانت عواقبها وخيمة، فقد قُتل 288 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وأصيب مئات الآلاف، وشُرد الملايين من العراقيين.

في 2011، كانت الحرب الفاشلة الثالثة، العملية الفرنسية البريطانية للمساعدة في الإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا، ودعمت الولايات المتحدة وإيطاليا هذا الهجوم الجوي الذي دام ستة أشهر، وانتهى بمقتل القذافي.

وكان من المتوقع بعدها الانتقال السريع إلى دولة غنية بالنفط موالية للغرب، ستكون أيضاً سوقاً جاهزة لشركات الأسلحة الغربية. لكن بدل ذلك، مضى عقد من الاضطراب وانعدام الأمن، فضلاً عن تحول ليبيا إلى قناة لنقل الأسلحة إلى الجماعات المتطرفة المتعددة في جميع أنحاء منطقة الساحل.

في غضون ذلك، كان داعش يتطوّر في العراق وسوريا، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب الفاشلة الرابعة، بعد الهجوم الجوي في 2014 على داعش بقيادة الولايات المتحدة، ومشاركة المملكة المتحدة وفرنسا وغيرهما من شركاء حلف شمال الأطلسي، المتأهبين.

نشأ داعش على أنقاض تنظيم القاعدة في العراق بعد انسحاب الولايات المتحدة في 2011، وانتشر مثل النار في الهشيم لتشكيل “خلافة” تضم 6 ملايين شخص في مختلف أنحاء سوريا والعراق، بل وبدا مستعداً لتهديد بغداد.

محاولة جوفاء
كانت الاستجابة الغربية، مع بعض الدعم الإقليمي، مثالاً كلاسيكياً على الاتجاه الجديد نحو الحرب عن بعد. وكان من الواضح أن استراتيجية “القوات على الأرض” فشلت في العراق، وأفغانستان، لذلك خاضت الدول الغربية الحرب بطائرات هجومية، وأسلحة موجهة دون طيار مسلحة، وانتقائية في استخدام القوات الخاصة، وفي حالة داعش، الاعتماد الشديد على الأكراد، والميليشيات العراقية المدعومة من إيران.

وبنهاية 2018، طُهرت جميع أراضي داعش، وبدا أن هذه الحرب حققت نجاحاً. ولكن كل ذلك يبدو الآن محاولة جوفاء، مع انتشار الصراع، والاضطراب، في جميع أنحاء منطقة الساحل وما ورائها، من موريتانيا، مروراً ببوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، ونيجيريا، وتشاد، وصولاً إلى الصومال، وموزمبيق، والكونغو الديمقراطية.

انتشار في 70 دولة
وتنتشر فروع تابعة داعش والقاعدة في ليبيا، ومصر، وإندونيسيا، وتايلاند، والفيليبين، ولا يزال هناك ما يصل إلى 10 آلاف عنصر من القوات شبه العسكرية في العراق، وسوريا، بينما تستمر روابط داعش، والقاعدة في أفغانستان.

وفي العام الماضي، قدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن هناك نحو 230 ألف مسلح من الجماعات شبه العسكرية الإسلامية المنتشرة في حوالي 70 دولة، وهو ما يمثل زيادة بأربعة أضعاف عن 2001. ومهما حدث في أفغانستان، فإن إقامة إمارة أفغانستان الإسلامية سيشكل دفعة هائلة لحركة عالمية.

استفادة متبادلة
ولكن لم يتأكد أن نظام طالبان الناشئ في أفغانستان سيسمح للحركات الإسلامية العابرة للأوطان بالازدهار والتخطيط لشن هجمات في الخارج. فقد تخرج طالبان من انتصارها أكثر تطوراً من الناحية السياسية، متجنبة تلك الفرصة. وقد تضع في اعتبارها أيضاً شرعيتها الدولية المحتملة.

ومنذ ثلاثة أسابيع، استضافت الصين وفداً كبيراً من طالبان عدة أيام في محادثات رفيعة مستوى، وكان لدى كل جانب الكثير مما يمكن أن يربحه.

وتستحسن طالبان فتح الحدود مع الصين في نهاية ممر واخان، واستثمار الأموال الصينية في التنمية، شأنها في ذلك شأن الاعتراف السياسي الضمني من الصين بحركة طالبان.

بدورها، ستتمكن الصين من الاستفادة من الموارد المعدنية الهائلة في أفغانستان، وستكسب طرقاً تجارية جديدة. وقد تطلب الصين كذلك من طالبان كبح جماح مجموعات الإيغور شبه العسكرية الموجودة حالياً في أفغانستان

مصدر إلهام
لا تُشكِّل أيديولوجية داعش، أو القاعدة، جزءاً كبيراً من رأي المسلمين في جميع أنحاء العالم، ولكن بقاء تلك الأيديولوجية ونموها المحتمل، سيرى فيه المجمع العسكري الصناعي الغربي بسهولة تهديداً، وأن العمليات العسكرية هي الرد الأساسي عليه.

