عاجلعالم الفن

روايات نجيب محفوظ تكشف عالم الحارات وصراع الفتوات مثل (أولاد حارتنا) و(الحرافيش) ..أعمال صاحب نوبل أهم مصادر الجذب السياحى لمصر

اليوم رغم اختفاء الحارة والعطفة والزقاق نجيب محفوظ خرج بالحارة المصرية الى أفاق العالمية لوحة مكتملة لتعدد جوانب الحياة الاجتماعية في القاهرة.. الشوارع والميادين والحارات أماكن خلدت التاريخ في ذاكرة السينما

روايات نجيب محفوظ تكشف عالم الحارات وصراع الفتوات مثل (أولاد حارتنا) و(الحرافيش) ..أعمال صاحب نوبل أهم مصادر الجذب السياحى لمصر

روايات نجيب محفوظط تكشف عالم الحارات وصراع الفتوات مثل (أولاد حارتنا) و(الحرافيش) ..أعمال صاحب نوبل أهم مصادر الجذب السياحى لمصر
روايات نجيب محفوظط تكشف عالم الحارات وصراع الفتوات مثل (أولاد حارتنا) و(الحرافيش) ..أعمال صاحب نوبل أهم مصادر الجذب السياحى لمصر

كتب: وراء الاحداث

استطاع الاديب نجيب محفوظ بواقعيتة ان يخرح الحارة المصرية الى افاق العالمية رغم انها الان اختفت الحارة والعطفة والزقاق فان اعماله التى تحدثت عن ميادين وشوارع تاريخية  مصدر جذب للسياحة المصرية لعل الشركة المتحدة تستطيع اعاد انتاج بعض روايتة الخالدة بدون تحريف او اختراع مكياج وملابس تخالف الواقع مثلما تم بعمل كفاح شعب طيبة .

عرض كتاب «سينما نجيب محفوظ»، الصادر عن سلسلة «آفاق السينما» في الهيئة العامة لقصور الثقافة، من تأليف الصحفي والناقد والباحث نادر عدلي، التجربة السينمائية لأديب نوبل نجيب محفوظ، وذلك من خلال 115 صفحة مقسمة على 6 فصول.

وحملت هذه الفصول الستة العناوين التالية: «سيرة ذاتية ومناصب سينمائية»، و«كاتب سيناريو ومؤلف سينمائي»، و«28 فيلما مصريا عن روايات نجيب محفوظ»، و«قصص أدبية عن الأفلام»، و«فيلموجرافيا (قائمة أفلام نجيب محفوظ)»، و«صور من الأفلام والأفيشات».

وحسب الكتاب- الذي نستعرض بعضاً مما جاء فيه خلال السطور التالية- فإن هناك 74 فيلماً تحمل اسم نجيب محفوظ، من بينها 30 عملاً كتبه خصيصاً للشاشة الفضية، إلى جانب 44 عملاً مأخوذاً عن رواياته وقصصه القصيرة.

قَسَمَ كتاب «سينما نجيب محفوظ» علاقة أديب نوبل بالسينما إلى مرحلتين، الأولى تعبر عن التعامل المباشر لـ«محفوظ» في صناعة الفيلم، من خلال كتابة السيناريو أو القصة والسيناريو، والثانية هي التي تناولت فيها السينما أعمال نجيب محفوظ.

تمتد المرحلة الأولى من 1947 حتى 1978، وتبدأ بفيلم «المنتقم» حتى فيلم «المجرم»، وخلالها شارك «محفوظ» في كتابة سيناريو 14 فيلماً، والقصة السينمائية لـ4 أفلام، إلى جانب قصص كتبها للسينما في 8 أفلام، والمعالجة السينمائية لأعمال أخرى في 8 أفلام  أيضاً.

واستمرت علاقة «محفوظ» بالسينما بشكل قدري بسبب عمله الوظيفي، بعد انتقاله من وزارة الأوقاف إلى مصلحة الفنون عام 1957، وتطورت هذه العلاقة حتى أصبح مديرا للرقابة، ثم رئيساً لمؤسسة السينما لمدة 5 سنوات.

