ملحمة حرب اكتوبر زلزال مفاجىء هز كيان اسرائيل
غيرت الست ساعات الاولى لمعارك حرب اكتوبر 73 مجرى التاريخ بالنسبة للشرق الاوسط
ملحمة حرب اكتوبر زلزال مفاجىء هز كيان اسرائيل
كتبت : منا احمد
ان الحديث عن حرب اكتوبر 1973 لاينتهى ويحتاج ويحتاج الى مجلدات ليعلم الجيل الحالى والشباب مدى التضحيات التى بذلها أباؤهم وأجدادهم للحفاظ على الوطن الغالى ويكفى ان نتذكر آلاف الجنود وهم يرددون شعار الله اكبر الله اكبر على طول قناة السويس من بورسعيد للسويس .
ان نجاح القوات المسلحة المصرية فى اقتحام قناة السويس وتحديد توقيت بداية المعركة هو عمل عسكرى رائع يتم تدريسه فى جميع المعاهد والاكاديميات العسكرية الذى كانت نتيجته الحصول على المبدأة وتحقيق المفجأة والمعجزة على اعلى مقياس انتهت بتحرير أرض مصر وتطهيرها من العدو الغاشم الذى سيطر عليه الغرور والغطرسة وأمنت اسرائيل بان جيشها هو الجيش الذى لايهزم حتى ان الجنرال اسحاق رابين صرح بقوله (( بواسطة قواتنا الجوية نسطيع ان نغزو آى مكان فى العالم حتى لو كان القطب الشمالى ,فى نفس الوقت فأن مصر حكومة وشعب والقوات المسلحة رفضت ما حدث 5 يونيو واصبح شعارشعب مصر والقوات المسلحة ان ماخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة وانه لامفاوضات ولاصلح مع اسرائيل … حتى قامت حرب اكتوبر 73 حرب عادلة لاتهدف لاستعادة الارض وحقوق الوطن فطوع ما بيده من اسلحة وهب فى غضبة قوية ليثأر لتاريخ مصر متحديا لنظرية الامن المعادية محررا لارضه محافظا على اعلام مصر مصر وتاريخها العريق
في سبتمبر 1968، قررت مصر التحول إلى إستراتيجية جديدة والانتقال بالجبهة من مرحلة الصمود إلى مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية، أطلق عليها مرحلة “الدفاع النشط” بهدف استنزاف القدرات العسكرية الاسرائيلية.
وكانت الانطلاقة بالانخراط المباشر في الحرب مع العدو علي مدي ثلاث سنوات ونصف إلي أن اكتمل الاستعداد لخوض معركة الاقتحام المجيدة في السادس من أكتوبر1973 .
كانت حرب الاستنزاف, بحق, هي حرب المعجزات لأنها استمرت ثلاث سنوات ونصف متواصلة أو كما يسميها الإسرائيليون بـ حرب الالف يوم, تلقت فيها إسرائيل ضربات موجعة من الجيش المصري الذي ظنت, بغرورها, أنها قضت عليه نهائيا قبل ستة أيام فقط من استرداد الجيش المصري قدرته علي المواجهة وعلي النصر نحو ما تأكد في معركة رأس العش.
كما كانت حرب الاستنزاف كذلك أول صراع مسلح يضطر العدو للاحتفاظ بنسبة تعبئة عالية ولمدة طويلة, وهو ما ترك آثاره السلبية علي معنويات سكان الكيان واقتصاد الدولة بدرجة لم يسبق لها مثيل في الحروب السابقة, خصوصا أن قادة العدو كانوا قد أعلنوا لشعبهم أن جولة 1967 هي آخر الحروب فإذا بالاستنزاف يتصاعد ويحطم مصداقية القادة في نظر الشعب.
التخطيط الاستراتيجي لحرب أكتوبر :-
قامت الاستراتيجية العسكرية على أن تكون استراتيجية هجومية تستهدف هزيمة التجميع الرئيسي للقوات الإسرائيلية في سيناء وفي تنسيق تام مع سوريا وطبقا للإمكانيات والموارد المتاحة للقوات المسلحة.