ويظهرذلك بالفعل في العمليات الأمريكية، والفرنسية، والبريطانية في منطقة الساحل التي تستخدم الطائرات المسلحة دون طيار، والقوات الخاصة في طليعة العمليات.

شاحنات عند معبر حدودي في أفغانستان (أرشيف)

فيما رأى الباحثان في شؤون أفغانستان جرايم سميث، وديفيد مانسفيلد أن حركة طالبان باستيلائها السريع على السلطة في أفغانستان، ظفرت بالجائزة الكبرى المتمثلة في المسارات التجارية، التي تشمل الطرق السريعة والجسور، وممرات المشاة.

وقالا في مقال مشترك بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن تلك المسارات تعد نقاطاً استراتيجية للتجارة عبر جنوب آسيا.

ووفقا للمقال، فإن إفلاس أفغانستان أغرى بعض المانحين الغربيين بالتفكير في ممارسة ضغوط مالية، بالتلويح بحجب التمويل لأغراض إنسانية وتنموية، للتأثير على حكام البلاد الجدد.

لكن تلك الآمال في غير محلها، في رأي سميث ومانسفيلد اللذين نشرا دراسة عن الاقتصاد غير الرسمي أو الخفي في أفغانستان.

تراجع الحاجة للدول المانحة
وقال الكاتبان إن حركة طالبان، بعد أن وضعت يدها على مصادر الدخل “المربحة للغاية”، ومع استعداد دول مجاورة مثل الصين، وباكستان للتعامل التجاري معها، أضحت بشكل مفاجئ في منأى عن قرارات الجهات الدولية المانحة.

ورغم أن الغموض يكتنف المرحلة المقبلة في أفغانستان، فإن من المرجح أن تفشل محاولة الغرب ممارسة نفوذ دون طائل.

ومن الأسباب التي تجعل المانحين الأجانب يميلون إلى المبالغة في إظهار مكانتهم في أفغانستان، أنهم لا يفهمون طبيعة الاقتصاد غير الرسمي والأموال الطائلة المخبأة في مناطق الحرب.

حركة البضائع
ولفت الباحثان الغربيان، إلى أن الاتجار في الأفيون، والحشيش ومادة الميثامفيتامين المنشطة، وأنواع المخدرات الأخرى، ليست النشاط التجاري الأكبر الذي يمارس دون تدوين عائداته في الدفاتر المحاسبية، ذلك أن الأموال الحقيقية تأتي من الحركة غير المشروعة للبضائع العادية مثل الوقود والسلع الاستهلاكية.

وبالنظر إلى حجمه، وعائده المالي، فإن الاقتصاد غير الرسمي يجعل المعونات الدولية تبدو أصغر حجماً بكثير. فعلى سبيل المثال، قدرت الدراسة التي أجراها غرايم سميث وديفيد مانسفيلد عن ولاية نيمروز في أقصى جنوب أفغانستان، والتي نشرها معهد التنمية لما وراء البحار، هذا الشهر، أن الضرائب غير الرسمية التي يحصلها مسلحون للسماح بعبور البضائع بشكل آمن، بلغت حوالي 235 مليون دولار سنوياً، جُمعت لصالح حركة طالبان وشخصيات موالية للحكومة.

وعلى النقيض، حصلت نيمروز على أقل من 20 مليون دولار من المساعدات الأجنبية في السنة.

ويشير المقال إلى أن مكتب الجمارك في زاراني هو الغنيمة الكبرى التي حصلت عليها طالبان بعد سقوط المدينة المحاذية لإيران في يدها في أغسطس (آب).

ورغم أن زاراني كانت تورد رسمياً للحكومة 43.2 مليون دولار من الرسوم الجمركية سنوياً، بالإضافة إلى 50 مليون دولار أخرى في شكل ضرائب مباشرة في 2020، فإن الدراسة اكتشفت  مبلغاً كبيرأً من المال من التجارة غير المعلنة، خاصة في الوقود، ما يجعل إجمالي العائدات الحقيقي من البضائع العابرة للحدود يصل إلى 176 مليون دولار في السنة، على أقل تقدير.

وخلص الباحثان إلى أن المكاسب غير المتوقعة من التجارة العابرة للحدود تجعل طالبان، طرفاً تجارياً رئيسياً في منطقة جنوب آسيا، ما يعني أن الأساليب المعتادة لإخضاع الأنظمة “المارقة” للضغوط الدولية، مثل كالعقوبات والعزل، أقل قابلية للتطبيق في أفغانستان اليوم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!