وقال الكاتب والباحث نادر عدلي في الكتاب إنه مع فيلمه الثالث «لك يوم يا ظالم»، اكتسب «محفوظ» تأثير ما أسماه بـ«الواقعية المحفوظية»، في تفاصيل الزمان والمكان والشخصيات، رغم اقتباس القصة من الأدب الفرنسي، وهو ما حدث في الفيملين التاليين: «ريا وسكينة»، و«الوحش»، وكلاهما مستوحى من وقائع إجرامية حقيقية، ويظهر أجواء اجتماعية مصرية خالصة أيضًا، إلى جانب أفلام أخرى مثل: «فتوات الحسينية» و«درب المهابيل» و«الفتوة».

فمن خلال هذه الأفلام ظهر تأثير نجيب محفوظ في دعم وترسيخ «التيار الواقعي» في السينما المصرية، الذي امتد إلى أفلام أخرى مثل: «جعلوني مجرماً» و«إحنا التلامذة»، وروايتي إحسان عبدالقدوس: «الطريق المسدود» و«أنا حرة»، حيث كتب السيناريو الخاص بها.

Nwf.com: بين القصرين: نجيب محفوظ: ثلاثية نجيب : كتب

ولم يتوقف دور أو تأثير «محفوظ» السينمائي على واقعية الحارة، ثم الواقع الاجتماعي في المدينة، كما ظهر في أدبه حتى منتصف الستينيات، بل اتجه لقضايا وأزمات اجتماعية سياسية معاصرة تلقفتها السينما بشغف كبير مثل: «السمان والخريف» و«ميرامار» و«ثرثرة فوق النيل» و«الشحات» و«الكرنك».

وبعدما توقف «محفوظ» عن كتابة السيناريو بعد ذلك، انتبهت السينما إلى أعماله الروائية، بداية من رواية «بداية ونهاية»، والتي حكى أديب نوبل تفاصيل تقديمها سينمائياً للكاتب رجاء النقاش، قائلاً إن أحمد عباس صالح حولها إلى مسلسل إذاعي، وتصادف أن تابعه المنتج والمصور السينمائي عبدالحليم نصر، ولاحظ أنها تصلح لأن تكون فيلماً سينمائياً، فاتفق معه واشترى حقوقها.

واعتبر الكتاب أن هذه كانت نقطة البداية، ومن بعدها أصبحت السينما تقدم رواية كل عام لـ«نجيب محفوظ» بشكل منتظم، لتقدم 17 فيلماً خلال 15 عاماً في الفترة من 1960 حتى 1975، حتى وصل العدد إلى 28 فيلما عن 21 رواية، إلى جانب اختيار 12 من القصص التي كتبها لتقديم 13 فيلماً.

وحل 24 من أفلام نجيب محفوظ في قائمة «أفضل الأفلام المصرية»، خلال الاحتفال بمئوية السينما المصرية: «استفتاء مصر.. مائة سنة سينما»، أي ما يمثل 24% من إنتاج السينما المصرية على مدار تاريخها حتى عام 1995.

أجزاء أخرى: فيلم - بين القصرين - 1964

أبوسيف علّمه الكتابة للسينما.. وسجّل اسمه كسيناريست في نقابة التمثيل

روى نجيب محفوظ تفاصيل اتجاهه لكتابة السيناريو، وفضل المخرج صلاح أبوسيف عليه في تعليمه هذا الفن، بداية من فيلم «المنتقم» في عام 1947، ثم «مغامرات عنتر وعبلة» في 1948، مشيراً إلى أنه اكتسب من العمل مع «أبوسيف» في هذين الفيلمين أسلوب وأدوات كتابة السيناريو، وكانا بمثابة تدريب على ممارسة هذه الحرفة.

وقال «محفوظ» إن الأمر بدأ بتعريف صديقه الدكتور فؤاد نويرة إياه بالمخرج صلاح أبوسيف، ومطالبتهما له بمشاركتهما في كتابة سيناريو للسينما، مضيفاً: «تعلمت كتابة السيناريو على يد صلاح أبوسيف، الذي كان يشرح لي كل مرحلة من مراحل الكتابة، وما المطلوب مني بالضبط، وبعدما أنفذه أعرضه عليه للمناقشة، بمشاركة نويرة ومؤلف القصة عبدالعزيز سلام».