كانت الخطة تعتمد على مفاجأة اسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وخداع أجهزة الأمن و الاستخبارات الإسرائيلية الأمريكية، من أجل استرداد الأرض التي احتلتها إسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ، في يوم 6 أكتوبر الذي وافق عيد الغفران اليهودي.
وقامت القوات السورية بالهجوم على تحصينات القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وعمق شبه جزيرة سيناء.
ساعة الصفر :-
بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 بهجوم مفاجئ من الجيشين المصري والسوري على القوات الإسرائيلية، وتحققت الهدف من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، وتوغلت القوات المصرية 20 كم شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق
وبدأت مصر الحرب بضربة جوية تشكلت من 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي مجتمعة فى وقت واحد، استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
وبعدها بخمس دقائق قامت أكثر من 2000 قطعة مدفعية و هاون ولواء صواريخ تكتيكية ارض بقصف مركز لمدة 53 دقيقة صانعة عملية تمهيد نيراني من اقوي عمليات التمهيد النيراني في التاريخ.
وبدأت بعدها عمليات عبور مجموعات اقتناص الدبابات قناة السويس، لتدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل في عمليات عبور القوات الرئيسية وعدم استخدام مصاطبها بالساتر الترابي علي الضفة الشرقية للقناة.
وفي الساعة الثانية وعشرين دقيقة اتمت المدفعية القصفة الأولي لمدة 15 دقيقة، وفي توقيت القصفة الثانية بدأت موجات العبور الأولي من المشاة في القوارب الخشبية والمطاطية.
ومع تدفق موجات العبور بفاصل 15 دقيقة لكل موجة وحتى الساعة الرابعة والنصف مساء تم عبور 8 موجات من المشاة وأصبح لدى القوات المصرية على الشاطئ الشرقي للقناة خمسة رؤوس كباري.
ومع عبور موجات المشاة كانت قوات سلاح المهندسين تقوم بفتح ثغرات في الساتر الترابى لخط بارليف، وحين فتح الثغرات قامت وحدات الكباري بإنزالها وتركيبها في خلال من 6-9 ساعات.
وفى خلال الظلام أتمت عملية العبور حتى أكملت 80 ألف مقاتل مشاة و 800 دبابة ومدرعة ومئات المدافع.
ونجحت مصر وسوريا في تحقيق النصر، حيث تم اختراق خط بارليف، خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة في القوة الجوية الإسرائيلية، ومنعت القوات السرائلية من استخدام انابيب النابالم، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في مرتفعات الجولان وسيناء، و أجبرت اسرائيل على التخلي عن العديد من أهدافها مع سورية و مصر، كما تم استرداد قناة السويس و جزء من سيناء في مصر، و القنيطرة في سورية.
وفي نهاية الحرب انتعش الجيش الإسرائيلي وتمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ولكنه فشل في تحقيق اي مكاسب استراتيجية.
وعلى الفور اضطرت أمريكا للدخول في الحرب بشكل مباشر، في محاولة منها لإنقاذ حليفتها الصغرى من انهيار تام لجيشها، إذ تدخلت في اليوم الرابع عن طريق تشكيل جسري جوي لنقل الجنود والسلاح ولكن جميع محاولاتها باءت بالفشل.
ولعبت الدبلوماسية دورًا كبيرا في إنهاء الحرب، حيث توسط وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية بين سوريا وإسرائيل وبدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في “كامب ديفيد” 1979
النتائج الاستراتيجية لحرب أكتوبر :-
لعل أهم نتيجة إستراتيجية للحرب هي تنفيذ الهدف الأساسي للرئيس السادات من هذه الحرب وهي إنهاء حالة اللاحرب واللاسلم في الشرق الأوسط .. فقد أرغمت القوتان على إعطاء اهتمام جاد لموضوع السلام في الشرق الأوسط وممارسة نفوذهما القوى .
– أعادت الحرب لمصر موضعها القيادي بين الدول العربية، دعم المركز المرموق للقيادة المصرية النجاح الباهر للقوات المسلحة المصرية في الأيام الأولى للحرب .
إلى ذلك حقيقة أن النكسات العسكرية التي حدثت بعد ذلك فإن القوات المسلحة المصرية خرجت سليمه من الحرب كجهاز من أقوى الأجهزة العسكرية في العالم.
