أخبار مصرشئون عسكريةعاجل

نصر أكتوبر.. الأكثر مرارًا وألمًا على رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية

بقلم كيسنجر.. أنور السادات القائد اليقظ والسياسي الاستثنائي

نصر أكتوبر.. الأكثر مرارًا وألمًا على رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية

نصر أكتوبر.. الأكثر مرارًا وألمًا على رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية
نصر أكتوبر.. الأكثر مرارًا وألمًا على رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية

كتب : وراء الاحداث

بعد حرب 6 أكتوبر 1973، اهتزت أشياء كثيرة في إسرائيل، لقد كان شهر الحرب «أكتوبر» طويلا جدًا على المجتمع الإسرائيلي كله، لكنه كان أكثر مرارة وألما وطولا وثقلا على القائد العسكري الإسرائيلي «إيلي زاعيرا».

“زاعيرا” كان رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية، خلال حرب أكتوبر، وكان الرأس الأولى الذي تم التخلص منه ثمنًا لهزيمة الجيش الإسرائيلي على يد القوات المصرية في 1973.

أقيل زاعيرا من منصبه، وحققت معه لجنة «أجرانت»، التي شكلتها أيامها الحكومة الإسرائيلية لبحث أسباب الهزيمة، وبعد تحقيق مطول وتفصيلي أطيح به من فوق مقعده.

وبعد 20 عاما من هزيمة إسرائيل في أكتوبر 1973، نشرت صحيفة «معاريف» نص التحقيق السري مع رئيس المخابرات الإسرائيلية بعد السماح من المحكمة العسكرية العليا للنشر، وأعادت روزاليوسف نشره عام 1993 وبدأت الأسئلة تتوالى:

– لماذا فشلت المخابرات الحربية الإسرائيلية في تقدير استعداد المصريين والسوريين لحرب يوم الغفران؟

مثلما لم ننجح في الماضي ولن ننجح في المستقبل في قراءة أفكار أي زعيم عربي.

– لكن المخابرات أكدت ضرورة إمداد الجيش بمعلومات مؤكدة عن حرب قريبة قبل 48 ساعة من حدوثها.. فماذا حدث؟

ذلك أمر صعب الجزم فيه، فالعرب لهم جيش نظامي كبير ولا يحتاجون لإعلان عن تعبئة لكي يبدأوا حربًا.

– هل يفهم من حديثك أنه كلما وجدت مناورات وجب الإعلان عن التعبئة في إسرائيل؟

نعم فإن يوم عيد الغفران لم تكن لدينا فكرة استعداد الإعلان عن تعبئة عامة ولكن بعد الحرب حدثت التعبئة عدة مرات كلما بدأ العرب في مناورة.

أنور السادات وهنري كيسنجر

عقب هزيمة ١٩٦٧، وقعت مصر في براثن اليأس وتسلسل شعور الفشل والخذلان لدى المحارب المصري بل ولدى المصريين أنفسهم وتزايدت حالة الاحتقان والشعور بضرورة الأخذ بالثأر واستعادة الأرض من جديد.

وظل الوضع معلقا بين أعوام ١٩٦٧ و١٩٧٣، ومع وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وتولي الرئيس أنور السادات قيادة الدفة من بعده، تعالت الصيحات بضرورة المحاربة من جديد لدرجة دفعت الطلاب المتحمسين إلى التظاهر واتهام القيادة آنذاك بالتخاذل بينما كان الواقع مختلف عن ما كان يتم تداوله، حيث كان الجيش يجري تدريباته واستعداداته بصورة مكثفة وشاقة وفي منتهى السرية، حتى جاءت اللحظة الحاسمة في العشر الأوائل من رمضان ويوم عيد الغفران لدى اليهود جاء الرد الذي استعاد الأرض.