Nwf.com: بين القصرين: نجيب محفوظ: ثلاثية نجيب : كتب

وعن فيلم «مغامرات عنتر وعبلة» تحديداً، قال «محفوظ» إنه بعد نجاح فيلم «عنتر وعبلة» لنيازي مصطفى، رغب صلاح أبوسيف في الخروج بشىء جديد، فاقترح أن يواجه «عنتر» الرومان في الفيلم الجديد، بدلاً من محاربة قبائل عربية في فيلم «نيازي».

وبعد «المنتقم» و«مغامرات عنتر وعبلة» جاء فيلم «لك يوم يا ظالم»، الذي بدأ فيه «محفوظ» مرحلة أكثر نضجًا، وهو مأخوذ عن قصة لـ«إميل زولا»، وأعاد صلاح أبوسيف تقديمه بنفس السيناريو القديم في فيلم «المجرم»، وذلك بنجوم جدد بعد أكثر من ربع قرن.

وفي كتاب «صفحات من مذكرات نجيب محفوظ» للكاتب رجاء النقاش، تحدث «محفوظ» عن كتابته للسيناريو، قائلاً: «كتابة السيناريو استغرقتني طيلة الفترة من 1952 وحتى 1957، والتي سجلت اسمي خلالها كسيناريست محترف في نقابة المهن التمثيلية».

وأضاف «محفوظ»: «راودني أمل كبير عندما بدأت الكتابة للسينما في أن يصبح هذا المجال امتدادا لحياتي الفنية، وقلت لنفسي: (إن الكتابة للسينما تتضمن عناصر مشابهة إلى حد كبير للعناصر التي يقوم عليها بناء الرواية من خيال وحبكة وشخصيات وصراع، فلماذا لا تكثف عملك في هذا المجال وتعطيه مزيدا من الاهتمام ما دام هو قريبا من عالم الأدب؟».

بالصور.. أشهر أفيشات أعمال نجيب محفوظ فى السينما - اليوم السابع

وكتب «محفوظ» سيناريو فيلم «ريا وسكينة» عن مادة صحفية للكاتب الصحفي لطفي عثمان، فيما كان فيلم «الوحش» عن جرائم حقيقية في أواخر الأربعينيات ارتكبها المجرم الشهير «الخُط»، والذي كانت جرائمه حديث الشارع المصري لفترة من الزمن.

أما فيلم «جعلوني مجرماً» فكان أول الأفلام التي كتبها نجيب محفوظ وأخرجها آخر غير صلاح أبوسيف هو المخرج عاطف سالم، وكان الفيلم مأخوذاً عن واقعة حقيقية كتبها رمسيس نجيب وفريد شوقي، وأعد السيناريو الخاص به «محفوظ» والسيد بدير.

فيما أظهر «محفوظ» في فيلم «فتوات الحسينية» عالم الفتوات، في بناء درامي ورسم فريد لسلوك الشخصيات، بأحداث تدور حول «بيومي»، فتوة «الحسينية» السابق الذي يسلم عصا الفتونة لابنه «زقلط»، فيصمم الأخير على الثأر لأبيه.

كما تضم قائمة أفلام «محفوظ» أيضاً: «درب المهابيل»، و«النمرود» قصة فريد شوقي، و«الفتوة» الذي اختير ضمن أفضل أفلام السينما المصرية وعُرض في مهرجان برلين، و«مجرم في إجازة» المقتبس عن الفيلم الإنجليزي «النمر النائم»، و«ساحر النساء» وهو أول قصة يكتبها «محفوظ» للسينما دون المشاركة في كتابة السيناريو، و«الطريق المسدود» عن قصة إحسان عبدالقدوس وإخراج صلاح أبوسيف، ودارت أحداثه عن حق اختيار المرأة طريقة وأسلوب حياتها.

