وزير خارجية قبرص: علاقاتنا بمصر عميقة الجذور ونتفهم ما تواجهه من تحديات
كتب : وراء الاحداث
تستضيف القاهرة يوم الثلاثاء المقبل القمة الثلاثية مع قبرص واليونان، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليونانى كرياكوس ميتسوتاكيس.. وهى القمة السابعة من نوعها وتجيء في إطار آلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة نوفمبر ٢٠١٤، ومن المنتظر أن يتم خلالها تقييم التطور في مختلف مجالات التعاون الثلاثي.
وتكتسب القمة أهمية بالغة لدورها في الدفع بالعلاقات بين الدول الثلاث إلى آفاق أوسع وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي بينهم، وكذلك في ضوء تناولها للتطورات المهمة بالمنطقة وخاصة منطقة شرق البحر المتوسط.
وللحديث عن القمة المرتقبة وجدول أعمالها ونتائجها المتوقعة، والتحديات التي تواجه المنطقة إلى جانب الوضع الحالي للعلاقات بين مصر وقبرص، وقضايا أخرى مهمة ،كان الحوار التالي مع وزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليدس.
< بداية ما هو تقييمك لمستوى العلاقات القبرصية المصرية من جهة والتعاون الثلاثي القبرصي المصرى اليونانى من جهة أخرى؟
– تعد مصر واحدة من أهم جيراننا في شرق البحر المتوسط والمنطقة بشكل عام. وعلاقاتنا معها عميقة الجذور وقد دخلت بالفعل في مرحلة أكثر ديناميكية فى السنوات الأخيرة.
وهذه العلاقات تتعمق وتتوسع على جميع المستويات في عدد كبير من القطاعات، ومع ذلك، فإن هذه الشراكة لا ترتبط فقط بدول وإنما تمتد لمجتمعاتنا وشعوبنا.
وفى الوقت نفسه، تشترك قبرص ومصر فى نهج مشترك تجاه عدد من القضايا والتحديات الإقليمية والدولية المختلفة، وكذلك في رؤية مشتركة لمستقبل يتسم بالسلام والاستقرار والازدهار، خاصة في منطقة شرق المتوسط المضطربة. لذلك، سوف نستمر في التعاون الوثيق مع مصر على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف، من أجل زيادة تعزيز هذه الشراكة الإستراتيجية ذات المنفعة المتبادلة.
ونحن نؤمن إيمانا راسخا بأن هذه الرؤية المشتركة لمنطقتنا يتم تقديمها بشكل أفضل من خلال إقامة تعاون بين البلدان المتجاورة، دون استبعاد أي منها ، أو التصرف ضد المصالح أو التوجه السياسي لأي بلد في المنطقة، على العكس من ذلك، نود أن نرى جميع الدول المتجاورة التي تشاركنا في نفس الرؤية تشاركنا في هذه الجهود. من خلال آلياتنا الثلاثية للتشاور والتنسيق ، فمصر وقبرص واليونان يمهدون الطريق إلى خلق ما يمكن وصفه بالشراكة الإقليمية. ونحن نعتبر عملنا معا نموذج ناجح للتعاون الإقليمي الذي ينتج عنه نتائج ملموسة في مجالات مختلفة، مثل الطاقة والأمن والتنمية.
وسنكثف جهودنا لإضفاء الطابع المؤسسي على هذا التعاون، وإنشاء أمانة دائمة في قبرص للعمل على استمرار هذا التعاون الناجح.
< تستضيف القاهرة يوم الثلاثاء المقبل قمة ثلاثية مصرية-قبرصية-يونانية جديدة. ما هى المواضيع التي ستتناولها وتقييمك لأهميتها في دعم التعاون المشترك؟
– سنكون سعداء بزيارة مصر لحضور القمة الثلاثية بين قبرص ومصر واليونان.
وأكرر التأكيد على أن النتائج الإيجابية وزخم هذا التعاون يفيد كلا من شعوبنا والمنطقة ككل.
وستتاح لرؤساء الدول والحكومات فى هذا اللقاء، الفرصة لاستعراض وتقييم التقدم المحرز حتى الآن في مجالات التعاون القائمة، مع التركيز بشكل خاص في مجالات الأمن والدفاع والطاقة والسياحة والاستثمارات والابتكار وريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وحماية البيئة، وحماية التراث الثقافي وغيرها.
فنحن نود تكثيف تعاوننا في هذه المجالات مع توسيع وإثراء العناصر
السياسية الحالية لهذه الشراكة
استقرار المنطقة والاستفزاز التركي
< ما رأيك فى الاستفزازات التركية المستمرة تجاه مصر وقبرص والمنطقة بشكل عام؟ كيف يتم التعامل معها؟
– استفزازات تركيا المستمرة يمكن وصفها بالنغمة الشاذة فى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، خاصة، إذا نظر إليها على خلفية التعاون الذى يتعزز و يتطور فيها يوما بعد يوم، و يلعب هذا التعاون في عدد من المجالات دورًا مهمًا فى تعزيز الاستقرار والسلام فى شرق البحر المتوسط. ولتحقيق هذه الغاية، اتخذت قبرص وشرعت فى مبادرات، على الصعيدين الثنائي والثلاثي وغيره، ومع جميع بلدان المنطقة تقريبًا.. وبصرف النظر عن أعمال تركيا غير القانونية، فان قبرص تواصل اتباع نهج سياسى قائم على جدول أعمال إيجابي، مع التركيز بوجه خاص على تعزيز التعاون الإقليمى وإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع جميع جيرانها.
