الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة عن قصفه لسوريا
كتب – وكالات الانباء
كشف رئيس هيئة الاستخبارات الإسرائيلية، الميجور تمير هيم، تفاصيل جديدة عن الضربات التي وجهها الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، والمواقع التي استهدفتها قرب العاصمة السورية دمشق.
ونشر هيم بيانا جاء فيه: “قام جيش الدفاع الليلة الماضية، بفضل عمليات استخبارية عميقة، بإحباط عملية إرهابية إيرانية ومنع المساس بالأراضي الإسرائيلية“.
وتابع البيان أن “مندوبي إيران في سوريا حاولوا في الأيام الأخيرة إطلاق طائرات مسيرة متفجرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وقد كشفت الجهود الاستخبارية تخطيطات الخلية من داخل مبنى ايراني، بقيادة سليماني، وأدت لإحباط الخلية. فيلق القدس مستمر في جهوده لزعزعة الاستقرار في المنطقة“.
وأكد البيان “مواصلة الجهود لوقف محاولات فيلق القدس للمساس بإسرائيل ومواطنيها“.
وأرفق البيان صورة جوية أظهرت الأهداف التي ضربها الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، في عقربا، جنوب شرق دمشق.
اكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه سينشر مقطع فيديو يوثق نشاط الخلية التي استهدفها مساء أمس في سوريا، مشيراً إلى أنها كانت تخطط لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل بطائرات دون طيار.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، افيخاي أدرعي: “سنبث مساء اليوم الفيديو الذي يحاول قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إخفاءه”.
وأضاف أدرعي، أن “نشطاء فيلق القدس، والميليشيات الشيعية حاولوا إطلاق طائرة دون طيار مسلحة ضد أهداف إسرائيلية، من قرية عرنة، وبعد التشويش على عمليتهم، خططوا لإعادة التنفيذ أمس” السبت.
وتابع أدرعي، أن “العناصر المختارة لتنفيذ هذه المهمة، أفراد في الميليشيات الشيعية أتى بهم فيلق القدس إلى سوريا، ودربهم وسلحهم، والحديث عن ميليشيا تعمل وفق أجندة فيلق القدس لهدف تنفيذ عملية”.
وأضاف أدرعي، “في الأسابيع الأخيرة، هبطت معدات هذه الخلية في مطار دمشق الدولي مع عناصر إيرانية، وتجمعوا في قرية عقربا جنوب دمشق في مجمع خاص يتبع فيلق القدس”.
وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “رُصدت هذه المجموعة التخريبية من الإيرانيين والميليشيات الشيعية يوم الخميس الماضي، في قرية عرنة في طريقها لتنفيذ العملية، ورُصدت الطائرات التي كانت معهم، وتعرضت محاولتهم للتشويش وفشلوا في تحقيق الهدف”.
وأضاف، في “الليلة الماضية تقرر استهداف هذه الخلية في قرية عقربا، بعد استنتاج أنها تنوي تنفيذ العملية في الساعات المقبلة”.
من جانبها ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الأحد، إن وزير الخارجية مايك بومبيو، عبر عن دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من تهديد الحرس الثوري الإيراني، وذلك في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بعد ضربات جوية إسرائيلية في سوريا.
وأضافت الوزارة في بيان “ناقش وزير الخارجية ورئيس الوزراء كيف تستغل إيران وجودها في سوريا لتهديد إسرائيل، وجيرانها
كما شدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، على ضرورة تجنب أي تصعيد إثر تطورات الساعات الأخيرة على الساحتين اللبنانية والإقليمية.
وأكد بومبيو، حسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري، “خلال الاتصال ضرورة تجنب أي تصعيد، والعمل مع كافة الأطراف المعنية لمنع أي شكل من أشكال التدهور”.
من جانبه شدد الحريري “على التزام لبنان بموجبات القرارات الدولية لا سيما القرار 1701″، منبهاً إلى “مخاطر استمرار الخروقات الإسرائيلية لهذا القرار، وللسيادة اللبنانية، ووجوب العمل على وقف هذه الخروقات”.
وأعرب الحريري عن شكره لبومبيو على اتصاله، مؤكداً “بذل كل الجهود من الجانب اللبناني لضبط النفس، والعمل على تخفيف حدة التوتر”.