بالصور.. أشهر أفيشات أعمال نجيب محفوظ فى السينما - اليوم السابع

 نجيب محفوظ هو أكثر الأدباء العرب هما بالوطن، فنسج المجتمع المصرى في رواياته ومن ثم تحولت الروايات لأفلام، فظهر النسيج  الاجتماعي للشخصية المصرية منصهره في شوارع القاهرة لتجسد الملامح أيقونة مصر أمام العالم، يعد أدب نجيب محفوظ حى باق، حتى وإن لحقت التغيرات التكنولجية بالمجتمع فغيرت مفهوم الحارة والعاطفة والزقاق، إلا أن التاريخ الأدبى والثقافى لشوارع القاهرة مازال محتفظا بالمصطلحات التوثيقية لعبقرية المكان

تحميل رواية حكايات حارتنا pdf - نجيب محفوظ - مكتبة كل الكتب | تحميل وقراءة كتب pdf مجاناً

واقعية الرواية وواقعية السيناريو الحوار

عرف نجيب محفوظ بأنه رائد الرواية الواقعية، يضع نجيب محفوظ اسمه بشكل بارز بين كتاب الأدب والسينما الواقعية الاجتماعية ، على الرغم من وجود عمالقة في فن كتابة الرواية الواقعية التي تحولت لأفلام ولكن محفوظ حافظ على مدرسته الواقعية فأصبح رائد الرواية الواقعية ومن ثم السينما، وإن كان يحيى حقي أحد علاماتها البارزة في السينما مثلما في الأدب، فقد قدم روايتين للسينما كانتا تجسيدًا لواقع المجتمع الشعبي حينها هما؛ قنديل أم هاشم والبوسطجي. كما قدم يوسف إدريس رواية من بين أقوى روايات هذا التصنيف للمجتمع الريفي في فيلم “الحرام”، بالإضافة إلى إحسان عبد القدوس الذي قدم عدة روايات اقتبستها السينما للتعبير عن واقع الطبقة الوسطى القاهرية آنذاك، وهي “لا تطفئ الشمس” و”أنا حرة” و”لا أنام”، كما قدمت لطيفة الزيات بفيلم “الباب المفتوح“.

ائد الواقعية لم يعمل بالسينما قط طوال العهد الملكي الذي انقضى وزال مع ثورة 23 يوليو 1952، غضافة على رفضه كتابة الحوار لرواياته وهذه خصال حرص محفوظ أشد الحرص على تأكيدها في مجمل أعماله.

السيناريست نجيب محفوظ

في 23  فبراير 1953 تم عرض فيلم (ريا وسكينة) الذي أخذت قصته عن تحقيق صحفي للأستاذ لطفي عثمان المحرر بالأهرام كما جاء في مقدمة الفيلم، أما السيناريو فكتبه نجيب محفوظ ومخرج الفيلم صلاح أبوسيف الذي يرتبط بعلاقة صداقة مع محفوظ، واعتبر هذا الفيلم باكورة علاقة محفوظ بالسينما.

لاحظ أن نجيب في ذلك الوقت كان قد أصدر مجموعة مدهشة من رواياته مثل القاهرة الجديدة وخان الخليلي وبداية ونهاية وزقاق المدق والسراب، ناهيك عن رواياته التاريخية الأولى (كفاح طيبة/ عبث الأقدار/ رادوبيس)، ومع ذلك لم تتجرأ السينما على التعامل مع رواياته مباشرة إلا بعد سبع سنوات كاملة من دخوله عالم الفن السابع!

بعد عام واحد تقريبًا، وفي 5 مارس 1954 عرض فيلم (الوحش)، وهو الفيلم الثاني الذي كتب له السيناريو نجيب محفوظ مع مخرجه صلاح أبوسيف، وفي المرتين كان اسم نجيب يكتب قبل صلاح، وكانت أسماؤهما تأتي بعد أسماء نجوم الفيلم وممثليه خالية من أي تفخيم أو إكبار!