وعلى العكس من ذلك، فإن تركيا تتبع سياسة «البوارج الحربية فى شرق البحر المتوسط»، وذلك يمثل انتهاكا للقانون الدولى ويأتى على حساب مصالح بلدان المنطقة بأسرها.. وتلتزم حكومة جمهورية قبرص باستمرار بسياسة ضبط النفس، واستمرت في ممارسة حقوقها السيادية، وكانت تعمل كعنصر فاعل مسئول وموثوق في شرق البحر المتوسط.. إن الشركاء المقربين لقبرص داخل المجتمع الدولي كمصر، والاتحاد الأوروبي يدعمون جهود قبرص وحقوقها السيادية في مناطقها البحرية ويدينون الأعمال التركية غير القانونية والمستمرة.
< كيف ترى الدور المصري فى المنطقة، وكيف تقيم جهودها فى مكافحة الإرهاب، وما التعاون المشترك معهم في هذا الصدد؟
– مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة بشكل عام وشريك أساسي للاتحاد الأوروبي في الجهود المبذولة لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
وتلعب مصر أيضًا دورًا حيويًا في تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
وتمثل مكافحة الإرهاب تحديا رئيسيا لمصر والمنطقة ككل. فمصر في حرب قوية ضد المتطرفين.
وأعتقد أن العديد من الدول تراقب عن كثب وتقدر الجهود التى تبذلها السلطات المصرية لمكافحة الإرهاب والعنف المقابل. هناك فهم واسع لذلك، خاصة بالنسبة للضغط الذي يسببه الإرهاب والصعوبات التي يعيشها الشعب المصري. ويشارك الاتحاد الأوروبي في هذا الفهم، حيث من المفهوم تمامًا أن عملية مكافحة الإرهاب ليست بسيطة.
ونحن في حوار مع مصر حول الطرق الممكنة للتعاون والمساعدة، لمواجهة هذا التحدي.
وتعمل السلطات القبرصية والمصرية عن كثب، وتتقاسم المعلومات معها.
وأؤكد فى هذه المرحلة أن شراكتنا الثنائية تاريخية وإستراتيجية، حيث يمثل الإرهاب تهديدًا استراتيجيًا لمصر والمنطقة بأكملها وأيضًا لأوروبا، ويقوم تعاوننا على هذا الواقع.
< ما آخر التطورات في قضية قبرص؟
– إن الجهود المبذولة لاستئناف عملية التفاوض جارية حاليا تحت رعاية بعثة المساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة.
وقد انطلقت مشاركة المبعوث الخاص للأمين العام جين هول لوت فى بداية شهر سبتمبر بهدف دفع المناقشات إلى الأمام فى محاولة للاتفاق على المرجعيات التى تمثل الأساس لمفاوضات هادفة وموجهة نحو تحقيق النتائج.
وقبل ايام وعلى هامش اجتماعات الشق رفيع المستوى لدور الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 74 ، أتيحت الفرصة للرئيس القبرصي أناستسياديس ليؤكد مجددًا للأمين العام للأمم المتحدة التزامه بالجهود المبذولة لاستئناف عملية التفاوض فى أقرب وقت ممكن.
كما أكد فى خطابه أمام الجمعية العامة، مجددًا التزامه بالأساس المتفق عليه للتوصل إلى حل يمثل اتحادًا بين الطائفتين ذا مناطق ثنائية مع المساواة السياسية على النحو المحدد فى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ونأمل مخلصين أن ترد تركيا بحسن النية حتى يمكن أن تؤتى هذه الجهود المستمرة ثمارها. وللأسف، نشهد سلوكًا عدوانيًا مستمرًا جنبًا إلى جنب مع الاستفزازات المستمرة لتركيا والتى تقوض احتمالات حدوث انفراجة. وبقدر ما نشعر بالقلق، ومع ذلك سنضاعف جهودنا لوضع محادثات السلام على المسار الصحيح والتوصل إلى حل يتغلب على عواقب استمرار الاحتلال التركي، وإعادة توحيد قبرص وجعلها دولة طبيعية تتماشى مع القانون الدولى والمبادئ التى يقوم عليها الاتحاد الأوروبي.
وأكد وزير خارجية قبرص نيكوس كريستودوليدس، أن القمة الثلاثية السابعة التي تستضيفها مصر الثلاثاء القادم، وتجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، تتيح الفرصة لاستعراض وتقييم التقدم المحرز حتى الآن في مجالات التعاون القائمة، مع التركيز بشكل خاص في مجالات الأمن والدفاع والطاقة والسياحة والاستثمارات والابتكار وريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وحماية البيئة وحماية التراث الثقافي وغيرها.
وذكر وزير خارجية قبرص، أن مصر هي ركيزة الاستقرار في المنطقة بشكل عام وشريك أساسي للاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الإرهاب يمثل تهديدًا استراتيجيًا لمصر والمنطقة بأكملها وأيضًا لأوروبا.
وأوضح أن حجم التجارة الثنائية بين قبرص ومصر في السلع والخدمات قد شهدت زيادة مطردة خلال السنوات القليلة الماضية.