يذكر أن طائرتي استطلاع إسرائيليتين مسيرتين خرقتا الأجواء اللبنانية فجر اليوم الأحد، فوق منطقة معوض، حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسقطت الأولى، وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة في أضرار بمبنى مكتب العلاقات الإعلامية لـ”حزب الله”.
من جهته اعتبر الرئيس العماد ميشال عون اليوم الأحد، أن الاعتداء الإسرائيلي الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية لبيروت “عدوان سافر على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وفصل جديد من فصول الانتهاكات المستمرة لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، ودليل إضافي على نوايا إسرائيل العدوانية، واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة”.
ووصف رئيس الوزراء سعد الحريري سقوط طائرتي استطلاع إسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بـ “اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق صريح للقرار 1701”.
ولان اسرائيل تواصل غاراتها على الدول العربية فضربت اليوم العراق فقتل عنصران من ميليشيا الحشد الشعبي في العراق، وأصيب آخر بجروح اليوم الأحد، بعد استهداف طائرتين دون طيار مجهولتين، مواقعهم على الحدود العراقية السورية غرب البلاد.
على نفس الصعيد اتهمت مشليات الحشد الشعبي العراقي، إسرائيل للمرة الأولى اليوم الأحد، بالوقوف وراء الهجوم الأخير بطائرتين دون طيار على أحد ألويتها قرب الحدود العراقية السورية في غرب البلاد، ما أدى إلى سقوط قتيل على الأقل.
وقالت الميليشات الموالية لإيران في بيان: “ضمن سلسلة الاستهدافات الصهيونية للعراق، عاودت غربان الشر الإسرائيلية استهداف الحشد الشعبي، وهذه المرة من خلال طائرتين مسيرتين في عمق الأراضي العراقية، بمحافظة الأنبار
أعلنت قيادة عمليات الأنبار للحشد الشعبي في بيانها مقتل “مقاتلين اثنين في اللواء 45 بالحشد الشعبي وإصابة آخر بقصف بطائرتين دون طيار في قاطع عمليات الأنبار“.
وأضافت أن الطائرتين “مجهولتان” واستهدفتا نقطة ثابتة للحشد قرب الحدود العراقية السورية. وأدت الضربة أيضاً إلى احتراق عربتين.
ونشر الحشد عبر حسابه على تلغرام، صوراً تظهر عربات محترقة.
واللواء 45 تابع لميليشيا كتائب حزب الله في العراق، الذي تصنفه الولايات المتحدة في لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية.
وتأتي الضربة بعد أسابيع من غموض أحاط بانفجارات في مخازن صواريخ للحشد الشعبي في العراق، وحمل الأخير الولايات المتحدة مسؤوليتها، ملمحاً في الوقت نفسه إلى ضلوع إسرائيل فيها.
وتعرضت أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي إلى انفجارات غامضة في الشهر الماضي، كان آخرها الثلاثاء في مقر قرب قاعدة بلد الجوية حيث تتمركز قوة أمريكية، شمال بغداد.
وتحدثت تقارير عن تورط إسرائيل في العمليات، دون أي اتهام مباشر، ودون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها.
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أصدر قبل أيام قراراً بـ”إلغاء كافة الموافقات الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية من الاستطلاع، والاستطلاع المسلح، والطائرات المقاتلة، والطائرات المروحية، والطائرات دون طيار بكل أنواعها لجميع الجهات العراقية وغير العراقية“.
ولان هناك أهداف سياسية خلف الضربة الإسرائيلية للمواقع الإيرانية في سوريا
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس السبت، غارات جوية على أهداف حيوية تابعة لـ”فيلق القدس” الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني في العاصمة السورية دمشق، مؤكداً أن العملية الاستباقية نفذت بعد معلومات استخباراتية عن مخططات إيرانية لضرب أهداف في إسرائيل.
وتبنى جيش الاحتلال الإسرائيلي سريعاً العملية التي شنها في وقت متأخر من مساء أمس السبت، معلناً عبر وسائل الإعلام العبرية المختلفة أن القصف استهدف مواقع إيرانية في منطقة عقربا، جنوب شرقي دمشق، وأحبط من خلالها خطة إيرانية كانت تشمل تنفيذ بطائرات دون طيار محملة بكيلوغرامات من المتفجرات والتي كان “فيلق القدس” يسعى لتفجيرها ضد أهداف في شمال إسرائيل، حسب ما ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في مؤتمر صحافي.