أما في 18 أكتوبر 1954 فقد شاهد الجمهور فيلم (جعلوني مجرمًا) للمرة الأولى، وشارك نجيب محفوظ في كتابة سيناريو هذا الفيلم كل من السيد بدير ومخرج الفيلم عاطف سالم، وسبق اسم محفوظ الاثنين الآخرين! وبعد أقل من شهر، وفي 8 نوفمبر 1954 عرض فيلم (فتوات الحسينية) وهو أول فيلم يكتب قصته للسينما محفوظ نفسه، فضلاً عن السيناريو، بمشاركة مخرج الفيلم نيازي مصطفى، ولعله أول أفلام الرجل عن أجواء الفتونة ومخاطرها، حيث أنه أثرى المكتبة العربية بعد ذلك بروايات آسرة تكشف عالم الحارات وصراع الفتوات مثل (أولاد حارتنا) و(الحرافيش).

يعد فيلم (درب المهابيل) أول فيلم يكتب فيه اسم نجيب محفوظ قبل أسماء نجوم الفيلم، إذ تظهر المقدمة هكذا (أفلام النجاح محمد فرج وشركاه تقدم درب المهابيل قصة نجيب محفوظ)، ثم تتوالى أسماء نجوم الفيلم، يعقبها كاتبا السيناريو محفوظ وتوفيق صالح مخرج الفيلم.

وعرض هذا الفيلم في 25 يوليو 1955، الأمر الذي يشير إلى أن صاحب الثلاثية قد أدركته حرفة السينما، وحقق فيها نجاحًا ملحوظاً، وقد سمعته غير مرة يقول ضاحكاً إن فترة عمله بالسينما كانت من أكثر الفترات التي تيسرت فيها أحواله المالية! (أفتح هذا القوس لأذكرك بما قاله فريد شوقي منتج فيلم جعلوني مجرمًا بأنه قد تعاقد مع محفوظ على 100 جنيه نظير كتابته لسيناريو هذا الفيلم).

لكن مع فيلم (النمرود) – عرض في 7 مايو 1956 – تراجعت مكانة نجيب محفوظ بشكل واضح،فبعد أن كتبَ اسمه بمفرده على الشاشة، وفي البداية وقبل النجوم، في فيلم (درب المهابيل)، وضعَ اسمه على الشاشة ضمن خمسة أسماء في فيلم (النمرود)، ترأسها فريد شوقي بوصفه مؤلف القصة، ثم نجيب محفوظ ببنط أصغر، يليه محمود صبح والسيد بدير بوصفهما كتاب السيناريو، وفي الأخير السيد بدير كاتب الحوار! ثم ازداد الأمر سوءًا مع فيلم (الفتوة) الذي عرض في 29 أبريل 1957، إذ تراجع اسمه على الشاشة بصورة ملحوظة، فقد كان ترتيبه الخامس من ستة أسماء كالتالي : قصة محمود صبحي وفريد شوقي/ سيناريو محمود صبحي/ السيد بدير/ نجيب محفوظ/ صلاح أبو سيف، وهو أمر ليس له تفسير سوى أن الرجل لم يكن منشغلاً بحجم اسمه وكيف يكتب وأين يوضع؟.

اسم محفوظ يزداد بريقا على الشاشة

أما في فيلم (مجرم في إجازة) فقد ارتفع اسم محفوظ قليلاً، حيث جاء في الترتيب الثاني على الشاشة، بعد كاتب القصة كامل التلمساني الذي اشترك أيضاً في كتابة السيناريو.

وعرض الفيلم الذي أخرجه صلاح أبو سيف في 10 مارس 1958. وفي خطوة جريئة كتب محفوظ للسينما قصة (ساحر النساء) ولم يشارك في كتابة سيناريو هذا الفيلم الذي أخرجه فطين عبد الوهاب، واستقبله جمهور الشاشة البيضاء للمرة الأولى في 21 أبريل 1958، وقد استعاد محفوظ مجده، حيث تصدر اسمه بالبنط العريض قائمة من ثلاثة أسماء آخرين كتبوا بخط أصغر!.

