اليوم السابع من اكتوبر 1973 القوات المصرية تشق طريقها بمعارك لم يسبق لها مثيل فى عنفها على طول خط الجبهة
المعابر المصرية تجتاز قناة السويس والمدفعية تدمر مراكز تحكم العدو الحصينة
اليوم السابع من اكتوبر 1973 القوات المصرية تشق طريقها بمعارك لم يسبق لها مثيل فى عنفها على طول خط الجبهة
كتبت : منا احمد
ربما لم يشهد التاريخ هذا الارتباط القوي بين شعب وجيشه في السلم والحرب كما هو الحال في مصر .. فلم تكن الشعارات التي اطلقت قبل عقود عن وحدة هذا الشعب وقواته المسلحة مجرد كلمات لحفز الهمم اوقات الحروب لكنها حقيقة واقعة لا نزال نعيشها ونجني ثمار هذه الثقة اللا محدودة في جيش وطني قوي أخذ على عاتقه مسؤوليات جسام على جبهات القتال وميادين التنمية على حد سواء من اجل رفعة هذا الوطن ..
واليوم يواصل أبناء مصر جيشا وشعبا وبالتزامن مع الذكرى 46 لنصر أكتوبر العظيم ملحمة البناء والتنمية ويحققون مع كل إنجاز على أرض الوطن عبورا جديدا نحو المستقبل..
في مثل هذا اليوم السابع من أكتوبر 1973 ومع بداية اليوم الثاني لحرب اكتوبر كانت المعابر جاهزة لاجتياز أصعب مانع مائى عرفه التاريخ العسكرى. بعد القصف المدفعي والجوى المكثف للعدو عبر الكباري والذي شارك فيه ما يقرب من 100 ألف ضابط وجندي خلال 18 ساعة بمصاحبة 800 دبابة و13 الف مركبة ورغم مرور 16 ساعة على بدء العمليات العسكرية الا ان العدو اتسم بفقدان الاتزان والسيطرة وتضارب القرارات بسبب استخدام عنصر المفاجأة إضافة الى الهجوم الشامل مما أحبط خطط العدو التكتيكية.
كما دمرت المدفعية الكثيفة مراكز التحكم والسيطرة فى سيناء ومنع العدو من مجرد التفكير فى محاولة التقدم مما منح القوات المصرية فرصة التوغل فى سيناء وبذلك تمكنت قواتنا المسلحة من إسقاط النقاط الحصينة عند الكيلو 146،148،149 إضافة الى نقطتين قويتين عند جنوب البحيرات ، كما تمكنت الفرقة 19 مشاه من تحطيم 28 دبابة وإنشاء رؤوس كباري ليستمر التدفق العسكري لتحطيم أسطورة العدو الذي لا يقهر.
من جانبهم يصف المؤرخون حرب أكتوبر بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية حيث قلبت موازين القوى وابهرت العالم بعد أن أجمع خبراء عسكريون على استحالة تنفيذ فكرة العبور .. ولكن عبقرية التخطيط وعنصر المفاجأة وعزائم المصريين حققت المستحيل
وعن دور الشعب فى حرب اكتوبر1973 عقب انتهاء حرب يونيو 1967 لم يتوان الشعب المصري- قيادة وشعبا- منذ لحظة إعلان إيقاف النيران في السعي لاسترداد أرضه المحتلة، وفي التعرف والمعالجة على الأسباب الحقيقية للنكسة، فتحمل الشعب الإجراءات القاسية لتحويل الاقتصاد إلى اقتصاد حرب، والذي استنزف حوالي 50 % من ميزانية الدولة، تخصص لإعادة بناء القوات المسلحة.
وقد اعتمد التحول إلى اقتصاد حرب على عدة أسس أهمها: الالتزام بتحقيق مطالب المجهود الحربي، وإزالة آثار العدوان ، وضع بدائل لخطة التنمية، على أن يُختار منها الخطط التي تتفق مع موارد واستخدام النقد المحلي والأجنبي ، استغلال الطاقات المحلية، كبديل عن الاستيراد لتوفير العملة الصعبة ، تطوير استراتيجية استخدام العمالة والقوى البشرية، طبقا للظروف الحالية.
أمدّ الشعب القوات المسلحة بخيرة الشباب المتعلم، الذي حقق طفرة علمية كبيرة نتيجة لاستيعابهم تكنولوجيا الأسلحة الحديثة، وإيمانهم بالتضحية في سبيل مصر، وإطلاق فكره في التعامل مع العدو بأساليب علمية وابتكارات حديثة تحقق تفوق المقاتل المصري على المقاتل الإسرائيلي.
أصر الشعب على تحقيق مبدأ “يد تبني.. ويد تحمل السلاح”؛ فشهدت هذه المرحلة تحقيق العديد من المشـروعات القومية، في ظروف صعبة مثل استكمال بناء السد العالي، وإنشاء مصنع الألومنيوم في نجع حمادي، وإنتاج المصانع المصرية للعديد من متطلبات القوات المسلحة
تقبل الشعب إجراءات تهجير سكان مدن القناة، وبعض المواطنين من سيناء تأميناً لهم من القصف العشوائي، الذي استخدمه الجيش الإسرائيلي، وقد ناهز عدد المهاجرين الثلاثة أرباع المليون علاوة على أحد عشر ألف مواطن سيناوي