ويفيد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن الضربة دمرت طائرات دون طيار تشبه تلك التي يستخدمها الحوثيون في اليمن، وقادرة على حمل عدة كيلوغرامات من المتفجرات وكان مفترضاً تشغيلها من قبل مجموعة من الطيارين الإيرانيين الذين وصلوا إلى سوريا قبل أيام لتنفيذ المهمة.
وبعد العملية رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب، ونشر بطاريات الدفاع الصاروخي في الشمال، تحسباً لأي رد إيراني.
ويفيد موقع “واي نت” الإسرائيلي، أن تل أبيب هدفت بهذه إلى العملية لردع إيران أولاً، وإرسال رسالة مباشرة إلى روسيا، مفادها أن الوجود الإيراني في سوريا لا يزال مستمراً، وهو ما لا يمكن أن تقبله إسرائيل، أو تسمح باستمراره.
ورغم أن العملية تحمل في طياتها أبعاداً عسكرية لحماية أمن إسرائيل إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أراد ضرب عصفورين بحجر واحد، وتحقيق مكاسب سياسية منها.
مكاسب عسكرية
ويؤكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن هدف العملية كان نقل رسالة لطهران بأنه لا حصانة لها في أي مكان. وأضاف في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية صباح اليوم الأحد، أنه لولا النشاطات الإسرائيلية على مدى السنوات الأخيرة لوصل مائة ألف مقاتل إيراني إلى الحدود الإسرائيلية.
في حين أقر الوزير الإسرائيلي تساحي هانغبي، بأن “هناك معركة عسكرية مباشرة تدور بين إسرائيل وايران، والأخيرة تحاول إرهاقنا وتمول منظمات إرهابية وتزودها بالأسلحة”.
مكاسب سياسية
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لاغتنام الفرصة قائلاً في تغريدة على حسابه في تويتر: “بجهد عملياتي كبير، أحبطنا هجوماً من قبل فيلق القدس والميليشيات”، مضيفاً أن “إيران ليس لها حصانة في أي مكان.. وقواتنا تعمل في كل اتجاه ضد العدوان الإيراني”.
وبعد تصريحات نتانياهو، انتقدت أسماء سياسية كبرى في إسرائيل رئيس الوزراء الإسرائيلي، واتهمته بمحاولة استغلال الفرصة لتحقيق مكاسب سياسية، وانتقد القيادي في حزب “أزرق أبيض” موشيه يعالون، الذي شغل سابقاً منصب وزير الجيش ورئاسة الأركان، إعلان نتانياهو مسؤولية إسرائيل عن الهجمات ضد القوات الإيرانية في سوريا قائلاً، في مقابلة إذاعية مع هيئة البث الإسرائيلية: “نفذنا عمليات كثيرة كهذه، لكننا لم نسارع لإبلاغ أصدقائنا وإعلان مسؤوليتنا عنها، وفي الفترة الأخيرة يتم استخدام هذه العمليات لأغراض سياسية، وهذا يؤسفني”.
وهاجم رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، نتانياهو، ونشر مقطع فيديو على حسابه على تويتر، قال فيه إن “الخطر الوجودي الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل، وهو أشد من خطر الإرهاب والصواريخ وحتى من إيران، هو خطر انهيار إسرائيل من الداخل، بالقضاء على الديمقراطية فيها، وفرض السلوك الديني فيها، والفساد الذي ينهش كل دوائر الحكم، في ظل غياب الاستعداد للحديث بصدق عن مستقبلنا”.
وقال باراك أيضاً في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “الهجوم الإسرائيلي في سوريا لا علاقة له بالردع، هو ثرثرة ستعود بالضرر على إسرائيل، وظاهرة باتت ملازمة للحكومة الحالية التي تسارع إلى إعلان مسؤوليتها عن هجمات خارجية، بعد أن أمضت إسرائيل عقوداً في تنفيذ عمليات ضمن سياسة الغموض، التي تمنع الآخرين من الرد عليها”.