المدهش أن نجيب محفوظ لم يجد أية غضاضة في كتابة سيناريو رواية (الطريق المسدود) لإحسان عبد القدوس، وهكذا عرض الفيلم الذي أخرجه صلاح أبو سيف في 22 أبريل 1958، ليحقق نجاحًا كبيرًا آنذاك. وفي 20 أكتوبر 1958 عاد اسم نجيب محفوظ ليكون أول اثنين كتبا سيناريو فيلم (الهاربة) مع مخرجه حسن رمزي، أما فيلم (جميلة) ليوسف شاهين، فقد تصدر اسم محفوظ قائمة كتاب السيناريو وهم عبد الرحمن الشرقاوي وعلي الزرقاني ووجيه نجيب، في حين أن القصة كانت من نصيب يوسف السباعي. وقد عرض الفيلم في 9 ديسمبر 1958.

المثير أن نجيب كرر تجربة كتابة سيناريو بشكل منفرد لرواية أخرى لإحسان عبد القدوس، وهي (أنا حرة)، ويبدو أن العائد المالي لهذه المهنة كان مغريًا، ولا تنس أن نجيب محفوظ في ذلك الوقت كان موظفاً حكوميًا يتقاضى نحو 50 جنيهاً كما قال في أكثر من حديث. وقد عرض هذا الفيلم الذي أخرجه صلاح أبو سيف في 12 يناير 1959 .

مفارقات رواية أولاد حارتنا

رواية أولاد حارتنا التي نشرت مسلسلة في عام 1959 بالأهرام واتهم فيها نجيب محفوظ بأنه يتجاوز اللائق مع الأديان، أقول من المفارقات إن هذا العام شهد عرض فيلم  (الله أكبر) الذي كتب له السيناريو نجيب محفوظ نفسه، وهو فيلم أخرجه إبراهيم السيد، ويتناول بذكاء كيف استطاع الدين الإسلامي الجديد أن ينتصر بالحب والرحمة والعدل على جبروت حاكم مستبد يعبد الأوثان ويسيطر على إحدى مناطق شبه الجزيرة العربية، ويفرض على أهلها ضرائب باهظة وعذابات مستمرة. أي أن الذين أدانوا (أولاد حارتنا) وقادوا السذج ليقذفوا مبنى جريدة الأهرام بالحجارة، لم ينتبهوا إلى الفيلم الذي كانت دور السينما قد بأت تعرضه في 23 مارس 1959، وكيف أن كاتب سيناريو هذا الفيلم رجل مترع قلبه بإيمان كبير!

في فيلم (احنا التلامذة) كتب اسم نجيب محفوظ على الشاشة بمفرده لأول مرة ببنط عريض وخط رقعة جميل بوصفه كاتب السيناريو، ويبدو أن مخرج الفيلم عاطف سالم قد أراد أن يحتفي بالرجل إثر الحملة التي تعرض لها بسبب روايته (أولاد حارتنا) التي كانت تنشر في ذلك العام، وقد حقق هذا الفيلم – عرض في 12 أكتوبر 1959 – نجاحًا لافتاً آنذاك.

الثرثرة فوق النيل وبين السماء والأرض

أظنك لاحظت العلاقة الوثيقة بين فيلم (بين السماء والأرض) الذي أخرجه صلاح أبو سيف وكتب قصته نجيب محفوظ خصيصًا للسينما، ولم يكتب له السيناريو، – عرض يوم 9 نوفمبر 1959 – وبين روايته الباذخة (ثرثرة فوق النيل/ صدرت 1966)، إذ أن الفكرة في كليهما تنهض على تواجد مجموعة من البشر في مكان واحد، وما يكتنف ذلك من صراعات ونقاشات تكشف طبيعة الإنسان وضعفه في اللحظات الحرجة.

عند هذا الحد توقف السيناريست نجيب محفوظ عن التعامل مع السينما، واكتفى بعد عام واحد فقط بأن تبتاع السينما رواياته، وتقدمها للجمهور دون أي تدخل منه.

ريا وسكينة

تم إنتاج الفيلم عام 1953، ويتناول قصة حقيقية تعود لعام 1920 حول ريا وسكينة أشهر عصابات التاريخ في خطف الفتيات وقتلهم لسرقة مصاغاتهم الذهبية، وهو من بطولة أنور وجدى، نجمة إبراهيم، زوزو حمدى الحكيم، وإخراج صلاح أبو سيف، وكتب السيناريو والحوار نجيب محفوظ.