– سمحت الحرب بإعادة فتح القناه مما أدى إلى استعادتها لبعض مواردها الاقتصادية ولهيبتها التي كانت قد فقدت عام 1967م .
– أظهرت حرب اكتوبر تأثير النفوذ العربي على الشئون العالمية بشكل عام، علاوة على ما ظهر من القيمة الهائلة للبترول العربي كآداة اقتصادية إستراتيجية .
– ظهر جلياً من أنه إذا كانت الحرب هي استخدام القوة العسكرية لدعم الأهداف السياسية، فليس هناك شك من وجهة نظر الإستراتيجية والسياسة في أن مصر قد كسبت الحرب، رغم أن التنمية العسكرية لهذه الحرب كانت موقفاً ساكنا يسمح لكلا الطرفين بأن يدعى لنفسه النصر العسكري.
– من ناحية أخرى كانت الحرب صدمة نفسية قاسية للشعب الإسرائيلي فقد أدرك الإسرائيليون الآن أن هذه القوات يمكن أن تقهر وأصبح باستطاعتهم أيضاً أن يروا أعداءهم قادرين على الأقل على تنسيق بعض نفوذهم الهائل في إعداد الموارد الاقتصادية في مجهود حربي ضد إسرائيل.
– لقد كان استخدام سلاح المال والبترول لتحويل الأصدقاء الرسميين السابقين والدول المحايدة ضد إسرائيل شيئاً مفزعاً لحد كبير.
لقد أدرك الإسرائيليون شيئاً كانوا يتجاهلونه بصفة عامة في الماضي، ألا وهو أنه في عالم معاد تعتريه قوى كبرى على استعداد لتقديم دعم غير محدود لأعدائها، لم تستطع
إسرائيل الوثوق ثقة كاملة في نفسها وفي قدراتها الذاتية على المحافظة على أمنها ، وأصبح الكثير من الإسرائيليين مدركين لأن أمنهم في المستقبل في ظل هذه الظروف يعتمد على معونة أمريكا واستمرار تدعيمها لهم
وانتهت الحرب بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في يناير1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية
وتم استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، وجميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء. واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، ومهدت الحرب الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978م.
وكل يوم يمر علينا فى الوقت الحالى تؤكد فيه القوات المسلحة أن روح أكتوبر هى صلب العقيدة العسكرية المصرية لايمكن أن تنفصل عنها لأنها بالفعل مفتاح نصر اى معركة.
لقد شهدت أرض سيناء على مدى تاريخها تضحيات وبطولات لأبناء الجيش المصرى العظيم للحفاظ على كل حبة تراب مصرية وبخاصة شبه جزيرة سيناء المستهدفة من قوى متعددة وآخرها العناصر الارهابية التى يتم تمويلها من الخارج من أجل محاولات بائسة لضرب الجيش المصري وزعزعة استقرار الوطن.
وعلى مدى عقود كان الجيش جزءا من الشعب ، لم يتخل يوما عن دوره في تأمين حدوده الخارجية وجبهته الداخلية، وامتد دوره الى الحياة المدنية ، يحل الأزمات ويسهم في تنفيذ مشروعات قومية وخدمية تعود بالنفع على كل ابناء الوطن وتبقى للاجيال شاهدا على عمق العلاقة بين الشعب وجيشه الوطني ، كما وقف الجيش دائما الى جانب ارادة الشعب وورائها يحميها ويؤمنها
ولعل ماتم انجازه خلال العامين الماضيين باسهام القوات المسلحة في كافة الميادين خير دليل على ذلك ، بدءا من مشروع قناة السويس الجديدة الى مشروعات الاسكان والطرق والكباري وغيرها
قد حققت روح أكتوبر النصر فى حرب العزة والكرامة ومن بعدها بطولات كثيرة تحققت، ولا تزال تحقق الانجاز تلو الآخر ما يؤكد أن روح أكتوبر باقية فى كل فرد من أفراد الشعب والجيش معا ويدا بيد في معركة للبناء والتنمية حيث تتكاتف قوى الشعب خلفها جيشها لتضىء الطريق للاجيال القادمة فاعادت لها الثقة فى امكانيتها وقدراتها على استعادة مكانتها الدولية.. .