ظل العالم لفترات طويلة لا يتحدث سوى عن مصر، مقالات وكتابات وتحليلات تتناول شخصية الجندي المصرية بانبهار مستعرضة بسالته، أبحاث وتصريحات ودراسات عن شخصية القائد الذي حكم مصر وبداخله هدف ربما كان الأوحد وهو استعادة سيناء وتلقين إسرائيل درسا من المؤكد أنها لن تنساه، وبالفعل وعد السادات فأوفى.

تعتبر شخصية هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي وقتها من الشخصيات التي تركت بصمة في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية حتى الآن، وارتبط بمعرفة وثيقة بالرئيس السادات حتى وضعه في مرتبة ضمن مجموعة من قادة العالم الذين يراهم يتمتعون بالقيادة، فجاء حديثه عن السادات بكونه، الزعيم المصري الذي صنع السلام مع إسرائيل وفتح الطريق أمام كل نماذج التسويات في الصراع العربي-الإسرائيلي حتى بعد رحيله بأربعين عاماً، وارتبط اسمه بـ”استراتيجية التجاوز”.

من خلال كتابه “القيادة”، تحدث السياسي الأمريكي المخضرم عن نصر أكتوبر واستراتيجية السادات التي جمعت بين الحرب والسلم، فرأى كيسنجر أن السادات كان في كل تحركاته منذ توليه السلطة يجمع بين سمتين مهمتين، هما وضع القيم الأخلاقية والإنسانية في الاعتبار عند وضع السياسات، والثاني هو الاستعداد للمغامرة من أجل تحقيق أهداف تبدو مستحيلة.

كما تطرق كيسنجر إلى العديد من النقاط الخاصة بالحرب أبرزها، الإصرار في أوج تقدم القوات المصرية في سيناء خلال الأسبوع الأول لحرب أكتوبر على أن هدف الحرب محدود، وهو تحريك الوضع الراكد على جبهة القتال وجبهة الدبلوماسية الدولية.

كما أن السادات رفض الاستعانة بالاتحاد السوفيتي، بعد اختراق الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية لقناة السويس، وبعد قرار وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في 22 أكتوبر، لكي يتم تثبيت هذا الخط الذي تعرض للانتهاك مراراً.

ولفت كيسنحر كذلك إلى إسراع السادات بالإعلان عن استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة برعاية أمريكية لفض الاشتباك بين القوات المصرية والقوات الإسرائيلية في غرب القناة (مفاوضات الكيلو 101).

وكذلك قبوله الإبقاء على عدد محدود من الدبابات المصرية التي كانت قد عبرت القناة وقضت على خط بارليف، وسحب أغلب ما تبقى منها إلى غرب القناة.

إضافة إلى تبني التصور الأمريكي للسلام بين العرب والإسرائيليين القائم على ما يسمى بسياسة الخطوة، أو قطعة من الأرض مقابل قطعة من السلام، بدلاً من التمسك بالسلام الشامل على كل الجبهات مع إسرائيل مقابل العودة إلى حدود الرابع من يونيو 1967.

كذلك توقيع اتفاقية ثانية لفض الاشتباك بين القوات المصرية والإسرائيلية في عام ١٩٧٥ مقابل تعهد مصر بعدم العودة للخيار العسكري مجدداً.

كما روى كيسنجر موقفا دار بينه وبين السادات وذلك في أعقاب ترك الأول منصبه، حيث أراد أن يحيي الرئيس وينقل له تقدير بلاده لدوره في إعادة وضع واشنطن على طاولة سلام بعد أن اهتزت مكانتها عقب حرب فيتنام، فما كان من السادات سوى أن اجابه بأنه لا تهمه مكانة الولايات المتحدة ولكن ما يهمه مصلحة مصر.

وضع كيسنجر، اسم الرئيس السادات كتعريف لمصطلح “القيادة” اعتبر تقديرا لدوره واعترافا به كقائد استثنائي عبقري، فصيح اللسان فطن أعاد لمصر مكانتها عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!