فتوات الحسينية

وتدور أحداث الفيلم  في أحد أحياء القاهرة القديمة، حيث يستلم الابن عصا الفتوة من أبيه، ويتعلم منه كيفية القتال بالنبوت، ويتأهل أن يكون فتوة في الحسينية، ثم يقوم صراع بين الشاب وبين الفتوة الحالي الطاغية، والذي ينافسه في حب نفس الفتاة التي يحبها،  دبر الفتوة الطاغية مؤامرة للشاب ويدخله السجن لعدة سنوات، ويسعى إلى الزواج من الفتاة التي تصده، وتنتظر عودة حبيبها، الذي تزوج منها قبل الدخول إلى السجن، تمر السنوات، ويخرج الزوج من السجن، وتقوم مشاجرة فاصلة بين المتصارعين على الفتونة، ويتغلب الشاب على الطاغية ويدخله السجن، ويعود إلى زوجته، ويصبح فتوة عادلا في الحي، والفيلم من بطولة فريد شوقي وهدي سلطان ومحمود المليجي، قصة وسيناريو نجيب محفوظ، إخراج نيازي مصطفي.

إحنا التلامذة

تدور أحداث الفيلم حول ثلاثة تلاميذ، وهم عادل (عمر الشريف)، حسنين (شكري سرحان)، وسمير (يوسف فخر الدين)، لكل منهم مشكلة، فعادل يحب جارته سهام، لكن أباها يرفض أن يزوجه منها، ويطرده أبوه من المنزل، أما حسنين فإن عمه يأتي إليه من الصعيد ليذكره بأهمية القيام بالثأر ممن قتلوا أباه، وسمير يعاني من إهمال أبويه له، بعد أن انفصلا، وتزوج كل منهما بطرف أخر، والفيلم  بطولة عمر الشريف وشكري سرحان ويوسف فخر الدين وتحية كاريوكا، ومن إخراج عاطف سالم، كتب السيناريو نجيب محفوظ، والحوار محمد أبو سيف.

الاختيار

كتب نصه السينمائي نجيب محفوظ وأخرجه المخرج العالمى يوسف شاهين، وتدور قصة الفيلم حول الشيزوفرانيا (مرض انفصام الشخصية) حيث تكتشف الشرطة في بداية الفيلم جثة مجهولة الهوية، والتي سرعان ما يحددون هويتها لشخص اسمه “محمود”، وتحوم شكوك رجلي المباحث المكلفين بالقضية حول “سيد” شقيق “محمود” بأنه القاتل، والذي يظهر بأنه مع عشيقته “بهية” “كمحمود” ومع زوجته “شريفة” “كسيد”، وشارك في بطولة الفيلم عزت العلايلي وهدى سلطان ومحمود المليجي ويوسف وهبي وسعاد حسني وسيف الدين شوكت.

الوحش

فيلم من بطولة أنور وجدي وسامية جمال ومحمود المليجي وعباس فارس، وإخراج صلاح أبو سيف، كتب القصة والسيناريو والحوار نجيب محفوظ، و يحتل المركز رقم 70 في قائمة أفضل مئة فيلم في مئوية السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد، وتدور أحداثه حول سفاح ملقب بالوحش في إحدى القرى الصعيدية، يخشاه الجميع بما فيهم الشرطة، يتمتع بحماية رضوان باشا الذي يستخدمه بدوره في حمايته في الانتخابات والتخلص من منافسيه،
ثم يتم إرسال ضابط جديد إلى القرية مع ابنه وزوجته مكلف بالقبض على الوحش، وتتوالي الأحداث.

بداية ونهاية

بحفاوة كبيرة يطل اسم نجيب على الشاشة قبل أي اسم آخر منفردًا ومكتوبًا بخط رقعة جميل ومشفوعًا بترجمة فرنسية، إذ ما إن تنطفئ الأنوار داخل قاعة العرض حتى تضاء الشاشة بهذه العبارة (دينار فيلم تقدم.. بداية ونهاية.. قصة نجيب محفوظ)، ثم تلا ذلك أسماء النجوم فريد شوقي في دور حسن، عمر الشريف في دور حسنين، كمال حسين في دور حسين/ أمينة رزق في دور الأم إلى آخره، أما السيناريو فكتبه صلاح عز الدين.

لكن هناك سؤال يستحق التفكير: لماذا تأخر صلاح أبو سيف في تحويل روايات صديقه إلى أفلام كل هذا الوقت؟ لقد صدرت (بداية ونهاية) في عام 1949، ولم تتسلل إلى شاشة السينما إلا بعد 11 سنة، فهل إدانة الرواية بشكل غير مباشر للعهد الملكي هي التي دفعت السينما إلى التغاضي عنها؟ أم أن صعود عبد الناصر ونجمه دفعا السينما إلى تقديم أفلام تدين العهد الذي سبقه؟  على أية حال في هذا الفيلم استطاع صلاح أبو سيف أن يستعيد أجواء القاهرة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي بكل رونقها وبؤسها، لكن ضرورات السينما أباحت المحظورات فاختزل المخرج وقائع وأحداثاً ذكرت في الرواية، وبدل مشاهد ونهايات. ومع ذلك يصح القول إن (بداية ونهاية) أقرب الأعمال السينمائية إلى الرواية الأصلية رغم العتامة التي تفرض ظلها على الفيلم من اللقطة الأولى حتى الأخيرة (بيع أثاث البيت حتى انتحار نفيسة) ورغم خفة ظل فريد شوقي وأستاذه في الغناء حامد مرسي، إلا أن القتامة تغلغلت واستقرت.

اللص والكلاب

المرة الأولى التي منح فيها نجيب محفوظ لقبًا مميزاً في عالم السينما كانت في مقدمة فيلم (اللص والكلاب)، حيث كتب اسمه بعد أسماء النجوم والممثلين هكذا (عن قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ)، وحسناً فعل مخرج الفيلم كمال الشيخ حين أضاف (عن قصة) لأنه أقدم على تغييرات كثيرة لم تكن موجودة في الأصل الروائي، ولأن عالم السينما له شروطه وقوانينه التي تختلف عن مناخات الرواية، الأمر الذي انتبه له المخرج المتميز.

اللافت للانتباه أن الفيلم عرض للمرة الأولى في 12 نوفمبر 1962، أي بعد صدور الرواية بعام واحد فقط، وبعد إجراءات التأميم التي اتخذها عبد الناصر قبل ذلك بأكثر من عام، فهل وجد كمال الشيخ بغيته في هذه الرواية تحديدًا لأنها تناقش قضية الصراع التاريخي بين الأثرياء والفقراء، وهل من حق المحروم أن يسرق الثري؟ أم أنه أراد أن يفضح أولئك المثقفين الذين يغيرون جلودهم وفقاً لمصالحهم القريبة، وكم مرّ على مصر الكثير من هؤلاء، خاصة في فترات التحولات الكبيرة؟ وأنت تعلم أن الستينيات شهدت تحولات مدهشة على كافة الأصعدة. على أية حال حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وأذكر أنني سألت كمال الشيخ في حوار أجريته معه في بيته بعمارة الأوموبيليا عام 1997 عن كيف يرى أفلامه بعد كل هذه السنوات، فذكر لي أنه يكن محبة خاصة لهذا الفيلم تحديدًا.

أسرار القاهرة (2)فيلم ريا وسكينة
أسرار القاهرة (5)أفيش فيلم الكرنك
أسرار القاهرة (6)أفيش فيلم المذنبون
أسرار القاهرة (7)افيش فيلم السراب
أسرار القاهرة (8)افيش فيلم بين السماء والأرض
أسرار القاهرة (11)قصر الشوق
أسرار القاهرة (12)القاهرة 30
43830-_315x420_dcc963cefa0a7d2aafd00424cb092dbf8c55558a4dfedceae1771481a04a08ba
احنا التلامذة
36537-فيلم-الوحش
فيلم الوحش
47513-فتوات-الحسينية
فتوات الحسينيه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!